للاسف يا بابا انا عملت كده “
مكنتش متصور انها ممكن تقولى كده ..اكيد انا بحلم
او بيتهيألى ..اكيد اللى بسمعه ده مش حقيقى ..بنتى
الوحيدة بتعترف ادامى انها نامت مع عشيقها ..
قلت لها و انا قلبى بيدق من الخوف
” اكيد اللى بتقوله ده مش حقيقة ..ده هزار صح يا هالة ..كل ده من خيالك بس عشان اعرفك انك اغلى حاجة عندى “
سكتت شوية و بعد كده دموعها نزلت على خدها
و قالت لى
” كان بيوعدنى بالجواز يا بابا ..و الله العظيم كان
بيوعدنى كل يوم ان احنا هنتجوز بس الكلب بعد
خد غرضه منى رمانى فى الزبالة “
قولت لها بعصبية
” مستحيل ؟ ..انتى ما تعمليش كده يا هالة ..
انا متأكد ..انتى بنت ناس يا هالة و لا يمكن تحطى
رأس ابوكى فى الطين ..ده انا بعت كل اللى حيلتى
عشان ادخلك الجامعة و تبقى دكتورة اقد الدنيا “
” بابا ..ارجوك ما تسبنيش زى ما الكلب اللى اسمه
مدحت ده سابنى ..انا عمرى ما كنت عايزة اجرسك
او افضحك ..انا بس كنت عايزة اخرجك من حالة
الفقر اللى احنا فيها ..كنت عايزة اساعدك بأى طريقة
..هو قالى ان احنا هنتجوز و انا صدقته و غلطتى
انى وثقت فيه و صدقته ..ارجوك يا بابا ساعدنى “
قولت لها و انا بضرب كف بكف و انا فى حالة ذهول
من الصدمة
” اساعدك ازاى ؟ ..اساعدك؟ ..انا اساعدك ؟ ..
اعمل ايه ؟ ..اعمل ايه يا ربى ؟ .. ليه كده يا هالة ؟
ليه كده يا بنتى ؟ ..لا لا ..يا هالة ..ده انتى بنت
ناس يا هالة و ميرضكيش ابوكى يتفضح على اخر
الدنيا ..ده انا عمرى ما صرفت عليكى قرش حرام “
قالت لى و الدموع بتنزل على قميصها
” ارجو
ك يا بابا ..ارجوك “
مكنتش شايف ادامى ..كانت الدنيا مظلمة فى وشى
و مش شايف حاجة خالص ..اول حاجة عملتها انى
مسكت بنتى و فضلت انزل ضرب بأيدى الاتنين على وشها ..مكنتش حاسس بنفسى ..فضلت اضربها لحد
ما فقدت الوعى ..كسرت كل حاجة فى البيت ادامى ..كل حاجة كنت بشوطها ..كل حاجة كنت بهدمها
و بدوس عليها ..مكنتش مصدق انى بنتى الوحيدة
تعمل كده ..على قد ما كنت بحبها اوى على قد ما وجعتنى اوى ..طعنتنى فى قلبى الف طعنة و طعنة
لحد ما نزف و اتفتت مية حتة ..هالة لما فاقت قفلت
على نفسها اوضتها و رفضت انها تكلم حد او تتعامل
مع حد ..كل يوم كنت بسمع صوت عياطها من الاوضة بس يفيد بأيه الندم بعد فوات الاوان ..
كنت بحاول وقتها اتعافى من الصدمة اللى كنت فيها و احاول اشوف حل للمشكلة اللى لازم احلها ..
كانت اول مرة امد ايدى على هالة و اللى معرفوش
انها كانت اخر مرة برضوه ..مكنتش عايز اتكلم معاها او افكر افتح عليها اوضتها و اكلمها ..كنت دايما ابص لها بنظرة الاحتقار و القرف ..كنت عايزها تحس
بتأنيب الضمير ..كنت عايز احسسها بمدى فظاعة
اللى عملته لحد ما جاه اليوم اللى عرفت انا كمان
فظاعة اللى عملته ..لحد ما جاه اليوم اللى رجعت
فيه البيت و لقيت بنتى هالة مشنوقة بحبل غسيل
متعلق فى النجفة ..ايوه ..بنتى هالة انتحرت ..انتحرت عشان ترتاح منى و من الكلب اللى غدر بيها ..انتحرت و ما قالتش حد كلمة الوداع ..انتحرت
قبل ما اتكلم معاها و اخدها فى حضنى و اقولها
انا اسف ..انتحرت و كأنى انا اللى انتحرت ..
كانت ماسكة فى ايدها ورقة ..ورقة صغيرة كان مكتوبة عليها جملة واحدة بس
” سامحنى يا بابا “
انا قولت لك قبل كده انى قلبى كان بينزف ..المرة
ديه قلبى كان اتكسر نصين ..نص مش عايز يصدق
موتها و نص عايش على امل اشوف فيه ابتسامتها
تانى ..كنت كل يوم اصحى من النوم و انا بصرخ ..
كنت بصرخ بكل قوة و كل الم ..بصرخ فى مجتمع
ظالم مفيهوش طيبة و لا رحمة ..مجتمع بيدوس
على الفقير و بيحط جزمته على شرف بنت غلبانة
كان كل امالها فى الدنيا تنقذ ابوها من الفقر و تعيشه حياة ادامية محترمة ..قررت بعدها انى اوقف قلبى
عن العمل و انتقم لشرف بنتى هالة من الكلب اللى غدر بيها ..حاولت اعرف من الكلية اسم الكلب ده ايه لكن للاسف محدش ساعدنى فى حاجة ..كل اللى اعرفه عن الحيوان ده انه اسمه مدحت لكن مدحت
ايه ده اللى معرفوش ..عرفت بعد كده ان فى الكلية فى تلاتة اسمهم مدحت ..لكن انهى واحد فيهم اللى عمل كده فى بنتى انا معرفش ..عشان كده قررت اقتلهم كلهم ..ايوه اقتلهم ..ساعتها بس هرتاح ..
ساعتها بس هحس انى دم بنتى ما رحش هدر ..
اول واحد اسمه مدحت استنيته لحد ما خرج
من الكلية و فضلت ماشى وراه لحد ما رجع البيت
و ركبت معاه الاسانسير و طلعت كيس بلاستيك
و حطته على وشه و فضلت اخنقه بيه لحد
ما قطعت نفسه و روحه طلعت ..تانى واحد اسمه مدحت استنيته لحد ما دخل الحمام بتاع الكلية
و بعد كده دخلت وراه و طلعت سكينة كبيرة و فضلت ادبحه لحد ما فصلت راسه عن جسمه
و رميتها فى صندوق الزبالة ..تالت واحد اسمه
مدحت حاولت انى اوصله لكن معرفتش ..فى ناس كانوا بيقولوا انه سافر و فى ناس بيقولوا انه بعد
ما سمع عن حوادث القتل اللى بترتكب فى كل واحد
اسمه مدحت هرب و خد اهله معاه ..حاولت بكل
جهد انى اعرف عنه حاجة لكن للاسف معرفتش
..كأنه فص ملح و داب ..اختفى تماما ..ساعتها بس
حسيت انى حق بنتى راح ..حسيت بالعجز و الضعف
..مش عارف ليه كان قلبى حاسس ان الشخص التالت ده هو مدحت اللى قتل بنتى ..مكنتش
طايق اقعد فى البيت ..كل ركن فيه كان بيفكرنى
ببنتى ..الحزن و الاكتئاب كانوا كل يوم بيزيدوا ..
كل يوم بحس انى جبان و ضعيف و مش عارف
اخد حق بنتى ..عشان كده قررت انى انسى الموضوع و اعزل من البيت و اروح اسكن فى حتة
تانية ..كنت عايز اسكن فى اى حتة بعيدة مفتكرش
فيها هالة ..رحت سكنت فى شقة ايجار فى حتة شعبية جدا اهلها ناس غلابة و على قد حالهم ..
قعدت فى الشقة ديه حوالى شهرين قافل على نفسى الابواب و الشبابيك ..مكنتش بسمح بأى شعاع ضوء
يدخل الشقة ..كنت عارف انى فى مرحلة صعبة من مراحل الأكتئاب ..كل يوم كنت بتمنى ما اصحاش
من النوم ..كل يوم كنت بتمنى اموت و انا نايم
و اروح لهالة و اعتذر لها ..مكنتش بخرج من الشقة ديه خالص ..طوال الشهرين دول مكنتش بقوم
من على السرير الا فى الحالات الضرورية ..لحد
ما جاه اليوم اللى بدات اسمع فيه الخطوات ..
خطوات تقيلة و منتظمة ..كل يوم الساعة 12 بالليل
بسمع صوت خطوات تقيلة طالعة السلالم بتاع
الشقة و رايحة على السطح ..بعد ما صوت الخطوات
ديه يقف ألاقى بقع دم كبيرة بتتكون على السقف بتاع الشقة و بتنزل على السرير ..انا عارف انى اللى بقولهلك ده ممكن متصدقهوش بس فعلا ده اللى حصل ..كل يوم نفس الخطوات ..كل يوم نفس
البقع اللى بتتكون على السقف و تنزل على السرير
اكيد ديه تهيؤات من كتر الوحدة و القعدة الطويلة اللى انا فيها ..اكيد كل ديه خيالات ..حاولت اتجاهل الخطوات و بقع الدم لكن بجد معرفتش ..قلبى كان حاسس ان فيه حاجة فوق ..عشان كده قررت انى اواجه خوفى و اتشجع و افتح الباب لما الساعة
تيجى 12 بالليل و اعرف صوت الخطوات بتاع مين
و هل هى تهيؤات و لا لا ؟ ..عدى اليوم و جات الساعة 12 بالليل و بدأت اسمع صوت الخطوات و هى بتطلع على السلالم ..اول حاجة عملتها انى فتحت الباب عشان اشوف ابشع منظر ممكن تتخيله
..شابة صغيرة شعرها طويل و نازل على وشها مش مبين حاجة من وشها غير عينيها ..عينيها اللى مش موجودة ..ايوه زى ما بقولك كده ..مكنش فى بياض
فى عينيها كانت سودة خالص ..شعرها طويل لدرجة انه نازل لتحت الأرض ..كانت لبسة فستان ابيض
قصير كان كله غرقان دم ..كان فى جرح كبير فى رقبتها خلى رأسها مايلة بزواية كبيرة على كتفها ..من كتر ما كان الجرح كبير و فظيع كان فى نافورة دم نازلة من رقبتها و الدم مغرق كل حته على الارض
..و انا ببص على الارض شوفت منظر خلى جسمى كله يحس برعشة ..مكنش فيه رجلين ..البنت كانت ماشية من غير رجلين ..كان نصها اللى فوق هو اللى ماشى كأنها مدبوحه نصين ..بعد المنظر ده قفلت الباب بسرعة و رجعت على السرير و انا بترعش من الخوف ..فجأة لقيت بقع الدم بتتكون تانى بس المرة ديه كانت اكتر بكتير من اى وقت تانى ..بقع الدم
كانت غزيرة جدا لدرجة ان السرير كله كان غرقان
دم ..قررت انى اهزم خوفى للمرة التانية و اطلع
اشوف ايه اللى بيحصل على السطح ..فتحت
الباب و طلعت على السطح و اول ما طلعت السطح
شوفت مشهد جمد الدم فى عروقى ..على الارض لقيت جثة مدحت التالت مدبوحة من رقبتها ..
و جنب الجثة شبح البنت المدبوحة اللى كانت طالعة على السلالم ..كانت ماسكة فى ايديها سكينة كبيرة بتنزل دم ..رجعت شعرها لورا عشان اشوف وشها كله ..مكنتش مصدق نفسى ..مكنتش مصدق انى ممكن
اشوفها تانى ..مكنتش مصدق انى ممكن اشوفك تانى يا هالة ..
قربت منى و قالت لى
” انا قتلت مدحت يا بابا ..انا قتلته عشان كان عايز يقتلك “
تمت ..