صديق من الجن ، طبعاً كلنا عندنا الصاحب الي منقدرش نستغنى عنه، الي بيحاول يساعدنا قدر الإمكان كل ما احتاجنا ليه، أنا برضو عندي الصاحب ده، بس هو مختلف شوية، أصله.. من الجن.
أيوه، عارف إن كلامي يبان غريب شوية بس ده حقيقي، أنا هحكي واتمنى تصدقوني، الموضوع بدأ من أكتر من سنة، لما نقلت للشقة الجديدة، والي بدأ يحصل فيها حاجات غريبة زي إن النور يقطع لوحده في الشقة دونا عن كل الشقق التانية، ولما أحاول أنور شمع.. الشمع يطفي وينور تاني لوحده! لحد ما اكتشفت بعد مدة مش كبيرة إنه كان ساكن في نفس الشقة..
وياما كان السبب في هروب ناس كتير منها، لإنه مكنش حابب وجودهم، لحد ما سمعت صوته في يوم، كان بيقولي ” متخافش يا عمر “، جسمي اتلبش، صرخت، وسيبت الشقة يومها وطلعت أجري، أقنعت نفسي ساعتها إنها تهيؤات، بس رجع يكلمني مرة تانية، سمعت صوته كإنه همس في ودني، بس هديت شوية لما قالي إنه مش عايز يإذيني، بل بالعكس كان شايف كمان إني ممكن أبقى صديق ليه، ومفيش مشكلة لو قعدت في الشقة بس أحترم وجوده.
وده الي عملته فعلاً، حط شوية قوانين وبدأت أمشي عليها، ويوم ورا التاني وبقينا صحاب، مش أي صاحب، ده بقى صاحبي المقرب، للدرجة الي كان بيقولي فيها معلومات وحاجات غريبة عن عالمهم، حاجات محدش يصدقها، غير الحاجات المعتادة الي بنسمعها عنهم، ده غير إنه كان بينقلي أحداث بتحصل في عالمنا لما يكون في كلام كتير عليها عندهم، وصلنا لدرجة من الصداقة إني لو عوزت أعرف أي حاجة كنت بمجرد ما أنادي على اسمه، اه.. ” حارس “، كان بيحضر، وأسأله عليها كان بيعرف في ثواني ويقولي..
فاكر في مرة لما كنت مسافر وقاعد في فندق، جالي ساعتها بليل، صحاني من عز النوم، همس في ودني بصوته وقالي:
– سيب الفندق دلوقتي..
سألته عن السبب ساعتها بس مردش، قالي المهم أسيب المكان دلوقتي، سمعت كلامه وسيبت المكان بسرعة، وبمجرد ما خرجت من المكان سألته عن السبب، قالي إن في كلام وصله إن في شخص معين، ماسك حاجة مهمة في البلد، لا داعي لذكر اسمه كان باعتلي ناس ع الفندق، عشان ينهوا حياتي، والموضوع كان سببه سياسي بحت، وفعلاً تاني يوم عرفت إن في اقتحام حصل ع الفندق راح ضحيته واحد من أفراد الأمن، وكانوا مستهدفين أوضتي بالذات، ” حارس ” أنقذ حياتي!
مكنتش أخر مرة ينقذ حياتي، للأسف أنا كنت مستهدف، ولولا ستر ربنا ثم ” حارس ” كان زماني في عداد الأموات من زمان، لحد ما في يوم حارس نهى كلامه معايا بجملة غريبة جداً، مفهمتهاش، كانت بنبرة حزينة، قالي: “وجهك معكوس على شظايا الزجاج .. وعليه بركان أحمر يتلألأ فوق جبال قاتمة سوداء”، وبعدين اختفى! اختفى تماماً، كإنه زعلان، أو خايف يواجهني بحاجة! مش عارف بس من ساعتها مشوفتوش ولا سمعت صوته، وافتقدت صديق عزيز ليا، لأ.. ده كان أفضل صديق ليا.
———————
– يعني يا أستاذ حسن أنت بتقول إن عمر هو الي حكالك الأحداث دي؟!
= وأحداث تانية مينفعش أحكيها.
– وبعدها زي ما بتقول..
= عمر عمل حادثة بالعربية بعد ما حاولت عربية تانية تخبطه، عشان يخبط في عمود نور و .. ووجهه يتعكس على شظايا الإزاز، ويفقد حياته.
– يعني.. زي ما الكيان ده قاله!
= للأسف.
– بس كلامك غير منطقي لسببين، السبب الأول إن عملية الق..تل في ناس بتقول إنها مدبرة لأمور سياسية، والسبب التاني إن حتى لو افترضنا إن كلامك صح مع إنه شيء مستحيل.. فمفيش حد يعرف الغيب حتى لو كان جن!
= بس..
– أستاذ حسن مالك؟!
= بس.. هو مكنش عارف الغيب!
– أستاذ حسن أنت بتترعش كده ليه؟! أنت كويس؟!
= هو أنا شاكك في حاجة، هو.. هو اه عمر ملحقش يقولي حاجة زي دي بس.. بس أنا شاكك فيها جداً.
– ايه هى؟!
= إن عمر.. عرف أكتر من الي المفروض يعرفه.
– قصدك ايه؟!
= قصدي إن سبب اختفاء صديقه الي من عالمهم مكنش صدفة بعد ما قال جملته..
– قصدك إنه اتمنع؟!
= هشش..
– والحادثة كانت مدبرة فعلاً بس من..
= منهم.
– بس ايه الي يثبت إن كلام حضرتك صحيح؟!
= أصل..
– أستاذ حسن اهدى، جسمك بيترعش بطريقة مش طبيعية!
= أصل.. أصل سمعت صوت من يومين، صوت غليظ، سمعته وأنا قاعد مع عمر مره، كان.. كان بيقولي ” أنت كمان.. عرفت أكتر من الي المفروض تعرفه “
#النهاية
#صديق_من_الجن
القصة دي قصة حقيقية، أنا بس ضفت شوية أحداث وتفاصيل من عندي عشان الحبكة، لكن القصة دي حصلت فعلاً للفنان عمر خورشيد وممكن أبقى أكتب عنها مقال، والي بيقال إنه كان ليه فعلاً صديق من الجن، وتوفى بنفس الطريقة الي مكتوبة في القصة، بعد ما أخبره صديقه الي من العالم الأخر بجملته العجيبة، والفاعل مجهول حتى وقتنا هذا..