روايات شيقه

قصة ارض بور الفصل 4

تبقى يوماً واحده على الأسبوع الذي أعطاه عبدالرحمن لـ رهف وفي خلال الأيام السابقة ذهبت رهف الي المزرعة عند أدهم مع أخيها وكانت تعرفه معرفة سطحية وهو أيضا لأول مرة يراها وجهاً لوجه بمثل هذا القرب وشعرت انه انسان طموح يرغب ان يجعل ذلك المكان نموذجي في كل شئ ومن اليوم الأول كان الاثنان يد بيد وعادت يومها رهف الي المنزل وهي تشعر بسعادة طاغية وراحة نفسية وهدوء مع نفسها وكذلك في الايام التالية حتى أتى اليوم السادس من الأسبوع عادت فيه رهف من العمل وجلست بجوار والدها واحتضنت يده فشعر والدها انها ترغب في قول شئ ما فأحتضنها مقبلاً رأسها

– قولي يا رهوفتي عايزة تقولي ايه يا قلب ابوكي اعتدلت رهف ونظرت لأبيها بحب
– بابا حضرتك عودتنا على الصراحة وانا بصراحة امبارح حصل حاجة وخبتها على حضرتك شعر عبدالرحمن بالارتباك ونظر لأبنته
حصل ايه يا رهف وضعت رهف وجهها أرضاً
– امبارح كنت خارجة من المزرعة والمهندس أدهم كان داخل بعربيته فوقف ونزل اتكلم معايا وسألني على عينات البذور اللي جت كنا بنتكلم أدام الباب الخارجي ومعايا بنات من اللي شغالين في المزرعة والجارد بتوع المهندس أدهم وفجاءة ظهر عمي اسماعيل وبص لي وضحك بسخرية وقالي “عيب عليكي ده انتي لسه على ذمة ابني واقفة تكلمي مع راجل غريب يعني مش كفاية انك أرض بور كمان قليلة رباية” وقبل ما اتكلم كان المهندس أدهم واقف ادامه وقاله عارف انا مش ح انزل لمستواك وأقل بقيمتي ادامك علشان انت راجل كبير بس للاسف محسوب على الرجالة غلط لكن قسماً بجلال الله ورحمه ابويا لو ماخفيت من وشي دلوقتي لخلي البلد كلها تتفرج عليك وبعدين صرخ في الجارد بتوعه علشان يمشوه

لينتفض والدها وينظر لها بغضب فـ ارتعبت ووقفت أمامه بخوف ليقترب منها ويمسك يدها وهو يصرخ بها

– انتي ازاي تسكتي من امبارح للنهاردة ازاي فهميني ازاي تسكتي يارهف اقتربت منه واحتضنت يده
– يابابا حضرتك امبارح رجعت متأخر وكنت تعبان ولو كنت قلت لك ساعتها ماكنتش ح تسكت امبارح كان آخر يوم في اني اصلي استخارة وخلاص اخدت قراري ليجلسها والدها بجواره مره اخرى ويهمس بحزن
– وايه قرارك يابنتي رغم احساسي اني عارفه بس اسمع منك برضه لتتنهد رهف
– بص يابابا انا عشت مع حازم ايام حلوة مقدرش انكر كان أول راجل في حياتي حتى في مشاعري حضرتك عارف ده علشان كده الوجع منه كان قاتل بس انا مش ح اقدر اكمل معاه يابابا حازم سمح لهم يهينوني ويجرحوني وكمل عليا هو كمان… عارفة انه بيحبني لكن انا خلاص جوايا اتكسر منه اصلاً ومش ح اقدر اكمل اولا علشان كسرتي وثانيا ان مهما كان مش ح اقدر ابعده عن ابوه وانا مش ح اقدر اكون مع عمي تاني زي الاول يبقى الاسلم اني ابعد وكل واحد يشوف طريقه لوحده حازم انسان كويس ربنا يصلح حاله قوله يابابا اني بتمنى له الخير وبتمنى يلاقي السعادة مع غيري وح افضل ادعي له دايما بالخير ليزفر عبدالرحمن بألم وينظر لأبنته
-ده كده اخر كلامك يابنتي
– ايوة يابابا ياريت تنهي الموضوع بقى ليربت والدها على ساقها
– ماشي يابنتي النهاردة ح اروح لـ حازم وننهي الموضوع

لترتمي رهف في أحضان والدها وهو يحتويها بحنانه وهمس لها بحنان

– ادخلي ارتاحي يابنتي وانا ح اعدي على اخوكي ونروح نخلص من الوضع ده وربنا يكتب لك الخير ياقلب ابوكي

ذهبت رهف لغرفتها وتحدث عبدالرحمن مع رؤوف وعبدالله وأيضاً رأفت ليحضروا له ومعهم زوجاتهم حتى يجلسوا مع رهف وحضرت معهم شوقية وكان الكل حزين بعد أن اخبرهم بما قاله اسماعيل الي رهف



وصل عبدالرحمن ومعه ابنه وزوج ابنته واخو حازم ووالدته ودخلوا المنزل ليجدوا اسماعيل يجلس على الأريكة وفور أن رأهم وقف ليقترب منه عبدالرحمن ويمسكه من تلابيب الجلباب الذي يرتديه وهو يكاد ان يصفعه لولا انه اخاه الكبير وهو يصرخ به

– مش بقولك واطي وناقص وكمان عديم النخوه بقى تقف أدام بنتي وتقول لها تاني أرض بور وكمان قليلة رباية انا بنتي اللي قليلة رباية ولا انت اللي للأسف عديم الرباية والادب والنخوة الله في سماه لولا العيبه اني امد ايدي عليك لكنت كسرت عضمك لكن خسارة اني اوسخ ايدي على واحد زيك من النهاردة ومن بعد ما ابنك يطلق بنتي تنسى أن ليك اخ تعرفه ولو شفتك في مكان وحاولت تكلمني أو فتحت بقك على بنتي بكلمة انت ولا بنتك الزبالة دي صدقني ح تشوف وش عمرك ماشفته يا اسماعيل

ودفعه من يده ليقع على الأريكة خلفه وهو يصرخ به دلوقتي نادي لي ابنك يجي لي ليستمع لصوت حازم ويلتفتوا فيجدوه قد شحب وجهه وفقد وزنه ودموعه تغرق وجهه

– انا هنا ياعمي وعرفت خلاص من كلامك انها النهاية وكلمت المأذون وجي في الطريق حقك عليا ياعمي انا ماليش عين اتكلم واقول حاجة بس ارجوك وصل لـ رهف اني ماحبتش غيرها ولا ح احب غيرها واني بتمنى لها السعادة مع الشخص اللي يستحقها علشان انا مقدرتش اصونها ولا احميها من أذى أقرب الناس ليا سكت له يعمل اللي هو عايزة بس خلاص بقى افرح يا حاج اسماعيل ابنك الكبير ساب البيت ومشي والصغير ح يسيب لك البلد كلها ويمشي

ليقترب منه رأفت وكذلك شوقية التي كانت تبكي وتحدث رأفت

– أيه اللي بتقوله ده يا حازم ليبتسم حازم من بين دموعه
– خلاص يارأفت انا ماشي طلبت نقلي لفرع الشركة بره مصر خلاص مابقاش ينفع اكمل هنا انا بحب رهف يا رأفت ومش ح استحمل اشوفها لغيري اكيد ح تتجوز وهي تستحق راجل يصونها وخلاص اتوافق على النقل وفي خلال أيام ح امشي افرح بقى ياحاج دمرت كل حاجة بإيدك وفي الأخر صفيت لوحدك لا اولاد ولا أحفاد

حضر المأذون وقام بتوقيع الطلاق بعد وقت لعدم قدرة حازم ان ينطق تلك الكلمه وبعد أن انتهى المأذون وانصرف وقف حازم واقترب من عمه مقبلاً يده ودموعه لا زالت تتساقط سامحني ياعمي وقول لرهف تسامحني لتدمع عين عبدالرحمن والكل عليه ويهمس
– رهف سامحتك يابني وبتقولك “انت انسان كويس ربنا يصلح حالك وانها بتتمنى لك الخير وبتتمنى تلاقي السعادة مع غيرها وح تفضل تدعي لك دايما بالخير” لينهار حازم من البكاء
– السعادة راحت معاها خلاص ياعمي حتى لو حصل واتجوزت ح يبقى علشان اقدر اكمل الحياة بعيد عنها

تركهم حازم وصعد للأعلى سريعاً يبكي انتهاء حياته مع رهف التي شعرت في نفس الوقت بالألم في قلبها وتساقطت دموعها فأحتضنتها رغد وصفاء وسهير محاولين التخفيف عنها اما عند اسماعيل فكان في حالة من الصمت بعد أن استمع لكلمات ابنه وشاهدهم ينصرفون جميعاً حتى شوقية وتركوه وحيدا


مضت أربع أيام بعد طلاق رهف وحازم وكانت رهف تذهب للعمل وهي تشعر بالحزن على حالها فقد أصبحت مطلقة قبل انتهاء عام على زواجها كان يشعر بها أدهم ولكنه لا يحاول التحدث معها بل حاول جاهداً ان يشغلها على قدر استطاعته حتى لا تفكر وفي مساء ذلك اليوم بعد أن عادت رهف من العمل كانت تجلس بأستكانه في أحضان ابيها استمعت لدقات الباب لتنهض وتفتحه فوجدت أمامها حازم وقد اختلف شكله جذرياً مثلها فقد الاثنان الكثير من وزنهم وجههم أصبح مجهد بشدة ولكن لأن حازم اكثر انهياراً كان أكثر تعباً وقف الاثنان أمام بعضهم البعض لحظات وبدءت الدموع تتساقط من أعينهم واقترب عبدالرحمن وشروق ليروا من فوجدوا الاثنان على هذا الوضع فأمسك عبدالرحمن يد زوجته وعاد لمكانهم تاركاً اياهم لوداعهم الأخير فهو يعلم أن حازم مسافر في الغد ظل حازم ينظر لرهف وهو يملي عينه منها لأخر مرة ثم ابتسم من بين دموعه وتحدث

– كنت جي وخايف ترفضي تشوفيني يارهف لكن الحمدلله ماكنتش عايز بس غير اني اشوفك واملي عيني منك قبل ما امشي حقك عليا يارهف سامحيني و كل ما اجي على بالك افتكريني بالخير انسي لي الاذية واوعى تكرهيني يارهف وحياة كل لحظة حلوة عدت علينا اوعي تفتكري لي الأذية

كانت رهف تتساقط دموعها بغزارة ولكنها حاولت التماسك وابتسمت من بين دموعها هي ايضاً

– انا سامحتك يا حازم وصدقني عمري ما ح افتكر لك الا كل خير انا عشت معاك ايام وشهور حلوة مقدرش انكر يمكن الحياة وقفت بينا لغاية كده كزوجين لكن احنا ولاد عم وح نفضل طول عمرنا ولاد عم يا حازم بتمنى لك حياة حلوة وسعيدة وبتمنى تلاقي الانسانة اللي تستحقك انت انسان جميل قوي ياحازم وعمري ما ح اقدر اكرهك في يوم ربنا يوفقك ياحازم ممكن تدخل عمك ومرات عمك جوه

دخل حازم وترك حقيبته بجوار الباب وتحرك أمامها للداخل ليجد عمه وزوجته يجلسون بجوار بعضهم البعض ووجههم حزين ليجرى عليهم ويجلس أمامهم ممسكاً بيدهم مقبلاً اياها

– سامحني ياعمي بالله عليك يمكن الوشوش ماتتقبلش تاني

ليحتضنه عمه بقوه ويربت على ظهره

– سامحتك يابني انت غالي ياحازم مهما حصل ومهما كانت النهاية بينك وبين بنتي لكن انت ابني برضه يمكن نصيبكم وقف لغاية هنا بس انت ابن عمها وابني وان شاء الله الوشوش تتقابل في وقت يكون كل واحد فيكم قدر يلم جراحه ويقف على رجله تاني ربنا يوفقك ياحازم يابني ماتنساش تبقى تبعت لي تطمني عليك فاهم

ليهز حازم رأسه وهو يقبل يده مره آخره ثم التفت ينظر لزوجة عمه التي كانت تبكي وابتسم لها فهو كان يحبها

– اشوف وشك بخير يا مرات عمي ماتنسنيش في دعواتك واوعى تزعلي مني لتضع يدها على وجه وتقبل رأسه
– ح ادعي لك دايما ياحازم ربنا يوفقك ويرزقك ويحميك يارب خد بالك من نفسك يابني واوع تهمل روحك فاهم
– حاضر يا مرات عمي وقف حازم ونظر لهم مره اخرى واحتضنهم بحب وهمس اشوف وشكم بخير والتفت ليجد رهف تجلس على كرسي وتضع وجهها بين يديها ودموعها تتساقط ليقترب منها واوقفها أمامه وظل ينظر لها قليلاً ثم قبل رأسها ويدها وهمس اتمنى لك السعادة من كل قلبي وتركها وخرج سريعاً لتنهار رهف وتجلس مكانها تبكي بصوت عالي ليحتضنها ابيها

ذهب حازم وقام بوداع أخيه وزوجته وبناته ووالدته كما ذهب إلى رغد وعبدالله وقام بوادعهم أيضا وانتهى عند رؤوف لوداعه وأصر عليه رؤوف ورأفت ان يقوموا بتوصيله الي القاهرة والبقاء معه حتى يقوموا بتوصيله للمطار



اخذت رهف يومان اجازة وأخبر عبدالرحمن أدهم وتفهم ذلك وبعد اليومان عادت لعملها مرة أخرى وعادت الحياة تسير والايام والاسابيع تمضي رأفت وزوجته وبناته في منزلهم الجديد ومعه والدته حازم ترك مصر ورحل الي دوله عربية والده في المنزل وحيداً يتذكر كيف كانت حياته وكيف كان السبب في دمارها شهيرة تجلس في غرفتها ولا تخرج الا للضرورة القصوى حتى مضى على كل تلك الفترة شهران وفي يوم اخذت شهيرة تتلوي من الألم ولا تعرف ماذا بهل وشعر بها والدها وبأناتها فدخل سريعاً عليها وجدها تبكي فأحتضنها

– مالك ياشهيرة يابنتي فيكي ايه لتبكي شهيرة وتهمس بألم
– بطني يابابا في ألم جامد قوي في بطني

ليسندها اسماعيل حتى سيارته ويتوجه بها إلى المشفى حتى يراها الطبيب وفور ان وصل إلى المشفى وجدها قد فقدت الوعي وكانت في تلك اللحظة هناك ممرضة تعمل بالمشفى تعرفهم جيدا ولكنها تشتهر بأنها عصفورة فهي تنقل كل شئ تراه او تسمعه جرت عليه واسندتها معه ودخلت معهم إلى الطبيب وساعدت الطبيب في الكشف عليها وبعد أن افاقها توجه الي ابيها وجلس أمام مكتبه محاولاً طمأنته

– ماتقلقش كده ياحاج بنتك زي الفل واللي حصل لها طبيعي للي في حالتها هي بس محتاجة تغذية كويس انا كتبت لها شوية فيتامينات علشان تقويها لأن الجنين لسه ضعيف وطبعا لازم تتعرض على طبيب نسا لتشهق تلك المرأه وينظر اسماعيل للطبيب بذهول
– جنين ايه حضرتك بتكلم عن مين انا مش فاهم لينظر له الطبيب بتعجب
– بكلم عن بنتك اللي كشفت عليها المدام حامل ولازم دكتورة نسا تشوفها علشان تتابع معاها

كانت شهيرة منهارة تبكي ووالدها ينظر للطبيب بذهول وفجاءة سقط فاقد الوعي لتصرخ شهيرة

– بابا بابا فوق علشان خاطري فوق يابابا

اقترب الطبيب سريعاً منه وابلغ الممرضة ان تحضر اثنان من التمريض ليضعوه على الفراش وقام بالكشف عليه وافاقته ليكتشف تعرضه لصدمة اودت لأصابته بالشلل وتحرك به سريعاً الي العناية المركزة وهو يصرخ بـ الممرضة ان كانت تعرف احد من أهلهم ان تبلغهم وبالفعل قامت تلك المرأه بأبلاغ شوقية ولكنها لم تبلغ شوقية فقط بل ابلغت الكثير من سيدات البلد فأنتشر خبر حمل شهيرة كالنار في الهشيم ووصل الخبر الي عبدالرحمن والذي كان يجلس عند عبد الله هو والكل يحتفلوا بعيد ميلاد عبير فوقفت رهف سريعاً وهي تنظر لأبيها وأخيها وتصرخ

– بابا رؤوف لازم نلحق رأفت يالهوي ح يموت شهيرة لينظر لها رؤوف بهدوء
– يموتها ولا يخلص منها في داهية نظرت له رهف بحزن
– اخص عليك يارؤوف مهما كان دي بنت عمك ماشي هي وحشه وزفت بس رأفت ح يروح في داهية

لينتبهوا جميعاً ويتحركون سريعاً الي المشفى وجرت رهف للداخل لتجد رأفت يحاول دفع والدته وزوجته حتى يصل إلى شهيرة التي تجلس على الأرض وهي تبكي وترتعش من الخوف فجرت عليها رهف وأوقفتها خلفها ووقفت تنظر لرأفت

– خلاص يارأفت كفاية بقى ايه عجبك المنظر ده لينظر لها رأفت بغضب
– انتي بتدافعي عن مين يارهف عن دي الخ… وقبل ان يكمل صرخت به رهف
– اوع تنطق فاهم اوع طلعت نزلت غلطت اختك فاهم اختك يا رأفت اوع تنسى ده خليك مع ابوك دلوقتي وانا ح اخد شهيرة معايا ليصرخ بها
– تاخديها فين خلاص احنا اتفضحنا في البلد والكل ماشي يتكلم ويتريق على الست هانم اللي كانت رافعة مناخيرها في السما البت اللي ياما هانتك ووجعتك بتدافعي عنها ابعدي عنها يارهف خليها تغور من هنا روحي للي غلطي معاه عيشي معاه بقى في الحلال في الحرام مش مهم ربنا ينتقم منك اذيناكي في ايه علشان تفضحينا كده

كانت شهيرة تستمع لكلماته وهي تبكي بانهيار ونظرت لتجد بجوارها سكين على مكتب الطبيب لتمسكه وتحاول ان تطعن نفسها لولا رأتها رهف فضربت يدها بقوة وصرخت بها

– غلطي وخلاص عايزة تموتي كافرة كمان ايه كفاية بقى ياشهيرة فوقي لنفسك والتفتت تنظر لرأفت ارجوك يا رأفت اهدي وخلينا نشوف المصايب دي خليك انت هنا وانا ح اخد شهيرة معايا ليصرخ بها رأفت
– قسماً بجلال الله ماتدخل بيت حد فينا

ليقترب رؤوف منه ويمسكه عنوة هو وعبدالله ويخرجونه من الغرفة ونظر الي شوقية

– اقفلي الباب ورانا يامرات عمي علشان المتهور ده مايعملش مصيبة

ليصرخ رأفت بهم ان يتركوه واغلقت شوقية الباب والتفتت تنظر لأبنتها وهي تبكي وتقترب منها وتقوم بصفعها بقوة وهي تصرخ بها

– عملنا فيكي ايه علشان نتفضح كده فهميني

لتهمس شهيرة بألم ده ذنب رهف يا ماما ايوة ذنب رهف اللي شنعت عليها انا وبابا كنت عايزة اكسرها علشان هي دايما واخده كل حاجة حلوة والكل بيحبها اتاريني كسرت نفسي قبل منها ومش بس كده وكسرت اخويا بس بابا السبب ايوه هو السبب عمره ماقالي كده صح ولا غلط خلاني مابقتش شايفة غير شهيرة وبس كنت حاسة اني اهم حاجة طلعت ولا حاجة سامحيني يا رهف ربنا اخدلك حقك انفضحت في البلد كلها فضيحة بجد خلاص كسرت ابويا واخويا واهلى كلهم لتصرخ كنتي سيبي رأفت يموتني ولا لاء يروح في داهية ليه لا لا انا لازم اموت ايوة ايوة انا لازم اموت انا ماينفعش اعيش ظلت تصرخ حتى صفعتها رهف على وجهها حتى تفيق مما فيه وبعدها اخذتها في احضانها وظلت تربت عليها والأخرى تتشبث بها بقوة لتنظر رهف لشوقية

– مرات عمي خليكم جانب عمي وانا ح اخد شهيرة معايا البيت علشان تبعد عن الجو ده وارجوكي حاولي تهدي رأفت وعمي وكل حاجة ح تتحل ان شاء الله لتنظر لها شوقية بكسرة
– انتي يارهف اللي ح تاخديها عندك تبتسم رهف
– ايوة انا يا مرات عمي شهيرة مهما عملت بنت عمي وزي اختي ماينفعش اتخلى عنها ابدا افتحي الباب يا طنط خلينا نخرج

لتخرج رهف وهي تحتضن شهيرة بقوة وتجد والدها واخيها وزوج اختها ورأفت بالخارج لتنظر لعبدالله

– عبدالله ممكن تيجي توصلنا البيت عند ماما لينظر لها رأفت وقبل ان يتحدث ينظر له عمه
– رأفت ولا كلمة لحمك وعرضك يابني غلطت مش ح نموتها خديها يا رهف وروحي حبيبتي واحنا ح نطمن على عمك ونحصلك ابتسمت رهف
– حاضر يابابا

تحركت رهف ومعها شهيرة الي منزلهم مع عبدالله وبعد أن اوصلهم عاد للمشفى مرة أخرى



لم تذهب رهف الي العمل يومان حتى تجلس مع شهيرة و علمت كل شئ منها واتجهت للعمل وشاهدها أدهم الذي كان قد تعلق بها بشده عندما شاهد ملامحها طلبها في مكتبه فذهبت له وطرقت الباب فـ سمح أدهم بالدخول واجلسها

– صباح الخير ياباشمهندس أدهم ليبتسم أدهم
– صباح النور ياباشمهندسة طمنيني عليكي

وضعت رهف وجهها أرضاً وهي لا تعرف ماذا تقول فـ بالتأكيد هو علم كل شئ نهض أدهم من مكانه وجلس أمام رهف وتحدث بصوت هادئ

– رهف عايزك تسمعيني كويس لترفع رهف نظرها وتنظر له فهو اول مرة ينطق اسمها دون لقب ليبتسم ويُكمل اسمحي لي ارفع الالقاب ابتسمت رهف
– اكيد طبعا ياباشمهندس اتفضل ليبتسم أدهم
– يعني انا بقولك نرفع الالقاب تقولي لي باشمهندس المهم خليني أكمل انا طبعا سمعت اللي حصل من رؤوف بس عايز افهم منك لأن هو نفسه مايعرفش تفاصيل لتنظر له رهف بتعجب
– طيب حضرتك عايز تعرف التفاصيل ليه؟ ح تفيد حضرتك في ايه؟ ابتسم أدهم ووقف وعاد الى مكانه خلف المكتب
– علشان اقدر اساعد يا رهف البنت سمعتها ادمرت وده ح يأثر عليكم كلكم وابوها وقع مشلول واخوها عنده بناته لازم نشوف حل الواد ده لازم يتجوزها حتى لو ح يتجوزها وبعد فترة يطلقها نظرت له رهف بإمتنان

قصت رهف كل شئ الي أدهم منذ معرفتها بالمدعو شريف حتى استدراجه لها في المنزل وانتهاءً بتهديده لها بنشر الفيديو ليبتسم أدهم بخبث ووقف ينظر خلف النافذة

– تمام يارهف انا كده فهمت يومين والموضوع ده كله ح يخلص لتقف رهف وتنظر له بذهول
– يخلص ازاي طيب فهمني ممكن
– بكرة يارهف بكرة ح افهمك كل حاجة لتتنهد رهف بضيق
– طيب ماشي ربنا يلطف بينا لغاية بكرة عن اذنك ح اروح اشوفك شغلي وبعدين صحيح حضرتك شفت بوادر الزهور اللي زرعتها في الحوض الشرقي بدءت تطلع وكمان الفاكهة في جزء منها طرح بس لسه عليه شويه علشان نقدر نحصده عايزاك تشوفه بس لينظر لها أدهم نظرة لما تفهمها رهف
– تسلم ايدك يارهف ح ابقى اعدي اشوف كل ده المهم خدي بالك من نفسك ابتسمت رهف واستئذنت في الانصراف

كان الوضع مازال كما هو شهيرة تجلس في غرفة رهف ولا تخرج منها نهائي مهما حاول معها الجميع وبعد يومان وجدت رهف طرقاً على الباب فقامت لتفتح فوجدت أدهم ومعه شخص ضخم للغاية يمسك في يده شاب اخر ووجهه لا يظهر من الضرب ولم يكن سوا شريف فشهقت رهف ابتسم أدهم

– رهف ممكن تستأذني عمي عبدالرحمن عايز اشوفه لتهمس رهف بهدوء
– اتفضل كلهم جوه واقتربت منه وهمست بس مين ده ليضحك أدهم
-دلوقتي ح تعرفي بس عايزك كمان شوية تدخلي لشهيرة وتبلغيها تخرج وتمسك لسانها وتوافق على اي كلام ح تسمعه فاهمة يارهف لتحرك رأسها بالموافقة دون تحدث

دخل أدهم الي غرفة المعيشة ليجد الكل بها منذ تلك الحادثة وكلهم يجتمعون عند عبدالرحمن ويذهبون عند النوم وفور ان دخل وقف الجميع بذهول وأتجه له رؤوف وهو يشير على شريف

– مين ده يا أدهم ليتحدث أدهم
– اقعد يا رؤوف وانا ح افهمكم كل حاجة الأخ ده هو اللي اعتدى على شهيرة وهددها لو فتحت بوقها ح ينزل الفيديو اللي مصوره لها معاه وهو بيعتدي عليها ليقف رأفت بذهول
– هو كان اعتداء يعني مش بمزاجها لينظر له أدهم بلوم
– ايوة يا رأفت هي من تهديده لها سكتت ماتكلمتش وقبل ان يقترب رأفت ليتهجم على شريف وقف أمامه أدهم واكمل خلاص يا رأفت اظن انت شايف انا عملت فيه ايه هو مافيهوش مكان مش مضروب احنا دلوقتي لازم نتصرف صح انا ح اقول رأي وزي ما انتم شايفين ليتحدث عبدالرحمن
– قول يا أدهم يابني رأيك ايه
– ياعمي الحيوان ده لازم يتجوز شهيرة كام شهر وبعدين يطلقها واحنا ح نقول ونعلن للناس انهم كانوا متجوزين بعلم اهله لما كانت بتنزل القاهرة لاخوها هناك شافها وحبها واتقدم وعمي اسماعيل رفض فاتجوزها من وراكم

ليصمت الجميع والكل ينظر لبعضه وكانت رهف تنظر لأدهم بعرفان فهي تعرف الحقيقة كاملة حتى تحدثت شروق

– والله يابني كلامك عين العقل بس الناس ح تصدق ازاي ليضحك أدهم
– ح تصدق لما تشوف ابو الكلب ده بنفسه بيعلن الكلام ده والا هو عارف ح يحصله ايه دلوقتي ياريت ياباشمهندسة رهف تنادي لبنت عمك نظرت له رهف بحزن
– مش عايزة تخرج خالص من الاوضه نظر لهم وبعدها وجه كلامه لوالدها اسماعيل الذي خرج من المشفى لبيت أخيه
– بعد اذنك يا حاج اسماعيل ح ادخل انا ورهف لها جوه ممكن

ليشير له اسماعيل براسه دخل أدهم الي شهيرة مع رهف وقص عليها كل شئ وكيف انه حول الحقيقة لتلك الكذبة حتى ينقذ سمعتها وسمعة بنات اخوها كانت شهيرة تبكي قهراً مما صنعته بنفسها وبعائلتها حتى اكمل أدهم

– بصي يا شهيرة انتي لسه صغيرة وغرورك دمرك ودمر اللي حواليكي اعتقد اتعلمت الدرس كويس لتنظر له شهيرة
– اتعلمت اتعلمت كويس قوي
– طيب دلوقتي ح تطلعي معانا بره واوعى تغيري كلمة من اللي قلته فاهمة أشارت برأسها بالموافقة وخرجوا جميعا يتقدمهم أدهم وخلفه رهف وهي تحتضن شهيرة وفور ان رأت شهيرة شريف أمامها فقدت الوعي يحملها أخيها ويضعها بجوار والده ويحاولون افاقتها حتى انتبهت واعتذر منها أخيها وهو يضمها لصدره وهي تبكي والكل متصور انها تبكي حزنا منهم ولكنها تبكي على خداعهم بتلك الطريقة وانتهى الأمر بتحديد موعد الزواج ولكن وقفت شهيرة

– انا موافقة على كل اللي حضرتك قلته بس ليا رجاء ليتحدث أدهم
– قولي ياشهيرة
– انا مش عايزة البيبي ده انا مش عايزة حاجة تفكرني بالبني ادم ده نهائي ولا اقعد معاه في مكان ارجوك يا باشمهندس شوف لي اي مكان اروحه وهو يمشي في اي حته وبعد فترة نقول اننا اطلقنا وتنتهي الحكاية دي

ليصمت الجميع وبعد ثواني تتحدث شوقية بحزن

– بس يابنتي ده ابنك ولا بنتك لتصرخ بصوت باكي
– يجي يعمل ايه فهميني ح يجي لأم عايزة تربية من اول وجديد ولا اب معندوش ضمير ح يطلع ايه لا يا امي لا مش ح اخليه ولو فيها موتي ليقف أدهم وينظر لها
– خلاص يا شهيرة انا ح اكلم دكتور معرفة واشوف معاه حل للموضوع ده وبعدها تسافري لاخوكي تقعدي عنده والحيوان ده ح ينزل مصر لغاية مايتم الطلاق موافقة
– ايوة ياباشمهندس ليقف شريف وهو ينظر لها ويشعر بالحزن لما فعله ورغم حضوره بالتهديد من أدهم انه سوف يدمر عمل والده فأجبره على الصمت وعدم قول انها ذهبت له بارادتها ولكن شعر لوهله ان قلبه يؤلمه فهمس
– شهيرة انا اسف ارجوكي فكري قبل ماتعملي اي خطوة بلاش تموتي روح ممكن تجمع بينا انا وانتي انا فعلا حبيتك ياشهيرة عارف اني غلط خدي وقتك بلاش تاخدي قرار متهور وانا مستعد اديكي كل الضمانات علشان تتأكدي اني اتغيرت

وقبل ان تتحدث وجدت ابيها يحاول التحدث فجرت تجلس أمام قدمه وفهمت انه يرغب ان تفعل ذلك فصمتت ونظرت لرهف وأدهم الذي تحدث

– طيب خلينا بس الاول نعلن في البلد انهم متجوزين اصلاً من ورانا وبعلم اهله وح يتعمل فرح كبير لهم وبعدها نتكلم ونشوف ايه اللي ممكن نعمله

وقف عبدالرحمن ووضع يده الاثنان على كتف أدهم وقبل رأسه وهو يربت على كتفه بحنان

– راجل يابني زي ابوك الله يرحمه ربنا يحميك ويحفظك وينولك اللي في بالك لتتجه نظرات أدهم فورا ناحية رهف وهو يبتسم ويهمس لعمه
– ايوة الله يكرمك ياعمي ادعي لي انول اللي بتمناه ليضحك عبدالرحمن
– ح تنوله يابني ان شاء الله

انصرف الجميع وجلست شهيرة بين والدها ووالدتها وحولها الكل وهي تتساقط دموعها ندماً وبعدها نهضت لتجلس بجوار رهف وتحتضنها وهي تهمس لها بكلمات الاعتذار والشكر لما فعلته معها

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى