كَم كبير من الهدايا جاتلي النهادرة في عيد ميلادي ال 24 أغلبها من صحابي والباقي من أهلي وعيلتي.
بس لفت إنتباهي وسط كل الهدايا والصندايق الملفوفة بشكل جميل ومبهر، صندوق صغير لونه أحمر سادة مش عليه اسم ولا عليه ورقة معايدة ومش ملفوف، صندوق شكله عادي مش ملفت خالص بس هو شد إنتباهي لإنه الوحيد اللي شكله أقل من العادي فكان تفكيري إن اذا كان ده شكل الصندوق من برا ما بالك اللي جوا عامل ازاي؟ اكيد شيء مش عليه القيمة، لكن كان عندي فضول قوي أفتحه قبل أي شيء تاني واعرف ايه الموجود جواه، فتحت الصندوق بلهفة لدرجة ان الصندوق اتفكك واتقطع، لقيت كيس اسود صغير موجود فيه ورقة ملفوفة على شكل مثلث لونها احمر، شكلها قلقني لإنها ملفوفة بخيط سميك والخيط مبلول بمادة لزجة ريحتها وحشة أوى، خرجت من الأوضة وكلمت ماما عن الشيء الغريب اللي لاقيته بس جدتي لاحظت وجود الشيء دا في ايدي وطلبت مني تشوفه، جدتي لما شافت الورقة الملفوفة على شكل مثلث بدأت تبرّق لي وتقولي:
– اللي في ايدي دلوقتي دا عمل، في حد بيحاول يإذيكي يا (رحمة)، العمل ده لازم يتفك لإنه لو أترمى تأثيره مش هيروح.
– في الحقيقة يا جدتى انا مش فاهمة حاجة من اللي بتقوليها دي انتي عارفة اني مش بقتنع بوجود الخرافات دي، البتاعة معاكي أهي اتصرفي فيها براحتك انا داخلة اوضتي.
دخلت الأوضة مرة تانية وبعد تفكير طويل وكلام واتصلات كتير عملتها عشان أعرف مين اللي جاب الصندوق ده هنا الكل أنكر انه منه وفعلًا كل واحدة من أصحابي وصفتلي جابت هدية شكلها ايه لقيتها موجودة إلا الصندوق الغريب ده زيادة، في حد تاني بعته…
بعد ما زهقت من التفكير في موضوع الصندوق دا قررت انام واكمل بحثي بكرا، كنت فاكرة ان المشاكل بتروح لما أنام بس للأسف الكوابيس بدأت تطاردني بشكل مفزع لدرجة اني حلمت ان في شيء واقف في الركن البعيد من الأوضة بيراقبني، شيء طويل عيونه بتلمع وسط الظلمة درعاته بتلامس الأرض حتى وجهه طويل، الكابوس اجبرني أقوم من النوم مش قادرة أخد انفاسي حاسة بضيق تنفس مش عارفة حاسة بشيء تقيل على صدري، بس ثواني انا مكنتش بحلم انا شايفة حد واقف في الركن المظلم من الأوضة واقف بنفس تفاصيله في الحلم حتى لمعان عينيه المرعب! صرخت بقوة بعدها بثواني أمي وأبويا دخلوا الأوضة من الخضة عليّا وبدأوا يشوفوا في ايه بيحصل، لما النور اشتغل كان الشيء ده اختفى ملهوش أثر في الأوضة!
لما حكيت ليهم اللي حصل أمي وابويا بدأوا ينكروا حدوث حاجة زي كده ويقنعوني انه مجرد حلم وبعد تهدئة طويلة منهم ليا خرجوا من الأوضة مرة تانية إلا جدتي اللي قررت تنام معايا في الأوضة وده كان شيء محسسني بالأمان وجودها مريح جدًا ليا.
الصبح بدأت تكلمني ان العمل ده مش معمول في الورقة الصغيرة اللي كانت موجودة في الصندوق وان في شيء تاني أكبر موجود قريب جدًا مني
وبدأت تحذرني من وجود حاجات فعلًا هتأذيني لو السحر ده متفكش، أول مرة أحس ان كل كلام جدتي في الموضوع ده صدق اول مرة أحس بالخوف المسيطر على قلبي بالشكل ده، انا خايفة اوي…
قلبت أوضتي عشان ادوّر لو في اي حاجة تانية بس مفيش حاجة موجودة غريبة، كلها هدوم وميك اب مفيش حاجة، لا لا ثواني انا شايفة بقع سودا موجودة في السجادة الموجودة في أوضتي!
البقع بتزيد لحد ما وصلت لتحت سريري، حركت السرير عشان أشوف خرم كبير في السجادة وخارج منها بقع سودا مبلولة بمادة قريبة من الشحم وليها ريحة وحشة أوي، حركت السجادة عشان أشوف تحتها حفرة صغيرة موجود فيها جمجمة حيوان صغير قريبة جدًا من جمجمة قطة والجمجمة محطوط في اسنانها صورتي ومكتوب عليها رموز وكلام!
جدتي صرخت فيا وقالتلي ملمسش أي شيء وأبعد تمامًا عن الحاجة دي.
عيطت من الخوف من شكل الشيء الموجود تحت سريري، انا ازاي كنت نايمة والشيء ده تحت سريري؟! طول الوقت بعيط مدخلتش اوضتي مرة تانية باقي اليوم من الخوف.
فات ساعات وانا على الحال ده، لفت انتباهي صوت مريح جدًا لشخص غريب دخل البيت، جدتي طلبت مني افتحلهم باب أوضتي، فتحت الباب بهدوء عشان يدخل شخص ماسك مصحف في ايده وايده التانية سبحة بيقرأ قرآن وداخل الأوضة بتاعتي وجدتي واقفة معاه وامي واقفة مش عاجبها الوضع، قربت من الأوضة لأني حسيت بالأمان جدًا لما شفت الشيخ فدخلت معاهم أوضتي.
الشيخ لما شاف الجمجة قال:
– ده مش عمل عادي ده سحر اسود في حد كارهك جدًا يا (رحمة) لدرجة انه بيحاول يقتلك، هو صحيح السحر مبيقتلش بني آدم بس الموجود هنا في الأوضة وبيطاردك حاجة وحشة أوي ممكن تجبرك علي المرض أو الاِنتحار أو إيذاء النفس عشان كده انا موجود هنا وربنا يكرمني ويقدرني أفك الشيء ده واخلصك منه.
بس قبل بداية أي شيء عاوزك تعرفي مين اللي دخل الأوضة دي الفترة الأخيرة لأنك لازم أوي تعرفي مين اللي عمل كده، هو انا أقدر أعمل ده وأعرف مين بس انا مش هقدر أقول عشان موقعش بينك وبين حد لأن الفتن شيء قاسي وانا مش هقدر عليه انا عليا أقدر اساعدك وانتِ اللي تكملي الطريق.
بسم الله نبدأ الكل يخرج ويسيب (رحمة) فقط هنا.
الكل خرج وسابني مع الشيخ اللي بدأ يرش ماية ويقول كلام حوالين الجمجمة ومسك الصورة وبدأ يخرمها بالأبرة ويقرأ قرآن في سِرّه.
صوت القرآن بدأ يزيد ومع كل حرف بيتقال كنت بحس بخنقة أكبر بحس بأن في شيء بيخنقني بكل قوته بدأت احس بدوخة وإني مش قادرة أخد انفاسي والشيخ مستمر في اللي بيعمله الشباك بدأ يتفتح بقوة ويتقفل وأستمر على كده عشر مرات تقريبًا، الدولاب خارج منه صوت غريب صوت عياط وصريخ مش عارفة ايه الموجود جوا! قعدت علي الأرض مش قادرة أقف والخنقة بتزيد.
الشيخ ابتسم جدًا ليا وضحك وبدأ يزعق فيا بكل قوته بيزعق مش شايفة شيء بوضوح غير صورة مهزوزة، وقعت على الأرض ونمت محستش بحاجة غير لما حسيت بنار بتنزل على وشي فتحت عيني لقيت الشيخ واقف ماسك ماية في ايده بيرشها عليا.
بس مكنش دا الملفت الوحيد لالا الملفت هو الشيء اللي واقف في السقف وبيتحرك! كائن مش عارفة أحدد هل ده بني أدم ولا برص ضخم، درعاته طويلة بيحاول يلمسني بس في شيء بيمنعه كان بيتألم وبيحاول يجري ويتحرك بس متكتف وبيخرج منه صوت مش عارفة هل انا الوحيدة اللي حاسة وسامعه لأن الشيخ مستمر باللي بيعمله ومش باصص نهائي فوق، الشيء ده بصلي بعيونه الحمرا اللي بتلمع لحد ما فجأة خرج من الشباك لما خرج الشباك وقع والزجاج أتكسر وهنا الشيخ وقف قراءة القرآن ومسك الجمجمة في ايده واتكسرت واتحولت لتراب، حسيت بأحساس تاني خالص لما سمعت منه جملة كل شيء إنتهى خلاص، الدور الجاي عليكي انتي..
بدأ يقولي اغمض عيني وأحس اني في الأوضة لوحدي وفعلًا ده اللي عملته عشان أشوف تجمع الشلة المعتاد واحنا خارجين، (ياسمين ومنة وهند) واحنا بنهزر وبنحط مكياج في اوضتي، هند بتخرّج حاجة من الكيسة اللي معاها وبتنزل تحت السرير منغير ما تلفت الأنظار، انا فاكرة اليوم ده لما سألتها كانت بتعمل ايه تحت السرير قالت ان وقع منها الحلق بس وقتها الحلق كان في ودنها ومهتمتش بحاجة والموضوع عدّا،
مكنتش قادرة أصدق اللي شوفته بس لما روحت أواجه هند كنت متأخرة جدا لأني عرفت انها ماتت منتحرة، وأهلها مش عارفين ايه اللي حصل لما دخلوا أوضتها لاقوها مشنوقة في سقف المروحة…
انا حاليًا بقيت كويسة والموضوع ده عدّا عليه فترة كبيرة أكتر من سنتين والموقف علمني حاجات كتير أولها عدم الثقة في أقرب الناس ليك…
حبيت اقولك ان القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، احذر.
عبد_الرحمن_محمد
شبح_الرعب
اترك رد