” جبت لك حاجة حلوة “
قالها جون وهو بيحُط إيده في شنطة محل مُستلزمات الأطفال الشهير اللي كان ماسكها في إيده، خرَّج صندوق أبيض بيلمَع وهو بيقول بسعادة وحماس: ” كاميرا مُراقبة الطفل! كاميرا من الغالية اللي فيها خاصية تسجيل الفيديو! “
ابتسمت وأنا بقوله: ” زياراتي المُتكرِّرة لأوضته الساعة 3 الفجر بدأت تضايقك، مش كدا؟ “
ضحك وهو بيقول: ” الصراحة.. شويّة، بس الهدف الأساسي من الموضوع إن كُلنا ننام شوية بقي “
بصيت للفنجان اللي في إيدي، دا رابِع فنجان قهوة أشربه خلال ساعات بسبب قلة النوم، ابتسمت وأنا بقوله: ” يلَّا نجرَّب “
ركبنا الكاميرا في أوضة ابننا في نفس اليوم، وجِّهت الكاميرا ناحية مهده (سريره)، وحطيت الشاشة على الكومودينو اللي جنب سريري، نمت وأنا بتفرَّج على ابني اللي نايم بسلام في أوضته بالأبيض والأسود من على شاشة الجهاز، كان نايم زي الملايكة ومغمض عينيه بهدوء وسلام.
بـــــــــووووووم
صحيت من النوم فجأة..
مسكت الشاشة بسُرعة، بس أدام عيني كان جيمس – ابننا – نايم بسلام، لسَّه مش قلقان ولا باين إنه متضايق من حاجة.
ابتسمت وأنا بسيب الشاشة وبرجَع تاني عشان أكمِّل نوم.
.
تاني يوم.. كُنَّا بنستعِد للنوم أنا وجون، سألته بفضول: ” ليلة إمبارح، سمعت صوت غريب أوي جاي من أوضة جيمس، متعرفش دا كان صوت إيه؟ “
” لأ.. مش معقول تكون الفيران رجعت تاني؟ “
بصيت لُه وأنا بقوله: ” لا، بصراحة مفكرتِش في الموضوع دا، بس مُمكِن أدخُل أنام جنب جيمس النهاردة، عشان يعني لو الفيران رجعت تاني متقربش منـ.. “
” نامي.. الشاشة جنبِك أهي.. لو فيه حاجة هتشوفيها “
” بس لو كُنت هناك جنبه يعني مُمكِن الـ.. “
كشَّر في وشي وهو بيقول: ” كاري! ابنك بقى عنده سنة، محتاج يبقى لُه أوضة مٌستقِّلة، وأنا احترمت قلقِك وجبت لك الجهاز دا عشان تقدري تعدِّي الفترة دي “
بصيت له باستغراب وأنا بسألُه: ” فترة إيه؟ “
” القلق “
” القلق؟ إنت متضايِق إني خايفة على ابننا وعلى صحته؟ “
” مش قصدي يعني.. أقصُد.. “
قُلتله بطريقة جافة: ” تصبح على خير “
وشديت الغطا ونمت.
.
صحيت الساعة 3:21 بعد مُنتصف الليل، قلقانة بدون سبب مفهوم، مسكت شاشة الفيديو وبصيت على جيمس، عينيَّا كانِت لسَّه مش متأقلِمة مع الضلمة، استنيت شوية لحَد ما عينيَّا تأقلَمِت على الضلمة، وشُفت جيمس نايم بسلام وهدوء في أوضته، شعره الناعِم مغطي وشه وواضِح إن مفيش حاجة مضايقاه.
حطيت الشاشة مكانها على الكومودينو وأنا بحاوِل أرجَع أكمِّل نوم.
كليـك!
فتحت عينيَّا تاني، بصيت على الشاشة بسُرعة، جيمس كان نايم عادي، هو بس إتقلَب على السرير فالسرير عَمَل صوت، لأنه نايم أدامي أهو ومفيش أي حاجة غريبة أو مُختلِفة.
جون غالبًا عنده حق.
غمضت عينيا، هو أكيد كويِّس، النوم بيسيطَر عليَّا، أنا لازِم أبطَّل قلق، هو أكيد كويِّس، كويِّس، كويِّس، كويِّــ..
.
بـــــــــووووووم
هو أكيد كويِّس، مش لازِم أقلق عليه بالشكل دا، لازِم أبطَّل قلق وأرجَّع أكمِّل نوم، لازم أرجَع أكمِّـ..
وااااااااااااااااااء!
سمعت صوت جيمس بيعيَّط بصوت عالي من الأوضة التانية، وسمعت نفس الصوت من الشاشة بعدها بثانية، بس أدامي على الشاشة، جيمس لسَّه نايم بهدوء وسلام!
صوت العياط جاي من الأوضة التانية عالي وغريب..
بس على الشاشة هو نايِم وبُقه مقفول!
أدام عينيَّا كان جيمس نايم في سريره وبيعيَّط
وجنبه واقِف راجِل مُلثَّم بيستعِد عشان يقتله بخنجر كبير..
صرخت فيه: ” ابعد عنه! “
الراجِل إتفاجئ، فكَّر للحظة يهاجمني لكنه غيَّر رأيه، نط من الشباك بسُرعة، جريت ناحية جيمس وشلته، حضنته وقربته مني وأنا بقولُّه بخوف: ” جيمس! جيمس! إنت كويِّس؟ “
جون دخل الأوضة وهو خايف ومش فاهِم إيه اللي بيحصَل، سألني: ” كاري؟ إيه اللي بيحصَل؟ “
صرخت فيه بجنون: ” اطلب الشُرطة.. كان فيه حد هنا، حد مُلثَّم اقتحم البيت من شوية “
حضنت جيمس بقوة، قربته من جسمي، بلِف وشي.. شُفت حاجة لفتِت نظري، الكاميرا بتاع جهاز مُراقبة الطفل كانت بتنوَّر نور أحمر خفيف في الضلمة.
بس أدام عدستها كان فيه حاجة متعلَّقة، قطعة ورق غريبة!
قربت منها ومسكتها..
كانت صورة!
صورة لجيمس وهو نايم بسلام في المهد بتاعه.
.