روايات كاملة

رواية وعد نزار الفصل السادس و العشرون

الفصـل السادس والعشـرون:

‘ ياعيني عليكِ ياطيبة.. بقيتي أزاي كدا؟ ‘

وصلـت السيارة لـ المكان المنشود، منزل رشوان الباذ وهبطت منها نازلي وهي ترتعش كليًـا، أخذت نفسًا عميقًا وهي تنظر الي المنزل الشاهق امامها قبل ان تدخله بعدما سلمت امرها لله، طرقت علي باب المنزل فأنفتح وطل منه رشوان.. الذي أتسعت ضحكته وهو يراها كأنه لا يصدق عيناه انه حدث وقد عادت له فتاته من جديد..

نعم فتاته.. ملكه.. وكل ما يريده بتلك الحياة، وسيفعل المستحيل ليحصل عليها وتكون له للأبـد، مـد يدها ليلمس وجهها وهو يهمس سعيدًا:-
_نـازلـي..

ابعدت يده عنها بقرف واشمئـزاز، فتمالك نفسه وهو يبتعد عن الباب خطوة مشيرًا لها بالدخول هاتفًا:-
_أتفضلي، نورتي بيتك..

دخلت ونظرت لأرجاء البيت حولها بقلب منقبض دون ارادة منها، ذلك البيت الذي لا تكره شئ مثلما تكرهه هو وجميع ساكنيه عادا زياد.

يالله.. كم تشعر ان حوائطه تضيق علي قلبها وانفاسها!

تنهدت مبعدة كامل تلك الافكار عن بالها وهي تلتف له قائلة:-
_فين رحمة؟

_موجودة.. موجودة

وسـار امامها صاعدًا لـ الطابق الاعلي، مشيرًا لها بمتابعته، ثعدت حتي وصلت الي الطابق الثاني، اخذ يككل سيره حتي غرفته وهنا بدأ الأرتباك والخوف الحقبقي يتلبسها، فتوقفت في منتصف الممـر وقد رفضت قدميها التحرك، وصل اخيرًا لباب غرفته التف ليراها مازالت في منتصف الممر، نظر لها نظرات لم تفهمها قبل ان يقول ببسمة خفيفة:-
_اية يانازلي؟ انتي خايفة من بابا ولا اية؟

وضع يده علي فمه وهو يضحك بصوت اعلي:-
_اوبس.. بابا اية بس! ما كل حاجة اتكشفت خلاص

قالت بغضب:-
_ولما انت عارف ان كل حاجة اتكشفت، ليك عين تقف قدامي بعد عمايلك الحقيرة دي!

رشوان بدهشة مصطنعة:-
_عمايل! عماية اية.. هو انا عملت حاجة، دا انا حتي ربيتك احسن تربية وخليتك انسة

ونظر لها نظرات ذات معني متابعًا بغمزة وقحة:-
_زي القمر..

رمقته بنظرات مشمئزة ولم ترد، بينما تابع هو:-
_شكلك مش عايزة تشوفي اختك.. وتطمني عليها

لم يعجبها حديثه وهو يقول اخر كلمتين، فتقدمت سريعًا له وهي تقول بخوف:-
_رحمة.. انت عملت فيها اية؟

وابعدت عن طريقها وفتحت الباب ودخلت، فقال هامسا بشر:-
_معملتش، بس لسة هعمل..

وقبل ان تستوعب ما يحدث، كان اخذ الفازة التي تجاور الباب وضربها علي رأسها بها بكامل قوته!

وهو يهمس:-
_نروح لـ الخطوة التالتة..
*****
في مزرعة الرشيـد..

كان الجو ليس علي ما يرام ابدًا، حيث نزار يأخذ المكان ذهابا وايابا وجسده يشتعل غضبا نحو رشوان وحسان وغضبا اكبر واحرق نحو نازلي، حاول يامن الذي اتي مع عدي ان يهدءه لكن محاولاته بائت بالفشل، اغلق عدي هاتفه وقال:-
_الطيارة خلاص بقيت جاهزة..

اؤما له نزار وهو يخرج الي الخارج بأتجاة المطار الموجود علي بعُد قريب من القرية، فهو سيأخذ طيارة تصل به الي القاهرة حيث من هناك سيعرف كيف يتحرك وسيتحرك بحرية اسرع، وخلفه تابعه يامن وعدي الذي همس بخفوت ليامن:-
_ربنا يستر..

وكل ذلك يحدث والجميع غير عالم بأمر اختطاف واختفاء الفتاتين، فراجي لديه عمل خارح القرية وبينار نائمة..

هتف نزار بينما يراقب السحاب من شباك الطائرة:-
_هاين عليا اروح اقتل نازلي وارجع تاني..

ضحك عدي عليه وهو يعلم ان تلك الفتاة بغباءها وتسرعها اخذت كامل صبر نزار، وانه الان يحترق خوفًا عليها وان حاول اظهار عكس ذلك

عنـد نازلي..

حمل رشوان نازلي الغافية، وخلفه سـار دياب حاملًا رحمة، دياب التي اخذت عيناه تتحرك بين الفتاتين بتردد وتفكير عميـق.. وتشتت، هناك شخصيئن بداخله يتعاركان، هل يصمت عن الحق ويكمل طريق بدأوه منذ زمن ام لا؟ يكفي عليه كل هذا الصمت!

مازال يتذكر عندما كان طفلًا تائه لا يجد مأوي له بعدما فقد طريقه عن عائلته ومن وقتها وهو يتنقل من مكان لمكان، يشحذ ليأكل.. وعندما زاد الامر سـوء مـد يداه ليسرق، كانت يداه بالمرة الاولي ترتعش، وفي الثانية ترتبك.. لكن بالمرة الثالثة اعتاد الامر.. وفي الرابعة؟ بدأ يظهر براعته في صناعة الامر، وهكذا كل سئ في حياته بدأت بالخوف وثم جمد قلبه وبرع فيه، حتي بات دياب.. رجل رشوان الذي حصل عليه وبقي رجله الايمن، يفعل له كل ما هو سئ وكل ما يأمر به، لم يأنبه ضميره ابدا الي عندما يخص الامر تلك الفتاة.. نازلي

هو الوحيد.. الشاهد علي ما يحدث معها، ورغم هذا كان يصمت دوما، لكن شئ بداخله كان سعيد بما حصل وبهرب نازلي من بين يدي رشوان، شئ بداخله كان فخور بتلك الفتاة، كل مرة يكون عليه ان يأتي بها لرشوان كان يتأخر ويتراخي، وعندما يفشل في الامسـاك بها ويعود خالي الوفاض.. كان يظهر ضيقه وغضبه.. لكنه من داخله.. سعيد.. حقًا كان سعيد

لانها الوحيدة التي كانت تعامله برفق، رغم انه دومًا ما يضيق انفاسها عليها، لانه المراقب الخاص بها الا انها كانت لا تعامله بكبر عكس رشوان..

تنهد وهو ينظر لها بين يدي رشوان، لاحظ ايضا يـد رشوان التي تعبث بظهرها وهي غافية بين يداه، اغمض عيناه في محاولة منه ان يتمالك نفسه ويتجاهل الامر.. لكنه لم يفلح

فـ فتح عيناه وقد نـوي علي فعل شئ!

وقفا في حديقة المنزل.. هتف رشوان وهو يفتح باب سيارته ويضع نازلي فيها:-
_دخل رحمة العربية يادياب وهتفضل انت هنا مع زياد علشان مضمنش لما يصحي هيعمل اية

ارتبك دياب وهو يفكر هل سيتركهم معه؟ دون ان يعلم وجهته!

لذا اسرع بالاقتراح:-
_اية رأيك اسيب محسن ياباشا واجي معاك انا؟

فكر رشوان قليلا قبل ان يؤمي بحسنا و:-
_طيب اركب، كدا كدا احنا مش هنتأخر

اؤما له دياب وهو يركب السيارة والسعادة ترتسم علي وجهه

همس وهو ينظر لنازلي ومن ثم رحمة:-
_هنقذكم حتي لو كانت دي اخر حاجة هعملها في دنيتي

وغادرت السيارة بهم الي حيث المجهول!

ربع ساعة فقط لا غير، وصفت سيارة نزار امام الفيلا المنغلقة ابوابها، هتف نزار لعدي الذييقود السيارة بغضب:-
_انت مستني الاذن؟ كسر البوابة وادهل
هتف عدي مترددًا:-
_بس..

لكن نظر عين نزار جعلته ينفذ ما يريده دون حديث، ودخلت سيارة نزار يتبعها سيارة من الحرس خلفهم، وما ان انكسرت البواية وطلت سيارة نزارة والحرس بهذا الشكل الهجمي حتي تجمع حراس رشوان القليلون حولهم مطلقين رصاصتين تحذيرتين في الهواء، لم يهتم بهم عدي وهو يتابع طريقه الي الباب الداخلي الي الفيلا بسرعة خيالية جاعلا كل مَن حاول ان يقف في طريقه ليمنعه يبتعد فورًا عن طريقه

هبط نزار من السيارة ودخل فورا الي المنزل، بينما ترك يامن وعدي ليتعاملا، الذان بدورهم هم والحراس دخلوا في حرب طاحنة مع رجال رشوان كان الفوز يشير لهم منذ بدايتها..

بالداخل..

بدأ نزار يبحث بجنون في الغرف عن نازلي وهو ينادي بأسمها:-
_نـازلي.. نـازلي..

ولكن لا حياة لمن تنادي، وصل لـ الطابق العلوي وهو مازال يبحث، حتي وصل لغرفة رشوان التي كان يتساقط علي ارضيها عدة قطرات دماء سقطت من رأس نازلي عندما ضربها رشوان علي رأسها بالفازة، زاد جنونه وهو يبحث عنها حتي فتح غرفة زياد التي وجد فيها محسن ذاك يكاد يرتعش وزياد الغافي..

هتف محسن بأقرار:-
_والله ما عملت حاجة، ورشوان باشا مشي هو والهانم ومعاهم واحدة تاني وسابني هنا مع زياد باشا والله ما عملت حاجة
قال وهو يتقدم نحوه:-
_خدهم فين؟
عيناه كانت مليئة بالشر والغضب الذي جعل محسن يعترف:-
_والله كا اعرف، بس انا سمعته وهو بيتكلم في التليفون وبيقول لواحد انه هيقابله في المكان القديم بتاعهم
نظر له نزار لـ لحظات بملامح غير مقروءة قبل ان يلكمه بكل قوته علي وجهه مما جعله يدمي وهو يصرخ في وجهه بعنف
دخل علي صرخته كلا من عدي ويامن، هتف يامن بقلق:-
_في اية؟ لقيتها؟

اؤما بالنفي وغادر الغرفة وهو يقول بينما يشير لزياد:-
_هاتوه، ان كان معاه اللي يوجعنا عليه فأحنا معانا اللي هيدمره
*****
وصلت السيارة الي مكان عجيب في مكان اعجب، لم يمر علي دياب ايدا من قبل، نظر دياب الي المكان حوله في محاولة منه ان يتعرف عليه لكنه فشل في ذلك، فصك علي اسنانه بغضب وهو يشعر ان زمام الامور تهرب من بين يداه، خاصة عندما لمح رجال ضخام الجثة يقفون امام ذلك الباب، لم يراهم من قبل ابدا، يعني ان دخل معهم في عراك.. سينعصر اسفل اقدامهم ك لمونة مهترئة!

لم يجد في يده طريقة سواء هذة..

حيث امسك هاتفه وارسل رسالة لاحدهم ثم ضغط علي زر الاتصال وو…


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى