قصه بيت البسطاويسي
بعد ما حكت لي جدتي قصة بيت سوق السلاح، ولأني كنت عاوز اعرف نهاية ابو دودة كانت ازاي… فانا بعد ما خلصت كتابة القصة اللي حكتهالي، خدت بعضي وروحت للراجل اللي بعتتني لِه.. فاكرينه!.. ايوه هو عم احمد البسطاويسي اللي ساكن في الجمالية، والحقيقة انا ماخدتش وقت كبير عشان اوصل لبيته القديم اللي في شارع بسيط من شوارع الجمالية، بيته اللي بعد ما وصلت عنده وخبطت ودخلت، قعدت قصاده شوية وانا بتأمله، راجل عجوز ملامحه طيبة، الشقوق اللي سببتها التجاعيد في وشه، كل شق منهم كان بيحكي حكاية جواها الف معنى ومعني.. بس الحكاية الاكبر من كل الحكايات دي، كانت حكايته هو مع الشاي.. الراجل طلب من البنت اللي فتحتلي، واللي عرفت بعد كده إنها بنت بنته اللي عايشة معاه وبتراعيه، انها تعملنا كوباييتين شاي، وبعد كده طلب منها تعمل لنا كوبايتين تانيين عقبال ما نخلص اللي بنشربهم.. استغربت بصراحة، لكني ماهتمش بقصة حُبه للشاي وسألته عن ابو دودة، ومع سؤالي ماجاوبش ولا رد عليا، ده قرب من الراديو الغريب اللي كان جنبه، واول ما سمع اغنية لعبد الحليم، علاه وفضل سرحان وساكت، وبعد ما الأغنية خلصت، كانوا كوبايتين الشاي التانيين اتحطوا قصادنا، ومع وصول الكوبايتين، اشتغلت اغنية كمان لعبد الحليم، فمسك عم احمد الراديو وفضل هايم مع الاغنية وهو سرحان اوي، وقتها انا بقى ماقدرتش استحمل بصراحة ولقيت نفسي بقوله بصوت عالي…
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. ياعم احمد حرام عليك يا عم احمد، دي تاني كوباية شاي اشربها وانا مابحبش الشاي اساسًا، وبعدين هو انت بتحب جديد ولا ايه؟
ساب الراديو اللي في ايده وبعد كده وطى الصوت وبص لي وهو متضايق اوي..
-جرى ايه يعني.. هي الدنيا هتطير؟.. وبعدين انت مين اصلًا وعايز ايه؟!
ضربت بإيدي على وشي..
-انا مين أصلًا!.. يا خرااابي..ماشي.. اللهم طولك يا روح، بص يا عم احمد، انا محمد شعبان اللي بعتتني ستي ليك عشان تحكيلي قصة حياة ابو دودة، عرفتني؟!
شرب شوية من كوباية الشاي بصوت عالي، بعد كده حطها قدامه وبص ناحية الشباك اللي جنب السرير اللي كان قاعد عليه..
-أسأله!.. أسأله ازاي يعني؟
-روح له.
-اروحله فين يا عم احمد.. اموت يعني عشان اقابل ابو دودة واعرف حكايته، ولا اروحله الترب واطلعه من قبره واسأله!
-ترب ايه يا مغفل.. انا اقصد تروحله بيته.
-انا اللي مغفل!.. اللهم طولك ياروح تاني.. يا عم احمد ركز معايا الله يرضى عليك، ابو دودة بح.. مات.. مات وشبع موت.
اول ما قولتله كده برقلي وقام وقف..
-لا إله الا الله.. ابو دودة مات!.. انا لازم اروح اقول لابويا ونروح نعزي.
شديته من دراعه وقعدته..
-اقعد يا عم احمد.. اقعد واستهدى بالله، اه ابو دودة مات، وابوك هو كمان مات، وانت دلوقتي بقيت جد.. فبالله عليك بقى ركز معايا كده وحاول تفتكرلي هو مات ازاي.
-مين ده اللي مات ازاي.. ابويا ولا ابو دودة!
-لا ابو جلامبو.. ابو دودة طبعًا يا عم احمد.
-يا ابني وانا ايش عرفني، ما انت اللي لسه قايلي انه مات، وبعدين كويس انك قعدتني، انا كده كده مابحبوش وكنت تملي بتخانق مع ابويا عشان بيشتغل معاه، فموضوع انه مات ده مايزعلنيش، بالعكس.. ده بموته، الناس هيكونوا ارتاحوا من شره.
-يا ااالله يا ولي الصابرين.
-صابرين!.. هي صابرين ماتت هي كمان!
-صابرين مين اللي ماتت.. انا ايه اللي جابني هنا اساسًا!
بعد ما قولتله كده دخلت علينا حفيدته اللي كان عمرها تحت العشرين وفوق الخمستاشر تقريبًا.. قربت منه وقالتله وهي بتبتسم وفي إيدها كوباية مايه وبرشامة..
-جدو حبيبي… معاد البونبون جه.
بص لها وابتسم وبعد كده بص لي بقرف..
-بتفول على البت ليه.. ماهي عايشة وزي الفل اهي، هاتي يا صابرين البونبوني هاتي.
خد منها البرشامة وكوباية المايه وشربها، وقتها استغلت صابرين انشغاله وقالتلي بصوت مش مسموع..
-دوا الزهايمر.
هزيت لها راسي بمعنى اني فهمت إنه مريض زهايمر، وبعد ما شرب، خدت صابرين كوباية المايه وكوبايات الشاي الفاضية وخرجت.. في الوقت ده بص عم احمد من الشباك وفضل سرحان لحد ما قاطعت سرحانه لما اتنحنحت، ف لف وشه ناحيتي وبص لي بقرف من تاني..
-ايه هو اللي احم احم.. انت داخل ميضة!.. ما خلاص عرفت انت مين وعايز ايه، اصبر شوية لما افتكرلك الحكاية من أولها.
-حاضر يا عم احمد.. هسكت لحد ما تفتكر وتحكي منك لنفسك، بس ممكن بقى قبل ما تحكي تبتسم، انا مش عارف انت قرفان مني كده ليه؟!
-ابتسم!.. هو اللي يعيش حياة زي اللي انا عيشتها دي، يبقى له نفس يبتسم!.. يا ابني انا من يوم ما وعيت عالدنيا وانا في هم..
وقفته قبل ما يكمل، وطلعت الورق والقلم بسرعة من شنطة كانت معايا..
-تمام اوي.. كمل بقى وانا هكتب وراك..
وابتدا عم احمد البسطاويسي يحكي حكايته مع ابو دودة..
***************
من يوم ما وعيت على الدنيا وانا في هم، ماهي اصعب حاجة على البني أدم لما يبدأ يوعى على الدنيا ويلاقي نفسه من غير أم، إنما احيانًا وجود الأب الحنين بيهون شوية من هموم موت الأم، وبصراحة يعني وشهادة لله.. ابويا عمره ما كان كده، انا ابويا كان راجل فلاتي، كل همه في الدنيا هو الكاس وبعد منه الحريم، وفضل على الحال ده لحد ما في مرة وقع مع واحدة ست عشمها بالجواز وخلي بيها، والست دي كان من حظه الهباب إنها عملتله عمل.. مانيمتوش الليل، بقى بيصحى كل يوم بالليل يصوت زي الولية اللي على وش ولادة، وبعد ما حالته اتأخرت وبقى تقريبًا مابينامش الليل، الناس اللي حوالينا او جيراننا يعني، عرضوا عليه إنه يروح لراجل مبروك اوي اسمه ابو دودة، فسمع ابويا كلامهم وراحله لأنه كان عامل زي الغريق اللي بيتعلق بقشاية، وحقيقي ابو دودة بالنسبة لابويا ماكنش القشاية اللي اتعلق فيها عشان ينجد نفسه من السحر اللي اتعمله بسبب مشيه البطال.. لا، ده كان الخشبة اللي فضلت مخلياه عايم، لحد ما في الأخر خدته وغطست بيه.. ومن عند مرواح ابويا لابو دودة، بتيجي البداية لكل حاجة.
انا فاكر اللي حصل يومها كويس اوي، وده لأني روحت مع ابويا وكمان دخلت معاه وقت الجلسة، اه.. ما انا ماكنتش عيل صغير اوي وقتها، انا كان عندي حوالي ١٧ سنة كده، فتلاقيني فاكر كويس اللي حصل في الجلسة.. ايوة كانت جلسة صرف العفاريت اللي ملبشة جتة ابويا، اصل بص، انا هفهمك.. احنا اول ما دخلنا للأوضة اللي هو قاعد فيها، ابتسم في وشنا وشاورلنا نقعد، فقعدت انا وابويا، وقبل ما نتكلم او اي حد مننا يقول أي حاجة، برق ابو دودة لابويا وقال له…
-يا محمد يا ابن البسطاويسي.. يا ابو احمد.. سامعني!.. انت السبب في اللي وصلتله، الحُرمة اللي عملتلك العمل اللي جاب داغك بالشكل ده، عملتهولك لأنك عشمتها وخليت بيها، فاكر يا ابن البسطاويسي!.. فاكر ليلى بنت عبد الظاهر بتاع النحاس؟!
لما ابو دودة هلفط بالكلام ده قصادنا، ابويا ابتدا يزوم زي لا مؤاخذة الحيوانات، وملامحه اتغيرت ووشه اتقلب، لدرجة إن انا والله يا ابني اترعبت منه وبعدت عنه بالكرسي اللي كنت قاعد عليه، بس تفتكر ابو دودة اتخض ولا اتأثر حتى!.. والله أبدًا، دي الضحكة كانت مالية وشه ولا كأنه قاعد على البحر!
ومن غير أي مقدمات، وقبل ما تحصل أي حاجة من ابويا، قام ابو دودة من مكانه وقرب من ابويا، ومع قربه ووقت ما كان وشه في وش ابويا.. نفخ نفخة بسيطة اوي ورجع بعدها قعد مكانه تاني، اما ابويا بقى.. فبعد ما ابو دودة نفخ في وشه، ابتدا جسمه يترعش زي المتكهرب، ومرة واحدة فتح عينيه عشان الاقي لونها ابيض بشكل يخض، وكأن النني بتاعهم اختفى، او زي ما بيقولوا كده، عينيه اتقلبت!.. وياريتها جت على قد كده وبس، ده بعد ما شكله اتغير بالمنظر ده، فَتح بوقه واتكلم بصوت غير صوته…
-هفضل جواه لحد ما اولع فيه.. مش هسيبه ألا وهو جمرة من النار.
ضحك ابو دودة وبعد كده بص لابويا وكلمه.. او تقدر تقول كده إنه كلم الجن اللي نطق عن طريقه..
-ماتقدرش.. انت ضعيف، مُجرد عفريت موكل بخدمة عمل، اما انا بقى، فانا معايا اللي يقدر يحميك لو اشتغلت تحت طوعي.. تحب تعرف اسمه ولا…
قاطعه ابويا لما اتكلم بنفس الصوت المختلف عن صوته…
-لا.. لا.. بلاش اسمه، بلاش.. اسمه هيحرقنا كلنا.
اتعدل ابو دودة في قعدته على الكرسي واتكلم بكل هدوء..
-ماشي.. بلاش اسمه، وانا يا سيدي مش هحرقك، بس تشتغل تحت طوعي، وقبل ما تخرج من جسم الغلبان ده، تقولي.. اسم صاحبة العمل وعملته ليه ومكانه فين.
-ليلى.. ليلى بنت عديلة هي اللي عملاه، وعملته عشان تنتقم منه بعد ما عشمها بالجواز وسرق فلوسها، ومكان العمل نفسه، في بطن الضلمة، جوة قبر.. قبر من قبور الغُرب.
قام ابو دودة وقف وقرب من ابويا، طلع من جيبه أزازة صغيرة، وبحركة سريعة فتح بوق ابويا ودلق من الأزازة في حلقه، وفي ساعتها، وقبل ما تحصل اي حركة منه، كان ابويا مطلع سائل غريب من بوقه.. ومش هقولك بقى سائل لونه ابيض زي اللي بيجيلهم حالات صرع وتشنجات، ولا حتى سائل اسود، ده كان سائل احمر شبه الدم، لكنه مش دم، ده كان أغمق من الدم بشوية!
بعد كده ابويا ابتدا يفوق، فسنده ابو دودة ودخله لمكان كده مُلحق بالأوضة، شبه الحمام، وتقريبًا كان غسل له وشه وبعدها رجعه في مكانه، لكن ابويا لما رجع المرة دي، كان فايق وحالته احسن بكتير…
-حمدلله عالسلامة يا ابن البسطاويسي.
بص ابويا حواليه وبص لي باستغراب وهو بيسأل ابو دودة…
-هو ايه اللي حصل؟.. انا كنت زي المتخدر!
جاوبه ابو دودة وهو لسه على وشه نفس الابتسامة الغريبة اللي مافارقتهوش من وقت ما دخلنا…
-ماتشغلش بالك باللي حصل، الشر اللي عليك انصرف خلاص، بس عشان مايرجعش تاني، فانت لازم تسمع كلامي وتعمل كل اللي هقولك عليه بالحرف الواحد.
هز ابويا راسه بالموافقة، فاتكلم ابو دودة وكأنه بيؤمر ابويا..
-تخرج من عندي وتروح لليلى بنت النحَاس، تروح تطلبها من ابوها وهي بعد كده هتخرج العمل اللي عاملاهولك من القبر وهتحرقه، العمل مدفون في مقابر الصدقة، بس انا ماقدرش اعرف هو في انهي قبر بالظبط، وعشان كده انا بقولك إنك لازم تتجوزها، وبعدما تتجوزها وتفكلك العمل، تيجيلي وانا هقولك على الباقي.
سمع ابويا كلام ابو دودة من غير أي مناقشة، ودي كانت حاجة غريبة على طباع ابويا.. ده عمره ما سمع كلام حد، بس الظاهر كده إن الراجل ده واصل بجد.. وبعد ما سمع ابويا الكلام ووافق عليه، خدنا بعضنا ومشينا، وبعد ما فاتوا حوالي ٣ أيام بلياليهم، كان ابويا متجوز ليلى بنت عم عبد الظاهر بتاع النحاس، ومن بعد جوازه منها ومرواحه لابو دودة مرة في التانية، حياة ابويا اتشقلبت.. ومش بس حياته هو، دي حياتي انا كمان اتشقلبت معاه، وبداية الشقلبة او الدربكة اللي حصلت في حياتي، كانت من عند ليلة ماطلعلهاش قمر.. في الليلة دي كنت نايم كعادتي في أوضتي، بس فجأة قوم زي المتكهرب جري على حمام، عارف انت لما تصحى بالليل وانت مزنوق، وتبقى عايز تدخل الحمام وبعد كده ترجع جري على سريرك عشان تكمل نوم!.. اهو ده بالظبط اللي حصل معايا، بعد ما دخلت الحمام واتفكيت من الزنقة المنيلة اللي صحتني من النوم، دخلت جري على أوضتي، واول ما دخلت الأوضة، اتسمرت في مكاني لما شوفتها، كانت مرات ابويا قاعدة على سريري!
بلعت ريقي بإحراج وسألتها..
قصه بيت البسطاويسي
-سسس سست ليلى!.. ايه اللي جايبك أوضتي الساعة دي؟!
ردت عليا بخوف وهي بتترعش…
-ابوك.. ابوك تحت السرير!
بلعت ريقي وقربت منها وانا قلقان…
-تحت انهي سرير؟!
شاورتلي تحت سريري اللي كانت قاعدة عليه، فقربت ورفعت الملاية وانا بقولها..
-وابويا ايه اللي هيجيبه تحت سريري بس..!
ومرة واحدة جسمي اتخشب لما شوفت اللي شوفته تحت السرير، ماكنش ابويا ولا جن ولا عفريت، دي كانت مرات ابويا، او نسخة تانية منها!
بلعت ريقي بالعافية وانا برفع راسي وببص فوق السرير..
-تحت السرير يا احمد.. اللي تحت السرير عاوز يموتني!
لما نسخة مرات ابويا اللي فوق السرير قالتلي كده، بقيت عامل زي اللي مخبوط على دماغه، مابقتش عارف اتصرف ازاي ولا اعمل ايه.. انا غصب عني لقيت نفسي برفع الملاية من تاني وببص تحت السرير، عشان الاقي نسخة مرات ابويا اللي تحت السرير بتقولي وهي بتترعش وبتشاور لفوق..
-ماتصدقهاش.. دي هي.. هي اللي عاوزة تموتني يا احمد.
بعدت عن السرير بسرعة وانا قاعد على الأرض، وفي اللحظة دي ماكنتش عارف ولا فاهم ايه اللي بيحصل، هو كل اللي انا كنت عارفه ومتأكد منه، إن الليلة دي مش هتعدي على خير، وقبل ما اتكلم او اقول اي حاجة، سمعت من عند باب الأوضة المفتوح صوت بيقولي…
-ايه يا احمد.. خايف مني!
لفيت راسي وبصيت، وهنا بقى كانت المصيبة الكبيرة، دي مرات ابويا!.. يعني دلوقتي بقى معايا في الأوضة تلات نسخ من ليلى، واحدة فوق السرير والتانية تحته، والتالتة واقفة لي عند الباب عشان ماجريش ولا اخرج من الأوضة!
غمضت عيني وفضلت استعيذ بالله من الشيطان الرچيم، كل ده وانا سامع من حواليا صوتها وهي عمالة تضحك.. وماكنش صوت واحدة بس، ده كان صوت متكرر.. وكأن التلاتة بيضحكوا مع بعض في نَفس واحد!
فتحت عيني بعد سمعت الكلام ده بصوت ابويا، وساعتها جسمي كله اتلبش.. انا كنت نايم في أرضية الحمام وابويا كان واقف قصادي وهو مبرق!
قومت من مكاني وحاولت اجمع اي كلام اقولهوله..
-ما انا.. ما انا… انا دخلت الحمام، ولما خلصت وجيت اخرج، حسيت بدوخة و.. و.. و.. ووقعت على الأرض.
بص لي ابويا باستغراب..
-حاجة ايه بس يا ابا.. انا فعلا دوخت ووقعت في الحمام.
واول ما قولت كده، لقيتها في وشي، ليلى مرات ابويا.. كانت واقفة قصاد باب الحمام وبتقول لابويا..
-ايوة يا اخويا انا مصدقاه، الواد الفترة اللي فاتت دي مابياكلش، فتلاقيه داخ ووقع من قلة الأكل.
بص لي ابويا من فوق لتحت..
-ومابتاكلش ليه يا سيدنا الافندي؟!.. تكونش ياض بتاخد أفيون!
-أفيون ايه بس يبا.. انا ماليش في السكة دي.
ردت عليه ليلى وقالتله بضحكتها البايخة..
-لا يا اخويا.. ابنك متربي ومالوش في السكة دي، تلاقيه بس بيحب وعشان كده أكلته ضعيفة.
ضحك ابويا على كلامها وقال لي..
-إن كان كده ماشي.. شوف مين دي اللي العين عليها واحنا نجوزهالك.
بصيتلها بقرف وبعد كده بصيت لابويا..
-لا عين ولا نني يبا.. كل الحكاية بس ان انا عيان وعايز ارتاح، بالأذن.
وخرجت من الحمام وسيبتهم واقفين سوا، بس من يومها بقى وحال ابويا اتغير.. او يمكن من قبلها كمان، ابويا اللي كان كل ليلة سهر وكاس وحريم، بقى راجل غريب.. ومش هو بس اللي غريب، ده هو وليلى مراته تصرافتهم بقت كأنهم دجالين زي ابو دودة بالظبط.. ولما بقولك دجالين فانا بقصد إنهم دجالين مش شيوخ، ماهو مش كل واحد شغل بخور في بيته ولبس سبح وبقى بيروح الموالد، يتقال عليه شيخ.. مش كل مصيبة سودة هنلبسها في المشيخة، دول لما حالهم اتغير بالشكل ده مابقوش شيوخ وبتوع ربنا.. لا يا ابني لأ.. دول بقوا بينزلوا الموالد ويسرحوا وسط الناس، ولو هتسألني ليه، فانا هقولك عشان يجيبوا لابو دودة زباين.. يتبع
(ده الجزء الأول من قصة بيت البسطاويسي، وهي حكاية من حكايات جدتي.. .. دمتم طيبين ورمضان كريم)
قصه بيت البسطاويسي
قصه بيت البسطاويسي
٢قصه بيت البسطاويسي
خرجت من الحمام وسيبتهم واقفين سوا، بس من يومها بقى وحال ابويا اتغير.. او يمكن من قبلها كمان، ابويا اللي كان كل ليلة سهر وكاس وحريم، بقى راجل غريب.. ومش هو بس اللي غريب، ده هو وليلى مراته تصرافتهم بقت كأنهم دجالين زي ابو دودة بالظبط.. ولما بقولك دجالين فانا بقصد إنهم دجالين مش شيوخ، ماهو مش كل واحد شغل بخور في بيته ولبس سبح وبقى بيروح الموالد، يتقال عليه شيخ.. مش كل مصيبة سودة هنلبسها في المشيخة، دول لما حالهم اتغير بالشكل ده مابقوش شيوخ وبتوع ربنا.. لا يا ابني لأ.. دول بقوا بينزلوا الموالد ويسرحوا وسط الناس، ولو هتسألني ليه، فانا هقولك عشان يجيبوا لابو دودة زباين، وطبعًا انا وسط ده كله ماكنتش بقدر انطق ولا اتكلم، اه ما انا شوفت بعيني اللي حصل لما لاحظت بس إنهم ابتدوا يتغيروا وكنت ناوي اسألهم هم اتغيروا ليه.. شوفت بعيني الكابوس اللي شوفته ده، واللي لما صحيت منه، لقيت نفسي نايم في أرض الحمام، وعشان كده بقى انا بقيت بتحاشا ابويا وليلى، وبقيت زي الغريب وانا قاعد في بيتي.. يدخلوا ويخرجوا وقت ما يدخلوا ويخرجوا… اما انا بقى، فانا كنت من الشغل للبيت ومن البيت للشغل، ولما كنت احب اخرج او ارفه عن نفسي شوية، كنت اقعد على القهوة واشربلي حجرين شيشة، وماتستغربش لما اقولك إنِ كنت بشرب شيشة وقتها.. ما انا عمري كان وصل لل ١٨.. وال ١٨ زمان غير دلوقتي خالص، الشاب زمان لما يوصل لل ١٨… كان بيتقال عليه راجل ويفتح بيت، بس ده مش موضوعنا، احنا موضوعنا في ابويا ومراته اللي حالهم بقى زي ما قولتلك، وكأنهم بقوا اتباع وخدام عند ابو دودة.. واستمر وضعهم على كده لحد ما في مرة وانا قاعد على القهوة بعد ما خلصت شغل، لقيت شاب جه قعد جنبي، بصيت له باستغراب وسألته..
-في حاجة يا افندي؟!
طلب شاي من القهوجي وبعد كده بص لي بتركيز وقال لي..
-انا عارف إن ابوك بيشتغل عند الشيطان اللي اسمه ابو دودة، وعارف كمان إنه هو اللي زق عليه ليلى وخلاها عملتله عمل عشان يروحله، وبعد ما يروحله يقولوا اتجوزها ويبقوا هم الاتنين شغالين تحت طوعه.. وغير كل ده بقى، انا عارف إنك مش موافق على اللي ابوك بيعمله.
استعجبت اوي من كلامه وسألته..
-يعني ابو دودة هو اللي سلط ليلى على ابويا!.. بس ليه، اشمعنى ابويا بالذات يعني!
ضحك وبعد كده قالي..
-لأن ابوك بحكم شغلانته كسمسار، يعرف طوب الأرض، وبيقدر يقنع الناس بأي حاجة، وكمان معارفه كتير اوي.. من الطبقى العليوي للفقرا للانجليز.. يعني سمسار شاطر وصيته مسمع.. مسمع للدرجة اللي خلت ابو دودة يلف حواليه ويسلط عليه الشيطانة دي وكمان يقنعه انه يتجوزها، وكمان عشان في الأخر يبقى تحت طوعه ويجيبله زباين.. يعني تقدر تقول كده إن ابوك بالنسبة لابو دودة يبقى مغارة علي بابا.. المغارة اللي عن طريقها بيقدر يستدرج الناس لحد بيته، بس خليني اقولك بقى إن الوضع ده مش هيدوم، ابو دودة لازم ينتهي لأنه بقى جبروت.
اول ما وصل في كلامه لهنا، سيبت لَي الشيشة من إيدي..
-انا مش فاهم انت عايز ايه!… هو ابو دودة اللي زقك عليا!
-لا.. انا اول واحد في الدنيا دي مستني يسمع خبر موت ابو دودة، ايوه ماتستغربش يا احمد.. انت ماتتخيلش ابو دودة أذاني قد ايه، طب اقولك.. كفاية بس تعرف إنه قتل امي واتسبب في ضياع ابويا وموته، ده غير إنه سلمني للأنجليز بمنشورات، ولسه خارج من المعتقل مابقاليش شهرين.
-ايه ده كله.. بقى عم ابو دودة عمل فيك ده كله، طب ليه؟!
-ليه بقى ده موضوع يطول شرحه.. وقبل ما اشرحهولك خليني اعرفك بنفسي، انا منصف ابن عَواجة التُربي…
ولما سألته مين عواجة التُربي، حكى لي حكاية ابو دودة مع ابوه، وقالي إنه كان السبب في إن عيلته كلها ضاعت بعد ما امه ماتت محروقة، وبعد ما خلص الحكاية كلها سألته..
-طب وانت جايلي ليه، ما انت لو عايزه يموت.. روح واقتله.
ضحك على كلامي ورد عليا بسخرية…
-طب وتفتكر إن واحد زي ابو دودة ده ممكن اروحله واقتله بالساهل كده!.. مستحيل طبعًا، ده انا لو عديت من الانجليز اللي بيتحامى فيهم، سواء قبل ما اموته او بعدها، مش هعرف اعدي من الشياطين والخُدام اللي شغالين معاه.
-طب وانا اقدر اعمل ايه يعني؟!
-لا.. تقدر تعمل كتير.. ده انت ابوك داخل خارج عند ابو دودة ولا كأنه بيته، وبما إنك ابن المساعد بتاعه، فانت ممكن تستدرجه وتخليه يقضي ليلة واحدة بس برة البيت.. هي ليلة واحدة بس.. وفي الليلة دي، هقدر ادخل البيت واوصل للكتب بتاعته واحرقها، وبكده نبقى خلصنا من خدامه من الجن.. اما الانجليز بقى، فهم مستحيل يشكوا إن انا اللي قتلته، انا الجن اللي مسخرهم بقى او هم مسخرينه، فدول كده كده هيتقلب عليه منهم وهيموتوه لما كتب السحر اللي عنده تتحرق.
ضحكت على كلامه بصراحة وقولتله…
قصه بيت البسطاويسي
-ياراجل.. قول كلام غير ده، بقى انت عايز تقنعني إن واحد زي ابو دودة ده، الشياطين ولا الجن هيموتوه بعد ما انت تحرق الكتب بتاعته!.. اما عجايب بصحيح!
ارتبك لما قولتله كده ورد عليا بقلق..
-شوف.. الموضوع مش إن انا بس هسرق الكتب من بيته وهحرقها، او أن الجن ممكن يموته، انا كمان هحطله سم في المطبخ، او بمعنى اصح يعني.. هحطله سم في الاكل بتاعه وفي قُلل المايه اللي في البيت، ولما الكتب تتحرق والشياطين اللي معاه مايحذرهوش إن الأكل فيه سم.. هياكله وهيموت وماحدش هيقدر ينجده، لأنه زي ما انت عارف قاعد لوحده ومراته قاعدة عند ابوها.
رديت عليه بسرعة بعد ما قال لي كده..
-الله!.. طب ماهي سهلة اهي، انت تستنى لما يخرج من بيته في أي وقت، وبعد ما يخرج على طول، ابقى ادخل انت واعمل كل اللي انت قولتلي عليه ده.
-لا.. ماينفعش، ابو دودة بيبقى عامل حسابه كويس اوي، يعني مابيخرجش من بيته بالليل إلا للضرورة، ولازم يكون عامل حسابه قبلها، يعني بيكون سايب واحد من الخُدام بتوعه في البيت عشان يبلغه باللي بيحصل لو خرج.. اما بقى لو خرج بالليل على ملى وشه وهو مستعجل، فانا بكده هستغل انه مالحقش يسيب حد من الخدام عشان يبلغه، وحتى لو ساب حد من الخدام قبل ما يخرج.. فالخادم ده مش هيلحق يبلغه لو كان ابو دودة مشغول في جلسه صرف مثلًا.
-تقصد ايه مش فاهم؟!
طلع من جيبه حجاب واداهولي وهو بيقولي..
-الحجاب الورق ده جواه مادة بتجيب صرع لمدة كام ساعة، وكمان الورقة نفسها عليها طلاسم تحميك وتخلي ابو دودة مايعرفش حاجة عن اللي انت بتدبرله.. يعني لو خدت شوية من البودرة او المادة اللي جوة الحجاب ده، هيجيلك شوية صرع.. وساعتها هيجري ابوك على ابو دودة ويجيبه من بيته جري عشان يشوف فيك ايه.. وطبعًا لما يجي ويلاقيك بتتشنج، هيفضل يقرا عليك ويحضر خدامه وكأنه في جلسة صرف، وساعتها مش هيقدروا يشوفوا او يعرفوا انت فيك ايه بجد.. وهنا بقى ادخل انا بيت ابو دودة واعمل كل اللي انا عايزه، ويادوب.. بعد ما يعدي سواد الليل، هترجع زي الفل ومش هيجرالك حاجة.
رَفعت حاجبي وبصيتله باستغراب اوي..
-انت بتقول ايه.. عاوزني اتشنج وافضل اتنفض زي الجماعة بتوع المورستان عشان سيادتك تنتقم لابوك.. انت اتجننت يا جدع انت ولا ايه، ما عنك ما انتقمت ولا اتنيلت، قوم يا جدع انت من جنبي.. قوم بدل ما وديني ارقعك بالجوزة دي على نفوخك..
قاطعني بسرعة وهو بيرمي الحجاب قدامي..
-او تحط البودرة لحد قريب من ابوك وعايش معاكوا في البيت.. حد لما يتعب، ابوك يخرج في انصاص الليالي ويروح لابو دودة عشان يلحقه.
قصه بيت البسطاويسي
خدت الحجاب وانا ببرقله…
-تقصد يعني إن انا احط البودرة في الأكل ل…
-ايوة هي.. ليلى بنت بتاع النحاس.. هي اللي ابو دودة زقها على ابوك لحد ما خلته زي الخاتم في صباعه، وبكده تبقى انتقمت منها وماموتهاش، وفي نفس الوقت انا هقدر اتسبب في موت ابو دودة وابعده عن حياتكوا.
وللأسف يعني اقتنعت بكلامه وخدت منه الحجاب، وفي اليوم ده بالليل وبعد ما روحت، دخلت حطيت من البودرة دي في طبق الأكل بتاع ليلى قبل ما نتعشى، وبعد ما اكلنا ودخلنا عشان ننام.. سمعت صوتها وهي بتصرخ زي المجانين، فضلت مركز مع الصوت وانا فارد جسمي على السرير وعنيا منفجلة.. كنت عمال اشتم والعن في منصف بيني وبين نفسي…
(اه يا ابن عواجة.. بقى كنت عايزني انا اصرخ بالشكل ده زي المجانين، روح يا شيخ.. اللهي ابو دودة يمسكك قبل ما تحرق الكتب وتحطله السم في اكله وشُربه)
ومافيش دقيقة، ولقيت ابويا داخل عليا الأوضة..
-واد يا احمد.. انت ياض يا احمد.. قوم بسرعة وخليك جنب خالتك ليلى لحد ما اروح اجيب عمك ابو دودة يشوف مالها.
اتنفضت من مكاني وانا بمثل الخضة طبعًا..
-مالها خالتي ليلى يا ابا؟!
-مش عارف يا ابني.. عمالة تتشنج زي الملبوسين اللي بيعالجهم عمك ابو دودة.. تلاقيها خطت على عمل ولا حاجة، بس بسيطة.. بأذن الله بسيطة، انا هروح اجيب عمك ابو دودة واجي أوام.
وخرج ابويا جري من البيت، اما انا بقى، فانا فضلت قاعد جنب ليلى اللي كانت في دنيا تانية غير دنيتنا، كانت كل شوية تتنفض وكأنها بتتكهرب، وعينيها كانت زايغة وكانت ماسكة بطنها بشكل يخض.. وبعد ما فاتت ربع ساعة تقريبًا او يمكن أزيد شوية، دخل ابويا البيت ومعاه ابو دودة.. ابو دودة اللي أول ما شاف الحالة اللي كانت فيها ليلى مرات ابويا، فضل يقرا ويقول كلام عجيب كده، ومع قرايته، ابتدا عفش الشقة يتهز.. بس ليلى مرات ابويا كانت زي ماهي، لا حالها بيتبدل ولا بتهدا، دي فضلت كده وابو دودة عمال يقرا لساعات.. وفضل يقرا ويقرا لحد ما سكت.. ومع سكوته بص لابويا وقال له..
-دي مش ملبوسة يا محمد، دي محمومة، تعالى معايا البيت، انا هديك شوية اعشاب تديهملها وهي هتروق.
وخرج ابويا وعم ابو دودة، وبعد شوية رجع ابويا ومعاه الأعشاب، الأعشاب اللي قبل ما يديها لليلى مراته كانت سكتت خالص.
لما عم احمد البسطاويسي وصل لحد هنا، سألته وانا مبرق..
-سكتت خالص ازاي يعني؟!
-سكتت خالص يا ابني.. يعني قطعت النفس.
-يا نهار اسود ومنيل!.. يعني انت اللي قتلت الست؟!
-وانا كنت اتنيل اعرف منين إنها هتموت، انا كنت مفكر إن البودرة دي مادة كده بتجيب الصرع، وبعدين هي كانت تستاهل بصراحة.
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. انت بتبرر قتلك ليها يا عم احمد!.. يعني هي عشان اتسببت في أن ابوك بقى شغال مع ابو دودة، تقوم محلل دمها يعني؟!
-انا ماحللتش حاجة، هي اللي كانت مَرة طماعة، واهي.. اديها ماتت وبعدها بيومين بالظبط الناس لقوا ابو دودة ميت في بيته، وبعدهم بفترة ابويا مات… وانا كمان هموت، وانت هتموت، ولا انت فاكر يعني إن في حد هيخلل فيها، كلنا هنموت يا اخويا، ومن بعد موتنا هنقابل ربنا، وهو بقى اللي هيحاسبنا على أعمالنا، وانا عن نفسي جاهز للحساب.. انا ماكنتش اعرف إنها هتموت لما تاخد المادة دي، وبعدين ما انا كنت ممكن اقتنع بكلام منصف الأولاني واخدها واموت بدالها، يعني اللي يتحاسب على الجريمة دي هو منصف ابن عواجة.. مش انا.
-طب ومنصف، ايه اللي حصل له بعد كده؟!
-ماعرفش.. فص ملح وداب، وحقيقي ماعرفش برضه، هل خطته نجحت وكان هو السبب في موت ابو دودة ولا لأ، انا كل اللي اعرفه إنه اختفى بعد المرة اللي شوفته فيها، ورغم إني دورت عليه كتير عشان انتقم منه لأن المادة دي طلعت سم، إلا إن انا مالقيتهوش، وكأنه ظهر بس عشان ينتقم من ابو دودة واختفى تاني.
-اه.. وخلاص على كده، الست ماتت وانت عيشت واتجوزت وخلفت والدنيا مشيت، ولا كأنك عملت حاجة.. روح يا شيخ، منك لله.
قصه بيت البسطاويسي
اتعصب عليا اووي اول ما قولتله كده..
-قوم ياض من هنا من غير مطرود.. ولا اقولك، قوم بمطرود.. ايوه انا بطردك لأنك عيل قليل الأدب.
قومت وقفت وانا بلم الورق اللي كنت بكتب فيه وقولتله…
-لا انا مش قليل الأدب، انت اللي راجل قاتل، بس المصيبة بقى إن جريمتك اتمحت خلاص ومابقاش عليها دليل بعد ما فاتتت سنين كتير.. بس تفتكر إن ربنا هيسيبك، لا والله.. ده يوم الحساب ماحدش هيعدي باللي عمله من غير ما يدفع تمنه.. انا خارج.. خارج ومش عاوز اشوف وشك تاني.
خرجت من عنده وانا متضايق ومخنوق، وفضلت طول الطريق مش طايق نفسي لحد ما وصلت لبيت جدتي، وبعد ما وصلت وقعدت معاها وحكيت لها اللي حصل، ردت عليا وقالتلي..
-هي مين دي يا ابني اللي اتقتلت.. ليلى بنت بتاع النحاس!. طب ازاي، ازاي وهي بعد ما ابو دودة مات، سابت بيت محمد البسطاويسي وسرقت فلوسه وهربت، والراجل اتحسر بعد ما هربت وبعد موت ابو دودة ومات وراه.
-هربت!.. هربت ازاي يعني؟!.. طب وموضوع تعبها وظهور منصف لعم احمد البسطاويسي والبودرة اللي اداهاله، كل ده ايه، فشنك!
-لا مش فشنك.. هي فعلًا ليلى تعبت في يوم وبعد كده ابو دودة مات، بس تعبها ده ماستمرش كتير لأنها اتنقلت عالمستشفى تاني يوم واتعالجت، وبعد ما خرجت وابو دودة مات، سرقت فلوس جوزها وهربت.
-الله!.. يعني ايه، اومال عم احمد قالي إنها ماتت ليه؟!
-مش عارفة يا ابني.. الراجل شكله كبر وخرف، ولا تلاقيه قالك كده عشان يداري على خبيته هو وابوه بعد ما ليلى ضحكت عليهم وسرقت فلوسهم وهربت.
قصه بيت البسطاويسي
سرحت شوية بعد ما جدتي قالتلي كده وبعدين قولتلها..
-وارد برضه.. ووارد إنه مع كبر سنه اتصاب بمرض نفسي وبقى متهيأله إنه قتلها، كنوع يعني من انواع لعب العقل الباطن بيه.. ماهو يا ستي العقل الباطن لما بيبقى الأنسان نفسه ينتقم من حد ومابيقدرش، بيعيش الأنسان في حدوتة الانتقام وبيألفلها مبررات كمان.. بس لا.. انا مش مطمن، انا هروح بكرة لعم احمد تاني وهواجهه بكلامك ده.
وخلص الكلام ليلتها بيني وبين جدتي على كده، ومع طلوع شمس تاني يوم، خدت بعضي وروحت لعم احمد.. بس للأسف مالقتهوش، ومع رجوعي لبيت جدتي من تاني قعدت قصادها وقولتلها..
-قبل ما تقولي اي حاجة، مالقتهوش، بس انا كنت عاوز افهم هو كدب عليا ليه وقالي انها ماتت، حبكت يعني مالاقيهوش النهاردة!
-عقله الباطل!.. ماشي يا ستي، هقنع نفسي بالتفسير ده وخلاص بقى، ما انا هعمل ايه يعني.. يوم ما اروح للراجل عشان اعرف منه الحقيقة مالاقيهوش، والله صدقتي لما قولتيلي قبل كده.. قليل البخت يعضه الكلب في المولد.
-طيب.. على ذكر الكلب والمولد بقى، فانا هحكيلك حكاية.. حكاية جديدة ماحكتلكش عنها قبل كده.
-ماشي يا ستي.. نقفل صفحة ابو دودة ونفتح صفحة جديدة ونكتب فيها حكاية جديدة من حكاياتك، بس الحكاية المرة دي اسمها ايه ولا بتتكلم عن ايه؟!
-هقولك.. الحكاية المرة دي اسمها مزرعة الكلاب، وبتتكلم عن واحد من شياطين الأنس كان بيستخدم الكلاب اللي بيربيهم في السحر والأعمال.
-اللهم صلي على النبي.. احكي يا ستي احكي..
وابتدت ستي تحكي الحكاية.. حكاية مزرعة الكلاب اللي هرجعلكم قريب جدا وهحكيهالكوا، اما دلوقتي بقى.. فسلام مؤقتًا واجيلكوا قريب.. قريب اووي.. سلام
تمت
محمد_شعبان
قصه بيت البسطاويسي
قصه بيت البسطاويسي
قصه بيت البسطاويسي
قصه بيت البسطاويسي
قصه بيت البسطاويسي
قصه بيت البسطاويسي