البيت
يا بيه انا مش مجنون
_انا هحكى تانى كل حاجه بس بالله عليك تصدقنى ، انا معنديش حته تانيه اروحها
= ما هو كلامك ده كلام مجانين
_ انا لو حد قالى الكلام ده هقول مجنون ، بس انا اللى عملت و شوفت كل ده ، بص واحده واحده و ركز معايا ، القصه بدئت ،،،،
ما هو حرام يبقي عندنا البيت و مش عارفين نبيعه ، هنا رديت امى و عم حسين و عيالوا و هيروح فين يا بني و غير كدا ما هى مستورا معانا و الحمدلله ، اتعصبت اكتر ، يا امى افهمينى احنا لو البيت اتباع هعرف افتح المشروع اللى نفسي فيه و اقدر اتجوز و متقلقيش انا هراضي عم حسين بس انتى كلميه ، و رديت عليا بأنها ملهاش دعوه ، و سبتها و روحت على القهوه و انا متعصب و مش طايق حد و قعدت مع عمرو و عبده و فضلوا فتره يزالوا فيا لحد ما حكيت كل حاجه و هنا عمرو قالى و هو بيضحك اشتغلوا فى الازرق و ضحكنا كلنا بس انا لمعت فى دماغي فكره عبقريه شريره ، انا هعمل أن البيت بقي فى عفريت و كل الإمكانيات موجوده عمرو عنده معدات صوت و عبده شغال مع مكتب حفلات و اعياد ميلاد يعنى يعرف يتصرف فى مسكات تخوف و بدئت اشرح الخطه و طبعا وافقوا عشان وعدتهم انى هديهم فلوس لما ابيع البيت ، و بدئنا فعلا نجهز الحاجات اللى هنحتاجها و كان سهل عليا ادخل كل حاجه من غير ما حد ياخد باله ، لأن طبيعي ادخل و اطلع من بيتنا ، و ثبت سماعات فى حتت مخفيه و كمان عمرو جابلى ماكينه دخان و حطيت خطه محكمه و بدئت انفذ الخطه و اول كام يوم كنت بشغل اصوات مخيفه و بعدها بقيت اشغل الدخان و على الاخر الاسبوع لما بدئت البس المسك المرعب كان عم حسين و عياله جابه آخرهم و هما اللى اتصلوا بأمى و بلغوها أنهم هيعزلوا ، و مش عايز اقولك فرحتى قد ايه و بدئت اعرض البيت للبيع ، لحد هنا وكل حاجه حلوه ، بس كل حاجه اتغيرت لما بدئت انضف البيت عشان كذا حد يقولى أن البيت مش باين من الكراكيب و ده خلانى ابات لوحدي عشان انا اصلا مش معايا فلوس اجيب حد ينضف و اول يوم كنت عملت مجهود جامد و خلاص جيبت أخرى و طلعت على السطح عشان انا كنت سايب مرتبه و رميت نفسي عليها و باصص للسما و مع نسمات هواه كنت روحت فى النوم و عشان اقوم الاقى البيت كله مولع نار ولا الجحيم و ما بقيتش عارف اروح فين ولا استخبي منها لحد ما بقيت فى وسط النار و بقيت اصرخ و مش لاقى حد يساعدني ، عشان اقوم غرقان فى عرقي و كل حاجه زي ما هى ولا فى نار ولا حتى اى حاجه ، قولت يمكن الإرهاق و المجهود ، تانى يوم اللى حصل خلانى موت من الرعب ، انا قاعد مولع سيجاره و ماسك الموبايل عشان الاقى رقمى بيكلمنى ، انا اترددت فى الاول و بعدها قولت يمكن عيب فى الشبكه عشان اغلط و ارد و أرمى الموبايل من عندي لما سمعت صوتى و هو بيقول
( انت اللى بدئت )
خدت وقت عقبال ما مسكت اعصابى و مسكت الموبايل ، طبعا جاب شاشه و معرفتش اللى حصل ده كان بجد ولا انا بقيت بتخيل حاجات ولا ايه اللى بيحصل ، روحت اقعد على القهوه و قابلت عمرو وعبده و فضلوا يهزروا و يقولى يلا يا عم بيع البيت عشان عايزين فلوسنا أو على الأقل ايجار الحاجه ، طبعا كل ده وانا فى ملكوت تانى و هما اخدوا بالهم و مع إلحاح بدئت احكى و كل واحد بقي يقول تفسير و كل كلامهم عن الإرهاق و المجهود بس عبده سكت شويه و قالى تلاقيه ذنب عم حسين ، وهنا انا سرحت و سئلت نفسي هو راح فين و ايه اللى حصل معها يا ترى لقي حته يسكن فيها ولا عمل ايه ، و خلصت قعده معاهم و على اتفاق أنهم هيباتوا معايا فى البيت بكره ، و فعلا اتجمعنا و بصراحه انجزوا معايا فى كل حاجه و قولنا نريح نشرب حاجه و هنا عبده قال هيستئذن هيجيب حاجه بسرعه و راجع و مافيش خمس دقائق ولاقينا الباب بيخط عشان نلاقي عبده بيقولنا الصدمه
( معلش يا شباب انا اتأخرت غصب عنى جالى اوردار و عقبال ما خلصت )
بصيت ل عمرو اللى قال ل عبده بطل هزار بايخ و قعد يحلف و فى الاخر ورانا فيديو و هو فى حفله عيد ميلاد و كان لابس المسكات و بقينا مش عارفين ايه اللى بيحصل و مره واحده الموبيلات كلها رنيت مره واحده و هما بصوا لبعض بنظره استغراب و رعب و انا مش فاهم لأن موبايل كان جايب شاشه من اخر مره و عمرو و عبده بيقولوا فى وقت واحد ده رقمى و بنظراتنا لبعض أن احنا نرد ، و اللى حصل زود خوفنا كلنا لما كل واحد لقي نفسه هو اللى بيتكلم و بيقول
( انت اللى بدئت )
البيت
الجزء_الاخير
(انت اللى بدئت)
احنا فضلنا وقت من غير كلام ، عمرو قال احنا ندور على عم حسين و ترجعوا تانى و نخلص ، و عبده وافق و انا بقيت مضطر لأن اللى بيحصل اصعب مننا و مش عارفين ايه اللى بنتعامل معه ، و المفروض ان عمليه البحث تبقي سهله بس ده لو اعرف ليه قرايب أو حد معرفه ، عارفين الفرحه اللى بتقلب صدمه و ده اللى حصل معايا ، قدرت اوصل لحد معرفه و كان مستغرب هو أنا عايز ليه العنوان و ادهولى و هو عمال يضرب كف على كف ، و انا فى ساعتها كنت ركبت و روحت المكان عشان اتفاجئ أنها مدافن و العنوان قصاد بوابه تدخلنى على حوش و غصب عنى صرخت لما لاقيت مكتوب ترب عائلات الدهشان و دي عيله عم حسين و انا عيني بتتفحص المكان كانت هتطلع من مكانها لما لاقيت مكتوب على شاهد قبر المرحوم بأذن الله
حسين عوض دهشان و تاريخ الدفنه من حوالى عشر سنين
، مابقيتش عارف اعمل ايه و بقيت بجري فى الشارع و كأنه اخر يوم فى عمرى لحد ما نفسي انقطع و اخدت وقت كبير عقبال ما قدرت أتمالك اعصابي و بدئت افكر فى مليون سؤال اومال مين اللى كان عايش فى بيتنا و امى كانت عارفه أنه كان ميت و عشان كدا الراجل كان مستغربنى و تلاقيه قال اديلوا العنوان ده شكله مجنون ، و مره واحده صرخت جامد ما انا لو معملتش كدا ممكن يحصلي حاجه و ركبت روحت على البيت و انا عندي اسئله كتير و مستنى امى تفهمنى و من غير اى سلام كنت سئلتها عن عم حسين و ازاى هو ميت و عايش عندنا و اسئله كتيره ملهاش علاقه بالموضوع بس انا متوتر و مش عارف اقول ايه عشان تقابلنى بضحكه و ترد تقولى ما هو عم حسين يبقي اسمه الحقيقي على و كانوا بيقولوا يا حسين على اسم اخوه الكبيره اللى كانوا فاكرينه مات فى الحرب بس طلع عايش و كملت ضحك و قامت و هى بتقولى قوم نام و بكره هبقي احكيلك القصه كلها ، انا حطيت ايدي على راسي اللى كانت هتنفجر بس ثوانى كدا أنا امى قامت ماشيت من غير العصايه بتاعتها و كمان من غير نضاره ، قومت جريت على اوضتها و دخلتها لاول مره من غير استئذان علشان الاقيها نايمه و بقيت اهز فيها و اقولها قومى انتى لحقتى تنامى عشان تقوم مفزوعه و و مش عارفه فى ايه و قولتلها ازاى كنتى ماشيه من غير نضاره ولا عصايه و عدلت نفسها و لبست النضاره و بتسئلنى انا بتكلم على ايه و قولتلها لما سئلت على عم حسين مات امتى عشان تصوت و تقولى ولا حول ولا قوه الا بالله ده انا لسه مكلمه مراته اطمن عليهم ، انا ما بقيتش عارفه اتكلم هو ايه اللى بيحصل ، و وقعت على الأرض عشان افوق الاقى امى و عمرو و عبده و حكيت كل اللى حصل و طبعا امى مش مصدقه و شتمت صحابي و قالت هما السبب و شوفوا بتشرب أنه هباب و مشيت و انا عبده و عمرو بقينا نبص لبعض من غير كلام لأنهم صدقونى ما هما شافوا لقطه من اللقطات اللى بتحصل و قررنا هنروح البيت و لازم نعرف السبب و قصه مين اللى بدء ، و جهزنا كشافات و راديو عشان نشغل قرآن و دقيق و معرفش ليه بس عمرو اللى طلب ، روحنا و اول حاجه شغالنا الراديو على اذاعه القرآن الكريم ، احنا مش عارفين اصل هنبدء بايه ولا عندنا فكره ، بس الأمر مطولش لأن بدئنا نحس بتيار هواه ساقع و النور بدء يرعش و اذاعه القرآن الكريم بقيت تقلب على محطه الاغانى و مره واحده النور قطع و بقينا نخبط فى بعض و فين لما عرفت اوصل لكشاف و شغله عشان الاقى نفسي لوحدي وبقيت انده بصوت كل خوف ورعب على عمرو وعبده ولكن لا حياة لمن تنادي ، و جريت على باب البيت عشان افتحوا لاقيت مكانه حيطه و مكتوب عليها
(انت اللى بدئت)
انا بقيت اصوت و اصرخ بعلو صوتى بدئت ايه ولا اتنيلت فى ايه عشان مره واحده اتسحب للحيطه و بقي يتلزق فى بعضه و مابقيتش عارف اتكلم و الرعب لما لاقيت عمرو وعبده كل واحد على حيطه و بنفس وضعى و قمه الالام لما تبقي عايز تصرخ و مش عارف و نص الاوضه بدئت تتكون دوامه سودا لحد ما تشكلت على هيئه انسان بس من غير ملامح و طلع منه صوت كأن تيار هواه فى نوه شتا و قال
_انت كسرت العهد
المشكله انى كنت برد بس من غير صوت و هو سمعنى
= بس انا ماكسرتش و لا اعرف عهد اصلا
سمعت اكتر ضحكه مرعبه و بيكمل كلامه
_ العهد كان مع جد جدك و أن طول ما فى حد صالح احنا هنفضل بعيد و أسفل البيت ، وضحك ضحكه خبيثه ، ما سئلتش نفسك ليه ابوك كان عايش بعيد عن البيت
انا فعلا كنت مستغرب ليه عندنا بيت و ساكنين فى ايجار
= انا عمرى ما كنت فاسد أو ظالم
_ انت نسيت لما سرقت فلوس الايراد و لبستها ل زميلك ولا عزه اللى ضيعت شرفها و خليت بيها ولا ايه ولا ايه ، انا حسيبك المره دي بس دي اخر فرصه ، و فى عقاب بسيط
و قرب من لحد ما بقيت الدنيا حواليا سودا و مره واحده لاقيت نور جامد فى عيني و فرامل بتزعق مع الاسفلت لحد ما وقفت قدامى و انا كما ولدتنى امى و جابونى لحضرتك على القسم بعد ما الناس جابتلى هدوم ألبسها
: ولا انت شارب ايه ، يا امين اشرف خد الواد ده حللوا و ارميه فى الحجز و شوف حد فى العنوان اللى قال عليه يعرفه و هاتوالى
( ما فيش وقت كان الام و عمرو وعبده فى القسم )
و بدئت الام فى البكاء و اتكلم عمرو و عبده مع الظابط و فهم أن حسين من بعد وفاة والده و اكتشاف أنه كان نصاب و هو بيهلوس و يتخيل قصص ، و روح معاهم البيت و هو بيكرر جمله واحده
( انت اللى بدئت )
#تمت