شبح داخل المرايه
“” النهـاردة الخميس “”
حابب اكتب فى الأچندة الخـاصة بيا كل حـاجة حصلت النهـاردة .. انـا مش من طبعـى اني بحب الكتـابة ويمكن دى اول مرة اكتـب فيها! ، بس بكـتب عشـان حكيـت ومحدش فى البيـت صدقنى! .. خليني اقول ان النهـاردة حصلى موقف غريب ، مـرآية الحمـام فيهـا شيء غامض ومخيـف! قبل ماحكى لازم تـعرف كويس انى فى تالتة تجـارة، يعنـى عاقل بالقدر الكـافى ومش بصدق امور الماورئيات دي بسهولة!، بس ال حصـلى خلانى متلخبط ومش متزن، والدى امبـارح اشترى مرآية جديدة بدل ال اتكسـرت ، كـانت مرآية كبيـرة وواخدة مسـاحة فى حدود ٨٠ سـم فوق الحوض، على قد ماشكلها كان جذاب الا انى لمـا شوفتها اول مرة وبصيت على نفسي فيهـا حسيت بطاقة سلبية بتملىء كيـاني ، مقدرتش اتحمل شكلى فيـها ويمكن عشان كده غسلـت ايدي وخرجت بسرعة عشـان الحق الچيم بتاعى ، ولمـا رجعت كنت لازم اخد شاور .. من عادتى بحب اطول تحت الماية السخنة لحد مالحمـام كله يبقي بخـار ماية بس لحظت شيء مثيـر المراية دى وعلى عكس كل المرايات الـ اتحطت مكانها! كـانت مبتعملش شبورة! .. ، كـان امر طبيعي إن مقدرش اشوف نفسي من كثرة بخـار الماية ..ب بس ال حصـل إن كنت شايف نفسـى بوضوح وقولت يمكن عشـان جديدة ؟بس بعد دقايق بصيت علي نفسـى والماية نازلة عليا ولاحظت إن تحت عيني هالات سودة بشكل مبالغ فى ، وده خلانـى اطلع من البانيو واقرب من المرآية .. لقيت ان الهالات السودة واضحة جدا!.. مش بس كده ملامح عيني؟ مش حاسسها مألوفة ليـا! .. مكنش في صوت غير صوت غرير الماية ال نازل في البانـيو وانا في تركيز تام .. وال قـاطع التركيز ده هو صوت صرختـى المكتومـة لما لمحت شخص واقف ورايـا بالظبط!! خرجت من الحمـام وانـا بجرى! ..
شديت البشكير على نص جسـمى وفتحت، مكنتش عارف اعبـر عن ال جوايا لوالدى .. ولاول مرة في حيـاتي اشعر اني عندى عيب خلقي..! لو بتقرا الكـلام ده بالصدفة نسيت اقولك .. انى اصم! بس عمرها مكـانت اعاقتي اذمة في حيـاتي عمرى مـا شعرت انى مبعرفش اسمع او اتكلم غير فى اليـوم ده! .. اليـوم ال مفهمنيش فى والدى؟ اليـوم ال شوفت في ضحك اخويـا كمال عليا! .. وعشـان كده كتمت خوفى جوايا وقررت اكتـب!
“” النـهاردة السبت “”
الـحمام بقي مرعـب مش عـارف ازاى هما مش حاسين؟ .. اشمعنى انا ال حـاسس بالرعب! والدى النهـاردة عنده وردية زيادة فى الشغل وهيبـات برا وعشـان كده سايب باب اوضتي مفتوح عشـان لو مـاما احتاجت حاجة تعرف تجيلى ..بس من ١٠ دقـايق عدى شخـص من قدام اوضتي! .. انـا لمحته بعنيا، وخلاني افكر كتيـر! هو والدى جه وفتح البـاب؟ يمكن كـان اقرب تفسيـر منطقى ليا خصوصا انى اصم! .. بس لقيت نفسـى بقوم من مكتبـى وبخرج من اوضتي وماشـى في الصالة متجه لغرفة والدي! رفعت راسي وبصيت في ساعة الصالـة كانت بتشير ل ٢:٤٤ بعـد منتصف الليل! .. اتقدمـت وفتحت باب الغرفة.. بس لقيت ان ماما نايـمة لوحدها! .. قفلت الباب فى هدوء، ومشـيت لغرفة كمـال ال كـان بردو نـايم! .. بس ال خلانى ابص للحـمام هو ان النور بتاعه فتح فاجئة! .. بصـرى كله ركز على الحمـام! ال بعد ثوانى النور بتـاعه اتقفل! .. اتفتح, اتقفل,اتفتح.. كـان فى خيـال لشخص فى الحـمام! كنت خـايف، خايـف ومرعوب! بقنـع عقلى إن والدى هو ال في الحمـام! .. بس ليه بقالوا ربع سـاعة بيطفى ويفتح النـور!! .. دخلت اوضتـى بهدوء وقفلت النور وقعدت على سريري، كنت مركـز على اضـائة الصالة، ال بعد كـام دقيقة اتقفلت! .. شغلت فلاش موبـايلي ، انـا مبحبش الضلمة وكمـان رجلى مكنتش مستحملانى اني اقـوم من السرير وافتح النـور!! ..كنت حاسس! حـاسس بوجود خيـال برا اوضتي.. رعشتى كانت بتهـز السرير متخيل ان في لحـظة هيدخل الاوضة! .. وياترى لو دخل هيبقي تصرفى ايه؟ .. ياترى حد هيحس بيـا! حد هيسمـع صراخى المكتـوم؟ ..
فضلت على الحـال ده فتـرة كبيـرة لحد مـا باب اوضتي فتح! .. شديت عليا البطانية وانا بتنفض!، حاسس بحد بيقرب منـى؟ حد ايده على البطانية وبيشدهااا!! .. بصيت عليه برعـب لقيت…….
بس كـان والدى وعلى نظراته الاستغراب ، اتكلم بالغة الاشـارة عشان افهم.
— حسـام حبيبي صاحى لحد السـاعة ٧ ليه؟ وليـه خايف كده ؟..
بكيـت واول مرة احضنه! .. اول مرة احـس فعلا بحضن الاب، مقولتش ولا كلمـة بس لمـا نمت باعجوبة وصحيـت قولتله كـل حاجة! ، بس مصدقنيش!! محـدش في البيت صدقنى ..
“” النهـاردة التلات “”
انـا اول مرة اكتـب وانا ايدي بتترعش.. انـا مش هخش الحمـام نهائي ، مرآية الحمـام السبب! جواهـا شيطان انـا شوفته؟ .. شيطـان بيخدع وبيتمثل بصورنـا! .. اخر مرة دخلت فيهـا الحمام كـان امبـارح.. كنت بتـجاهل المراية علي قد ماقدر! بس لمحت بطـرف عيني انعكاسى واقف ! كـان واقف مستنيني ابص وانا اصلا مديله جنبى؟.. غمضت عيني .. سمعـت صوت ضحكة!!
ثوانـى! انـا سمعت؟ ازاى .. انا مبسمعش! بس صوت الضحكات في الحمـام شغالة! .. وعشان كنت واقف مرعوب ! لقيـت كوباية حديد جمب الـ بانيو! .. وعشـان كده مسكتها وحدفتها بكل قوتى فى المرايـة وانا مغمض.. بس مسمعتش صـوت تكسيـر! ازاي متكسرتش.. فتحت عيني عشـان الاقي انعكـاسي بيبتسم وبيقول
– فاكـر انك بكسـرك المرآية هختفى ؟..
انـا بسمـع! .. ولاول مرة اكره نعمة السمع ؟ اول كلمـات اسمعها في حياتي تبقي مرعبة بالشكل ده!! .. ولا بتخيـل! .. جربت اتكلم مقدرتش.. لقيته بيضحك وبيقول!
— مش لازم تبقي مميز زي انعكـاسك فى كل حـاجة! ..
خرجت وانـا بجرى لأمى.. كنت بشاورلها وهي مش مهتمة!! .. مـش مهتمة باي حاجة بقولها!.. كـان نفسى يبقي عندى القدرة على الكـلام زي كمـال واصرخ واقول ال نفسـى في!!.. محدش مهتم!
“” النهـاردة الخميس “”
سـامع صراخهم برا!! .. كلها دقائق وهبقي ضحيـة زيهم! .. انـا سامعهم كويس، هو قاصد يرعبنـى في اخر دقايق في حيـاتي وعشـان كده انـا بستغـلها كويس ، انـا بكتب! بكـتب قصتى.. باب اوضتي اتفتح! .. بيشبهني بحد كبيـر معاده اختلاف بشرته الرماديه وعروقه البارزة وعينه السوداء القاتمة ..بيتكلم مع حد برا وبيشاورلهم ! ده والدي ووالدتي واخويـا كمـال! لا .. لا مش همـا ده اشباههم! .. ابتسامتمهم مرعبـة .. طفـوا نور الاوضة وبيقفلـوا البــ …”””
خلصت سجـارتي على اخر كلمة فى الاچندة دى قبل ميدخـل عليـا الطبيب الشرعى ويقـول!
— سـعـات الباشا السكين ال مضروب بي الاب والام والابناء معلهوش اي بصـمات!
قفلـت الأچندة وانـا ببصله.. وبقـول
— دكتور عزت وصل ولا لسـه!
-فى الصـالة يافندم ..
خرجـت من اوضة حسـام وهو مرمى على الارض وحولينه فريق المعـاينة .. لقيت عزت برا!
— ازيك يادكتور
– ازيك يامعالى الباشا قريت المذكرات ؟
— قريتهـا بس دلوقتـى الطب الشرعى رمالى نظريتك من اقرب شبـاك فى الشقة!
بصلي وهو رافع حاجبه وقالي
— ازاي يعني ياباشـا انا عارف انـا بقول ايه كويس ..!
ولعت سجـارة واتكلمت
— هفتـرض صحة كلامك وهفترض إن الولد فعلا كـان حاسس بانه مش واخد الرعاية الكـافية من ابوه وامه وإنه مش فاهمينه بالقدر الكـافى عشـان إعاقته وعدم كلامه! وإنه من تحليلك للسطور دي انـه فعلا بيـغير من اخوه! تقدر تقولى ازاي البصـمات مش علي السكين ال هو مقتول بيها ؟ .. ازاي قتل ابوه وامه واخوه وقتل نفسـه من غير حتي متكون بصمـاته علي اداة الجريمة!؟
كـان ساكـت ومبيتكلمش وعشـان كده ابتسمت بسخرية! .. وبدات اركز على المنطق اكتـر وان احتمال يكون في قاتل فى البيـت! بس مكنش كلام حسـام في الاچندة مخليني متلخبـط! مفيش غير حالة واحدة بس تخليني مصدقش ال اتكتب ده! انـه فعلا بيعانى من حالة نفسـية او هـلاوس بس ال عمل الجريمة دي قـاتل! ومكنتش عارف ايه الدافع.. حسيـت انى مزنوق وعايز ادخل الحمـام ، واول حاجة عيني جت عليـها كانت المرآية! ..فضلت اتاملها ولقيـت علي البانيو كوباية حديد! .. مش عارف ليه مسكت الكوبـاية وحدفتها بعزم ما عندي في المرآية .. وال شد انتباهي إن محصلهاش حاجة! .. قاطع تركيزي صـوت رنة تليفونى ، كـان مامور المركز ..
— الو ياباشا!
– ها خيـر يامحمد وصلت لايـه،
— لسـه ياباشا بس انا بطم..
ملحقتش اكلم جـملتي عشـان الاقي بيصرخ بطريقته المعهودة ويقول
– لسـه ايه ياحضرت الظابط!! الموضوع بقي تريند علي السوشيال ميديا من اصحابه وحاله قـرف!.. وكل اشـاعة ازفت من ال قبلهـا .. لا فوق يامحـمد! انـت شكلك..
نزلت التليفون من وديني لحد ميخلص صراخ .. ومسافة مخلص قولت
— عنيـا ياباشا اعتبر ان ال عمل كده كلهـا ٤٨ ساعة وهيبقي قدامك..
مكنتش عـارف هتصرف ازاي بس لقيت نفسي بفك المرآية، وقررت اخدهـا معايا البيت هي والاچندة ، واهو اي دليل لو لقيت تقصيـر مني ارميهاله واقوله ان دي الخطوط ال مفترض امشى عليها اتصرف ازاي يعني؟ ..
رجعت البيـت مش طايق نفسي!! .. لقيت هـاجر مراتي بتستقبلني على الباب وهي بتترمي في حضني وبتقولي وحشتني ! .. كنت ببتسم بس وانـا برد بكلام روتيني
— انتي اكتـر فين امجد ؟
– نايم من الصبح! احضرلك العشـاء؟
— لا اكلـت برا .. انا محتاج سرير
نمـت .. نمت نوم عميـق وال فوقني .. هو صراخ أمجد! .. قومت مفزوع وانا بجري .. عشان الاقي واقف علي باب اوضتي .. وبيقول
— في حد كـان شبهى في الاوضة دي .. ولمـا روحتله ملقتهوش بس لقيت النور بيفتح ويطفي لوحده!! ..
بصـيت على الاوضة ال كـان بيشاور عليـها! .. حسـيت برعشة مسكتنى! .. الاوضة دي ال حطيت فيها المرآية والأچنـدة!!
تمت