قصة اعمال سفلية كامله الجزء الاول
الأنتقام هو وسيلة ضعيفة لرد الأعتبار، يظن به الشخص أنه أنتصر ولكنه خسر كل شئ
بسم الله الرحمن الرحيم
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
صدق الله العظيم
دي الآية اللي سمعتها من شيخ الجامع أثناء خطبة الجمعة.. وسمعت كمان كلامه عن ضعف إيمان بعض البشر بالله
خرجت من الجامع وركبت عربيتي عشان أتحرك علي البيت، طول الطريق بالي مشغول وقلقان مش عارف ليه؟!
وصلت البيت ونزلت من العربية ودخلت من باب الڤيلا اللي كان موارب لكن شوفت اللي مكنتش أتوقعه أبداً
…
أنا مش عارف أبدأ منين.. أسمي شريف.. سني 27 سنة.. من القاهرة
عيلتي من أكبر وأغني عائلات مصر، متجوز بنت خالي سارة.. تقدروا تقولوا كده حب الطفولة من وأنا صغير وأنا بحب سارة وأتجوزتها لما وصلنا لسن ال25… أه أحنا من سن بعض
المهم خليني أقولكم أنه مكنش في حاجه صعبة، كل حاجة كانت سهلة ومتيسرة.. الفلوس زي الرز العيشة مرتاحة كل يوم أنزل أسهر مع صحابي لوش الفجر وسارة مكنتش معترضة خالص
الحاجة الوحيدة اللي كانت ناقصة أننا مخلفناش.. لفينا كتير علي كل دكاترة البلد ومفيش فايدة
سارة كان عندها عيب خلقي يمنعها من الانجاب، وده سبب ليها عقدة نفسية وانا كنت بحاول اخرجها من ده بشتي الطرق
بس ده مكنش سهل خالص، سارة بدأت تنعزل وتقفل علي نفسها الأوضة بالأيام كنت قلقان وخايف عليها أوي، بدأ اهتمامها بنفسها يقل جسمها ضعف جداً.. مكنتش عارف هعمل اي بالظبط ولا بقيت عارف افكر
وعشان كده كلمت أهلها عشان يشوفوا حل كده مش هينفع، وفعلا والدتها جات عندنا وأتكلمت معاها كتير ومفيش فايدة برضو
..
لكن فجأة كل ده أتغير سارة رجعت تاني لحياتها مكنتش فاهم حاجه بس رغم كده كنت مبسوط أنها بدأت ترجع لحياتها تاني.. بس في حاجه كانت غريبة بدأت اخد بالي منها
سارة كانت دايما سرحانة ومش مركزة.. كنت عارف ان موضوع الخلفة مأثر عليها بس انا كنت بحاول أطمنها دايما.
وفي يوم روحت أزور والدتي ووالدي، سارة قلتلي انها تعبانه ومش قادرة تروح هناك دلوقتي وطلبت مني أسيبها علي راحتها
مرضتش أضغط عليها وروحت لوحدي فعلاً.. قعدت مع والدي ووالدتي شوية لكن والدتي بدأت كلامها وقالت
_ بص يبني أحنا مش هنعيشلك طول العمر نفسنا قبل ما نموت نشوف عيالك
_ بعد الشر عليكم يا أمي متقوليش كده تاني.. وبعدين ما حضرتك عارفة سارة مبتخلفش
_ يبني سارة مبتخلفش ده قدر ربنا.. بس الدين قالك انك ممكن تتجوز التانيه والتالتة والرابعة
_ يعني اي؟.. أنتوا عاوزني اطلق سارة!
_ محدش قال كده يبني بس علي الاقل تتجوز التانيه عشان تعمل عزوة ورجالة تبقي سندك لما تكبر
_ أنا مش ممكن أتجوز علي سارة يا أمي.. الفكرة اصلا مش مطروحة في دماغي نهائي
في الوقت ده اتكلم بابا وقال
_ أمك معاها حق يا شريف أنت لازم تتجوز يبني وتشوف نفسك عاوزين نفرح بعيالك
_ يا بابا أنا مقدرش أتجوز علي سارة.. مجرد التفكير في كده خيانة لسارة
_ خيانة حتة واحدة.. أنت مصعب الموضوع كده ليه؟… أنت هتتجوز علي سنة الله ورسوله
_ مش هقدر.. مش هقدر يا بابا
أمي اتكلمت وهي بتنفخ بزهق وبتقول
_ افهم بقا ومتبقاش غبي.. أنت لازم تتجوز مفيش حل تاني وأنا عندي العروسة كمان
_ ويا تري مين هيا؟!
_ زينب بنت سالم بيه شريك باباك في الشركة.. بنت مؤدبة ومحترمة وبنت أصول
_ بس انا مش هقدر صدقوني والله ما هقدر
_ لا هتقدر وانا واثقة أن زينب هتنسيك كل حاجة
…
قومت مشيت من القعدة دي وانا مخنوق جداً.. أتجوز علي سارة مش متخيل ان ده ممكن يحصل وسارة لو عرفت هيكون أي رد فعلها أحط عيني في عينها أزاي وأقولها هتجوز عليكي مش هعرف اعمل كده.
رجعت البيت وانا محتار مش عارف أعمل اي ولا أتصرف أزاي؟
فتحت الباب ودخلت لقيت سارة قاعدة مستنياني.. مكنتش قادر ابصلها حاسس انها ممكن تعمل في نفسها حاجه لو قولتلها
لكنها قطعت الصوت العالي اللي في دماغي وقالت
_ شريف انا قاعده مستنياك من بدري.. عاوزاك في موضوع
_ موضوع اي يا حببيتي؟!
_ أنا عاوزة أتبني طفل صغير
_ نعم!.. بتقولي أي؟
_ في اي يا شريف أنت عارف أن ربنا حرمني من نعمة الامومة وانا نفسي اسمع كلمة ماما نفسي ابقي أم يا شريف.. نفسي أبقي أم
_ أنا عارف ده ومقدر جداً موقفك بس التبني ده حرام أنا مش هغضب ربنا عشان ابقي أب وانتي تبقي أم.. انا مقدرش أعمل كده
_ كده طيب.. أنا في بيت بابا لما توافق أبقي تعالي خدني
_ خدي هنا انتي رايحة فين؟!
_ أبعد عني انا همشي ولو فضلت رافض ورقتي توصلني علي بيت بابا انا مش هعيش مع واحد مش حاسس بيا
_ يعني انتي شايفة كده؟!
_ اه ومش شايفة غير كده
_ تمام يا سارة براحتك
…
سارة لمت هدومها وسابت البيت ومشيت، كنت حاسس اني مش طايق نفسي وكأن كل حاجة بتقولي اسمع كلام والدتك ووالدك وأتجوز زينب.. كنت بحاول أطرد الفكرة دي من دماغي لكن من التعب نمت ومحستش بنفسي
صحيت علي تليفون من والدتي بتبلغني أني اروحلها عشان تعرفني علي زينب
واضح ان والدتي واخدة الموضوع جد شوية.. بصراحة قومت وروحت علي البيت ودي كانت اول مرة اشوف فيها زينب
كانت أنسانة جميلة جداً من حيث كل حاجة هادية ومتفاهمة وعرفت انها من المنصورة اصلا بس عايشة مع باباها هنا من زمان.. أتكلمنا كتير جداً بس بالي كان مشغول بسارة.. وحاولت كتير أتصل بيها بس كانت بتكنسل عليا وكأنها قررت خلاص أنها تبعد عني
…
معرفش كل حاجة أتغيرت بعد أسبوع طريقة تفكيري وتعلقي الغريب بزينب اللي خلاني بدون اي مقدمات اقولها أني عاوز اتقدملها
وفي ظرف شهر كنا مخطوبين.. طبعاً خبر الخطوبة أتعرف وخصوصا اني من عيلة كبيرة جداً
وسارة عرفت.. يومها لقيت مكالمات كتير من والدها فائتة علي تليفوني
كلمته ومقلش غير جملة واحدة بس
أحنا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.. طلق بنتي وكل واحد يروح لحاله
رفضت لكنه مخلنيش كملت كلامي وقفل السكة في وشي
…
كنت مضايق لكن مبينتش ده قدام زينب.. لحد ما جيه اليوم اللي كان بداية الجحيم بالنسبالي
في اليوم ده كنت راكب عربيتي ورايح أجيب هدية لزينب.. وانا سايق العربية ومبسوط ومشغل اغاني كمان بصيت في مراية العربية لقيت سارة في الكنبة اللي ورا مدبوحة والدم مغرق فستانها الابيض ضربت فرامل من الصدمة والعربية كانت هتتقلب بيا.. هي الحقيقة متقلبتش لكن دخلت بيا في عمود نور وفقدت الوعي
فوقت لقيت نفسي في المستشفى عينيا مزغللة والرؤية ضبابية تماماً.. لكني شوفت ممرضة مدياني ضهرها نديت عليها بصوت ضعيف وقولتلها لو سمحتي انا فين؟
اتلفتتلي
أنت معايا يا شريف… معاااايا
صرخت من الخوف والرعب لكن فجأة… يتبع الجزء الثاني
الجزء الثاني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
_في اي يا أستاذ مالك؟.. هو انا ضايقت حضرتك؟
_ لا لا مفيش حاجه بس أبعدي عني دلوقتي.. أبعدي عني
..
كنت شايف سارة قدامي بنفس هيائتها اللي كانت في العربيه.. مدبوحة والدم مغرق فستانها الابيض غمضت عيني وفتحتها لقيت الممرضة هي اللي في وشي كانت شكلها خايفة مني
سألتها
_ مالك بتبصيلي كده ليه؟
بصتلي بدهشة وقالت
_ هو حضرتك كويس؟!
_ أه كويس الحمدلله.. هو أي اللي حصل؟
_ مفيش حضرتك عملت حادثة بس وجابوك هنا المستشفى
_ حادثة.. أيوة أفتكرت أنا العربية أتقلبت بيا أنا ومراتي.. هي كويسة صح؟
_ لا يا فندم حضرتك كنت لوحدك في العربية مكنش معاك حد!
_ متأكدة؟
_ دقيقه واحدة لازم الدكتور يشوفك واضح أن الحادثة مأثرة عليك شوية
…
خرجت الممرضة وأنا مش فاهم في أي!!.. أي اللي انا شوفته في الحادثة ده أنا متأكد أني شوفت سارة وكانت
كانت مدبوحة
في اللحظة دي الباب أتفتح ودخلت ووالدتي ووالدي وزينب عشان يطمنوا عليا ووراهم الدكتور
أمي قربت مني وهي بتقولي
_ حمد الله على السلامة يا حبيبي.. أنت كويس؟
_ الحمدلله يا أمي بخير
أتكلمت زينب وقالت
_ حمدالله على السلامة يا شريف قلقتني عليك
_ أنا كويس يا زينب متخفيش مفيش حاجه
..
الدكتور قطع كلامنا وهو بيقول
_ استاذ شريف حمد الله على السلامة.. أتمني تكون بخير
معلش أنا بس عايز أتأكد أنك بخير.. أستحملني شوية
_ أتفضل يا دكتور تحت امرك
_ النهارده اي في الايام؟
_ الخميس يا دكتور
_ طيب عظيم… انت فاكر مين الناس اللي حواليك دول؟
_ أكيد.. دول والدي ووالدتي وخطيبتي
_ تمام.. فاكر اي عن الحادثة؟
..
سكت شوية وأنا بفكر هقول أي؟!.. بس وأنا بفكر في صوت أخترق عقلي في اللحظة دي وقلي
_ قولهم يا شريف.. قولهم أنك شوفتني
مكنتش صوت سارة ده كان صوت أجش غريب بشع مزعج.. مسكت دماغي وصرخت من قوة الصوت
…
الدكتور مسك ايدي وبسرعة أداني حقنة مهدئة.. حسيت أن أعصابي بتسيب وعينيا بتغمض وسمعته وهو بيقول وانا بغيب عن الوعي
_ حالته النفسية صعبة واضح أنه شاف حاجة صعبة قبل ما يعمل الحادثة.. أنا هكتبله خروج هو سليم جسديا بس حاولوا تخرجوه ويتفسح ويغير جو
صوته كان بيبعد وفضل يبعد ويبعد لحد ما أختفي تماماً.. المكان ضلم من حواليا ولقيت نفسي واقف في مكان غريب بيوته كلها متدمرة واشبه بالخرابات.. الريحة كانت وحشه جداً والجو كان برد.. فضلت ماشي وأنا مش عارف رايح فين؟!
لحد ما شوفت جثة قدامي علي الارض.. كانت غرقانة دم والكلاب بتنهش فيها.. قربت من الجثة وبصيت ورجعت لورا من الصدمة
دي كانت جثة زينب.. الكلاب كلهم اتلفتوا ناحيتي عينيهم كانت سودة تماماً بدأ صوت زمجرتهم يعلي ويعلي لحد ما بداؤا يجروا ورايا.. فضلت أجري لحد ما أتقطع نفسي لكن للاسف كلب منهم عضني في رجلي.. صرخت وصحيت من النوم مفزوع، جسمي كله بيعرق
صحيت لقيت زينب نايمة علي كرسي جمبي.. أنسانة أصيلة بصراحة رغم اني مرعوب عليها بسبب الكابوس ده
صحيتها.. كانت مخضوضة عليا في الاول.. بس بعد كده أطمنت وقلتلي أنها كلها كام ساعة وهخرج من المستشفى
…
وفعلا بعد 4 ساعات أتكتبلي خروج وخرجت من المستشفى وعرفت أن الجرايد كتبت عني أني عملت حادثة والناس كلها عرفت
ساعتها أستغربت سارة.. مهما كانت المشاكل اللي بينا كان لازم تتصل علي الاقل تطمن أنا لسه جوزها برضو
بس الموقف ده عرفني قد أي والدتي كان معاها حق وأن اختياري لزينب كان صح من البداية
رجعت البيت وانا تعبان جداً ومرهق كنت عاوز ارتاح.. لكني لقيت زينب بتقول
_ ممكن تاجي معايا بكرة المنصورة.. هوديك مكان هتنسي فيه كل حاجه
_ أنا تعبان يا زينب ما نأجل الموضوع ده
_ لا لأ تعبان أي.. أنت زي الفل وهتاجي معايا بكرة قبل ما يخلص أصله بمعاد
_ هو اي ده؟
_ بكرة هتعرف خليها مفاجأة
…
رغم التعب والارهاق مرضتش أقولها لأ.. بنت وقفت جمبي وأستحملتني وقت تعبي ميتقلهاش لأ في طلب زي ده.. وافقت وقررت أني هروح معاها المشوار ده
تاني يوم لقيت زينب جات بعربيتها وأخدتني وأنطلقنا إلي المنصورة.. طول الطريق عمال أسألها أحنا رايحين فين؟
وهي كل شويه تقولي لما نوصل هتعرف
بعد شوية وصلنا المنصورة.. ولاحظت المكان اللي وقفت قدامه كان أشبه بمولد.. وطبعا عارفين يعني أي؟
كل واحد بيبقي مشغول في حاجه اللي بيلعب واللي بياكل واللي بيدخل حلقة ذكر
بصراحة كنت مبسوط مفاجأة جميلة جداً من زينب.. أتمشينا شوية لحد ما لقينا خيمة لونها اسود مختلفة عن باقي الخيم.. بصراحة الفضول خدني أدخل جواها ولما دخلت لقيت راجل في الستين من عمره قاعد علي الارض.. وبمجرد ما دخلت قلي
_ أهلا بالضيف نورت
_ هو أحنا فين هنا.. حضرتك بتقدم اي؟
_ انا بقري الكف وبعرف الطالع انا العارف
..
ضحكت بصراحة وقولتله
_ عارف.. هو لسه في ناس كده لحد دلوقتي؟
_ حاسس في كلامك بنبرة سخرية وتريقة بس مش هحاسبك عليها يا شريف دلوقتي
_ شريف!.. أنت عرفت أسمي منين؟
_ أعرف عنك كتير.. أعرف عنك اللي أنت متعرفهوش عن نفسك
_ وتعرف اي بقي؟
_ هات كفك وانا اقولك اعرف أي؟
…
مسك كفي وفضل باصص فيه شوية.. وشه اترسم علي وشه ملامح غضب وبعدها حزن وقال
_ طريقك صعب والموت محاوطك من كل حتة اقرب ما ليك خاين والبعد عنه نجاه… في سحر مدفون وصعب يتلاقي لو لقيته تتحل العقدة ولو ملقتوش يبقي الطريق اخرته موتك
…
شديت منه ايدي وانا بقوله
_ اي الكلام ده يا جاهل انت؟.. تصدق أنك راجل شؤم وفقر
يلا يا زينب ده راجل مجنون
_ هتعرف أني مش مجنون مصيرك بدأ من أيام أبعد عن الخاين ودور علي نفسك يا غلبان
..
سبته ومشيت وأنا مضايق من كلامه المزعج ده.. زينب فضلت تعتذرلي كتير عن انها كانت السبب أني اجي هنا
ركبنا العربية ومشينا وانا مخنوق وعلي أخري
ورجعت البيت كنت تعبان من المشوار وندمان اني روحته وفي عز التوهان ده كله.. جات رسالة علي الواتساب من رقم مجهول
بصيت كانت صورة ليا عليها كلام غريب لونه احمر ومكتوب دمار وموت
افتكرت كلام العراف في اللحظة دي
( سحر مدفون مدفون وصعب يتلاقي)
اتصلت علي الرقم كتير غير موجود بالخدمة.. لكن في اللحظة دي وصلت رسالة تانى فتحتها وكانت المفاجأة
… يتبع الجزء الثالث والاخير
الجزء الثالث والاخير
الرسالة كانت عبارة عن صورة فيها زينب.. أيوة كانت صورة زينب وعليها كلام غريب مكتوب بقلم أحمر ورسومات أعرف عنها من خلال الانترنت أنها طلاسم جن
سبت التليفون من أيدي وقعدت علي كرسي في الصالة وأنا هتجنن.. مين اللي ممكن يعمل كده فيا؟.. لا وكمان يأذي زينب
والاجابة عندي مكنش ليها أختيارات.. سارة أيوة مفيش غيرها هي اللي سبتني وطلبت الطلاق وحتي محولتش تسأل عني وأنا بموت
فكرت اروحلها لكني قولت أكيد هينكروا.. او هي تحديدا يعني هتنكر وهتقول محصلش ومشوفتش
وبصراحة مكنتش عايز اروح لروحاني ولا شيخ محدش مضمون دلوقتي وفي ناس كتير نصابة
..
مسكت تليفوني من جديد وأتصلت علي زينب عشان أطمن عليها.. الحمدلله ردت عليا وكانت بخير
قفلت معاها وأنا بفكر في اللي بيحصل حواليا ولقيت نفسي بغفل وانا قاعد وعيني بتروح في النوم.. معرفش نمت قد اي؟!
بس صحيت من النوم علي صوت حد مش غريب عليا بيقولي
_ قوم يا شريف قوم.. أصحي كل ده نوم!
…
الصوت ده انا عارفوا كويس فتحت عينيا لقيتها قاعدة في وشي..سارة وعلي وشها أبتسامة مستفزة
رديت عليها وقولتلها
_ أنتي دخلتي هنا أزاي؟
_ دخلت عادي أنت ناسي أني مراتك ولا أي؟!
_ أه.. وعاوزة أي؟
_ مش عاوزة حاجة جيت أشوفك وأنت بتتعذب وحياتك بتدمر جيت عشان أشمت فيك
_ أنتي اللي عملتي فيا كل ده؟!.. طب ليه أنا عملت أي غلطت معاكي في اي عشان تعملي كده
…
ابتسامتها زادت وساعتها أدركت أن اللي قدامي دي مش سارة.. دي حاجه غريبة أنا معرفش هي أي!
وزاد أدراكي بالفعل وبقا يقين لما بدأت عيون سارة اللي قدامي ينزفوا دم ويظهر علي رقبتها جرح عشان تكون قدامي نفسي المسخ من تانى
جيت اقوم عشان اخنقها بس ملاقتهاش أختفت من قدامي
أنا ليه بيحصلي كل ده أنا غلطت في أي بس.. اي الغلط اللي يوصلني للمرحلة دي؟!
أنا بجد تعبت.. ومش قادر أستحمل
وأنا بتكلم مع نفسي سمعت صوت الآذان.. كانت صلاة الجمعة وأفتكرت فعلاً انا مقصر في حق ربنا واني محتاج أصلي وأهدي عشان أقدر اخد قرار او افهم علي الاقل
خرجت بيتي وكانت الخطبة بدأت.. وصلت قدام أقرب جامع ودخلت أتوضيت وصليت ركعتين وانا بدعي ربنا ينقذني من اللي انا فيه.. بصيت للشيخ وابتديت أسمع
بسم الله الرحمن الرحيم
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
صدق الله العظيم
دي الآية اللي سمعتها من شيخ الجامع أثناء خطبة الجمعة.. وسمعت كمان كلامه عن ضعف إيمان بعض البشر بالله
خرجت من الجامع وركبت عربيتي عشان أتحرك علي البيت، طول الطريق بالي مشغول وقلقان مش عارف ليه؟!
وصلت البيت ونزلت من العربية ودخلت من باب الڤيلا اللي كان موارب لكن شوفت اللي مكنتش أتوقعه أبداً
…
زينب كانت واقعة علي الارض وبتتشنج بعنف.. دخلت وجريت عليها لحد ما فاقت وبصتلي وفضلت تعيط وتقول
_ شوفتها يا شريف.. شوفتها
_ هي مين؟… شوفتي مين؟
_ بنت شكلها وحش اوي كانت واقفة مكانك هنا كانت بتحاول تموتني يا شريف.. بتحاول تموتني يا شريف
_ اهدي يا زينب بإذن الله خير.. مفيش حاجه أطمني أنا هتصرف
_هتتصرف؟!… هو أنت عندك مبرر لظهور البنت دي اصلا؟
_ مش عارف يا زينب.. أنا تايه بس أوعدك هلاقي حل قريب وهحاول أتصرف وهقولك علي كل حاجة
روحي أنتي دلوقتي
_ حاضر
_ هتعرفي تسوقي ولا اوصلك؟
_ هعرف يا شريف متشغلش بالك
…
وصلت وفضلت اخبط علي الباب.. فتحلي والد سارة اللي واضح أنه اتفاجئ من زيارتي وقلي
_ أنت اي اللي جابك هنا؟.. أنت ليك عين تورينا وشك تاني!
_ انا بعدت عنكم بس انتوا مش عاوزين تبعدوا عني مش سايبيني في حالي ليه؟
_ وأحنا مالنا بيك أنت واحد ندل واحنا هنطلق بنتنا منك وخلاص
_ يعني عاوز تفهمني انكم ملكمش دعوة بالي بيحصلي انا وخطيبتي؟
_ بيحصلك؟!… أحنا مالنا بيك أنت وخطيبتك ما ربنا يسهلك يا عم بس أبعد عننا.. بنتي اللي انت جاي تتكلم عليها وعلينا دلوقتي بين الحياة والموت عايشة علي الاجهزة وبس.. حاولت تنتحر بسببك يا ندل
_ من أمتي الكلام ده؟
_ ميخصكش وأتفضل أمشي من هنا
..
وقفل الباب في وشي.. مكنتش عارف الحقيقة فين؟! ولا اي اللي بيحصل بالظبط
وبعد محاولات من والد سارة.. طلقت بنته وبمجرد ما حصل الطلاق بدأت الاوضاع تهدي بشكل تدريجي لحد ما انعدمت تقريباً وأتأكدت أنهم السبب في اللي كان بيحصل
أتجوزت زينب وقررت أنسي كل الوجع اللي شوفته في حياتي.. قررت أبدأ من أول وجديد
يمكن كنت مفكر ده وأن الحياة هتتضحكلي.. لكن في يوم كنت بره البيت كان ورايا شغل كتير.. ورجعت البيت علي الساعة 10.. وقفت قريب من الڤيلا عشان أشوف واحد خارج من عندي لابس جلبية وعمة وبيركب تاكس.. مين ده وكان بيعمل اي في بيتي؟
روحت للبواب وقلي ان الراجل ده دخل لمدام زينب بإذن منها.. ولما سألته تعرفوا ولا لأ.. قلي أن هو تربي
..
كنت مستغرب جداً تربي بيعمل اي في بيتي الساعة 10 بليل.. قررت اني مش هدخل البيت وعرفت من البواب عنوان الترب وروحت وراه.. لازم افهم الراجل ده كان بيعمل اي في بيتي!
وصلت الترب ولمحت اوضة في أولها نزلت من العربيه وخبطت علي الباب وفتحلي نفس الراجل.. اللي أول ما شافني بلع ريقه بالعافية وقال
_ أؤمر يا باشا؟
_ هو سؤال واحد عندي.. كنت بتعمل اي في بيتي دلوقتي؟
_ بيتك.. ببيتك أزاي يعني وانا هروح ليه هناك اصلا؟
_ انا اللي بسألك وباين من التوتر اللي علي وشك ده أنك عارف كل حاجه وبتحاول تخبي
_ أنا معرفش حاجه واتفضل امشي
_ خلاص انا هبلغ الشرطة وهقول انك حرامي دخلت البيت وسرقتني والكاميرات مصوراك
_ شرطة لا شرطة اي؟…. انا هقولك يا بيه بس هترضيني؟
_ اخلص وهرضيك
…
اخد نفسه بصعوبة وبدأ يحكي..
_ الست هانم مرات حضرتك كانت عملالك عمل من فترة.. كان عمل بالتفرقة بينك وبين مراتك الاولنية ومش بس كده دي كانت عاملة لمراتك الاولنية عمل بالموت
وعمل التفرقة ده بيخلق المشاكل ما بين اي اتنين وبيخليك تشوف حاجات صعبة
وده طبعاً تم من خلالي أنا اللي وديتها لعرفة الدجال وعملك انت ومراتك اعمال سفلية وادفنت في قبر هنا مع الاموات..وانا النهارده كنت عندها عشان اخدت منها الفلوس اللي اتفقنا عليها
بس بيني وبينك يا بيه.. مراتك دي تقول ابليس قوم وانا اقعد مكانك
_ زينب؟!.. زينب تعمل فيا ده كله… بس في حاجه اللي انت بتقوله ده نفس كلام العراف اللي كان في المولد يعني هو كان عنده حق
_ قصدك النصاب اللي كان متفق معانا عشان يقولك الكلام ده.. ده لا عراف ولا حاجه ده نصاب ويبقي واحد من صبياني وعمل عليك الدور ده عشان تبدأ تفهم موضوع انك مأذي
_ أنت هتقول الكلام ده قدام النيابة.. ولا رفضت انا هقتلك دلوقتي
_نيابة.. نيابة اي احنا مش اتفقنا؟
_ كل كلمة قولتها دلوقتي متسجلة علي التليفون يعني لو مجتش معايا ده بعد ما تطلع الاعمال والقرف ده وتفسدهم هبلغ عنك.. جايز اعترافك يخفف عنك
..
مكنش قدامه أختيارات كتير وافق وخرج الاعمال وحطها في ميه بملح خشن وقلي تتساب كده 3 ايام
وبعدها طلعنا علي النيابة واعترف بكل حاجه وطلع امر بالقبض علي زينب لممارسة السحر والدجل.. وصلت البيت مع الشرطة وانا جوايا نار ونفسي اقتلها.. كان جوايا سؤال واحد بس.. ليه… انا عملتلك اي؟
اتقبض عليها قدام عينيا وهي بتستنجد بيا وانا واقف اتفرج عليها وكاتم في عينيا الدموع.. واخر حاجه قولتلها انتي طالق… أنتي أسوأ حاجة مرت عليا في حياتي
طبعاً في النيابة عرفت كل حاجه وبالضغط اعترفت واتحبست
…
حسيت اني غلطت اوي في حق سارة وسمعت صوت عقلي مش قلبي وسمعت كلام والدي ووالدتي وانا دلوقتي ندمان بجد علي كل حاجه
رجعت عشان اعتذرلها حتي لو مرجعناش بس كان يهمني انها تسامحني علي الاقل
بس للاسف دايما كنت بوصل متأخر.. لما وصلت عرفت من الحارس اللي واقف بره ان سارة اتوفت من اسبوع مكنتش قادر اوصف وجع قلبي في اللحظة.. ندمت علي كل حاجه عملتها معاها وندمت اني ضيعتها من ايدي.. رجعت لطريق ربنا اصلي وادعي ليها بالرحمة ودعيت ان ربنا يسامحني اني ظلمتها معايا.. نصيحة حكموا عقلكم وقلبكم مع بعض في اي قرار عشان طريق الندم مفيش منه رجوع.
..
تمت.