قصة رعب
اللي يقولك إنه شغال وسيط روحاني اشتمه، مفيش حاجة اسمها كده، ومفيش حاجة اسمها اشباح أو عفاريت أو الخزعبلات اللي بياكلوا بيها عقل البني آدمين.
بما اني صحفي فعايز اقولكم اني عملت برنامج يفضح الممارسات دي، يكشف الدجالين ومُدعي الخوارق. احب ارحب بيكم في أولى حلقات برنامج “السر” على قناتي المتواضعة على اليوتيوب. تقدروا تتصلوا على رقم الهواء اللي حاطه في التعليقات ونتكلم ونتناقش في قضايا الدجل والشعوذة.
فاصل ونبدأ.
(إعلان جبنة) “بنحبها، وناكلها، ومش هنلاقي اطعم منها، جبنتي دلوقتي في الأسواق خالية من المواد الحافظة وكلها فوا ليك ولطفلك”.
اهلا بيكم، دلوقتي نبدأ نستقبل الاتصالات، ومعانا اول مداخلة، اتفضل وعرفنا بنفسك.
“مش مهم تعرفني”
-ليه كده يا عم، عرفنا باسمك علشان البث المباشر دلوقتي بيشوفه اكتر من ١٨ الف ولسه اول حلقة.
صوت ناشف “مشيها سيد”
-اهلا يا سيد، احكيلنا بقى ايه اللي حصل معاك وازاي اتعاملت مع الدجالين واكتشفت أنهم نصابين ازاي؟!
“انا فواعلي، وقعت يوم في حفرة كانت في موقع بنا وافتكروا اني مُت ودفنوني”
“معرفوش”.
-مش فاهم، امال بتكلمني ازاي؟
صمت لثواني. “سيبني احكيلك يا بيه الله يرضى عليك، مفيش وقت”.
-تمام اتفضل يا عم سيد، ايه اللي حصل؟
صوت حشرجة غريبة وبعدها “فوقت لقيت نفسي في ضلمة، ضلمة سودا مفيش فيها نقطة نور لدرجة اني افتكرت نفسي اتعميت”.
-لأ بعد الشر يا عم سيد.
“يا بيه متقاطعنيش”.
-سوري اتفضل طيب.
زفرة طويلة. “الوضع كان غريب، جسمي منمل، ريحتي حلوة زي الورد، بس متخشب، حاولت احرك أيدي بالعافية وقدرت. الجوع بينهش في معدتي زي الكلب السعران، رفعت أيدي لفوق لقيت في سقف مانعني، عرفت اني اتدفنت وأنا حي.
سعال. “ناديت يا اهل الدار، باللي هنا ومفيش رد، رفعت ركبتي والوجع جامد حاولت ازق السقف بس معرفتش، عدلت نفسي وحاولت اخبط جامد وانادي، مرت دقائق كأنها ساعات، لحد ما سمعت صوت حد بيكلمني وبيقولي “سيل دمك”.
مفهمتش، الضلمة حواليا ومش شايف، انا تحت الارض فازاي يكون حد معايا؟
الصوت
كررها تاني بأمر وصوت خلاني ارتجف من جوايا “سيل دمك”!
قولت اكيد اتجننت، كنت بكلم المهندس مرة وقالي أن نقص الاوكوسوجين بيخلي الراجل يجن، وده اللي حصل معايا دلوقتي، بس لما لقيت القبر بيتهز بيا شوية حسيت أن في امل لأن الصوت كررها وانا حاسس بتراب بينزل على وشي “سيل دمك وهتخرج”.
قصة رعب
غمضت عيني رغم اني مش شايف حاجة وبدأت اقرأ قرآن وادعي. انا فواعلي بس اعرف ربنا، الصوت هدي والأرض استقرت قولت اكيد ده مسخوط من مساخيط المقابر كان بيخوفني. فضلت اقرأ اللي احفظه وادعي واحاول اعيط بس دموعي منزلتش، يمكن علشان عمري ما بكيت في حياتي فبقت ملح بدون مياه.
“مش هطول عليك يا بيه، ومش هقول اني شيخ بس انا بعد ساعات ضعفت، العطش جنني، الجوع ضغط عليا خلاني عبد ليه، مسكت أيدي ونهشتها بسناني، حسيت بالدم المر بيدخل بقي. معرفش ليه عملت كده كاني كنت مجبور، تفيت واستغفرت انا اكرملي اموت ولا اني اشرب دمي عشان اعيش.
-قصتك صعبة اوي يا عم سيد، معليش بقاطعك بس فعلا الموضوع صعب جدا.
“الغريب يا بيه ان الدم اللي نزل مني اختفى، اتبخر زي نقطة ميه وقعت في قرص شمس، حسست على جسمي ملقتوش، بس لقيت حاجة تانية غريبة!
-ايه؟!
“حاجة زي الورقة ناعمة وناشفة زي الجلد الميت، وبعدها لقيت حاجة بتخبط على القبر وصرخت “انا هنا، انا حي، انا حي”، وثواني لقيت القبر بيتفتح وقدامي راجل لابس اسود في اسود، طويل، رفيع، عينه مرسومة بالطول، مد ايده ليا وقالي بصوت عمري ما هنساه “هاتها”!
داريت وشي من نور القمر اللي حرق عيني، ومديت أيدي امسك الطينة واحاول اطلع بس لقيت جسمي متجبس، زي اللي وقع في قالب اسمنت، مشلول، الحاجة الوحيدة اللي بتتحرك هي ايد واحدة ماسكة الورقة الجلد اللي لما بصيت فيها لقيت مرسوم عليها راس معزة وفيها اسهم كتير وكلام مقلوب وفهمت أنه سحر.
الراجل الاسود فضل مادد ايده، متكلمش تاني بس انا اتكلمت، قولته بصوت مبحوح ضعيف “طلعني”.
صوته متعصب. “ابن الكلب كرر الكلمة تاني، هاتها”. مديت ايدي ليه بالورقة كأنه كان بيتحكم فيها ومسكها واول ما بقت في ايده اتحرقت بقت رماد”.
قصة رعب
بصيت له بخوف، جسمي الضعيف مش مستحمل حتى ينتفض زي اللي كان محروم من أنه يبقى طبيعي زي باقي البشر حتى وهو محسوب ميت.
قالي انت هتبقى معايا، وسيط، بين الاتنين، ميت ومش ميت، مفهمتش، وقبل ما احاول اطلع أو حتى اشتمه باللي جابوه لقيت القمر بيقرب مني جامد بنوره الفضي ورفعت أيدي احمي نفسي ولما فتحت لقيت نفسي في القبر تاني بس المرة دي في حالة مختلفة.
-انا مش مستوعب اللي بتقوله ده يا عم سيد، اكيد انت بتقول اي كلام!!
“يا بيه لولا أني محروم من القسم باللي خلقنا كنت حلفتلك بيه، انا رجعت قبري لقيته صندوق بنام فيه وحواليا انفاق كتير والراجل ده كل ما يجيلي يخليني اطلع اشوف نور القمر دقايق ويرجعني تاني اروح قبر معين بالاتفاق دي واجيب منه عمل أو تعويذة أو طلسم واديهوله يحرقه، كنت فواعلي تحت الارض بشتغل بأمره والتمن اشوف الدنيا دقائق كل ليلة، مبقتش اعطش أو اجوع.
-لأ لا انت اكيد بتشتغلني، مفيش الكلام ده.
“يا بيه انا بكلمك علشان لقيت اسمك على عمل في مقبرة جديدة، وبيقول انك في أول ظهور هيكون الاخير ففهمت، ولولا أن قبر جدك جنب قبري مكنتش عرفت اوصلك.
صوت المذيع بتوتر:
-ثواني يا جماعة في ريحة شياط. ايه ده في ايه؟!!
البث مستمر. صوت المذيع من بعيد. “ابعدوا عني، لا لا أنا اكيد بحلم، لا لا لااااااااااااااا.
********
لقي مذيع شاب مصرعه إثر حريق شب في ستوديو صنعه خصيصًا لتقدم بث مباشر عبر موقع “يوتيوب”.
وأكدت الجهات المعنية أن ماسًا كهربائيًا وراء الحادث، حيث كان المذيع الشاب يقدم البث وشبت النيران وتصادف ذلك مع إغلاق باب الاستوديو ما أدى إلى وفاته محاصرًا داخل ألسنة اللهب.
وقال الطب الشرعي إن التقرير المبدئي يؤكد أن المتوفي بدت على وجهه إمارات الذعر والهلع، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق.
(خبر منشور صباح اليوم التالي في صحيفة قومية)