قصة قربان نوعام رجعت البيت وسمعت صوت كلب جاي من البلكونة ! وبصيت لقيت كلب لونه اسود وصغير مربوط في البلكونة !! وندهت ع امي وكانت في الحمام وسألتها عن الكلب ، فقالت اه انا اللي جيبته ، غيرت هدومي وعملت شاي وشربته وكل ده امي ماخرجتش!! باب الشقة خبطت ولما فتحت لقيتها امي!! وجريت ع البلكونة ملقتش الكلب!!
امي دخلت وفضلت تسألني عن سبب نظراتي الغريبة ليها ولخبطتي وتوهاني ، وانا مش عارف ارد واقول ايه ؟! ولا ازاي هي مكنتش في البيت! امال مين اللي ردت عليا؟!..
فجأة سمعت صوت كلب بيهوهو!! صوته منبوح، ويادوب تسمعه بالعافية !! ولقيته خارج من البلكونة ع الريسبشن ، ولقيت امي بتصوت وبتقول : اه عشان كده متلخبط ومتلجلج ، برضه جبت الكلب اللي عمال تزن انك تجيبه وانا رفضت، برضه يا عمر …
لو حلفتها ١٠٠٠ يمين ع قسم اني مجبتش كلاب مش هتصدق ، الاهم من ده هو الكلب ده جه منين؟! ده جن مش ، ده عفريت مش كلب !!!
قولتلها لالا ده بتاع صاحبي ، وخدته بسرعة وجريت ، فضلت اجري وكنا ساكنين في مكان بينه وبين كوبري مشهور ع النيل مسافة صغيرة ، وطلعت ع الكوبري ورميت في النيل ..
اتصلت بسرعة ع كريم صاحبي وقولتله تعالى القهوة بسرعة ، ووصلت لقيته قاعد وبيقولي في ايه؟!
كريم الموضوع قلب بجد ، انا اه كان نفسي في كلب ، وانت جبتلي الكتاب بتاع التعاويذ وتسخير جن ينفذلك طلباتك وفضلنا نقرأ ونضحك، الموضوع قلب بجد ورجعت البيت النهارده لقيت كلب لونه اسود في البيت ، انت متخيل ؟!
ياعم ثواني بس ، اهدي يا عمر كده تفهمني اللي حصل ،اكيد فيه حاجة غلط ..
– ايوه يا كريم ، فيه حاجة غلط فعلا ، اننا مشينا في سكة غلط وقرينا الطلاسم، وسخرنا جن والله اعلم بقى باللي حضر ده نوعه ايه وممكن يعمل فينا ايه ؟!!
يا عمر ده كان مجرد هزار ،والكتاب ده كان قديم اصلا في مكتبة جدي ، وانا قولت نلعب ، وبعدين انا نره قريت منه لوحدي ومحصلش حاجة يعني …
– اهو المرة دي حصل يا سيدي، نتصرف ازاي بقى؟!
خلاص ، بص يا عمر نتقابل بليل عندي ع سطوح بيتنا، روح البيت نام، وبليل نشوف ونفكر ..
روحت البيت واول ما طلعت ع باب الشقة لقيت الكلب!!
اتسمرت مكاني ومبقتش مستوعب حاجة !! الكلب اتحرك في اتجاه السطوح لاني في الدور الاخير، واختفى !!
قولتلها حاضر هعمل اللي انتي عايزاه بس ادخل انام لاني تعبان وبليل هرميه..
ودخلت نمت وصحيت ع صوت الموبايل بيرن وكان كريم وقالي : فيه حاجة غريبة جدا بتحصل ، نوعام حضر ، تعالى بسرعة ..
نوعام؟! ده ايه ده يعني ؟!..
جريت ع كريم ولما طلعت ع السطوح ملقتوش فنزلت لشقته وخبطت عليه لقيت والدته فتحتلي وهي بتعيط وبتقولي كريم تعبان اوي وبقى واحد تاني ..
عمال يتشنج وصوته متغير، وبيجيب ريم ابيض تقيل من بوقه “فمه” وعمال يقول نوعام حضر ، انا نوعام، نوعام مش هيسيبنا..
انا خايفة اوي ومش عارفة اتصرف لوحدي كلمت ابوه مردش عليا وبيعاقبني من ساعة مانفصلنا، ادخل شوفه يمكن تساعدني وتساعده…
دخلت ع كريم وانا جسمي بيتنفض، واول ما دخلت الأوضة ملقتوش !! بعد نظرات استغراب مني ومن والدته قالت:
وجرينا كل واحد يدور في مكان في الشقة ، تحت السراير وفي الدواليب، دورنا في كل مكان ومكنش ليه أي اثر نهائي !!
ولفت انتباهي صوت في أوضته ولما دخلتها لقيت الشباك مفتوح وداخل منه هوا جامد برغم اننا في عز الصيف !! والهوا ده بيحرك صفحات كتاب ، صوت الورق وهو الهوا بيحركه كان ملفت جدا ، ولقيت ان ده الكتاب بتاع جده اللي قرينا منه الطلاسم ، كل الحكاية كانت تسلية لمجرد التسلية، مكنتش عايز حد يحققلي اي طلب ، كنت راضي، بس كنت بتمنى لو اهلي يوافقوا وفي ساعة احباط قولنا نغير المود مش اكتر ، واهو الموضوع قلب بكارثة ، كارثة حقيقية لان الهوا اتوقف والكتاب كان مفتوح ع صفحة مكتوب فيها :
إذا أردت عودة ما تريد ، قدم لنا ما نريد ، نحتاج قربان “
يتبع …
دخلت والدة كريم عليا وانا ماسك الكتاب ومبلم وسرحان في اللي لقيته مكتوب ومش لاقي ليه تفسير ولما سألتني ادتها الكتاب تشوف اللي مكتوب فيه ..
فقدت اعصابها ومسكتني من القميص وفضلت تقولي:
انتوا هببتوا ايه ؟! انت عملت ايه في ابني ، رد انطق ، وانهالت ع صدري ووشي بالضرب وانا مبتحركش وبحاول اهديها من الهيستريا اللي سيطرت عليها ..
بعد ما هديت اتكلمت معاها وحكيت لها :
كان نفسي اجيب كلب ، كلمت امي كتير في البيت عشان توافق إلا إنها كانت رافضة رفض تام ، رفض يشبه ان لو الناس اجتمعت تبعد الصهاينة عن فلسطين هيبقى اسهل من أن امي توافق تدخل كلب البيت …
وبعد محاولات كتيرة جدا، للاسف اتخانقت مع امي وقررت امشي من البيت عشان اضغط عليها توافق، وفضلت ٣ ايام قاعد مع كريم في الأوضة اللي فوق السطوح ، ولقيت كريم بيقترح عليا نلعب لعبة … ولما سألته عن اللعبة قال انه لقى كتاب في مكتبة جده اللي في بيت والده القديم ، لقاه جوه كتاب كبير محفور ليه تجويف جواه ، عشان يبان انه مجرد كتاب كبير ، لكن جواه كتاب صغير شكله قديم وغريب واللي مكتوبة جواه مش مفهوم اوي ، لكن معظمه مفهوم ..
كريم كمل كلامه وقاللي ان الكتاب ده كتاب سحر فممكن نحضر روح تحققلنا كل اللي بنتمناه وأولهم اننا ننجح في الثانوية العامة ، كان الموضوع هزلي كوميدي مش اكتر وللتسلية فقولنا نجرب ونلعب ، اهو نسلي نفسنا من الكبت وضغط الدراسة والمشكلة مع امي ..
وبدءنا نمشي ورا التعليمات:
ظلام يتخلله نور ساطع من شمعة
دم طائر لا يطير
لبن
بردقوش
عين العفريت
دم انسان
دي كانت الحاجات المطلوبة ومكتوبة هنا في الكتاب ..
فقولت لكريم ياعم ده كلام فاضي ، احنا هنمشي ورا برضه الكلام ده ؟ وهنجيب الحاجات دي منين اصلا؟!
قولتله: خلاص ماشي ، وهنجرب مع بعض انا مش خايف ولا حاجة..
كريم قام جاب فرخة من اللي متربين فوق السطوح ، وفتح السرير القديم من جوه ، شال المرتبة وكان في تجويف كده جوه السرير لقيته شايل فيه باقي الحاجة ، وخلاهم معايا ونزل اشترى لبن وشمعة وطلع تاني ..
اثناء غياب كريم في تحضير الحاجات أو المكونات دي سيطر عليا احساس خوف منه !! واستغراب من شغفه وحبه للتجربة !! في النهاية هنجرب .. وكريم جه وبدءنا
الخطوة الأولى: يتم نزع رأس الطائر باليد دون سلاح وسكب الدماء في أرض الحمام ..
انت هتعمل كده يا كريم!!!؟
– اه يا عمر ، تعالى ورايا ..
ودخلنا الحمام الصغير اللي ورا الأوضة..
وبقسوة غريبة كريم مسك راس الفرخة وشدها بكل قوته فانفصلت عن الجسم والدم تناثر علينا وع الارض أن الحيطان والأرض ، ومسك الفرخة وهي مفصولة الراس وملى بدمها إرجاء الحمام كله!!
الخطوة التانية:
يخلط دم الانسان مع اللبن والبردقوش وعين العفريت ثم يتحمم بالسائل من يريد الخدمة والطاعة .. كل هذا اثناء إغلاق الأنوار والإبقاء ع نور الشمعة الخافت مضيئ
صياغة الخطوات كانت مضحكة وخصوصا ان كريم الدغ فتشعر انه برنامج طبخ ميزانيته لا تتعدي ال٢ ج يعني ، لكن بسرعة نظرات كريم الغريبة رعبتني وخوفتني اكتر ، وحسيت انه شخص تاني معرفوش نهائي !!!
كريم خرج موس من جيبه وجرح نفسه جرح كبير في فخده ونزف كتير جدا وبدأ يخلط كل حاجة مع بعض !! كإنه مش حاسس بالجرح نهائي !!!
وبعد ما انتهى من الخليط مسك الجردل إللى كان بيستعمله وبدأ يغتسل بيه، قلع كل هدومه قدامي بدون ما يشعر وكأنه مش هو ، أو حرفيا فعلا ده مش كريم نهائي !! مش ممكن يكون ده كريم صاحبي ولا دي تصرفاته !!! ..
بعدها فضل يقرأ من الكتاب الطلاسم ودي كانت الخطوة التالتة :
شار – حام – هزر – زاير
بنى مر – قرير – الموالي – نوعام
بإسم كل ما ناديت به اطلب الخدمة والطاعة الكاملة لي ولعمر صديقي ، اطلب ان اتمنى وهم يوفون ويطيعون..
خوفت ، خوفت جدا من طريقته وصوته، ولعت النور ومسكت هدومه رميتها في وشه وادتهاله عشان يلبس وسيبته وخرجت رجعت الأوضة..
بعدها بدقيقة كريم جه وهو بيقولي :
– ياعم الأول تعالي بس ننزل الصيدلية نغير ع الجرح ده انت شايف الدم غرق البنطلون اهو ..
اخدته ونزلنا غيرنا ع الجرح وطلعنا ، ع شقته وقولت لحضرتك ساعتها ان هو اتعور واحنا بنلعب كورة ..
وساعتها انا كنت ببقى معاه هنا وببات فوق بس حضرتك مكنتيش تعرفي اني ببات فوق في الأوضة بتاعت السطوح ..
وبعدين فلوسي خلصت ، وهدومي اتوسخت فقررت ارجع البيت ، ولما رجعت لقيت كلب لونه اسود وصغير مربوط في البلكونة ، وندهت ع امي فجاوبتني انها في الحمام واستنيت تخرج مخرجتش وبعدها الباب خبط فلقيتها كانت بره اساسا ومش في البيت ، جريت وخدت الكلب ورميته في النيل ولما رجعت حكيت لكريم وروحت لقيت الكلب ع الباب، وفجأة طلع السطوح ، وجيت هنا لقيت اللي حضرتك بتبلغيني بيه، واديني حكيت لك كل حاجة بالتفصيل ، وتقريبا كده فيه جن فعلا حضر ، وهو نوعام ده !!
برغم التوهان والحيرة اللي هي فيها الا انها قادرة تسيطر على ده كأي ام ممكن تموت في سبيل سلامة حتة منها ..
هي بدأت تقرأ ع سر أو حاجة عشان نحل الموضوع وانا بحثت ع النت وبعد ساعات من اللاشئ ، لقيت جملة واحدة في تعليق ع موقع من مواقع السحر والشعوذة :
“يردع بما حضر”
مجاش في بالي الا حاجة واحدة بس : “الكلب “
قومت جريت ومسكتني والدة كريم : انت رايح فين ؟!
– لازم اجيب الكلب ، هو السبيل لرجوع كريم ، شوفي ودوري كويس ع تعويذة الرجوع فيه فصل بيتكلم عنها ، ولو حاجة مفهمتيهاش ادخلى ع النت ع ما اجي يمكن تلاقيلها تفسير..
جريت ع البيت ولقيت الكلب ع السلم بيزوم، اخدته ورجعت تاني بسرعة ع بيت كريم، ولقيت باب الشقة موارب ” مفتوح فتحة بسيطة !!!
دخلت براحة ولقيته مكتف امه وعروقه كلها باينه في وشه ولونه ازرق كإن حد كان بيخنقه والدم اتمنع عنه !!
بس هو مشافنيش ، استخبيت ، وفجأة لقيته خارج من الأوضة وراح ع المطبخ ببطئ شديد جدا !! جريت بسرعة خدت الكتاب ، وبدأت أتصفح بسرعة ولقيت ضالتي :
يحضر الكلب الأسود إذا فشل المحضر في التحضير ، يحضر الكلب إذا أراد أحدهم استرجاع ما فقد ..
يذبح الكلب بسكينا باردا يعذب روحه ، حتى يسيل دمه، ثم تسكب دماء الكلب في فم اللعين المسخ..
خدت السكينة ورجعت ولقيت الكلب ع باب الاوضه، مسكته وغصب عني فضلت امشي السكينة ع رقبته وهو بيتألم ويزوم وبيتعذب وروحه بتطلع ، ومع كل صرخة من الكلب كريم بينهار ، ومع موت الكلب كريم وقع اغمى عليه ع الارض، اخدت الدم وحطيته جوه بق “فم” كريم ، وصورته وشكله الطبيعي رجع لهيئته، وفكيت والدته من قيودها، وكان جسمها متشرح بالسكينة اللي كانت مع كريم ..
فضلت تفوق فيه وفعلا فاق وهو بيشهق ، زي ما يكون كان غريق في البحر واتعملوا تنفس صناعي وبدأ يرجع من فمه دم كتير جدا وقال : ايه حصل ؟ انا كنت فين؟!
امه حضنته وحضنتني ، وهي بتبكي وبتقول : الحمدلله ، الحمدلله ..
ومسكت الكتاب وولعت فيه في ساعتها من غير اي تردد ..
كريم: انا اسف يا امي ع كل اللي حصل، مكنش ينفع اعمل كده وامشي ورا حاجة في المجهول لمجرد التجربة .. متزعليش مني
والدة كريم : الحمد لله انك بخير
وفضلت تعيط وهي حضناه..
اثناء ده انسحبت براحة وانا بنزف ونزلت ع الصيدلية وغيرت ع الجرح ومعرفش قدرت اطلع بيتنا ازاي!!؟
واول ما امي شافتني قالت:
ايه ده؟! ايه عمل فيك كده ؟!
قولتلها ده من لعب الكورة
عدي الموقف وعملتلي اكل وكلت واستأذنتها عشان انام ..
في النهاية انا معنديش تفسير لكل اللي حصل ، حتى انا في عيون امي مجتش البيت اصلا !!
ولا هي شافتني٣ولا كلمتني طول ٣ ايام فاتوا !!!
مش مهم ، المهم إن كل حاجة رجعت بخير ، وده درس اني عمري ما هفكر اني امشي ورا اي مجهول نهائي ..
تمت..