
مقدمة القصة هتكون عبارة عن نصيحة ياريت الكل يستغلها بالشكل الصحيح ، نصيحتي لكل حد يسمعني ، حافظ على قلبك وخليه دئما عامر بالأيمان لأنه العضو الوحيد اللي مستحيل يتسحر أو يتملكه الشيطان ….
أنا الهام عدلي، وحابة اشاركم بحكاية حصلت معاية شخصياً، بس قبل ما ابدء تجربتي، احب انوه لحاجة مهمة، انا من اكتر الناس اللي مش مقتنعة بتأثير السحر على البشر، ورافضة تماماً فكرة أن السحر اقوى من إرادتك كأنسان ملتزم بتعاليم الدين، واحب كمان اؤكد لكلم أن الشيطان ضعيف، وانت اقوى منه، اقوى بروحك اللي ربنا وهبها ليك، وصدقني كلما تقرب من ربنا روحك هترتقي وتبقى اقوى من أي كيان ظلامي، ومنغير ما أطول بالمقدمة هبتدي احكي قصتي وأتمنى الكل يقرأها بأهتمام، أنا ليا اخ أكبر مني، اسمه فارس، تخرج قبل أربع سنين من كلية حقوق، ومن سنتين بس أشتغل بمكتب تابع لمحامي معروف وبدأ يتابع القضايا البسيطة، ومن ضمن القضايا اللي تابعها اخوية، كانت قضية لست اسمها، جميلة، اللي كانت عكس اسمها خالص، المهم جميلة دي كانت رافعة قضية على جوزها السابق، بطالب فيها بنفقتها ونفقة بناتها الاثنين، وبعد شهرين جميلة كسبت قضية حضانة البنات ونفقتهم كمان، ولسوء الحظ طليق جميلة نفذ عشان يحل محله، اخوية فارس اللي فجأة قرر يرتبط بجميلة، الخبر دا كان صدمة لينا، ولماما بالذات، ماما كانت بدور لأخوية عروسة ملهاش مثيل، يعني فارس كان زي القمر وعنده شهادة وبيشتغل ومش ناقصه حاجة، اما جميلة فكانت أكبر منه بسبع سنين، ومعاها بنتين وكمان مش حلوة لدرجة تخليه يتجنن عشان يتجوزها، ومع رفض أهلي في البداية، فارس تعب وبدء يعمل مشاكل لغاية ما بابا وماما وافقوا على أرتباطه وهما مجبرين، وبعد الخطوبة اكتشفنا مصيبة تانية الا وهيه، أن أم المحروسة بتشتغل شيخة روحانية، طبعاً ماما كانت هتجنن، وفارس كان بيقنعها أن جميلة ملهاش علاقة بشغل امها، وإنه هيتجوزها هي مش هيتجوز أمها، المهم بعد شهرين بالضبط، عملنا لفارس فرح منغير فرح ورضينا بالأمر الواقع، وبعد الفرح بفترة قصيرة، فارس تعب فجأة وشعره ابتدى يوقع، واستمر عنده صداع ملوش اسباب معينة، حياته أدهورت خالص لدرجة ساب الشغل وقعد في البيت، وفيوم حاولت أعرف إيه اللي قلب احواله بالشكل ده، بس هو كان رفض يتكلم أو يشتكي، ملامحه كانت بتظهر مزيج بين الندم والخوف، فهمت وقتها إنه مش عايز يشغل حد بحياته، المهم بعد مده قصيرة عرفنا أن جميلة حامل، وكنت بروح لها من فترة للتانية عشان اساعدها بشغل البيت خلال فترة الحمل بالشهور الأولى، واللي لاحظته خلال قعادي عندهم، أن جميلة كانت متسلطة على اخوية بشكل خلاني اشك انه اخوية اللي اعرفه، كان عديم الشخصية مع مراته، كانت تصرفاتها معاه، قاسية وغير حضارية، دا غير أن ساعات كل واحد منهم بينام في اوضة منعزلة، وضعهم كان غريب، وجو البيت نفسه كان أغرب، أنا طول قعدتي عندهم كنت بشوف كوابيس مرعبة، مرة بشوف تعابين مرة عقارب، وساعات كتيرة بشوف كلاب عمالة تنهش بلحم اخوية وهو مستسلم ومش بيهرب منهم، كنت بصحى ريقي ناشف، ومش بقدر انام تاني، وفي يوم صحيت على كابوس خلاني أتفزع، كنت شايفة جميلة بتولد، وأخوية كان واقف مستني ولادة ابنه، الغريب أن اللي كان بيولد جميلة كانوا ثلاث اشخاص عليهم ملامح شيطانية، شكلهم كان مرعب، مكنوش بشر خالص، كانوا زي الزومبي ملامحهم ملامح ميتين، وبعد ما جميلة ولدت، واحد من اللي واقفين اخد الطفل وتوجهت نحية اخوية، وقتها اخوية كان مبسوط وهو مادد أيده عشان يأخد الطفل، وفجأة الشخص اللي شايل الطفل تراجع ورفض يسلم الطفل لأخوية، وقال بصوت مرعب:
_الطفل دا ابننا مش ابنك، وأنت خلاص دورك انتهى لحد هنا، ولازم نتخلص منك .
بعد الكيان ده قال كده، اخوية مسك دماغه وبدأ يصرخ، وأنا كنت بعيط وبطلب منهم يسبوه في حاله، وصحيت وانا حاسة بصداع وغثيان فضيع، قمت بالعافية عشان اروح اغسل وشي، كنت ماشية بصعوبة وحاسة بحد ماشي وراية، وكنت متأكدة لو اني اللتفت كنت هشوفه، لكني خفت اللتفت، قررت اقرأ قرأن في سري، وحسيت أن الحاجة اللي كانت وراية انصرفت والحمد لله، فضلت اسأل نفسي إيه سبب اللي بيحصل في البيت دا، وللأسف اللي عرفته بعدين خلاني أفهم تقريباً سبب الحجات المرعبة اللي كنت بشوفها، لما في يوم بالليل صحيت على ريحة غريبة مالية البيت، ولما فتشت عن مصدر الريحة، لقيتها جاية من الاوضة اللي كانت جميلة ساعات تخش تنام فيها، في الليلة دي فتحت باب الاوضة بشويش وهنا شفت جميلة بمنظر يرعب، كانت لابسة هدوم سودة وفي على وشها حاجة زي ما تكون دم ناشف، كانت قاعدة في اوضتها قدام مراية وجنبها شعلة نار، جميلة كانت ماسكة ورقة مرسوم عليها شكل ست، وكان في طلاسم وحروف غريبة منقوشة على جسم الست اللي في الرسمية، بالإضافة لوجوده كيان اشبه بالشيطان، ماسك أيدها وقاعد على ركبته، مكنتش فاهمة بالضبط هي بتعمل إيه، وبعد ثواني معرفش ليه حسيت اني لازم اقرا قرأن، أول ما عملت كدة، النار الي جنب جميلة انطفت، ولاحظت فزع شديد ظهر على ملامحها، وبعدها اللفتت ليا بنظرة غضب، ومع نظراتها ليا الباب اترزع في وشي كأنه في هوى هو اللي حركه، بعد تفكير استنتجت أن دي جلسة تحضير وتسخير، كنت خايفة وتاني يوم الصبح، جهزت حجاتي وانا مقررة اسيب البيت، وحكيت كل حاجة لأخوية اللي صدمني لما قال:
_انتي بتهرجي بتقولي إيه، جميلة بتنام جنبي كل يوم لحد الصبح، وعلاقتي فيها زي الفل، يعني بلاش والنبي كيد الستات ده، وبرأي كمان أن جميلة مش محتاجة وجودك يستحسن تمشي من البيت .
حقيقي كنت مصدومة، حسيت أن في حد تاني بيتكلم على لسان أخوية، طريقته في الكلام معاية حسستني انه منوم مغناطيسيا، رجعت بيتنا وانا متضايقة وزعلانة، و حكيت كل حاجة لماما ، وساعتها ردها كان:
_يابنتي ما أنا قلتلك بلاش المشوار دا وبطلي تروحي شقة جميلة، ريح الشقة مش حلو وحاسة فيها حاجة مش مضبوطة، أنا حاسة أن الشقة اتحضر جواها شياطين، متنسيش إن أمها ليها بالبيضة والحجر وعلى رأي المثل، ابن الوز عوام، حسبي الله ونعم الوكيل فيها وفي امها كمان .
في اليوم دا خلصت كلام مع ماما، وكنت بدعي ربنا يرجع فارس زي الأول، ويكشفله حقيقة مراته، مرت الأيام وابتدت تحصل مشاكل بينا وبين اخوية فارس، لدرجة إنه فجأة وبدون مقدمات قرر يقطع علاقته بينا للأبد، وعدت خمس سنين ونص من غير ما نشوفه أو نسمع اخباره، وبيوم صحينا على خبر صدمنا كلما، وهو أن فارس حاول يقتل جميلة، وهي راحت مع اخواها و بلغت عنه، فارس وقتها اتسجن لمدة شهر كامل، وبعد عناء وتوسل قدرنا نقنع جميلة تتنازل عن المحضر، فارس خرج وأول حاجة عملها طلق جميلة، طبعاً هي مكنش يهمها غير المتأخر والنفقة، بعدما الأمور هديت، حاولت أفهم من اخوية ليه حاول يعمل كده، واللي حكاه ليا في الوقت ده، خلاني بجد اشفق عليه بشكل كبير، فارس قالي:
_جميلة كانت بتخوني يا الهام، بتمنعني عنها كتير، ولما دورت عن السبب لقيتها بتتصرف بغرابة، كنت بسمعها ديما بتكلم عشيقها على الموبايل، ولما كنت بدخل مش بلاقي الموبايل وكأنها بتحط كاميرات وتراقبني وتعرف أمتى هطب عليها .
_طيب يا فارس انت تأكدت من الكلام ده، يعني سمعت
صوت الرجل اللي هيه بتكلمه ؟
_يا الهام افهميني بس، دي مكنش أول مرة اسمعها بتكلم حد، وكمان كانت كل ليلة سبت بتنام لوحدها بحجة شكل، يوم تقولي تعبانة يوم زعلانة، يوم معرفش إيه، لغاية ما قررت اراقبها، ودخلت الاوضة فجأة لقيتها متشيكة ومجهزة نفسها عشان حبيب القلب، مستحملتش منظرها، روحت نازل فيها ضرب، وبدأت اخنقها من غير تفكير، الغريب وقتها إني لما كنت بخنقها كنت بحس كأني بخنق نفسي، كنت بجد حاسس بصوابع حد على رقابتي، لدرجة إني قطعت النفس ووقعت وأنا مش حاسس بحاجة حوليا، وبعدها صحيت على خبطة الباب لما فتحته لقيت البوليس قدامي ،بعدها قبضوا عليا واخذوني على الحجز .
بعدما ما فارس كمل كلامه، معرفش ليه حسيت اني لازم احكي له عن الأمور الغريبة، والمرعبة الي شفته لما كنت عندهم، وفعلًا حكيت كل حاجة، واستغربت أن بعض الامور فارس مكنش فاكرها زي إنه فمرة طردني بسبب جميلة، رغم أنها كانت حاجة مستحيل تتنسي، ودا خلاني احاول اوضح لفارس موضوع هو مكنش بيفكر فيه، أو حتى يتوقع حصوله، حطيت ايدي على كتف فارس وانا بقوله:
_بص يا فارس أنا هقولك حاجة، يمكن تقول عني مجنونة أو معنديش مخ، بس ركز مع اللي هقوله، يمكن تفهم وتتأكد أن كلامي صح .
_ قولي يا الهام، أنا مبقيتش استغرب حاجة من الدنيا دي أصلاً .
_هتصدقني لو قلتلك إن مراتك مش خاينة زي ما أنت فاكر، أنا اتوقع أن مراتك متجوزة كيان من عالم الجن، عشان كدة هي بعدت عنك ورفضت وجودك في حياتها بناء على رغبة جوزها العفريت .
بعدما قلت كدة فارس ضحك من كلامي، بيهز دماغه بأعتراض، وشكله مش مقتنع بكلامي، بس بعد ثواني، حسيت انه افتكر حاجة، بعدها بصلي وقال:
_ ايوه بالضبط ،ايوه عندك حق، أنا افتكر حاجة مهمة، بصراحة أنا في ليلة دخلتي، مكنتش قادر أقرب من جميلة، يعني حصلت معاية مشكلة، كنت فاكر إن دا بسبب اني متوتر بس بعدما نمت، شفت نفسي جوى مقابر، كنت حاسس ببرد شديدة، فجأة ظهر تعبان اسود وضخم، كان باصص ليا بغضب، فجأة قرب مني وتحول لدخان اسود ودخل اجسمي، وصحيت وانا حاسس بحرارة وصداع رهيب، فضلت أسبوع على الحال ده، لغاية ما جميلة سقتي كبايه حليب جواها مسحوق لونه أصفر، قالت لي إن دا هيخفف الصداع عندي، بعدها بثواني حسيت زي ما يكون في بمعدتي تعباين بتتحرك، بس الموضوع فعلاً خف بعد ساعات قليلة .
_معناها كلامي صح، مراتك بتتعامل مع الجن ودا سبب مشاكلك معاها، الجن رافض وجودك جنبها .
_خلاص انا طلقتها، خليها تعيش مع عفاريتها وخليهم ينفعوها بقى، العوض على ربنا .
خلص الحوار على كده، وكنت فاكرة أن خلاص علاقتنا بجميلة انتهت، بس للأسف نسيت أن في خيط لسا بيربطنا بجميلة، والخيط ده كان أبنهم ) حاتم ) أو ابن الجن، زي ما أنا كنت مسمياه، حاتم وبأمر من المحكمة، ابتدى يشوف ابوه مرتين في الشهر، جميلة مكنش عندها مانع بالعكس كانت بتبعته قبل حتى ما يجي ميعاد الزيارة، الأمور كانت تمام لغاية ما في يوم فارس طلب مني اروح شقته عشان اخلي بالي من حاتم أبنه، لغاية ما هو يخلص شغله، ورحت الشقة، أول ما دخلت لقيت حاتم واقف قدام الباب بالضبط، أول ما شافني أبتسم وقال:
_أنا كنت عارف أنك جاية .
انا يومها أبتسمت وقلتله:
_اكيد باباك قالك اني جاية مش كده .
ساعتها حاتم ابتسم بطريقة غريبة ومخيفة وهو بيقولي:
_صح، بس برأيك أي بابا فيهم اللي قالي انك جاية .
قربت منه وأنا بمسح على دماغه، وسألته:
_تقصد إيه يا حبيبي، هو الواحد مننا كم أب ليه، اكيد أنا بقصد باباك فارس ولا انتَ عندك أب تاني .
حاتم ابتدى يضحك بهسترية شديدة ومش مفهومة، كنت مرعوبة من طريقته بالكلام، لدرجة حسيت اني بكلم شخص بالغ مش طفل ! مرت ساعتين كنت بنظف واروق البيت، وبعدها جهزت الغدى، وطلبت من حاتم يأكل، بس لاحظت أنه كان باصص للطبق، من غير ما يمد أيده، وهنا حاولت أعرف السبب فسألته:
_ايه يا حبيبي مالك مش بتأكل ليه، الظاهر بقى انك مش بتحب الاكلة دي ؟ تحب اعملك حاجة غيرها ؟
_لا، أنا عايز نفس الاكلة دي، بس من غير ما تحطي عليها ملح، عشان أنا بكره الملح في الاكل !
_ليه يا حبيبي بتكره الملح، دا بيخلي طعم الاكل حلو جدأ، بعدين الاكل مش مالح، دا زي الفل .
لما قلت كده حاتم بصلي بنظرة غضب، وقالي:
_معناها كلي الاكل ده لوحدك، أنا مش هأكل منه .
وقام ودخل اوضته وهو زعلان، اما أنا فروحت عملت اكلة تانية من غير ملح، وبعد ما خلصتها ناديت عليه عشان يتغدى، بس هو مكنش بيرد، ولما قربت من باب اوضته، سمعته بيتكلم مع حد، وكان واضح أنه كان بيأكل وهو بيتكلم، كنت عايزة أعرف هو بيكلم مين، كنت حاطة ودني على الباب، بس للأسف الصوت مكنش مفهوم، ولما دخلت فجأة لقيته نايم، استغربت ازاي نايم، وانا من ثواني بس كنت سامعة صوته، حاولت اصحيه رفضت يصحى، فخرجت من الأوضة ورحت غسلت المواعين، وأنا مش قادرة أفهم أو استوعب حاجة، وبنفس اليوم بالليل، حطيت العشا بعدما فارس رجع من شغله، وكنا كلنا بنتعشى، فجأة حاتم اخذ صحن الاكل اللي قدامه ورماه على الأرض، لما عمل كده فارس تعصب من تصرفاته وسأله عن سبب الحركة دي، وكان جواب حاتم أن الاكل مالح وهو بيكره الملح،
بعدها فارس طلب من حاتم يدخل اوضته، حاتم قام وقبل ما يمشي بصلي وقال:
=أنا مش قلتلك اني بكره الملح، ليه حطيتي ملح من تاني، أنا مش هسامحك .
حاتم دخل اوضته وهو متضايق، اما أنا فمش عارفة سبب شعور الخوف اللي حسيته اتولد جوايا بسبب نظرات حاتم ليا، بيومها بالليل حصلت معاية اسوء حاجة ممكن تحصل لحد، وانا نايمة، حسيت إني متكتفة ومش قادرة اتحرك، وكأنو في ايادي خفية مثبتاني على سريري، كنت سامعة أصوات لناس بتتكلم بلغة مش مفهومة، همهمات غريبة، كنت بحسها بتقرب مني، لغاية ما باب اوضتي اتفتح، شفت حاتم داخل ودخل وراه، كائن كل صفات الرعب اللي تتخيلها موجودة فيه، كان اسود وضخم وليه قرون طويلة، كان رأسه اشبه برأس الماعز، الكيان كان واقف ثابت لغاية ما حاتم بصلي وابتسم ابتسامة مليانة شر وخبث، بعدها وجه صباعه نحيتي، وبدأ يقول كلام غير مفهوم، ساعتها الكيان قرب مني وصرخ في وشي صرخة خلتني أتمنى الموت من شدة رعبها كنت خايفة، كنت بعيط وبتأسف لحاتم وانا بقوله:
_انا اسفة والله مش هحط ملح في الاكل تاني، والنبي يا حاتم خليه يمشي، والله مش هعمل كده تاني .
وفعلًا بعد توسلاتي وعياطي، حاتم نزل صباعه للأرض، لما عمل كده المخلوق أبتعد وكان بيرجع بظهره لورى، ونظراته متوجهة ليا، لحدما خرج من الاوضة، بعدها حسيت جسمي فك، فتحت عيني وانا بأخذ نفسي بالعافية، ودموعي كانت مغرقة المخدة، والاصعب، إني لمحت حاتم وهو خارج من اوضتي، فضلت في حالة صدمة وذهول وحيرة يا ترى دا كان حقيقة ولا كابوس، قمت شربت ميه ، كنت عايزة ادخل اوضة حاتم بس خفت منه، تاني يوم الصبح، قلت لفارس كل حاجة، وإني مش عايزة افضل في البيت، طبعاً هو مصدقش كلامي، خاصة أن أنا بقيت بربط كل حاجة بالجن والعفاريت، أنا نفسي بقيت مش فاهمة المشكلة فين ؟ يا ترى المشكلة فيا أنا ولا فعلاً حاتم عنده قدرة يتواصل مع كيانات العالم الاخر، يعني معقول يكون طبيعي أن طفل يمتلك قدرة يتنبأ بالحجات قبل ما تحصل، لا وكمان أي حد يضايقه، أو يزعله بنفس اليوم يتعرض لمصيبة، بصراحة الموضوع مستحيل يكون طبيعي، وكمان أنا لسا فاكرة المنام اللي شفت جميلة فيه وهي بتولد، دا غير أن حاتم بيكره الملح، والمعروف أن الكائن الوحيد اللي بيكره الملح هو الشيطان !
عندي احساس أن حاتم لما يكبر، هيبقى ساحر وهيأذي ناس كتيرة، مش قادرة اخلص من الاحساس ده، و لو ربنا كتب ليا عمر اكيد هكمل قصة حاتم ابن الجن ، يا ترى هعيش لليوم ده ، الله أعلم
اخر موقف حصلي مع حاتم، كان قبل اسبوعين، كنت بصلي قيام الليل، بعدما خلصت قعدت اقرأ قرأن، فجأة باب أوضتي خبط جامد افتكرت انه فارس، بس لما فتحت انصدمت إنه حاتم ، طب ازاي الخبط كان كأنه لحد كبير، يعني كان صوت الخبط في الباب من فوق، يومها تجاهلت الموضوع وسألته:
=خير يا حاتم عايز إيه ؟
_بطلي
=نعم ؟! …ابطل إيه بالضبط .
_بطلي تقري قرأن بصوت عالي، صوتك بيضايقنا .
حسيت بغضب غريب ورغبة إني اضربه، بس تمالكت نفسي ورديت عليه بنبرة تحدي، وقلت:
_بص يا حبيبي أنا مش هبطل قراية، فلو شايف أن الموضوع مضايقك أوي كده انصرف من البيت محدش ماسك فيك .
حاتم كان باصص ليا بنظرة فيها الف معنى، بس أنا كنت جاهزة، إني احارب ومكنش هاممني أي حد، كملت قراية بنية أن ربنا يحفظني الليلة دي، ومع يقين انه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، ولما خلصت، نمت بعمق لأول مرة ومنغير مشاكل أو كوابيس، وتاني يوم الصبح ،صحينا ولاحظنا أن حاتم مختفي من البيت، قلبنا البيت حتة، حتة مكنش ليه أي اتر، لحدما تفاجئنا، أن جميلة بتتصل وهي متعصبة، والسبب كان، ازاي نسيب حاتم قدام باب بيتها ونمشي من غير ما تستلمه مننا، فضلنا أنا واخوية باصين لبعض مش فاهمين حاجة، ازاي وصلنا حاتم للباب، واحنا صحينا الصبح لقيناه مختفي، والاغرب ازاي حاتم قدر يوصل بيت مامته، وهي عايشة بمنطقة تبعد ساعة مشي في العربية عن منطقتنا اللي ساكنين فيها، لحد دلوقتي مش فاهمين اللي حصل، واكيد الموضوع ده يستحيل يكون طبيعي خالص، لما سألنا حاتم مين وصله لبيت مامته كان بيقول:
_بابا وصلني البيت، لأني مكنتش مرتاح عند عمتوا الهام، هي وحشة وانا مش بحبها، ومش هنسى طريقتها الوحشة معاية أبدا .
أنا عارفة أن حاتم مش طفل طبيعي، إنما قنبلة موقوتة لابد أنها بوقت ما هتنفجر، حابة بجد اساعده واصرف عنه الخبيث اللي مسيطر عليه
ولحد هنا أكون خلصت حكايتي، اتمنى الاقي حل لابن اخوية يا ترى برأيكم هينفع إني اعالجه بنفسي ؟
ياريت الاقي إجابة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت



