الأطفال ساعات بيكونوا مُخيفين، واللي حصل من فترة قريبة مش قادرة أنساه لحد النهاردة.
اختي الصغيرة عندها 8 سنين، وكان عندنا جيرانا في زيارة لينا وجم بعد المغرب والجو كان حر فالأطفال كانوا بيلعبوا برا.
اختي كانت معاهم وأثناء ما الكل بيجري وبيلعب وقعت على الأرض فجأة وبدأت تعيط جامد، استغربنا لأن مفيش في جسمها أي إصابة ولو بسيطة، ولما اطمنا أنها سليمة سيبناها وهي شوية وسكتت.
جيرانا لما مشيوا لقيتها جت قالتلي إنها تعبانة، قولتها “إنتي تعبانة علشان متعشتيش، اتعشي الأول وهديكي دوا”. عقبال ما جهزت العشا وبحطه لقيتها قاعدة في حتة ضلمة لوحدها وبتعيط.
حاولت أهديها وماما إديتها دوا ودخلت بيها تنيمها وإحنا اتعشينا ووكنا قاعدين وفجأة سمعنا صرخة مش بسمعها غير في أفلام الرعب، صرخة عمري ما سمعتها في حياتي، وبعدها صرخات متواصلة زيها وأقوى كمان!
دخلنا بسرعة وبنجري لقيناها قاعدة على السرير بتضرب في الهوا وبتدافع عن نفسها وبتصرخ وتستغيث وبتقول “حد يبعدهم عني”، “يا ماما إنتي فين” و”لا إنتي مش ماما أنا عايزة ماما” وبتقول وهي بتعيط “كفاية معدتش عايزة ألعب معاكم، مش عايزة ألعب معاكم أنا بكرهكم”.
الغريب أن أن طاقتها وقوتها بتزيد في الدفاع والضرب لدرجة إننا حاولنا نكتفها معرفناش علشان متخبطش دماغها في حاجة أو تعور نفسها، ولما إديناها حقنة منوم محستش بيها!
كلمنا الدكتور وإدانا دوا وحقن وحاولنا نكفتها ونديها الدوا بس كانت بترجعه تاني من بقه، اللي خوفنا أن قوتها دي كانت من غير أكل، مكانش بتهدى في صريخها أو دفاعها عن نفسها قدام الحاجة اللي محدش فينا شايفها.
فضلنا كده شوية لحد ما بدأت تهدى ونامت وصحيت تاني يوم الضهر وعلى وشها إبتسامة ومش فاكرة أي حاجة من اللي حصلت معاها، وبعد كذا يوم عرضناها على حد بيفهم في المواضيع دي وقال حاجة خلت جسمنا كله يتلبش “كانت ممسوسة بس دلوقتي كويسة”ّ!
كل اللي جه في دماغي وأنا بسمع كده هو الرسول صلى الله عليه وسلم لما نهانا أن الأطفال ميلعبوش بره البيت من بعد المغرب.
اترك رد