قصة زوجة من جهنم
“انا شوفته.. شوفته يا خالو وانا قاعد على الكنبة اللي في الصالة.. كان راجل قصير وجسمه مليان شعر ومن غير راس.. لا لا.. هو ماكنش من غير راس خالص كده.. ده كان له راس، بس نصها مقطوع!”
ومن عند كلام ابن اختي بتبتدي كل الحاجات الغريبة تحصل في بيتي، بس عشان تعرف ايه هي الحاجات الغريبة دي او ايه سببها من الأساس، فانا هرجع بيك لقبل الموقف اللي حصل مع ابن اختي ده بكام سنة كده.. بالتحديد من تلات سنين وكام شهر، في الوقت ده اتعرفت عليها؛ حورية.. حورية اللي برغم من إن انا راجل كبير ومتجوز وعندي بيتي اللي عايشين فيه ولادي، إلا إنها شدتني وخلتني احبها، اه ماتستغربش، ما انا حياتي مع مراتي في الحقيقة ماكانتش هي الحياة السعيدة اللي ممكن يتبسط بيها اي راجل.. انا حاليًا عند ٤٢ سنة، ومراتي عندها ٤٠.. احنا اتجوزنا من اكتر من عشرين سنة، بس جوازنا كان جواز تقليدي، قابلتها، عجبتني وعجبتها، اتقدمتلها واهلها حبوا اهلي واتجوزنا.. جواز شبه جواز الصالونات، بس الشهادة لله يعني هي كانت وش السعد عليا، انا بعد جوازي منها ربنا فتح عليا ورزقي زاد وبقى عندي بدل المكتب، شركة، وبدل الشقة عمارة بحالها، وكمان رزقي في الولاد زاد لأني خلفت منها تلات بنات وولدين، بس تعرف.. انا مع الوقت ابتديت ازهق واحس بملل.. ما هو انا برضه ماتجوزتهاش عن قصة حب يعني، وده اللي اكتشفته بعد فوات الأوان، لأني وقت ما اكتشفت ده مع اول واحدة ست عجبتني وبصيت لها، كنت مخلف من مراتي وقتها بنت وولد.. ولحد هنا بقى خليني اقولك إن انا حاولت اعيش واكمل لحد ما قابلت حورية من حوالي اربع سنين، ست أرملة وعندها ولد واحد.. أصغر مني بحوالي ست سنين، قابلتها في واحدة من شركات واحد صاحبي كانت بتشتغل فيها موظفة، عجبتني بصراحة ودخلت دماغي، ففضلت وراها لحد ما جيبت رقم تليفونها وابتدينا نتكلم، عرفتها بنفسي وقولتلها إني محتاج اسألها عن حاجة تخص الشغل اللي ما بين شركتي وشركة صاحبي ده، ومكالمة في التانية في التالتة، عرفت كل حاجة عنها.. هي ست كانت متجوزة وجوزها تعب ومات، ودلوقتي عايشة عشان تربي ابنها الوحيد، وبما إني راجل شهم ومجدع وبقدر الستات الجدعة، فانا أبديت اعجابي بشخصيتها وبيها، ومع توالي المكالمات ابتدى الكلام ما بيننا ياخد منعطف تاني.. بالتحديد لما قولتلها إن انا مش سعيد مع مراتي، وابتديت بقى احكيلها عن المشاكل اللي بتحصل بيني وبينها، واللي تملي بيكون سببها إنها مش واخدة بالها من نفسها ومشغولة بالبيت والعيال، لدرجة إنِ نسيت إنها ست من أساسه، ده بخلاف طبعًا شكلها اللي اتغير مع الوقت.. ومعاه شكلي اللي اتغير انا كمان لأني بقيت احس إن انا اكبر من سني من روتين الحياة وهم الشغل والعيال.. والحقيقة يا سيدي الفاضل إن حورية كانت بتسمعني، عمرها في مرة ما زهقت مني ولا قالتلي اسكت، ومع مرور الوقت اكتر، وكتر المكالمات ما بيننا اكتر واكتر، ابتدينا نقرب من بعض اوي لحد ما قولتلها انِ معجب بيها وعاوز اتجوزها، وكان ردها عليا بالموافقة لأن هي كمان حبتني وشافت فيا العوض عن جوزها الله يرحمه، وفعلًا.. خدت قرار إن انا اتجوزها، وعشان القرار ده يتنفذ، كان لازم اعرف مراتي الأولانية لأن حورية كده كده هتيجي تعيش في العمارة بتاعتي، بالظبط.. في الشقة اللي تحت شقة مراتي على طول لأنها شقة فاضية، والشقتين اللي فوق الشقة اللي عايش فيها انا ومراتي الاولانية، كانوا عايشين فيهم ابني وبنتي الكبار.. اه.. ما انا ولادي لما كبروا وحبوا يتجوزوا، جوزتهم في عمارتي، لكني طبعًا لما اتكلمت مع مراتي وقولتلها إن انا عاوز اتجوز، اتعصبت وثارت جدًا وقالتلي بغضب..
قصة ز
-يا سلام!.. بقى بعد العُمر ده كله جاي تقولي إنك عاوز تتجوز عليا!.. انت ايه يا أخي، مش بني أدم، ده انت خلاص بقيت جد، هتعوز ايه تاني من الدنيا؟!
لما ردت عليا بالرد ده، ماقدرتش امسك نفسي بصراحة ولا اتكلم معاها بدبلوماسية ولا حتى بهدوء، انا كنت عامل زي البلونة اللي أول بس ما سن الدبوس قرب منها، انفجرت في وشها..
-يعني ايه هعوز ايه تاني من الدنيا؟.. انا بني أدم وراجل يا ست هانم.. راجل وليا متطلبات، والمتطلبات دي مابلاقيهاش معاكي، وبعدين هو انا هعمل ايه حرام او غلط يعني، انا هتجوز على سُنة الله ورسوله، ثم تعالي هنا.. هو انا يعني عشان خلاص بقيت جد وولادي خلفوا لأنهم اتجوزوا وهم صغيرين، فخلاص كده يعني مش من حقي اعيش!… لا يا ست هانم انا هعيش وهحب وهتجوز كمان، وانتي بقى اعلى ما في خيلك اركبيه، انا خلاص خدت قرار ومش هرجع فيه، انا هتجوز حورية وهتيجي تعيش هي وابنها في الشقة اللي تحت، واه بالمناسبة.. انا ماجيتش احكيلك عشان تقوليلي اه او لأ.. انا مش بستأذن منك، انا بعمل اللي الشرع قاله وعرفتك قبل ما اعمل اي حاجة عشان ماتتفاجئيش.. خلصت.. الكلام انتهى.
خلصت معاها كلامي وهي طبعًا فضلت متضايقة وزعلانة، ومش هي بس على فكرة.. دول ولادي كمان فضلوا زعلانين ومتضايقين لحد ما اتجوزت حورية وبعد كده خدوا على الأمر الواقع.. حورية اللي شغلتها معايا في الشركة، وكمان قعدتها هي وابنها في الشقة اللي تحت زي ما قولت، لكن مع الوقت.. حورية ابتدت تتعب، وبسبب تعبها ده وديتها عند الدكتور اللي قال انها حامل.. وبسبب تعبها في الحمل، خليتها تقعد في البيت وتباشر الشغل اللي كانت بتعمله في الشركة عن طريق النت، يعني.. كانت بتكتب إيميلات، وبتظبطلي المواعيد وبتترجم عقود جاية لشركتي من شركات برة مصر، او مثلًا تعيد صياغة عقود فيها ثغرات، وهكذا.. لكن بعد مرور شهور الحمل وبعد ما حورية خلفت، ابتدت المشاكل ما بينها وما بين مراتي وولادي تكتر اوي، تلاكيك بقى وخناقات على الفاضي والمليان، وطبعًا الخناقات دي كانت مستمرة ومخلية البيت او العمارة يعني حتة من جهنم.. مراتي الأولانية مابقتش طايقة وجودها هي وولادها بسبب غيرتها منها، وكمان حورية مابقتش قادرة تعيش في البيت بسبب التلاكيك اللي كانت بتحصل دي، وعشان كده اول ما حورية اتكلمت معايا وقالتلي إنها عاوزة تعيش بعيد عن مراتي وولادي بسبب المشاكل وكترها، وافقت بدون جدال كتير وخدتلها شقة برة وبقيت اروحلها كل يومين تقريبًا، لكن من بعد ما حورية مشيت من العمارة واحنا بقينا بنشوف حاجات غريبة، والحاجات الغريبة دي بدأت لما اختي الصغيرة جت تزورني هي وابنها اللي عنده ١٢ سنة
قصة زوجة من جهنم
في الوقت ده.. كانت اختي قاعدة معايا انا ومراتي الأولانية وابنها كان قاعد برة في الصالة لوحده بيلعب على التابلت بتاعه، بس واحنا قاعدين وبدون أي مقدمات، دخل عليا ابن اختي وقالنا وهو مرعوب ووشه لونه أصفر..
-انا شوفت عفريت برة.. كان.. كان بيمشي في الصالة، طلع من ورا الستارة ودخل جوة الحيطة.
هديناه وشربناه مايه وابتدينا نضحكه ونقوله إن كل دي تهيؤات، لكنه برضه كان مصمم على كلامه، وقال لي بالحرف كده لما سألته عن شكل العفريت اللي شافه ده..
-انا شوفته.. شوفته يا خالو وانا قاعد على الكنبة اللي في الصالة.. كان راجل قصير وجسمه مليان شعر ومن غير راس.. لا لا.. هو ماكنش من غير راس خالص كده.. ده كان له راس، بس نصها مقطوع.. خرج من ورا الستارة وجري ناحية الحيطة ودخل جواها واختفى!
قصة زوجة من جهنم
بصراحة الوصف اللي وصفه ابن اختي رعبني انا شخصيًا، لكني تداركته وحاولت اتوه في الموضوع يعني عشان الولد مايتفزعش، وفي نفس الوقت برضه قولت لامه إن احتمال يكون الولد بيتهيأله بسبب الافلام اللي بيشوفها او الألعاب اللي بيلعبها، وفي النهاية الموضوع اتقفل على كده واختي بعد شوية خدت ابنها وروحت.. بس في الحقيقة الموضوع في البيت عندي ماكنش انتهى، دي كانت بس البداية للي حصل بعد كده.. واللي حصل بعد كده كانت روايات مختلفة من ولادي لما بيقعدوا لوحدهم في أوضة من أوض الشقة، يعني مثلًا؛ في مرة بنتي المتجوزة لما كانت قاعدة في الشقة عندي هي وابنها، دخلت تريح شوية في أوضة النوم على المغرب كده وامها كانت بتعمل الأكل، بس بمجرد ما نيمت ابنها ونامت هي جنبه، بعد دقايق مراتي سمعت صوت عياط ابنها الرضيع بصوت عالي، فسابت المطبخ وجريت على أوضة النوم.. أوضة النوم اللي بابها كان مقفول، ولما حاولت تفتحه، كانت حاسة إن في حد بيشده من جوة عشان ماتفتحهوش، ومع محاولاتها لفتح الباب ومع صرخات ابن بنتي.. ابتدت بنتي هي كمان تصرخ وتقول إن حد بيشدها من شعرها لحد ما مرة واحدة كل حاجة هديت واتفتح الباب، ولما رجعت من الشغل بالليل ومراتي حكت لي اللي حصل وسألت بنتي عن اللي شافته، حكت لي ل اللي حصل معاها..
-انا كنت نايمة يا بابا جنب ابني على السرير في أوضة النوم، الأوضة كانت ضلمة وانا كنت مواربة الباب، يعني ماكنتش قافلاه اصلًا لا من جوة ولا من برة.. بس بمجرد ما غمضت عيني، حسيت بنفس حد ورا ضهري..يتبع
(ده الجزء الأول من قصة زوجة من جهنم وهي مستوحاه عن أحداث حقيقية.. )
زوجة من جهنم
٢
-انا كنت نايمة يا بابا جنب ابني على السرير في أوضة النوم، الأوضة كانت ضلمة وانا كنت مواربة الباب، يعني ماكنتش قافلاه اصلًا لا من جوة ولا من برة.. بس بمجرد ما غمضت عيني، حسيت بنفس حد ورا ضهري.. وماقصدش نفس ابني، لا.. انا كنت نايمة ومدية وشي لابني، وده كان معناه إن في حد تاني معايا في الأوضة، وقبل ما افوق من النوم اللي كنت بدأت اروح فيه، حسيت بحد بيحرك ابني من جنبي، فصحي وفضل يصرخ بصوت عالي اوي، وقتها فوقت وجيت امد ايدي ناحيته عشان اطبطب عليه، مالحقتش.. انا حسيت في نفس الوقت ده بإيد بتشد شعري بقوة ومعاها نور الاوضة ابتدى ينور ويطفي، وفضل كده لدقايق لحد ما صرخت بعلو صوتي، ومع صرخاتي واستنجادي بأي حد، كنت شايفاه في مراية التسريحة وهو بيشد في شعري، نفس المخلوق او العفريت ده اللي شافه ابن عمتي.. كنت بلمحه كل ما النور ينور ويطفي بسرعة، تمام زي ما كنت بلمح الباب وهو مقفول وفي حد من برة بيحاول يفتحه!.. كل ده كان بيحصل وانا بحاول اتكلم بس ماقدرتش، لحد ما ربنا رحمني لما خلاني اقدر اتكلم، فبدأت اقرا قرأن بصوت عالي لحد ما كل حاجة سكتت… النور انطفى وابني بقى أهدى وكمان باب الأوضة اتفتح وامي دخلت منه، وقتها بسرعة شيلت ابني وخرجت بيه برة الأوضة وحكيت لأمي على كل اللي شوفته، بس تعرف، مش دي اغرب حاجة حصلتلي، الاغرب من ده كله بقى إن امي لما رجعت اوضة النوم تاني، لقت شعر من شعري واقع جنب السرير، وده معناه إن فعلًا كان في حد معايا في الأوضة بيشد في شعري.. بقولك ايه يا بابا.. الشقة هنا فيها حاجة، انا خايفة اوي، ومش بس خايفة على نفسي او على اخواتي، انا كمان خايفة على أمي.
وفعلًا بنتي كان معاها حق، لأن من بعد اللي حصلها ده ومراتي بقت تحكيلي انها بتشوف حاجات غريبة وبتحلم بكوابيس أغرب.. ومش هي وبس على فكرة، دول كمان ولادي الصغيرين اللي عايشين معانا في نفس الشقة، هم كمان كانوا بيقولوا إنهم بيشوفوا نفس اللي اختهم ومراتي شافوه.. وياريتها جت على كده وبس، ده انا كمان بدأت احلم بكوابيس واشوف زي خيالات كده بتجري في أوضة النوم وانا نايم بالليل، ولما صادفت في مرة وقومت من النوم عشان ادخل الحمام بالليل، شوفته في الصالة، كان نفس الكائن اللي ابن اختي وصفه، بس صدقني.. الوصف ابشع من كتير من الحقيقة، وقتها ما استحملتش ودخلت اوضتي جري وشغلت القرأن، بعد كده خرجت بسرعة بالموبايل اللي كان طالع منه صوت القرأن ونورت نور الصالة فضلت قاعد فيها شوية لحد ما اطمنت إن الدنيا هديت، بعد كده دخلت الحمام وبعده أوضة نومي وسيبت القرأن شغال على التلفزيون في الصالة بصوت واطي ونمت، ولحد هنا خليني اقولك إن انا ماكنتش لاقي أي تفسير للحاجات الغريبة اللي بتحصل دي، لحد ما في يوم اكتشفت كارثة في الشركة.. والكارثة دي اكتشفتها لما محاسب الشركة جه وقال لي إن في فلوس كتير بتتسحب من تحويلات شركات بتيجي لشركتي من برة، ولما سألته عن اللي بيسحبهم، قال لي إنها مراتي التانية، حورية!
قصة زوجة من جهنم
نزلت يومها من الشركة وانا على اخري، روحت لحورية شقتها وسألتها عن الفلوس اللي بتتسحب، والغريب بقى كان ردها عليا بكل برود.. لما قالتي إن الفلوس دي حقها لأنها المفروض تاخد نسب من العقود اللي بتعدلها او بتترجمها او بتراجعها!
وقتها لما سمعت منها الكلام ده كنت هتجنن، ثورت واتعصبت وزعقت فيها، لكنها ردت عليا بأسلوب غريب عليها وقالتلي إنها مابتسرقنيش، وإنها باللي بتعمله ده بتحاول تأمن مستقبل ابنها وتحفظله قرشين، عشان لما يكبر ولادي الكبار هياكلوا حقه لأنهم من أم تانية وهيتفقوا عليه!
استغربت اكتر من طريقة كلامها واتخانقت معاها، وفي وسط الخناقة وزعيقي وزعيقها، قالتلي إنها اصلا ماحبتنيش، هي بس اتجوزتني عشان تأمن مستقبل افضل ليها ولابنها، ولما خلفت مني.. أصرت اكتر انها تاخد من الشركة فلوس على قد ما تقدر عشان تأمن مستقبلها ومستقبل عيالها!
وطبعًا انا أول ما سمعت الكلام ده اتخانقت معاها اكتر وزاد الزعيق ما بيننا لحد ما رميت عليها يمين الطلاق، ولحد هنا انتهت حكاياتي انا وحورية.. هي فضلت عايشة في شقتها مع عيالها بعد ما رفدتها من الشركة طبعًا، وانا في نفس الوقت بقيت ببعتلها مصاريف ابني اللي كنت بشوفه عند خاله مرتين في الاسبوع، او ساعات كان خاله بيجيبهولي يقعد عندي في البيت يوم ولا حاجة، واكيد بعد اللي حصل ده كله، انت دلوقتي بتقول إن اللي كان بيحصلنا في البيت ده بسبب حورية… مظبوط.. ده برضه كان تفكيري، ماهو كل العك ابتدى يحصل من بعد ما سابت البيت، وكمان ابتدى يخف من بعد ما طلقتها، لكن صدقني الحاجات الغريبة ماخلصتش لحد هنا.. انا وبنتي الصغيرة، شوفنا الراجل اللي نص راسه مقطوعة ده تاني في مرة بالليل، وعشان كده بقى وفي يوم من أيام الجمعة، بعد ما صليت في الجامع اللي جنب البيت، سلمت على الأمام وحكيتله على كل اللي حصل معايا، ولأنه راجل تقي وبيفهم في امور الجن والعفاريت، وياما عالج ناس بالقرأن ولوجه الله طبعًا، فالراجل مشكورًا يعني قال إنه هيجي معايا البيت وهيرقيه وهيرقيني انا ومراتي وعيالي، لكن بمجرد ما الراجل جه البيت ودخل معايا الشقة، ابتدت ملامحه تتغير، بعد ما كان مبتسم وبيضحك في وشي، فجأة كده كشر وقال لي وهو متضايق اوي..
-بقولك ايه يا ابني.. المكان ده مش مريح، انا حاسس إن الشقة دي فيها حاجة مش مظبوطة، بس ايه هي.. مش عارف، انا هدخل وهرقيكوا وياريت مراتك وعيالك كلهم يكونوا موجودين.
قصة زوجة من جهنم
بعد ما قال لي كده دخلته الصالة وقعد على كرسي من كراسي الصالون، وبعد ما ارتاح شوية ندهت مراتي وعيالي وقعدتهم قدامه، بص لهم الشيخ وابتدى يقرا قرأن بصوت عالي.. كان بيقول أيات معينة وبيكررها لحد ما مرة واحدة ابتدت كنبة الأنتريه تتهز.. بس الكنبة ماكانتش بتتهز كده وخلاص، دي كانت بتتهز جامد اوي وهي مراتي قاعدة عليها.. مراتي اللي بمجرد ما قامت بعد الشيخ قالها تقوم، الكنبة سكتت ومابقتش تتهز خالص!
في الوقت ده الشيخ قام من مكانه وقال لي ادخل ولادي في اوضة بعيد عننا.. بعد كده رفع المخدة اللي على الكنبة، وقطع البطانة المتخيطة اللي تحتها، وهنا بقى ظهرت المصيبة.. اوراق كتير صغيرة، متطبقة ومحطوطة جوة الكنبة، كانت زي الاحجبة اللي بنشوفها في الافلام بتاعت السحر، وقتها مراتي بلعت ريقها وبصت للشيخ وقالتله بنبرة مهزوزة كده..
-استغفر الله العظيم، ايه ده كله وجه هنا ازاي؟!
بص لها الشيخ وابتسم وهو بيقولها..
-اكيد مش امي الله يرحمها هي اللي جابت الاعمال دي يعني، مين هيكون رفع المخدة بتاعت الكنبة، وبعد كده قطع البطانة وحط حواها أعمال وخيطها، غير حد من أهل البيت!؟
وكمل كلامه وهو بيبص لي..
قصة زوجة من جهنم
-انت قولتلي إنك شاكك في مراتك التانية، صح؟!
هزيتله راسي وانا بقوله..
-اه صح.. احنا كلنا شاكين بنسبة كبيرة اوي إن هي اللي عملتلنا الاعمال دي عشان هي استغلالية وحرامية وكانت بتأذيني في شغلي وبتسرقني، فطبيعي وعادي يعني انها تأذيني في اهل بيتي كمان.
ابتسم الشيخ وهو بيبص لمراتي وبيقولي..
-وهي مراتك التانية كانت بتطلع هنا او بتقعد لوحدها وقت كافي عشان تزرعلك اعمال بالشكل ده؟!
بصيت لمراتي انا كمان وبعد كده بصيت للشيخ..
-لا.. دي اصلًا مراتي ماكانتش بتخليها تطلع من على السلالم لحد هنا، بس لو مش هي اللي حطت الاعمال دي، يبقى مين اللي حطها؟!
قصة زوجة من جهنم
ماجاوبنيش.. ده أخد الأعمال وطلب مني كيس بلاستيك، فدخلت المطبخ وجيبتهوله، بعد كده حط فيه الأعمال وطلب إنه يفتش الشقة، وفعلًا طلع منها اعمال كتيرة اوي شبه الاعمال اللي كانوا في الكنبة، جمعهم كلهم في الكيس البلاستيك ده، وبعد كده بص لمراتي باستحقار وبص لي وهو متضايق اوي..
-اللي عمل الأعمال دي عملها عشان حاجتين مالهمش تالت، اولهم إن حياتك تبوظ وتشوف الويل، فتتعب وتتخانق مع مراتك التانية وتطلقها، او عشان ينتقم منك ويعاقبك على حاجة غلط انت عملتها في حقه، وفي الحالتين هو حد من اهل الشقة دي، يعني.. مراتك الاولانية مش التانية.
اول ما قال لي كده، برقت لمراتي..
-انتي؟!.. بتعمليلي أعمال عشان تأذيني!.. مافكرتيش إنك بكده بتضيعيني وبتضيعي نفسك وممكن تضيعي ولادك معاكي؟؟
لكنها ماردتش، كانت باصة في الارض وهي بتعيط وماتكلمتش، وقتها الشيخ هو اللي اتكلم وقال لي..
-اه هي.. هي اللي عملت الاعمال وهي اللي أذتك وأذت ولادها معاك، وخليني اقولك يا سيدي أن مراتك التانية مش ملاك يعني.. هي ست حرامية واستغلالية واتجوزتك عشان فلوسك، وده مالوش علاقة بالسحر ولا غيره.. هي انسانة طبعها وحش اصلا وكويس انك طلقتها، لكنها مالهاش اي علاقة بالقرف اللي في بيتك ده، انا دلوقتي هرقيلك البيت وياريت يتمسح بمايه وملح، وبعد كده هاخد الاعمال ده واحرقها او ارميها في مايه جارية بعد ما اطهرها بمايه وملح، حِل مشاكلك مع مراتك، وياريت بلاش تتهور.. وافتكر كويس ازي إنها ممكن تكون عملت كده من حبها فيك، وافتكر كمان إن خراب البيوت هو من أسوء الحاجات اللي ممكن تعملها.
وفعلًا.. عمل الشيخ كل اللي قاله وبعد كده مشي، وبعد ما مشي قعدت مع مراتي وسألتها عن الاعمال اللي عملتها وعن السبب اللي خلاها تعملها من اساسه، سكتت في الاول وبصت لي والدموع في عينيها وبعد كده قالتلي..
-بقى بتسألني ليه عملت كده؟.. طب ما تسأل نفسك الأول ايه اللي خلاك تروح تتجوز واحدة زي دي عليا بعد العمر ده كله، انت بني أدم طماع، عاوز كل حاجة في الدنيا.. وحقيقي مشكلتي معاك، كانت إن انا حبيتك وانت ماحبتنيش، او ممكن تكون حبتني بس عينيك زاغت، والعين الزايغة تستاهل إنها تتعمي خالص.. انا عملت كده عشان انتقم منك، وحتى بعد ما طلقتها كنت عاوزة اجننك، حبي ليك ماخلانيش افكر بقى في إن انا ممكن أذي نفسي وولادي معاك ولا لأ.. انا لما روحت للدجالة وخلتها تعمل لي الأعمال دي وحطتها في الشقة، مافكرتش في اي حاجة غير إن انا اخليك تطلقها وبعد كده انتقم منك، الست لما بتحب وحبيبها بيبص لغيرها، الغيرة بتخليها تتعمي.. فما بالك بقى لو حبيبها ده يبقى جوزها وعشرة عمرها!
بعد ما خلصت مراتي كلامها قومت وضربتها بالقلم، بعد كده بصيت لها باستحقار وقولتلها..
-انا اه غلطت.. بس انتي رديتي الغلط بغلط اكبر، انا مش هطلقك عشان العيال والعشرة، بس اقسم باللي خلقني وخلقك، انا ما هقرب منك من الساعة دي، انتي من النهاردة ماتلزمنيش وعمرنا ما هيجمعنا سرير واحد.. انا هقعد في الشقة اللي تحت لوحدي وخلاص على كده.. انا اكتفيت ورضيت بنصيبي، انا لا بقيت عايزك ولا عايز غيرك.. روحي منك لله.
قولتلها كلامي ده وسيبتها ونزلت الشقة اللي تحت شقتها، واديني اهو.. بعد شهور من اللي حصل بقيت بنام في الشقة اللي تحت لوحدي، وطول اليوم يأما ببقى قاعد مع ولادي، يا أما ببقى في الشغل، وهو صحيح من بعد جلسة الشيخ، الحاجات الغريبة اختفت ومابقتش تظهر.. بس انا بعدها كنت خلاص، جوايا حاجات كتير اتكسرت ناحية مراتي الأولانية زي ما اتكسرت ناحية مراتي التانية، واهم حاجة في الحاجات دي هي الثقة.. الثقة اللي ما بين المتجوزين، بتبقى عاملة زي لوح الأزاز.. لما بيتكسر مستحيل يتصلح، وحتى لو اتصلح شكله بيبقى بايخ اوي ومابيدومش على حاله كتير، ده بيجي عليه يوم ويتفتفت خالص.. وده اللي حصل فعلًا ناحية مراتي الاولانية، اللي بالرغم من إنِ ماطلقتهاش، إلا إن انا مابقربلهاش لحد دلوقتي ولا حتى هقربلها…
تمت
قصة زوجة من جهنم
محمدشعبان