روايات كاملة

قصه الشبيه

عاوز تستمتع خلي الواقع علي جمب او أقولك خرجه خالص من المكان اللي انت قاعد بتقرأ فيه علشان تستمتع.
معظم مخاوفنا متعلقه بحاجه احنا مش شايفنها من مستقبل او عمرك او خوف من حاجات خرافيه و و و بس.
اليوم عند كل الناس ٢٤ ساعة لكن عندى أنا لا ، اليوم بيبدأ من اللحظة اللى ببدأ فيها الحاجات اللى ورايا لحد اللحظة اللى بخلص فيها كل اللى مخطط له و بكده أنا أيامي مختلفة ممكن تكون ساعتين ، ١٠ ساعات او حتى نص ساعة !
يومى اللى لسه خلصان من شوية كان بقاله ٥٠ ساعه شغال .. ٥٠ ساعه صاحي بشتغل من غير حتى كوباية قهوة ..
على عكس ناس كتير مش بحب القهوة لانها دايما مره مهما حطيت فيها سكر و علشان مش بحب تركيزى يكون معتمد على حاجة تانية ..
روحت البيت و كنت كل اللى بحلم بيه إنى أنام !
ساكن فى مصر الجديدة منطقة النزهة شقة ورثتها عن اهلى الله يرحمهم مفيش بينى و بين جيرانى غير صباح الخير .. مليش اصحاب تقريبا و ده بحكم تربيتي الناشفة اللى بابا كان بيتتبعها لانه كان شخص صارم فمكنتش بتعرف ع حد و النتيجة هى اني خجول زيادة عن اللزوم .. خجول لدرجة قريبة من الانطوائية ..
روحت البيت الساعه ١٠ تقريبًا و بفتح الباب اتفاجئت ان نور الشقة كله شغال! اتخضيت لاني بتاكد اني مروق الشقه كلها قبل ما انزل و اكيد محدش جه و انا مش موجود لان محدش معاه مفتاح بيتي ..
دخلت الشقه بشويش لكن فيه ريحة حاجه مش مألوفه .. ريحة حاجه عمرها ما دخلت شقتي .. دى ريحة سجاير!
سمعت صوت من جوه بيقول انت جيت يا ليل ؟
اتمسمرت فمكانى و حسيت ان روحي بتتسحب مني مين ده اللى جوه و بينده عليا ..
طلعت صوتي بصعوبة و قولت جملة مهزوزة اوي
انت مين ؟ “
ضحك ضحكه ساخرة اوي كأنه بيتتريق على سؤالى و رد بكل أريحية ..
” اقفل باب الشقه وراك و خش بسرعه .. انا جهزتلك العصير الى بتحبه .. عصير الفراولة! “
الثقة الى كان بيتكلم بيها كانت كل شوية تزود قلقي و كمان نبرة الصوت دي مش غريبة عليا زي ما اكون سمعتها قبل كده .. خدت نفس عميق و قفلت باب الشقة و دخلت بشويش و انا بقدم رجل و بأخر رجل علشان أعرف مين ده لحد ما حصل الى حصل !
المكتب بتاعي قاعد عليه اخر حد كان ممكن اتوقعه ، كان قاعد عليه انا ! المهندس ” ليل نور الدين “
رجعت لورا كذا خطوة و انا بقرا آيات من القرآن و بستعيذ بالله من الشيطان علشان لو كان جن يتحرق و يسيبني فحالى .. و هو الابتسامه اللى على وشه متشالتش لحد ما نطق و قال ” ممكن تبطل عبط بقي و تقعد علشان مفيش وقت ! “
قعدت قدامه على الكرسي و انا جسمي كله بيترعش و عرقان من كتر الرعب الى انا فيه
_ انت مين ؟!
=انا هو انت .. ليل نور الدين
_يعنى ايه ! قريني يعني ؟
* ابتسم ساخرا
=لا مش قرينك .. انا انسان زيك مش جن
هشرحلك بشكل بسيط انت مش ليك صاحب اسمه خالد ؟
_ ايوة انت تعرفه ؟
= خالد ده يبقي صاحبى زي ما هو صاحبك بس خالد اللى انت تعرفه غير خالد اللى انا اعرفه
_بردو مش فاهم
=عمرك سمعت عن المثل اللى بيقول ( يخلق من الشبه ٤٠ )
_ طبعا .. احنا بنتولد حافظينه
=الحقيقه بقي انهم مش ٤٠ .. هما ٧ بس!
يعني انت ليك ٦ شبهك غيرك و أنا واحد منهم بس ولا واحد فينا حياته زي التانية كلنا مختلفين يا ليل
لان احتمالاتنا مختلفة ..
يعني مثلا انت مش بتشرب سجاير لان اليوم اللى قررت فيه تجرب سجاير ابوك شافك و ضربك علقه حلفت بيها طول عمرك مش كده ؟
_ايوة و اقسمت اني مش هشربها لا وهو حي ولا وهي ميت
= انا بقي كنت اذكي منك و عرفت استخبي من ابويا الى هو فنفس الوقت ابوك لكن فى عالمين مختلفين و بالتالى مقفشنيش و لحد النهاردة بشرب سجاير !
خالد صاحبك مثلا رفض عرض الشغل اللى جاله من ٦ سنين بحجة انه مش عايز يغامر و يسيب وظيفته الحكوميه علشان كده هو لسه فحياته العادية .. لكن خالد صاحبي انا وافق علشان كده بقي عنده ٣ شركات بتوعه و بقي اغني بكتير
_طيب و ليه كلنا مش عايشين نفس الحياه لما كلنا شبه بعض ؟
= علشان احنا كلنا قايمين على الاحتمالات ، الاحتمال الى انت بتاخده فحياتك غيرك مش بياخده و بالتالى كل واحد فينا عنده حياته الخاصه .. بنشترك بس فالحاجات اللى مفيهاش احتمالات
_ و ايه فى الدنيا ملوش احتمالات يعني ؟
* نفث دخان سيجارته و رفع حاجبيه اثناء الحديث
= الموت .. الموت قرار حتمي علينا كلنا مفيش فيه اختيارات ، اسباب الموت تختلف من عالم لتاني اه بس كلنا بنموت فوقت قريب من بعض .. قريب جدا باستثناء النسخه الاصلية مننا هي الوحيدة اللى ممكن تعيش لوقت اطول بكتير من اشباهها !
_ و دي عرفتها ازاي !
= مش اوقات تسمع عن فلان اللى مات و قبل ما يموت كان بيقول انه حاسس بالموت قريب منه علشان كده تلاقيه بيودع حبايبه من غير ما يوضح سبب او حتي تجيله احلام كتير انه تعبان و بيموت؟
_ايوة سمعت عن كذا حد حصل معاه الموضوع ده
= الحقيقه يا ليل ان دي مش احلام .. دي حقايق
يعني فاكر اليوم الى حلمت فيه انك خبطت فيه واحده ماشية فالشارع وسبتها ميته و جريت ؟
_ايوة و صحيت يومها متضايق و مكنتش عارف احكي لحد لانهم بيقولوا الحلم الوحش لو اتحكي بيتحقق !
= العكس .. العكس يا ليل
الحلم الوحش بيكون حقيقه حاصله لان الست دي هي مريم الخشت كانت هدف ليا اني اخلص عليها قبل ما تسرب معلومات مهمه جدا كانت هتضر ناس كتير ، علشان كده انت حلمت بيها و افتكرت انه كابوس ، يعني الخلاصه اننا بنحلم بحيوات بعض من غير ما نعرف ان دي حقايق
* فى اللحظه اللى قال فيها الجملة دي الدنيا كلها اسودت فى وشي !
_ هو انت شغال ايه بالظبط فالعالم بتاعك ؟
=مش مهم انا شغال ايه ، لكن متقلقش محدش فينا يقدر يقتل شبيهه ..
_المفروض ارتاح بعد الجملة دي طيب ؟
= فى العالم بتاعي اكتشفنا ان لو فيه نسخه ماتت فعالم معناها ان باقي النسخ كلها هتموت خلال اسبوع واحد و بيبقي فيه فرصة نجاه لشخص واحد بس من ال٧ هو اللى ممكن يعيش اكتر لان ده بيكون ” الأصل ” .. مش مجرد شبيه
علشان كده بنحاول دايما نوصلكم من خلال احاسيس ملخبطه تحسوا بيها او حتي احلام .. لكن منقدرش نجيلكم العوالم بتاعتكم نحذركم ..
_ امال انت هنا ليه ؟
*اخذ نفسا عميقًا و تنهد قائلا
= علشان كل النسخ بتاعتنا ماتت و مش فاضل غيري انا و انت .. واحد منا هيموت خلال ٦ ساعات بس
فضلت باصص له لمدة ٣ دقايق ساكت و مرعوب من الى هو بيقوله ٦ ساعات بس!
انا معملتش اي حاجه من الى نفسي اعملها فحياتي .. انا محدش هيزعل على موتي حتي لانى معرفش حد!
_انت مش قولت اننا مينفعش نزور بعض .. ازاي انت هنا فالعالم بتاعي و بتنبهني؟
= انا مش جاي علشانك .. انا جاي علشان مها !
_ مها جارتي؟
= اللى انت بتحبها و لحد النهاردة بتتكسف تقولها صباح الخير اما تشوفها على السلم بالصدفه
_مها اكيد مش هتحبني انا و تسيب كل اصحابها دول !
= غبي و مهزوز الشخصية ..
_ افندم !
=مها الى فالعالم بتاعك جارتك و حبيبتك السرية ، فى العالم بتاعي انا كانت مراتي و ماتت من حوالى ٣ ايام
_تقصد تقول انها هتموت ؟
= بما انها الشبيهة الوحيدة الى لسه موجوده ده معناه انها كانت الاصل يعني لو قدرت تحميها هتعيش
_طيب قولى اعمل ايه بسرعه !
= الموضوع مش بالسرعه .. مها هتعيش لكن لو انت الشبيه مش الاصل يبقي هتموت
_ و انت هتعيش ؟
= لكن هعيش فالعالم بتاعي .. يعني بردو بعيد عن مها
_ مش مهم .. المهم تفضل عايشة
= يبقي ركز كويس فى الى انا هقوله !
__________________________________
*يدق ليل على باب جارته و حبيبته السرية فتفتح ذلك الباب ليظهر جمال عينيها البنيتين المتوافق مع لون شعرها فيتصبب الأخر عرقًا كعادته ..
_ ليل ازيك !
=هو انتي كويسة ؟
*زوت بين حاجبيها
_اه كويسة .. غريبة ايه الى حصل ؟
* سمع صوت الشبيه فى السماعة الموجوده في اذنه يحذره من اقتراب مجموعه من المسلحين من مدخل العمارة
=احنا لازم نهرب يا مها
_ليل هو انت كويس !
= في ناس مسلحه دخلت العمارة من شوية و جايين ي…
_اللاب توب !
= ايه ؟
_ خش خش بسرعه
*جذبت كتاب من مكتبتها الخاصه ليفتح مدخل سرى داخل الجدار دخلا فيه للاختباء و هي تحمل اللاب توب خاصتها باهتمام بالغ !
اقتحم المسلحون المنزل و اطلقوا عدة رصاصات ليجبروا ” مها ” على الخروج ثم زرعوا قنبلة بسيطة كافيه لتفجير المنزل و لكن فجأه انطفأت الأضواء !
_________________________________
* المستشفي …
_ شكرا يا ليل بجد .. لولاك كان زماني مدفونه و كل المعلومات اتدفنت معايا
= معلومات ايه ؟
_ اللاب توب الى كان معايا ده عليه معلومات تفضح اكبر تاجر سلاح ف مصر و هما كانوا جايين علشان يقتلوني و يخلصوا مني .. لكن لولا انت اتدخلت ف اللحظة الاخيره كان حصل اللى حصل
بس قولى انت عملتها ازاي ؟
انا اخر حاجه فاكراها و انت شايلني بصعوبة و بتنزف دم من كل حته بس بتقولى متخافيش .. انتي هتعيشي يا مها ، بصراحه !
مكنتش اتوقع انك بالشجاعه دي
* ابتسم ليل ليقينه انه لا يملك تلك الشجاعه و أنه لم ينقذها وتراجع في مقعده متحسسًا جيبه فوجد فيه رسالة :
انت النسخه الأصلية علشان كده عايش من النهاردة كل أحلامك مش حقايق ف عوالم تانية دي أحلامك بجد ، عايزك تستمتع بكل لحظه ف حياتك علشان المرة الجايه مش هتلاقي اللى ينبهك ان الموت قرب منك .. مها من النهاردة مش هتشوف غيرك حتي لو فيه حواليها كتير سبقوك علشان انت ليل .. و الليل اما بيظهر بيغطى على الكل “
تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى