ليلاً داخل منزل عزت سلام
كان يجلس أمام عائلتهُ بعدما قرر إخبارهم لإنتوائةِ خطبته لحبيبته بعدما إطمئن قلبهُ عليها
نظرت إليه والدته وتحدثت بنبرة حادة رافضة بعدما قص هو عليهم الموضوع :
_ يعني بعد صبرنا علي تأخيرك لجوازك السنين دي كلها جاي تقول لنا إنك هتتجوز واحدة مطلقة وعندها بنت وكمان كانت مريضة سرطان؟
وأسترسلت سائلة بنبرة حزينة:
_ إنتَ بتعمل فينا كده ليه يا إبني ؟
_ليه مش عاوز تريح قلوبنا اللي تعبتها وياك .
أجابها بهدوء مُحاولاً إقناعها :
_إزاي قررتي رفضك لأمل من قبل حتي ما تشوفيها يا ماما ؟
وأكمل في محاولة منه بإقناعها:
_ شوفيها الأول وأنا متأكد إنك هتنبهري بيها وبرقتها وثقافتها وهتعرفي وقتها وتتأكدي إني إخترت صح
صاح والدهُ مُعترضً بنبرة حادة :
_ده كلام إنشا فارغ اللي إنتَ بتقوله ده يا دكتور، طب المرض أهو بتاع ربنا وكُلنا معرضين ليه والحمدلله ربنا شفاها
وأكمل مُعترضً بشدة :
_ لكن إيه اللي يجبرك تتجوز واحدة مُطلقة وعندها طفلة، إيه العيب اللي فيك يخليك تتنازل بالشكل الكبير ده ؟
تحدث حمزة محاولاً التهدئة فهو علي دراية كاملة بعشق شقيقهُ لأمل :
_ إسمح لي يا بابا، موضوع إن أمل مُطلقة وعندها طفلة ده شئ ما يعيبهاش، ياريت تدوها فرصة زي ما قال أحمد ونروح نزورهم ونتعرف عليها
أجابهُ عزت ساخراً:
_آه، أروح أزورهم علشان ألاقي أخوك المحترم مدبسني في قراية فاتحه وأنا قاعد وساعتها مش هقدر أتكلم وأوافق غصب عني .
دار الجدل بين الجميع وانتهي بالرفض التام من عزت وإنتصار، وأنفضت الجلسة بغضب أحمد وصعودهُ لغرفتهِ لأعلي بعدما أستعاذ بالله من الشيطان الرجيم كي لا يُعطي له الفرصة بأن يتدخل بينهم ويقوم بإختلاق مشكلة كبيرة
توالت الأيام ولم ييأس أحمد وبات بمحاولات عديدة لإقناع والديه يومياً وفي يوم فاتحهما من جديد
فتحدث والده بنبرة غاضبة مُستسلمة لشدة إصراره، وهو يتحرك للأعلي قاصداً غرفته العُليا :
_ إعمل اللي إنتَ عاوزة ، إنتَ أصلاً طول عُمرك واجع قلبي معاك وعمرك ما ريحتني.
حزن لأجل غضب والده حين تحدثت إنتصار بإستعطاف :
_يا أبني راجع نفسك من تاني علشان خاطري ، بقا بعد إنتظارنا لجوازك السنين دي كُلها عاوز تتجوز متعافية سرطان وكمان مطلقة وعندها بنت
وسألته بإستجداء :
_ ليه يا حبيبي بتعمل في نفسك وفينا كده ، ده أنتَ أحمد سلام اللي بنات البلد كلها يتمنوا نظرة واحدة منه، ناقصك إيه يا ابني علشان تتجوز اللي إسمها أمل دي ؟
رد عليها بعيون تإنُ عِشقً :
_ناقصني روحي اللي هي هتكملها لي يا أمي، أنا بيها لقيت نصي اللي هيكملني ويجملني، لقيت فيها حلمي اللي عيشت عمري كله أدور عليه بين الناس لدرجة إني خلاص كنت هيأس وأقول لنفسي إني مش مكتوب لي ألاقيها
وأقترب علي والدته وأمسك كفاي يداها وتحدث مُستعطفً :
_ أرجوك يا أمي حاولي تفهميني، أنا بحب أمل بجد وما صدقت إني ألاقيها،
وأكمل برجاء:
_ أنا مش عاوز أعمل حاجة تزعلكم مني
ورفع كتفيه بتأكيد قائلاً :
_ لأني مش هقدر أبعد عنها ولا أتخلي عن حبي ليها تحت أي ظروف.
شعرت بضعف ولدها وعشقهِ الهائل الذي يظهر من مقلتيه صارخً وهو يتحدثُ عنها، وما كان منها غير الإنصياع لرغبة صغيرها الحبيب
إبتسمت بوهن ومسحت علي شعر رأسهِ وتحدثت مجبرة لأسعاد قلب نجلها :
_ هقول لك إية بس يا إبني،أنا كان نفسي تتجوز أحسن بنت في الدُنيا كلها، لكن طالما ده هو إختيارك، مقدرش أقف قدام سعادتك،
وأكملت بتنهيدة مهمومة :
_ مبروك يا حبيبي
ذهُلَ وأتسعت عيناه مما إستمع منها وهتف بنبرة مُتلهفة :
_ اللي سمعتة منك ده حقيقي يا ماما، حضرتك وافقتي علي أمل بجد ؟
إبتسمت لسعادته الهائلة من مجرد موافقتها وتأكدت من عشق إبنها الهائل لتلك الأمل
وضعت كف يدها فوق وجنتهُ وتحسستها بحنان وتحدثت بإيجاب :
_ما أقدرش أقف قدام حاجة ممكن تسعدك يا حبيبي، هو أنا هعوز إيه من الدنيا غير إني أشوفك سعيد ومتهني ومرتاح في حياتك إنتَ وأخوك .
إحتضنها بسعادة وهتف بنبرة شديدة السعادة :
_ربنا يخليكِ ليا يا أمي وما يحرمنيش منك أبداً
وأكمل بنبرة حماسية:
_ وصدقيني، أمل حد كويس أوي وأنا متأكد إنك هتحبيها جداً لما تعرفيها وتعاشريها
شعرت بالسعادة لما رأتهُ من سعادة عارمة غزت صغيرها الحبيب وتحدثت بنبرة حنون:
_ ربنا يسعدك يا أحمد ويجعلها زوجة صالحة ليك وتقدر تسعدك وتعوضك عن كُل اللي فاتك
إبتسم لها بسعادة في حين إقترب منه حمزة وأحتضنه بشدة مربتً علي ظهر شقيقهُ بقوة مهنئً إياه قائلاً بنبرة حماسية:
_ مبروك يا عريس، ألف مبروك
شعر بسعادة الدنيا وبادل شقيقهُ إحتضانهُ بقوة شاكراً إياه
و تحدثت عُلا زوجة حمزة بنبرة أخوية سعيدة :
_ ألف مبروك يا دكتور، ربنا يتمم لك بخير.
نظر لها وتحدث بإمتنان :
_ مُتشكر يا عُلا
بعد يومان كان يجلس العاشقان قُبالة بعضيهما داخل منزل سَحر بحضور جميع أفراد العائلتين ومباركتهم، وذلك بعدما رأوا أهل أحمد سماحة ورُقي أخلاق وسمو أمل وعائلتها
تحدثت سَحر برُقي وأحترام:
_ البيت نور بتشريفكم لينا
إبتسمت إنتصار وهي تنظر بإستحسان إلي أمل التي تجلس بوجهٍ نضر بعدما إستعادت صحتها من جديد بعد التعافي
وتحدث عزت سلام بنبرة هادئة موجهً حديثهُ إلي إيهاب وسحر:
_ نتكلم في المهم بقا يا حضرات، أنا عاوز أفرح بالدكتور أحمد في أسرع وقت مُمكن
وأكمل بدُعابة وهو ينظر إلي نجله بعدما تأكد من حُسن إختيارهُ :
_ كفاية اللي عدي وفات من عُمر الدكتور وهو مستني ظهور فتاة احلامه
إبتسم الجميع علي دُعابته اللطيفة، ثم هتف أحمد وتحدث بسعادة ونبرة متلهفة :
_ وأنا موافق علي كلام حضرتك وجداً
ضحك الجميع علي تسرع ذاك العاشق تحت خجل أمل التي كانت تشعر بأن الحياة فتحت لها أبواب السعادة من جديد علي مسرعيها
فتحدثت إنتصار بنبرة حماسية وهي تنظر إلي سحر وأمل :
_ بكره إن شاء الله نروح للجواهرجي اللي بنتعامل معاه علشان أمل تختار شبكتها
وافقها الجميع الرأي تحت سعادة أحمد الذي نظر لحبيبته الخجولة وبدأ قلبهُ بالخقان السريع من شدة إبتهاجه وعدم إستيعابه أنها وأخيراً ستُصبح أميرة حياتهُ
_______________
بعد مرور شهر
دلفت معهُ إلي جناحهُ الخاص المتواجد داخل منزل والده مرتدية ثوب زفافها الإسطوري الذي أصّر أحمد علي إرتدائها له داخل حفل الزفاف الهائل الذي أقامهُ عزت لنجلهِ الأكبر، وذلك بحضور كِبار رجال الدولة والمال والأعمال الذين حضروا مُهنئين وهم يشهدون علي توديع أشهر عازب داخل الوسط لعزوبيته
أدخلها ودلف بها لداخل حُجرة النوم التي جهزتها لهما إنتصار علي أعلي مستوي، كانت تقف خجلة ناظرة أسفل قدميها، تفرك بكفيها من شدة توترها وكأنها تُزف لأول مّرة ، إقترب منها ومد يدهُ ممسكً ذقنها الرقيق وحسها علي النظر داخل عيناه التي تنطقُ عشقً
وتحدث بصوتٍ مبحوح تأثُراً من هول اللحظة وهو ينظر إليها بعيناي عاشقة :
_أمل، بصي لي، بصي في عيوني وطمني قلبي وأروي لي عطش السَنين
كانت تستمع إليه بشفاه مُرتجفة مما أثار جنونهُ ولم يعي علي حاله إلي وهو يلتقطهما بين شفتاه ليذوبا معهما كقطعة الشيكولا الذائبة داخل قدح القهوة الساخن، وما كان منها إلا التجاوب معهُ بكل ذره بجسدها، ضمها وشدد من إحتوائهِ لها بجنون وما زالت شفتاه ذائبة بكريزتيها يعزفان معاً أجمل معزوفة موسيقية
إبتعد عنها قليلاً ليأخُذ كلاهُما نفسً، وتحدث وهو يلهث بإستمتاع:
_طعم حُبك حلو، حلو أوي يا حبيبي.
أنزلت بصرِها خجلاً مع إبتسامة لطيفة فتحدث هو بنبرة حاول التحكم بها بحاله :
_تعالي أساعدك في خلع الحجاب والفستان علشان نصلي، وبعدها
ونظر لها مُبتسمً واستطرد قائلاً :
_علشان بعدها هحكي لك حكاية هتعجبك أوي.
خجلت من تلميحاته أما هو فبدأ بسحب سِحاب الثوب وساعدها بفك حجابها تحت خجلها المُميت، دلفت إلي الحمام لتتوضأ وبعد مده كانت تقف خلفهُ وشرع هو في الصلاة ليبدأ حياتهما علي طاعة الله كي يُبارك لهما بها
بعد مده كانت تتمدد بجانبه فوق فراشهما، واضعه رأسها فوق صدرهِ مُتشبثة بكتفهِ بقلبٍ مُطمأن وروحٍ مُستكينة ، أما هو فشعوره لا يوصف بمجرد كلمات، فحقاً وجد ملاذهُ الذي طال إنتظاره وقضي حياتهُ بالكامل في البحث عنه ، كان يُشدد من ضمتهِ لخصرها وكأنه يخشي بل ويرفض فكرة إبتعادها عن أحضانه
تحدثت هي بنبرة حنون:
_ أقول لك علي حاجة؟
همهم هو بصوتٍ هائم سارح في ملكوت عشقها :
_ إممم.
إبتسمت لحالة العشق والسلطنة التي وصل إليها عاشقها معها فتحدثت بنبرة حنون :
_ كنت فاكرة إني هكون مكسوفة أوي وأنا معاك وأتحرج منك، بس إستغربت نفسي لما لقيتني مندمجة معاك بسرعة كدة .
أخذ نفسً عميقً وتحدث بإستمتاع :
_عارفة ده حصل ليه ؟
وأكمل شارحً:
_علشان إحنا إتخلقنا لبعض يا أمل، حتي أجسامنا ما أستغربتش حالها وكأنها لقت اللي بتدور عليه
إعتدل ورفع وجهها لتقابل عيناه وتحدث بنبرة هائمة:
_ أنا عشت عُمري كله مستنيكي وعارف إني مش هعيش اللحظة دي وأوصل للشعور ده غير معاكي إنتِ بالذات
وأكمل مؤكداً:
_ إنتِ يا أمل مش حد غيرك .
شددت من إحتضانه وتحدثت بسعادة :
_ إنتَ هدية ربنا ليا اللي لو عشت عُمري كُله أسجد له وأشكره عليها مش كفاية يا أحمد .
تنفس بإسترخاء وتحدث ناظراً إلي عيناها :
_ وإنتِ ست قلبي وتاج راسي اللي كنت بدور عليه علشان يتوجني ويحسسني بقيمة وجودي في الدنيا .
ثم غاص معها من جديد في عالم عشقهِ المُميز الذي إحتفظ لها به طيلة سنوات وسنوات وهو يبحث عنها من خلال رحلة بحثهِ التي طالت ولكنها تُوجت بنهايه لا مثيل لها
في الصباح
كانت تقف أمام مرأتها تتزين بعدما أخذت حمامً دافئً بصحبة ذلك العاشق الذي لم يتركها لحالها بلحظة، كان يقف خلفها وهو يلف ساعديه حول خصرها مشدداً عليه برعاية وهو ينظر بهيام علي إنعكاس عيناها في المرأه، مال علي عُنقها وبدأ بوضع قبلات شغوفة فوقهُ تحت سعادتها وإندماجهما معاً ، أخرجهما مما هما عليه إستماعهما إلي صوت جرس الباب، فتركها مُجبراً وتحرك إليه وفتحهُ، إنشرح صدر والدتهُ عندما رأت إنعكاس السعادة والراحة الداخلية تظهران علي ملامح وجه صغيرها الذي أُنير وأصبح يشعُ سعادة
إحتضنته وربتت علي ظهرهِ بحنان وهتفت بنبرة سعيدة:
_ ألف مبروك يا حبيبي، أخيراً يا أحمد .
إبتسم لها وأُنير وجهه متحدثً :
_ الله يبارك فيكِ يا حبيبتي
وأشار بيده إليها للدخول، إلتفت هي إلي العاملة التي تحمل بين يديها صَنية مملوئة بأصناف متعددة من الأطعمة المختلفة
دلفت العاملة ووضعت ما بيدها فوق منضدة جانبية وعلي الفور تحركت إلي الأسفل من جديد ، وضلت إنتصار حتي تقدم التهنئة إلي العروس قبل أن تتحرك هي الأخري إلي الأسفل،
خرجت أمل بجانب حبيبها الذي يُمسك بكف يدها متشبثً به برعاية، تحركت إنتصار إلي تلك الخجولة التي تنظر أرضً ومن يري شدة خجلها يعتقد أنها الزيجةُ الأولي لها
إحتضنتها إنتصار وتحدثت بسعادة بعدما تأكدت أن سعادة نجلها لم تكُن لتكتمل بدون تلك الرقيقة:
_ ألف ألف مبروك يا حبيبتي
أجابتها أمل بنرة رقيقة:
_متشكرة يا طنط
هتفت إنتصار معترضة بنبرة صادقة:
_ لا طنط دي إيه
وأكملت بنبرة حانية:
_ من إنهاردة مش هتقولي لي غير يا ماما زيك زي أولادي بالظبط
وأكملت بنبرة حنون وهي تنظر لسعادة أحمد الذي يتشبث بكف حبيبته وينظر لها متشوقً :
_ أنا اللي يحب ولادي ويريحهم، أشيله جوة عيوني
إبتسمت أمل بسعادة وانسحبت إنتصار عائدة إلي الأسفل كي تُعطي العروسان مجال للخلوة وذلك للإستمتاع ببعضيهما كعروسان حديثي الزواج ، سحبها أحمد من كف يدها وجلس فوق المقعد وأجلسها فوق ساقية براحة، وشرعا معاً بتناول الطعام، وبدأ هو بإطعامها بيده بحنان، تحت سعادتها التي تخطت عنان السماء
_____________
بعد مرور حوالي عشرة أشهر،داخل المشفي الإستثماري الخاص بعزت سلام والد أحمد، والذي عُين أحمد بها مديراً بجانب إدارته للمركز وايضاً تعيينهُ الخدمي في أحد المستشفيات العامة الخاصة بالدولة
كان يقف بجانبها وهو يرتدي المريول الخاص بالعمليات، مُمسكً بكف يدها بأحد كفاه ويضرب بالأخر بخفة علي صدغِها كي تفيق قائلاً بنبرة حنون :
_ أمل، فوقي يا حبيبي، يلا فتحي عيونك، أمل .
تمللت برقدتها وبدأت بتحريك أهدابها الكثيفة وهي تفتحهما وتغلقهم مرات متتالية ثم تحدثت بهمس وكأنها تري حُلماً :
_أحمد، أنا فين ؟
إبتسم لها وتحدث ليُطمأنها :
_ إنتِ في أوضة العمليات يا حبيبي، يلا فوقي علشان تشوفي أولادك .
إبتسمت له عندما تذكرت تؤأمها الذكور الذي أنعم الله عليها بهما
حين أتي إليها الطبيب المسؤول عن البنج وتحدث إلي أحمد بإحترام :
_طمني يا دكتور، المريضة فاقت ؟
أجابهُ أحمد بهدوء وهو يومئ له بإيجاب :
_الحمدلله.
نظر لها طبيب البنج وهو يضرب علي أرنبة أنفها بسبابته وتحدث :
_حمدالله على السلامة يا مدام، فتحي عيونك وحاولي تخرجي نفسك من حالة النُعاس .
أومأت بضعف وعيناي مازالت تغلق وتفتح بإرهاق
حين تحدث أحمد إلي طبيب الأطفال الذي يبتعد عنهُما بقليل ويُتابع الكشف الطبي علي طفلاه ليطمأن علي مؤشرات جسديهما الحيوية :
_ لو خلصت كشف علي الأطفال وقطعت لهم الحبل السُري ياريت تبعتهم مع الممرضة للأم يا دكتور .
أومأ له الطبيب قائلاً:
_خلصت والأطفال ماشاء الله صحتهم زي الفل، مبروك يا دكتور ويتربوا في عزك إن شاء الله .
شكرهُ أحمد وأنهالت علي مسامعه المباركات من جميع فريق العمل الذي حضر إجراء العملية.
إقتربت إحدي الممرضات إليه تحمل أحد أطفاله وناولتهُ إياه وتحدثت بسعادة :
_ألف ألف مبروك يا دكتور، اللي جاب لك يخلي لك
شكرها وحمل عنها طفلهِ العاري تمامً من الملابس وقربهُ من وجه أمل وهمس لها بجانب أُذنها :
_ملي عينك من حصاد حُبنا يا أمل، شُفتي عوض ربنا لينا قد إيه جميل وعظيم .
إبتسمت بوهن ووضعت شفتاها علي خد الصغير الذي قرب بالفطرة شفتاه من شفتاي والدتهُ وبدأ بالمَص بها وذلك لشدة جوعهُ
أبعدهُ سريعً ذلك المجنون عاشق إمرأتهُ وتحدث إلي صغيرهُ بدُعابه:
_إحنا من أولها كده هنبتدي قلة الأدب والتعدي علي حقوق الغير ولا إية يلاَ
ضحكت بوهن وتحدثت مستعطفة عندما إستمعت لصراخ صغيرها الذي بدأ بالأنيين :
_حرام عليك يا أحمد، قرب الولد لحضني، ده يا حبيبي شكلة أتقمص منك
أجابها بدُعابة ونبرة عالية :
_أيوة بوظيه إنتِ بدلعك فيه ودفاعك عنه يا هانم.
ضحك جميع من في الغرفة علي دعاباته لطفليه وزوجته وهذا ما لم يعهدوا عليه من أحمد سلام من ذِي قبل بحكم عملهم معهُ
بعد مرور حوالي ثلاثة ساعات
داخل الغرفة المخصصة لها بالمشفي حيثُ زُينت بالزينة والبلالين بلونها الأزرق الخاطف للأبصار والخاص بإحتفالات المواليد من الذكور، كانت تتمدد علي تختها وحولها جميع أحبائِها
تحدثت إنتصار التي تحمل أحد الصِغار والذي أطلق عليه أحمد إسم، عُمر وتُشدد عليه برقة كمن وجد أخيراً ملاذهُ الذي كان يبحث عنه لسنواتٍ كُثر :
_ الله أكبر عليهم زي القمر يا حبايبي
ونظرت إلي أمل التي باتت تعشقها وتعتبرها إبنتها التي لم تُنجبها لما وجدتهُ بها من أخلاق عالية وجمال لروحها، وما زاد غلاوتها في قلبها أنها جعلت من أحمد شخصً سعيداً للغايه وهذا أقصي ما تتمناهُ الأمهات الصالحات التي تريد الصلاح والفلاح لأبنائها
تحدثت إنتصار إلي أمل بنبرة حنون :
_ حمدالله على سلامتك يا بنتي، ربنا يبارك لك فيهم ويجعلهم بارين بيكي زي ما بباهم بار بيا وحنين عليا.
إبتسمت سحر التي تحمل الصغير الآخر والذي أطلق عليه أحمد إسم حمزة تيمُناً بإسم شقيقهُ الغالي وتحدثت :
_يسلم أصلك الطيب يا مدام إنتصار، ويتربوا في عزكم إن شاءالله .
تحدثت رانيا الواقفه بجانب زوجها طارق وبطنها مُنتفخ جراء حَملِها الأول:
_طمنيني علي الولاده يا أمل ؟
إبتسم لها أحمد وتحدث بدعابه كي يزيل عنها توترها:
_متقلقيش يا رانيا، الولاده أسهل مما يكون، بتنامي زي أمولة كده وتقومي تلاقي أولادك جنبك .
ضحك الجميع وتحدثت عُلا زوجة حمزة :
_لو الموضوع بالسهوله دي مكنش حد غُلب يا دكتور.
ثم تحدثت علا من جديد:
_ما فيش واحده في البيت ده تكسر الروتين وتخلف لنا بنت، عمو عزت جاب ولدين، وحمزة مخلف ولدين
وأكملت بدُعابة:
_حتي الدكتور اللي كان مُضرب عن الجواز يوم ما فكر وخلف جاب لنا الولدين دُفعه واحدة
قهقه الجميع في حين تحدثت إنتصار وهي تمسح علي ظهر كارما الجالسة بجانبها تُداعب شقيقها، والتي مُنذ زواج أمل وهي تعتبر كارما حفيدتها وتعلقت بها للغاية، وأيضاً كارما التي تُناديها نانا وتحبها كثيراً
تحدثت إنتصار بحديثٍ ملئ بالصِدق :
_ مين اللي قال لك يا ست عُلا إننا مكسرناش الروتين، أومال أميرتي حبيبة نانا دي تبقا إيه؟
إبتسمت لها عُلا وأومأت بموافقة، في حين سعد قلب أمل وسحر ورانيا علي حب تلك الصادقة لتلك الكارما
حين تحدثت كارما إلي إنتصار بإلحاح :
_ممكن يا نانا اشيل البيبي شوية صغيرين؟
أجابتها إنتصار بطاعة وحُب :
_إنتِ تؤمري يا عيون نانا، بس أنا همسكة علشان هو لسه صُغير وهيقع منك
إقترب عزت علي كارما وتحدث إليها بنبرة رحيمة كي لا يجعلها تشعر بالغيرة إتجاه الصغيران كما يحدث دائماً في العادة :
_ شفتي أخوكِ جميل إزاي يا كارما، من إنهاردة عُمر وحمزة هيبقوا تحت حمايتك
إبتسمت الصغيرة وأردفت قائلة بثقة بعد حديث عزت الذي بث داخلها القوة والثقة :
_حاضر يا جدو، أنا هخلي بالي منهم كويس وهشيلهم مع نانا إنتصار
أما ذاك العاشق الذي سحب مقعداً وجلس بجانبها وأمسك كف يدها ثم قربهُ من فمه ووضع فوقهُ قُبلة حنون بث بها شكره وأمتنانه وعِرفانه لها
وتحدث بنبرة عالية إستمع لها الجميع :
_شكراً علي كل حاجة حلوة إديتها لي يا أمل ، شكراً علي الحياة اللي منحتيها لي وما كُنتش فاكرها موجوده أصلاً، شكراً علي السعادة، علي الحب، علي الوفاء والأمان اللي حسيته وأنا جوة حُضنك، شكراً علي ولادي هدية ربنا ليا اللي منحها لي علي إديكي،
وأكمل بعيون تنطقُ عِشقً جعلت جسد الجميع يقشعر من صدق حديثهُ :
_أنا بشكر الظروف وممنون للمرض اللي وصلك ليا علشان تنوري لي حياتي يا أمل
كانت تستمع إليه ودموعها تسيلُ فوق وجنتيها بغزارة من شدة تأثُرها، وتأثر أيضاً الجميع ونزلت دموعهم تأثراً بحديث ذاك العاشق لحبيبته
يتبع