قصص

قصة شهبندر

قصة شهبندر

كانوا بيلعبوا عادي في الخيمة الصغيرة بتاعتهم، قاعدين في أوضتهم وسامع صوت ضحكتهم وأنا شغال على اللاب توب في الصالة، وبعدها مش عارف إيه اللي حصل، بس الظاهر أني اتخيلت صوت غريب، أجش شوية، بيتكلم معاهم فقومت مخضوض ودخلت بسرعة بس لقيتهم قاعدين لوحدهم.
ساندي وهيثم، توأم عمرهم 5 سنين وهما كل اللي ليا في الدنيا.
“بتعملوا إيه يا كتاكيت”؟ سألتهم، لقيت ساندي طلعت راسها من خيمة اللعب وقالتلي ببراءة “بنلعب مع شهبندر يا بابا”. ضحكت لأني عارف الأطفال ساعات بيكون ليهم أصحاب خياليين. قولتلها وأنا بكتم ضحكتي: وهو فين شهبندر يا ساندي”؟ لقيتها بصت على ركن فاضي في الأوضة وشاورت عليه: “هنا”!
بصيت ملقتش غير صندوق ألعاب جدتي اللي لسه جايبهولهم الأسبوع اللي فات من البيت القديم، ضحكت تاني وهي دخلت راسها وكملّت لعب مع أخوها وهي بتشاورلي “باي” بإيدها اللي لسه متعورة من يومين بسبب شقاوتها.
الموضوع ممكن يكون عادي ويمر بس اللي حصل بعدها كان أغرب. سمعت صوت ساندي بتكلم حد بليل ونفس نبرة الصوت الغريبة بسمعها بس مش واضحة وبترد عليها، ولما بدخل أنا أو مامتها بنلاقيها باصة ناحية ركن فاضي في الأوضة وساكتة ومش بتتكلم.
سألتها مرة “بتكلمي مين”؟ ضحكت تاني وقالت “شهبندر”!
بصيت على هيثم لقيته نايم، قربت منها وناديت على مامتها وجت وحاولت براحة أتكلم معاها: “ده صديق خيالي يا ساندي، إحنا دلوقتي في الإجازة وخلاص هننزل المدرسة ويكون ليكي أصحاب كتير”.
لقيتها بتبص في الركن الفاضي وضحكت.
استغربت. سألتها: “بتضحكي ليه”؟ شاورت على الركن وقالت “شهبندر ضحكني، بيقولي المدرسة أوحش من سندويش بيض الشكشوكة اللي أنت بتعملهولنا”.
اتجاهلت تريقتها على أكلي، ولفيت راسي وبصيت في الأوضة، ملقتش حاجة، بس لفت نظري أن انعكاس نور الأباجورة مش واصل للحيطة كأن في حاجة منعاه!
طلبت وأنا قايم من ليلى مراتي تشغل سورة البقرة ودخلت أوضتي بفكر في حل للمشكلة دي، مش عايز العيال يطلع عندهم مشاكل نفسية ولازم أحلها براحة.
مش فاهم إزاي الليلة دي مجاليش نوم رغم أني مش نايم كويس بقالي يومين، كُنت حاسس أن في حاجة معايا في الأوضة، ليلى جنبي بتتقلب، والضلمة سايدة لأني مش بفتح النور خالص وأنا نايم، سرحان وباصص فوق. مش عارف إزاي اخدت بالي أن في حاجة في السقف بتتحرك!

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

حاجة شبه كتلة لونها رمادي شوية وطويلة كأنها بني آدم بس رفيع، سمعت مرة عن الجاثوم بس ده بيجي للناس وهي نايمة مش وهما صاحيين!

مديت إيدي بسرعة فتحت الأباجورة اللي جنبي وبصيت فوق بس ملقتش حاجة، دقائق وسمعت صوت هيثم بيغني!
طلعت وحسيت وأنا داخل أوضتهم أن في تيار هواء تقيل دخلت فيه لثواني كأني بغوص! هيثم كان على السرير. شافني، سكت، بصيتله وكنت هتعصب عليه بس مسكت نفسي.
سألته بعصبية واضحة: “في حد بيغني دلوقتي”؟ سكت ومردش!
سألته تاني بعصبية أكتبر “في إيه يا هيثم أنت كبرت بقى، رد عليا”!
قالي بكسوف: “شهبندر قال إنك مش هتصدقني”! كنت هشتم، حاولت أتكلم بهدوء: “قالك إيه شهبندر الزفت يا حبيبي، ومش هصدقك ليه”؟!
اتكسف تاني والظاهر أنه راجع نفسه، رد وقال: “كان عايزني أغني علشان الشرير يعرف أننا صاحيين دلوقتي وميجيّش”!
كنت هلطم، شرير! لسه بحاول أحل مشكلة شهبندر ألاقي كمان شرير!
قولتله وأنا صبري بدأ ينفد: “طيب يا حبيبي مادام غنيت، يلا نام بقى”!
مردش بس فرد جسمه وغطى وشه. لقيت ساندي صحيت على السرير جنبه وبصت في الركن الفاضي وبعدها ليا وقالتلي بفزع: “بابا، ألحق ماما، روح أوضتكم بسرعة، الشرير هناك”!
لسه هرد عليها سمعت صرخة من ليلى!
قصة شهبندر
جريت، قلبي اتنفض، دخلت بسرعة ونورت النور لقيتها ضامة ركبتها على السرير وبتشاور على ركن فاضي في الأوضة. حضنتها وطلبت منها تهدى بس فضلت تعيط وهي بتقول “كان عايز يموتني يا محمد، كنت هموت يا محمد”!
حضنتها أكتر وأنا حاسس أن حلقي بقى أنشف من جيبي في أخر الشهر من التوتر، وقدامي ساندي وهيثم على باب الأوضة واقفين خايفين، لقيت ليلى بتقولي بعد ما مسكت نفسها شوية: “كنت نايمة وحسيت بيه، حاجة لزجة كده زي الجيلي، كان في حاجة على خدي، صوابعه رفيعة اوي، جيت أمسح اللزوجة ده شوفته كان مادد دراعه على وشي وبقه يا محمد. بقى واسع وفيه أسنان رفيعة أوي.
حاولت أهديها وهي كملت: “النور مطفي بس كان باين أنه حاجة رمادي وجري على الركن لما صرخت وأنت دخلت.
عيطت بعدها أكتر وقالت بشنهفة: “عايزة أروح لماما دلوقتي يا محمد”.
أنا اللي كنت هعيط علشان عندي شغل الصبح، طبطبت عليها وأنا من جوايا بتنفض، لقيت هيثم قرب مني بشكل غريب، جامد، تعبيرات وشه زي الإنسان الآلي.
“مالك يا هيثم” سألته وليلى بطلت عياط وبصتله بغرابة. ساندي قربت منه وابتسمت وقالت بمكر طفولي: “ده شهبندر يابابا، هيقولك حاجة وبعدها هيثم هيرجع”!
الجنون زاد عن حده، ليلى تنحت، أنا وشي بقى أبيض من الخوف، هيثم عينه لقيته بتقلب وجفونه بتترفع وصوت غريب خرج منه: “متخافش يا محمد”.
كان هيغمى عليا، وليلى أغمى عليها فعلًا ووقعت على السرير بس سيبتها لأني مش عارف أشيل نفسي.
هيثم كمل بصوته الغريب الأجش: “في ورقة سودا هتلاقيها في صندوق اللعب اللي جبته من البيت القديم، دي طقس كان تبع جدتك وعمله حد مؤذي علشان يحضر بيه عفريت قوي يأذيها بس مكانش ليه تأثير وقوته مظهرتش غير لما ساندي جرحت إيدها ونزل الدم عليه، الدم خلاه يتحرر والدم هو اللي هيرجعه”.
كمل جملته ووقع على الأرض، شيلته بسرعة وفوقته وساندي جنبي بتقولي “متخافش يا بابا هيفوق دلوقتي”. وبصت على ركن فاضي وقالت: “شكرًا يا شهبندر”!
هيثم فاق فعلًا، وليلى بدأت تفوق، وأنا اللي مكنتش مستوعب أي حاجة، سحر إيه وطقوس إيه وهبل إيه اللي بشوفه ده، أنا فاكر أن جدتي كان ليها شوية في السحر بس مش للدرجة دي!
فكرت أخد العيال وأمهم ونروح عند مامتها بس لقيت أن ده مش حل صح، عندي شغل، والمدرسة الأحد اللي جاي، وأكيد اللي حصل ده مش طبيعي ومش ضامن أنه يسيبنا في حالنا.
سألت ساندي: “واثقة ان شهبندر ده موثوق فيه”؟ هزت راسها. زعقت فيها بعصبية “اخلصي، واثقة؟ أه ولا لأ”؟ ردت بسرعة وخوف: “أه يا بابا هو اللي بيقولنا الشرير جاي إمتى”.
سيبتهم وطلعت جبت الصندوق، لقيت فيه ورقة سوداء عليها دبابيس كتير، فكيت الورقة وكان جواها طبقة قماش رقيقة جدًا فيها كلمات كتير غريبة الظاهر أنها الطقس اللي بيقولوا عليه، فكرت أولع فيها بس البتاع ده اللي اسمه شهبندر بيقول لازم دم!
قصة شهبندر
هل يقصد دمي ولا دم فرخة ولا أي دم؟! ناديت بصوت عالي على ساندي “هو يقصد أي دم”؟ ثواني وردت: “دمك أنت يا بابا علشان هي جدتك”.
“تمام أوي، كده إحلوت” رددت العبارة وأنا بهز راسي وجبت من برا قصافة أجرح بيها نفسي بس لقيتها مش عملية، جبت سكي..نة وعورت صباعي ونزلت كذا نقطة على الورقة.
سمعت صوت حاجة زي فوران المياه، وبعدها جسمي اتنفض كأني اتعرضت لتيار كهربا.
وبعدها حسيت بحاجة بتهز الأرض، كأنه زلزال استمر ثواني وكل حاجة هديت.
“هيييييه، بابا حبس الشرير”. سمعت صوت هيثم وساندي فرحانين في الاوضة اللي جنبي، ولا إراديًا حسيت بالفخر من نفسي أني أنقذت أسرتي، بس بكل أسف مع الوقت اكتشفت أني كنت غلطان.
شهبندر كان بيخاف من الشرير علشان كده مكانش بيظهر في الشقة خالص، دلوقتي بعد ما رجعت الشرير، شهبندر بقى مقيم معانا علشان الطقس ده مكانش فيه طريقة لرجوعه تقريبًا.
حاليًا بقينا مطالبين نسمع كلام شهنبدر، منزعلهوش، ندلعه، بس الميزة أنه بيحذرنا لو في أي حاجة مخيفة أو غريبة بتحصل حوالنا، ده غير أنه بيكون مع العيال في أي مكان يحميهم.
المشكلة الأكبر بالنسبة ليا بقى أن شهنبدر طلع عفريت عمره 2654 سنة. عارفين ده يعني إيه؟ يعني شهبندر بمقاييس عالمهم طفل، وكده بقى عندي طفلين وعفريت صغير بربّيهم!
قصة شهبندر
#تمت
#عبدالرحمن_دياب
قصة شهبندر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى