نيران_قلبه
البارت_الثاني_عشر
أغلقت مليكة الهاتف بيد مرتجفة من التوتر والخوف وزفرت بتوتر.
دلفت إلى غرفتها بخطوات متثاقلة، يدها ترتجف بشدة، تجمعت الدموع في عينيها حتى كادت أن تنهمر على وجنتيها، رفرفت بعينيها عدة مرات حتى لا تنهر دموعها.
خرج سليم من الحمام وبيده المنشفة ينشف شَعرهُ لكنه أوقعها من يده عندما رآى مليكة تقف بتلك الحالة وذهب إليها سريعًا.
أردف سليم بقلق:حبيبتي مالك، إيه إلي حصلك؟
ذهبت مليكة إلى أحضانه سريعًا كأنها تستمد منه القوة، حاولت كثيرًا الوقوف بجمود حتى لا تنفجر باكية لكنها لم تستطع أن تقف بجمود أبدًا.
أردف سليم بقلق عليها:لو تريحيني وتريحي نفسك وتقوليلي مالك.
لم يتلقى منها أي إجابة سوى إنها تشدد من إحتضانه وتتشبث بثيابه.
فتابع بحنان وهو يمسد على شعرها:عيطي يامليكتي عيطي.
هنا ولم تستطع مليكة الصمود أكثر من ذلك وإنفجرت باكية بشدة كأنها كانت تُريد الإشارة فقط، صوت شهقاتها كان يمزق قلب سليم بشدة.
ظلت تبكي وكان سليم يمسد على شعرها بحنان وقلق شديد، حتى بدأت أن تهدأ قليلًا؛ فأخرجها سليم من أحضانه وأجلسها بحنان على الفراش وذهب سريعًا وأجلب كوب من الماء وأعطاه لها؛ فتناولته مليكة بيد مرتجفة وإرتشفت الماء وأعطته الكوب.
جلس سليم بجانبها وأمسك يدها المُرتجفة بحنان حتى تهدأ الرجفة قليلًا.
أردف سليم بقلق:هديتي.
أومأت مليكة برأسها.
فتابع بقلق:مليكة لو بتحبيني بجد قوليلي فيه إيه مالك إني متغيرة خالص، وشك مخطوف ليه وإيدك بقت بتترعش مالك ياحبيبتي إنتي بتقلقينا عليكي كدة؟
أردفت مليكة بصوت مرتجف من أثر البكاء:مافيش حاجة ياسليم أنا بس تعبانة شوية، ثم تابعت وهيا تصعد الفراش وتسحب الغطاء بيد مرتجفة:بعد إذنك إطفي النور، تصبح على خير.
نظر لها سليم بقلق وإستغراب؛ فتصرفاتها حقًا غريبة.
أغلق سليم الأنوار، وذهب إلى غرفة خالد سريعًا.
***********************************
في غرفة خالد.
أردفت سجى بنعاس:فيه إيه ياسليم مجمعنا كلنا ايه في الوقت ده؟!
أردف سليم بقلق:هقولكوا كل حاجة بس صحصحوا كدة الأول.
هتف الجميع:صحصحنا وفوقنا قول بقا.
أردف سليم بهدوء:في إيه ياجماعة مش كلكوا في بوق واحد كدة، ثم تابع بقلق:هقولكوا بصوا مليكة……….
وقال لهم كل شئ دار بينه وبين مليكة.
زفر سليم بقلق ثم تابع:بس ولما سألتها تاني قالتلي إنها تعبانة شوية بس، وقالتلي إقفل النور على شان هنام.
أردفت بتفكير:ثواني كدة مليكة قالتلك إنها هتيجيلي على شان تديني حاجة صح.
أومأ سليم برأسه.
فتابعت تسنيم:بس مليكة مجتليش ياسليم.
أردف سليم بصدمة:إزاي؟!
فأردفت فرح بتفكير:طب سليم هيا مليكة قالت انها هتديها حاجة فأكيد كانت ماسكة حاجة في إيدها صح.
نظر لها سليم بتفكير لعدة ثواني ثم أردف:إيه ده إتصدقي ديه ماكنتش ماسكة حاجة في إيدها غير التليفون بتاعها أنا إزاي كُنت غبي كدة وماخدتش بالي ومسألتهاش.
أردفت فرح بتفكير:التليفون يبقا أكيد كلمت حد في التليفون صح ولا إيه ياجماعة.
هتف الجميع:أيوة صح.
أردف سليم بتفكير:يبقا أنا لازم أجيب التليفون بتاعها وأشوفه، هيا نايمة دلوقتي هدخل براحة خالص وأجيبه من غير ماتحس.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ذهب سليم سريعًا، ودلف إلى غرفته بخطوات بطيئة حتى لا تشعر به وتستيقظ، رآى سليم الهاتف على الفراش بجانب مليكة، فذهب ببطئ شديد وأخذ الهاتف ورحل من الغرفة، أغلق الباب ببطئ حتى لا يصدر أي صوت، وزفر براحة وحمدالله أنها لم تشعر به.
أردف سليم وهو يفتح باب غرفة خالد:جبت التليفون.
أردفت سجى بفضول:طب يلا أفتحه خلينا نعرف فيه إيه.
صاح سليم بغضب وهو يحاول فتحه:مليكة عاملاله باسورد.
أردف خالد بتفكير:جرب عيد ميلادها كدة.
هتف سليم وهو يحاول فتحه:غلط مش هو الباسورد.
أردفت تسنيم بتفكير:جرب تاريخ يوم جوازكوا كدة.
هتفت سليم بإحباط:غلط برده.
أردفت فرح بسعادة:لقيتها خلاص عرفت الباسورد جرب تاريخ ميلادك كده.
أردف سليم بإستغراب:تاريخ ميلادي! ماشي، ثم تابع بسعادة:فتح، ثم تابع بإبتسامة حنان:مليكة عاملة الباسورد بتاريخ ميلادي.
صاح خالد بضيق:ياعم الرومانسي شوف فيه إيه مش وقته الحاجات ديه دلوقتي.
أردف سليم بإحراج:أيوة صح.
وأمسك الهاتف وظل يقلب فيه.
ثم تابع بإستغراب:في المكالمات أخر واحد مليكة مكلماه ومتسجل بحرف مش بإسم كمان.
هتفت تسنيم بتفكير:حرف مش إسم طب شوف كدة الساعة.
أردف سليم بصدمة:نفس الوقت إلي مليكة قالت هتروح على شان تديكي حاجة.
أردفت تسنيم بتفكير:طب ومسجلاه بحرف إيه؟
أردف سليم وهو يزفر بخنقة:D، أنا هكلمه وأفهم فيه إيه.
أردف يحيى سريعًا:لأ طبعاً أكيد لما يسمع صوتك مش هيرضى يقولك حاجة.
هتف فارس ويزيد بصوت واحد:أيوة يحيى معاه حق.
أردف سليم سريعًا:ثواني كدة ياشباب الرقم ده مش غريب عليا.
هتف خالد وهو يتناول منه الهاتف:وريني كدة، سليم ده رقم دكتور هاني دكتور العيلة.
فأردف سليم بقلق:وهيا مليكة هتكلم دكتور هاني ليه؟ الموضوع فيه حاجة غريبة وأنا لازم أعرفها، أنا مش قادر أستنى أنا هكلمه دلوقتي.
هتف خالد سريعًا:دلوقتي إيه ياسليم الساعة4الفجر أكيد نايم يعني.
أردف سليم وهو يجلس على الأريكة بتعب:ياجماعة إفهموني أنا مش هقدر أستنى لبكرة الصبح.
هتف يزيد بهدوء:سليم خلاص كلها كام ساعة والصبح يطلع فأصبر ماجتش على الكام ساعة دول.
أردف سليم بتفكير:ماشي، هنتجمع هنا في أوضة خالد الصبح بس منغير ما مليكة تحس او تاخد بالها إنتَ كدة كدة ياخالد هتاخدها تفسحها صح إحنا بقا هنتجمع بعد مايمشوا، وقبل ماتتكلم وتعترض هبقا أسجلك المكالمة على شان تبقا تسمعها، يلا دلوقتي كل واحد على أوضته.
رحل الجميع ولم يتبقا سوى سليم وخالد بالغرفة.
أردف خالد بإبتسامة:مكنتش أعرف إنك حبيتها أوي كدة.
تنهد سليم ثم هتف:حتى أنا مكنتش أعرف ولا عارف إزاي حبيتها بالسرعة ديه، ثم تابع وهو يذهب تجاه الباب:يلا هسيبك تنام على شان يومك بكرة طويل، تصبح على جنة.
أردف خالد بإبتسامة:وإنتَ من أهلها.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في الصباح.
أردف سليم بتحذير لمليكة:تليفونك مشحون؟
أردفت مليكت بإبتسامة حنان:مشحون ياحبيبي متقلقش، يلا أنا هنزل باي.
***********************************
بعد مرور بعض الوقت.
في غرفة خالد.
أردفت سجى بإهتمام:يلا ياسليم إتصل بيه.
أومأ سليم برأسه.
كان سليم سيضغط على زر الإتصال، لكن قاطعه صوت الجد وهو يهتف بإسمه.
أردف سليم بهدوء للجميع:هروح أشوف جدي عايز إيه وأجي على طول.
أومأ الجميع برأسه.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
هبط سليم للأسفل.
وأردف بتساؤل للجد:نعم ياجدي.
هتف الجد بهدوء وهو يقف:يلا جهز نفسك على شان النهاردة فيه شغل كتير في الشركة.
أردف سليم بتوتر:قصد حضرتك إن هاجي معاك الشركة.
أردف الجد بهدوء:أيوة ويلا بقا إطلع جهز نفسك بسرعة على شان منتأخرش.
أردف سليم بطاعة:حاضر ياجدي.
وصعد الدرج وهو يلعن نفسه لأنه لم يقم بالإتصال به أمس.
أردف سليم بضيق:مش كُنت كلمته بليل وخلصت نفسي بقا.
صعد سليم إلى غرفته وأبدل ملابسه سريعًا وأخبر الفتيات والشباب وذهب مع جده للشركة.
*******************************
في المساء.
صعد سليم الدرج بتثاقل فكان اليوم متعب؛ فظل يعمل كثيرًا.
فتح باب غرفته بتثاقل ودلف وجد مليكة تجلس على الفراش تشاهد التلفاز.
عندما رأته مليكة أردفت ببرود:إنتَ جيت.
أردف سليم بحنان:أيوة ياحبيبتي، ثم تابع وهو يجلس على حافة الفراش بتعب:عملتي إيه النهاردة إتبسطي.
أردفت مليكة ببرود وهيا تنظر للتلفاز:أيوة.
أردف سليم بإستغراب:مالك يامليكتي.
صاحت مليكة بغضب:أنا مش مليكتك فاهمة أنا إسمي مليكة وبس.
نظر لها سليم بصدمة شديدة وأردف:إنتي إتجننتي ولا إيه؟ مالك يامليكة بقالك يومين مش مظبوطة؟
فهتفت مليكة ببرود:مالي يعني مانا كويسة أهو، ثم تابعت بسخرية:إنتَ بس إلي بتدقق في حاجات غريبة زيك كده.
أردف سليم بصدمة وهو يشير على نفسه:يعني أنا غريب؟!
فأومأت رأسها ببرود.
هب سليم واقفًا وهتف وهو يتجه نحو الباب:أنا رايح لخالد وشوية وجي.
أردفت مليكة بسخرية:ولا ماتجيش عادي مش فارقة.
نظر لها سليم بصدمة شديدة ثم رحل سريعًا.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في غرفة خالد.
أردف سليم وهو يمسك هاتفه:خلاص ياجماعة مليكة اتحولت بجد أنا هكلمه دلوقتي أنا عايز أعرف فيه إيه؟
ضغط سليم على زر الإتصال وبعد عدة دقائق جاءه الرد.
فأردف سليم سريعًا:ألو إزاي حضرتك يادكتور أنا سليم.
فأردف الطبيب بهدوء:أيوة ياسليم عامل إيه.
هتف سليم بهدوء مصطنع:بقول لحضرتك يادكتور مليكة قالتلي إني أكلمك.
فأردف الطبيب بتوتر:هيا قالتلك ديه كانت قايلة وموصية عليا مقولش لحد خالص.
نظر الجميع لبعضهم بإستغراب.
فأردف سليم بقلق:أيوة قالتلي، ثم تابع بتفكير لبضع ثواني:ب، بس مفهمتش منها حاجة عايزك تفهمني براحة يادكتور معلش.
ثم تابع بهمس لهم:صح كدة.
فأومأ الجميع برأسه.
أردف الطبيب بهدوء:خلاص تعالى بكرة المستشفي وأنا هفهمك كل حاجة.
هتف سليم بقلق:تمام يادكتور، بس متقولش لمليكة حاجة يادكتور لوسمحت، ثم تابع بتوتر:إحم هو يعني على، على شان أنا بس يعني عايز أفهم الأول وبعد كدة أفهمها على شان هيا قلقانة.
أردف الطبيب بإستغراب:بس أنا مفهمها كل حاجة، ثم تابع بهدوء:خلاص ماشي ياسليم باشا إلي حضرتك عايزه في إنتظارك بكرة.
وأغلق سليم الهاتف بقلق.
أردف خالد بقلق:أنا بجد مش فاهم حاجة.
نظر له سليم ثم أردف بقلق:ولا أنا بس هروح بكرة وأعرف وأفهم كل حاجة…….
ياترى مليكة مخبية عنهم إيه؟ هنعرف البارت الجاي.