قصة القربان
-ازيك يا حبيبي.. طمني اخبار الشغل اي
مسكت التليفون بعد رسالة سلمي خطيبتي بدأت اسجل فويس نوت
-ازيك يا حبيبتي.. انا كويس الحمد لله يوم مُتعب بس تمام.. ااااه!!
لا ارادياً التليفون وقع من ايدي بعد الصرخات اللي سمعتها.. وقفت وكل اللي في دماغي كريم.. بس الصوت اقوى من انه يكون من مريض.. وف نفس الوقت المكان حوالينا فاضي طلعت اجرى علي اوضه كريم
-اي يا حاج كريم في حاجه.. انت كويس؟!
وشه باين علية اثار النوم.. رد بهدوء
-لاء يبني انا لسا نايم في حاجة.. ومالك وشك مخطوف كدا؟!
رديت وانا مش. عارف اقوله اي
-هاا.. لاء مفيش سمعت صوت حد بيصرخ افتكرت انت فيك حاجه
وقفت وانا بفكر في اللي حصل.. معقول بيتهيألى ازاي..
سيبته وانا متأكد من اللي سمعته.. قولت يمكن كان بيحلم ولا حاجه..
-مريم الفويس نوت.. اكيد الصوت واضح فيه الصراخ
رجعت للاوضه وانا بلف حولين نفسي مسكت التليفون ولقيت مريم باعته رسالة جديدة
-طيب الحمد لله انك بخير انا هنام.. تصبح علي خير
اتأكدت ان مفيش صراخ.. اتأكد اني بيتهيألي.. فتحت الفويس تاني.. سمعت الصرخة من جديد بس مش من الفويس.. انا سمعتها زي اول مرة سمعتها في البيت بقيت محتار وخايف.. قررت انزل تحت ممكن يكون الغفير هنا.. نزلت وانا بقدم رجل وبأخر رجل.. نزلت ودخلت البيت كله بس مفيش حاجه ومفيش اثر لأي حد اصلاً وقفت عند الباب.. يمكن في حد برا.. قربت من الباب وانا بحاول افتحه
-عم كريم
سمعت الصوت دا مع خبطات علي الباب قلبي كان هيقف.. حسيت اني هتشل في مكاني.. فتحت الشُراعة بتاعت الباب وانا بحاول اشوف مين دا.. شخص طويل وضخم.. اسمر البشرة ولابس عباية سمرا.. شنب كثيف ضخم.. بصراحة خوفت منه.. رديت بصوت هادي
قصة القربان
-نعم مين حضرتك
رد بصوت غليظ ولهجه غريبه لهجة اول مرة اسمعها قريبة من اللهجة النوبيه..
-انا عمك ابراهيم الغفير
رديت وانا مش فاهم حاجه
-نعم ي
عم ابراهيم وانت هنا لسا لية.. واللي انا اعرفه عم توفيق..
بصلي وهو بيتكلم في موضوع تاني ولهجته اللي اتغيرت تماماً
-انت بقا يوسف الممرض الجديد.. اكيد متعرفيش مش مشكله.. المهم خلي بالك علي نفسك كدا وعدى الليلة ولو سمعت حاجه كدا ولا كدا اسكت ويُفضل تنام ومتشغلش دماغك بحاجة وعمك كريم لو عاوز حاجه هيعملها.. متقلقش
رديت وانا مش فاهم بس اكيد دا عبيط
-والله.. طيب انا هنا ليه بقا.. طالما هو قادر يعمل كل حاجه
رد بنبرة صارمة..
قصة القربان
-انت بتسأل كتير لي.. انت كدا ممكن تأذي نفسك..
انت حظك حلو انك كلها يوم بليله اللي هتقضيها هنا ومش هتطول معانا.. خلي الليلة تعدي علي خير
مشي ومش عارف لية حسيت بخوف انه ماشي انه ماشي لاقيتني بتلقائية بقوله
-عم إبراهيم استني مش تمشي.. استني يا عم ابراهيم
مشي وكأنه مش سامعنى مشي وانا شايف علي ضهرة بقعة دم.. مش عارف اي دا تحديداً بس اكيد دم..
طلعت خطوتين لبرا وانا بحاول اشوفه هيروح فين.. مشي وطلع برا البيت.. سمعت صوت خرفشه من البيت لفيت للبيت بس ملقتش حاجه جوا.. بصيت تاني ناحية عم ابراهيم.. اختفي.. اختفي تماماً.. كأنه مظهرش اصلا!
دخلت البيت تاني وقفت اقفل الباب.. ولفي
-ادخل نام
وقعت علي الارض من خوفي.. كلمه اتقالت ومعاها النور فصل نور البيت كله فصل.. هو وش ابراهيم هو..
في لحظه النور رجع تاني وكأن مفيش حاجه حصلت معاها صوت تليفوني بيرن..
حسيت ان ضغطي عالي.. نفسي بقي اصعب.. حاولت اقاوم واتحرك فعلاً بدأت اتحكم اكتر في جسمي.. وقدرت اقف.. فضلت اتلفت حواليا بحاول اشوف اي حاجه.. قومت وانا خلاص واخد قرار اني همشي.. لازم هسيب البيت دا حالاً.. سمعت صوت عالي صوت حاجه وقعت مكان عالي.. قررت ان خلاص مش ليا دعوة بأي حاجه وهمشي.. بس للحظة افتكرت كريم.. مريض ودي امانه مهنية.. دا شغلي.. ممكن جداً يكون هو اللي وقع.. ما اترددش اني اطلع اشوفه.. طلعت وبدأت افتح الباب لقيت كل حاجه في مكانها.. الدنيا هادية تماماً وهو نايم.. دخلت للاوضه بهدوء لفيت وشه ليا براحة.. وقعت علي الارض من اللي شوفته.. عينيه مفتوحة علي وسعها.. الحدقه السمرا دي بيضة.. بيضة تماماً.. ورقبته فيها جرح.. جرح عميق.. مش سهل اي حد يعمله اكيد حد مُتخصص.. بدأت اجرى وانا بين خطوة والتانية بقع علي الارض.. كملت جرى لحد ما وصلت لاوضتي.. مسكت تليفونى وشنطتى.. وانا خلاص همشي التليفون رن.. بصيت لقيتة بدر.. هو سبب كل دا هو اللي جابلي الشغل اصلاً.. رديت وانا متعصب
رد وهو مستغرب
-انا.. انا مكلمتكش من ساعة ما كنت معايا الصبح.. الحقني انا هموت هنا.. البيت دا ملعون والناس هنا اموات.. كريم.. كريم اتقتل.. وابراهيم الغفير هو كمان اللي شكله ميت اصلاً
-ابراهيم مين يا يوسف.. الغفير اسمه توفيق وسافر البلد.. علشان كدا احنا نزلنا الشغل اليومين دول بداله
-ازاى..اومال ابراهيم دا مين؟!
قولتها والشباك مفتوح قدامي.. بس ظا ابراهيم تحت.. ازاي اي اللي جابه تاني
-يبني الغفير اسمه توفيق.. ابراهيم النوبي دا الغفير القديم ومات من سنتين انضرب بالنار.. انت بطلت العلاج يا يوسف
-علاج اي انا مش مجنون ومش بيتهيألي.. انت بتقول اي
قولت الكلام دا والتليفون وقع من ايدي.. وقع من خوفي بدأت افقد الاحساس باللي حواليا.. ابراهيم قدام عيني تحت.. قدرت اعرف بقعة الدم دي اي.. عرفت اني وسط موتي.. حسيت بدوخة.. دوخة عارف كويس اني هفقد وعيي.. اتحركت بصعوبة للعلاج وصلت للعلاج.. بدأت اهدي شوية
قصة القربان
-يوسف.. تعالي بعد اذنك وقت العلاج
وقفت مش عارف اعمل اي.. هو صوته.. كريم عرفت واتأكدت اني مش موهوم.. فتحت الدولاب علشان اجيب شنطتى.. لقيت ورق لفت نظرى انه مكتوب بخط باهت لون احمر ضعيف.. مسكته واتأكدت انه دم ومن الواضح انه مكتوب بصعوبة.. بدأت اقرأ وصوت كريم بيقرب مع صدي كأنه حواليا في كل مكان
-الان انت وبلا شك مثلي حبيس.. لا ادرى ستستطيع الهروب ام ستكون نهايتك مثلي انا.. كل ما يجب انت تُدركه انك ستكون القُربان الأتى انت ومن له علاقة بهذا المنزل.. مؤكد انك من طاقم التمريض وأتيت لرعاية المريض المُسن.. ولكن المثير انه ميت.. هو والغفير ذات بقعة الدماء.. ما وصلت الية من. مهرب وانا مُحاصر بنداء جثة كريم خلف ذلك الدولاب العريق
وقفت علي صوت الباب اللي كان هيقع من قوة الخبطات علية.. اكيد هو كريم.. وقفت قُدام الدولاب وبكل قوتي وقعتة وبالفعل لقيت باب صغير باب حديدي بدأت حاولت بكل قوتي اني اكسر الباب حاولت مره واتنين وتلاته.. في المحاوله التالته لقيت كريم ورايا دخل امتا وازاى مش عارف.. حاول يمسكني.. بكل قوتي جريت.. جريت علي الباب بكتفى وضربتة من قوه الدفعه مقدرتش اتحكم في نفسي ووقعت من الباب.. واللي عرفته بعد كدا ان الباب كان علي الشارع زي الشباك وقعت علي الارض وانا باصص للبيت ومش قادر اتحرك.. بدأت تدريجياً افقد الوعي.. فقدت الوعي وانا حاسس بلحظات من الناس حواليا.. سمعت صوت عربية وقفت جنبي ونزل منها اتنين واحد كان بيقول للتاني
-يلا ملناش دعوه دا اكيد من البيت الملعون يلا
-يعم لا دا لسا عايش يلا ننقله المستشفي
-بص يا يوسف مضحكش عليك انت كنت في بيت مسكون والارواح اللي انت شوفتهم اكيد مش انس.. والدليل يبني انك شوفتهم موتي
قصة القربان
ودا يبني عمك توفيق الغفير اللي كان في البيت من سنه.. واللي كان شاهد علي حاجات كتير زي اللي حصلت ليك.. ومش سلم هو كمان.. عمك توفيق لسانه انقطع.. ومن ساعتها ملوش علاقة ب البيت بس اللي عرفناه من اهل القرية القريبة من البيت.. ان البيت دا في اول كل سنه لازم يكون فيه جثتين لراجل و بنت.. وانت الوحيد اللي نجيت من البيت دا.. ولحس الحظ انك نجيت بسبب وجود ضحايا تانيه
قاطعته بكل عصبية وانا خايف من اللي في دماغي
-بدر صحبي وسلمي فين
-البقاء لله يا يوسف يبني.. الاتنين اتوفوا في البيت ودا سبب نجاتك اصلاً..
-بص يا يوسف اللي انت شوفتهم من الجن.. ولازم قربان كل سنه عشان اللي انت شوفتهم دول يفضلوا ساكنين البيت.. وانت كنت مُخطط انك تكون قُربان.. وصحابك حاولوا ينقذوك وراحوا البيت بس بعد فوات الأوان.. والناس لقيتهم مرمين بعد ما كل واحد فيهم فقد عضو في جسمه.. بص يبني انت الفترة اللي جاية هتكون صعبة هتشوف حاجات وهتعدي بوقت مش سهل.. كل اللي عليك انك تذكر ربنا وتقرب منه..
عديت بعدها وانا في المستشفي بأوهام كتير.. كنت كل لحظه بحلم بيهم وب بدر وسلمي.. تدريجياً بدأت الاوهام دي تخف.. لحد ما طلعت من المستشفي بعدها باسبوعين.. بدأت اشوفهم اكتر واكتر.. بدأوا يطلبوا مني اني اروح البيت.. مبقتش قادر اعمل اي حاجه في حياتي.. هربت من شغلي ومن كل حاجه..
وقررت اروح البيت تاني بس النهاردة رايح وانا بكامل علمي وارادتى.. وقررت نهائياً اني خلاص هنتحر.. هنتحر في المكان اللي كان سبب في موت اقرب اتنين ليا وبسببي.. قررت انتحر.. وقررت ابعت الكلام دا لاي حد قدامي.. علشان تتعرف قصه البيت واللي اكيد هيتعرف بعد خبر انتحارى وان اصحابي كانوا قرابين
قصة القربان