يوم الإثنين 1/8/2016 تاريخ لن أنساه من ذاكرتي للأبد
كنت رايح الدوام بتاعي في الشغل من الساعة 9 مساءاً
شغلي صعب جداً ومش أي حد يقدر عليه ولا يتمنى إنه يكون فيه
كنت شغال في ” مشرحة ” للجثث المشتبة فيها جنائياً، وكان الدوام
بتاعي من 9 م إلى 9 ص، كنت بخلص كل يوم الشغل، وأروح أخد شاور وأنام
ولما أصحى أقعد مع أسرتي شويه كل يوم على كده .
.
اليوم المشؤوم ده عمري ماهنسى تفاصيله بكل لحظة عيشتها أنا وأسرتي
كانت الساعة 1:36 الباب فتح، لقيت الممرضات داخلين ومعاهم جثة والشرطة وراهم
كانت جثة بنت عندها حوالي 23 سنه طويلة القوام، شعرها مائل للبُني كُستنائي
شكلها بيقول إنها لسه خارج من القبر مرة تانيه بعد دفنها، وعليها آثار جروح وندبات
أسرتها ماكانتش عايزة يتم التشريح، ولكن الشرطة كان ليها رأي آخر
شاكين إنها تكون جريمة قتل
.
بالفعل الساعه 1:51 كنت بدأت في تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة
كان معايا دكتور عمار بيشتغل على جثة تانيه، كلمني وقالي
– دكتور أسامة . هاخد بريك شويه أشرب حاجة سخنه، أجيبلك حاجة معايا ؟!
ابتسمت وكنت مشغول قوي وماقدرتش أرفع رأسي عن الجثة وقولتله
– شكراً . دكتور عمار، شويه وهاخد بريك وأطلع أشرب حاجة
كانت الساعة حوالي 3:19 وكنت بحاول أعرف أسباب الوفاة الظاهرية
ماكنش باين إنه قتل عمد، ومافيش أي آثار لتناول سموم
الباب الرئيسي قفل بقوة، كأن شيئاً ما دفعه بقوة ضربة فيل رغم إن ماكنش فيه هوا نهائي
إستغربت جداً ولكن لم أعر الموضوع أهمية أكبر من حجمه، وكملت بشكل طبيعي شغلي
بعد وقت قليل اكتشفت إن البنت ماتت مخنوقة بعد ماتم إغتصابها للأسف
.
وأثناء فحص الجسد من الداخل لقيت بعض قطع القماش الصغيرة كأشرطة القماش
مكتوب عليها بحروف ورموز شكلها غريب، كلمات كانت مقلوبة لأول مرة أشوفها
حاولت أفهم ده عباره عن إيه بس ماقدرتش أوصل لنتيجة، تحفظت عليه للشرطة
وفي معادي زي كل يوم خلصت الشغل وروحت، مش قادر أنسى منظرها البشع
اتغير معاد الدوام بتاعي وبقى من 7 ص إلى 7 م
بعد ماروحت الساعة 7 أخدت شاور وقعدت مع أسرتي المكونة من زوجتي ” بسمة ”
وبنتي الصغيرة ” ملاك ” اللي كان عندها 3 سنين، دخلتها تنام في غرفتها الصغيرة
الساعة 12:00 ورجعت غرفتي أنام فيها
صحيت مفزوع الساعة 2:43 على صريخ بنتي وبكائها بحرقة جريت عليها أنا وأمها
وطبطبت عليها علشان تهدى وتنام، ولكن صدمتني من الكلام اللي قالته وهي بتعيط
– آمل بتقول ليا . هقتلكم كلكم
سألتها وأنا شايلها
– مين آمل دي ياحبيبتي !!
كانت بتعيط جامد وهي بتجاوب بعدم المعرفة بتعابير وجهها
حاوت أهديها بأن مافيش حاجة ده كان مجرد كابوس مش أكتر، وسيبت بسمة تنام معاها
علشان تطمئن ، ورجعت أنام مكاني
لحد كده تمام جدا .
.
المشكلة ماكانتش في كده المشكلة إن أنا كمان حلمت بنفس الحلم، لما شوفت بنت
في أوائل العقد الثاني من عمرها لابسة فستان غرقان دم، وشها شكله جميل جداً
بس الندبات على جسمها ملياه، وقالتلي وهي بتبكي ووشها غضبان بشدة
– عارف انا مين !
قربت منها شويه وحققت في ملامحها ماكنتش مصدق نفسي
دي نفس البنت اللي كانت ميته في المشرحة، وقالتلي في نظرة كلها شر وحقد
– أنا آمل . هقتلكم كلكم وأنتقم منكم علشان حقي اللي راح
صحيت مفزوع من الحلم، وجسمي كان عرقان وبيتنفض ومرعوب لدرجة ماكنتش مصدقها
تاني يوم الصبح قبل بنتي ماتروح المدرسة ناديت عليها وسألتها
– حبيبتي
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل الاول
. آمل اللي كلمتك في الحلم كانت لابسه إيه ؟!
بنتي ردت عليا رد غريب قوي
– آمل مين ؟
ولا كأنها تعرفها أو شافتها من الأساس، بسمة بصتلي بضيق وقالتلي
– ده سؤال تسأله لطفلة زيها
قولتلها وأنا مندهش وخايف بنفس الوقت
– أنا كمان حلمت بنفس الحلم
زوجتي بصت ليا وضحكت وقالتلي
– ده بس عقلك الباطن بيهيألك كده
لما رجعت في معادي لقيت الشرطة واقفة قدام باب البيت جريت دخلت جوا
فوجئت بزوجتي على الأرض متغطية بملاية بيضا، وبنتي بتعيط وظابط شايلها
جه ظابط تاني يكلمني سألته وأنا ببكي ومش مصدق
– إيه إللي حصل !
قالي
– إن جالهم إتصال من زوجته، وهي في لحظاتها الأخيرة بتستغيث بأن طفلتها قتلتها
أنا إتجننت من الكلام اللي ماحدش يقدر يصدقه، وبصيت ليه بضيق وقولتله
– إزاي طفلة في سن 3 سنين تقتل مامتها ؟! أنت عاقل للكلام ده ؟!
كان رده أغرب عليا لما قالي
– إحنا لما وصلنا لقينا جثة زوجتك، وبنتك كانت ماسكة السكينة في إيديها وبتبكي وقاعده جنبها
أخدت بنتي من الظابط وحاولت أسألها مين إللي عمل كده، كانت عماله تبكي
وكل إللي على لسانها كلمة واحدة بترددها
– ماما . ماما
حاولت أهديها وأنا بقول للظابط بشده ولهجة فيها غضب
– إزاي بنت في السن ده تقتل والدتها بالبشاعة دي !
الظابط قالي
– إحنا هنحقق في القضية دي، ولكن رجاءاً ماحدش يلمس شئ علشان البصمات
.
كانت بنتي نايمة جنبي في اليوم ده علشان ماتخافش وبنفس الساعة 2:43
صحيت منطور من على السرير على صوت بكاء بنتي بصوت عالي كله رعب
أخدتها في حضني وسألتها مالك بس
– آمل بتقول ليا . هقتلكم كلكم
إستغربت قوي وخوفت بشده جسمي كله كان بيترعش ضربات قلبي زيادة جداً
حسيت إن الجثة دي وراها لغز كبير، كان لازم أحل اللغز ده
بعد ماقدرت أخلي ملاك تنام
مرت نص ساعة وبعدين قومت على آلم جامد في قلبي، ولما بصيت لقيت ملاك بنتي
قاعده فوق صدري والسكينة محطوطة في قلبي، وهي بتبص ليا بنظرة كلها إنتقام وشر وقالتلي
– لازم تموت زيي
كنت مصدوم قوي من كلمة ” زيي ” ولكن مين هيصدق إن الطفلة دي اللي قتلتنا
بعد ماتوفيت شوفت آمل وهي بتضحك وبتقولي
– أنا إللي قتلتك أنت ومراتك مش بنتك
ولما سألتها عن السبب قالتلي بعد مابدأت في البكاء
– كنت راجعة من شغلي الساعة 12:30 فوجئت بتلاته شباب بيحاولوا يتحرشوا بيا
وبعدين واحد منهم قالهم ماتيجوا ناخدها معانا الليلة
ولما حاولت أجري منهم ركبوني عربية بالعافية ، وخدوني لبيت مهجور
وبدأوا يتنوبوا في إغتصابي لمده أسبوع كامل كنت بموت كل لحظة 1000 مرة
واحد منهم قرر يخنقني علشان ماعترفش بشئ، ورموا جثتي وواحدة بتاع أعمال سحر لقت جثتي
أخدتها وحطت فيها أعمال لناس كتير وفي الآخر دفنتني
كنت لازم أنتقم لنفسي وروحي وجسمي من كل الناس لأنهم شياطين، وبالفعل بدأت بيهم
كنت مصدوم من إللي بسمعه منها، ولكن سألتها
– ذنبي أنا وزوجتي إيه !
قالتلي وهي بتضحك
– ذنب كل واحد إنه مابقاش يشهد بالحق، ذنبكم إن البشر بقت ذئاب، ذنبكم إنكم ضميركم مات
ذنبكم إن قلوبكم بقت سوده قوي .
القضية بعد ما إتحقق فيها إتقيدت ضد مجهول
وجثة أمل اختفت فجأة من المشرحة
وملاك أخدها جدها وجدتها!
#قصة_مرعبة_قصيرة
[ad_2]