قصة شقة للإيجار الرسالة دي جاتلي بعد نص الليل تقريبًا، من ” رحاب “، زميلتي في الشغل، واللي طبعًا كانت محرجة تتصل في وقت زي ده بس كانت مضطرة ف بعتتلي على الواتس، ساعتها اتصلت بيها، رحاب فعلًا كان بقالها فترة مش طبيعية في الشغل، على طول سرحانة، بتفكر، كإنها قلقانة أو خايفة من حاجة! والرسالة دي أكدتلي شكوكي.
ردت وهى بتقولي..
– آسفة يا محمد لو أزعجتك!
قولتلها لأ عادي مفيش حاجة وسألتها فيه ايه فقالت..
– مش عارفه، الشقة اللي أنا أجرتها دي مش طبيعية، والمكان كله مش طبيعي، أنا بقالي يومين خايفة أخرج من البيت!
هى رحاب فعلا أجرت شقة من أسبوعين تلاتة كده، لإنها أصلا من محافظة تانية، وإنها تسافر وتيجي كل يوم كان شيء مرهق بالنسبالها فقررت تاخد الشقة دي واللي كانت بسعر لقطة على حد قولها، المهم قولتلها توضحلي قصدها أكتر فكملت..
– بص هو أنا من أول الاسبوع اللي فات خبط عليا راجل ع الساعة ١٠ بليل تقريبًا، بصيت من العين السحرية الأول، لقيت راجل شكله غريب، ملامحه حا..دة، وكإنه متحفز لحاجة، وسألني ” هى دي شقة .. ؟! ” وقالي اسم حد كده مش فاكراه فقولتله ” لأ حضرتك العنوان غلط “، فقالي بلهجة عني..فة، ” طب افتحي الباب وأنا بكلم حضرتك “، الصراحة الموضوع كان غريب وأنا أصلا لبسي ساعتها مكنش مناسب إني أفتح الباب فمفتحتش، ففضل يسأل أسئلة بيتأكد فيها إن دي مش شقة الشخص اللي بيدور عليه و في كل مرة بيقولي أفتح الباب، بس أنا كنت رافضة، لحد ما فقد الأمل ومشي.
بعد ما خلصت حسيت الموضوع إلى حد ما عادي فقولتلها..
– طب ما يمكن حد بيدور على شخص ما يا رحاب وكان عايزك تفتحي عشان يتأكد من إنها مش شقته أو إنه مش موجود، هو صح إنك مفتحتيش بس مفيش حاجة تدعو للقلق يعني!
قاطعت كلامي وقالت..
– منا قولت زيك كده بالظبط، بس بعدها بيوم على طول وقريب من الميعاد، على ١٠.. ١١، لقيت حد بيخبط، بصيت، كانت ست عجوزة، كنت هفتح عادي بس الصراحة افتكرت الراجل بتاع اليوم اللي قبله فسألتها الأول هى مين فقالت ” أنا ساكنة في الشقة اللي قدامك يا حبيبتي، افتحي اسألك على حاجة “، ساعتها جسمي اتلبش لإني عارفة السكان اللي في الشقة اللي قدامي، ودي مش واحدة منهم، فقولتلها ” في الشقة اللي قدامي؟! ” ساعتها اتلجلجت وقالت ” أقصد العمارة اللي قدامك، افتحي أنتي خايفة ليه؟! “، إصرارها زي الراجل بتاع اليوم اللي قبله في إني أفتح الباب كان مخوفني جدًا!
فكرت شوية في كلامها وبعدين قولتلها تكمل..
– الست قالتلي إن حنة بنتها بكره وهى محتاجة من عندي شوية حاجات، وشوية حجج مش مقنعة وعايزاني أفتح برضو، وفضلت تستعطفني شوية بس أنا اتحججت وقولتها هعدي عليكي تاني يوم أديكي اللي انتي عايزاه، فضلت مصممة شوية أفتح قبل ما تفقد الأمل وتمشي هى كمان.
كلام رحاب كان غريب جدًا، مين دول؟! حر..امية مثلًا؟! هجا..مين؟! سكتت شوية وبعدين قالت..
– عارف اللي خوفني اوي ايه؟! إن اللي بيحصل ده حصل في أسوء وقت، وأنا بتفرج على مسلسل from اللي قولتلي عليه، أنا حسيت إني عايشة جوه المسلسل بجد وده اللي خلاني خايفة أفتح أكتر.
أيوه.. أنا كنت قايل لرحاب على المسلسل ده فعلا، واللي فكرته إن في قرية غريبة، أول ما الدنيا تليل، كله بيقفل أبوابه وشبابيكه، عشان فيه كائنات غريبة بتظهر بليل، بتحاول تقنع صاحب البيت إنه يفتحلها بكل الطرق الممكنة، حتى لو هتتشكل في شكل حد قريب ليه، بس مبتقدرش تدخل إلا بموافقة صاحب البيت، ولو فتحلها، ساعتها بتقت..له بطريقة ب..شعة!
– بس اللي خوفني أوي يا محمد إن فيه واحد خبط عليا من شوية، وشه مر..عب! مبتسم بطريقة مبالغ فيها، بس مبيتكلمش، بيخبط بس، أسأله أنت مين، مبيردش، عايز ايه! نفس الكلام، بيبص في العين السحرية ويبتسم بس، ساعتها أنا خوفت جامد، وقررت أمشي من المكان ده، وكلمت زياد أخويا وقالي هيجي ياخدني، بس قولتله لأ هيسافر ازاي في عز الليل كده الطريق طويل، فكلمتك عشان لو.. ثانية واحدة شكل الشخص الغريب ده جه يخبط تاني!
فضلت معاها على التليفون وسمعت صوت خطواتها لحد ما وصلت للباب، لقيتها بتقول..
– ايه ده! ده زياد، برضو جه؟! بس هو ازاي لحق يوصل بالسرعة دي..
وهى بتتكلم جالي هاجس، لقيتني بقول..
– رحاب متفتحيش الباب، بلاش تفتحي ال..
الظاهر إنها كانت شالت التليفون من على ودنها، سمعت صوت صرير الباب وهو بيفتح..
– زياد أنا مبسوطة إن..
ملحقتش تكمل الجملة عشان أسمع أكتر صر..خة مر..عبة سمعتها في حياتي!
– رحاب.. رحاب!
لقوا جث..ة رحاب قدام باب الشقة، مشو..هة، يمكن مشو..هة كلمة قليلة؛ مفيش ملامح واضحة، أعضاءها مفصو..لة عن بعض، لحمها منهو..ش، كإنها كان فيه كلاب بتن..هش فيه! والفاعل مجهول لإن حتى الكاميرات اللي حوالين المكان مظهرتش أي حد طلع العمارة في وقت زي ده ومحدش من السكان صادف أو شاف حد في الوقت ده برضو.
موضوع رحاب فضل فترة قبل ما ملف القضية يتقفل تماما، لإن مفيش دليل لأي حاجة، جر..يمة قت..ل مبهمة، بس أنا كنت عايز أفهم ايه اللي حصل وحصل ازاي! لإن رحاب كانت زميلة عزيزة جدا عليا، و.. ولو مكنتش خاطب ” دينا ” زوجتي المستقبلية، وبحبها، أكيد كنت هفكر أرتبط بإنسانة زي رحاب، لإنها كانت شخصية مثالية لأي حد، عشان كده قررت أروح الشقة اللي كانت رحاب قاعدة فيها، اللي طبعا محدش سكنها، والراجل ساعتها ما صدق وأجرهالي بسعر التراب، وفعلا قعدت فيها، فضلت مستني أي حاجة غريبة تحصل بس مفيش حاجة حصلت، كنت ببص كل يوم بليل من العين السحرية، مفيش! استنى حد يخبط.. أبدًا!
فضلت أبحث عن أي حاجة غريبة حوالين المكان، يوم ورا التاني، بس مفيش تماما، بدأت أفقد الأمل، يمكن رحاب كانت موهومة؟! أمال اللي حصل ده حصل ازاي! فضلت في الشقة ٤ أو ٥ ايام من غير جديد، من الزهق شغلت حلقة من مسلسل The walking dea.d واللي فكرته إن فيه فيرس انتشر خلى الناس بعد ما تمو..ت يتحولوا لكائنات شبه الز..ومبي، واسمهم المو..تى السائرون، بس وأنا بتفرج سمعت صوت خلاني أوقف المسلسل، حد بيخبط! ممكن؟! بس الشخص ده كان بيخبط بسرعة جدًا..
بصيت من العين السحرية لقيت راجل عمال يبص وراه وعمال يصر..خ في خو..ف لأ ر..عب! صعب عليا، جه في دماغي إنه بيهرب من نفس الشيء اللي أذ..ى رحاب، ففتحتله الباب، لقيته وقع في حضني، ماسك رقبته اللي غرقانة د..م! وعمال يعيط وهو بيقولي..
– جايين، كلهم جايين!
– هم مين دول!
ساعتها سمعت صوت، صوت حاسس إني سمعته قبل كده، صوت مر..عب! قبل ما أشوف شابة، لابسة فستان أبيض، جسمها كله مشو..ه، رقبتها معوجة، بتترعش، بتتحرك ناحيتنا ببطء، دي.. دي دينا خطيبتي! ازاي؟! م.. مستحيل! قبل ما يظهر ٤.. ٥.. ١٠ أشخاص وراها، منهم زمايلي وأصحابي، وناس قرايبي! بنفس الشكل، الشكل اللي أنا عارفه كويس، الشكل اللي كفيل يمو..ت إنسان من الر..عب، شكل المو..تى السائرون!
#شقة_للإيجار
#محمد_عبد_القوي