روايات رومانسيهرواية مغتربه داخل قلبه

رواية مغتربه داخل قلبه الحلقه الرابعه

الحلقه (4)..”مغتربة داخل قلبه “.
———–
إرتعشت أطرافها أثر كلماتهُ ، أخذت نفسًا عميقـًا وهي تحدق به في هلعٍ لتتراجع للخلـف مُبتعدة عنه لتردف بصدمة :
– آنت مُختل ؟! ، أجل أنت كذلك ، مُنذ أن رأيتك للوهلة الأولي وانا أري هذا ولكن الآن تأكدت .
وقفت أمـامه شامخة الرأس ، لتضرب كفًا بالآخر وقد قهقهت بصوتِ عال بعض الشيء تسخر من حديثه فيما عقد هو بين حاجبيه ليقول بنبرة جامدة بعد أن أستقام واقفًا أمامها :
– ومـا المُضحك فيما قلته ؟! ، أُعجبت بكِ وأريد أن أتزوجكِ .

أستحال لون وجهها للحُمرة الفاقعه ، لتصر بأسنانها في غيظِ قائلة :
– علي أي أساس تطلب الزواج بي ! ، أنت يهودي ، يهووووودي .. اللعنة عليك ، كيف تطلُب مني هذا ؟!
في تلك اللحظه قام بوضع كلتا يديه في جيبي بنطاله ، ليُطالعها بنظرة واثقه قائلًا :
– أُريد إعتناق الاسلام أيضـــًا ، والآن ما قرارك !
فتحت اسلام عينيها علي وسعهمـا ، رمقتهُ من فوق كتفها بشكِ فهي تعلم كيد هؤلاء المُخادعين ، أخذت تبحث فيما قاله لعدة دقائق ، ما السبب الذي يجعل شـاب يعتنق دينًا آخر ولم يعرف عنهُ شيء ! ، وكيف يتزوج بفتاة لـم يرها سوي يومين فقط ؟! ، لفت إنتباهه شرودهـا الذي طال قليلًا ليتابع بنبرة ثابتة :

– إلي أين وصل بكِ التفكير يا مُشاكستي الصغيرة !.
جدحته اسلام بنظرة صارمة ، ثم رفعت إصبعها السبابة أمامه وقالت :
– توقف عن هذا الهـراء الآن ، مُشاكسة مَن قُلت ! ، ألجم جماح خيالك اللعين ، فـ أنا لن أقبل بهذه المهزلة ، لو حقًا قد إقتنعت بالاسلام ، فـ حينئذٍ يمكنك اعتناقه ، ولكن لماذا تربط هذا بعرض الزواج ؟!

تقــدم چوزيف خُطوتين للأمــام ، إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة ليردف بأريحية شديدة :
– أرغب بإعتناق الاسلام والزواج بمسلمة ، لكي تُعينني علي تلقي تعليمه ، هذا فحسب ، ومُنذ أن رأيتكِ ومـال قلبي لكِ ، فـ لديكِ معرفة بالاسلام واسعة .. وأعدك بأنني سأكون كمـا تتمنين .. أرجو منكِ أن تُفكري قليلًا قبل أن أتلقي إجابتك .

مـال عقلها لحديثه لوهلة ، وجدته يُطالعها بنظرة حانية ، أشاحت بوجهها بعيدًا عنه ، فما قالهُ أثار الحماس داخلها ، ايعتنق أحدهم الاسلام علي يدها ؟! ، وتحظي برضاء الله عليها .. شعرت بـدوار في رأسها لتجلس إلي المقعد علي الفـــور في حين ودعها هو مُنصرفًا لتقول بنبرة خافتة :
– أتزوج يهودي ! ، أقصد بعد أن يُصبح مسلمًا قطعًا ، ولكن ! ، انا لا أعرفه جيدًا .. فلربمـا هُنـاك خطة لاعتقالي وضمي إلي الموسـاد الإسرائيلي ويقومون بـ قص شعري كـ المُناضلة الجزائريه “جميلة بو حيرد ” ضد الاستعمـار الفرنسي ، يا إلهي .. لن أكون أبدًا ضحية الاستعمار الإسرائيلي الملعون .. إنتظري يا فتـاه ، ولكنه أمريكي في الأصل ! ، ولكنه يمكنه بكُل سهولة خطفي إلي اسرائيل وإغتصابي وتقطيع ملابسي ثم إجباري ان أكون جاسوسة علي بلدي .. عااااااا .. يا إلهي أين هي جودي ، لابد من الاتصال بهــا .

إلتقطت الهاتف من حقيبة كتفها ، إبتلعت ريقها بصعوبه لتضع الهاتف علي أذنها قائلة بنبرة مُضطربة مـا أن سمعت صوت صديقتها :
– جــــودي ، فلتأتي إلي في الحال ، صديقتك سـ تُعتقل ويتم تعذيبها بشكلِ وحشي ، هذا اليهودي وضعني في رأسه ولن يتركني .

جودي بفزعِ : ماذا تقولين أنتِ ، فلتهدأي قليلًا يا حبيبتي .. ماذا يحدث معكِ .
اسلام وهي تتفحص المكان بعناية :
– تعالي إليّ ، سيخطفني يا حمقاء .. أُريد أن أُقبل يدي أمي قبل أن استشهــد ، وأخيرًا سأنال لقب شهيدة ، أقرأ معي الفاتحة مُقدمًا .

جودي بضحكة خفيفة : حتمًا جُننتي في سن مُبكرة ، مسكينة أنتِ ، خيالكِ الخِصب هذا سينال منكِ ، أيتها المُشاكسة ، أنتِ لا يقدر عليكِ سوي الله ، داهيــة ..كان الله في عون خاطفيكِ .
——–
– مــاذا ، أنهيت جولتك بـ مِصر ؟! ، ألم تُعجبك خدمتنا سيد چوزيف ! .
أردف ضاهر الناصفي بهذه الكلمـــات وهو يُمعن النظر بوجه چوزيف القابع أمامه علي المقعد المُقابل فيما تابع الأخر قائلًا بإبتسامة هادئه :
– بالفعل عـادت زميلتي إلي أمريكا ، وأنتهت جولتنا هُنـا ، ولكن مِصر جميلة جدًا ، ولكن سبب بقائي هُنـا سيكون لأمر أخر غير التنزه ،لذا لم أنهي إقامتي بالفُندق .

ضاهر بإهتمام لحديثه : ومــا الأمر ؟! ، بإمكاني مساعدتك ؟!
چوزيف بنبرة ثابتة :
– أجل الأمر كُله معك ، سيد ضـاهر !
———–
– أرأيتي حظ إبنتك يا أُمي ! ، هذا المشهـد يُذكرني تمامًا بكِ ، عندما تطهين الفاصوليّا وفي كُل مـرة تفاجأين بأنني لا أُحبها ، فكُل ما لا أُحبه يراودني .

قالت اسلام ذلك وهي ترتمي بين أحضان والدتها ، أخذت تكفكف دموعها بمنديلًا ورقيًا .. فيما تابعت جودي بنبرة جامدة :
– لهنا وكفي ، أنتِ لم تذرفي دمعة واحدة ، أصابني صُــداع نصفي بفضلك .. أيقف الشاب علي بابكم ويطلب الزواج منكِ الآن ؟!!!

إعتدلت اسلام جالسة وأخذت تصر علي أسنانها وهي تمزق هذا المنديل بين يديها قائلة بحنقِ :
– أحزن لأنه تجرأ وطلب مني هذا الفعل الشنيع .
السيدة فاطمه بضحكة هادئه :
– ماذا فعل الفتي ، رغب في أن تُشاركية حياته المُقبلة وهو مُسلمًا خالصـًا .
قفزت واقفه في الحـــال ، تخصرت أمامها وبنبرة ساخرة قالت :
– وماذا وإن كانت هذه خطة منهُ ، أترضين أن تُعتقل إبنتكِ يا أمي وتُسلب أغلي ما تملك وتُصبح جاسوسة ؟!

أخفضت الأم رأسها أرضًا تمنع قهقهاتها التي أوشكت علي الإنفجار بينما لم تحتمل جوظي أكثر من ذلك لتقهقه بنبرة عالية وتقول بعد أن سعلت بشدة :
– أهلكتني ضحكًا يا اسلام كم أنتِ خياليـة وطفلة ، سيكون زوجكِ يا حبيبتي إذا مَن الله عليه بنعمة الاسلام ، وستؤجرين أنتِ علي هذا ، هل يُعقل أن يؤذي رجلًا زوجته ! ، قطعًا لا .

اسلام بإعتراض : بلي ، يُعقل ، أنتِ لا تعرفين اليهود .. حتي لو اعتنق الاسلام .. سيظل فكره يهودي ، وجسده يهودي ، وأسنانهُ يهودية أيضـًا .
فغـــرت كُلًا من السيدة فاطمة وجودي فاهيهما ، تنقلت اسلام ببصرها إليهما لتلوي شدقها بإستنكار قائلة :
– ما بكما ؟! .
جودي كاتمة ضحكاتها : ماذا تقصدين بأسنانه يهودية ! ..إشرحي أكثر الآن .
اسلام بتحدِ : أجل .. أقصد انني أرغب أن يكون زوجي ذا أسنان ناصعة البياض ..اتعلمين بأنني اهتم بهذا الجانب كثيرًا ، فما بالك بكونه بهوديًا ، يُردد أحاديث غريبه ويتناول طعامًا كذلك ..إنه بحاجة إلي إعادة هيكلة وتعقيم كُلي حتي أتقبله .

أمسكت السيدة فاطمة كف ابنتها ثم ربتت عليه بحنو قائلة :
– كُلنا خُلقنا مُسلمين بالفطرة ، وكُلنا وُلدنا مُخيرين لا مُسيرين .. وليس كُلنا إخترنا الاسلام دينـــا ولكن كُلنا سيُحاسب علي ظُلمه لنفسه عسيرا .. لقد أدرك الرجل خطأه ورغب في أن يمشي في الحق قبل أن ينتهي مشواره الدُنيوي ، يجب أن تدعميه حبيبتي ، وإن كُنتِ لا تريدي ذلك ، فليُغلق الموضوع فـورًا وكأنه لم يحدث .

اسلام وهي توميء برأسها عدة إيماءات سريعة :
– أجل ، فلنُغلقه للأبد .
في تلك اللحظه قطع حديثهم مجيء إحدي العاملات بالقصر والتي طرقت علي الباب عدة طرقات خفيفة لتأذن لها السيدة فاطمة بالدخول ، أطلت العاملة من خلف الباب ثن رددت بنبرة هادئه :
– الغداء جاهز ، والسيد ضاهر بإنتظاركم .

إتجه الثلاثة للطابق الأرضي حيث غُرفة الطعام ، جلسن في صمتِ شديد ، نظرت جودي بإتجاه اسلام ترمُقها بحذر لتبدت في تناول وجبتها حتي لا يُلاحظ والدها شيء ..

رفعت اسلام طرف شوكتها إلي فمها ، وقررت أن تنسي ما حدث تمامًا ، فهي تعشق الطعام ولا يوجد من يُغير مزاجها ناحيته ، قامت بتناول الكعام وأخذت تمضغه بنهمٍ شديدٍ لتجد والدها يتابع بنبرة هادئه :
– هُنــاك عريس قد طلب يدك مني يا اسلام ؟!

رفعت بصرها إليه ترمقهُ بعينين جاحظتين ، أخذت تسعل بقوة فيما مدت جودي ذراعها لتضرب علي ظهر اسلام بخفة وهنا تابع ضاهر وهو يناولها كوب المـــاء :
– ارتشفي القليل من الماء ؟! ، مــاذا حدث ؟!

اسلام وهي تنظر لصديقتها قائلة بخفوتِ :
– أنهُ هو اليهودي .. قُلت لكِ لن يتركني وشأني .
السيدة فاطمة وقد توجهت بالحديث إلي زوجها وبدي التوتر في صوتها :
– من هو يا ضـــاهر ؟!
– چوزيف ألبرت .. مُسلم بدايةً من الغــد .
——–
(في غُرفة چوزيف بالفُندق ) ،،،

– مـــاذا ؟!.. تعتنق ماذا ! ، لقد جُننت كُليًا ، أتنتقم منهـا أم تأخُذك هي إلي عالمها !

أردفت كاثرين بتلك الكلمات وهي تُحادثه عبر مكالمة فيديو وقد عَبرت قسمـات وجهها عن الدهشه المموجة بالحنقِ فيما تابع هو بإبتسامة ظفــر :
– أي عالم هذا ، سأُلقنها درسًا لن تنساهُ أبدًا ، ستتذكرني في كُل لحظة تُعانيه ، وتطلب مني الصفح ولن أرحمها .. لقد أقنعت والدها ، انتِ تعلمين حُب المُسلمين لضم الآخرين إلي دينهم .. وهذا مـا فعلته وما أن تُصبح زوجتي حسب تقاليد دينهم ، سأخذها بنفسي إليكِ لتلقي ما تستحقه .

كاثرين بضيقِ : دينهم أم دينك الجديد ؟!

” علي الجانب الاخر ،،،

– القرار لكِ حبيبتي ، ولكنني وددت أن أُخبركي بصدق ما قاله وحُبه للاسلام وستؤجرين كثيرًا علي هذا ، فكما وُرد في الحديث الشريف “لأن يهدي الله علي يديك أو بك رجلًا واحدا ، خير لك من حمر النعم “.. ولتأخذي وقتكِ في التفكير .
أردف والدها يُقنعها بذلك ، أحست اسلام بأن الأمــر أبسط مما تخيلت ، فهُنـاك ضيفًا جديدًا يود القدوم إلي دينها ، فلم لا تقبل به ، ولكنها لن تكون لهُ بهذه السهولة ، شقت إبتسامة ظفر علي شفتيهــا لتلتفت ناحية والدها وبنبرة هادئه أردفت :
– سأوافق يا أبي ، ولكن بشرط !

ضاهر بتساؤل : ومــا هو ؟
أعــادت اسلام رفع شوكتها إلي فمها من جديد بكُل أريحية ، لتقول بإبتسامة هادئه :
– عقب دخوله الاسلام ، وكذلك إتمام عقد قراننا ، لن يتم التشهير أو أُصبح زوجته فعليًا بهذه السهولة .

ضاهر بإستفهام : يعني ؟؟!!
اسلام باستئناف : أي اننا يجب أن أفهمه أكثر ، اتعرف علي طباعه وكذلك اتأكد تمامًا بأنه تطهر كُليًا من التقزز الذي كان عليه في السابق ، فـ أرغب به أن يأتي ليعيش معنا هُنا داخل القصر بعد عقد القران في غرفة مُنفردة ، وإن لم يحدث هذا ، فـ أنا لن أقبل الزواج منهُ

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

جلابية محب (كامله)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى