قصه ابو جلابية من بعد ما ابويا وامي ماتوا ورا بعض، ولأن ستي ام ابويا وجدي ابو ابويا ميتين، ولأني برضه ماليش الا عم واحد ورفض اني اعيش معاه، النصيب خلاني اعيش مع ستي ام امي، وشهادة حق قدام ربنا، الست ربتني وطلعتني راجل يعتمد عليه، كانت بتذاكرلي وبتصرف عليا من معاشاها ومعاش جدي وبتراعيني لحد ما خلصت دبلوم واشتغلت واتجوزت، بس ولأني كنت بحبها اوي وكانت هي أمي اللي شالتني من وانا عندي ١٠ سنين، كنت بزورها من وقت للتاني هي والمنطقة اللي اتربيت فيها، واللي اتجوزت براها بالمناسبة.
وف يوم بعد ما زورت ستي وقعدت اتعشيت معاها، نزلت اتمشيت في المنطقة وقعدت على قهوة كنت بقعد عليها مع اصحابي، ومع دخولي للقهوة، لمحت جواها (جمال نظيم)، صاحبي بحكم اننا كنا في مدرسة اعدادية واحدة ومن بعدها الثانوية كمان، وبعد ما قعدت وسلمت عليه وطلبلي الشاي، لاحظت انه مش مظبوط، كان على غير عادته ساكت وشارد، مسهم، مابينطقش، وطبعًا سكوته ده خلاني ركزت معاه وسألته باستغراب..
-هاه!!.. لا لا لا.. انا كويس اهو.
-كويس!.. انت بتشتغلني ياابني ولا بتشتغل نفسك، جرى ايه يابا، انت متخانق معاهم في البيت ولا الحتة اللي انت شاربها طالبة سكوت!؟
-لأ.. شارب ايه، ماهو انا بطلت.
-بطلت!.. بقى جمال تسويحة يبطل!.. ودي تيجي ازاي دي؟!
-اهي جت ياعم موسى واللي كان كان، ما انا بعد اللي شوفته انا ومصطفى وحمادة، حلفت طلاق تلاتة ما انا حاطط اي مخدرات على بوقي تاني.
-الله!.. ده انت بتتكلم بجد بقى وشكلك بطلت بصحيح!، بس غريبة يعني، ايه اللي شوفته انت ومصطفى وحمادة ويخليك تبطل؟
-هحكيلك.. من حوالي اسبوع كده، اتخانقت مع ام الواد وخدت بعضي ونزلت قعدت مصطفى وحمادة عالقهوة هنا، وليلتها، الواد مصطفى كان معاه حتة وماكناش عارفين نشربها فين، لكن وقت حيرتنا وتفكيرنا في مكان نضرب فيه، اقترح علينا حمادة اننا نروح عند الترب ونلف السيجارتين ونضربهم هناك.
-يانهار ابوكوا أسود!، تضربوا سيجارتين في الترب!، عند الميتين؟
-ياعم اصبر عليا اما اكملك، ما احنا برضه خدنا اللي فيه النصيب وربنا بعتلنا اللي خلانا نتوب.. الخلاصة؛ خدنا بعضنا احنا التلاتة ودخلنا بعربية الواد مصطفى لحد جوة وركننا عند مقابر الصدقة، مش عند المدافن بتاعت العائلات.. وطبعًا أول ما ركننا وبقينا في مكان هادي، خرج مصطفى من العربية وابتدا يلف في الهوا لأن تكيف العربية كان بايظ والجو كان حر، وطبعًا مصطفى كان شايف كويس بسبب أنوار العربية اللي كان مشغلها وانا خرجت اقف جنبه، بس بعد ما خرجت بشوية ووقت ما كنت واقف بتكلم وبهزر مع مصطفى، سمعت الواد حمادة وهو بيزعق من جوة العربية وبيقول انه لمح حد واقف ورانا!.. استغربت وقربت منه وسألته عن اللي شافه، بس ماردش، الواد كان مرعوب وجسمه بيترعش وعرقان، زي اللي قرصته عقربة، ولما طلبت منه يخرج من العربية ويجمد قلبه، صرخ فجأة وقال انه لمحه من تاني، وشاور ورايا!.. لفيت بالراحة وانا عيني على مصطفى اللي كان مبرقلي، ومع لفتي، شوفته، ابو جلابية.
-مش ده الراجل اللي…
-ايوه هو، هو الراجل اللي اهالينا حكوا لنا عليه زمان وقالوا ان عفريته بيطلع في الترب، وطبعًا انا أول ما شوفته، جتتي اتلبشت واتنفضت من مكاني، ووقت ما اتنفضت، انوار العربية اللي كانت منورة المكان انطفت لوحدها ورِجعت اشتغلت تاني، وبمجرد ما رِجعت، لمحته، كان واقف ورا مصطفى وهو مش حاسس، والمرادي، شوفت تفاصيله بشكل أوضح.. كان راجل طويل، دقنه طويلة ووشه لونه أسود وشعره متجعد وواصل لحد كتفه، اما هدومه، فكان لابس جلابية لونها رمادي ومليانة بقع!.. اما بصته.. فخلتني رجعت لورا وانا مبرق وببلع ريقي بالعافية، وللمرة التانية، أنوار العربية انطفت واشتغلت تاني عشان فجأة يظهر ابو جلابية، بس المرادي فين بقى، جنب حمادة بالظبط، كان قاعد جنبه على كنبة العربية، وطبعًا حمادة اول ما شافه فضل يصرخ ويزعق لحد ما وشه بقى لونه ازرق وغاب الدنيا، وبمجرد ما سحب السحبة وراح مننا، العربية عطلت خالص والأنوار اتطفت وماشتغلتش تاني.. في الوقت ده اتشجعت وقولت لمصطفى اللي كان مبرق ومسهم وحاول يدور العربية ومادارتش، قولتله اننا لازم ناخد حمادة ونخرج من الترب، والصبح نبقى نيجي ناخد العربية، وهو ده اللي حصل، شيلنا حمادة وخرجنا جري من شارع الترب، بس اول ما خرجنا لمحنا عم عبد الباقي التربي، واللي اول ما شافنا وسألنا عن السبب اللي مخلينا بنجري بالمنظر ده، حكيتله انا اللي حصل، وبعد ما حكيت وقصيت الحتة بتاعت الحشيش وبدلتها بأننا كنا داخلين نقرا الفاتحة لام حمادة، قالنا انه هيرجع معانا وهيشوفلنا العربية مالها وهيصلحهالنا، ودخل معانا، بس الغريب بقى ان العربية لما وصلنا عندها، لقيناها منورة ودايرة!.. بصينا انا ومصطفى لبعض باستغراب وبعد كده دخلنا حمادة العربية وطلعنا جري بيه على اقرب مستشفى، واهو.. من يومها ومن بعد ما فاق، وهو قاعد في بيتهم ساكت، لا بيكلم حد ولا بيعمل اي حاجة، هو بس قاعد في أوضته واخته بتدخل تأكله، وبعد ما بياكل بينام عشان يصحى ويفضل باصص قصاده وهو ساكت، اما مصطفى بقى، فالكوابيس مابقتش بتفارقه.
-طب وانت؟!
-انت مابعرفش انام ياموسى، ابو جلابية مابيسبنيش، لا وانا نايم ولا وانا صاحي، وعشان كده انا قاعد عالقهوة لحد ما قلة النوم تتعبني واطلع اتخمد زي المتخدر، بس تعرف، انا خلاص، حلفت بالله العظيم اني ما هحطه على بوقي تاني، لا هو ولا غيره.
بعد ما خلص جمال حكايته، مابقتش عارف اقوله ايه، انا كل اللي قدرت اعمله معاه اني واسيته وسيبته ومشيت، اما اللي حصل بعد كده، فاللي عرفته ان حمادة حالته اتحسنت ورجع شغله وبقى بيتكلم مع الناس، بس كلامه بقى قليل، ومصطفى، بعد ما فاتت أيام، مابقاش يشوف ابو جلابية في كوابيسه ولا حتى جمال هو كمان بقى بيشوفه، لا وهو صاحي ولا وهو نايم، طب ابو جلابية نفسه بقى، ايه حكايته؟
الراجل ده من وهو شاب مالوش حد، امه وابوه ماتوا زي حالاتي واهله رموه في الشارع عشان يشتغل عند واحد ميكانيكي، وف يوم، وهو شغال، وقعت على دماغه حتة حديدة تقيلة وسببتله تأخر عقلي، بقى مجذوب بالمعنى الدارج، او زي ما الناس بقوا بيقولوا عليه، ولأنه بقى مجذوب ومالوش حد، فالأيام والشوارع فضلت توديه وتجيبه لحد ما بقى عايش في المدافن والناس اللي بيزوروا قرايبهم الأموات، بقوا بيعطفوا عليه، وف بعض الأوقات، كان بينزل يقعد بالليل قصاد الورشة اللي كان بيشتغل فيها وصاحبها طرده منها بعد ما صابه اللي صابه، كان يقعد قصادها والباب مقفول ويفضل يتمرمغ في الشحم والزيت اللي في الأرض، وبعد كده يرجع عالترب وينام هناك، واستمر ابو جلابية على الوضع ده لحد ما ف يوم مات والتربي غسله ودفنه في مدافن الصدقة لأن مدفن عيلته كان اتهد، وبس ياسيدي، من يومها والكل بيقولوا انه بيظهر عند المدافن بالليل للناس اللي بتمشي من شارع الترب، ده اللي كنت بسمعه من وانا صغير، اما وانا كبير، فاللي سمعته من جمال حكيته، وهنا يجي السؤال المهم، تفسيرك ايه للي جمال شافه.. هل ده عقاب عشان هو ومصطفى وحمادة دخلوا يحششوا جنب الأموات، ولا شبح ابو جلابية كان رسالة شديدة من ربنا عشان يبطلوا حشيش ومخدرات؟.. هستنى رأيك..
تمت والعهدة على الراوي.
#محمد_شعبان
ابو_جلابية
قصص_رعب_حقيقية