قبل ماخش في الموضوع، عايزه اقولكوا إن ترتيبات الله هي المنقذ دايمًا لكل حاجه بتحصلنا، وانه دايمًا بيخلينا سبب، وبيحطنا في المكان الصح…
انا غادة رأفت طالبة بكلية العلوم، قاعدة في بيت مغتربات، وده لان الجامعة بعيدة عن بيتي، واسمحولي مش هقدر اقول المكان والجامعة…. الموضوع بدأ لما بيت المغتربات اللي انا عايشة في بدأو يبنوا في مبنى جديد، ولما خلصوا تشطيب المبنى ده قرروا انهم هينقلوا بعض الطلاب للمبنى، وده طبعًا بموافقة الطلاب، فانا وشلتي كنا من اول الناس اللي قدم طلب للمبنى الجديد عشان نقعد في، اهو منها تغيير وحاجه جديدة وانضف يعني ،ده غير ان المبنى ده اقرب للجامعة شوية، ولحظنا الحلو الطلب بتاعنا اتقبل، اللي بعد كده اكتشفنا انه حظ زفت، لا حلو ، ولا نيلة، لكننا وقتها كنا مبسوطيين وقررنا اننا هنحتفل طول الليل ونعمل سهرة بنات وكده ونتفرج علي افلام ونعمل فشار، والكلام اللي انتو فاهمينو ده، وفعلًا عملنا كده واليوم كان ماشي حلو، و زي الفل، لكن قطع ده كله صوت رنة تليفون قديم، كلنا كنا قاعديين مستغربيين اللي بنسمعوا، وان صوت التليفون ده جي منين، فانا اتشجعت وقومت ادور الصوت ده جي منين، بعدها لقيت تليفون قديم واقع عليه بوهيه ومرمي علي الارض، وكان موديل التليفون قديم ابو بكرة ولونه اسود والايد دهبي، فمديت ايدي خدته ونفضته، وكل ده والتليفون لسه بيرن، اكن المكالمة ملهاش وقت معين وتفصل، فمسكت سمعاة التليفون ورفعتها وقولت …..
-الو..
محدش كان بيرد وكنت سامعه صوت انفاس لشخص عمال ينهد ، فقولت تاني…
-الو، مين معايه..
لكن بردو محدش كان بيرد ، وصوت الانفاس ده زاد، بعدها سمعت صوت طلق ناري عالي، وبعدها الخط قطع… فبصيت للبنات وانا مصدومة، فلقيتهم كلهم في صوت واحد قالولي..
-مين اللي كان بيتكلم…
بعدها منة قربت مني وقالتلي…
-ايه مالك يا غادة وشك اتغير ليه؟
في اللحظة دي ماكنتش عارفه ارد اقول ايه، غير اني خدت بعضي وحطيت راسي علي المخده وكنت ساكتة، فاسراء ومنة قعدو علي السرير وفضلو يطبطوا عليا وهما بيقوليلي…
-مالك بس يا غادة هي المكالمة دي كان فيها ايه..
فقلبت وشي ليهم وقولتلهم…
-في راجل مات، انا سمعت صوت رصاص..
لقيتهم كلهم قالوو..
-مااات!!.. وصوت رصاص..
بعدها كملت اسراء وقالتلي..
-انتي بتقولي ايه يا غادة، انتي متأكدة من اللي بتقولي…
صرخت في وشهم وقولتلهم…
معرفش.. معرررررفش، انا رفعت السماعة، ومحدش كان بيتكلم، وفاجئة واحده سمعت صوت رصاص والخط قطع، هو ده اللي حصل….
كلهم بصو لبعض وماكانوش مصدقني، فلقيت منة بتهديني وبتقولي ..
-طب اهدي انتي بس ونامي، اكيد كان بيتهيألك بس…
-بس انا والله ما بيتهيألي، هو ده اللي حصل فعلًا…
بعدها لفيت راسي الناحية التانية ونمت… نمت وانا صوت الرصاصة لسه بترن في ودني…. بعدها صحيت على صوت حاجه عمالة تزن جنبي، قومت وفتحت عيني وانا عمال افرك فيها عشان اشوف ايه صوت الزن ده، و ماكنش في حاجه، كانت البنات نايمة في هدوء، والقمر باين من الشباك، بس الموضوع موقفش هنا الا لما صوت الزن ده اتحول لصوت رنة تليفون، كانت نفس رنة التليفون المرعبة دي، فقربت منه ورفعت سماعة التليفون تاني وايدي بترعش، بس المرادي مالحقتش اقول الو الا لما لقيت حد بيقولي وهو متعصب ….
-بتخوني مع مراتي يا ياسر، بتخوني وتخون عشرة عشرين سنة….
بعدها لقيت حد بيرد عليه وبيقوله…
-بخون مراتك، ايه التخاريف االي انت بتقولها دي يا حسين…
لقيته رد عليه بعصبية اكتر وقاله….
-سمعتها وهي بتكلمك في التليفون من يومين، كدبت نفسي في الاول، لكني لقيت زرار بدلتك الجديدة اللي اشترناها مع بعض علي سريري، خونتي علي سريري يا ياسر….
لقيت الشخص التاني سكت وماكنش عارف يرد يقول ايه… بعدها سمعت صوت السكة قطع، معنى كده إن حد قفل السكة… ومفيش لحظات الا وطيف اتحرك ناحية اوضة من الاوض اللي جوه في شقة السكن، فحسيت بحاجه بتشدني عشان امشي وراه، ومشيت ورا فعلًا بخطوات هادية لغاية ماوصلنا الاوضة التانية في الاوضة، اول ما فتح باب الاوضة، لقيت تصميم الاوضة اتغير لتصميم قديم شوية، بعدها لاحظة اباچورة مولعة وست قاعده جنب الاباچورة اللي كان لونها اصفر، اول ما دخل الطيف ده الاوضة اتحول لبني ادم، والست اللي قاعدة علي السرير دي قالتله…
-حسين عرف باللي بنا يا ياسر…
-اه عرف، انتي اللي غبية مبتدوريش ورانا لو حاجه فاتتنا، وانا قولتلك يومها إن زراري ضاع، واتاري شاف زرار البدلة الجديدة….
بعدها بان علي وشها نظرات الرعب، وحطت ايديها علي راسها وهي بتقوله….
-وهنعمل ايه في المصيبة دي…
لقيته رد عليها وهو بيضحك…
-لا مصيبة ايه بقى، الله يرحم حسين، كان راجل طيب بردو وابن حلال…
-هتقتلة يا ياسر؟؟؟
-امال هطبطب عليه ولا ايه، هقتله طبعًا، انتي عايزه سيرتي تبقى علي كل لسان…
-هتقتل جوزي يا ياسر، طب وديني لهبلغ عنك..
مفيش لحظات إلا وقامت زقت ياسر، وجريت علي بره، جريت وراها لقيتها رايحة ناحية التليفون، كل ده وياسر كان لسه في اوضتة بيظبط هدومة، بعدها طلع بره ، وكان في ايده مسدس، بعدها شاط ايديها برجلة وزقها علي الارض وهو بيقولها…
-دلوقتي خايفة علي جوزك يا رحمة، قال يعني كنتي بتلعبي معايه اتاري…. ده انتي كنتي بتخوني، لكن انتي اللي جنيتي علي نفسك…
مسك المسدس وداس علي الزينات بكل برود اعصاب لدرجة ان الرصاصة اخترقت نص راسها بظبط، وكانت زي الدبيحة قدامة عماله تسيل في الدم، من الخضة والخوف فضلت اصرخ، ولقيت ياسر بصلي وضحك لكنه اتحول لدخان واختفى…. اختفى هو ورحمة زي ماجم من العدم،بعدها غمضت عيني وفضلت ارجع لورا، لغاية مافتحت عيني وانا سامعة صوت اية بتقولي…
-مالك يا غادة فيكي ايه، انتي كويسة؟؟
بعدها لقيت ريم بتقولها…
-انا مش عارفة مالها من بليل، هي من ساعة مكالمة التليفون الغريبة دي وهي مش علي بعضها….
بعدها لقيت منة كملت وقالتلي…
-وميين حسين ورحمة دول اللي عمالة تصرخي بأسمهم يا غادة…
كل ده وانا قاعدة علي السرير متكتفة ومش عارف اقول ايه وحاسة اني في حلم وهصحى منه بالسكوت…. لكن من كتر كلامهم والحاحهم عليا، صرخت في وشهم وقولت…
-معرفش.. معرفش حاجه، انا حلمت ان واحد اسمه ياسر قتل واحد اسمه حسين وواحده اسمها راحمة عشان خيانة وكلام من ده، غير كده انا مش فاهم حاجه، ومش فاهمه ليه بيحصلي كده، واشمعنى انا….
بعد اللي قولته كان في هدوء تام في المكان قطعة ضحكة رنا وهي بتقولي…
-طب اهدي انتي بس، ده حلم مش اكتر…
بس نظراتهم ليا ماكنتش بتدل انه حلم والسلام، في منهم اللي افتكرني اجننت، وفي اللي كان بيقول ان اعصابي تعبانة، لدرجة اني فعلا حسيت بإن اعصابي تعبانة ومحتاجه ترتاح، فقررت اني انزل اتمشى تحت في السكن شوية…. نزلت لوحدي وكنت قاعده علي المرجيحة بتاعة السكن، بس وانا قاعدة لاحظت نفس الطيف الاسود ظهرلي تاني، لكن المرادي شاورلي… حاولت اصرخ لكن صوتي مطلعش، ولقيت صوت من جواية بيقولي…
-متخافيش مني يا غادة، انا مش هأذيكي، تعالي وراية…
مش هكدب عليكو لو قولتلكو اني ماكنتش خايفة، لا انا كنت خايفة وجدًا كمان، بس انا مشيت وراه وقولت لو بعدنا هرجع…. فضلت ماشية وراة حوالي خمس دقايق لغاية ما وصلنا في حته كده متطرفة من السكن.. بعدها الطيف وقف فيها، ونفس الصوت اللي جواية ده قالي….
-انا موجود هنا، وانتي الوحيدة اللي تقدري تخرجيني.
قربت من المكان اللي الطيف وقف عنده وفضلت احفر مكانه، وكنت كل ماحفر شوية كل ما في ريحة كريهة تطلع من تحت، لغاية ما مسكت كيس… شديت الكيس ده واعتقد انتو عرفتُ ايه اللي في الكيس!!! لقيت جثتين لشخصين، بديهي عرفت انهم رحمة وحسين… الدنيا لفت بيا والفزع امتلكني، فغطيت الحفره اي كلام، وفضلت اجري اجري اجري من الخوف، وماكنتش عارفة انا رايحة فين، واللي زاد عليها إحساسي بصداع شديد جدًا ، مش عارفه افكر او اتصرف بسببه… طب مين ياسر ده اصلا، وانا اعمل ايه؟.. حتي الطيف مظهرليش تاني ومفهمنيش ايه المطلوب مني… كل اللي وصلتله اني لازم ارجع السكن عشان محدش يحس بغيابي… وفعلًا رجعت السكن وطلعت الاوضة… اول ما دخلت الاوضة لقيت (اية) في وشي بتقولي…
-غادة، انا عايز اقولك حاجه.
-مش مصدقاني انتي كمان صح، بس انا والله مابكدب عليكو، ولا اتجننت.
قطعت كلامي وقالتلي….
-انا مصدقاكي
-بجد يا اية؟؟؟
-ايوه، عشان انا سمعت مديرة السكن بتاعتنا وهي بتكلم واحد في التليفون اسمه ياسر، وقالتله علي اللي انتي بتحلمي بي بعد ما سمعت اللي قولتي للبنات… ومش بس كده ده انا عرفت ان هو اللي باع الارض بتاعة السكن الجديدة دي ليها.
-انتي متأكده من الكلام ده، يعني كده ياسر لسه عايش وحسين عايزني ابلغ عنه.
-حسين مين وتبلغي ايه..
-مش مهم دلوقتي، المهم انا عايزاكي تبلغي البوليس، وانا هنزل مكتب المديرة اشوفها.
بصتلي بتوتر وقالتلي…
-انتي متأكده من اللي بتعملي ده يا غادة..
-ايوه زي ما متأكده اني شايفاكي قدامي دلوقتي.
-انتي قلبك جامد اوي وراسك ناشفة من زمان، وفي مره هتإذي نفسك باللي انتي بتعملي ده… ربنا يستر عليكي.
-المهم اعملي اللي قولتلك عليه.
نزلت لاوضة المديرة في الدور الاول، خبطت علي الباب محدش رد…
-حد جوه.
بردو محدش رد، ففتحت الباب عشان كان موارب، لقيت الاوضة مضلمة.. قومت فاتحة النور.. اول ما فتحت النور لقيت شخص قاعد قدامي علي الكرسي، ومن خضتي وقعت علي الباب قفلته…. فقومت من مكاني بسرعة وقولتله وانا بعدل هدومي …
-انت مين..
لقيته ضحك وقالي…..
-بتنخوري في حاجه متخصكيش ليه، مش خايفة من اللي هيحصلك بسبب اللي انتي بتعملي ده….
قولتله بكل ثقة…
-يبقى انت ياسر صح..
-اه انا ياسر، اخر وش هتشوفي في حياتك..
ضحكت بكل ثقة تاني وانا بقوله…
-كلها يومين وتبقى عند عشماوي.
فضل يسقف ويضحك وهو بيقولي..
-ليه وانتي فاكره إن البوليس هيجي بجد ولا ايه.
بدأت اتوتر واعرق والخوف يتملكني وقولتله..
-وانت عرفت منين ان البوليس جي..
-ادخلي يا اية ادخلي.
-انا اسفة يا غادة، بس هما ضغطو عليا.
-هما!!
-هو ومراته، الست هاله المديرة..
اتصدمت اول ماسمعت الكلام ده، وكأنها صعقة ونزلت علي دماغي، بعدها بصيت لياسر وقولتله…
-اقتلني انت مستني ايه؟؟؟
ضحك وقالي…
-مبحبش اريح فريستي علي طول، لازم تتعذب شوية…
قولتله بكل استحقار..
-انت حيوان وزبالة.
بعدها تفيت عليه…. لكنه قابلها ببرود وقالي…
-كلهم بيعملوا كده.
-كلهم!!.. هو في غيرهم…
ضحك وقالي..
-اه مانتي هتنضمي للمجموعة دي، شهلي انتي بس….
فضلت اضحك بشكل هستيري وقولتله..
-تحب نذيع؟؟
-ايه!!!.. تذيعي ايه.
شديت كرسي من جنبي وقولت….
-لا ماهما جايين متقلقش.
-هما مين.
-البوليس
مع نهاية الجملة كان البوليس طابب علي المكان، وطبعًا ياسر فضل ينكر اللي اتقال عليه، وانه كذب والخ الخ الخ، لكن كل اللي قاله كان متسجل، وانه كان متورط مع شبكة ارهابية كبيره، وكان سبب في موت ناس كتير غير رحمة وحسين… اه نسيت اقولكو ان انا اللي بلغت البوليس بعد ماحسيت إن ايه طريقتها غريبة ومريبة، والشرطة هي اللي طلبت مني اسيب الموبايل مفتوح لغاية مايوصلوا، وكل حاجه اتسجلت، وتم القبض علي ياسر هو وبعض من الناس اللي في الخلية الارهابية الي هو فيها، ومراته طبعا اتقبض عليها…
تم قفل السكن واتشمع بالشمع الاحمر، اينعم انا يعتبر اتشردت ومش هلاقي سكن لنهاية العام الجامعي، لكني حاسه اني عملت شئ كبير جدًا ومهم، مش هنسى حسين اللي ظهرلي شكرني بعد ماتدفنت جثتة ورجعت لاهلة في البلد، مش كل الارواح اشرار، في منهم اللي عايز يرتاح في تربته……