القصر الملعون
الجزء الاول…
قبل ما أبدا القصة أحب اعرفكم بنفسي، أنا الظابط جمال الدين عباس محقق في مديرية الأمن،بدات القصة يوم ما جالي تلفون أول ما فتحت ملف الإنتحار المتكرر في مشفى الأمراض العقلية، الإتصال جالي على الجوال بتاعي من رقم خاص، ومن حد بيدعي إنه فاعل خير قال جملة واحدة وقفل الجملة هي أن في عملية إنتحار جديدة جوا المستشفى.
استغربت الإتصال لي جالي في الوقت لي بفتح فيه الملف، وقولت لنفسي لو في إنتحار حقيقي كان جانا خبر من المستشفى على طول، مهو مستحيل حد يموت من غير ما يبلغوا، وقررت أفتح الملف وأشوف محتواه و قبل ما أحاول افتحه للمرة الثانية، بيخبط باب المكتب وبيدخل المساعد بتاعي و يبلغني بعملية إنتحار جديدة في المستشفى، سيبت كل حاجة من أيدي روحت المستشفى.
أول ما دخلت أوضة المجني عليه أو المريض لفت نظري حاجة واحدة بعيد عن الجثة لي شرايين أيديها الاتنين متقطعة وغرقانة بالدم و بعيد عن الفوضى لي شوفتها والريحة الوحشة لي شميتها بعيد عن كل ده.
لفت نظري الورق المترتب جنب السرير واضح أن القتيل كان ليه إهتمام بالكتابة مسكت الورق و قلبت فيه بسرعة لاحظت أن في أحداث خيالية وكأن المجني عليه بيكتب قصة رعب
مهتمتش زيادة حطيت الورق في شنطتي وكملت تفتيش و بحث عن ملابسات الجريمة او الانتحار
كتبت تقرير مبدأي و خرجت من الأوضة
كنت بمشي ب ممرات المستشفى و بحاول أبص جوا الأوض وأنا خارج
وقفني مدير المستشفى قبل ما أخرج و سألني أن كنت وصلت لحاجة
قلتله لسا بدري على الكلام دا والمشوار طويل سيبته ومشيت بس مكنتش مستلطف سؤاله ولا مطمن ليه .
خرجت من المستشفى و زي أي يوم خلصت شغل في المديرية و روحت البيت آخر الليل كنت بتخيل المشهد لي شوفتوا جوا الأوضة و بحاول ألاقي تفسير منطقي للحاجات لي لقيتها و في وسط التفكير افتكرت الورق
جريت على شنطتي جبت الورق و قعدت على مكتبي و بدأت أقرأ المكتوب
كنا أربع شبان لما قررنا ندخل المدرسة و نركب كاميرات مراقبه في حمامات البنات
الفكرة كانت فكرة عادل الشاب الدلوع الغني لي كان عايز يوصل للبنات ويستغلهم بأي طريقة عامر اتشجع للفكرة عشان ينتقم من حبيبته لي سابته عشان واحد تاني و ايهم الضل بتاع عادل و مستعد يموت عشانه وأنا مالك الشاب الطموح الجبان أنا الوحيد لي رفضت الفكرة و مكنتش قابل ادخل معاهم بس قبلت عشان عادل وعدني يجبلي كتب و مراجع تفيدني بالدراسة لي بعملها عن علم ما وراء الطبيعة
أتفقنا نتقابل عند سور المدرسة الساعة وحدة بعد نص الليل و طبعاً في الوقت دا الحارس يكون نام ومفيش خطر منه
اتقابلنا في الموعد المحدد و بدأنا نطلع على السور واحد ورا التاني
كان عادل بيهزر معانا وكل شوية يعمل حركة ترعبنا
شوية يستخبى ورا شجرة وينطلنا فجأة و شوية يوجه نور الكشاف على حاجة معينة ويعمل مشهد مرعب
جو الضحك والهزار بينا كان جميل أوي لحد ما دخلنا جوا المدرسة و بدأنا نمشي في الممرات بتاعتها
عادل هي الحمامات مكنتش من هنا
أيهم هي كانت من هنا بس معرفش حاسس أن المكان غريب علينا شوية
عامر مالكم الطريق صح والحمامات هناك
أنا يااااعممم بلاش حركات الرعب دي الله يستركم
عادل ههههههههههه أنت جبان أوي و عمرك مهتكون راجل يلا بينا أجروا خلونا نشوف شغلنا قبل ما يطلع الصبح
دخلنا الحمامات و طبعاً عادل كان بيدي الأوامر وأيهم هو لي بيركب الكاميرات
مسك الكاميرا الأولى و حطها و عادل بدأ يوصلها بالفون بتاعه
انا وعامر كانت عينينا على شاشة الفون لي كانت بتوش بشكل كبير
وفجأة شوفت حاجة على الفون خلتني صرخت و رجعت لورا
عامر إيه مالك يا عم
أنا .. أنا شوفت راجل على شاشة الفون
عادل راجل مين يا عم أنت هتهبلها علينا
رديت عليه والله مش بستهبل أنا شوفت صورته في الفون
أيهم من فوق باب الحمام يا عم سيبكم منه و ركزوا معايا بقا
عادل طب يلا خلي الكاميرا ناحية اليمين شوية و عامر هيدخل يقف جوا عشان نشوف
عامر واشمعنا أنا لي هدخل ميدخلش مالك ليه
عادل هههه لا بلاش مالك مش شايفوا دا هيوقع من طوله
بيدخل عامر الحمام و الباب يتزرع وراه مرة وحدة
و يختفي صوته خالص
أيهم بص الإتجاه كدا كويس
عادل مش شايف حاجه خالص بينادي على عامر عشان يشغل الكشاف بس عامر مش بيرد
يديني الفون و يحاول يفتح الباب عليه بيخبط و ينادي بس عامر مش بيرد ولا حتى همسة بتخرج من جوا
رميت الفون فجأة وصرخت بأعلى صوتي
حاسب يا أيهم
أيهم يترعب و هو واقف في مكان يادوب متوازن فيه وفجأة يوقع على الأرض و رجله تتكسر ويبدأ يصرخ
عادل يسيب الباب ويجري على أيهم ويحاول يقومه
كنت ببص فوق باب الحمام و عينيا متعلقة و بقي مفتوح على آخره
يتفتح باب الحمام و عامر يخرج و يبدأ يصرخ علينا يا جزم بتحبسوني جوا أنا هوريكم
عادل نحبسك إيه دانت لي دخلت و رزعت الباب وراك ومكنتش راضي ترد علينا وادي نتيجة لي عملتوا أيهم وقع ورجله اتكسرت والجبان كسرلي الفون بتاعي
رديت عليه و الرعب مالي قلبي صدقوني في حاجة مش طبيعية وأحنا لازم نخرج من هنا بسرعة
عادل كفاية جبن بقا و تعالا ساعدني عشان نسند أيهم
عامر هس هس
أنا.. في إيه
عامر اسمعوا في صوت جاي من هناك
عادل هناك فين
أيهم اخ رجلي وجعاني اربطها يا عادل أرجوك و يلا بينا نخرج
عادل أسكت يا اخى بلاش شغل العيال دا
أيهم بس رجلي
عادل بيحط ايديوا على بق أيهم و يقوله
عارف رجلك وجعاك بس أسمع فعلاً في صوت جاي من برا
قولتلهم تعالوا نخرج من هنا ارجوكم
عامر اسكتوا وتعالوا نشوف إيه الصوت دا
سندت أيهم أنا وعادل و كان عامر بيمشي قدامنا بشويش خالص وعلى مهل
فتح باب الحمامات وخرجنا باتجاه الدور الاول من المدرسة
عادل دا مش ممر المدرسة إيه الشموع دي و الجدران بصوا دي مش جدران المدرسة
عامر حتى البلاط مش نفسه
أنا .. أنا قولتلكم في حاجة مش طبيعية
أيهم أنا مش حاسس بوجع برجلي و كأن في حاجة في المكان دا سحبت الوجع
عامر أنت بتقول إيه
أيهم والله بص أنا بمشي عليها عادي ولاكأنها اتكسرت
عادل لأ بقا الحكاية فيها إنا إحنا في مكان غريب دي مش المدرسة بتاعتنا
صوت هواء من بعيد محمل بهمس كلمات غير مفهومة
سمعت الكلام كويس وقولتلهم الكلام دا مش غريب عليا أنا سامعه أو قرأت عنه بس مش فاكر فين
يضحك الكل على كلامي ههههه هو أنت هتعمل الشويتين لي قرأتهم علينا
رديت لا والله دي زي حاجات موجودة في كتاب سحر قديم
أيهم يا جماعة أنا بدأت اخاف فعلاً
عامر وأنا كمان بس مش هخرج قبل ما أعرف إحنا فين و ايه لي حصل لمدرستنا
عادل وأنا كمان لازم أعرف
و أنا كمان عايز أعرف بس خايف اصل الطراز دا طراز قصر قديم أوي و الغريب أنا شوفت زيه في كتاب للسحرة
عادل طب قولنا قرأت عنه إيه يا ابو العريف
القصر الملعون..
الجزء الثاني ..
عادل طب قولنا قرأت عنه إيه يا ابو العريف
لي اعرفوا أن من زمان أوي في ساحر بنى قصر بعيد عن المدينة و قعد سنين مختفي فيه لحد ما خرج في يوم و أتعرف والناس كانت تلجأ ليه عشان تمشي شغلها الوسخ و كان بيطلب قرابين دم
قبل ما يكمل مالك كلامه صوت ضحك بيقرب منهم
وفجأة بيظهر قدامهم ظل أسود طويل
وبيقولهم
يعني مكتفيتوش بقطع خلوتي و التجسس عليا لأ جايين تنبشوا في الماضي و تخرجوا الأموات من مكانها
اتجمدنا إحنا الأربعة مكانا لا قادرين نهرب ولا قادرين نتكلم
بس عامر الوحيد لي جري بعكس الظل وهو بيصرخ دا شيطان دا عايز يقتلكم اهربوا
وفجأة وأحنا بنبص عليه عامر بيطير بالهوا و مرة واحدة بينزل بجسمه على حاجة حادة زي السيف متعلقة في الحيطة
عادل وأيهم بيجروا بالأتجاه العكسي لعامر
و انا بقع من طولي وبعمل مغمى عليه
الظل بيظهر قدامهم فجأة و بيقولهم أنتوا رايحين على فين
أيهم بيسحب عادل من قدام الظل وبيدخلوا جوا أوضة جنب منهم و بيقفلوا الباب وراهم صوت خبط ورزع على الباب
والصوت بيقولهم أنتوا جيتوا لنهايتكم
كنت ببصى بس خايف أتحرك من مكاني و أنا عامل نفسي مغمى عليا وببص على دم عامر لي نازل عن الحيطة و بيتجمع على الأرض
أول ما شوفت الظل اختفى وقفت وجريت ناحية الاوضة
افتحوا أنا مالك دخلوني بسرعة
بيفتحوا الباب بسرعة و بيسحبوني لجوا الاوضة
أيهم بص الاوضة دي مش فصل في المدرسة
بصيت كويس وقلتلهم دي زي ما تكون الاوضة لي…..
عادل لي إيه ما تنطق
تعالوا دوروا معايا
أيهم ندور على إيه
قولتلهم لو ظني في مكانه يبقى في ممر سري جوا الاوضة دي
عادل قصدك ممر نهرب منه
معرفش تعالوا بس حركوا الطوب الاحمر لي في الاوضة لحد ما نشوف
عادل أنت وأيهم اعملوا كل حاجة وأنا هراقب المكان
قولتله صح أنا جبان وخايف بس أنت مش في وضع تدي أوامر لحد ولاحظ أن عامر مات وأن إحنا هنموت لو مخرجناش قبل طلوع الفجر
أيهم مالك معاه حق
عادل دلوقتي جايين تدوني أوامر طب غوروا من وشي اعملوا لي أنتوا عايزينه أنا مش هتحرك من هنا
بيلف ضهروا لينا ويفتح باب الاوضة و فجأة حاجة بتسحبه من رقبتوا و يبدأ يصرخ
بيجري أيهم عليه يلاقيه متعلق في الهوا و قاطع النفس خالص و الظل جنبه بيبص على أيهم و عينه تجي في عنيه
يدخل أيهم الاوضة بسرعة ويقفل الباب تاني
بس للأسف الباب بيتفح والظل بيكون وراه وقبل ما يمسك فيه
كنت لقيت طوبة في الحيطة ودوست عليها ولقيتها بتفتح قدامنا طريق جديد
دخلت بسرعة و أيهم جري ورايا
بس قبل ما يدخل بيسمع صوت العضم لي برجله بيتكسر تاني و بيوقع على الأرض والضل بيبدأ يسحبه و هو بيصرخ وبينادي عليا
كنت بعيط و مش عارف أهرب ولا أساعد صاحبي
من غير تفكير جريت على أيهم وجذبتوا
ليا
الظل بيبص بعنيا .. عينيه مكنتش عادية دي جمرة نار
بس استجمعت قوتي و جذبت أيهم لجوا الممر و قفلته تاني بالطوبة نفسها
الممر كان ضيق و مضلم ويادوب شايفين قدامنا
أيهم بيذحف على بطنه بسبب رجله المكسورة وأنا بحاول أكتشف المكان بحذر
وفجأة بلاقي حد واقف قدامي صرخت صوت خلى الجدران تهتز عااااااامر
عامر آه عامر مالكم كأنكم شوفتوا عفريت
أيهم عشان أنت مت
عامر موت إزاي وأنا واقف هنا قدامكم
انا رجعت لورا و قولتلوا لا أنت ميت وأنا شوفت دمك بيتصفى خالص
عامر بيقربلي ميت إيه يا عم أنت
بيدق على صدره أنا أهو عايش عايش مالكم أنتوا اتجننتوا
سألته طب أنت وصلت هنا إزاي
عامر معرفش كان مغمى عليا صحيت لقيت نفسي في المكان دا
أيهم ياجماعة إحنا بنتوهم و كل دا كدب
بصيت لأيهم قولتله إحنا لازم نكمل مشي في الطريق دا
كملنا طريقنا أحنا التلاتة بس أنا كنت ببص على عامر ومش بنزل عينيا منه و لاحظت أن عامر ملوش ظل بس مقدرتش اتكلم عشان أنا جبان و مش هقدر أوجهوا
وصلنا لآخر الممر و لاقينا صالة كبيرة
الصالة مدورة و سقفها عالي جداً بصيت لفوق و شوفت جثث متعلقة
قلبي بيبدأ يدق بسرعة و نفسي طالع نازل من كتر التوتر
أيد بتزل زي الساطور على كتفي بصيت
لقيت نفسي واقف واقف بالنص وعامر على يميني وعادل على يساري
الدم اتجمد بعروقي من الرعب ومعدتش قادر أنطق
ببص بيأس على أيهم بلاقي الظل بيجرروا من رجلوا و بيرفعوا للسقف و بيعلقوا جنب جثة عادل وعامر
فهمت ساعتها أن لي واقفين جنبي مجرد سراب سراب جررهم لموتهم
و نهايتي قربت و هموت زي أصحابي بصيت عليهم و هما متعلقين
عامر الدم لسا بينقط من جثته و عادل مشنوق مفيهوش روح و أيهم عضم جسمه بيتكسر وحدة وحدة و صوت تكسيروا بيزيد من خوفي و توتري.
كنت بدور على مخرج عشان أهرب و أخلص نفسي
بدأت أجري جوا الممر والظل ورايا بيراقبني ويضحك بصوت عالي أوي
الشمس بتطلع و مع أول شعاع ليها ظل الساحر بيختفي و بيغمى عليا
صحيت على صوت ضجة حواليا فتحت عينيا لاقيت نفسي وسط البوليس لي بيصحيني و طلاب المدرسة متجمعين حواليا و بيصرخوا و يقولوا قتلتهم أزاي يا مجرم
مكنتش مستوعب لي بيحصل البوليس خدني والطلبة بتشتم بيه وأصحابي التلاتة على نقالة ميتين خالص
وسط التوهان دا شوفت الظل واقف بين الناس بيقرب ليا فجأة وبيقولي المرة دي اكتفيت بتلبيسك قضية عشان قدرت تهرب بس هرجعلك تاني خلي بالك …