قصص

قصه حجر رشيد

قصه حجر رشيد
انا اشتريت الميكروباص بتاعي ده من سنتين، و لأني مجتهد و بسعى ورا لقمة العيش، كنت بسافر بالميكروباص بتاعي مع أي حد يطلب توصيلة خصوصي.. و من هنا تبتدي الحكاية.
ف يوم كلمني واحد معرفة و قالي أن في واحد محتاج يسافر من القاهرة للفيوم، بس محتاج حد يكون معاه و يستناه لحد ما يخلص اللي رايح يعمله، و بعد كده يرجعه تاني.. بصراحة استغربت وقولتله (وليه ياخد ميكروباص طويل عريض، لما ممكن ياخد تاكسي مثلا؟!).. رد عليا و قالي (الراجل مش بيثق في أي حد، و عاوز معاه حد يكون معرفة و كمان محتاج ميكروباص لأنه هيجي معاه حوالي ٥ رجالة، بس دول مش هيرجعوا تاني)
وبرغم غرابة الموضوع، إلا إني وافقت بسبب إنه قالي هيدفع المبلغ اللي هطلبه، و فعلا أخدت رقم الرجل و اتفقت معاه.. ومن الأخر لقيتها فرصة و طلبت مبلغ كبير، و الغريب في الموضوع أن الراجل وافق بسهولة و اتفقت معاه على أننا هنسافر بعد يومين.
عدوا يومين و جه معاد السفر، يومها روحت للراجل تحت بيته في المعاد و رنيت عليه، و بعد ١٠ دقايق لقيت شخص عجوز نازل و في إيده شنطة صغيرة، سلم عليا و ركب جنبي و قالي إننا المفروض قبل ما نسافر، هنروح ناخد ٥ رجالة معانا من مكان ما، و فعلا عدينا و خدنا الرجالة اللي كان معاهم ادوات حفر و حاجات كتير كانت بتدل إن الناس دي رايحة تشتغل في حفر أرض!.. بس كل ده ماكنش مهم بالنسبة لي، انا كل اللي كان يهمني إن انا أوصلهم و استناهم لما يخلصوا، وبعد كده اوصل الراجل العجوز تاني من مكان ما جبته و اخد فلوسي، المهم وصلنا الفيوم و هناك، الراجل العجوز قالي أقف في مكان ما قبل مدخل المحافظة، بعد كده نزل هو والرجالة و قالي اقف استناني هنا و انا مش هتأخر.. وقفت بالميكروباص في مكان بالقرب من كافيه أو استراحة صغيرة عالطريق، قعدت جوه العربية، مر وقت.. وفي لحظة لقيت نفسي حاسس إن انا هروح في النوم من تعب السفر، لكني فوقت نفسي و قولت عشان افضل صاحي، لازم انزل اشتري قهوة من الاستراحة، و فعلا نزلت و اشتريت فنجان القهوة و قعدت اشربه في الاستراحة، لكن برضه بعد ما شربته كنت حاسس إن انا عاوز انام، وساعتها غصب عني لقيت نفسي و انا قاعد بنعس!.. هنا بقى اتدخل الشاب اللي واقف في الاستراحة و قالي…
– مالك يا بيه؟.. انت عاوز تنام؟
رديت عليه و حكيتله إن انا مش من هنا و فهمته إن انا مستني حد، بعد ما سمعني رد عليا و قالي…
-طب اتصل بالراجل اللي انت مستنيه و قوله إن انت هتنام هنا في الاستراحة، و انا هدخل

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ك تنام في الأوضة اللي بنام فيها، بس طبعا هتديني اللي فيه النصيب.

بعد ما سمعت كلامه ده، قولتله إن انا موافق و اتصلت بالراجل و قولتله لما تخلص اللي بتعمله، ابقى عدي عليا في الاستراحة لأني هنام فيها.. روحت جيبت الميكروباص من مكان ما كنت راكنه، و ركنته عند الاستراحة و دخلت اديت فلوس للشاب اللي دخلني أوضته، و بصراحة أول ما شوفت السرير قدامي اترميت عليه و ما حستش بالدنيا.. نمت نوم عميق لحد ما صحيت على صوت زعيق و خناق!
فتحت عيني لقيت نفسي واقف في أرض صحرا بالليل، لكن قصادي، كان في ناس واقفين و منورين كشافات و بيحفروا في الأرض….لا لا دول مش ناس، دول الرجالة اللي وصلتهم من القاهرة، كانوا بيحفروا في أرض صحرا و واقف معاهم الراجل العجوز و جنبه واقف رجل كبير في السن لابس بدلة، و جنبهم شاب تاني لابس بدلة برضه! قربت منهم و جيت اتكلم معاهم، لكن تقريبا ماحدش فيهم كان سامعني لأنهم ماكانوش بيبصولي وانا بتكلم، و غالبا كمان مش شايفيني لأنهم مكملين اللي بيعملوه، لحد ما فجأة لقيت الراجل العجوز اللي انا وصلته، طلع من كيس اسود خرجه من الشنطة اللي كانت معاه، أحجار صغيرة، وبدأ يمسك حجر حجر بإيده و يقربه من بوقه كأنه بيوشوشه، بعد كده بيرميه جوه الحفرة.. عمل الحركة دي حوالي ست مرات لحد ما جت المرة السبعة، المرة اللي اول ما عملها و رمى الحجر، الأرض بدأت تتهز و العمال الخمسة اللي كانوا بيحفروا بدأت الحفرة تبلعهم جواها واحد ورا التاني، لحد ما الحفرة اتقفلت عليهم.. اول ما الراجل شاف المنظر ده فضل يزعق و يقول كلام مش مفهوم و يزعق اكتر و اكتر لحد ما الاتنين اللي واقفين جنبه، بدأوا يصرخوا و يضغطوا على ودانهم ووقعوا على الأرض، و أول ما ده حصل الحفرة اتفتحت تاني و خرج منها احجار كتير ورا بعض.. كأن حد جوه الحفرة بيرميهم لبرة، لحد ما اتكونت احجار كتيرة اتشكلت على شكل جسم انسان بس ضخم جدا، مخلوق من الاحجار او الحصى، لكن جواه نار بتخرج من عينيه.. وقف قدام الراجل العجوز و بدأ يتكلم معاه لحد ما فجأه و بدون أي مقدمات، راح المخلوق ده ناحية الاتنين اللي لابسين بدل و شدهم من رجليهم و خدهم و نزل بيهم جوه الحفرة، بعدها اختفوا تمامًا والحفرة اتقفلت عليهم و كأن شيئًا لم يكن!.. في اللحظة وفجأة ووانا ببص ناحية الراجل العجوز، مالقتهوش واقف!.. مالقتهوش لكني سمعت صوته من ورايا بيقولي …
– أنت ماشوفتش حاجة يا حسن.. ماشوفتش حاجة ولا ليك دعوة باللي حصل.
بصيت ورايا مالقتش حد، ف بدأت اصرخ و ازعق…
انت فيييين؟؟؟!
فجأة سمعت صوته تاني جاي من ورايا…..
– انسى اللي شوفته يا حسن.. انسى اللي شوفته.
لما لفيت عشان اشوفه، المرة دي مالقتهوش هو؛ انا لقيت المخلوق او الكائن اللي معمول من الطوب ده.. اول ما شوفته حسيت بسخونية رهيبة، حسيت إن جسمي اتشل و لساني اتعقد، كنت لسه هحاول اقرأ قرأن او اتكلم، لقيته بيمسك في رقبتي و بيخنقني، وقتها حسيت إن انا بطلع فالروح و بدأت استسلم للموت……
– استاذ حسن…..يا استاااذ حسن…… يا اسطى حسن فوق، في راجل عجوز عاوزك بره.
ده كان صوت الشاب بتاع الاستراحة اللي صحاني، قومت من النوم و خرجت برة الأوضة، لقيت الراجل العجوز مستنيني و بيقولي يلا بينا علشان نرجع، بصيتله من فوق لتحت و قولتله استنى شوية بس، هغسل وشي و اجي معاك.
دخلت غسلت وشي في حمام الاستراحة، ولما خرجت، لقيت الراجل بيتكلم مع الشاب و أول ما شافوني سكتوا!.. بصيتلهم باستغراب و لقيت الراجل قالي…
– يلا بينا عشان انا أتاخرت.
بصيتله و بصيت للشاب وانا لسه مستغرب..
– انتوا كنتوا بتقولوا أيه، و أول ما شوفتوني سكتتوا؟
الشاب بص لي، حسيت إنه مرتبك، لكن الراجل رد بكل ثبات و قالي….
– هقولك و احنا فالطريق، يلا بينا طيب، ولا هنقضي بقية الليل هنا؟
– حاضر.. يلا بينا.
مشيت انا و هو و خرجنا بره الاستراحة، لكن وقت ما احنا خارجين، لمحت الشاب بطرف عيني و هو بيبصلي بصات غريبة، بصراحة ماهتمتش وخدت بعضي و روحت للميكروباص اللي اول ما ركبته لقيت الرجل ركب جنبي وقالي…
– يلا اطلع .
بصيتله وانا مش فاهم هو مستعجل كده ليه..
انت مستعجل كده ليه؟.. و بعدين فين الشنطة اللي انت كنت جاي بيها من مصر؟
بصلي بغضب و قالي…
انت بتسأل ليه عن حاجات ماتخصكش، انت المفروض سواق و جاي توصيلة و متفق على تمنها، فأحسنلك بلاش تسأل عن حاجات ماتخصكش، ولا ايه؟!
بصراحة اتكسفت و بصيت للطريق و شغلت العربية و طلعت عالطريق و بدأنا رحلة الرجوع….
عدت حوالي نص ساعة و انا مركز في الطريق و الراجل راكب جنبي وباصص للطريق و مابيتكلمش نص كلمة، وده على عكس ما كنا جايين، كان طول الرحلة ضحك و هزار معايا و مع الرجالة اللي كانوا جايين، بصراحة الفضول و الأسئلة اللي في راسي خلتني مرة واحدة سألته غصب عني…..
– انتوا كنتوا فين و بتعملوا أيه، و الرجالة اللي كانوا جايين معانا راحوا فين؟؟؟؟!
الراجل سكت و ماردش عليا، كأنه ماسمعش سؤالي.. ف كررت سؤالي تاني، ومع التكرار بص لي و قالي ببرود….
– مايخصكش تعرف أي حاجة، ولا يخصك كمان تدخل فاللي مالكش فيه زي ما قولتلك، وأحسنلك تسوق بقى و انت ساكت لحد ما نوصل و تاخد فلوسك.
سكتت و انا من جوايا بغلي، كنت حاسس أن الراجل ده وراه مصيبة كبيرة، بس هو صح.. وانا مالي!.. انا مل اللي يخصني فلوس التوصيلة وبس….
بعد فترة وصلنا القاهرة و وصلت الراجل لحد باب العمارة اللي خدته من قدامها، وقبل ما ينزل اداني فلوسي و عدت على خير، لكنه قبل ما يطلع العمارة بص لي بنظرة مش مفهومة و قالي….
انت وصلتني و خدت فلوسك، عاوزك بقى تنسى إنك شوفتني و تنساني من أصله، و لو فضولك جابك ورايا أو وداك الفيوم تاني، صدقني مش هتبقى فرصة سعيدة أبدًا، سلام.
قال كلامه ده و طلع العمارة و سابني و انا ماسك الفلوس في إيدي و ببصله وانا مش فاهم ولا عارف، الراجل ده مين ولا بينيل أيه، و لا حتى عارف هو ازاي بيكلمني بالطريقة دي!.. المهم فوقت من صدمة كلامه و سوقت الميكروباص لحد ما وصلت للجراج اللي انا بركن فيه، و قبل ما اركن العربية و انزل منها، لفت نظري حاجة على الكرسي اللي جنبي مكان ما الرجل كان قاعد، ركزت شوية مع الحاجة دي لقتها حجر صغير….يا نهار اسود و منيل، ده حجر شبه الحجارة اللي شوفت الرجل بيرميها جوه الحفرة في الحلم !!!!
مسكت الحجر اللي اول ما مسكته أكتشفت إنه زلطه لونها أبيض و مكتوب عليها كلام غريب بحبر أسود و احمر، حطيت الزلطة دي أو الحجر ده في جيبي و نزلت من الميكروباص و روحت البيت.. ومع وصولي اتعشيت و دخلت انام بعد ما قعدت مع مراتي وولادي شوية، بس بعد ما نمت صحيت على صوت خبط قوي على الباب، فتحت عيني و قومت بصيت في الساعة لقيتها ٨ الصبح، روحت لحد باب الشقة و انا بشتم و بلعن اللي بيخبط، و أول ما فتحت لقيت اللي بيخبط زميلي (سامي).. وسامي ده اللي عرفني على الراجل العجوز، بصيتله و انا بفرك في عيني و قولتله بغضب…
– حد يخبط على حد في ساعة زي دي، وبالشكل ده؟
قالي و هو بينهج….
– الحاج (رجب) كلمني و هو متضايق و كان بيزعق، و قالي كمان إن في حاجة وقعت منه في الميكروباص عندك.
وقتها ماعرفش ازاي تمالكت نفسي، و ماعرفش كمان ليه قولتله بكل برود….
– لا يا سامي.. مفيش حاجة وقعت في الميكروباص، انا امبارح فتشت الميكروباص كويس كعادتي يعني بعد ما برجع من أي مشوار، و مالقتش حاجة.
نَفخ قالي و هو متضايق…
انت متأكد يا حسن؟
– أه متأكد، و بعدين يلا بقى سيبني انام علشان ورايا مشاوير كمان شوية.
– طيب طيب، بس دور تاني بالله عليك، و لو لقيت أي حاجة، أي حااااجة، مهما كانت صغيرة، ابقى اتصل بيا.
– حاضر يا سيدي حاضر، يلا بقى و سيبني انام.
بعد كلامنا ده، مشي سامي و قفلت الباب و دخلت أوضتي و مديت أيدي في جيب البنطلون اللي كنت لابسه امبارح، طلعت الحجر و فضلت باصصله و انا مش فاهم حاجة.. ماعرفش ليه أنا كدبت على سامي و قولتله مالقتش حاجة، ركزت مع الحجر اكتر وساعتها لقيت نفسي غصب عني بسرح، وفجأة حسيت أن راسي بتتقل و عنيا بتقفل لوحدها وغيبت عن الوعي أو نمت!.. في لحظة فتحت تاني بس لقيت المكان حواليا اختلف!
انا كنت واقف في الأرض اللي شوفتها في الحلم اللي فات، بس المرة دي شوفت الراجل اللي اسمه رجب و كان قصاده سبع رجالة متكتفين، و كان قصادهم حفرة، رجب كان واقف قصادها و كان في أيده سبع أحجار و عمل نفس اللي عمله قبل كده.. مسكهم حجر حجر في أيده و قال عليهم كلام بصوت واطي و رماهم جوه الحفرة، علشان يطلع منها نفس المخلوق اللي طلع قبل كده ويشد الرجالة السبعة للحفرة اللي اتقفلت بعد ما اتسحب جواها السبع رجالة، بس المرة دي الحفرة بعد ما اتقفلت، ظهر من ورا الحاج رجب الشاب اللي كان شغال في الاستراحة و اداله حجر صغير شبه الحجر اللي لقيته في المكروباص، و اللي انا ماسكه في أيدي حالا.. و بعد ما اداهوله بص الشاب ناحيتي و شاور على الحجر اللي في أيدي، و أول ما شاور عليه حسيت بحرارة في أيدي… وبحركة تلقائية بصيت لقيت الحجر بيتحرق، رميته بسرعة، و أول ما رميته حسيت أن حد ضربني على راسي علشان افوق و الاقي نفسي لسه واقف في أوضتي و الحجر لسه في أيدي!
فوقت من اللي كنت فيه و روحت بصيت فالساعة لقيتها ٨ زي ما هي.. ازاي ده ؟؟؟.. ازاي وانا الحلم أو الخيال اللي شوفته ده خد وقت طويل اوي !!!
كنت حاسس أن في حاجة غلط ورا الراجل اللي اسمه رجب ده، وكمان كنت حاسس أن في مصيبة كان بيعملها في الفيوم و عشان كده قررت أن انا اروح للشاب اللي بيشتغل في الاستراحة، أه….. ما هو اكيد يعرف حاجة انا ماعرفهاش، و اكبر دليل على كده نظراته ليا و انا خارج من الاستراحة.
لبست و نزلت ركبت الميكروباص عشان اروح على الفيوم، الجو كان غريب في اليوم ده ؛ مطر و شبورة كثيفة، يعني زي ما تقول كده (كان يوم مش طالعله شمس).. و ده كان سبب أن انا اسوق على سرعة قليلة على غير عادتي، و اثناء ما انا كنت سايق، سمعت صوت من ورايا بيقول…
(سبعة قرابين)
يُتبع
(ده الجزء الأول من قصة حجر رشدي، .. دمتم طيبين)
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
لبست و نزلت ركبت الميكروباص عشان اروح على الفيوم، الجو كان غريب في اليوم ده ؛ مطر و شبورة كثيفة، يعني زي ما تقول كده (كان يوم مش طالعله شمس).. و ده كان سبب أن انا اسوق على سرعة قليلة على غير عادتي، و اثناء ما انا كنت سايق، سمعت صوت من ورايا بيقول…(سبعة قرابين)
وقفت الميكروباص و ركنت في الطريق اللي ماكنش فيه غيري تقريبًا، وقفت و بصيت ورايا على الكراسي اللي كانت فاضية، اه كانت فاضية، و تقريبا أنا بيتهيألي، لكني اكتشفت أن انا ماكنش بيتهيألي لما لفيت وشي و بصيت ع الطريق.. الطريق كان واقف فيه وقصاد العربية بتاعتي بالظبط، نفس المخلوق اللي شوفته في الحلم، غصب عني صرخت، بس أول ما صرخت لقيته أختفى تمامًا و كأنه شيئًا لم يكن!
عدوا حوالي عشر دقايق و انا قاعد فالعربية بحاول اتمالك نفسي علشان اقدر اكمل سواقه، و فعلا.. هديت اعصابي و شغلت الراديو على أذاعة القرأن الكريم اللي اول ما اشتغلت حسيت بسلام نفسي رهيب، دورت الميكروباص و كملت طريقي لحد ما وصلت عند الاستراحة، و أول ما وصلت عندها لقيت الراديو سكت تمامًا لوحده!
ماخدتش في بالي و ركنت الميكروباص و نزلت عند الاستراحة اللي اول ما نزلت قدامها اتصدمت…. اتصدمت لما لقيتها مقفولة و مهجورة غير ما شوفتها امبارح خالص، قربت منها و حاولت افتح الباب بتاعها لقيته اتفتح بسهولة، دخلت جواها، والمصيبة الأكبر أن انا لقيتها من جوه مليانة تراب و كأن ماحدش دخلها من سنين، لفيت فيها شوية و كنت بدور على أي حاجة تفهمني أصل الحكاية، وبتلقائية وغصب عني، لقيت رجليا بتاخدني للأوضة اللي كنت نايم فيها، الأوضة أول ما فتحت بابها لقيت فيها السرير اللي كنت نايم عليه، لكن الأوضة نفسها كانت مهجورة، حالها حال الاستراحة كلها.. وقتها فجأه سمعت صوت سامي جاي من ورايا و هو بيقول….
– كنت عارف انك هتيجي هنا زي ما الشيخ رجب قال.
و قبل ما ألف علشان ابصله حسيت بضربة قوية على راسي خلتني فقدت الوعي……!
فوقت لقيت نفسي في الأرض اللي كنت بشوفها في الحلم، إيديا و رجليا متربطين و واقف قصادي الراجل اللي اسمه رجب و صاحبي سامي، و معاهم الشاب اللي بيشتغل في الاستراحة، فتحت عيني بالراحة و أول ما فتحتها لقيت رجب قرب مني و قالي…
– كنت عارف أنك هترجع و هتدور لأنك فضولي، ولأنك أكيد لقيت الحجر أو سرقته، وعشان كده خليت سامي فضل مستنيك و فضل ماشي وراك لحد ما وصلت للاستراحة، و أول ما وصلت قام هو بالواجب و كلمني، بس كل ده مش مهم، المهم دلوقتي، الحجر فين؟
رفعت راسي لأني كنت قاعد على الأرض وقولتله….
انت مين و بتعمل كده ليه؟؟؟.. انت تاجر أثار؟؟؟
أول ما قولت كده لقيت كل اللي واقفين ضحكوا عليا، وفي لحظة لقيت سامي شدني من شعري و بدأ يفتش في جيوبي، لكنه مالقاش حاجة، بص لرجب و قاله بارتباك…..
– الحجر مش معاه!!!
أول ما قال الكلمة دي حسيت بزلزال قوي بيهز الأرض من حواليا و حسيت بصوت أحجار بتتحدف من ورايا، لفيت أنا و اللي واقفين، و المصيبة أن انا لقيت نفس المخلوق اللي شوفته في أحلامي و شوفته كمان و انا جاي، أول ما شوفته اترعبت و اتشاهدت، قولت خلاص بقى، أنا كده هموت، و خصوصًا أنه كان بيقرب و جاي علينا.. وفضل يقرب بالراحة لحد ما فجأه سمعت صوت سامي و هو بيصرخ و بعد كده سكت تمامًا، لفيت لقيت سامي واقع ع الأرض و واقف جنبه الشاب بتاع الاستراحة و في أيده عصاية و فيها دم، و ده معناه أنه هو ضرب سامي على راسه، أول ما بصيت لقيت الشاب جاي ناحيتي، وقتها غمضت عيني و فضلت اتشاهد لأني خلاص كده كده هموت، سواء من المخلوق ولا الجن اللي جاي من ورايا ده، أو من الشاب بتاع الاستراحة.. لكن الغريب بقى أن انا حسيت أن الاحبال اللي كنت متربط بيها بتتفك، فتحت عيني لقيت الشاب ده بيفكني و لقيت المخلوق ده رايح ناحية رجب، أول ما اتفكت الاحبال لقيت الشاب بيقولي…
– أجري على الميكروباص و روح بيتك، أجري و ماتبصش وراك، أجرررررري.
سمعت كلامه و طلعت جررري ناحية الاستراحة اللي كنت شايفها من بعيد، جريت و انا سامع من ورايا صوت رجب و هو بيصرخ، غصب عني بصيت، ومع بصتي لقيت المخلوق ده بيسحب سامي و رجب جوه الحفرة و الشاب واقف بيتفرج عليهم!!!!
الخوف اتمكن مني وكملت جري لحد الميكروباص اللي ركبته وسوقت بأقصى سرعة، وفضلت سايق لحد ما وصلت بيتي في القاهرة، و أول ما وصلت رفعت الكرسي اللي جنبي و طلعت منه الحجر اللي كنت مخبيه قبل ما انزل ووقت ما وقفت لما المخلوق ده ظهرلي عالطريق، و طلعت البيت.. كنت واخد قرار بيني و بين نفسي أن انا مش هرجع المنطقة دي تاني، لأن سامي و رجب خلاص كده، ماتوا.. ماتوا لما خدهم المخلوق ده لجوة الأرض، بس انا.. انا هفضل محتفظ بالحجر ده مذكرى تفكرني باللي شوفته، بس المصيبة إني لما طلعت البيت مالقتش مراتي ولا ولادي!.. وساعتها حسيت بأن الحجر زي ما يكون بيتحرق في أيدي، رميته على الأرض لأنه كان بيخرج منه نور شبه النور اللي بيخرج من النار لمدة دقيقة، لكن بعد كده النور انطفى و الحجر رجع لوضعه الطبيعي.. اما الكتابه اللي عليه، فدي اتغيرت و بقت كتابة باللون الأحمر وبس.. و كان اللي مكتوب كالأتي….
(مات خادم و أتى أخر، القرابين قُدمت و ستستكمل إلى مالا نهاية، و الموعد القادم بعد سبعة أيام عند البوابة، لك الكنوز)
لما قريت الكلام مافهمتش حاجة، انا دخلت ادور على مراتي و ولادي اللي مالقتهمش، انا لقيت على السراير بتاعتهم أحجار شبه اللي بيتكون منها المخلوق ده، و بكده عرفت أنها لعنة، أو أن حد تبع رجب ده أو الشاب بتاع الاستراحة خطفهم، و عشان كده جيت بلغت حضرتك…..
– طب يعني انت دلوقتي بتقولنا الكلام ده كله عشان نعملك ايه؟؟
– يا بيه أنا بحكيلكم عشان تلاقوا لي مراتي و ولادي.
– طب و انت شايف أن الكلام اللي انت حكيته ده كلام ناس عاقلين؟؟
– يا باشا أقسملك بالله ده اللي حصل، أنا ماكدبتش في حرف.
– طيب احنا هنعمل محضر بخطف عيلتك و نتهم فيه سامي و رجب، بعد كده هنعمل تحريات و هنبلغك لما يحصل حاجة جديدة.
– يعني هتلاقوهم يا بيه؟
– خليها على الله يا حسن، أحنا هنعمل تحريات عن كل اللي حكيت عنه، رغم أن انا مش مصدقه ولا لاقيله تفسير يعني، بس هنمشي وراه برضه و لو حصل جديد هنبلغك.
و فعلا عملولي المحضر في القسم و روحت البيت و انا مش فاهم ولا عارف حاجة.. عدى يوم و التاني و التالت و ماحدش اتصل بيا من القسم، وعشان كده بقى روحت سألت و كانت المصيبة الكبيرة كان كلام الظابط ليا لما قالي….
– أولا مراتك و عيالك مالهمش أثر عند حد، و لولا أننا تحرينا عنك و عرفنا أنك علاقتك بيهم كويسة، كنا اتهمناك أنك قتلتهم و أخفيت جثثهم، و ماتنساش أن ماعداش على اختفاؤهم كتير، فممكن تكون مراتك خدت الأولاد و راحت في أي مكان او عند حد من قرايبها، دور عليهم أحسن من الخرافات و التخاريف اللي ماشي وراها دي، اما ثانيا بقى، ف مفيش حد اسمه رجب ساكن في العنوان اللي اديتهولنا، و سامي مختفي بقاله كام يوم، و ده مش غريب عنه زي ما قالتلنا التحريات، هو كل فترة بيغيب و يظهر تاني، ثالثا بقى و ده الأهم، الاستراحة اللي انت قولت عليها دي مقفولة من سنين، و الأرض اللي وراها أرض فاضية و مافيهاش لا مخلوق ولا غيره، ف نصيحة من أخ بقى؛ روح يا حسن دور على مراتك وولادك في أماكن ممكن يكونوا موجودين فيها و شيل التخاريف اللي في راسك دي، لا في لعنة ولا غيره.
خرجت من القسم و انا أخر أمل ليا أن انا أروح الاستراحة بالليل و ان شالله لو هموت.. مش هرجع غير بعيالي و مراتي.. وصلت الاستراحة، الدنيا كانت ليل، دخلت من الباب، ومع دخولي لقيت الشاب واقف زي ما شوفته أول مرة و بيبصلي و يبتسم، دخلت بسرعة وزعقت فيه….
– انتوا مين و مراتي و عيالي راحوا فين؟
بصلي و ضحك نفس الضحكة السمجة اللي بيضحكها، ماهتمش بكلامي ودخل جوه الأوضة اللي كنت نايم فيها و طلع صندوق من تحت السرير و اداهولي، أخدت الصندوق اللي كان شكله قديم و بصيتله وانا بقوله…..
-مش فاهم!!
– افتح الصندوق و انا هفهمك.
فتحت الصندوق اللي كان جواه ورقة ملمسها تخين كده زي ما تكون بردية من البرديات بتاعت الفراعنة، وجنبها حبارة فيها حبر أحمر و جنبهم قلم خشب، مسكت الورقة و بصيت فيها، مافهمتش حاجة لأن الكلام اللي مكتوب فيها كلام مش مفهوم و بلغة غريبة، زي اللي كانت على مكتوبة على الحجر في الأول، بصيت للشاب اللي اتكلم و قال….
– ده نص لعهد قديم بين عالمنا و بين عالم مخلوقات باطن الأرض، و اللي بيفصل عالمهم عن عالمنا هي (بوابة).. والبوابة هى الحفرة اللي في الأرض اللي ورانا دي، و بالنسبة لمين اللي خد العهد أو حصل أمتى، ف ده شئ قديم و ما يخصكش، انت كل اللي يخصك أنك تعرف هتعمل أيه، بس قبل ما تعرف هتعمل أيه، لازم تفهم اللي حصلك، الراجل اللي وصلته ده كان هو خادم البوابة و كان بيقدم قرابين زي ما العهد بيقول، و القرابين دي بتكون سبع ارواح بشرية كل سبع شهور، و في المقابل بياخد وزنهم أحجار من دهب، و العهد بيقول كمان أنه لازم يحافظ على مفتاح البوابة اللي هو الحجر اللي فأيدك ده، و لو ضاع الحجر الخادم نفسه بيكون قربان و يتنقل العهد لخادم جديد، اللي هو الشخص اللي لقى الحجر، و اللي هو انت حاليا، و بالنسبة للراجل.. هو ماسموش رجب، هو أسمه رشدي، و هو يبقى عم سامي صاحبك، و الاتنين دلوقتي تحت الارض لأنهم أصبحوا قرابين بعد ما كانوا خُدام، و حصلهم في الأول اللي حصلك، هم بالصدفة جُم هنا ولقوا المفتاح او الحجر، و عيلتهم برضه اختفت و ظهر مكانهم أحجار، وبعد كده رجعوا هنا تاتي و مضوا على العهد، و بمجرد ما مضوا روحوا لقوا الأحجار أتحولت لأحجار دهب، ومع الأمر الواقع كملوا تقديم القرابين لحد ما ضيعوا المفتاح، و لقيته أنت و أخدته، و بالنسبة ليا أنا، فأنا حارس للبوابة، مُجرد حارس لحفظ التوازن، كل مهمتي أن انا اسلم العهد من أنسان للتاني لحد ما تقوم القيامة، و متسألش برضه انا ابقى أيه، لأن ده أمر مايخصكش، و بالنسبة لرفاهية الاختيار بين أنك تمضي أو لأ.. فأحب اقولك أنه فات الوقت على ده، انت خلاص بقيت حامل للمفتاح و خادم للعهد و للبوابة، انت دفعت التضحية خلاص، القرابين الأولى.. اللي هم أهلك، و دلوقتي بعد ما عرفت أمسك القلم و املاه بالحبر و امضي على نص العهد، و بعد كده هتروح تلاقي الأحجار اللي ظهرت بدل أهلك اتحولت لأحجار دهب، و هيبقى مطلوب منك بعد اسبوع بالظبط تقدم أول قربان حقيقي، و طبعا انت عارف العدد، سبع ارواح بشرية يكونوا قدام البوابة كمان اسبوع، و بعدها بسبع شهور تعمل نفس الكلام، و بمجرد ما هتروح بيتك هتلاقي وزنهم دهب في أوضتك، وهتفضل كده لحد ما تضيع الحجر و تبقى انت القربان، و يتنقل العهد لحد غيرك.. أو تحافظ عليه لحد ما تكبر و تموت، و برضه هيتنقل العهد لحد غيرك.
بصيتله و انا مش فاهم و لا عارف ارد ولا عارف اعمل أي حاجة، لكني للحظة حسيت أن انا مش أنا، أو بقيت مسحور!.. حسيت أن قلبي مات و نسيت مراتي و عيالي و فكرت في الدهب، الدهب و بس، وقتها لقيت نفسي بمسك القلم و بفتح الحبارة و بمضي بأسمي على ورقة العهد من غير ما اكون حاسس أو مدرك أنا بعمل أيه، و بعد ما مضيت لقيت الشاب بص لي و قال….
– و امضي كمان بأسم رشدي لأنك من هنا و رايح هيبقى أسمك رشدي، و ده الأسم الحقيقي للخادم القديم.. وبعد ما تمشي اعمل حسابك إنك هتسيب بيتك و هتتنقل لمكان تاني، لأنك المفروض بقيت شخص تاني، و بالنسبة لموضوع الأسم، ف ماتسألش فيه لأنه مايخصكش، ده عادة من عادات العهد، عادة أن الأسم المزيف للخادم الجديد بيكون هو هو الأسم الحقيقي للخادم القديم، او اول خادم خالص من بني البشر.
مضيت بأسم رشدي جنب أسمي و روحت البيت لقيت الأحجار فعلا اتحولت لدهب، أخدت الدهب و مشيت، بعد كده اشتريت بيت و بقى ليا تابع زي ما سامي كان تابع لعمه رشدي، و بقيت بقدم القرابين في معادها، و لما بروح بلاقي في البيت أحجار دهب كتير، و بالنسبة لموضوع القرابين، ف ده كان موضوع سهل، كنت بعمل زي ما رجب كان بيعمل، انا كنت بروح اجيب عمال و اقولهم هنروح نحفر في مكان و اتفق مع ناس و اقولهم أن الأرض دي فيها أثار، و لما يوصلوا يخرج واحد من المخلوقات دي و ياخدهم جوه الحفرة، الموضوع بقى سهل و ممتع و كمان بيكسب كويس، لكني برضه لسه سواق ميكروباص زي ما انا علشان اعرف اجيب القرابين بسهولة،وكمان عشان ماينفعش يظهر عليا العز لأن الناس هتسألني من أين لك هذا.. و حتى لو مسألوش، ف هتبقى العين عليا و الناس واخده بالها مني، لكن كده أنا سواق ميكروباص أسمه رشدي، يومين بشتغل و عشرة لأ.. و حالتي المادية متوسطة، لكن في الحقيقة أنا بملك كنوز طول ما انا بقدم القرابين في معادها، و طول ما انا محافظ على المفتاح أو الحجر.. حجري انا… حجر حسن.. او.. حجر رشدي………..
تمت
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد
قصه حجر رشيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى