لسه ناقلة في شقة جديدة ومكنتش أعرف أن البيت ده كان معروف أنه مسكون. في أول يوم بناتي كانوا عند أهل باباهم علشان أعرف أرتب الدنيا. اشتغلت شوية في الشقة وبعدها أنا وجوزي نمنا بعد العصر وصحينا بعد المغرب.
أنا اللي صحيت الأول، الدنيا كانت ضلمة والباب مقفول عشان التكييف، مشيت للباب وقبل الباب بكام خطوة لقيت نفسي مش عارفة أوصل للنور! كل ما أمد إيدي ألاقيها تخبط في إزاز!
وقفت مكاني مذهولة مش مصدقة، بصيت حواليا لقيت معالم الأوضة متغيرة كأني باصة عليها من مراية! سامعة جوزي بيقولي “نوري النور”! بدأت أزعق وأتعصب وأصرخ وأقوله “مش عارفة أوصل للنور”! هو مش مستوعب في إيه وأنا بصرخ وبقوله “أنا محبوسة في حاجة”!
ثواني وجوزي نور النور لقيت رجلي ملفوف حواليه حبال مش عارفة جت منين ولا إزاي!
ده كان أول موقف غريب في الشقة، وبعدها لما قعدنا في المكان بنت من بناتي بدأت تشوف أشخاص داخلة وخارجة من الشقة رغم أن الباب مقفول، بتشوفهم بيمروا أو خيالهم وهما داخلين الأوض لدرجة أنها كرهت وجودها في البيت وفي التوقيت ده كان عندها سنتين تقريبًا!
الغريب أني كنت بسمع حركة ولعب أطفال على سطح البيت رغم أننا ساكنين لوحدنا، ده غير أني كتير كنت بدخل المطبخ ألاقي البوتاجاز شغال ومولع والحنفيات بتفتح لوحدها وساعات وأنا بطبخ ألاقي الحلل بتقع لوحدها فجأة كأنها بتتزق وتقع، ومنهم مرة حلقة وقعت على رجلي وكانت فيها مياه مغلية ورجلي اتعورت.
ومرة كنت بحب أسهر بليل أنا واختي الصغيرة لما كانت بتجيلي وكنا بنسمع تخبيط في الدولاب وصوت رمل في الحيطة وكأن الحيطة بتتهد وتتبني، الجميل والغريب في الموضوع إننا قلبنا جامد لما كان بيحصل كده كنا بنضحك. بس مرة اختي كانت سهرانة لوحدها وأنا كنت نايمة وشافت واحد ماشي في الصالة وبيشرب سجائر صحينا لقينا السجادة اللي مفروشة عند باب الشقة ملسوعة وكأن حد موقع عليها حاجة مولعة نار!
وفي فترة من الفترات كنت من شدة التعب مش بعمل حاجة في حياتي، زهقت، طول الوقت قاعدة في السرير، فقررت أبدل قعدتي وأشغل وقتي بالقرآن، لأني مكنتش بعمل حاجة غير اني أقوم من على السرير أقعد على الكمبيوتر اللي في الاوضة بتاعتي، فقررت اقرأ قرأن مرة على مرة وبقى يومي كله ماسكة المصحف أو بصلي أو بسبح يعني شغلت يومي مع ربنا وفي ليلة كنت ختمت المصحف وهبدأ من جديد وقررت منمش غير لما أخلص سورة البقرة.
اليوم ده خلصت سورة البقرة وغلبني النوم وشوفت في منامي أني ماشية بدور على جامع في مكان أنا مش عارفاه بس في مقابر مسيحيين والصلبان مالية المكان، أنا عادي لأني مش بفكر زي بعض الناس ومش بتعامل مع الناس على حسب ديانتهم، المهم وأنا ماشية جاتلي واحدة لابسة إيشارب صغير على رأسها وخدتني وطلعنا سلم قديم كان في فوق دير كبير ومصممة اني أدخله وواحد لابس لبس الرهبان بس كان بيطير وبيجري ورايا بأسد كبير وانا بجري ولو وقفت الأسد هياكلني ومطلوب مني أدخل الدير وفي الأخر قالي “الأعمال اللي معمولالك مدفونة في المقابر اللي تحت”!
وصحيت من النوم عندي هيستيريا مكنتش أعرف وقتها أن اللي بعاني منه ده بسبب أسحار وأخدت بعدها فترة طويلة رجلي وأيدي الشمال منملين دايمًا ومش بحس بيهم ولو مسكت حاجة بايدي الشمال بتقع لوحدها ولما أجي أمشي بقع لأني مش حاسة برجلي أصلًا.
بعد كده كنت دائمًا بحلم أني بقي مليان شعر ومش بعرف أتكلم بسببه أو أحلم اني بسحب حبل من بقي والحبل مليان عقد وأقوم من النوم بطني وجعاني وزوري واجعني وفي احساس إن في حاجة في زوري!
من حوالي ٥ سنين انا وجوزي قابلنا واحد مش عارفة أقول عليه إيه غير أنه دجال، بس الراجل ده عملي جلسة غريبة، قعدت وغطالي وشي بطرحة سوداء وقعد يقولي انا هوديكي مكان السحر وهتطلعيه.
المهم مش عارفة إزاي لقيت نفسي في نفس المكان اللي حلمت بيه قبل كده ونفس المقابر اللي حلمت بيها ومكنش لسه حلمت بده أصلًا!
شوفت في المكان ده جمجمة وبوقها أتفتح وكان فيها شعر نفس الشكل اللي كنت بحلم بيه، الشعر اللي جوه البوق! سمعت صوت الدجال في عقلي بيقولي “مدي ايدك شيليه”
أنا مش بتحرك بس شوفت إيد اتمدت وشالته وكان في ورقة وقماش، اتفتحت الورقة وكان مكتوب جواها اسمي واسم امي بالاحمر وارقام وحروف ورسومات معرفش معناها بعد كده فوقت وشال الطرحة وكنت في حالة غريبة جدًا! دايخة وعرقانة جامد جدا وعندي هبوط شديد وكأني كنت بعمل مجهود شاق من بعد الجلسة دي وحلم الشعر متكررش تاني!
كل اللي فات ده حصل فعلًا، بس قصتي المرعبة حصلت من قبلها بكتير، من وأنا عندي تقريبًا ٧ سنين فجأة لما أغمى عليا وأنا مع جدتي في السوق، الإغماء ده اتكرر مرة أو اتنين وبدأت ماما تلف بيا على دكاترة المخ والأعصاب والكشف كان بيبين إن مفيش حاجة والاشاعات نفس الحكاية.
كنت طفلة صغيرة وبيجيلي كوابيسلا تطاق، نخرج من البيت ونرجع نلاقي تراب على باب الشقة، كنت بحب أفتح الباب بالمفتاح وأدخل أنا الأول وأنا اللي أعدي على التراب، مرة نلاقي مياه مرشوشة على العتبة!
بابا كان بيحبني جدًا، بيعشقني، ومع ذلك مكانش بيطيق صوتي! كل ما أكبر التعب كان بيزيد ولما دخلت الثانوية العامة بقى مفيش تركيز، مش بعرف أركز، مش بعرف أحفظ، مش بعرف أذاكر!
خلصت ثانوي والكلية واشتغلت واتقدملي العريس اللي هو جوزي حاليا، وقعدت ٣ سنين بفكر اوافق ولا لا، فاكرة أول ما يكلمني كنت بتخنق لغاية ما أكح من كتر الخنقة وابقى مش مرتاحة. بعدها رفضت وقولت مش مرتاحة ونزلت اشتغلت في مستشفى وبعدها اتقدملي تاني، وقتها صليت استخارة لأنه قريبي ومش حابة أخسره وقررت أوافق.
أول ما وافقت على الجوازة تاني يوم جسمي اتنفخ لدرجة هدومي ضاقت فجأة والجزمة ضاقت ومبقتش عارفة أمشي! وعيني كاني باصة في نار مش عارفة افتحها، حتى جلدي ظهرت فيه بقع وبيلسع كأنه اتحرق!
في الوقت اللي كان المفروض بحضر للخطوبة وأدور على الفستان والتجهيزات كنت بلف على الدكاترة عشان عرفت أن عندي مشكلة في الكلى، التهاب مناعي على الكلى ولفيت على الدكاترة وعملت إشاعات وتحاليل والغريبة أن التحاليل كانت غير الكشف غير الاشاعات ومحدش عارف فين المشكلة!
ومن يوم ما اتخطبت وأنا بتخانق مع خطيبي واسمعه بيقول كلام غير اللي هو بيقوله، وبعد سنتين في العلاج بدون فائدة قررنا نروح اتجاه تاني وهي قناة من قنوات الرقية الشرعية كانوا بينزلوا حالات شفاء وقررنا نبعتلهم ومن هنا وكل حاجة اتغيرت!
بعتولي الرقية الشرعية وزيت زيتونومياه وأعشاب، كنت بدهن الزيت والاقي جسمي بيتحرق وجلدي بيتقشر وصوابعي تشقق وبتنزل دم لوحدها، لما أشرب المياه بالرقية بطني كانت بتتنفخ جدًا لدرجة اني معرفش امشي بسببها!
لو جيت أسمع الرقية بنام أو أحس بهياج داخلي وعاوزة أصرخ وعاوزة اوقف الكاسيت، مواقف غريبة، مرعبة، تعبت بعدها ودخلت في حالة زي غيبوبة، وفي يوم نمت وصحيت لقيت رجلي متخربشة لغاية ركبتي الشكل كأن ٣ اظافر بس مش خربوش عادي!
الخروش زي الحرق كأن الضوافر دي من نار، كنت في عز الشتاء مش قادرة البس لبس شتوي ولابسة صيفي وحاطة رجلي في مياه ساقعة متلجة علشان في حرارة غريبة في جسمي!
لفيت على الشيوخ، منهم اللي بيقرا قرآن واللي مش بيتكلم واللي يأكلني حاجات واللي يرش في الشقة وبرضه مفيش حل وفي الأخر روحت لواحد عامل زي الناس اللي بتيجي في الافلام لابس صوف في عز الصيف وغريب جدًا، ده كان بني آدم مش طبيعي، كان بنيّم بابا وماما وهما قاعدين، الراجل ده من وقت ما روحلته والموضوع زاد أكتر بدل ما يتحل، لدرجة أني كنت لما أروح البيت أشوف خياله في كل حتة وبحس أن السرير بيترفع بيا ويترزع على الأرض ولما أكون لوحدي في الأوضة بحس أن شعري يتشد وأشوف غربان في الاوضة مش عارفة جم منين!
الخلاصة أن الكل أجمع أن معمولي سحر بالهلاك والشدة والمرض حتى الموت، ليه؟! معرفش! مين اللي عاملي كده؟! معرفش! من طفولتي وأنا بعاني بس مفيش حل، كل يوم أمراض جديدة، كلى وسكر وحاليًا تضخم في الكبد! ورغم كده الحمد لله اتجوزت وخلفت رغم أن مفيش حل بس الحمد لله على كل حال.