قصص

قصة الاربع لعنات

قصة الاربع لعنات الناس عمرها ما اقتنعت بالحقيقة المجردة، الواضحة. والثابتة، بينكروها
، وبيحاولوا يلجأوا لحاجات تانية لإثبات الحقيقة دي بطرق مش مباشرة، واحترت، احترت في إيجاد سبب لفعل معظم البشر الغريب ده، لحد ما لقيت السبيل، ومشيت فيه، أنا هنا عشان أوريك الحقيقة زي ما أنت تحب تشوفها، بالطريقة والكيفية اللي تحبها..
رجعت بيتي البسيط، اللي موجود فوق سطح عمارة قديمة في وسط البلد، كان قديم ومهجور، وأنا بلمساتي حولته جنة، زرع وورود على السور، نحيلة وسجاد على الأرض، حوض مايه، وبعض التحف، ومن الداخل، غرفتي الجميلة..
وزي كل مرة بنهي فيها جولة في كشف الحقيقة لطالبها، كان لازم أدون كل حرف، وأحكي الحكاية كاملة، أحب إنك أنت كمان تعرف الحقيقة، لعلك في يوم تبقى شايفها من غير ما تلف وتدور حوالين نفسك، أو تنكر وجودها.
محمد محمد عوض الله راجل أربعيني على سجيته، اتوسل لأحد معارفه لو يعرف طريق يعالج بيه أخوه الممسوس، ومن معرفة لمعرفة وصلوا لي، جاني الخبر فحددت يومين قبل ما اروح له من مرسال قال لي:
_ بالله عليك يا مولانا تلحق الواد، ده شاب صغير وهيروح فيها.
وحكى لي الحكاية، عن محمد الاربعيني، العائل لأسرة صغيرة، مكونة من زوجة وبنت وأخوه، اللي رباه زي ابنه، وإن الشاب ده جنية عشقته، ولبسته ولمسته.
طلبت منه يحكي لي بالتفصيل، فكمل وقال:
_ اللي أعرفه، أو اللي اتقالي يعني، إن الشاب ده فجأة بقى يختفي في أوضته، يا دوب يخرج على الأكل وبس ده لو خرج، ساب دروسه وجامعته وأهملهم، وبقوا كل يوم بليل يسمعوه يكلم واحدة، كانوا فاكرينه بيتكلم في التليفون، لحد ما الموضوع اتطور، وبقوا يسمعوا صوت واحدة عنده في الاوضة، ويعني زي ما حضرتك تقول كده، كان باين من الصوت إن الوضع جوه لمؤاخذة حبتين، ساعتها محمد، أخوه الكبير، كسر الباب، لقاه واقف عريان في المرايا و .. و..
شيلت عنه الحرج:
_ مفهوم يا مشرف، مفهوم، كمل.
رجع كمل وقال:
_ من يومها بقى واحد تاني، على طول في حالة هياج وصرع، ومحدش قادر عليه، فبقوا يكتفوه عشان ما يقومش يكسر الدنيا، وكان صوته بيتحول، مرات لصوت تخين أوي، ومرات لصوت ست، وكل مرة يدخلوا عليه، بالقوه عريان، يلبسوه ويسيبوه كام ساعة، ولما يدخلوا عليه تاني، يلاقوه عريان برضو، داخوا السبع دوخات زي اللي قبلنا ما قالوا، دكاترة من كل الأنواع، ولا حد عرف يداويه، لحد ما ولاد الحلال وصلوا لي، فقولتلهم مفيش غيره، مولانا بس اللي يعالجه، وبما إني جارك وعارف إنك ما بترفضش المساعدة أبدا جيتلك، روح يا مولانا شوف الواد..
خلص مشرف كلامه ومشي، بعد ما وعدته إني هروح فعلاً، وفي الميعاد المحدد كنت هناك.
خبطت على الباب ٣ مرات كعادتي، فتحت لي بنت صغيرة، وظهر وراها راجل ثلاثيني، خمنت أنه والدها، قال بترحاب:
_ البيت نور والله، ده احنا زارنا نبي، اتفضل، اتفضل يا شيخ.
انزعجت:
_ ومين قال إني شيخ، هل فيا أي مظهر من مظاهر الشيوخ؟!
جاوب بخجل:
_ اتعودنا نسمي اللي زيك كده.
اتنهدت:
_ ما علينا، دلني للسبب اللي احتاجتني فيه.
فرد ايده بدلالة إني اتبعه، مشينا خطوتين ودخلت يمين وراه في طُرقة فيها أوضة على اليمين، وقف الراجل وقال:
_ أخويا هنا يا شيخ.
بصيت له وأنا بضحك، فقال:
_ هنا يا أستاذ خالد
_ كده صح، أنا مش شيخ، ولا عالم، ولا أي حاجة، أنا هنا للمساعدة، محاولة المساعدة، واللي ربنا بيريده بيحصل، قدرنا على المساعدة فخير، ما قدرناش، فخير برضو.
دخلت الأوضة وطلبت منه يجي معايا، أتردد في الأول لثواني لأنه كان خايف، وبعدين وافق، دخلنا الأوضة وقفلنا الباب، كانت أوضة صغيرة، فيها دولاب درفتين قديم، وسرير صغير، عليه شاب لا يتعدى ال٣٠ سنة، نايم ومربوط من ايديه، قعدت على الكرسي اللي قصاد السرير وبعد جمبي أخوه، وسألته: اسمك إيه؟
جاوب أخوه وقال: اسمه مروان، وأنا محمد.
_ هو أنا جاي اعمل معاك انترفيو؟ ممكن ما تتكلمش إلا لما أقولك؟ أنا عارف إنك الأستاذ محمد والله، اصبر بعد إذنك. فسكت، رجعت سألت تاني وأنا باصص لمروان: اسمك إيه؟!
رد مروان بصوت واحدة:
_ أنا مش مذكر.
_ جميل، بس أحب أعرف اسمك.
_ ده شيء ما يخصكش، ووجودك هنا مالهوش لازمة، أنت بتضيع وقت على الفاضي.
ضحكت:
_ خلينا نغير السؤال، أنتي هنا ليه، وعندك كام سنة؟
صوتها بدأ يتغير لصوت غليظ لكنه أنثوي زي ما هو:
_ ٢٤٠ سنة، وهنا ليه ده برضو ما يخصكش، أنا أروح المكان اللي أحبه وقت ما أحب.
قومت من على الكرسي وقربت من مروان:
_ واضح إنك عصبية، ومن سنك نقدر نقول إنك من قبيلة المسخرين للأذى، وغالباً اسمك بيرام.
صرخت صرخة مدوية، رجت الأوضة وقلب محمد معاها، ضحكت مرة تانية:
_ يبقى الأفضل نتكلم بالحقيقة، كده كده وقتك انتهى هنا، فأمشي بالحسنى أحسن ما…
قاطعتني وهي غضبانة:
_ لينا جولة تانية.
_ هكسب برضو.
_ هفضل أحاول لحد ما موتك يبقى على ايدي.
_ هسامحك المرة دي، أمشي وسيبي الولد في حاله، بس افتكري، المرة الجاية مش هسيبك تعيشي.
اهتزت الأوضة بقوة، وارتعش جسد مروان، صوته حشرج، ورجع د.م كتير، وبعدها فاق لنفسه، جري محمد حضن أخوه، ووقتها أنا مشيت..
ده اللي حصل يومها، وأكيد إنت لسه عندك شغف تعرف الحكاية كاملة، وأنا هنا عشانك، عشان أنقل لك الحقيقة، مروان شاب جميل، زي شباب كتير فضوله بيدفعه لاستكشاف حاجات جديدة عليه، وهو حاول يستكشف رجولته، ومرة مع مرة كان بيقف قصاد المراية، والمرايا فيها عالم تاني غيرنا، عالم أنت مش بتشوفه، وأتمنى إنك ما تشوفهوش، وأنت عارف الحقيقة دي، لكن طول الوقت بتنكرها، وفضولك بيوجهك للاستكشاف، وبعدين ترجع تندم، أو ممكن ما تلحقش تندم زي مروان، اللي كان عارف الحقيقة، لكن ما قدرش يسيطر على فضوله، فقرر يكمل، مرة مع مرة، بقى متصل بأحد أفراد المجتمع الخفي، وتحديداً أنثى، أنثى مش بتبحث عن اللي زي مروان وبس، ده غرض فرعي ليها، إنما غرضها الأساسي، هو أنا..
قبل زيارتي لمروان بليلة فعلت طقوسي، من غير طلسم، وقراءة أرقام وحروف، من غير إشعال الشموع ورسم النجوم والدوائر، ما تستغربش، أنا هنا للحقيقة، خليك فاكر دايما، إني لا دجال، ولا نصاب، ولا كل اللي جه في دماغك دلوقتي، ولا حتى شيخ، الأمر أبسط من كده، وأصعب في نفس الوقت، زي ما تتفرج على برنامج غرائبي، بيقدم لك راجل بيجر قطر بإيد واحدة، أو ست خلفت ١٥ في بطن واحدة، توأم ملتصق، طفل ذكاءه خارق في حفظ الأرقام .. وغيرها. أنا واحد من الأشخاص دي، ربنا أراد إني أملك الهبة دي، وأقدر أتعامل مع عالم تاني كأني فرد منهم، من غير طلسم ولا رسومات.
بناءً عليه، فالجزء الأكبر منهم بيحاول التخلص مني، لكن أنا هنا مستمر إلا أن يأذن الله بنهايتي..
فعرفت مين مستني حضوري مع مروان، نوعية اللي موجود، واحدة منهم، واحدة من الفصيل اللي جدي نهى حياة ملكتهم الأم زمان، أنا بعتبره جدي، وأبويا كمان، هو اللي اكتشف هيبتي، وبرغم إننا من دم مختلف، إلا إن هيبتنا واحدة، وعلمني إزاي استخدم الهبة دي، والأهم، إني ما تبعش فضولي، وأشوف الحقيقة وأنقلها، فعرفت حقيقة ضيفة مروان، وده خلاني أروح الزيارة وأنا عارف هواجه مين وإزاي.
بيرام ابنت سايخ، غجرية، سارحة، من سكان فصيل الأوبران، نساء تعشق الرذيلة وممارستها من الشياطين، وبينتهزوا أي فرصة لغواية شباب الإنس، فقدرنا بعون الله نهزمها ونستغل ضعفها، ضعفها في إنكار الحقيقة إنها ضعيفة، وملهاش علينا – الإنس – أي سلطان، ولو أنت اتأكدت من الحقيقة وإنك قوي، واتغلبت على نفسك، هتقدر تغلب الشيطان، هتمحي الطريق اللي بينك وبينه من أساسه. ومش هتحتاج لأي حد زيي إنه يعرفك الحقيقة، اللي أنت أصلا مدركها كويس، بس ما بتقدرش تفهمها لوحدك..
بعد حكاية مروان رجعت البيت نمت، وصحيت من النوم على خبطت الباب، وصوت ست عمالة تتوسل:
_ يا شيخ افتح لي، أنا دوخت على ما لقيتك، وحياة حبيبك النبي ما تكسفني.
خبطت على راسي واستعجبت، قولت بصوت مسموع:
_ يا عذاب النفس.
قومت من على السرير غسلت وشي وهي كانت لسه بتخبط، وقولتلها تستنى لحد ما أغسل وشي، وبعد ربع ساعة فتحت لها، كنت بحاول استعد لمقابلة نمط من الشخصيات أنا بتجنبه، واستشعرته في نبرتها وزنها من برا الباب، واللي حسبته لقيته، كانت ست في أواخر الثلاثينات من عمرها، لابسة عباية وطرحة، راسمة عنيها بحاجات سودا، قولت:
_ أصبحنا وأصبح الملك لله. خير يا ست.
قفلت الباب ورايا وسبقتها للترابيزة اللي في السطح، واللي عملتها لاستقبال الضيوف، وجهزت فيها أدراج بطريقة ما فيها كل واجب الضيافة، من شاي وقهوة وخلافة، مديت ايدي خرجت البن وعدته، وقعدت على كرسي من كراسيها، ودعيت الست عشان تقعد:
_ ها يا ست، خير إن شاء الله؟
مدت في خطواتها وقربت وهي بتعدل الطرحة اللي وقعت من على كتفها:
_ تحققي طلبي يا بركة، سايقة علي ال..
_ أحقق طلبك إيه يا ست! هو أنا خرجت لك من فانوس؟
_ ومين غيرك يحقق الطلبات، والنبي ما تكسفني.
_ اقعدي يا ست، اقعدي، أنا مش مولاه حد، المولى هو الله، كلنا عباده، ولا شيخ ولا بحقق طلبات.
مدت ايدها في صدرها وخرجت ظرف كبير، وسابته على الترابيزة:
_ دول ٢٠ ألف، وكل اللي أنت عايزه مجاب، بس متكسفش مجيتي، ده أنا دوخت السبع دوخات لحد ما لقيتك.
قلبت القهوة على النار وصبيتها، وقدمتهالها:
_ قهوتك يا ست، مظبوطة متقلقيش.
عنيها برقت من الانبهار، وقالت:
_ وعرفت إزاي إني بشربها مظبوط؟
بصيت لها وضحكت، فقالت بلغبطة:
_ العفو، السماح يا سيدنا، إيه بس اللي بقوله ده، ده أنت مبروك وواصل.
صبيت قهوتي، وقولتلها بجدية:
_ لو قولتي الكلام ده تاني هطردك، ومش هحترم كونك ضيفتي أو ست، قولي عايزة إيه، وقبلها شيلي فلوسك دي من قدامي.
فضلت تعتذر، فشاورت لها بإيدي وأنا بولع سيجارة إنها تدخل في الموضوع على طول، فقالت:
_ أنا اتجوزت واحد ما بحبوش وأنا صغيرة، عيشت ورضيت، بس ما خلفتش منه، ومشيت الحياة على كده، لحد من ٥ سنين، اتعرفت على شاب، وبصراحة عجبني وحبيته، كان شغال في محل كده عندنا، لكن هو لما لقاني غوياه معاملته اتغيرت، وقال لي أنه بيعاملني زي كل زباين المحل عشان أكل عيشه، بس أنا كنت غوياه، روحت لواحد وعملت له جلب، واطلقت من جوزي واتجوزته، وأول سنة كنا تمام، وبعدين بقى بينفر مني، وأنا غوياه، غوياه يا شيخ، ونفسي يبقى عندي عيل منه، وخايفة يسيبني، أنا سيبت الدنيا عشانه.
_ يعني أنتي غوتيه، واطلقتي، وعملتي سحر عشان يتجوزك، وجاية عايزة سحر عشان تخلفي، صح كده؟
_ أيوة مظبوط، واللي تؤمر بيه مجاب.
_ وما روحتيش ليه للراجل اللي عملك السحر الأولاني؟
_ مش عايزاه يلمسني تاني.
_ هو كان فيه أولاني؟!
_ ما ده كان طلبه عشان يعملي السحر.
قولت وأنا بضحك:
_ هالله هالله، لا ده أنتي تحكي لي بقى، ونّادي إبليس يتعلم منك، اشجيني يا ست، اتجوزتيه ازاي بقى، يعني لما هو رفضك، ازاي غير رأيه، وإزاي بعد سنة بقى بينفر منك؟!
كملت وقالت:
_ الراجل اداني حاجة زي ماية كده، وقال لي أخليه يشرب منها، كل أسبوع لمدة شهرين، وبعدين اتبلى عليه، بتحر.ش، وساعتها هيتجوزني، وعملت كده فعلا، وحصل المطلوب، طردوه من الشغل، وبعدها هو كلمني، لأنه كان معاه رقمي، عشان بيحولي رصيد وكده، عشان كان شغال في محل تليفونات وتحويل رصيد، لما بعوز حاجة بكلمه، ولما اتكلمنا قولتله هعوضك، بس شرط نتجوز، ووافق..
_ يعني ده بسبب عملك المهبب مش السحر أهو.
_ لا ما أنا هكملك يا مولانا.. كان فيه فترة على ما كلمني، أنا كنت بحاول أوصله وتليفونه مقفول دايما، وفي يوم لقيته بيكلمني، وبيتوسل فيا اسيبه في حاله، ولما سألته ليه بيقول كده، قال:
_ من ساعة ما مشيت من الشغل وأنا بشوف واحدة شبهك، معايا في كل حتة، في صحياني ومنامي، في المراية، في الشارع في كل مكان..
فسألتها:
_ أنتي قولتي له إنك عاملة له حاجة قبل ما تتبلي عليه صح؟
قالت:
_ أيوة.
فطلبت منها تكمل، فقالت:
_ وفضل يحكي له بقى، أنه بيشوفني، مرة أظهر له في المراية، مرة يصحى على صوتي بهمس في ودنه، مرة يتخايل بيا في الشارع، وكان بيحكى ده وهو خايف، فأنا قولتله اتجوزني واعوضك، فوافق، واتجوزنا، وفضلنا سنة كويسين، لحد ما اتغير فجأة.
_ كملي يا سماهر كملي، اشجيني.
أول ما قولت اسمها اترعشت، عنيها برقت، وشهقت، وقالت:
_ بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الرحمن الرحيم، أنت عرفت اسمي إزاي؟
ضحكت:
_ العصفورة قالت لي، كملي، احكي إزاي اتغير.
بلعت ريقها وقالت:
_ بقيت أقوم من النوم ملقاهوش جمبي، ألاقيه في الصالة قاعد في الضلمة، أنادي عليه ما يردش، وفجأة يتحرك بطريقة ترعبني، ويجي ينام، وفي مرة صحيت على صوته عمال يخرف، كان صوته تخين أوي، وعمال يقول: هاخد حقي منك يا سماهر، هاخد حقي منك.
بقيت أترعب، واللي زود خوفي، إني في مرة بفتح الدولاب، لقيت في هدومي حاجة زي الحجاب كده، ولا عمل، ورقة مطبقة على شكل مثلث، ومربوطة بخيط دوبارة، لما فتحتها، لقيت مكتوب فيها اسمي، وحروف وأرقام، وبقيت بعدها بشوف واحد شبه في البيت، جوزي ما بيكونش موجود، وألاقيه معدي قصادي، اتصل بيه وأنا متأكدة أنه بره اصلا، فلاقيه بيقولي أنه لسه بره، وفجأة ألاقي الشخص اللي شبه ده بيعدي قصادي، بقيت أخاف منه، وبقى بينا هجر، وفضلت أدور بعدها لحد ما لقيتك، وقالوا لي إن أنت اللي عندك الحل، ساعدني، واللي تطلبه أنا خدامتك فيه..
خلصت كلامها ولقيتها بتبص لي بنظرة أنا عارف اللي وراها كويس، فضحكت، وطلبت منها تغمض عنيها ومتتكلمش إلا لما أقولها، وبدأ أهمس بكلام، كنت بتكلم إيطالي بصوت واطي أوي، كورس الايطالي اللي خدته زمان بينفعني في المواقف دي، وهي فكراني بقرأ تعويذة، أنا قولت لك قبل كده، هنا مفيش غير الحقيقة، مفيش طلاسم، مفيش تعاويذ، أوعى تنسى، وبعد ٥ دقايق، فضلت أقول قصيدة لإمرؤ القيس، وهي لسه فاكرة إني بعزم عليها، فضلت تترعش، وتتنفض، وأنا كاتم ضحكتي، ضحكتي على الجهل اللي بيسوق الإنسان لكل الطرق اللي فيها ضلاله، ونهايته..
_ افتحي عنيكي يا ست.
قولتها بصوت عالي، ففتحت، ولقيت عنيها مدمعة من الرهبة، قولتلها بكل جدية:
_ لو ما بعدتيش عنه هتموتي، لازم تبعدي، اللي معاه مش عايزاكي، أنتي اللي جبتيها في الأول، هتموتك، ابعدي وانقذي نفسك وانقذيه، وإلا هتموتوا وانتوا الاتنين، وكل ٣ شهور تيجي لي مرة، وتنفذي كل اللي أطلبه منك.. فاهمة.
هزت دماغها وهي مخطفو.فة ومخضوضة بالموافقة، وقولت لها قبل ما تمشي:
_ يوسف جوزك مكنش يستحق تعملي فيه كده، أصل اللي بيمشي في طريق الشيطان زيك، الشيطان بيضه، فوقي يا سماهر، فوقي. قومي امشي يلا، وبعد ٣ شهور تيجي هنا، إن شاء الله.
ما استنتش ثانية، وقامت خدت السطح والسلم وهي بتجري، وأنت دلوقتي مستغرب، أنا عرفت ده إزاي، خليني أقولك، إني أصلا اللي اتفقت مع يوسف يمثل كل ده، وإننا نوهمها بالايحاء، هقولك مثل بسيط، لو أنت اتفرجت على فيديو، عن مجموعة من الناس بتضحك لمدة دقيقتين متواصلتين، هتضحك زيهم بدون إرادة منك، لو بصيت لصورة واحد بيتاوب وركزت فيها لدقيقة، هتتاوب غصب عنك، ده الإيحاء، استمرار تكرار الفعل، وتصديره ليك بشكل أو بآخر، هيخليك تعمل نفس الفعل بدون إرادتك، وده اللي عملناه مع سماهر، أما يوسف، فهو ابن أخت صديق قديم ليا، قابلني في مطعم صدفة، والكلام جاب بعضه وحكى لي الموضوع بتاع ابن أخته اللي ضل طريقه، وراح اتجوز واحدة أكبر منه ب١٠ سنين، وكان بيفضفض عادي جدا، فضفضة مع صديق قديم ما قابلهوش من ٥ سنين، فطلبت منه يجيب يوسف ونتقابل، واتقابلنا، ويوسف حكى لي الموضوع كله، وأنه رغم رفضه، إلا إن مش قادر يرفضها، كأنه مجبر، ففهمت إنها حالة نفسية، هي صدرتها له، خوفه إنه ما يقدرش يغير حياته للأفضل، وإنه بيعاقب نفسه على معرفته بسماهر باستمراره معاها، وبفضل الله، قدرت اخليه ينفذ اللي طلبته منه، واديته الورقة، اللي كان مكتوب عليها أي كلام فاضي، وخليته يتفق مع واحدة معرفتي تقرب منه هو وسماهر، على أنها أخته، اللي وافقت أخيرا على جوازهم واتحدت العيلة، وبقت تزورهم، فسماهر اطمنت لها، ووريتها الورقة، فالبنت اقترحت عليها تيجي لي، وإني عندي الحل، وباقي الحكاية أنت قريتها في الأول..
ودلوقتي، فات على الحكاية دي حوالي ٤ سنين، يوسف رجع فيهم لحياته، وسماهر ربنا أراد لها التوبة، ورجعت لطريق الخير، والموضوع كله بيتحقق بتصدير الأفكار، خليك شخص فعال، صدر الأفكار الإيجابية للناس، مد ايدك للمهزوم وقومه، وانكر على المدعيين ادعائهم، الدجال مش بس بتاع الجن والعفاريت، الدجال هو الشخص النصاب، المدعي للعلم، المدعي للثقافة، قد يكون رجل مختبأ في عباية الدين، أو شخص بيتصدر فيديوهات اليوتيوب والمنصات المرئية، وقد يكون كاتب محتوى بيلعب أنه يجذبك تجاه الأمور الجدلية، الدجالين في كل المجالات، ولكل مجال دجاله..
لسه عايزين تعرفوا أكتر؟ الفضول مخليكوا تسألوا نفسكم أنا مين؟ خليني أحكي لكم.. بما إن الجو بقى حر جدًا، فشوية الهوا المعنشين اللي قبل الفجر دول ما يتعوضوش، ودي عادتي طول الصيف، بفضل قاعد على السطح لحد ما الفجر يأذن وأنزل للصلاة، ووقفت كالعادة أبص على الشارع، لكن المرة دي على عكس العادة، لاحظت حاجة كسرت الهدوء والسكون، سمر محمد شحاته، زوجة رضا أبو الغار المنجد مسندينها الستات، كان شكلهم راجعين من برا، وسمعت أم رانيا بتقول لرانيا:
_ أجري يا بت اطلعي لمولانا، ماتنزليش إلا وهو في إيدك.
قولت في سري: الله يخربيت مولانا، على الساعة اللي سكن فيها الشارع ده.
وسبقت رانيا ونزلت أنا، قابلتها في نص السلم وأخدتها ونزلنا من العمارة اللي أنا ساكن فيها، وطلعنا لشقة رضا المنجد، ستات كتير متجمعة، ورضا عمال يضرب كف على كف وهو بيقول:
_ ما كنش لازم أوافق، ما كنش لا م أوافق.
_ خير يا اسطى رضا، إيه اللي حصل؟
سألته، فما ردش، ما رفعش عينه وبص لي أصلاً، كان في حالة حزن كبير، وأنا قدرت ده جداً، قالت أم رانيا:
_ شوف يا مولانا، سمر وقعت من طولها.
قولت بنرفزة:
_ هو أنا دكتور الصحة يعني؟
_ يا مولانا دي اتلبست لما زقيناها في القبر.
_ مبروك يا ستي، برافو عليكوا، لما تفوق بقى أبقوا ابعتوا لي.
بصيت للاسطى رضا، ومديت ايدي حركت راسه عشان يبص لي، وقولت له:
_ قوم يا أسطى خد مراتك وديها مستشفى، وبطل ندب زي الولايا، وإن شاء الله خير، وإن احتاجت أي حاجة كلمني..
قام الأسطى رضا وبمساعدة الستات خدوها وراحوا على المستشفى، وكنت بتابع معاه بالتليفون، أو لما بشوفه في الشارع، واستمر الوضع ٥ أيام لحد ما خرجت، وساعتها الأسطى رضا طلب مني أروح أزورهم..
قعدنا في صالة شقته في صالون واسع، جاب الشاي وبدأ يتكلم في حالة حزن وشتات:
_ مش عارف أحكي وأقول إيه يا أستاذ خالد، فيه حاجة غريبة بتحصل، وأنا مش فاهم حاجة، أنا كل اللي حاسه، إني السبب في كل اللي حصلها، وإني ضعفت ووافقت، والله كنت راضي بقضاء ربنا وحكمته، بس للأسف ضعفت.
_ هون على نفسك يا رضا، احكي لي بس إيه اللي حصل براحة، وإن شاء الله ليها حل.
ولع سيجارة ونفخ دخانها بيأس، وقال:
_ أنت عارف يا أستاذ خالد، إن ربنا ما رزقنيش بعيل، ١٠ سنين كاملين وأنا بحمده وأشكره، لحد ما من أسبوعين ضعفت قصاد زن المدام، وقبلت، قبلت إنها تروح المقابر مع الستات، اللي قالوا لها مفيش غير حل واحد، تتخضي، ولما تتحضي هتحملي، واخدوها للمقابر، وزي ما أم رانيا قالت، مراتي اتلبست، هما هنا زقوها في قبر، وأول ما وقعت جواه صرخت وفقدت الوعي، زي ما أم رانيا حكيت لي، بس فيه حاجة كمان بتحصل أغرب، هي قعدت في المستشفى ٣ أيام بس، وخرجت، وبقالها في البيت يومين، يومين فاتوا عليا سنين، لأن اللي شوفته فيهم بعمري كله.
_ الله يخربيت أم رانيا وسنين أم رانيا، كمل يا رضا.
نفخ من سيجارته نفسين ورا بعض، وقال:
_ في المستشفى قالوا إن عندها صدمة نفسية، وهتاخد فترة على ما ترجع زي ما كانت وتتكلم وتفوق لنفسها، فجبتها للبيت لأنهم كتبوا لها خروج، ما قولتش لأمها ولا لأختها، واجزت من الورشة اليومين دول أراعيها، وزي ما قولتلك، اللي شوفته وعدى عليا، يساوي عمره كله.
ولعت سيجارة وطلبت منه يكمل، قال بتوتر:
_ فيه حاجة معانا هنا في البيت، شيطان، جن، عفريت، ما أعرفش، هو منهم، موجود هنا، ملازمنا من اليوم اللي رجعنا فيه من المستشفى، ساعتها أول ما دخلنا البيت نيمتها في الأوضة واطمنت عليها، وروحت أعمل كباية شاي، وسمعت صوت راجل بيقول:
_ ما بقيتش مراتك يا رضا، سمر بنت فريال بقت مراتي أنا.
الصوت كان جاي من ورايا على طول، كأن اللي بيتكلم ده واقف معايا في المطبخ، التفت بسرعة، وما لقيتش حاجة طبعاً، استغفرت ربنا واستعذت بالله من الشيطان، ورجع صوت الراجل هو هو من تاني، بس المرة دي كان صوت وشوشة، الكلام ما كنش واضح، بس لما ركزت الصوت جاي منين، لقيته من الأوضة اللي المدام نايمة فيها، جريت زي المجنون فتحت الباب، وأول ما دخلت اتسمرت مكاني من اللي شفته، لقيت سمر واقفة عند زاوية الأوضة، وضهرها ليا، وما بتتحركش، مميلة راسها وسانده طرف دماغها على الحيطة، والصوت ده خارج منها، نديت عليها: سمر .. يا سمر، فالصوت اختفى، لفت نفسها ببطء شديد وبصت لي، عينيها كانت بيضا بالكامل، وفجأة وقعت من طولها على الأرض، جريت شيلتها من الأرض للسرير، وعنيها لسه بيضا، فضلت تترعش، قومت بسرعة جيبت مايه، ولما رجعت، ما لقيتهاش في الأوضة! بقيت هتجنن، ده أنا ما أخدتش ثواني، راحت فين، اختفت فين؟ وهنا سمعت صوت بيأن ويستغيث، صوت مكتوم بيعاني وخارج بالعافية، كان جاي من الحمام، روحت بسرعة، لقيتها واقعة في البانيو، وهو مليان مايه وكأنها بتغرق، أنت متخيل إن اللي بحكيهولك ده حصل فعلا، ما بالك بإني عشته، رجعتها السرير من التاني، وغيرت لها هدومها المبلولة، وفضلت جمبها اقرأ قرآن لحد ما نامت، وفضلت قاعد معاها، لحد ما النوم غلبني غصب عني ونمت..
حسيت بإيد بتخنقني، متكتف، نفسي متحاش، حاولت أقاوم، مرة واتنين وتلاتة، حاولت، لحد ما
صحيت من النوم مفزوع، ما لقيتش سمر جمبي، فجأة الدولاب اتفتح قبل ما أفكر هي راحت فين، وسمر خرجت منه! بتتحرك زي ما تكون بتمشي وهي نايمة، وعنيها مليانة تراب، كأنك كبست عنيها تراب، زي ما بيكبسوا الجروح بالبُن، خوفت، ما عرفتش أعمل ايه، ما كنتش مصدق اللي عنيا شيفاه، فضلت مكاني، واترعشت لما حركت رقبتها وبصت لي، ومشيت وهي لسه بصة لي، جسمها بيتحرك لقُدام، ورقبتها ملووحة ناحيتي، خرجت من الاوضة، وما بقيتش شايفها، حاولت أقوم أروح وراها، بلتفت عشان انزل من على السرير، لقيت سمر نايمة جمبي عادي جدًا!
جسمي اتنفض كأني اتكهربت، ومن الفزع صرخت ووقعت من على السرير في الأرض، فتحت عنيها، وقالت بصوت تعبان:
_ رضا .. عايزة أشرب.
جيبت لها المايه بسرعة تشرب، يا دوب أخدت بؤقين ورجعت نامت من تاني، ورجعت فضلت جمبها، بصراحة خوفت أخرج بره، أو يعني أخرج أدور على سمر اللي مش سمر، أنا مش عارف أصلا ده إيه؟! ومن التفكير نمت تاني، وعدت الليلة الأولى على كده..
رضا كان في قمة التوتر، العرق كان مغرقه، وعنيه زايغة ومش ثابتة طول ما هو بيحكي، فطلبت منه يعمل لنا كوبايتين قهوة، عشان يفصل شوية عن الإحساس اللي سيطر عليه ده، قام دخل المطبخ، ما غابش كتير، ورجع معاه كوبايتين القهوة، فطلبت منه يكمل، بعد ما اديته سيجارة، و.لعها وقال:
_ لما صحيت من النوم بصيت في الساعة، لقيتها ١٠ الصبح، الجو كان حر جداً، وسمر نايمة زي ما هي، قومت استحمى عشان أفوق، وأنا في الحمام سمعت نفس صوت الراجل بيتكلم، كلام مش مفهوم، الصوت حواليا في كل مكان، صوت تخين جداً، لبست هدومي وجريت على الأوضة، لقيت سمر قاعدة على السرير، مربعة رجليها وضهرها مفرود، ووشها مرفوع لفوق، باصة للسقف وما بتتحركش، كنت حاسس إني بحلم، مستحيل تبقى دي حقيقة، أو أنا اتجننت، مش عارف اتحرك، أنا مش فاهم مفروض أعمل إيه من أساسه، ناديت عليها: سمر .. ردي عليا، سمر.
حركت رقبتها وبصت لي، ولقيتها بتضحك وبتقول:
_ قولت لك إنها خلاص مراتي.
ما لحقتش أرمش حتى، كل اللي حسيت بيه، إن حد ضربني بحاجة على دماغي، وقعت على الأرض، ولما فوقت بقى كان العجب اللي بجد، بصيت في التليفون، ولقيت إن الساعة ١٠ الصبح برضو، بس النهارده، التاريخ تاريخ النهارده، يعني أنا نمت، أو أغمى عليا يوم كامل، لقيت إني لازم أكلمك، أكيد عندك حل، أنا عارف إني غلطان، وهعيش طول عمري أكفر عن غلطتي دي، بس أرجوك ساعدني.
بعد ما خلص كلامه، طلبت منه يهيأ الأمور ليا أقدر أشوف زوجته، فغاب لحوالي ربع ساعة داخل الأوضة وخرج قالي اتفضل يا عم خال، قومت ودخلت الاوضة، ولقيت زوجة رضا في حالة من فقدان الاستيعاب، شاردة ومش حاسة بالمكان والزمان، قعدت على الكرسي وسألت:
_ أنت اتجوزتها؟
حركت رقبتها ناحيتي وعنيها غربت، النني الأسود في عنيها ثبت لفوق، وقالت بصوت غليظ:
_ أيوة، ووجودك هنا مش هيخليني اسيبها.
ضحكت:
_ أم رانيا دي غريبة بجد، يعني يوم ما تحب تأ.ذي حد، تستعين بيك أنت! أنت؟
بدأ يغضب:
_ لو حاولت تستفزني، همو.تها.
_ تقدر؟ ياريت، أنا عايز أشوف قدراتك.
بدأت سمر تتشنج وتتهز بقوة، ورضا الذهول والرعب احتلوا ملامحه. فقرأت ما تيسر من القرآن، وسألت:
_ أنتي أحسن دلوقتي يا مدام سمر؟
عنيها رجعت لطبيعتها من تاني، عيطت بحر.قة، فقام رضا وحضنها، وسألتها:
_ لما نزلتي القبر، دوستي على حاجة؟ أو شربتي حاجة قبل ما يزوقوكي، احكي لي.
قالت بصوت مهزوز:
_ دوست على حاجة، زي عضم، أو، مش فاكرة، مش فاكرة إيه اللي دوست عليه، بس دوست أيوة.
قال رضا:
_ قولي في إيه، أنا لسه مش فاهم حاجة؟
_ أم رانيا لسبب ما ربنا وحده أعلم بيه قررت تأذ.ي مراتك، فاخترعت حكاية الحمل دي، ولعبت بعاطفتها، وهي بالتالي أثرت عليك، ولما راحت المقابر، كانت هي مجهزة كل حاجة، مراتك محتاجة متابعة مع دكتور نفسي متخصص، أما أم رانيا فسيبوها لي، خد مراتك يا رضا وروحوا مكان غيروا جو، ولما ترجعوا، هدلكوا على دكتورة نفسية زوجة صديق ليا، هتابع معاكوا، لحد ما الأمور تكون أفضل.
سألني رضا:
_ يعني كده مفيش شيطان؟
_ لا مفيش شيطان، ضعيف يا رضا، أضعف من أنه يبقى ليه وجود، لو أنت ماشي في شارع فاضي بليل، ولقيت مجموعة من الكلاب، لو عديت عادي وهزمت خوفك مش هيحصل حاجة، أما لو خوفت وجريت، مش هيسبوك، نفسك الحكاية هنا، لو خوفت، هيفضل الشيطان يلعب بيك، وزي ما اللي قبلنا قالوا: اللي يخاف من العفريت يطلع له. استعن بالله وواجه، ومفيش جن ولا إنس يقدر يبص لك حتى.
خلصت كلامي وقومت نزلت، ومشيت لبيت أم رانيا، خبطت بابها، فتحت لي الست، اتخضت لما شافتني، وعنيها كان باين فيهم شيء من الخوف، قالت:
_ اتفضل يا مولانا.
_ مش هسألك عن السبب، بس لازم تتوبي، أنتي كده خرجتي من الدين، أي حد بيستعين بالسحر بيبقى ك.فر يا أم رانيا، ادخلي اغتسلي وتوبي واتشاهدي من جديد، وعزلي من هنا أفضل، أمشي وعيشي حياة جديدة.
بدأت تبكي:
_ الشيطان هزمني، سمر أعز صاحبة عندي، جوزها جايب لها كافة شيء، وأنا هنا يا دوب مرتب جوزي بيكفي نص الشهر، كنت لما بدخل بيتها بلاقي عندها كل الحاجات اللي نفسي فيها، وارجع اندب حظي اللي وقعني في راجل زي جوزي، كنت أشوف معاملة الاسطى رضا ليها، واتحسر على معاملة جوزي.
قاطعتها:
_ ما كنش دافع للي عملتيه برضو، جوزك شقيان زيه زي غيره، وإن كانت المعاملة غير صاحبتك، فربنا رزقك بالذرية، وهما لا، احنا هنا عشان نرضا، نرضا وبس، مش آلهة عشان نحرك الكون على مزاجنا، لأن الله واحد أحد يا أم رانيا، ده آخر كلامي، أمشي، خدي جوزك وأمشي.
رجعت أوضتي على السطوح وقعدت ارتاح، وفكرت في مدى غرابة الإنسان مننا، وإزاي ممكن يغض بصره عن آلاف النعم اللي يملكها، ويبص لحاجة واحدة بس فاقدها، لو حد قالك هديك مليار جنيه، بس هتموت بكرة، هترفض رفض سريع وقطعي، النفس الأول بعد النوم ده لوحده نعمة، نعمة إنك لسه عايش، فتخيل الزخم اللي حواليك من النعم، بتاكل، بتشرب، بتتحرك، عندك بيت وأولاد، أو شغل، أو اخوات، أو أو أو، حاجات كتير ما بتتعدش، أما سمر فكانت محتاجة حد بس يواجه الخوف معاها اللي هي مش قادرة تواجه، مش هنكر إن كان فيه شيء معاها، بس الخوف كانت قوتها أكبر من الشيء ده، وأما رضا فالوهم والإحساس بالذنب اتحكموا فيه، وكل اللي عاشه ده، أو معظمها كان هلاوس، كل مرة هتقنع نفسك بشيء هتعيشه كأنه حقيقة، والخوف هو الأساس لكل شيء خارج عن المألوف، زي ما قولت لرضا، لو خوفت من الكلاب هتجري وراك، لو خوفت من الحياة هتهزمك، طول ما أنت بتقنع نفسك بالشيء هتعيشه بكل تفاصيله، وما بين خداع نفسك والثقة شعره، حاول تبص للحقيقة، الحقيقة اللي أنا هنا عشان أحاول أبينها لك..
كنت بغير محطات التليفزيون، ووقفت عند إحدى القنوات، بالتحديد مشهد من مسلسل مشهور، في العادة أنا مش متابع جيد للمسلسلات، لكن استوقفني المشهد، وساعتها تليفوني رن برقم غريب، فتحت المكالمة:
_ آلو
_ الشيخ خالد معايا؟
_ يا عذابي .. آه يا شيخنا، هو أنا، مين حضرتك.
_ أنا واحد ما تعرفهوش.
_ ده اسم مركب، ولا أنت واحد، وما تعرفهوش اسم الوالد؟
_ أنا جيبت رقمك من ..
قاطعته:
_ سيبك من المقدمات دي، ادخل في الموضوع على طول يا أستاذ واحد ما تعرفهوش.
صوت الراجل كان مهموم ومخنوق، قال:
_ بنتي، بنتي حصل لها حاجة غريبة، الشك يا عم الشيخ، العا.ر بيطاردني، لو الموضوع اتكشف هموت بعاري، انجدني.
تقريباً فهمت، فطلبت منه العنوان، فقالي إني أركب قطر الصعيد وأنزل محافظة معينة، وأتابع معاه طول الطريق لحد ما أوصل اتفقنا وقفلت معاه المكالمة إني هجهز حالي واتحرك خلال ساعات..
جهزت شنطتي، واتوكلت على الله، روحت المحطة ولقيت تذكرة بسهولة، وده غريب، بس فكرت فيها بشكل مختلف، إن لما ربنا ببريد لك شيء، بيحصل بطريقة إنت عمرك ما تتخيلها، وأنا مقتنع مليار في المية، إن طالما ربنا اختارني لمهمة، أو أكون سبب لحل أزمة لشخص معاه، يبقى ده أفضل شيء في الوجود..
فات ٧ ساعات في القطر، ما بين نوم، وقهوة وشاي وسجاير، ومتابعة مع الراجل اللي نسيت أسأله عن اسمه، لحد ما وصلت المكان المقصود، نزلت من القطر، واتصلت بيه، وبعد ثواني قابلته، راجل خمسيني صعيدي واضح على هيئته إنه سيد في أهله، يعني، ممكن يكون عمدة قريته، أو كبير عيلته، أو ما شابه يعني، لابس جلابية وعليها عباية، وفوق راسه عمة صعيدي، مد ايده وسلم عليا، وقال بهلجة أهل القاهرة
_ الشيخ خالد صح، أنا سلمان أبو المعمر. اللي طالب مساعدتك.
قولت له باستغراب:
_ مش غريبة شوية؟ لهجتك مش صعيدية يعني.
ابتسم وقال:
_ عيشت يجي أكتر من ٢٠ سنة في القاهرة، وقولت أكلمك بلهجتك، مش هتفرق كتير يا شيخ، نورت وشرفت الصعيد كله.
_ بس يا حاج سلمان، عشان نبقى حلوين مع بعض، أنا اسمي خالد، والله أنا ما شيخ، ما تقوليش يا شيخ..
العرق الصعيد ظهر:
_ أباي عليك يا شيخ، شيخ ومليون شيخ كمان.
خدتها ما قاصرها زي ما بيقولوا وسكت، وهتبع القاعدة، ما تنشفش دماغك مع صعيدي أبدا، وخصوصاً لو عزم عليك بأكل، أوعى ترفض، فيها مو.تك.
مشينا وخرجنا بره المحطة، وركبنا عربية حديثة موديل السنة، ظني فيه كان صحيح، ومشينا لمدة ساعة تقريبا، لحد ما وصلنا قرية، بس ما كنتش صغيرة، كان واضح من معالمها كده وشوارعها اللي مش ضيقة زي قرى تانية كنت زورتها في خط بحري، ووصلنا لبيت كبير أشبه بفيلا، اتفتحت البوابة وظهر مجموعة من الرجالة، كلمات ترحاب، وحفاوة أكبر من اللي سمعنا بيها، أو شوفناها في المسلسلات، دي زيارتي الأولى للصعيد، والبداية بس توحي قد إيه الناس دي حرفياً من الكرم ممكن يد.بح ابنه عشان ضيافتك، العربية وقفت، ونزلنا، ودخلت المندرة، مكان واسع كبير للضيافة، فيه كنب بلدي، ودكك خشب، وبعض التحف وخلافه، والأرض كانت مليانة صواني أكل، من كل ما لذ وطاب، قال الحاج سلمان لواحد من الرجالة:
_ هات للشيخ يغسل يده.
غسلت ايدي وقعدنا أكلنا، والغريب إن سلمان طول الطريق ما فتحش معايا أي حاجة في الموضوع اللي جابني عشانه، وأنا ما حاولتش أسأل، سيبت الأمور تمشي براحتها، خلصنا أكل والرجالة مشيت، واخدني وطلعنا فوق، الطابق التاني من بيته، دخلنا أوضة، ولقينا الشاي، قدم لي سلمان كباية، وسيجارة، وقال:
_ والله يا شيخنا أنا ما جيبتك هنا إلا للشديد القوي، وكان واجب عليا أنا اللي ازورك، بس الأمر خصوصي زي ما قولتلك، الناس اللي تحت دول كلهم عارفين إنك صاحبي وعشرة عمري، لكن ما يعرفوش أنت مين بالظبط، وأنا حبيت اجيبها بالشكل ده عشان أبعد أي شك عني.
_ مفهوم يا حاج سلمان، بيتي بيتك، ولا إيه؟
_ وأكتر كمان، خليني أقولك أنا طلبت منك تيجي ليه، بنتي الوحيدة، اسمها فاطمة، وعندها ٢٠ سنة، فجأة تعبت يا مولانا، وديتها يجي ل١٠ دكاترة، ولا حد عرف لها دوا، ومرة واحدة بطنها بقت تكبر، أمها وديتها لدكتورة نسا، وقالت إنها مش حامل، بس أنا الشك هيموتني، هيموتني، العار هنا موت يا شيخنا.
سكت شوية وافتكرت المشهد بتاع المسلسل، ورجعت قولت له:
_ احكي لي بالتفصيل.
قال:
_ هي فجأة كده بقت تصحى من النوم مسروعة، تصرخ وتخرف بكلام مفيش حد يصدقه، عن أحلام وراجل شبه الشيطان، مجرد أحلام، مع الأيام، بقت تتكلم عن واحد بيجيلها الأوضة ويتكون صاحية، ويقعد يتكلم معاها، ومهما حاولت تقاومه ما بتقدرش، وبعدين بقت على طول نايمة، ولا بتاكل ولا بتشرب، ولو خطت حاجة في جوفها ترجعها، وبعدها حصل اللي حصل.
_ ممكن تسمح لي أشوفها؟
_ ممكن.
قام وغاب شوية، ورجع قالي اتفضل.
خرجنا من الأوضة مشينا في ممر ودخلنا أوضة تانية، كانت أوضة مساحتها متوسطة، عادية، سرير ودولاب، وبما إنها أوضة بنت، ففيها عرايس وغيرها من الدمى، وبنته، فاطمة، قاعدة على السرير في حالة شتات وخوف، وست كبيرة قريبة من سن سلمان، قولت:
_ السلام عليكم
ردت الست السلام، أما فاطمة ففضلت بصة لي وساكتة، نظراتها فضلت شاردة، كأنها بتشوف إنسان لأول مرة في حياتها مثلا، قعدت على الكرسي، وسألتها:
_ ازيك يا فاطمة؟
_ أنت عايز مين؟
ردت بصوت رجالي، لكنه صوت رجالي عادي جدا، لا تخين ولا مرعب، لكن ده بالنسبة لي، أما والديها فاتفزعوا، عنيهم برقت، ووشهم اتخطف، طلبت من الأم تخرج، رفضت، بس بعد نظرة من سلمان خرجت بره وقفلت الباب زي ما أنا طلبت، سألت:
_ احكي لي جيت هنا ازاي؟
_ مشكلتلك يا خالد إنك فاكر نفسك تقدر تعمل كل حاجة، للأسف صدقت نفسك.
كانت فاطمة بتتكلم بصوت نفس الراجل، وبدأت نظراتها ليا تتحول من نظرات شاردة لنظرات تحدي، قالت:
_ أنا؟ خالص، ربنا اللي بيعمل، لا أنا ولا أنت ولا أي مخلوق ليه يد في حاجة.
_ ما احنا لينا عهد، والعهد إننا نكون الشيء الوحيد اللي ليه يد.
_ أكذوبة يا سرار .. مش اسمك كده برضو.
ضحك وقال:
_ شوفت إن كلامي صح، أنا مش سرار، أنا سارم.
ضحكت بصوت عالي:
_ شوفت بقى أنت ولا حاجة، اديك قولت اسمك، ومن اسمك أقدر أسلط عليك الاقوى منك، وتموت يا سارم، أنا لو بتعامل مع طفل مش هيكون سازج بالطريقة دي.
بدأ الصوت يتغير ويسيطر عليه الغضب:
_ مش هتقدر تعمل حاجة يا خالد
_ والله أنا ما بعمل، ربنا اللي بيعمل.
سلمان كان متجمد، عنيه مبرقة ومذهول، ولسانه متلجم، قومت وقفت وبدأت اتكلم تاني:
_ بص يا سارم، أنا هعمل معاك عهد، ولو إن اللي زيك مالوش عهد، أنا مش هأزيك، بس أرحل. أرحل في سلام وبس. لا تأذينا ولا نأذيك.
بدأت فاطمة جسمها يتهز، والسرير يترج معاها، عينيها قلبت باللون الأسود، جسمها اتصلب ونشف، وبدأت سارة صفرة تسيل من بوقها، جه سلمان يتحرك وقفته، وسيبتها تكمل اللي بيحصلها، قربت الكرسي وقعدت قصادها:
_ فاطمة، أنا عارف إنك سمعاني، وعارف إنك محبوسة في مكان ما، حاولي، قاومي، متخافيش وقاومي، مفيش حد ليه سلطان عليكي.
طلبت من سلمان يقرب منها، ويهمس في ودنها ويقول: أنا جمبك، أنا أبوكي وأمانك، عمري ما هتخلى عنك، طمني، أبوكي هنا ومش هيسيبك.
اتهزت اكتر واكتر، عضمها بقى بيطرقع، وروحها كأنها بتروح، لونها بقى أزرق، وجسمها بيتورم، بدأت تصرخ، صرخات مدوية، وللحظة شكيت إني مش هقدر أساعدها، وساعتها كل شيء سكت، رجعت فاطمة في لحظة تبص لي بتحدي، وقالت بصوت الراجل العادي:
_ شوفت بقى يا خالد إنها مش زي كل مرة؟ دلوقتي تقدر تعلن استسلامك.
فوقت لنفسي، برغم إن الضعف قصاد النفس ووساوس الشياطين طبع بشري، وأنا مهما كنت قوي ففي الآخر بشر، ولما حسيت بضعفي فكرت نفسي بكلمة جدي قالها لي:
_ هيجي وقت عليك تضعف، وكل ما تحس بضعفك استغفر، كل ما تضيق استغفر، كل ما تحزن أو تفرح استغفر..
فاستغفرت، فعاد ليا رشدي، وابتسمت، فسمع سارم وفهم اللي حصل، فقال بغضب:
_ أنا هنا ليا ابن، ومش هخرج منها إلا لما اخده.
_ أنت لسه مصدق نفسك؟
شاورت لسلمان يكمل همس في ودن بنته، وبدأت تستجيب بتحريك صوابعها، وتحاول تتكلم، كانت بتقاوم زي بالظبط لما بيجيلك الجاثوم، بتفضل تنادي، وتقاوم، صوتك بيفضل مكتوم، وجسمك متكتف، ومع المحاولات بتقدر تحرر نفسك، كذلك فاطمة، حاولت، وحاولت، وحولت، لحد ما شهقت وصرخت، وفقدت الوعي..
سلمان عينه جت على بطنها، اللي فعلا لما دخلت كانت منفوخة كأنها حامل فعلا، بس بعد ما فقدت الوعي، البطن المنتفخة اختفت، ورجعت لطبيعتها تاني، قومت مسكت ازازة ماية كانت جمب السرير، وغرقتها بيها، شهقت تاني، أبوها خدها في حضنه ونادى على أمها، اللي دخلت تبكي وتزغرط في نفس الوقت لما لقت بنتها فاقت وأبوها حاضنها، سألتها:
_ احكي اللي حصل يا فاطمة.
بدأت تتكلم بصوت مجهد:
_ أنا فاكرة أول مرة حلمت فيها، مجرد حلم، كان مرعب، وغريب، وكنت نسياه بمجرد ما فتحت عنيا، وبعدها بكام يوم، حلمت بواحد بيحاول يقرب مني، ملامسة، رفضت وهربت، لكنه كان بيلحقني، كل ما أهرب واجري، ألاقيه في وشي، ومرة مع مرة كان بيقرب اكتر، وكنت بحاول أقاوم، لحد ما بقيت اتخايل بيه في الحقيقة، بيطلع من الدبدوب ده.
سكتت وشاورت على دمية في شكل دي كبير، وكملت:
_ كنت بشوفه كل يوم في نفس الميعاد، حتى لو نايمة اصحى، ألاقيه قاعد مكان الدبدوب، ويقعد يتكلم معايا، كنت بحس إني في حالة غريبة، لا أنا عارفة أنا صاحية، ولا نايمة، ولا إيه بيحصل لي، أنا مدركة إني هنا في أوضتي، وفي نفس الوقت حاسة إني أول مرة أكون هنا، ومرة مع مرة بقيت أحس بوجوده كأنه حقيقي أكتر، وما بقيتش عارفة أقاومه، وبقيت بهرب من الواقع وأروح له، أروح له هنا في اوضتي، اللي ساعتها بتكون مش أوضتي، بيتحول المكان من أكتر مكان عارفاه، لمكان عمري ما جيته، وكل مرة نفس الإحساس، لحد ما فجأة، المكان اتحول لسجن، سجن تحت الارض، الضلمة كانت حواليا في كل الاتجاهات، وكنت سامعة صوتك، أيوة صوتك، وبعدين صوت أبويا، فضلت أجري في جميع الاتجاهات، مش عارفة أنا رايحة فين ولا بجري ليه، بس حاسة إني لازم أخرج للنور، وكل ما كنت بسمع أبويا بيتكلم، كام فيه ضوء بسيط بيظهر قصادي من بعيد، وكل ما كلامه يزيد النور يظهر أكتر، لحد ما النور كسر الضلمة ومحاها، ولقيت نفسي بينكوا..
بصيت لسلمان وقولت له:
_ الألعاب والعرايس والتماثيل والصور مسكن للجن، وخصوصاً الشياطين منهم، أهل الشر والأذى، بطريقة ما، في شيطان منهم سكن الدبدوب ده، وبدأ يراود بنتك عن نفسها، وزي ما أنت شوفت، كلنا بنضعف أحيانا، حتى لو مجرد حلم، مش مبرر، لكن وارد، أنا هنا مش واعظ، ولا شيخ زي ما قولت لك، أنا بس بحاول أقول الحقيقة، أبينها، والحقيقة إن الضعف سمة بشرية، لكن ضعف عن غيره بيفرق، كان جوه الحلم وبس، وده بيكون وهم، استحواذ على العقل والروح، إنما الجسد لا، مفيش للشياطين أي سلطان على الإنس، واوعى تصدق أي حد يقولك عكس كده، مهما حصل في الأحلام، لا يمكن واحد يخلف من شيطانة، ولا شيطان يخلف من إنسية، المادة مختلفة، مفهوم طبعاً .. والدكاترة بيحكموا بعلمهم، وتشخيص العلة الظاهرة من البدن، ولأن اللي حصل زي ما قولتلك، مجرد وهم وخداع واستحواذ على العقل والروح، فكل ده ما ظهرش لأهل العلم في الطب. وانتفاخ البطن ده وهم، والوهم ممكن يبان في الحقيقة عادي، طالما أنت شايفه ومصدقه، الناس مش هتصدقه؟… بنتك زي الفل يا عم سلمان، سيبني أروح بقى، وقبل ما تحلف بأي حاجة، أنا همشي يعني همشي.. وصممت على رأيي ورجعت بيتي.
وحابب أقولك حاجة مهمة قبل ما أنهي قصتي، لكن القصص عمومًا عمرها ما هتنهي.. النمطية ساعات بتخليك تغمي عنيك عن الحقايق، أو حتى الاستمتاع باللي عينيك شايفاه، فتلاقي نفسك بتهرب، لحلم، لخيال، لنوم، أي شيء يخليك ترفض التغيير، عشان تلاقي في شيء تاني النمطية اللي أنت بتدور عليها، لو مش متجوزة فتدوري على شيء يخليكي تتجوزي، وتنسي أنه الحقيقة بتقول إن النصيب مجاش، الحقيقة إنك لازم تحاول، أما الاكتئاب والهروب من الواقع دخول في النمطية، الحياة اللي بتلاقيها في الأحلام، لكنها مزيفة، كذلك؛ قيس على كده كل شيء بتشوفه بيحاول يغير نظرتك للحياة، هترفضه، لأنه ببساطة حاول يكسر النمطية اللي أنت اتعودت عليها، حتى لو ما هربتش منه وعيشته في حلم، هتنكر إنه مختلف في الحقيقة، زي كل اللي بحكيهولك، أنت رافض يكسر النمطية اللي أنت اتعودت عليها في الحكايات، رغم إنه فيه كل الحقيقة، وأنا في الأول قولت لك، أنا هنا أوريك الحقيقة، اللي عمرك ما هتصدقها..
عرفت دلوقتي أنا مين؟ أعتقد إنك عرفت، لو قدرت تكسر النمطية هتعرف أنا مين..
تمت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى