قصص

قصة موت اجباري كاملة

قصة موت اجباري كاملة الألعاب لتضيع الوقت او للتسلية، بس تفتكر إنك ممكن تموت بسبب لعبة!
” قَسم حورس.
انا حورس، عيني تَحرُس شعبي، وأنتم أبنائي، عليكم طاعة الأوامر وتنفيذ المهام، نفذوا المطلوب منكم وستحصلون على العطايا، وإذا تراجعتم، لن تحصدون إلا الموت ومن بعده المكوث في قاع الجحيم”
بعد ما قروا الخمسة قَسم حورس، ركزوا قدامهم اكتر لما ظهر لهم قَسم تاني..
“قَسم الأبناء.
نحن أبناء حورس وحراس شعبه من بعده، نُقسم على الولاء وتنفيذ المهام على أكمل وجه، وإذا خالفنا او تراجعنا او أصابنا الجُبن، فما نستحقه هو عقابه، عقاب حورس العظيم”
بعد ما خلصوا قراية القَسم، لقوا نفسهم هم الخمسة جوة قصر فرعوني، وراهم ممر طويل، وقصادهم باب خشبي كبير مقفول!
وقبل ما يسألوا أي أسئلة، ظهر صوت غليظ سمعوه في ودانهم كويس اوي..
“المهمة الأولى لأبناء حورس.. إنقاذ وريث العرش.. إبن الفرعون المُعظم، انصتوا جيدًا واتبعوا التعليمات.. اليوم هو يوم بداية الفيضان، ولذلك يُقيم الفرعون الأن احتفالًا في قصره الكبير، وبالطبع، هو ليس ذلك القصر، فالقصر الواقفون بداخله؛ هو قصر صغير مُخصص للوريث، يقيم فيه من حين لأخر مع مُعلمه وبعض الكهنة والحراس لكي يتعلم منهم أمور الحياة، ولكن ما حدث اليوم هو أمر غريب، ظهر خائن من الوزراء، واستطاع ذلك الخائن تجنيد الحراس وجعلهم يقتلون المُعلم والكهنة، وقبل أن يقتلوا وريث العرش، استطاع الاختباء منهم في مكان خفي بالقصر، وهنا يأتي دوركم.. الوريث يختبئ الأن في سرداب اسفل حجرته، وحجرته هي الحجرة المرسوم على بابها تاج، قاتلوا الحراس واذهبوا للغرفة، وحينما تدخلوها اطرقوا على الحائط المقابل للباب، اربعة طرقات بالمقمعة الموجودة مع كل واحد منكم وسط الأسلحة، حينها سينفتح باب السرداب، وهو باب خشب مخفي في أرض الغرفة، لا يعلم بأمره سوى الفرعون ووريث العرش، وبعد أن تجدوا الوريث ويخرج من السرداب، ستخرجوه من القصر، وتصعدوا معه على متن مركب ستجدوه بسهولة على سطح النيل أمام القصر، وتذكروا، عليكم القيام بتلك المهمة في وقت أقصاه عشرة دقائق، فمياه الفيضان من الممكن أن تغرق المركب إذا تأخرتم.. والأن، تسلحوا بعقولكم، واضربوا الحراس بأسلحتكم دون رحمة، وتذكروا دائمًا بأنكم أبناء حورس، حراس الأبرياء”
بعد ما سمعوا الكلام ده ابتدا واحد منهم يتكلم مع الباقين، واللي بدأ الكلام كان احمد جعفر..
-حلو اوي، احنا هنمشي في الممر ده وندخل القصر من جوة، وبعد ما ندور وسط الأوض على الأوضة اللي مرسوم على بابها التاج، ونلاقيها ونفتحها.. ننقذ وريث العرش، ولو قابلنا أي حارس ياشباب نضربه بالأسلحة اللي معانا لحد ما يموت، وخلوا بالكوا، احنا لازم نخرج من القصر كلنا، ماحدش مننا هيموت، ركزوا، لازم نكمل بقية المهمات سوا احنا الخمسة… اتفقنا؟
ردوا عليه الاربعة الباقين كلهم في صوت واحد..
-اتفقنا ياجعفر.
مشيوا الخمسة جوة الممر، كانوا بيبصوا حواليهم بحذر، الممر كان فاضي، مافيهوش أوض، فضلوا ماشين وهم ساكتين ومركزين لحد ما الممر انتهى، وفي نهايته، ظهر على الشمال واليمين مدخلين!
وقفوا ساكتين وهم بيبصوا لبعض لحد ما قطع السكوت واحد منهم، وهو حاتم…
-طب ايه يارجالة!.. هندخل شمال ولا يمين؟!
رد عليه واحد منهم، وهو محمد مكرم..
-والله مش عارف ياحاتم، هو ربنا يجعلنا من أهل اليمين يعني، بس لا، انا مش مرتاح للمدخل اليمين ده، انا شايف إننا ندخل شمال احسن.
رد عليه الشخص الرابع، وهو محمد فاروق..
-لا يامكرم، المدخل الشمال ده ضلمة، إنما اليمين باين في اخره نور.
رد على فاروق، الشخص الخامس والاخير، وهو محمد عزام..
-ياجدعان احنا كده مش متفقين على نفس المدخل، فالأحسن إننا نعمل قُرعة، ولو الاغلبية اختارت اليمين، ندخل يمين، ولو العكس، ندخل شمال، ها؟.. مين موافق؟
ردوا الاربعة بإنهم موافقين، ولما عملوا القُرعة تلاتة منهم اختاروا اليمين، واتنين اختاروا الشمال، وعشان كده دخلوا الخمسة للمدخل اليمين، ومع دخولهم، لقوا أوضة ضلمة، وبعدها طُرقة صغيرة متعلق على جدرانها مشاعل.
اتمشوا الخمسة في الطرقة لحد ما لقوا في نهايتها صالة او أوضة كبيرة اوي، والأوضة او الصالة دي كان فيها أبواب، وكل باب عليه رمز!
وقفوا الخمسة يبصوا لبعض لحد ما اتكلم جعفر..
-بصوا ياجدعان، ابواب الأوض كتير اوي، فالأحسن إننا نقسم نفسنا لمجموعتين، مجموعة فيها اتنين ومجموعة فيها تلاتة، ولما نتقسم نلف على الأبواب لحد ما نلاقي الأوضة المرسوم على بابها تاج.
عجبهم الاقتراح ده وقسموا نفسهم مجموعتين، مجموعة فيها جعفر ومكرم، ومجموعة تانية فيها فاروق وعزام وحاتم… وابتدوا يلفوا على أبواب الأوض.
المجموعة الأولى اللي فيها ٢.. وقفت قدام باب أوضة مرسوم عليه رسمة شبه الشمس، وبمجرد ما شافوا الرمز الباب اتفتح، وقتها اتكلم مكرم بصوت عالي..
-ياجدعان، الأبواب بتتفتح لوحدها اول ما بنقف قدامها، وورا كل باب في..
سكت مكرم لما شاف قصاده ناس مقتولين، والظاهر من شكلهم كده إن هم دول الكهنة اللي الحراس قتلوهم، اما المجموعة اللي فيها ٣.. فدي وقفت قصاد باب كان مرسوم عليه رسمة سلاح شبه السكينة، ومع وقوفهم اتفتح الباب وظهروا من وراه اربع الحراس، ابتدوا التلاتة يتعاملوا معاهم ويقتلوهم وهم بينبهوا بعض بصوت عالي، او بالتحديد يعني، حاتم هو اللي كان بيحاول ينبه الاتنين التانين..
-خلي بالك ياعزام.. الحارس اللي عالشمال ده مامعهوش سلاح، اخلص منه الأول، وانت يافاروق، اقف جنب عزام وانا هقف جنبك عشان ماحدش من الحراس يخرج بسرعة ويلف ويضربنا من ضهرنا.
فضلوا يضربوا فيهم لحد ما قتلوا الاربعة، وبعد كده راحوا ناحية باب تاني طلع منه اتنين حراس قتلوهم برضه، وهكذا.. كل باب كان بيظهر من وراه حراس، والتلاتة كانوا بيتعاملوا معاهم وبيخلصوا عليهم، اما على الناحية التانية بقى، او ناحية جعفر ومكرم، فكانوا هم الاتنين برضه بيلفوا على الأبواب، واي باب كان بيخرج منه حراس، كانوا بيقتلوهم برضه، لحد ما وهم بيلفوا عالأبواب، لقوا باب مرسوم على بابه رسمة التاج، وقتها وقف جعفر وقال بصوت عالي..
-يافاروق، ياعزام، ياحاتم، ماتفتحوش أبواب تانية، احنا خلاص لقينا باب الأوضة اللي فيها الوريث، اقتلوا الحراس اللي قصادكوا وتعالوا بسرعة، يلا مافيش وقت.
اتفتح باب الأوضة ودخلها جعفر ووراه مكرم، مشي جعفر لحد الحيطة اللي قصاد الباب، ومن ضمن الأسلحة اللي كانت معاه، طلع سلاح اسمه المقمعة، خبط بيه أربع خبطات على الحيطة، وبعد رابع خبطة اتفتح باب خشبي من الأرض، وفي اللحظة دي كانوا التلاتة اللي برة دخلوا الأوضة عشان يقربوا هم الخمسة من الباب اللي افتح، كده صح.. الباب كان وراه أوضة صغيرة تحت الأرض كان مستخبي فيها وريث العرش، خرجوه وخرجوا معاه برة الأوضة، وابتدوا يخرجوا من القصر زي ما دخلوا، خرجوا من الصالة للطرقة الصغيرة، ومنها للأوضة الضلمة ومنها للممر الكبيرة لحد ما وصلوا عند باب القصر اللي لقوه مفتوح، وقبل ما يخرجوا منه لقوا خمس حراس ظهروا قدامهم، اشتبكوا معاهم وابتدوا يقتلوهم وهم في نفس الوقت بيحموا وريث العرش، وبعد ما قدروا يقتلوا الحراس، لقوا قصادهم بالظبط ممشى خشبي بيوصل لمركبة موجودة على النيل، بالظبط قصاد القصر.
خدوا الخمسة وريث العرش وطلعوا المركبة، بس قبل ما يدخلوها، سمعوا نفس الصوت اللي سمعوه في الأول بيقولهم..
(المركب مربوط في المرسى عن طريق حبل، على أربعة أشخاص أن يصعدوا مع وريث العرش، وشخص واحد فقط هو من سيذهب لفك الحبل ثم سيركب مع الباقون قبل الفيضان، ومكان الحبل بجوار الممشى على اليسار)
وقفوا الخمسة وبصوا لبعض، كانوا ساكتين، كل واحد منهم عايز يقول للتاني روح انت فُك الحبل، بس قبل ما أي حد فيهم ينطق، اتكلم مكرم وقال لهم..
-انا اللي هفك الحبل ياجدعان وهرجع بسرعة، ماحدش يقاوحني ولا يقولي لا هروح انا.. مافيش وقت.
بعد ما قال كده، نزل مكرم بسرعة وفك الحبل بصعوبة، واول ما فكه ابتدت المركب تتحرك ببطء، وفي لحظة عداد الوقت وقف والفيضان بدأ، العشر دقايق خلصوا والفيضان حرك المركب بسرعة بعيد عن القصر، وفي نفس الوقت المايه القوية بتاعت الفيضان خدت معاها مكرم اللي مات غرقان.. وعلى الرغم من إن مكرم غرق، إلا إن اتكتب قصادهم بخط عريض (تمت المهمة بنجاح).
رموا الخمسة السماعات اللي كانت في ودانهم وقام كل واحد من قصاد الشاشة اللي كان قاعد قدامها، راح جعفر طفى الكاميرات اللي حواليهم، والاربعة الباقين راحوا قعدوا حوالين ترابيزة في أول الأوضة، مسك مكرم علبة سجايره وطلع سيجارة، ولعها ونفخ دخانها بضيق، وقبل ما اي حد من الباقين يتكلم، كان جه جعفر وقعد جنبهم وبص لمكرم بضيق..
-هو انا ياعم مش قولت في أول اللعبة إننا نحاول نعيش كلنا، انا كان نفسي نكمل احنا الخمسة مع بعض بقية المهام.
بص له مكرم بضيق وقال له بعصبية..
-يعني هو عشان اختارت إن انا اللي افك الحبل، ابقى كده غلطان يعني؟، وبعدين انت بتكلمني كده ليه.. الحبل ماكنش راضي يتفك بسهولة، ملعون ابو دي لعبة ياعم اللي هتخسرنا بعض، انا ماشي.
مسكه فاروق من دراعه وحاول يقعده..
-اقعد يامكرم.. في ايه ياعم، انت دماغك صغيرة كده ليه، ده جعفر بيهزر.
زق مكرم إيد فاروق…
-ياعم بلا بيهزر بلا بيتنيل بقى، هو انا ناقص، مش كفاية مراتي سايبة لي البيت، ومش كفاية كمان القرف اللي في حياتي واللي بسببه وافقت اجي العب معاكوا عشان افك شوية، لا.. جايبيني العب لعبة تشيلني الهم زيادة، انا هغور ياعم بلا وجع دماغ.
خرج مكرم من الأوضة ورزع الباب وراه، وبعد كده خرج من الشقة كلها، بص عزام لجعفر وقال له وهو بيبتسم بخبث..
-وربنا انت مصيبة، بقى متصل بيه وجايبه يلعب معانا عشان تخرجه من المشاكل اللي هو فيها، وفي الأخر تقوم تزعقله كده!
رد جعفر وهو بيشوح بإيده..
-ياعم ما هو اللي غبي، وبعدين احنا مابنلعبش، احنا الاربعة عارفين كويس اوي إننا بنجرب لعبة من تصميمنا، والتجربة دي بتتسجل صوت وصورة عشان تتبعت لشركة الألعاب الأجنبية اللي هتسوق للعبة، فماتقوليش بقى بنلعب وبنخرجه من اللي هو فيه، مش جايبينه ملاهي احنا.
بص له حاتم وطبطب على كتفه، بعد كده خد موبايله وقام وقف..
-معلش ياجعفر.. طول بالك، وماتقلقش، احنا الاربعة هنكمل المهمات الجاية، هنكملها حتى لو كانت اصعب باربعة لعيبة، عادي.. روق كده، هتتهندل.
هز له جعفر راسه وابتسم، فابتسمله حاتم وهو بيقوله..
-طب انا همشي واشوفك بكرة، عاوزين حاجة ياجدعان؟
قام عزام وقف ومسك في دراع حاتم..
-اه استنى.. خدني معاك، انا محتاج اروح انام لأني حرفيًا مش شايف.
وفعلًا.. خرج حاتم ومعاه عزام، وبعدهم فاروق، واتبقى بس جعفر اللي ماروحش الفيلا عند أبوه، طب ليه ماروحش.. جعفر ماروحش لأنه في شقته، ماهي الشقة اللي هم بيجربوا فيها اللعبة دي تبقى شقة جعفر، وعشان كده قام جعفر غسل وشه وغير هدومه ورجع قعد على الكمبيوتر بتاعه، جمع الفيديوهات اللي في الاربع كاميرات اللي كانت بتصور المهمة، وبعد ما منتجهم نام على الكنبة في الصالة… وفضل نايم لحد ما صحي على صوت تليفونه، وكان اللي بيتصل بيه هو فاروق.
مسك التليفون ورد وهو لسه نايم مكانه..
-ايوه يافاروق.
رد فاروق من الناحية التانية..
-ايوه ياجعفر.. مكرم.. مكرم مات، لقوه غرقان في البانيو اللي في حمام شقته.
يُتبع
ده الجزء الأول من قصة موت إجباري او ابناء حورس
موت إجباري
(ابناء حورس٢)
مسك التليفون ورد وهو لسه نايم مكانه..
-ايوه يافاروق.
رد فاروق من الناحية التانية..
-ايوه ياجعفر.. مكرم.. مكرم مات، لقوه غرقان في البانيو اللي في حمام شقته.
اتنفض جعفر من مكانه وفتح عينيه على أخرها..
-انت بتقول ايه؟.. ازاي ده وحصل امتى؟
-امبارح بالليل، الطب الشرعي بيقول إنه خد مخدر وملى البانيو ونام جواه عشان يموت غرقان.
-طب وانتوا فين دلوقتي؟
-انا والعيال عند ابوه وبنحضر للعزا، تعالى لنا على هناك.
قفل جعفر مع فاروق وقام لبس ونزل جري على عنوان عم مكرم، ابو محمد مكرم، ومع وصوله كان العزا بدأ، وقف مع اصحابه وعم محمد وخد عزا صاحبه، وبعد ما العزا خلص وقعدوا مع ابو محمد وواسوه، اتجمعوا هم الاربعة عند جعفر في شقته، فضلوا ساكتين لفترة كبيرة، كل واحد فيهم كان بيحرق في سجاير وهو مابينطقش، دام السكوت لحوالي نص ساعة تقريبًا لحد ما اتكلم عزام..
-تفتكروا احنا السبب في اللي حصل؟
بص له حاتم باستغراب..
-احنا السبب!.. سبب في ايه؟.. احنا اللي قولناله ينتحر؟، ولا احنا اللي قولنا لمراته تتخانق معاه وتسيبله البيت كل يوم والتاني عشان يجيله اكتئاب!
بص فاروق لحاتم وبعد كده بص لعزام..
-حاتم معاه حق، مكرم كان عنده اكتئاب، وماتقنعنيش إنه انتحر عشان كلمتين بينه وبين جعفر.. مكرم اصلًا كان عنده تاريخ مع الانتحار وحاول ينتحر مرتين قبل كده، ولا انت ناسي؟!
رد عزام وهو باصص قدامه وسرحان..
-مش عارف.
في اللحظة دي قام جعفر وقف وقالهم بصوت عالي..
-الله يرحمه، إذا كانت تجوز عليه الرحمة من أساسه، احنا كلنا عارفين إنه كان مريض نفسي وإن مراته وابوه نفسهم ماكنوش بيطيقوه، فاحنا بقى مش هنقعد نحط إيدينا على خدنا ونولول زي الولايا، ومش معقول برضه نضيع اليوم في مين السبب ومين اللي خلى مكرم ينتحر، خلاص، اللي حصل حصل، والحي ابقى من الميت، احنا لازم نكمل اللعبة ونخلص المهمات، انا المفروض هقدم اللعبة بعد اسبوع.
بصوا له كلهم وهم مستغربين كلامه، وقبل ما ينطقوا، كمل كلامه وقال لهم..
-وقبل ما تقولوا اي حاجة او تعترضوا، مستقبلنا مالوش أي علاقة بموت صاحبنا، اللعبة دي هي مستقبلنا وهي اللي بسببها ممكن حياتنا كلنا تتغير، فالأحسن بقى إننا ننركز في مستقبلنا ونشوف اللي ورانا، مش نقعد قعدتنا اللي مالهاش أي لازمة دي.
في الأول استغربوا التلاتة من كلام جعفر، بس لما فكروا فيه وحسوا إنه معاه حق، قاموا معاه ودخلوا الأوضة اللي فيها الأجهزة اللي بيلعبوا عليها، كل واحد قعد على جهاز كمبيوتر ولبس السماعة على راسه ومسك الدراع، وابتدوا الاربعة في المرحلة الرابعة من اللعبة، المرحلة اللي مع بدايتها، كانوا الاربعة واقفين في شارع وقصادهم حارة ضيقة!
وقبل ما يتحركوا من مكانهم ويدخلوا الحارة او الشارع الضيق ده، سمعوا نفس الصوت اللي بيقولهم على تعليمات اللعبة، وهو بيشرحلهم المرحلة الجديدة.
(أهلًا بكم في المهمة الرابعة من لعبة أبناء حورس، أنتم الأن في وقت الشدة المستنصرية، الشعب جائع ولا يوجد طعام، الجميع يأكل الجميع، وبداخل ذلك الزقاق، منزل، على بابه رقم ٢٥.. بداخله عائلة تحتمي من الجوع والجائعين، مهمتكم هي إخراج تلك العائلة من المنزل وتوصيلها إلى خارج المنطقة دون أن يتم التعرض لهم بسوء.. وتمامًا كما المهمة السابقة، عليكم إنقاذ العائلة في عشرة دقائق، واحذروا من الغرباء، فأنتم لهم طعام شهي)
بصوا لبعض وابتسموا وبعد كده دخلوا الحارة الضيقة، البيوت قريبة من بعض، الدم مغرق الشوارع، أصوات ناس بتصرخ من كل مكان، الدنيا ليل ومافيش أي أضاءة إلا الشعلة اللي في إيد كل واحد.. عدوا الاربعة على بيوت كتير، بيت رقم ١.. جنبه بيت رقم ٣، وقصاده بيت رقم ٢ وجنبه بيت رقم ٤، واول ما وصلوا عند بيت رقم ٧.. بابه اتفتح وخرج منه شخص شكله يخض، بوقه مليان دم وفي إيده دراع بني أدم!
طلع فاروق سكينة من معاه وفضل يطعنه بيها وقت ما كان بيهاجمهم، وفعلًا.. قدر يقتله وكملوا في طريقهم، كان في بعض البيوت بيعدوا من قدامها بهدوء، وفي نفس الوقت كان في بيوت تانية بيخرج منها ناس جعانة ومستعدة تاكلهم، لكنهم كانوا بيقدروا يموتوهم عن طريق الأسلحة اللي معاهم، وفي النهاية قدروا يوصلوا عند البيت رقم ٢٥.. فتحوا بابه ودخلوا خدوا العِيلة اللي جواه، اب وأم وبنتهم، خدوهم وخرجوا بيهم من الحارة، ووقت ما كانوا خارجين ابتدوا يهاجموهم الجعانين واشتبكوا معاهم، وطبعًا كانوا بيضربوهم وبيمشوا بسرعة عشان يخرجوا من الزقاق، بس قبل ما يخرجوا اتلموا خمسة من الجعانين حوالين عزام اللي ماقدرش عليهم وابتدوا ياكلوه!
كان بيصرخ فيهم وبيقولهم بصوت عالي..
-ياجدعاان.. ياجدعان حد يرجعلي ياجدعان، الأسلحة اللي معايا وقعت والشعلة اتطفت.
لكن رد عليه جعفر وقال له بعصبية..
-احنا لو رجعنا الوقت هيفوتنا والعيلة ممكن تتهاجم والمهمة كلها تبوظ، احنا خلاص خرجنا من المنطقة كلها و..
سكت جعفر فجأة لما اتكتب على الشاشات قصادهم (تمت المهمة بنجاح).
رمى عزام السماعة والدراع وقال بعصبية..
-ايه ياجدعان، ما انا عمال اتنيل اقولكوا حد يجي يتنيل يساعدني لما اتكاتروا عليا، وانتوا كل اللي يهمكوا العيلة والوقت.
قام حاتم وقف ورد عليه بابتسامة..
-عشان مهمتنا هي إننا ننقذ العيِلة، مش إننا ننقذ عزام!
اتضايق عزام من أسلوب حاتم، ومن غير كلام قام وقف وخد بعضه وخرج وهو بيقولهم بغضب..
-انا هتنيل اروح عشان اتخمد.. ولما تيجوا تلعبوا المهمة الجاية ابقوا كلموني عشان اجي اتفرج، سلام.
خرج عزام من الشقة وسط ضحك وتريقة حاتم وجعفر وفاروق، وبعد مامشي بدقايق، مشي بعده حاتم ووراه فاروق، اما جعفر، فقعد على الكمبيوتر بتاعه وابتدا يمنتج الفيديوهات اللي سجلتها الكاميرات اللي حواليهم للعبة، وبعد ما خلص مونتاج وحفظ الفيديو النهائي لتجربة لعب المهمة الرابعة، حط راسه على المكتب اللي كان قاعد عليه وراح في النوم، وفضل نايم لحد ما صحي على تليفون من حاتم.
-الو.. ايوه ياحاتم، ايه مكرم انتحر تاني ولا ايه؟
رد عليه حاتم وهو بيتهته في الكلام..
-لا ياجعفر.. ده عزام.. عزام وهو مروح بيته بالليل، طلعوا عليه كلاب مسعورة وقطعوه.
برق جعفر وبلع ريقه بصعوبة..
-انت بتقول ايه؟
-اه وربنا ده اللي حصل، احنا عند امه واخته دلوقتي، تعالى لنا على هناك.
وزي اليوم اللي قبله، راح جعفر خد عزا صاحبه التاني هو وحاتم وفاروق، وبعد العزا، وبعد ما قعدوا مع ام عزام واخته شوية، قاموا التلاتة وراحوا الشقة عند جعفر، بس المرة دي اول ما قعدوا قصاد بعض، اتكلم حاتم بعصبية وقال لجعفر بصوت عالي..
-ايه ياعم جعفر؟.. عزام انتحر هو كمان عشان عنده اكتئاب!.. ولا يكونش راح للكلاب واتخانق معاهم وعشان كده موتوه؟
لما قال كده بص له فاروق بضيق..
-حاااتم.. وهو جعفر ماله يعني؟.. ما انا وانت عارفين إنه من زمان وهو خواف، يعني وارد اوي وهو راجع البيت متعصب والشوارع فاضية بالليل، قابل مجموعة كلاب مسعورة، ولأنه شخص جبان وخواف وكمان كان متضايق، خاف منهم وطلع يجري وهم جريوا وراه.
بص له حاتم وضحك بتريقة..
-يارااجل!.. انت مصدق نفسك؟.. بقى في كلاب شوارع تموت بني أدم وتقطعه بالمنظر ده؟
بص له جعفر وقال له بلا مبالاه..
-اه في.. احنا كل يوم والتاني بنسمع عن ناس بتتعض من كلاب شوارع.
-اه بتتعض، مش بتتاكل!
رد فاروق على حاتم..
-بس الكلاب ما أكلتوش، دول هاجموه لحد ما.. لحد ما..
-اه لحد ما قطعوه يافاروق، عادي.. ما هي كلاب مسعورة، وبعدين قولي ياعم حاتم بعقلك كده، لو مش الكلاب المسعورة اللي الطب الشرعي نفسه أكد إنها هاجمته تبقى هي السبب، يبقى مين السبب، اللعبة مثلًا!
رد حاتم وهو متضايق..
-يووه.. ماعرفش بقى اللعبة ولا مين بالظبط، هو كل اللي اعرفه إن عزام مات متقطع في اللعبة، وفي الحقيقة برضه مات متقطع.
ضحك فاروق على كلام حاتم..
-ياراجل!.. يعني انت عايز تقنعني إن اللعبة فيها حاجة خارقة وهي اللي بتموت اللي بيموت فيها بنفس الطريقة في الحقيقة، ايه ياعم انت الخيال ده كله، اللي انت بتقوله ده سيناريو فيلم ياابا.
بص جعفر لحاتم وبعد كده بص لفاروق..
-قول له.. مفكر نفسه بيلعب stay alive.. ياابني اللعبة دي احنا اللي مكملين تصميماتها، واحنا برضه اللي هنقدمها للشركة الأجنبية اللي هتسوقها لنا، يعني من الأخر كده لعبة أبناء حورس دي لعبتنا احنا، يبقى ازاي عايز تقنعني إن فيها حاجة غريبة هي اللي بتموتنا، وعشان اثبتلك إن احنا صح وانت غلط، احنا هنلعب المرحلة التالتة، وماحدش فينا هيموت، ومن بعدها هنلعب التانية والاولى وهنتشهر لما اللعبة دي تكسر الدنيا.
بص حاتم لجعفر وهو ساكت، وبعد سكوت دام لثواني، رد حاتم….
-لا.. انا مش هلعب اللعبة دي تاني، احنا نجيب أي حد ونخليه يلعبها، إنما انا لا.
بص له فاروق وقال له بغضب..
-ما تكبر بقى ياابني انت وماتبقاش خواف بالشكل ده، دي لعبة، يعني مالهاش دعوة بأي حاجة بتحصل في الحقيقة.
اتكلم جعفر وهو بيتحرك من مكانه..
-فاروق معاه حق، انت لازم تكبر بقى وتبطل شغل العيال ده، احنا هنلعب اللعبة وهنخلص كل المهمات وهنكسبها، ولو مش بمزاجك ياحاتم هتبقى بالقرعة زي ما اتعودنا.. احنا دلوقتي تلاتة، وانا وفاروق موافقين، يعني غصب عنك هتلعب معانا.
قرب جعفر من حاتم وحط إيده على كتفه..
-جمد قلبك وشيل الكلام الاهبل ده من دماغك، ده انت اكتر واحد كنت بتحذرنا من التفاؤل والتشاؤم.
قام فاروق وقف وحط إيده هو كمان على كتف حاتم…
-جعفر عنده حق، ده انت اكتر واحد فينا بتحسبها بالعقل، بقى معقول يعني هتصدق في إن حتة لعبة بتموتنا والكلام الفارغ ده.. يلا، يلا قوم خلينا نخرج من اللي احنا فيه، يلا خلينا نخلص بقية المهمات.
وبعد جدال طويل، وافق حاتم على كلام جعفر وفاروق وقاموا هم التلاتة عشان يلعبوا المهمة التالتة، وزي المهمتين اللي فاتوا.. قعد كل واحد منهم قصاد جهاز ولبسوا السماعات ومسكوا الدراعات، واشتغلت اللعبة، بس المرة دي لقوا نفسهم واقفين في طريق طويل زي مَطلع، وقبل ما يتحركوا اتكلم الصوت اللي بيديهم التعليمات وقال لهم..
(أهلًا بكم أبناء حورس الأوفياء في يوم مذبحة القلعة!
يُتبع
ده الجزء التاني من قصة موت إجباري او ابناء حورس
موت إجباري
(ابناء حورس٣)
(أهلًا بكم أبناء حورس الأوفياء في يوم مذبحة القلعة، أنتم الأن واقفون عند بداية طريق مرتفع، في نهايته باب من ابواب قلعة صلاح الدين، وخلف ذلك الباب تحدث المذبحة.. مهمتكم هي تجاوز الحراس في ذلك الطريق والوصول إلى الباب وفتحه، وعندما تنجحون في النصف الأول من المهمة ويُفتح الباب، سيخرج منه مملوك ومعه ثلاثة أحصنة، حصان لكل فرد منكم.. وهنا يبقى الجزء الأخير من المهمة، عليكم الهروب بمساعدة الأحصنة وتجاوز ذلك الطريق مع المملوك، اتمنى لكم حظًا سعيدًا، ولكن عليكم الحذر، فرصاصات الحراس طائشة)
بعد ما خلصت التعليمات، ابتدوا التلاتة يلعبوا، مشيوا في الطريق بهدوء وهم بيتحاموا في بعض، وطبعًا طلع عليهم حراس وابتدوا يشتبكوا معاهم، لكن التلاتة كانوا مركزين اوي مع الحراس، وبسبب تركيزهم ده قدروا يوصلوا للباب وفتحوه، ومع فتحهم للباب خرج منه مملوك على حصان، ووراه كان في تلات أحصنة، ركب كل واحد منهم حصان وابتدوا يمشوا ورا المملوك وهم بيقاتلوا الحراس اللي ظهروا حواليهم، ضرب هنا وهنا.. التلاتة كانوا مركزين وقدروا يموتوا كل الحراس اللي حواليهم، وبسرعة نزلوا في الطريق، بس وهم نازلين سمعوا صوت طلقة جت من بعيد، وبعد ما الطلقة اتضربت، وقع الحصان اللي كان راكب عليه حاتم، ومع وقعته، وقع حاتم هو كمان ورقبته اتكسرت، وبسبب خوف الاحصنة اللي كانوا راكبينها فاروق وجعفر، فالاحصنة جريت لحد نهاية الطريق، ومع وصولهم لمكان ما كانوا واقفين في البداية هم والمملوك، ظهرت قصادهم نفس الجملة اللي بتظهر في نهاية كل مهمة (تمت المهمة بنجاح).
بلع حاتم ريقه وشال السماعة من على راسه بهدوء وساب الدراع، بص لفاروق ولجعفر وعينيه بتدمع..
-هو انا.. هو انا هموت!
قام فاروق ومشي ناحيته ووراه جعفر، قربوا من حاتم وقال له فاروق بهدوء..
-مافيش الكلام ده، انت موتت في اللعبة، ودي مجرد لعبة، يعني مالهاش أي علاقة بالحقيقة.
قام حاتم وقف وقال لهم بصوت واطي..
-انا عاوز هروح.. انا لو خلاص هموت، يبقى الاحسن لي إني اموت وسط أهلي.
حاول فاروق يمسكه، لكنه زق دراعه وسابهم ومشي، بص وقتها فاروق لجعفر وقال له..
-وبعدين؟
-ولا قبلين ياعم فاروق، انا هفصل الكاميرات وهقعد امنتج الفيديوهات خلينا نخلص، كلها كام يوم والمفروض اللعبة والفيديوهات يتقدموا لمقر الشركة اللي هنا في مصر، انا مش فايق لأي كلام.. انا بسابق الزمن.
بعد ما جعفر قال كده، ابتدا يجمع الفيديوهات من الكاميرات اللي كانت بتصورهم وهم بيلعبوا، وبعد ما جمع الفيديوهات قعد على جهاز الكمبيوتر بتاعه وابتدا يمنتجهم، وقتها فاروق كان حس انه محتاج ينام، وعشان كده استأذن من جعفر وروح، اما جعفر، ف زي عوايده، قعد يمنتج لحد ما تعب ونام، واول ما صحي الصبح ابتسم لما لقى تليفونه مارنش، كان سعيد لما اتأكد إن اللعبة مالهاش دعوة بكل اللي حصل لمكرم وعزام، وعشان يطمن اكتر، مسك تليفونه واتصل بحاتم.. بس الغريب بقى إن اللي رد عليه كان اخوه الصغير اللي قال له..
(ايوه يااحمد.. حاتم مات.. الناس لقوه مرمي في شارع جانبي مهجور ومضروب على دماغه بشومة، الظاهر كده إن في بلطجية طلعوه عليه وثبتوه، ولما مارضيش يديهم الحاجة اللي معاه ضربوه على دماغه)
بعد ما سمع جعفر الكلام ده من اخو حاتم، اتصل بسرعة على فاروق، لكن فاروق لما رد عليه وسمع الكلام ده منه، سكت وهو مذهول لفترة، وبعد سكوته رد وقال له..
-طب ايه، انت هتعمل ايه دلوقتي؟
-مش هعمل يافاروق، هعدي عليك عشان نروح لاهل حاتم.
-لا لا.. ماتجيش عندي، انا صاحي النهاردة تعبان وخايف لا يكون الفيرس اياه، ماتجيش لا تتعدي… روح لهم انت وعزيلي اخوه، وانا لما اخف هبقى اروحله.
ومع نهاية المكالمة، قام جعفر وراح حضر عزا صاحبة التالت، وبعد العزا، روح البيت وهو حزين ومهموم، مابقاش عارف يعمل ايه، التفكير كان بينهش خلايا مخه، كل اللي جه في باله وعمله، إنه اتصل بفاروق فيديو كول..
-ايوه يافاروق.. عامل ايه دلوقتي؟!
رد عليه فاروق اللي كان على سريره وباين عليه التعب..
-تعبان يااحمد.. غالبًا هو الفيرس اياه، بس عمومًا انا كلمت الدكتور وكتبلي علاج طلبته من الصيدلية، واديني اهو ماشي عليه وبشرب سوايل سخنة، اما نشوف أخرتها.
-الف سلامة عليك، ربنا يقومك بالسلامة، بس انا عايز اعرف رأيك في اللي حصل.
-مش عارف.. انا لسه عند رأيي ياجعفر، اللعبة مالهاش أي علاقة باللي حصل لهم، كلها صدف.. وعشان اثبتلك، يلا نلعب دلوقتي المهمة التانية.
برق جعفر لما فاروق قال كده..
-مرحلة ايه وزفت ايه؟.. انت مش شايف انت تعبان ازاي؟
-ياعم ما انا مش هفضل قاعد في البيت زي خيبتها كده، انا عاوز اشغل نفسي بأي حاجة، وبما إن انا معايا نسخة من اللعبة على اللابتوب، ف يلا بينا عشان اثبتلك إن اللعبة مالهاش أي علاقة باللي حصل.
سكت جعفر، كان خايف، مرعوب، وفي نفس الوقت في احساسين جواه، احساس بالطمع بيقوله يكمل اللعبة عشان الفلوس والشهرة اللي هيجوا من وراها لما تتباع، واحساس تاني بيقوله إن كلام فاروق صح.. اللي حصل ده كله صدف، مجرد صدف، وبسبب احاسيسه دي سمع كلام فاروق وابتدوا هم الاتنين يلعبوا اللعبة المرحلة اللي قبل الأخيرة، مرحلة المهمة التانية.
(أهلًا بكم أبناء حورس المُخلصين في يوم حريق القاهرة، المبنى الذي يشتعل أمامكم الأن، هو مبنى حكومي هام، كل الأوراق التي بداخله يوجد منها نسخ عديدة، إلا ملف واحد، ملف أزرق به معلومات سرية يجب أن تخرج من المبنى قبل احتراقه، والملف على مكتب بداخل غرفة مكتوب عليها “الأرشيف”.. اما المطلوب، ف هو الدخول للمبنى واخراج الملف منه في خمس دقائق، حظًا سعيدًا، وإلى اللقاء في المهمة الأخيرة)
بعد ما الصوت اللي بيديهم التعليمات خلص كلامه، ابتدوا الاتنين يدوروا على باب يدخلوا منه جوة المبنى، لفوا حواليه لحد ما وصلوا لباب صغير في ضهر المبنى، فتحوه وابتدوا يدوروا وسط الأوض اللي بتتحرق على أوضة الأرشيف، النار كانت بتنتشر حواليهم في كل مكان والوقت بيمر، كانوا بيلفوا بين الأوض وبيدوروا بسرعة لحد ما لقوا الأوضة المطلوبة، دخلوا جواها ولقوا على مكتب خشبي الملف الازرق، خده جعفر وخرج يجري هو وفاروق لحد ما وصلوا لباب الخروج، وقبل ما يخرجوا منه وقع عرق خشب النار ماسكة فيه على دماغ فاروق!
وقع فاروق على الأرض وجعفر خد الملف وخرج بيه، واول ما خرج اتكتب على الشاشة (تمت المهمة بنجاح).
فتح جعفر بوقه وبص لفاروق اللي كان لسه فاتح مكالمة الفيديو مع جعفر..
-لا يافاروق، انت مش هتموت.
ضحك فاروق وقال له بتريقة..
-ياعم اموت ايه بس، فال الله ولا فالك، وبعدين شخصيتي في اللعبة ماتت محروقة، انا بقى هروح فين ولا هتحرق ازاي إن شاء الله، ده انا قاعد في البيت زي البطة البلدي العيانة، وبعدين انا ماعنديش بوتجاز اصلًا، معظم العفش عند ابويا عشان الشقة بتتوضب، بص.. انت اعمل المونتاج وانا هبعتلك فيديو اللعبة اللي سجلته بالكاميرة اللي عندي وهنام شوية، واول ما اصحى هكلمك واطمنك عليا.
قفل جعفر مع فاروق وقعد يمنتج الفيديو بتاعه وهو بيلعب والفيديو اللي بعتهوله فاروق للوقت اللي لعب فيه، وبعد المونتاج وقبل ما ينام، اتصل بفاروق.. مرة، اتنين، تلاتة، ولما لقاه مابيردش، لبس هدومه ونزل جري على عنوانه، واللي توقعه لقاه، شقة فاروق كانت متفحمة وفاروق هو كمان كان متفحم جواها!
بعد حادثة فاروق ب ٢٤ ساعة، قعد جعفر في شقته لوحده، دموعه كانت سابقة تفكيره، خد اخر نفس من سيجارته وطفاها، طفاها وهو بيفتكر كلام المحامي اللي نقله عن النيابة بخصوص اللي حصل في شقة فاروق.
(القضية هتتحفظ على إنها قضية انتحار، الضحية خد التنر اللي بيتم استخدامه في توضيب الشقة ودلقه على نفسه في أوضة النوم بعد ما خد دوا منوم قوي، وواضح كده من علاقته بخطيبته اللي كان فيها مشاكل وتوتر في الفترة الاخيرة، إنه انتحر بسبب مشاكلهم مع بعض اللي كان سببها الرئيسي إهماله ليها زي ما قالت.. وكمان الشقة مافيهاش أي بصمات غريبة او حتى كسر في الباب يقول إن حد اقتحمها وقتله)
لما افتكر جعفر الكلام ده، قام وقف وصرخ بغِل..
-فاروق مانتحرش، فاروق مستحيل ينتحر، انا اخر واحد كنت بكلمه وانا متأكد إنه اتقتل، وطالما اللعبة هي السبب، فانا هلعب المرحلة الأخيرة لوحدي، ولو موتت.. يبقى ارتاحت لأني هروح لاصحابي اللي ماتوا بسببي، ولو عيشت، هخلد إسمهم بأنه يتحط على أغلفة اللعبة.. انا هلعب.. هلعب المرحلة الأخيرة حتى لو فيها موتي.
قام جعفر وشغل الكاميرا اللي بتسجل اللعبة، بعد كده قعد على الجهاز وفتح اللعبة بتحدي والدموع بتنزل على خده، وابتدا يلعب.
(مرحبًا بك ابن حورس في قطار الموت…
يُتبع
ده الجزء التالت من قصة موت إجباري او ابناء حورس
موت إجباري
(ابناء حورس٤)
(مرحبًا بك ابن حورس في قطار الموت، أنت شجاع، فقد وصلت بمفردك لتلك المرحلة، وحورس الأن يثق في قدراتك، انت الأن في العربة الأخيرة من قطار الموت، حولك لصوص يريدون سرقتك، وأيضًا ركاب أبرياء.. مهمتك هي السير من العربة الأخيرة للعربة الأولى في عشرة دقائق، وعندما تصل إلى العربة الأولى ستجد في نهايتها وصلة.. وتلك الوصلة تصل بين كابينة القائد النائم بعد أن شرب مخدرات، وبين عربات القطار، افصل الكابينة عن القطار وانقذ الأبرياء.. وبذلك تتم المهمة، ولكن أحذر اللصوص، فمعهم أسلحة بيضاء)
بعد ما خلص الصوت التعليمات، ابتدا جعفر يتحرك بين الركاب، كان منهم اللي معاه اسلحة وبيحاول يسرقه، وركاب عادين، لكن جعفر كان مركز اوي وقدر يفرق بين الركاب العادين والحرامية، وقدر كمان يضرب الحرامية وعدى بين العربيات بسرعة، وعند الدقيقة ٩ كان وصل للوصلة وقدر يفصل بين كابينة السواق وبين عربيات القَطر، وبعد ما فك الوصلة واتكتبله (تمت المهمة بنجاح) قام صرخ وهلل من الفرحة.
-ماموتش.. ماموتش.. انا ماموتش، اللعبة مالهاش دعوة، اللعبة مالهاش دعوة، انا لسه عايش.. انا لسه عايش واللعبة مالهاش..
سكت جعفر فجأة لما سمع من وراه صوت خطوات، لف بالراحة وبص ناحية الخطوات، كان حد واقف عند الكاميرا، طفاها وقرب بهدوء من جعفر وهو ماسك في إيده مسدس، بص له جعفر بذهول..
-انت!.. انت يامروان؟
ضحك الشخص اللي واقف قصاده ورد عليه بثقة وسعادة لا يتناسبوا أبدًا مع الموقف اللي هم فيه..
-ايوه يااحمد ياجعفر.. انا مروان اللي جاي ياخد حقه، ولو اتحركت خطوة واحدة بس هتحصل اصحابك.
-طب ليه؟.. ليه كل ده؟
-ليه!.. تصدق انا كلمة ليه دي كانت هتجنني، انا طول عمري بسأل نفسي ليه ومالقتش أجابة، ليه طلعت لقيت أهلي ناس غلابة، وليه درست وطلع عيني لغاية ما اشتغلت في شركة البرمجيات بتاعت ابوك، وليه لما روحتله بالتصميم المبدئي للعبة بتاعتي، لعبة (أبناء حورس).. خده مني وقالي هيبص عليه وهيساعدني في تسويقه، ولما بص عليه وعجبه، اداه لابنه الفاشل عشان يكمله ويعمل منه لعبة ويبيعها لشركة ألعاب اجنبية كبيرة وياخد فلوس وشهرة على قفايا، بس ماتقلقش، ربك كبير.. سكرتيرة ابوك عرفت باللي حصل لما سمعته بيكلمك عن الملفات اللي ادهالك، وانت زي الغبي وقعت بلسانك وقولت اسم اللعبة قدامها، وهي لما سمعت الأسم ولأنها بتحبني من غير ما حد يعرف، جت وحكت لي عن اللي سمعته، وقالتلي إنها سمعت إسم اللعبة بتاعتي اللي حكيت لها عنها على لسانك، وقالتلي كمان إن ابوك قالك شد حيلك وخلصها وخلص فيديوهات تجربة اللعبة عشان تقدمها وتنزل بأسمك، أغبيا.. بس ربك بيسلط عقل الغبي عليه، وكمان بيسلط عليه صاحب الحق.. اه.. ما انا بعد ما فاطمة قالتلي اللي سمعته قررت اراقبك، ومن مراقبتي ليك عرفت الشقة دي وعرفت اطلع نسخة من مفتاحها ودخلتها وركبتلك فيها مايكات، وبقيت اسمعك عن طريقها انت واصحابك، انتوا ماعملتوش جديد.. لا انت ولا حاتم ولا فاروق ولا عزام عملتوا أي جديد، انتوا بس خدتوا التصور اللي انا حطيته للعبة واشتغلتوا عليه، وعشان كده كان سهل عليا اخترق اللعبة والشقة فاضية وارتب موتة لكل واحد جواها، اول واحد.. الحبل مش هيتفك بسهولة وهيموت وقت وقت الفيضان.. وده في الحقيقة دخلت شقته وخدرته وغرقته في البانيو، وطبعًا ماسيبتش ورايا أي دليل، وتاني واحد.. خليت الجعانين في اللعبة يتاكتروا عليه وياكلوه، وفي الحقيقة قابلته في الشارع بعد ما نزل من عندك وفضلت مراقبه، ولما دخل شارع مهجور، خليت الكلاب الجعان اللي كانت معايا تقطعه، وتالت واحد.. خليت الحصان اللي راكب عليه ياخد رصاصة طايشة ويقع من عليه، وفي الحقيقة قابلته بعد ما نزل من عندك برضه وضربته على نفوخه بعصاية تخينة وجيبت أجله، ورابع واحد.. خليته يقع عليه عرق خشب مولع، وفي الحقيقة دخلت بيته عن طريق الباب بسبب نسخة كنت عاملها من مفاتيحه زي ما كنت عامل معاكوا كلكوا، وولعت فيه من غير ما اسيب ورايا برضه أي أثر، بس الأخير.. لا، ده كان لازم يكمل عشان فيديوهات التجربة تتم، وحصل اللي رتبتله، بس انا جامد ياأخي.. كنت بصطادهم واحد ورا التاني زي الدبان، وبدل ما اتعب نفسي وافكرلهم في موتات تليق بيهم، بقيت بموتهم في الحقيقة زي ما بيموتوا في اللعبة، لكن تعرف.. انا كنت بعمل كده وانا حاسس إنكوا هتحسوا في وقت ما إن اللعبة ملعونة ومش هتكملوا، بس برضه كملتوا.. وانا كملت في خطتي، ودلوقتي هاخد اللعبة والفيديوهات وهقدمهم انا للشركة.. انا.. اللاعب رقم زيرو ومصمم اللعبة، انا صاحب الحق، والحق رجعلي تاني.
-طب ومكرم.. مكرم ذنبه ايه؟
-ذنبه إنه صاحبكوا.. وذنبه إنه اغنى مني، وانت كمان، ذنبك إنك سرقتني وذنبك إنك اغنى مني، سلام ياحرامي ياابن الحرامي.
وضرب مروان طلقة من المسدس اللي فيه كاتم للصوت استقرت في راس أحمد، وبعد ما قتل مروان، احمد جعفر، خد اللعبة والفيديوهات وخرج من الشقة، وبعد المعاد المحدد من الشركة، راح مروان وقدم اللعبة بأسمه واتقاله إنها متوافق عليها مبدئيًا، وده حصل بعد ما اتشل جعفر ابو احمد ومدير الشركة اللي مروان بيشتغل فيها، وفي النهاية اتقبلت اللعبة واتحدد لمروان معاد يسافر فيه فرع الشركة في اوروبا عشان يمضي عقد بيع اللعبة، بس بعد ما مروان اتبلغ بالخبر ده، ووقت ما خرج من مقر الشركة وهو فرحان باللي وصل له، كان مُنتشي وبيعدي الشارع وهو فرحان اوي وفاطمة حبيبته كانت مستنياه على الرصيف التاني، واول ما بص لها وابتسم، جت عربية نقل كبيرة وخبطته، ومات مروان.
اما اللعبة، ف اتعطل نزولها للأسواق بعد موت مروان، بس لو الشركة نزلتها للأسواق والمشاكل اللي حواليها اتحلت، اوعى تلعبها، ولا اقولك.. العبها العبها.. العبها لو حابب تجرب تجربة غريبة، تجربة جايز بسببها يتفرض عليك الموت، بالظبط زي ما اتفرض على الخمسة اللي لعبوها قبلك حتى لو اللي قتلهم كان مجرم، بس صدقني، اللعبة اتلعنت بسبب إنها مسروقة وبسبب الدم اللي حواليها، فلو وقع قصادك لعبة بأسم أبناء حورس حاول ماتلعبهاش، ولو هتلعبها خد بالك، لأنها ممكن تتسبب في موتك .. سلام.
تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى