روايات كاملة

رواية وعد نزار الفصل الثامن و العشرون و الاخير

الخاتمـة:

‘ مهلًا أيها الحب علي قلوبنا.. إنها جُرحي ‘

وصلت السيارات امام مزرعة الرشيد، التي كان يقف جميع سكانها امام الباب الذين عرفوا كل ما حدث منذ ساعات ومن وقتها وهم في قلق مستعر حتي طمنهم نزار بأتصال ان كل شئ علي ما يرام، هبط الجميع من السيارات وبدأت حفلة احضان في المكان وبكاء ووعيل واشياء من ذلك القبيل.. استغل عدي تلك الضجة واقترب من زهراء يثني ركبتيه امامها وهو يقول بينما يمسك يداها بين يداه:-
_اخيرا هنتجوز يابت

ضحكت زهراء وهي تقترب منه لتحضتنه بينما تقول:-
_حمدلله علي السلامة

شدد من احتضانه لها وهو يردد بحب:-
_الله يسلمك ياحبيبتي

بينما بينار كانت تأخذ ابنتيها بين احضانها وهي تبكي بلا توقف، وراجي يقف جوارها يضحك عليها قائلا:-
_خي بينار كدا مهما تمر السنين هتفضل عندها فائض دمعي متعرفش تعيش من غيره

قالت بحزن وهي تنظر له:-
_راجي!

اقترب ليحتضنها هاتفا بغزل:-
_عيون راجي

فأبتسمت وهي تستكين بين احضانه الدافئة، بينما همست رحمة لنازلي بخفوت ضاحك:-
_هيفضل طول عمره بيعرف يضحك عليها بكلمتين

ضحكت نازلي وهي تنظر لهم وتبتسم بحنان واعجاب بمظهرهم ذاك، همس نزار لهم اثنتيهم:-
_زياد جوه

ظهر الحزن علي وجه رحمة وهي تتذكر كا فعلته به، والذي رغم حبها له لم تستطيع ان تتوقف عن اذيته، فهم نزار ما تمر به فربت علي يدها وهو يقول:-
_متقلقيش كل حاجة هتبقي كويسة

نظرت له بتمني بينما نازلي تحرك عيناها بينهم بعدم فهم، قبل ان تقول:-
_ممكن اشوفه؟

اؤما بنعم واخذها ليدخلا لزياد، بينما كوثر التي اتت لتطمئن علي الفتيات المختطفات كانت تأخذ ركن بعيد تقف فيه وتراقب ما يحدث حتي لمحت جسد احدهم يقف بجوار سيارة ما يراقب ما يحدث ببسمة صافية وحزن، همست بعيون متسعة:-
_عصام..

حاز همسها علي انتباه زهراء التي تطلعت الي ما تنظر له والدتها حتي جحظت عيناها ايضا وهي تقول:-
_يعني مكنتش بتخيل..

تقدمت كوثر من دياب بخطوات بطيئة وهي تردد الاسم بدموع فقالت زهراء:-
_لا ياماما عصام مات

توقفت وكأنها تذكرت ذلك الامر اخيرًا فكادت تعود ادراجها لكن قالت زهراء:-
_بس.. ممكن يكون توأمه؟!

قالتها بخفوت وتسأل، فأشتد بكاء كوثر عن ذي قبل وهي تنظر له بأشتياق وحب، حتي لم تفكر ان تحصل علي دليل، بل تركت لدموعها العنان وهي تهمس بأسمه حتي حاز بكاءها علي انتباه الجميع واقتربت حتي وصلت له، اخذته بين احضانها وهي تردف:-
_عاصم.. ابني حبيبي

كان جسده متخشب بين احضانها، لا يعرف مَن تلك التي تناديه بأبني! ولما تبكي؟ حاول ان يبعد لكنه لم يستطيع، هناك شئ يمنعه، ويجعله يود لو يتمسك بأحضانها هو الاخر

بينما ظلت هي تهتف بكلمات فيما مفداها انه ابنها الذي كان تائه عنها و.. اشياء من ذلك القبيل، كاد يعترض ويقول انه ربما لم يكن هو، لكن تأكيدها واصرارها لم يترك له الفرصة..

وبالاخير استسلم لموجة الحنان تلك والتي حتي وان لم تتكرر يكفي انها ادفئت روحه الان قليلا
*****
أنتهت نازلي من قص كل شئ علي مسامع زياد الذي كان يستمع لها والجمود يرتسم رويدا.. رويدا علي ملامحه حتي انتهت اخيرا من القص عليه كل الحياة وهي تزفر بأرهاق، فقال وهو ينهض:-
_بما انك خلصتي، و رشوان بتدور عليه الحكومة فاروق اتقبض عليه وانا مليش ذنب.. اقدر امشي.. صح؟

_وتسيبني؟

قالتها بحزن، فأؤما بنعم هاتفًا بجمود:-
_انتي بقي عندك عيلة واهل.. مش محتجاني خلاص

اؤمات بالنفي وهي تمسك يده بكلتا يدها:-
_مين قال كدا؟ يمكن بقي عندي تلك اخوات بس انت هتفضل اول اخ عرفته واكتر واحد حبيته يازياد، ارجوك متسبنيش لوحدي انا محتجاك

ظهر الارتباك علي وجهه قبل ان يلمح رحمة التي اقتربت وهي تنظر للارض بخجل قائلة:-
_انا اسفة، بجد اسفة.. مهما اعتذرت عارفة ان الاسف مش هيخليك تسامحني واللي عملته ميتغفرش بسهولة بس اتمني انك..

ابعد وجهه عنها كأنه لم يسمع لها وقال بينما يربت علي رأس نازلي بحنان:-
_طيب انا بس هبعد لفترة علشان محتاج ابقي لوحدي ووعد هرجع تاني

كادت تعترض لكن عيناه الراجية لأن تفهم حالته جعلتها تؤمي بنعم.. فقبل جبينها بحب قبل ان يلتف ويغادر غير عابئًا بتلك التي تنظر له ببكاء..
*****
‘ المشهــد الأخيــر ‘

اليـوم.. يوم انتظره عدي كثيرًا، رسـمه وتخيله منذ ان وقعت عيناه علي زهراء، اليوم يوم زفافه هو زهرته، ويوم زفاف نزار ونازلي..

كانت حديقة منزل الرشيد الذي تقرر حدوث الحفل فيها، بها جميع مباهج ومظاهر السعادة، وبينار تنتقل ك الوردة بين الضيوف تسلم عليهم وترحب بهم، وعلي بُعد منها يقف راجي يفعل المثل، ونغم مع رحمة توزع الضيافات، بينما عدي ونزار يقفان امام الباب الداخلي بأنتظار العرائس والشوق قد اخذ منهم ما اخذ والتوتر بلغ مبلغه..

لحظات حتي ارتفعت الزغار معلنة عن اقتراب ظهور احدي عرائس اليوم، لحظات اخري وانفتح الباب وطل عاصم حاليًا.. دياب سابقًا يمسك بيده زهراء الواقفة علي قدميها!

نظر لها عدي لـ لحظات بصدمة قبل ان يخر باكيًا بين احضان نزار صديقه الذي يقف جواره، يبكي بسعادة وفرح بالغ وهو يراها تقف امامه علي اقدامها مرة اخري، ابتسمت زهراء التي التمعت الدموع في عيونها ايضًا وهي تقترب منه حتي وصلت له، وضعت يداها علي كتفه فالتف لها وبدون سابق انذار احتضنها..

واخيرًا ابتعد عنها واخذها الي المكان الخاص بهم..

لحظات اخري وظهر يامن يمسك بيداه نازلي التي كانت جميلة بطريقة خطفت قلب نزار، حيث وقف يتطلع لها بزهول وانبهار ك المسحور، وقد كان ذلك الحجاب الذي ارتدته اليوم ك مفاجأة له.. له سحر خاص، فقد جعلها تظهر اكثر ملائكية وجمال عن المعتاد

اقترب منها واخذها بين احضانه وهو يهمس:-
_زي القمر.. زي القمر

وظل يرددها بدون ارادة منه واخذها متوجهًا بها الي المكان الخاص بهم..

وبدأ حفل الزفاف..

كانت رحمة تتنقل بين الضيوف ك الفراشة توزع ابتسامتها هنا وهناك حتي لمحت من يقف علي بعض منها يتطلع لها.. توقفت هي ايضًا تنظر له دون حراك، اقترب منها حتي وصل لها، هتف وهو ينظر ارضًا:-
_حاولت اهرب بعيد.. حاولت اكرهك بس.. مقدرتش!

ابتسمت وهي تقول بدموع:-
_يعني بتحبني..

اؤما بنعم بدون ارادة..

كررت:-
_سامحتني

اؤما بنعم دون ارادة ايضًا.. فبدون شعور منها القت نفسها بين احضانه

اقترب عاصم من نغم ووقف جوارها، هتف بحرج:-
_كنت عايز اقولك حاجة

تطلعت له بأهتمام فقال بأرتباك:-
_انتي حلوة اوي انهاردة..

قالت برفعة حاجب:-
_انهاردة بس

اؤما بالنفي سريعًا:-
_لا والله.. علطول حلوة، بس انهاردة..

قالت وهي تلاحظ ارتباكه ضاحكة:-
_فهماك فهماك.. بهزر معاك بس ياسيدي علي العموم شكرًا..

هتف عدي وهو يراهم من علي بُعد:-
_شكلنا هنشهد قصة حب جديدة قريب

نظرت الي حيث يقصد قبل ان تؤمي وهي تقول بتمني:-
_ياريت

غمز لها بعيناه متابعًا:-
_بس طبعا عمرها ما هتكون بحلاوة قصة حبنا

ضحكت عليه وهي تؤمي بنعم

بينما بالجوار منهم هتف نزار وهو ينظر لنازلي بـ ولة:-
_لسة مش قادر اصدق كل اللي حصل دا وحاسس انه حلم..

مسك يداها بين يداه متابعًا:-
_بس لو حلم فهو احلي حلم عدي عليا في حياتي كلها.. نازلي انتي احلي حاجة حصلتلي في حياتي، انا بحبك اوي انت

قاطع حديثه وهو يتطلع خلفها بصدمة وتوجس، خافت من نظراته تلك خاصة وهي تسمع جلبة وضجة ملأت المكان فجأة، التفتت تنظر الي حيثما ينظر وجدت رشوان خلفها يقف وعلي وجهه نظرات مختلة وعلي شفتيه ضحكة جنون ويمسك بيداه سلاح ناري يوجهه لنازلي..

توقفت نازلي ببطء ونزار، تسيطر علي جسدهم حالة من التيبس، كان مختفي وظنوا انه سيحاول الهرب خارج البلاد فكان لدي جميع المطارات خبر بذلك، لكن لم يتوقع احد ان يأتي الي هنا بقدمه!

قال وهو يقترب منهم خطوتين:-
_مفاجأة مش كدا..

اقترب منه نزار خطوة و:-
_رشوان متتهورش وتزود عقابك.. انت..

قاطعه بصراخ:-
_متقربش.. لو قربت هقتلك وبعدها هقتلها..

ونظر لنازلي:-
_ايوة هقتلها، انا قولتلك مش هتبقي لغيري.. لو مبقتيش ليا مش هتبقي لغيري يانازلي

حاول نزار الحديث لكنه صاح فيه بالابتعاد والصمت، فعاد نزار بخطواته الي الخلف بينما اخذ رشوان يقترب من نازلي وهو يقول:-
_سيبيه دلوقتي وتعالي معايا وانا هعيشك ملكة.. تعالي معايا يانازلي

اؤمات بالنفي والدموع تنزل من عيناها وتقول من بينهم:-
_الموت عندي ارحم من العيش معاك

نظر لها لـ لحظات بجمود قبل ان يؤمي بنعم وهو يرفع السلاح بأتجاة قلبها و:-
_انتي اللي اخترتي..

لحظات فاصلة توقف فيها قلب الجميع قبل ان تخرج صوت رصاصة قطعت ذلك السكون مع صراخ نازلي:-
_زياااد..

الذي توجه لهم سريعًا ووقف امام شقيقته دون لحظة تفكير منه، ساد الهرج والمرج في المكان.. احدهم يطلب اسعاف واخر يطلب الشرطة، بينما هبط رشوان علي قدميه وهو يري ابنه ملقي امامه وسط دمائه وهو يهمس بعدم تصديق:-
_زياد.. ابني

قبل ان تتعالي صرخاته بشكل جنوني وهو يضرب نفسه بعنف وقوة مرددًا انه قتل ابنه بنفسه، حالته لم تسمح لهم ان يخبروه ان الرصاصة فقط اصابت كتفه!

جائت الشرطة وقبضت عليه، واخذت الاسعاف زياد ومعهم راجي الذي رفض ان يأخذ اي احد معهم مطمنهم ان كل شئ سيكون علي ما يرام

ومـر اليوم.. وبالصباح كان العشاق في طريقهم لباريس لقضاء شهر الحب والعسل بعدما اطمئنوا علي صحة زياد ونقل رشوان الي المصحة النفسية.. وفارق ما زال في السجن حيث قريبًا سيتم الحكم عليه بالأعدام

وهكذا تحققت العدالة السماوية بدون تدخل من البشر..

‘ تمت بحمدلله
وعـد – نِـزار
لـ زينب سميـر ‘

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى