قصص

قصه بيت جدي

الرؤيا كانت ضباب في ضباب، ماكنتش شايف أي حاجه لدرجة إني لأول مره أحس بالعمى، لكن تدريجيًا الرؤيا بدأت توضح أكتر، بدأت أشوف أثاث وشوية كراكيب في مكان مغلق ومتغطي كله بالأبيض، فضلت أنده على أي حد يساعدني، لكن زي ماكنت متوقع ماكنش في حد سامعني أصلا، الغريب في الموضوع إن المكان ده مش غريب عليا، أنا متأكد مليون في المية إني في وقت من الأوقات جيت مكان زي ده، قربت من حاجه محطوطة على الحيطة وشديت الحاجه اللي متغطية بيها الصورة اللي محطوطة، وهنا كانت الصدمة لما لقيت اللي قدامي ده صورة جدي وجدتي الله يرحمهم، لكن مش دي الصدمة.. الصدمة إن عينهم كانت بتتحرك أكنهم عايشين في الصورة دي!!.. رجعت خطوتين لورا من الرعب اللي أنا كنت في لكني حسيت بحاجه لزجة جدًا لمستني، حركت ضهري بخطوة بطيئة وانا بقول:
-يارب خير.
لكنه ماكنش خير خالص لما لقيت كائن ب 3 رؤوس وجسمه كله لزج ده غير إن كل راس ليها عين واحده بس وكان باصص ليا وهو مبتسم إبتسامة مرعبة مش هقدر أنساها من كل راس من الرؤوس دي، بعدها خدت بعضي وجريت على الدور التاني بسرعة لكن للأسف مش ده كان المنقذ بل بالعكس أول ما طلعت الدور التاني الكائن المرعب ده كان ماشي بخطوات هادية، كل خطوة كانت بتهز البيت كله، فدخلت إستخبيت في دولاب من الدواليب اللي في المكان، وبعدها بثواني الكائن ده بدون مقدمات كان في راس من الرؤوس اللي عنده بصالي بصة مرعبة في فتحة الدولاب.. وقتها غمضت عيني و فضلت ازعق بصوت عالي وكنت سامع وقتها صوت أختي وهي بتقول:
-قوم يا زفت.. مالك سرعتني، صوتك جايب اخر الشارع وبسببه صحتني من النوم.
وقتها فضلت أزعق واقول:
-هيموتني، والله هيموتني..
-هو مين اللي هيموتك بس، أنت اتخبلت ولا إيه؟؟
فتحت عيني لقيتني على السرير عادي ومفيش أي حاجه، فهديت نفسي وقولت:
-الحمدلله، أنا هربت منه.
-هربت من مين يابني، انت كنت نايم عمال تزعق وتقول ب 3 رؤوس وكلام غريب..
في الوقت ده حكيت لأختي على كل اللي حصل، وزي ماكنت متوقع قابلت الكلام اللي أنا قولته بكل سخرية وقلبت الموضوع هزار وضحك، بعدها قالتلي إن الفطار جاهز بره لو عايز أكل وطلعت بره…
أول ماطلعت فضلت أفكر في اللي حصل، وإن ليه أفكر في بيت جدي وجدتي دلوقتي وأفتكر التفاصيل دي، وايه الكيان الشيطاني اللي شوفته ده، اسألة كتير مش لقيلها اجابة على معدة فاضية فقررت إني أطلع أفطر، وبعد كده أشوف أخرة اللي شوفتوا ده ايه، بالفعل طلعت فطرت بعدها لبست ونزلت أقابل صاحبي فادي، وقبل ده كله أنا نسيت أعرفكوا بنفسي، فأنا سعيد، طالب بكلية التجارة..
المهم من غير ماطول عليكوا أول مانزلت لصاحبي فادي وحكيتله على كل اللي حصل، لقيته متريقش عليا خالص، بالعكس ده طلب مني إني أشرحله كل اللي شوفته بالتفصيل، بالفعل حكيتله كل اللي حصل وشرحتله شكل الكائن اللي شوفته، بعدها لقيته مسك اللاب بتاعة وفضل يعمل سيرش علي جوجل لغاية ماطلعلي كائن مشابة جدًا من الكائن اللي شوفته..
وقتها إتصدمت وقولت:
-هو ده اللي شوفته، ازاي عرفته!!!
بدأ يحكيلي ويقول:
-ده يا سيدي يبقى كائن من كائنات الشر، بيظهرلك لأتصالك بموقع عيشت في قبل كده حصل او بيحصل في اتصالات مع العالم الأخر، أو جلسات تحضير لأرواح منعرفش إيه مصدرها… من الأخر كده حاجه ليها علاقة بالماسونية.
-ماسونية!!. وايه علاقة جدي وجدتي بالماسونية، دول ماتو هما الأتنين من سنين طويلة، والبيت ده فضل مقفول محدش بيعتب عتبته.
-أنا كل اللي اعرفه قولتهولك، لا في أكتر ولا أقل، ودي معلومات مكتوبة قدامي أنا مش جايب حاجه من عندي.
-طب وأنا المفروض أعمل إيه دلوقتي؟
-أنت لازم توصل للمكان اللي في السحر الأسود وتكسره في الحلم، وبكده كل حاجه هتنتهي، بس خلي بالك… موتة الحلم هي هي موتة الحقيقى، بمعنى أصح لو مُت في الحلم هتموت في الحقيقة.. أفتكر الجملة دي كويس، اختك المره اللي فاتت قومتك من النوم في الوقت المناسب، لكن المرادي متعرفش هيحصل إيه ولا هيعمل فيك إيه..
هو كلام كتير منكوا ممكن ميصدقوش، لكني صدقتة ومش بس كده ده إحساس الخوف عندي تزايد أكتر بكتير وبقى إحساس بالرعب… كل اللي عملته في اللحظة دي سيبت فادي ونزلت أشوف هعمل ايه في الليلة الملعونة اللي داخلة عليا دي، وقتها الساعة كانت جت 7بليل تقريبًا، وكان بيني وبين معاد نومي حبة حلوين.. يعني قول كده عشر ساعات كمان ولا حاجه، وفي ظل العشر ساعات دول قعدت ألعب شوية بلاي ستيشن و اكلم صحابي واتساب.. الوقت كان جري بيا وجت الساعة 2 بليل، اللحظة دي كانت المرحلة ما بين الصحيان والنوم، بتبتدي عيني تقفل عشان أنام لكني زي كل يوم بقاوم أكتر عشان اقعد اكلم صحابي او ألعب شوية… لكن المرادي بقاوم عشان مشوفش كل اللي هيحصل لما أنام.
قولت عشان منامش ومحلمش خالص أقوم أجيب كيس فشار احطة في الميكروف واقعد اتفرجلي على فيلم لسه نازل جديد و بالفعل عملت كده وأول ما جيت قعدت قدام التلفزيون وشغلت الفيلم بدأت أندمج معاه جدًا، كنت حاسس اني نعسان بس بقاوم ده، قطع ده كله صوت ترزيع جي من تحت، قومت أشوف في إيه لكني افتكرت حاجه مهمة جدًا، إن مفيش تحت اساسًا!!..احنا الدور الأرضي!.. جيت أبص حواليا لقيت المكان اتبدل تمامًا وبقيت في بيت جدي!!.. المشكلة مش في كده، المشكلة إن أنا كنت قاعد قدام التلفزيون زي مانا ، بس التلفزيون ده ماكنش بتاع اوضتي، ده كان تلفزيون قديم 14 بوصة في ركن الأوضة.. صوت الترزيع ده بقى أعلى من الأول لدرجة إنه عمل زي هزة أرضية..
وقتها طلعت بره أشوف في إيه بيحصل، بعدها لقيت نفس الكائن المرعب ده طالع على السلالم وعمال يدبدب، المرعب اكتر إنه في اللحظة دي كان خد باله مني بعين من عيونة التلاتة.. في اللحظة دي فضلت أفكر هعمل إيه فافتكرت إن كان في حاجه مضيئة في السرداب بتاع البيت خدت بالي منها المره اللي فاتت.. فضلت أفكر هنزل إزاي من الكائن ده فماكنش في قدامي غير حل واحد واهو إني أنط… ونطة زي دي هتكون سبب في كسر رجلي او رقابتي، لكن هيبقى أحسن من موتي..
بالفعل نطيت من على السلم والحمدلله وقعت بين الكنبة والأرض، فكانت الأضرار بسيطة، يعني عرجة بسيطة في رجلي.. كملت مشي لغاية السرداب والكائن المرعب ده كان ملازمني وفي ضهري، لكن حركته كانت بطيئة شوية… أول ما وصلت لباب السرداب الضوء اللي كنت شايفة ده كان لسه موجود زي ماهو ، فدخلت السرداب وقفلت الباب وراية قبل ما الكائن الشيطاني ده يلحقني.. بعدها فتحت اللمبة الصفرا القديمة اللي كانت موجودة في السرداب بقالها سنين لكنها ماكنتش بتنور، تقريبًا كده على حظي الأسود كانت اتحرقت!!
طلعت الموبايل من جيبي انور الكشاف لكن للأسف هو كمان كان فاصل شحن، ماهي لما بتقفل.. بتتقفل من كل ناحية زي مابيقولوا، وقتها كان بيني وبين الضوء اللي في السرداب خطوات معدودة فماكنش قدامي غير امشي ورا الشيء المُشع ده، بالفعل ثواني ووصلت للشيء المشع ده اللي كان عبارة عن جمجمة مرسوم عليها زي طلاسم حقيقية ومن خبرتي المحدودة في عالم التشريح والجثث رغم إنه بعيد عن دراستي، لكن الجمجمة دي حقيقية… وفي اللحظة دي افتكرت فادي لما قالي أكسر الحاجه اللي ليها علاقة بالسحر الأسود، لكن مش كل حاجه بالسهولة دي لأني في نفس الوقت حسيت بأنفاس سخنة وراية، اتبع الأنفاس دي شمعة بتنور كان ماسكها شخص طبيعي.. إنسان يعني، والأنسان ده كان صاحبي فادي، مالحقتش أعبر عن صدمتي إلا ولقيت الكائن اللي بتلت رؤوس ده مسكني وفادي بدأ يقول:
-بص أنا مش هظلمك وأقول إنك غبي، لأن كده ولا كده كنت هتنام وهتحلم، لكنك غبي إنك مشكتش فيا من الأول ان انا اللي عاملك السحر الأسود ده، تعرف ليه؟… لأنك دايمًا بتاخد كل حاجه على الجاهز وأنا بتعب في حياتي وفي الأخر بلاقي إيه!!.. مبلاقيش نص اللي انت بتلاقي، ماكنش قدامي غير إني انتقم منك ومن غرورك اللي كنت دايمًا عايش بي… ودلوقتي هستمتع بإنتقامي ومن غير ولا نقطة دم، حتى محدش هيعرف إن حد السبب في الجريمة لانها هتبقى طبيعية ليهم، لكن أنت الوحيد اللي عارف إنها مش طبيعية…
كنت مصدوم من اللي بيتقال وماكنش قدامي غير رد واحد وهو:
-ليه كل ده؟؟.. أنا عمري ما أذيتك، بالعكس كنت بعاملك زي أخويا بالضبط.
بدأ يضحك بشكل هستيري أكنه اتجنن بالضبط وقال:
-أخويا؟.. ياريت كان عندي أخ، على الأقل ماكنش هيحسسني بالنقص اللي كنت بحسه في كل مره بشوفك فيها، لكن انتقامي سهل وبسيط، هدبحك دلوقتي براحه وعلى أقل من مهلي.. بعدها بلحظات هكون صحيت من النوم ألبس عشان أحضر عزاك اللي هيكون بعدها بكام ساعة وده بسبب سكتة دماغية مفاجئة مش هيلاقلها العلماء تفسير.
فضلت مبتسم وأنا بقول:
-كل ده عشان تقتلني!!.. ضعيف، دايمًا ضعيف، معندكش شخصية، حتى حقك بتاخدوا عن طريق وسائل اخرى، يعني مكتفني بكائن لي 3 رؤوس، وانت واقف بعيد عني باتنين متر!!.. ليه ده كله، خايف مني ولا إيه؟؟؟
بدأ يتعصب بشكل هستيري ويقول:
-خايف منك!!.. أنت اللي خايف مني، أنت لازم تخاف مني… حياتك كلها بين إيدي دلوقتي.
-اخاف منك انت!!!.. أنت جبان وطول عمرك هتبقى جبان، ماتقتلني من غير ماحد يساعدك، ولا مش هتعرف بردو؟
اتعصب وقال:
-سيبواااا، سيبهولي.
بعدها الكائن سابني ورجع كام خطوة لورا وفادي بدأ يقرب مني وهو بيحاول يضربني بالسكينة اللي في ايده لكني تفاديت كل ده، وبالجمجمة اللي في ايدي كنت كسرتها على دماغ فادي وفي اللحظة دي وقع على دماغة ولقيت حاجه سايلة في الأرض وسخنة شوية بتلمسني وده كان دم فادي، النور بتاع السرداب نور في اللحظة دي والكائن بدأ يختفي، وأنا بدأ يغمى عليا تدريجيًا لغاية ما صحيت على صوت أختى للمره التانية وهي بتقولي:
-قوم يا سعيد.. كل ده نوم يابني..
قومت بدون ولا كلمة وطلعت على بيت فادي فضلت أخبط كتير محدش رد عليا، عدى يوم والتاني وبدأت الريحة تبان والشرطة كان في البيت عنده.. الطب الشرعي قال إنه سكتة دماغية، لكن الغريب إنهم لقوا كتب لسحر أسود كتير عند فادي في البيت، ولقوا جمجمة مكسرة عنده كان مكتوب عليها طلاسم شيطانية….
تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى