” المدرسة المهجورة “
سافرنا لمدينة جديدة ، قرية جديدة.
الناس كلها عارفة أبويا و كلهم رحبوا بوصولنا للقرية.
أنا ياسر أحمد طالب جامعي سافرت أنا و أمى و أبويا و أخويا الصغير معاذ لمدينة قريبة من الجامعة بتاعتى و لحسن الحظ هى قريبة كمان من مكان شغل أبويا.
و خلاص الدراسة هتبدأ الأسبوع الجاى.
وصلنا البيت و ظبطنا كل حاجة فى الشقة الجديدة و بعد يوم متعب جه الليل و كلنا دخلنا عشان ننام.
بس قبل الفجر بشوية كده قلقت من نومى و ده العادى يعنى فقومت قايم فاتح البلكونة شوية.
الجو جميل جداً و الهوا ساقع.
المهم قولت أما أخش أعملى أى حاجة أشربها عقبال ما الفجر يأذن.
لسة بلف ضهرى لقيت المدرسة اللى قدامنا أه إحنا البيت بتاعنا قدامه مدرسة بس مقفولة و ده طبيعي إحنا فى أجازة.
بس اللى مش طبيعي اللى أنا شوفته ده … المدرسة لقيت كل أنوارها قايدة و مرة واحدة أبتدت كل الأنوار ترعش.
و كمان لحظة واحدة ده في حد جوا.
فى شباك عينى جت عليه لقيت فى حد واقف و كمان بيبص عليا و أنا مرعوب حرفياً.
لحد ما أذان الفجر أذن و لقيت المدرسة رجعت لطبيعتها.
جه تانى يوم و إحنا بنفطر سألت أبويا على المدرسة.
لقيته قالى و هو متعصب ” أنت مالك و مال المخروبة دى ماتجبش سيرتها تانى “.
و لقيته ساب الأكل و قام.
ف أنا استغربت….
– هو فى أيه ي ماما هو أنا قولت حاجة.
= مفيش حاجة اسمع كلام أبوك و أنت ساكت.
و عدى يوم و أتنين على اللى حصل ده.
و الدراسة بدأت و نزلت الجامعة بس و أنا رايح الجامعة لقيت المدرسة مقفولة بردك.
بس أزاى معناه أيه ده.
و وأنا واقف لقيت أتنين صحابى وائل و عماد جايين عليا و هما ساكنين قريب من هنا.
خدنا بعضنا و روحنا الجامعة و بعد ما خلصنا و إحنا جايين سألتهم على المدرسة و هنا كانت الصدمة.
لقيتهم ردوا عليا و بيقولولى إن دى مدرسة مهجورة و الناس عمالة بتقول فى حكاوى على المدرسة دى و إن هى أتقفلت بعد حادثة كبيرة.
دلوقتى عرفت ليه أبويا و أمى أتعصبوا لما جبت السيرة دى.
بس أنا بصراحة عجبنى الموضوع و لما رجعت البيت معرفتش حد إنى عرفت أيه حكايه المدرسة.
و فى نفس الوقت بليل فتحت البلكونة و قولت أبص على المدرسة لقيت نفس الشخص فى نفس الشباك واقف و باصص عليا.
أنا أتخضيت جداً و قومت قافل البلكونة و رجعت عشان أنام لقيت منظر ثبتنى فى مكانى.
أنا لقيت قدامى طلاب كلهم بنات لابسين لبس المدرسة اللى كله دم و واقفين قدامى فى الأوضة أنا وقفت زى الصنم مش عارف أعمل أيه.
لقيتهم بيقولوا فى صوت واحد ” الروح ، الروح ” و لقيت نفسي على السرير.
لا لا ده مش حلم إستحالة ده يكون حلم.
قومت لابس بسرعة و نزلت الجامعة قابلت صحابي قولتلهم على اللى بيحصل و قولتلهم أنا عايز أدخل المدرسة دى بصراحة وائل وافق علطول لكن عماد قلق شوية لكن أقنعناه و اتفقنا إن يوم الخميس هندخل.
و فعلاً جه يوم الخميس و بليل الساعة 1 أتجمعنا و حالياً إحنا 3 مجانين واقفين قدام مدرسة مهجورة.
المشكلة دلوقتى هندخل منين….
المدرسة عبارة عن مبنى واحد بس مفيش ولا أى سور و لا أى حاجة المدرسة و فقط.
لفينا شوية حوالين المدرسة لحد ما لقينا فتحة تهوية و بالفعل دخلنا منها.
إحنا دلوقتى جوا المدرسة و المرعب إن الأنوار كلها شغالة عادى مع إن و إحنا واقفين برا لما كنا بنبص على الشبابيك كانت مش منورة ثم إزاى مدرسة مقفولة بقالها سنين قد كده و النور قايد فيها.
المهم قعدنا نمشي شوية لحد ما وصلنا لأوضة معينة و دخلناها كانت عبارة عن فصل عادى جداً.
بس مرة واحدة لقينا النور قطع و لقينا صوت خبط عالى أوى جاى من برا.
و لقينا حد ظهر قدامنا مرة واحدة و أختفى علطول.
لحظة……..
يا وائل يا عماد أنتوا روحتوا فين.
أنا واقف لوحدى فى الرعب ده و لقيت حد حط أيده على ضهرى قومت صارخ بأعلى صوت.
لحد ما النور رجع و لقيت وائل و عماد داخلين عليا الفصل.
– أيه يا أبنى مالك فى أيه.
= أنتوا سبتونى لوحدى ليه.
– سبناك أيه يا أبنى إحنا من أول ما دخلنا أتفقنا إن إحنا هنتقسم و كل واحد من ناحية.
= نعم !!! ، أ أ أومال أنا كان معايا مين ؟
يتبع……..
” المدرسة المهجورة “
” الجزء الثاني و الأخير “
ف رديت عليهم و قولتلهم أنتوا الأتنين كنتوا معايا … إزاى اللى أنتوا بتقولوه ده.
و قبل ما يردوا عليا سمعنا صوت خطوات برا الفصل.
قومنا واقفين فى مكانا و مش عارفين نعمل أيه و الصوت بيقرب جداً لحد ما فتح الباب علينا.
دخل راجل كبير ملامحه مش باينة لأ ده مفيش ملامح أصلاً ماسك عكاز فى أيده و
ماشي بيعرج و هدومه كلها دم.
و إحنا واقفين مانعين الصوت من إنه يطلع واقفين مرعوبين من اللى شايفينه.
النور رجع مرة واحدة….
أيه ده !!
هو راح فين ده كان قدامنا حالاً.
لقيت عماد بيقول و هو متعصب ” إحنا لازم نمشي من هنا قبل ما يحصلنا حاجة. “
قومنا خارجين من الفصل و روحنا ناحية المكان اللى دخلنا منه ، أيه دا…..
– فين الفتحة اللى دخلنا منها إحنا مش داخلين من هنا!!…
= إهدى يا عماد عايزين نفكر بالعقل.
– واضح أوى العقل ده المكان يختفى و تقولى عقل.
مرديتش عليه و قومت مطلع موبايلى لقيته مقفول و مش راضي يفتح و وائل و عماد نفس الحكاية.
و إحنا واقفين سمعنا صوت فى الدور اللى فوق و المرادى كان صوت خطوات كتير.
يعنى مش شخص واحد دا أكتر من شخص.
مسكنا أعصابنا و هديت عماد أنا و وائل.
و قومنا طالعين على السلم للدور اللى فوق.
ولا أى حاجة فصول عادى زى الدور اللى تحت مشينا كام خطوة لقينا صوت حد طالع على السلم.
جرينا بسرعة لأخر الطرقة و فتحنا الباب و دخلنا و ياريتنا ما دخلنا.
المكان ده كان مكتبة بس مفيش كتب حتى الأماكن اللى بيتحط فيها الكتب مش موجوده واللى موجود كله دم.
الأرض عليها دم متجلط ، و فى ريحة وحشة جداً ، و ف أخر الأوضة دى فى باب.
فقومنا مقربين منه و كل ما نقرب الريحة بتزيد.
لحد ما وصلنا و فتحنا الباب لقينا منظر خلانا واقفين مشلولين حرفياً.
كمية عضم لا تُحصى ، و جثث متحللة ، دم كتير فى كل حتة ، لبس مدرسة متقطع و كله دم.
و فى الأخر لقينا حد مشنوق بس مش باين أى حاجة منه غير إن هو مش متحلل لأن هيئة جسمه بتقول كده.
و إحنا واقفين لقينا الراجل اللى كله دم ده واقف و ماسك العكاز فى أيده و باصصلنا بس……
أنا شوفت نفس المنظر اللى شوفته فى أوضتى طلاب فى أعمار مختلفة كلهم بنات بس المرادى فيه ولد كان واقف فى وسطهم و كلهم واقفين ورا الراجل ده.
لقينا الراجل ده رمى العكاز على الأرض و راح وقف معاهم و قام النور قطع و رجع تانى و كل حاجة أختفت.
بسرعة خدنا بعضنا و قومنا رايحين للمكان اللى دخلنا منه و المرة دى لقيناه.
قومنا خارجين فى أسرع وقت و أول ما خرجنا لقينا الموبايلات بتاعتنا شغالة عادى.
مش زى ما كانت جوا مسكت موبايلى و بلغنا الشرطة على اللى حصل.
و جت الشرطة و الإسعاف و خرجت كمية جثث من جوه و الجثة اللى كانت مش متحللة لقوها و لقينا كذا واحد من الناس اللى كانت متجمعة بتشاور عليه و بتقول ” عم إبراهيم لا حول و لا قوة إلا بالله “.
ف سألت واحد من اللى كانوا واقفين قالى ده عمى إبراهيم راجل محترم بنته أختفت مرة واحدة و هى اللى كانت بترعاه لأنه كفيف و بعد ما بنته أختفت بمدة هو كمان اختفى الله يرحمك يا عم إبراهيم بس سبحان الله هو إزاى لسا بهيئته كده ، فقومت سألته يعنى أيه لسا فى هيئته ف رد و قال أصل إختفاؤه ده كان من 4 سنين ف يعنى أيه مات قريب يعنى…..
و بعد التحقيقات عرفنا…..
” إن مدير المدرسة بعد ما جابوه و حققه معاه أتضح إن هو كان بيغتصب البنات و كل واحدة كان بيعمل معاها كده كان بيقتلها و بيرميها فى المخزن بتاع المكتبة و مرة و هو بيعمل كده شافه ولد من الأولاد و راح ضربه قام مسكه و دبحه ( و ده يفسرلنا ليه كنت بشوف مجموعة من البنات وسطهم ولد ) أما عن إبراهيم بنته وقعت ضحية فى أيد المدير و بعد ما أختفت البنت راح عمى إبراهيم للمدرسة و خصوصاً للمدير فزعقله و طبعاً المدير مكنش عايز حد يسمع لأن كان إختفى بنات كتير فى الوقت ده فقام حاطط أيده على بوقه عشان يهديه ف كتم نفسه و موته ( و ده معناه إن لما لقيناه مشنوق كان بيدل على إنه مات مخنوق مش مشنوق )و بعدها قعدت تحصل شوية حاجات فى المدرسة غريبة ف أتقفلت “..
بس الغريب بقى اللى سمعناه بعد كده….
” بعد ما خدوا جثة عمى إبراهيم و شرحوها عرفوا إن وقت الوفاة كان فعلاً من أربع سنين و الأغرب إن بعد مرور 24 ساعة الجثة لقوها متحللة و عبارة عن عضم الكل أتجنن بعد الكلام ده ” و المدرسة أشتغلت تانى و كل حاجة رجعت لطبيعتها…
بعد ما عرفنا الحوار ده كله أتقابلنا أنا و عماد و وائل و فرحنا إن بعد كل السنين دى رجع الحق لأصحابه و فرحنا أكتر لما صدر حكم الإعدام على مدير المدرسة.
و لقيت وائل بيقول..
حد يصدق إن إحنا نعمل كل ده ، بقولكم أيه إحنا عايزين مغامرة جديدة أيه رأيكم فى مشرحة حلوان..
ف بصينا لبعض و ضحكنا…….
أتمنى تكون المغامرة دى عجبتكم أستنوا بقى مغامرة ” مشرحة حلوان “….
By : Youssef Morad