منقذي_الزائف
بقلم بتول علي
الفصل الثالث
دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ورأى عمرو أن هذه هي اللحظة المناسبة لكي يغادر شقه آية بعدما خلد الجميع للنوم وخاصة والدته التي لا يريدها أن تعلم أي شيء عن اتفاقه مع مروة.
خرج عمرو من الغرفة وسار بخطوات هادئة نحو باب الشقة ثم فتحه بهدوء وغادر دون أن يعلم أن آية قد رأته فقد سمعت صوت باب غرفته وهو يتم إغلاقه فخرجت من غرفتها وتأكدت مما كانت تشك به فهي تعرف مروة جيدا وتعلم أنها لم تكن ستترك عمرو يتزوج بامرأة أخرى إلا إذا كانت واثقة من أنه لن يقترب منها.
ضغطت آية على قبضة يدها بعدما كورتها وتمتمت بغضب ناتج عن شدة الغيظ الذي تشعر به في قلبها بسبب تلك الإهانة التي تعرضت لها بسبب مروة:
-“ماشي يا عمرو، اعمل اللي أنت عايزه بس أنا مش هسكت على عمايلك أنت والحلوة مراتك، استنوا عليا وشوفوا أنا هعمل إيه وإزاي هاخد حقي بعد ما أهانتني النهاردة”.
على الرغم من عدم حب آية لعمرو إلا أنها لن تتغاضي وتصمت عن تلك الصدمة التي شعرت بها عندما صرح عمرو أمامها بأن زواجهما سوف يكون مجرد حبر على ورق وأن نظرته لها لن تتغير وسوف يظل يراها دائمة أرملة ياسين ووالدة ابن شقيقه الراحل.
دلف عمرو إلى شقته وكما توقع فقد وجد مروة مستيقظة وتجلس في الصالة تنتظر حضوره حتى تتأكد من التزامه بالاتفاق الذي عقده معها وعدم حنثه بالقسم الذي قطعه أمامها.
ابتسم عمرو وهتف بنبرة مازحة وهو يجلس على أقرب كرسي موجود أمامه:
-“أظن كده أنتِ بقيتي مطمنة وواثقة في حبي ليكِ وأن آية بالنسبة ليا تبقى أرملة أخويا وعمري ما هبص ليها على أنها زوجة”.
شعرت مروة بالسعادة الشديدة لأنها تأكدت أنه مهما حدث فلن تتمكن آية من سرقة زوجها ولكن هذا الأمر لا يعني أنها ستصمت وتتقبل فكرة وجود ضرة لها لأنها تعلم جيدا أن حماتها لا تحبها وسوف تسعى للتقريب بين آية وعمرو في الفترة المقبلة.
ذكاء مروة جعلها تدرك أن فادية التي تكرهها بشدة تحب آية كثيرا وتعتبرها مثل ابنتها وهذا يؤكد أنها سوف تبذل كل ما في وسعها حتى يتقبل عمرو فكرة زواجه منها.
نهضت مروة وتوجهت نحو زوجها وهي تسأله:
-“تحب أعملك حاجة تاكلها يا حبيبي ولا هتدخل تنام؟”
أجابها وهو ينهض ويتوجه نحو غرفة نومهما:
-“لا أنا هدخل أنام لأني حاسس أني تعبان ومش شايف قدامي”.
جلست مروة تفكر فيما سوف تفعله في الفترة المقبلة فهي قد أجبرت على تقبل زواج عمرو من آية لأنه لا يمكنها أن تطلب الطلاق فهي ليس لديها مكان تذهب إليه فوالدها قد توفى وهي في مرحلة الطفولة وبعد وفاته بفترة قصيرة تزوجت والدتها من رجل متسلط لم يكن يحبها وكان يعاملها بقسوة ويتشاجر كثيرا مع والدتها بسببها وعندما تقدم عمرو لخطبتها شعرت بالسعادة لأنها ستتخلص من وجود زوج والدتها في حياتها والذي لن يقبل أبدا أن تعود إلى منزله مرة أخرى وهي مطلقة.
عادت هبة إلى منزلها بعدما تعافت وقد شعرت ببعض الراحة بعدما أوفى مالك بوعده لها ونشر التسجيل الذي يثبت براءتها على جميع وسائل التواصل الاجتماعي وبالفعل قد علم الجميع أنها بريئة ولكنها لا تزال تعاني من نظرات بعض الجيران الذين لا يزالون يشككون في أخلاقها ويخوضون في سمعتها وهذا الأمر جعلها تعقد العزم على بيع المنزل الذي تعيش فيه وتنتقل إلى مكان أخر بعيدا عن هؤلاء المزعجين الذين يقومون بمضايقتها.
نشرت هبة إعلان لبيع منزلها ولكنها لم تجد مشتري مناسب فجميع الذين اتصلوا بها بشأن الإعلان عرضوا عليها أسعار غير ملائمة للمنزل فهو يستحق أن يتم بيعه بمبلغ كبير نظرا لمساحته ولموقعه المتميز في المنطقة التي تعيش بها.
شعرت هبة باليأس والإحباط وصرفت النظر عن فكرة بيع المنزل بعدما لم تجد من يعرض عليها سعرا مناسبا وقررت أنها سوف تتحدى الجميع وتواجه من يتحدث عنها بكلمة سيئة ولن تهرب أبدا بل ستدافع عن نفسها فهي لم ترتكب أي ذنب أو خطيئة تجعلها تهرب وتترك المنزل الذي نشأت به والذي يحتوي على جميع الذكريات التي عاشتها مع عائلتها.
هذا المنزل يجعلها تتذكر الكثير من اللحظات السعيدة وفي الوقت نفسه يجلب لرأسها الكثير من الذكريات التي تسعى لنسيانها ففي هذا المنزل رأت أحمد لأول مرة وتعرفت عليه.
حدث هذا الأمر قبل ثلاث سنوات بعدما توفي والدها ببضعة أشهر وكانت حينها تشعر بالصدمة وترفض خلع الملابس السوداء ولم تكن تتحدث مع أي شخص على الإطلاق وهذا الأمر جعل والدتها تشعر بالقلق وتخشى أن يصيب ابنتها نوبة اكتئاب حادة قد تؤدي بها إلى الانتحار مثلما حذرها الطبيب الذي قام بفحصها عندما امتنعت عن تناول الطعام.
استجابت أسماء إلى نصائح بعض الجيران الذين اقترحوا عليها أن تقوم بعمل بعض التغييرات في المنزل وتعديل الديكور العام معتقدة أن هذا التغيير سوف يجعل هبة تنسى تلك اللحظات التي تتذكرها كلما نظرت إلى كل مكان كان يجلس به والدها.
اتفقت أسماء مع أحد الأشخاص المختصين في هذا الأمر وبالفعل حضر هذا الشخص بعد بضعة أيام برفقة مجموعة من العمال الذين يعملون تحت إمرته وكان أحمد من بين هؤلاء الشباب والذي وقع في حب هبة من النظرة الأولى وسعى جاهدا لكي يتقرب منها.
-“وجهك جميل وعيناكِ ساحرتان ولا يلائمك الحزن فحورية مثلك قد خلقها الله حتى تنعم بالدلال على يد من يقدر قيمتها”.
قال أحمد تلك الجملة أثناء فترة استراحته وهو ينظر إلى هبة التي كانت تجلس في ركن منعزل بعيدا عن الضوضاء التي يتسبب بها العمال أثناء العمل.
تملك الضيق من هبة ليس لأن أحمد يتعمد مغازلتها بكلمات رومانسية وباللغة العربية الفصحى مثلما يحدث في الروايات التي تقرأها بل لأنها بدأت تتأثر بكلماته التي تدغدغ مشاعرها وصارت تجلس كل يوم وتنتظر سماع عبارات الغزل من أحمد الذي أنقذها من مستنقع الاكتئاب الذي كادت تسقط به لو ظهوره في حياتها.
محاولات أحمد وإصراره على التواصل مع هبة جعلها مع مرور الوقت تخرج من عزلتها وتبدأ في الاكتراث لأمره وقد تطور الأمر سريعا إلى أن وقعت في حبه وصارت لا تستطيع أن تعيش من دونه.
بدأ العام الدراسي الجديد واستأنفت هبة الدراسة في الجامعة وظلت علاقتها بأحمد مستمرة بل وأصبحت أقوى فهي صارت تتحدث معه عدة مرات في اليوم وكل ذلك كان يتم بدون علم والدتها.
ابتسمت هبة بشدة وهي تجلس برفقة مروة في كافتيريا الجامعة وذلك بعدما قرأت الرسالة التي أرسلها أحمد قبل لحظات قليلة وكان محتوى هذه الرسالة هو جملة يعبر فيها أحمد عن حبه الشديد لها حيث قال:
-“عشقك موشوم ومقترن بروحي، وملامح وجهك محفورة في عقلي لأنني عشقتك وانتهى الأمر وصار مفتاح قلبي بين يديك يا أميرتي الجميلة، لا أتخيل أن يمر يومي دون أن أستمع إلى صوتك الذي يطرب قلبي ويجعلني قادرا على استكمال يومي وأنا أشعر بالسعادة لأنكِ بقربي”.
رأت مروة الابتسامة المرتسمة على وجه هبة وهي تنظر إلى هاتفها فعلمت أنها تلقت رسالة من أحمد وهذا الأمر جعلها تشعر بالقلق على صديقتها الوحيدة.
لم يعد بإمكان مروة أن تتحمل رؤية صديقتها الوحيدة وهي يتم خداعها بهذا الشكل ولهذا السبب قررت أن تصارحها بالحقيقة التي علمتها قبل فترة قصيرة ولكنها كتمتها في نفسها ولم تخبرها بالأمر حتى لا تجرح مشاعرها.
حمحمت مروة قبل أن تبدأ حديثها بالجملة التي أثارت غضب هبة:
-“هبة أنتِ مينفعش تكملي مع أحمد ولازم تسيبيه في أسرع وقت ممكن لأنه مش مناسب ليكِ وأنا بقول قدامك الكلام ده مش عشان غيرانة منك، لا والله العظيم أنا بحبك وعايزة مصلحتك وأحمد هيدمر حياتك لو فضلتِ معاه”.
تفاجأت هبة من حديث صديقتها الذي ضايقها ولكنها تمالكت أعصابها وسألتها بلهجة حادة تدل على شدة انزعاجها:
-“إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا مروة وليه بتقولي كده أصلا وأنتِ مش عارفة أي حاجة عن أحمد؟!”
أجابتها مروة بصراحة ودون أي محاولة للمماطلة في الحديثة فهي تريد أن تنقذ رفيقتها حتى لو كان الثمن هو التسبب في حزنها لبعض الوقت:
-“مين قالك أني معرفش أي حاجة عن أحمد؟! يكون في علمك هو يبقى ابن عم مالك أخو آية مرات ياسين أخو عمرو خطيبي وأنا شوفت صورته بالصدفة لما كانت بتفرجني على صور عيلتها وهي اتكلمت معايا عنه وقالت أن هو واحد مدمن وأن أهله حاولوا كتير يعالجوه بس هو رافض فكرة العلاج وكمان اتخانق كذا مرة مع أمه وسايب البيت ومش قاعد مع عيلته وبيشتغل صنايعي عشان يصرف على الحاجات اللي بيتعاطاها”.
وكانت هذه هي أولى الصدمات القاسية التي تلقتها هبة من ناحية أحمد ولم تكن الأخيرة فقد توالت الصدمات عليها واحدة تلو الأخرى في محاولة لتحذيرها مما هي مقبلة عليه وها هي تجني الآن ثمن عدم استماعها لصوت العقل الذي حذرها من الاستمرار في السير وراء نداء القلب الذي صَّور لها أنها ستحيى حياة وردية وسعيدة مع حبيبها أحمد.
ذهبت أماني “والدة أحمد” إلى المستشفى ودلفت إلى الغرفة التي يرقد بها ثم جلست أمام سريره وأمسكت كفه وربتت عليه قائلة بحزن:
-“هتفضل لحد إمتى في الحالة دي يا أحمد؟ قوم بقى يا ابني حرام عليك اللي بتعمله فيا ده، مش كفاية عليا أني خسرت زياد أخوك زمان لما غرق، مش هقدر أستحمل خسارتك أنت كمان”.
أخذت اماني تبكي بحرقة شديدة فهي قد حمَّلت أحمد ذنب غرق شقيقه وأصبحت تعامله بجفاء شديد إلى أن صار مدمنا وأهمل دراسته وتدمرت حياته وكل ذلك لأنها لم تتقبل فكرة موت زياد.
بدأ كل شيء ذات يوم عندما أنهى أحمد دراسته في الثانوية العامة وحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة وخرج برفقة زياد شقيقه الأصغر حتى يحتفلان سويا بهذه المناسبة السعيدة.
قرر زياد أن يستأجر قارب لكي يبحرا به في مياه النيل وعلى الرغم من معارضة أحمد لهذه الفكرة لأنه يخاف من مياه الأنهار والبحار إلا أنه استسلم أمام إلحاح شقيقه ووافق على هذه الفكرة.
صعد كل من أحمد وزياد على متن القارب الذي كان يعاني من عطل ولم ينتبها لهذا الأمر إلا عندما صارا في وسط المياه بعيدا عن اليابسة وقد انقلب بهما القارب فجأة في لحظة خاطفة وكأنه اصطدم بشيء صلب أسفل المياه.
انتبه لما حدث مجموعة من الشباب الذين كانوا يجلسون على مقهى مطلٌ على النيل وعلى الفور قفز بعض هؤلاء الشباب إلى النهر وأخذوا يسبحون بسرعة إلى أن وصلوا إلى أحمد وقاموا بإنقاذه.
لم يكن هؤلاء الشباب على علم بوجود شاب أخر على متن القارب الذي انقلب في المياه وذلك بسبب بُعد المسافة بين المقهى الذي كانوا يجلسون فيه وبين المنطقة التي غرق بها القارب ولم يتمكن أحمد من إخبارهم بأمر شقيقه لأنه عندما تم إنقاذه كان غائبا عن الوعي.
عندما استيقظ أحمد صرخ باسم شقيقه وحينها علم الشباب بالأمر وأخذوا يبحثون عن زياد في كل مكان ولكن لم يجدوا له أي أثر وظل هذا الوضع قائما إلى أن طفى جثمانه على سطح المياه في منطقة قريبة بعد مرور ثلاثة أيام.
لم تستوعب أماني ما حدث وأخذت تلوم أحمد على موت شقيقه ولم تعد تتحدث معه وقد فعل والده الأمر نفسه فقد نظرا إليه على أنه المسؤول الرئيسي عن موت زياد وليس هذا فحسب فقد صرخت أماني في أحد الأيام في وجه أحمد وأخبرته أنها كانت تتمنى أن يموت هو بدلا من شقيقه الذي كانت تحبه أكثر منه.
التحق أحمد بكلية الهندسة مثلما كان يتمنى ولكنه تركها بعدما تعرف على بعض أصدقاء السوء الذين قاموا بسحبه معهم إلى طريق الإدمان ولم يقاوم أحمد هذا الأمر فقد أراد أن ينسى كل ما يمر به من أزمات.
أراد أن ينسى نظرات اللوم التي يراها يوميا في عيني والديه والتي تجعله ينظر إلى نفسه على أنه من قام بقتل زياد.
تدهورت حالة أحمد وصار مدمنا وفي هذه اللحظة استيقظ والده من حالة الحزن التي تملكت منه بعد موت ابنه الأصغر ليصاب بفاجعة قاسية وهي إدمان ابنه الأكبر وتعاطيه للمخدرات.
حاول والده أن يمنعه من تعاطي المخدرات وحدثت بينهما مشاجرة كبيرة انتهت بمغادرة أحمد لمنزل عائلته وتركه لجامعته حتى يتثنى له العمل من أجل توفير ثمن المخدرات التي يقوم بتعاطيها.
قبلت أماني جبين أحمد وهي تشعر بالندم وعبرت عن ذلك بقولها:
-“أنا السبب في كل اللي حصلك يا حبيبي، حزني على موت أخوك خلاني أحملك اللوم رغم أني كنت عارفة أن زياد طايش ومش بيحسب حساب لتصرفاته وأن أكيد هو اللي اقترح عليك تاخدوا مركب وتطلعوا بيها في النيل بس شيطاني خلاني أستمر في لومك لأني مكنتش قادرة أستوعب أن أنا اللي اتسببت في موت ابني”.
ارتفع صوت بكاء أماني وهي تملس على كف أحمد وتابعت حديثها بصوت متحشرج:
-“أيوة أنا السبب في موت زياد لأني دلعته زيادة عن اللزوم لحد ما بقى طايش ومتمرد وبيعمل أي حاجة هو عايزها حتى لو عارف أنها هتضايقنا”.
وضعت أماني كفها الأيمن على جبهتها وهي تستطرد:
-“أنت بقيت مدمن بسببي ولما ربنا كرمك وخلاك تلاقي البنت اللي تحبك وتتقبلك سابتك بسبب الإدمان وأنت مقدرتش تستحمل الموضوع ده ودمرتها ودمرت نفسك معاها وكل ده حصل لأني إنسانة متخلفة لومتك على حاجة أنت ملكش ذنب فيها وفضلت ألوم فيك بدل ما أشكر ربنا أنه نجاك من الموت”.
أغمضت أماني عينيها وهي تهتف بحشرجة:
-“ياريت كان ينفع يتقبض عليا وأتسجن بدالك لأن أنا اللي وصلتك لكده، أنت كنت زمان حاجة تانية وكان كل الناس بيحسدوني عليك لكن دلوقتي أنت اتبدلت وأنا المسؤولة الوحيدة عن اللي حصلك وأنا اللي لازم أتعاقب بدالك على كل اللي أنت عملته في هبة”.
حضرت الممرضة وطلبت من أماني أن تنصرف قبل أن يحضر الطبيب أو الضابط الذي يتولى حراسة غرفة أحمد والذي ذهب إلى الحمام لأنه إذا حضر أي منهما وعلم أنها قامت بإدخال أماني دون الحصول على إذنه فسوف يتم حينها مجازاتها وقد يصل الأمر إلى فصلها من عملها.
ألقت أماني نظرة أخيرة على ابنها وهي تهمس بصوت مبحوح:
-“سامحني يا ابني وخليك عارف أني مش هتخلى عنك مرة تانية وهعمل المستحيل عشان أرجعك لحضني وبعدها هعوضك عن كل اللي شوفته مني طول السنين اللي فاتت”.
حملت أماني حقيبتها وغادرت المستشفى وهي تريد أن تضرب نفسها بالحذاء لأنها تسببت في دمار حياة ابنها بسبب غبائها وسوء معاملتها له.
نهاية الفصل