قصص

فكرة شيطان

فكرة شيطان.
نورا حسين جاب الله.
تجارب مستمعين.
كتير بنكون معتقدين ان أفكارنا من دماغنا، وعقلنا هو المسؤول عنها مسؤولية كاملة، بس ياترى هى دى الحقيقة فعلا؟ ولا فى قوة تانية بتوجهنا؟ أحياناً بتجيلنا أفكار مفاجأة وبدون أى مقدمات، عمرك سألت نفسك الفكرة دى جاتلك منين وازاى؟
الحقيقة ان العقل البشرى معقد جداً، وصعب على أى حد انه يعرف اللى بيدور جواه، بس اللى انا عاوز أقوله ان لو جاتلك فكرة غريبة ومفاجأة، احذر منها، وبلاش تمشى وراها، لان مش شرط تكون الفكرة دى من عقلك انت، ممكن تكون حاجة اكبر واخطر من كدة بكتير…
*****
سيبت كل اللى فى ايدى لما سمعت صوت خبط جاى من ناحية الشباك، وقفت اتسمرت مكانى، انا ساكن فى الدور الرابع، مش منطقى أبداً يكون فى خبط على شباكى، مشيت ناحيته وانا مرعوب، الازاز كان مقفول لكن من وراه كنت شايف خيال، ظل اسود فى حجم كف الايد موجود على الازاز، قربت أكتر وانا حاسس ان قلبى هيقف من الرعب، ويادوب وصلت ولسة هفتح، صوت خبطة جامدة او حاجة بتقع عالارض جات من ورايا، اتنفضت وانا برجع لورا، مش عارف اروح فى انهى ناحية، حياتى بقت عبارة عن جحيم، وكل دة بدأ معايا لما فى يوم كنت قاعد قدام الكمبيوتر محتاس، مش عارف أعمل ايه فى التصميم دة، العميل اللى طالب منى التصميم، رذل، وكل ما انفذ صورة معينة وابعتهاله يقولى مش مقتنع بيها، وان فيه أحسن من كدة بكتير، رغم ان كل الناس اللى اتعاملوا معايا بيشهدوا ان مفيش زى شغلى، بس دة الوحيد اللى هز ثقتى فى نفسى، وخلانى احاول أعصر فى دماغى عشان أطلع حاجة أحسن، ووصل بيا الحال فى مرة انى اقوله روح لمصمم غيرى، بس هو رفض، وقال انه مش هيروح لحد تانى، ومفيش غيرى هيعمل لوجو لمنتجات شركته..
قفلت الكمبيوتر، ونفخت وانا بسند ضهرى على الكرسى اللى انا قاعد عليه، كنت حاسس بعينى وجعانى، وصداع فظيع مسيطر على دماغي، فضلت مستنى شوية، وبعدها قومت اشيل فنجان القهوة البارد اللى مشربتوش، وانا رايح المطبخ بصيت عالساعة اللى عالحيطة، لقيتها عدت واحدة بعد نص الليل، قررت انى أفصل من الشغل شوية، واتوضى واصلى ركعتين لله يمكن ربنا يتقبل منى ويلهمنى، ويوفقنى فى الشغلانة اللى شكلى كدة هعتزل التصميم بسببها، انا طول عمرى ملتزم وبصلى، الصلاة كانت بتريحنى وبتهدينى كتير، المهم انى دخلت اتوضيت، وطلعت فرشت سجادة الصلاة، ووقفت وانا بتنهد بحزن وقولت:
_ الله أكبر.
اول ما قولت كدة، وفى عز مانا مركز فى صلاتى، فجأة خط بسيط ظهر قدام عينى، او فى دماغى، مكنتش قادر احدد، مجرد خط كان شكله بيقول انه بداية لرسمة جديدة، حاولت أطرد صورته من عقلى، بس هو كان بيغرينى، حسيت ساعتها ان الفكرة اللى بدور عليها بقالى شهور، بقت قدام عينى وبتقولى أنا أهو، موجودة ولازم تنفذ اللى انت شايفه قبل ما أطير من عقلك، عشان كدة خلصت صلاتى بسرعة، وروحت جرى على جهاز الكمبيوتر وفتحته، وابتديت أصمم المنظر اللى شوفته، ولما خلصت، كنت منبهر باللى عالشاشة، الخطوط البسيطة اللى عملتها كان شكلها بداية لتصميم محصلش، رجعلى الامل من تانى انى أقدر أعمل شغل مميز، قفلت الكمبيوتر تانى وانا حاسس بفرحة كبيرة، وقومت عشان أنام وارتاح شوية، والصبح أبقى أكمل، اكون فوقت ومركز أكتر من كدة..
عدت الليلة، ولما النهار طلع صحيت على صوت تليفونى، كان العميل اياه بيتصل بيا زى كل يوم عشان يسأل عن آخر الاخبار، فتحت الخط ورديت عليه بكل ثقة:
_ أيوة يا أستاذ كمال، صباحك فل.
_ صباح الخير يامروان، طمنى ايه الاخبار، انا شغلى متعطل.
_ النهاردة بالذات أحب اطمنك ان كل حاجة تمام.
_ ايه دة؟ معقول خلصت التصميم؟
_ لأ، مش للدرجة دى، انا بس عملت البداية اللى بجد، وواثق انى هقدر أكمل الشغل اللى حضرتك عاوزه.
_ طيب دى حاجة عظيمة جداً يامروان، مش قولتلك مفيش غيرك يقدر عليه، يالا ورينى همتك وانا مستنيك.
_ تمام ياباشا، هخلص فى أقرب وقت واكلمك.
قفلت معاه وانا حاسس انى طاير من عالارض، وبسرعة قومت حضرت فطار خفيف مع كوباية الشاى، وقعدت قدام الكمبيوتر عشان أكمل شغلى، كان عندى حماس كبير، بس الحماس دة راح، وجه مكانه الاحباط، لما لقيت ايدى بتتحرك بالماوس عالتصميم بس مش عارف أكمله، عقلى فاضى ودماغى وقفت، وكل ما أحاول أعمل أى زيادة فيه، بحس ان شكله اتحول لحاجة بشعة ومش مفهومة، كنت هتجنن، انا نمت كويس وقايم فايق ومركز، ايه اللى حصلى؟ ليه مش عارف أشتغل؟ فضلت احاول مرة بعد مرة، لكن مفيش فايدة، التصميم مش عاوز يكمل، او انا اللى بقيت فاشل وشغلى مبقاش زى الاول، ولما يأست من المحاولة، قومت من قدام الكمبيوتر وسيبته مفتوح، وقعدت اقلب فى تليفونى عالفيسبوك، كنت بشغل نفسى بأى حاجة، يمكن لما أعمل كدة أقدر ارجع اكمل تانى، وبعد شوية سمعت آذان الظهر، قومت اتوضيت وجهزت نفسى عشان أصلى، وهنا حصل حاجة غريبة أوى، بمجرد ما فرشت المصلية ولسه هرفع ايدى واكبر، فجأة لقيت التصميم قدام عينى، وزايد على اللى عملته فيه شوية تفاصيل جديدة، خلت شكله أحسن واوضح، محستش بنفسى غير وانا بسيب كل حاجة وبجرى عالكمبيوتر، نفذت كل اللى كنت شايفه قدامى، ايدى كانت بتتحرك بسهولة كأنها عارفة طريقها كويس، ورغم ان التنفيذ اخد تركيز زيادة ووقت طويل منى، بس كان عندى احساس انى بعمل حاجة عظيمة، حاجة مفيش أى حد غيرى يقدر يعملها، وبعد كام ساعة، كنت خلصت جزء كبير من التصميم، ومش باقى بس غير الفنش الاخير وبعدها أسلمه، كنت فاتح الصورة قدامى وفضلت باصص فيها، مكنتش قادر أبعد عينى عنها، التصميم كان فعلاً غريب، مش بس فى شكله المختلف عن اى تصميم تانى، دة كمان فى الطريقة اللى نفذته بيها، لإن الافكار كلها مكنتش بتيجى غير وانا قايم أصلى، بمجرد ما أبدأ الصلاة او حتى أنوى أعمل كدة، الاقى أفكار جديدة جات على بالى، تخلينى أسيب كل حاجة واروح أنفذ اللى شوفته، كانت خطوط كلها جديدة عليا، لكن قدرت أنفذها، وفى خلال اسبوع انا كنت مخلص التصميم، وفورا سلمته للعميل وقعدت مستنى رده، وبعد دقايق لقيته بيتصل بيا، فتحت الخط وانا قلقان من رد فعله، بس هو أول ما سمع صوتى قالى:
_ ايه دة يا مروان؟ ايه الجمال دة! انا مش مصدق والله، التصميم رهيب.
_ بجد عجب حضرتك؟
_ إلا عجبنى، بقولك تحفة، حاجة كدة محصلتش ولا هيحصل زيها، انا واثق اننا هنبهر السوق كله بشغلنا.
_ وانا سعيد جداً انى قدرت انفذ اللى حضرتك عاوزه.
_ لا بجد شغل عالى، التصميم حلو وغريب، تحس انه.. تحس ان فيه روح كدة، انت اشتغلت عليه ازاى؟
_ عادى! زى أى تصميم، الأفكار كانت بتجيلى وانا بنفذها.
_ ماشى يامروان انا هحولك حسابك حالاً، واكيد مش هيبقى آخر شغل بينا.
قفلت معاه وانا كلامه بيرن فى ودنى، مش عارف ليه لما سمعت سؤاله حسيت انى مش مرتاح، فعلاً هو معاه حق، انا اشتغلت عليه ازاى؟
بس تفكيرى فى الموضوع مطولش، واتلهيت فى شغل تانى ونسيت اللى حصل مع اللوجو دة خالص، بس بعد كام يوم بدأ يحصل معايا حاجات غريبة، فى الاول كانت حاجات بسيطة، حاجات ممكن يبقى ليها تفسير، زى مثلاً الكمبيوتر اللى كان بيفتح لوحده، رغم انى ببقى متأكد انى قفلته..
ومش بس كدة، دة كمان كان بيتفتح على نفس صورة اللوجو، ولو صادف وكنت بشتغل على أى حاجة تانية، وسيبت الكمبيوتر وقومت لأى سبب، كنت برجع ألاقى اللوجو قدامى، بس انا مكنتش بركز او بشغل دماغى اوى بالحاجات دى، وكل تفكيرى ان دة ممكن يكون خطأ تقنى، وان الكمبيوتر محتاج يتعمله شوية صيانة بس مش أكتر،
بس كان فى حاجات فى البيت مكانها بيتغير باستمرار، وحاجات تانية بتختفى ومهما أدور عليها مكنتش بلاقيها، فى مرة محفظتى اختفت، قلبت عليها الشقة كلها، وبعد ما يأست انى ألاقيها، قررت انى أروح أعمل محضر عشان البطاقة والفيزا وكل الورق المهم اللى جواها، لكن اول ماغيرت هدومى ومشيت ناحية باب الشقة عشان أنزل، لقيت المحفظة قدامى، فى مكان متشاف وواضح..
وكتير كنت بسمع أصوات كركبة عندى فى المطبخ، بس لما أقوم اشوف فى ايه ملاقيش اى حاجة، جبت افخاخ ومصيدة لانى فكرت ان الشقة دخلها فيران، بس برضو مكنتش بلاقى حاجة، ومع كل اللى بيحصل معايا دة، انا كنت دايما الاقى تفسير منطقى، او مبررات بقنع نفسى بيها،
لغاية ما فى ليلة، كنت نايم فى أوضتى، فجأة صحيت على صوت خربشة، فتحت عينى وانا بحاول أركز، اكتشفت ان الخربشة دى على باب الاوضة، قومت قعدت فى السرير وانا سامع الصوت مستمر، وبعدها قومت ومشيت ناحية الباب بالراحة، وقفت قدامه وانا بمد ايدى أمسك الاوكرة، واول ما لمستها، سمعت صوت بينده بإسمى:
_ مروااان.
كان صوت غليظ ومخيف، فتحت الباب بسرعة وانا مرعوب، مكنش فى اى حد برة، لكن كان فى حركة جاية من الصالة، طلعت وانا ماشى بخطوات تقيلة، رجلى كان فيها وجع غريب، ومع كل خطوة كنت حاسس بقلبى هيتخلع من مكانه، ولما وصلت للصالة، شوفت الكمبيوتر بتاعى مفتوح، واللى عالشاشة صورة اللوجو اللى مبقتش تفارقنى من ساعة ما عملته، قربت من الكمبيوتر، ومديت ايدى عالماوس عشان اقفل الجهاز، بس ملحقتش أعمل كدة، لانى سمعت الصوت اللى بينده بإسمى بيتكرر مرة تانية، بس المرة دى الصوت كان قريب اوى، قريب لدرجة انى حسيت انه جاى من ورايا، لفيت ابص بالراحة وانا باخد نفسى بالعافية، ساعتها شوفت قدامى حاجة خلتنى اتشليت فى مكانى، شوفت كيان غريب، عامل زى الظل الاسود لكن على هيئة بشر، ملامحه مرعبة، عنيه تشبه عيون النمور، ومناخيره ممسوحة، وبؤه كان عامل زى الحفرة السودة اللى ملهاش آخر، كنت بحاول أبعد عينى عنه، لكن كان فى حاجة بتجبرنى انى افضل باصصله، وفجأة ظهر على جبينه صورة التصميم اللى انا عملته، بس لما شوفته على جبينه كان مختلف شوية، شوفت فيه تفاصيل كتير مرعبة ومقبضة، وكأن التصميم دة عبارة عن صور مرعبة كتير متجمعة مع بعضها، مقدرتش اتحمل اللى انا شايفه، صرخت وانا برجع لورا بس صوتى مطلعش، كان فى مليون حاجة مكتفانى وكاتمة صوتى، وبعد دقايق عدوا عليا كأنهم سنين، أخيراً صوتى طلع وصرخت، ومع صرختى قومت من النوم مفزوع وغرقان فى عرقى، ولما بصيت حواليا لقيتنى لسه فى اوضتى وعلى سريرى، طب ازاى؟ انا متأكد ان كل اللى حصل وكل اللى شوفته حقيقى، ازاى يطلع مجرد كابوس؟
دة انا قلبى لسه بيضرب جوة صدرى ومش عارف يهدى، مسحت بإيدى على وشى، وحاولت اهدى نفسى، بس من جوايا كنت بدأت اشك ان فى حاجة غلط، خصوصا ان الكابوس اتكرر أكتر من مرة وكأن التصميم دة بيطاردنى، مرة اشوف الكيان نفسه، ومرة تانية اشوف نفسى فى مكان غريب، كل حيطانه محفور عليها التصميم فى كل حتة، مكنتش فاهم ليه، اشمعنى اللوجو دة، مانا اشتغلت حاجات تانية كتير اوى غيره!
فاتت الايام ومبقتش عارف اعيش حياتى بشكل طبيعى، الكوابيس مش بتقف، والحاجات الغريبة اللى بتحصل فى بيتى مش بتنتهى، عشان كدة قررت انى أحكى لواحد صاحبى، استشيره فى اللى بيحصل معايا، عشان اقدر احدد اللى انا فيه دة بجد ولا انا مخى جراله حاجة، وفعلا اتصلت بتامر، صاحبى من أيام الكلية وتقريبا مليش غيره، اول ما الخط اتفتح وسمعت صوته قولتله:
_ تامر، اخبارك ايه؟ بقولك انا عاوز أشوفك ضرورى.
_ خير يامروان فى ايه؟
_ لا مش هينفع فى التليفون لازم اشوفك ونتكلم.
_ لأ للأسف مش هينفع انا فى البلد، بس قولى فيك ايه انا معاك اهو.
_ باختصار كدة انا اشتغلت على تصميم لمنتجات فى شركة كبيرة، ومن بعدها بقى يحصل معايا حاجات غريبة.
_ والله اللى بتقوله دة هو اللى غريب يامروان، اشمعنى يعنى اللوجو دة مانت على طول بتعمل كدة.
_ مش عارف، بس اللوجو دة بالذات كانت قرفته وحشة، يعنى مثلا فى الاول خد منى وقت كبير لغاية ما بدأت فيه، ولما بدأت مكنتش عارف اكمل، وبعدين عارف الافكار كانت بتجيلى ازاى؟
_ ازاى ياسيدى؟
_ كنت كل ما آجى أصلى الاقى فكرة جديدة جاتلى، كنت على طول اروح أنفذها قبل ما تطير من دماغى.
_ يابن الايه ههههههه، تفكير شياطين يعنى، طب وايه اللى حصل بعد كدة العميل مرضاش بيه ولا ايه؟
_ لا بالعكس دة عجبه جدا واعتمده خلاص، بس انا اللى من ساعتها وانا حالى مقلوب، لكن قولى ياتامر، ليه قولت كلمة تفكير شياطين دى؟
_ يابنى بهزر مش اقصد المعنى حرفيا يعنى، مانت عارف بقى ان الشيطان بيقعد يوسوس كدة للبنى آدم عشان ميصليش وبتاع، وانت بتقولى ان الافكار كانت بتجيلك ساعة الصلاة، فقولت أألش عليك يعنى مش أكتر.
_ تمام يا تامر، بص انا هبعتلك صورته، معلش حاول كدة تبص فيه وتقولى رأيك، لو فى اى حاجة لفتت نظرك قولى عليها.
_ ياعم متكبرش الموضوع كدة، تلاقيك مضغوط بس ولا حاجة، عموما انا اول ما آجى من البلد هجيلك على طول.
_ ماشى، هستناك، يالا سلام انت دلوقت.
قفلت معاه، وقومت فتحت الكمبيوتر وطلعت صورة التصميم قدامى، مكنش فى اى حاجة غريبة او ملفتة للنظر، مجرد صورة عادية خالص، مسكت الماوس وكبرت الصورة شوية، وفضلت أكبر فيها لغاية ما كل التفاصيل ظهرت قدامى، بس اللى اكتشفته ان الخطوط اللى كانت فى التصميم مكنتش خطوط عادية، كانت عبارة عن رموز تشبه الحروف العربى بتاعتنا، لكن من غير نقط، وكلها متشبكة فى بعضها بطريقة غريبة، وفى نص التصميم شوفت دايرة، الدايرة دى انا اللى عاملها بإيدى، شكل من الاشكال اللى استخدمتها، لكن اللى جوة الدايرة مش انا اللى عملته، عملت زوم عالدايرة دى بالذات، وقربت وشى وعنيا من الشاشة عشان أشوف كويس، ساعتها شوفت وسط الدايرة شكل النجمة الخماسية، وكل زاوية من زوايا النجمة دى كان مكتوب عليها حرف، بخط صغير ورفيع لكن قدرت اقراه،
(ر، أ، س، ز، ه)مكنتش مصدق اللى انا شايفه بعينى، انا اللى عامل التصميم بإيدى، ومتأكد انى معملتش النجمة ولا أى رمز من الرموز الموجودة دى، يبقى جم ازاى ومنين، وايه معنى وجودهم، وايه معنى كل اللى بيحصلى؟
مقدرتش أسكت واضحك على نفسى اكتر من كدة، كان لازم أفهم كل حاجة، دخلت على جوجل وبدأت اكتب اوصاف الرموز اللى انا شايفها، دواير داخلة فى بعضها، رموز وحروف مش مفهومة، ووجود دة كله مع النجمة الخماسية، لقيت ان معظم النتايج اللى طلعتلى كانت عن السحر العربى القديم، وتعاليم استحضار الارواح، وعلم الحروف والطلاسم، كلام كبير وغريب عليا، حسيت انى توهت، ومبقتش فاهم حاجة اكتر من الاول، كنت محتاج مساعدة، حد يشوف ايه معنى دة كله ويفهمنى بالراحة، بقيت بعصر دماغى عشان افتكر مين ممكن يساعدنى فى حاجة زى كدة، لغاية ما افتكرت واحد كان زميلى فى الكلية، كان على معرفة بدكاترة كتير هناك، ومن غير تفكير كتير اتصلت بيه، وشرحتله كل حاجة حصلت معايا، اترجيته انه يساعدنى ويخلينى اتواصل مع اى حد ممكن يفيدنى، وهو ساعتها رد عليا وقال:
_ انا اعرف دكتور جامعى متخصص فى المخطوطات القديمة، مش عارف يقدر يساعدك ولا لأ! بس اهو جرب وشوف.
_ طب ادينى رقمه بسرعة ياعماد.
اخدت الرقم منه واتواصلت مع الدكتور عالواتس، بعتله صورة التصميم، وحكيتله عالحاجات الغريبة اللى حصلت معايا من بعد ما عملته، وفضلت قاعد على اعصابى مستنى رده، وبعد كام ساعة لقيت رسالة منه بتقول:
_ استاذ مروان انا مش عارف انت ازاى عملت التصميم دة وبناءاً على ايه! لكن اللى انا شايفه قدامى مش مجرد رموز لتصميم لوجو، دى طلاسم واضحة وصريحة لاستدعاء كيان غير بشرى، والكيان دة اسمه مكتوب حوالين النجمة الخماسية اللى جوة التصميم، ( زِهرَاس) هو دة اسمه، حاول تتخلص من التصميم دة بأى شكل، لان بالشكل دة فى خطر عليك.
قفلت الرسالة وانا بلف حوالين نفسى زى المجنون، وكل الكلام اللى قريته وسمعته بقى بيتكرر جوة دماغى، وواحدة واحدة بقيت بربط الكلام ببعضه، افتكرت تامر وهو بيتريق عليا وبيقول عالتصميم تفكير شياطين، وافتكرت ازاى كنت بسيب صلاتى وبجرى انفذ فكرة جديدة قبل ما تروح من بالى، والاهم انى افتكرت ازاى بعد ما خلصت التصميم مبقتش أصلى خالص، قطعت الصلاة اللى عشت عمرى كله مواظب عليها، ومن وقتها وانا مشوفتش راحة، الكيان دة ظهر فى حياتى وقلبها، ومبقاش موجود فيها غير الخوف والرعب وبس، فضلت افكر ومبقتش عارف اتصرف إزاى، طب اروح لشيخ يحلهالى؟ بس انا معرفش حد!
آخر ما زهقت مسكت تليفونى واتصلت بتامر، قولتله على اللى حصل واللى اكتشفته، وهو سابنى لما خلصت كلامى كله، وبعد كدة رد عليا وقال:
_ هتروح لشيخ يعملك ايه يامروان؟ انت مش ملبوس، ولا حتى حد عملك عمل، الحكاية كلها بدأت من التصميم دة، يبقى أول حاجة تعملها انك تتخلص منه.
_ انت معاك حق يا تامر، بس تفتكر انى لو مسحت التصميم من عندى الحكاية هتتحل على كدة؟
_ أكيد لأ، ارجع صلى واقرا القرآن، والتصميم دة امسح كل اللى يخصه من عندك خالص، وآه، لو قدرت تطمن عالعميل اللى استلمه يبقى كتر خيرك، شوف وضعه ايه يمكن يكون حصله حاجة.
بعد ما قفلت مع تامر، اول حاجة عملتها انى مسحت كل الفايلات اللى فيها التصميم، حتى الورق اللى كنت بجرب عليه الافكار، قطعته ورميته، وبعد ما خلصت، مسكت التليفون واتصلت بالعميل زى ما تامر قالى، وهو اول ما سمع صوتى لقيته بيقولى:
_ مروان، عامل ايه؟ اللوجو بتاعك عامل ضجة، الناس كلها بتتكلم عنه، والشغل بقى أحسن من الاول بكتير.
كلامه كان صدمة بالنسبالى، انا توقعت انه يقولى التصميم دة لعنة، لكن الراجل طلع عايش حياته ومبسوط، بس انا مسكتش، حكيتله على كل اللى حصل وحذرته، لكن هو مقتنعش وقالى ان دة كلام فارغ، وانا قولتله انى كدة عملت اللى عليا وبلغته وهو حر فى اللى يعمله، اما انا فسمعت نصيحة تامر، رجعت أصلى والتزمت ويمكن أكتر من الاول كمان، ومع الوقت الدنيا بدأت تهدى شوية بشوية، بس الصراحة الخوف مسابنيش، ومع اى صوت أو حركة غريبة حواليا فى أى مكان، كنت بترعب واتنفض، بس ادينى بحاول أهدى نفسى عشان أعرف اعيش.
تمت
#فكرة_شيطان
#نورا_حسين_جاب_الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى