منقذي_الزائف
بقلم بتول علي
الفصل السادس عشر
أخذت آية تقوم بترتيب شقتها وتنظيفها بإتقان شديد فهي على الرغم من سواد قلبها الذي يملأه الحقد إلا أنها تحب النظافة ولا تتهاون في أي أمر يتعلق بمسألة مظهر المكان الذي تجلس فيه.
أثناء قيامها بعملية التنظيف سقط أمامها ألبوم يحتوي على مجموعة من الصور التي تجمعها بزوجها الراحل.
نظرت آية إلى الصور وهي تشعر بالسعادة لأنها استطاعت أن تتخلص من ياسين دون أن تترك خلفها أي دليل يدينها.
لقد حققت أولى خطوات خطتها التي رسمتها بقتل ياسين بسم الزرنيخ حتى تستولي على ثروة العائلة بالكامل وهي الآن تسعى للتخلص من بقية أفراد العائلة بالطريقة نفسها وكادت تنجح في هذا الأمر بعدما تحقق هدفها وتزوجت بعمرو ولكن كل شيء قد تدمر بسبب مروة التي كشفت مسألة ذهابها للدجال وهو الأمر الذي أدى لطلاقها من عمرو.
من الصعب جدا بالنسبة لآية أن تقوم بدس السم لكل من عمرو ومروة لأنهما لا يتناولان الطعام الذي تصنعه بل يأكلان في شقتهما ولا يأكل معها سوى فادية وهي لا تريد قتلها الآن لأنه يوجد لها تأثير كبير على قرارات عمرو.
عندما علمت آية بحمل مروة سارعت في محاولة إجهاضها لأنه إذا تمت ولادة هذا الطفل فسوف تتغير جميع الموازين ولهذا السبب يجب عليها أن تنهي حياة مروة ولكن هناك معضلة كبيرة تواجهها وهي أن مروة لا تأكل في شقة حماتها إلا في حالتين وهما، إما أنها تشارك في إعداد الطعام وتشرف على كل صغيرة وكبيرة أثناء الطبخ أو في حالة قيام عمرو بشراء الطعام من الخارج.
فكرت آية في سلك طريقة أخرى حتى تتمكن من التخلص من عمرو وزوجته ولكنها تراجعت لأنها تعلم أنه إذا فعلت ذلك فسوف يتم كشف أمرها بسهولة وحينها سوف تواجه عقوبة الإعدام ولهذا السبب لا يوجد أمامها وسيلة أخرى سوى استخدام سم الزرنيخ.
سوف تقوم بإزالة جميع العقبات التي تفصل بينها وبين حلمها بالسيطرة على ثروة العائلة وأيضا ستتخلص من الأشخاص الذين يحاولون التفرقة بينها وبين حبيبها شادي مثلما فعلت قبل فترة قصيرة مع والدته التي أرادت أن تفضحها أمام الجميع.
مطت آية شفتيها متمتمة بتشفي بعدما خطر في ذهنها والدة شادي التي تخلصت منها بالطريقة نفسها التي قتلت بها ياسين:
-“معلش بقى يا طنط أنتِ اللي جبتيه لنفسك لما فكرتِ تهدديني وتقفي في طريقي”.
عادت آية بذاكرتها إلى الوراء وتحديدا قبل وفاة والدة شادي بيومين، فقد اتصلت بها الأخيرة وطلبت منها أن تقابلها.
تعجبت آية من هذا الأمر فهتفت باستغراب:
-“أنتِ إزاي وصلتِ لرقمي يا طنط رشا؟!”
أجابت رشا بسخرية وهي تكز على أسنانها فقد تملك منها الغضب بعدما اكتشفت حقيقة أن ابنها لا يزال يحب آية ويتواصل معها حتى الآن:
-“يعني هكون جيبت الرقم منين يعني يا أذكى أخواتك، جيبته من تليفون المحروس ابني اللي حاله واقف لحد دلوقتي بسببك يا وش المصايب”.
كادت آية ترفع صوتها ولكنها تحكمت في أعصابها بعدما انتبهت إلى أنها تجلس في هذه اللحظة داخل شقة حماتها وإذا تحدثت بصوت جهوري سوف تجذب انتباه فادية وسوف يؤدي هذا الأمر إلى زرع بذور الشك في عقلها.
تمتمت آية بهدوء محاولة قدر المستطاع أن تنهي تلك المكالمة بسرعة قبل أن تلاحظ حماتها مسألة تأخرها داخل المطبخ:
-“طيب يا طنط رشا، شوفي أنتِ هتيجي القاهرة إمتى وأنا هقابلك”.
هتفت رشا بحدة شديدة فهي لا يمكنها السيطرة على أعصابها بعدما اكتشفت حقيقة تواصل شادي مع آية:
-“أنا هاجي بكرة عشان أزور أختي وبعدها هقابلك في الكافيه اللي سيادتك بتقابلي فيه شادي بس حسك عينك تجيبي سيرة لابني عن الموضوع ده وإلا أقسم بالله هطين عيشتك وهفضحك قدام أهل جوزك”.
أومأت آية بطاعة ونفذت كلام رشا بالحرف ثم خرجت من منزلها في اليوم التالي لكي تلتقي بها ووضعت داخل حقيبتها كيس صغير يحتوي على كمية كبيرة من سم الزرنيخ والسبب في ذلك أنها شعرت بداخلها أن الكلام الذي ستسمعه من والدة شادي لن ينال إعجابها على الإطلاق.
فركت آية يديها بتوتر وهي تجلس أمام رشا وقد لاحظت الأخيرة هذا الأمر فابتسمت بسخرية قائلة:
-“مالك يا حبيبتي خايفة كده ليه؟! شوفتي عفريتة قدامك!!”
هزت آية رأسها بنفي فهي لا تريد أن تثير غيظ رشا التي يبدو من أسلوبها في الحديث أنها لا تنوي خيرا من وراء هذه المقابلة:
-“لا طبعا يا طنط، ده أنتِ الخير والبركة”.
أخبرتها رشا أنها علمت بأمر تواصل شادي معها بعدما فحصت هاتفه ورأت الرسائل المتبادلة بينه وبينها.
كانت لهجة رشا حازمة وصارمة للغاية فقد صرحت بشكل واضح أنها ترفض هذه العلاقة وأمرت آية أن تنهي كل شيء من جانبها وتبتعد عن شادي لأنها لا تريد له أن يتزوج بامرأة سبق لها الزواج كما أنها لم تنسَ الإهانة التي تعرض لها ابنها قبل عدة سنوات على يد عماد.
رفضت آية تلك الفكرة فحذرتها رشا وأخبرتها أنها إذا لم تمتثل لأوامرها فستذهب إلى منزل فادية وتخبرها بكل ما يحدث من وراء ظهرها وسوف تجعلها تعلم أن الفتاة التي يراها الجميع امرأة مخلصة لذكرى زوجها هي في الحقيقة حية ماكرة تريد أن تستحوذ على كمية كبيرة من الثروة حتى تعيش حياة مليئة بالرفاهية مع عشيقها.
لم تستغرب آية من معرفة رشا بأمر رغبتها في الاستيلاء على ثروة عائلة ياسين لأنها قد أخبرت شادي بهذا الأمر في إحدى الرسائل المتبادلة بينهما على تطبيق الواتس آب.
تنهدت آية بارتياح لأنها لم تخبر شادي بحقيقة قتل ياسين في هذه الرسائل لأنه إذا علمت رشا بهذا الأمر فلن تصمت أبدا وسوف تقوم بإبلاغ الشرطة.
خرجت رشا من الكافيه بعدما أنهت كلامها فلحقت بها آية وطلبت منها أن تمنحها فرصة لتتحدث معها وتشرح لها سبب تواصلها مع شادي وقد وافقت رشا على هذا الاقتراح بسبب إلحاح آية بشكل متكرر أصابها بالصداع.
اصطحبت آية رشا إلى أحد المحلات المتواضعة التي تقع في منطقة شعبية وتقوم بإعداد عصير القصب وطلبت منها أن تجلس وتنتظرها على إحدى الطاولات الخارجية للمحل حتى تقوم بإحضار كأسين من العصير.
أحضرت آية بالفعل الكأسين وفتحت حقيبتها بعدما توارت عن الأنظار وقامت بإفراغ كمية من الزرنيخ إلى كأس رشا وقلبته جيدا باستخدام الشفاطة.
عادت آية إلى الطاولة التي تجلس عليها رشا وهي تحمل الكأسين وناولتها الكأس الذي وضعت به الزرنيخ.
شربت رشا العصير ولم تشعر بوجود أي شيء مريب لأن هذا السم لا يؤثر على طعم المشروب الذي يُدس بداخله.
وضعت رشا الكوب على الطاولة قائلة بنفاذ صبر أصابها بسبب مماطلة آية في الحديث:
-“ممكن أفهم بقى يا آية أنتِ عايزة تقولي إيه بالظبط عشان أنا اتأخرت ولازم أمشي”.
كبحت آية الابتسامة التي كادت تظهر على شفتيها وهي تشاهد الكوب الفارغ وهتفت بهدوء شديد:
-“أنا مقدرة يا طنط شعورك كأم وعارفة أنتِ قد إيه بتحبي شادي وعايزة مصلحته وأنا كمان بحبه أوي بس لو حضرتك مش عندك استعداد تقبلي بالموضوع ده فأنا موافقة أني أبعد عن ابنك عشان أرضيك”.
رفعت رشا حاجبيها قائلة بحنق:
-“وهو الكلمتين دول مكانش ينفع يتقالوا بسرعة بدل ما تخليني أجي معاك هنا لمحل عصير القصب؟!”
ابتسمت آية قائلة بودٍ مزيف يخفي أسفله الكثير من البغض والحقد:
-“يا طنط أنتِ سافرتِ النهاردة وقطعتِ مسافة طويلة عشان خاطر تشوفيني وأنا مينفعش أخليكِ تروحي من غير ما أعزمك على حاجة بسيطة وأعمل معاكِ واجب يخليكِ فاكراني على طول لأن دي هتبقى اسمها قلة ذوق”.
غادرت رشا وعادت إلى قريتها في المساء وهي تشعر ببعض الإعياء فقررت أن تنام وترتاح ولكن ظل التعب ملازما لها في اليوم التالي فقررت أن تذهب إلى المستشفى حتى يتم فحصها ومعرفة سبب مرضها المفاجئ ولكنها سقطت في الشارع ولفظت أنفاسها الأخيرة أمام أعين الجميع.
رأت مروة بعدما عادت من الحمام برفقة شيماء أمارات الضيق مرتسمة على وجه هبة فسألتها مستغربة تبدل حالتها المزاجية:
-“مالك يا هبة، وشك مقلوب كده ليه يا حبيبتي؟!”
-“مفيش يا مروة، أنا حاسة أني تعبانة وعايزة أنام شوية لأني سهرت إمبارح لوقت متأخر ودماغي مصدعة جامد”.
لم تفصح لها هبة عن السبب الذي جعلها تتضايق حتى لا تجعل صديقتها تغضب فهي تعلم أن مروة صارت تكره أي شخص تربطه صلة قرابة بآية.
عادت هبة إلى المنزل وهي تشعر بالضيق الذي نتج عن حالة التشتت التي أصابتها بعدما رأت أحمد أمامها وجها لوجه فهي لم تكن تتصور أن تسقط أسيرة لكل هذا الكم من الضياع من مجرد مقابلة واحدة جرت بينها وبين خطيبها السابق الذي من المفترض أنها صارت تكرهه ولا تطيقه.
أخذت هبة تفكر في كلام أحمد ولكنها لم تقتنع به معللة ذلك بأنه خدعها من قبل ولا يجب عليها أن تسمح له بخداعها مرة أخرى.
حضر إلى ذهنها في هذه اللحظة كلمات توفيق فقررت أن تتحدث مع مالك وتستشيره قبل أن ترد على فكرته بالموافقة أو الرفض.
اتصلت هبة بمالك وطلبت منه أن تلتقي به في المساء وأخبرته أنها تريد أن تتحدث معه في أمر يصيبها بالحيرة وأنها بحاجة إلى رأيه حتى تتخلص من هذا الشعور الذي يضايقها.
تمتمت بتضرع بعدما صدع صوت آذان العصر من أحد المساجد القريبة من منزلها:
-“اللهم ارحمني برحمتك الواسعة واهدني إلى الحق ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير”.
شعر مالك بالسعادة لأن هبة طلبت رؤيته وأخبرته أنها تحتاج إلى نصيحته وهذا يعني أنه صار يتمتع بمقدار كبير من الحب في قلبها ولا يمكن التقليل من شأن تلك المكانة.
أخرج محمد هاتفه من جيب سرواله وفتحه ونظر إلى الشاشة ثم جلس بجوار عمرو وقال:
-“بص يا سيدي، بالنسبة للجدع اللي اسمه شادي فهو شاب عنده تقريبا تلاتين سنة ومقيم في قرية بعيدة شوية يعني هو مش من المدينة بس بيجي هنا كل كام يوم عشان يقابل واحدة واضح كدا أنه مصاحبها، وعاطل عن العمل، ووالدته ماتت من فترة قريبة”.
أخذ عمرو الهاتف من يد صديقه حتى يقرأ بنفسه جميع التفاصيل المتعلقة بالمدعو شادي.
شادي وحسب ما ورد في المعلومات حاصل على بكالوريوس تجارة بتقدير مقبول ولهذا السبب لم يتمكن من الحصول على وظيفة مرموقة، وحالته الاجتماعية أعزب.
كاد عمرو يغلق الهاتف ويعطيه لصديقه ولكنه تراجع وأخذ يراجع صور الأوراق الرسمية التي تمكن محمد من الحصول عليها ومن بينها صورة من شهادة تخرج شادي والتي كانت سببا في اتساع عيني عمرو من شدة الدهشة.
قرأ عمرو البيانات المدونة في شهادة شادي قراءة جيدة وعلم أنه تخرج من الكلية نفسها التي كانت تدرس بها آية وهو أيضا من نفس دفعتها على الرغم من أنه يكبرها في العمر وهذا يعني أنه رسب أثناء دراسته في المرحلة الجامعية.
لعب الشك في رأس عمرو بعدما رأى الروابط التي تجمع بين شادي وآية ونظر إلى محمد وسأله:
-“أنت قولت يا محمد أن شادي مصاحب واحدة وبيجي القاهرة كل كام يوم عشان يقابلها، معاك أي صورة ليهم مع بعض؟”
هز محمد رأسه نافيا قائلا بأسف:
-“لا مش معايا لأن الراجل اللي أنا كلفته بمراقبة شادي مكانش عامل حسابه يصوره وهو بيقابل البنت دي”.
وضع عمرو هاتفه أمام محمد بعدما فتح المجلد الذي يحتوي على صور زفاف شقيقه الراحل وعرض عليه صور آية متسائلا:
-“هي دي البنت اللي شادي بيقابلها؟”
أخبره محمد أنه لا يعرف أي معلومة بشأن تلك الفتاة فزفر عمرو بضيق هاتفا برجاء:
-“طيب معلش يا محمد أنا هتعبك معايا، خلي الراجل بتاعك يفضل مراقب شادي ويعمل حسابه يصوره مع البنت إياها لما يتقابلوا وبالنسبة للفلوس فأنا مش عايزه يحمل أي هم وخليه يفهم أن المبلغ اللي هيطلبه هياخده”.
أشار محمد نحو عينيه وابتسم قائلا:
-“حاضر، أنا مش عايزك تقلق خالص بخصوص البنت دي وأوعدك هجيبلك قرارها بس الموضوع هيتأخر شوية لحد ما شادي يتجاوز موضوع موت أمه اللي جه فجأة وسببله صدمة ولما يجي هنا في القاهرة ويقابل صاحبته ساعتها هقدر أعرف هي مين وهبلغك على طول”.
كان من الممكن أن يعطي عمرو صورة آية إلى محمد حتى يرسلها إلى الرجل الذي وكله بمراقبة شادي حتى يعلم إذا كانت هي بالفعل صديقة شادي أم لا ولكنه تذكر مدى دهاء ومكر أرملة أخيه ويعلم أنه إذا أخبره الرجل أن هذه هي الفتاة نفسها التي يلتقي بها شادي فسوف تتهمه آية بأنه يحاول تشويه سمعتها ويريد أن يحرمها من ابنها حتى يرضي زوجته.
أدرك عمرو أنه يجب عليه أن يقطع الشك باليقين وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالتقاط صور واضحة لآية وهي برفقة شادي.
غادر عمرو منزل محمد بعدما شكره على وقوفه بجواره على الرغم من عدم تفرغه ثم صعد إلى سيارته وأدار المحرك قاصدا التوجه إلى منزله وأخذ يتذكر أثناء القيادة كل ما حدث بعدما أخبره مجاهد بأمر شادي.
لقد ثار وقرر أن يعثر على شادي مهما كلفه هذا الأمر ولهذا السبب دفع المال إلى أصحاب المحلات والمكاتب التي تقع في مناطق تطل على الشارع المؤدي إلى المقابر حتى يوافقوا على منحه نسخة من سجلات كاميرات المراقبة الموجودة في محلاتهم.
حصل عمرو على تسجيلات اليوم الذي حضر فيه شادي وأخذ يشاهد هذه التسجيلات أمام مجاهد الذي أشار له على صورة شادي بعدما ظهر في أحد التسجيلات:
-“هو ده الجدع اللي قولتلك عليه يا أستاذ عمرو”.
احتدت نظرات عمرو وهو يشاهد شادي على الشاشة أثناء عرض تسجيلات الكاميرات وهمس بتوعد:
-“أنا هوريك يا حقير بس اصبر عليا بس واستنى أما أعرف أنت مين وإيه أصلك وفصلك وساعتها هدفعك تمن إهانتك لأخويا وهو في تربته”.
البحث عن شادي كان مهمة صعبة بالنسبة لعمرو ولهذا السبب قرر أن يستعين بصديقه ”محمد” الذي كان يعمل ضابطا في الشرطة ولكنه تقاعد بعدما أصيب في إحدى المهمات إصابة خطيرة كادت تنهي حياته لولا عناية الله به.
وعد محمد صديقه بأنه سيبذل قصارى جهده حتى يعثر على شادي وبالفعل استطاع محمد عن طريق معارفه وأصدقائه القدامى في الشرطة أن يجمعوا معلومات عن شادي بعدما استخدموا صورته التي ظهرت في تسجيلات كاميرات المراقبة.
الأمر لم يكن سهلا ورحلة البحث استغرقت وقتا طويلا وعلى الرغم من ذلك لم يشعر عمرو باليأس لأنه يدرك صعوبة المهمة التي طلبها من صديقه كما أنه كان واثقا أنه سوف يتم العثور على شادي عاجلا أو آجلا.
بعدما تمكن محمد من جمع معلومات كثيرة عن شادي وعائلته كلف أحد الرجال بمراقبته ثم تواصل مع عمرو وأخبره بهذه البشرى السارة التي كان ينتظر سماعها على أحر من الجمر.
الآن لم يعد يفصل بين عمرو والحقيقة التي يبحث عنها سوى مسافة قليلة سوف يجتازها في لمح البصر بعدما يتخطى شادي صدمة رحيل والدته فهو يثق أنه سوف يكشف حينها الستار عن جميع الحقائق المخبأة.
وصل عمرو إلى المنزل والتقي بآية في المدخل وقد ألقت الأخيرة عليه التحية ولكنه تجاهلها ونظر لها بضيق وهو يتوعد لها بداخله أنه سوف يريها الويل إذا تأكد بالفعل من أنها الفتاة نفسها التي يأتي شادي إلى القاهرة من أجل رؤيتها.
نهاية الفصل
رواية اسير عشقها الفصل السابع والعشرون 27 بقلم دعاء احمد