“في حد بيراقبنا، عايش معانا، بيسمع كلامنا اللي بنقوله، بيتصنت على حياتنا الشخصية حتى وإحنا لوحدنا”. قالتها مراتي وهي بتبص ليا بخوف ورعب وبتبص حواليها بتوتر.
طبطت عليها وحاولت أهديها وإديتها حباية الدواء المهدئ ودقايق كانت راحت في النوم. نادين مكانتش موسوسة كده، بس من ساعة ما دخلت حمام المول وهي حالتها كده. فاكر في اليوم ده سمعت صريخها من حمام السيدات وجريت وقفت قدام الباب وسمعت صوت ستات جوا بيتكلموا وبعدها خرجت واحدة بتسندها ووشها مذهول وأصفر من الخوف.
حاولت اسألها عن اللي حصل بس متكلمتش، ساكتة، سرحانة، رجعنا البيت ومن وقتها بتصحى بليل تصوت وتكمل نوم، وساعات أصحى ألاقيها بتقوم وتقعد على السرير بتبص لي بخوف وبتبص حواليها وبعدها ترجع تنام!
روحنا لدكتور نفساني وقال إنها اتعرضت لصدمة وكتب لها على مهدئ، بس مش عارف يطلع منها اللي حصل. مر 4 أيام على الحادثة دي، والنهاردة اليوم الخامس، صحيت من النوم لقيتها بتقولي الكلام ده.
فكرت أروح المول اسأل عن أي خيط يوديني للي حصل بس مش هينفع أدخل حمام الستات. قعدت بصيت على نادين، ملامحها هادية، وشها عرقان، بقها بيرتجف براحة، بتمتم بكلمات مش سامعها. قربت منها حاولت أسمع بتقول إيه، سمعت اسم “الحمام”! وبتردد “لا لا”!
حطيت إيدي على شعرها وراسها حسيتها ساقعة، جسمها بارد، دلكت جبهتها وبوست راسها وقررت أروح المول. نص ساعة وكنت هناك، مول مشهور مش زحمة أوي، الحمام اللي حصل فيه المشكلة كان في الدور الأرضي، روحت ولقيته مقفول! سألت عامل هناك عن سبب قفله وقالي “صيانة”! وبص بخوف ناحية الحمام ومشي بسرعة.
إجابة مريحتنيش، قربت ناحية الحمام ولقيت واحدة ست قاعدة على كرسي قدامه، سلمت عليها ومديت إيدي ليها بورقة بـ50 جنيه شافتها كانت هتطير من الفرحة. “الحمام مقفول ليه يا ست الكل”؟ سألتها. بصت على الباب بخوف ومردتش. كررت السؤال: “متقلقيش، فضول بس إنما مفيش كلام هيطلع مني”.
قربت راسها مني وبصت حواليها تتأكد أن مفيش حد سامعها وقالت: “في ستات شافوا حاجات مرعبة جوا ومحدش يعرف شافوا إيه”!
سألتها بتوتر: “يعني اللي حصل مع مراتي اتكرر”؟! بصيت لي بفضول وقالت: “انت مراتك شافت حاجة”؟ حكيلتها اللي حصل لقيتها قامت ومسكت دراعي بخوف وقالت بصوت واطي جدًا: “في واحدة بتقول إنها شافتهم”!
كررت الكلمة في خوف “شافت مين”؟! شاورت على واحدة قاعدة عند الامن على كرسي وباصة في الأرض وقالت: “شافتهم يا باشا.. ومن وقتها مش بتتكلم، بس البت قوية وصممت تكمل شغلها بس حالفة يمين ما تشتشغل في الحمامات تاني”.
سألتها “ينفع أتكلم معاها”؟ قالتلي: “لا، مش هترضى تتكلم ولو بمال قارون، كان غيرك اشطر” ورجعت كملت قاعدة على الكرسي وعملت نفسها بتشوف حاجة على موبايلها.
فضلت واقف ثواني وبعدها قولتلها بحسم: “عايز أدخل”. رفعت راسها بصدمة وقالت: “لا يا باشا مستحيل”. طلعت من المحفظة ورقة بـ200 وقولتلها “دقايق وهخرج، محدش هيشوف ولا هيعرف”.
قامت وبصت برا واتأكدت أن محدش شايفها ومدت إيدها في جيبها وطلعت المفتاح وفتحت الباب وقالتلي وهي بتزقني لجوا: “بسرعة الله يرضى عليك دي فيها قطع عيشي”.
دخلت وهي قفلت ورايا. الحمام ضلمة، محبتش أنور النور علشان محدش ياخد باله، طلعت الموبايل والكشاف، الجو برد بزيادة جدًا هنا كأني في تلاجة!
المكان فيه 5 كباين حمام، دخلت أول واحد وبصيت ملقتش حاجة غريبة، تاني واحد سمعت صوت غريب جاي منه زي ما تكون مايه سايلة، قربت الكشاف لقيت في حنفية بتنزل مياه وقدامها المراية بس مفيش حاجة غريبة. تالت كبينة أول ما حطيت إيدي على مقبض الباب لقيته ساقع تلج، فتحت وحسيت بخوف مفاجئ لدرجة أن جسمي اتنفض، وجهت الكشاف لجوا ولقيت حاجة بتتحرك!
حشرات! حشرات سودا كتير على الأرض متكومة على منديل! القاعدة بتاعت الحمام عليها نقط دم غريبة! رفعت الموبايل للمراية لقيت انعكاس وشي، مبتسم! انا مش مبتسم! الإطار بتاع الحمام بيطأطأ وفي شروخ بدأت تظهر على الإزاز! قربت وشي بخوف ومش مستوعب اللي شايفه، انعكاسي إداني جنب وشه! مشوه! كتمت صرختي، رجعت بضهري أخرج بسرعة لقيت حاجة بتمسك رجلي في الأرض! الحشرات عملت زي ما تكون إيد كتفت رجلي! رفستها جامد وسمعت صوت صريرهم الخايف، فتحت الباب ولقيت قدامي في المراية وشي بيبصلي وبيضحك، صوت بيدوي في عقلي بيقولي “إحنا معاكم”! قاعدة الحمام شايف منها حشرات كتير بتخرج زي ما بتكون بتفور! أبواب الحمامات بتتخبط جامد! حاولت مصرخش بس مقدرتش، انعكاسي وانعكاس ناس تانية قدامي على المراية الكبيرة بتاعت الحنفيات، منهم انعكاس نادين! بتبصلي بخوف، ببرود، جريت على برا وشديت الباب أفتح لقيت نفسي بفتح وبدخل الحمام تاني!
الباب دخلني الحمام اللي كنت فيه! الصوت بيدوي تاني في عقلي “إحنا حواليكم”! المراية بتوسع قدامي وانعكاسي بيضحك أكتر، حسيت بجسمي بيقرب من المراية غصب عني، الحشرات تحت رجلي بتزيد، في حاجة بتزقني من ضهري لقدام للمراية، شايفها بتتحول لفجوة سودا بتوسع كأنها هتبلعني، صرخت بس صرختي طلعت مكتومة، شوفت نار بتتوهج من جوا، أخدت بالي لثواني أن المرايات متزخرفة برموز غريبة! مش عارف ليه جالي وحي أني أعمل حاجة! محستش بنفسي غير وأنا بمسك الموبايل جامد وبضربه في أطراف المراية قدامي أكسرها!
إيدي اتفتحت، حاسس بوجع ونار في صوابعي، الدنيا ضلمة، سامع قطرات بتنزل مني، أكيد دم، المراية بدأت ترجع لحالتها والفجوة تختفي والنار اللي فيها تخفت، وفجأة انفجرت المراية ونزلت على الأرض قطعة واحدة!
سمعت صوت خطوات جاية من برا وصويت، حسيت بوجع جامد في جسمي وإيدي وسندت على الباب علشان مقعش، وفجأة الباب فتح ولقيت إيادي بتسندني وبتجر لبرا ونور بيضرب في وشي وحواليا وشوش كتير وعمال أكرر “المرايات، المرايات”!
سامع كلام كتير بس مش مجمع منه حاجة، خايف، مرعوب، جسمي بارد وفضلت على الحال ده لدقايق لحد ما استوعبت أنهم خرجوني برا. شوية وكنت قاعد مع مدير المول، حكيت له اللي حصل بخوف وعينه كان فيها رعب، وقولتله على استنتاجي، طلع ورق قدامه وقالي بتوتر: “المرايات دي كلها متركبة جديد فعلًا”! وطلب على الأرضي رقم وكلم حد وبعد شوية دخل علينا واحد ببدلة.
“المرايات دي جبتها منين”؟ قالها مدير المول للراجل اللي رد: “شركة جديدة بس أرخص”. المدير بصلي وقال للراجل: “دلوقتي حالا تخلي العمال يكسروا كل المرايات الجديدة ويلبسوا كمامات ويكونوا مع بعض”.
المهندس بص للمدير باستغراب وبصلي وسأل: “ده ليه يا مستر دي لسه كلها جديدة”! شخط فيه المدير وقاله: “حالا”. الراجل خرج وأنا قولت للمدير: “واضح أن الإزاز مصدره رملة ملعونة أو المصمم لقى رموز عجبته على النت وعمل زيها، الخلاصة أنها كانت سر اللي حصل. الراجل تفهم الوضع وواضح أن الحوادث الكتير اللي حصلت اليومين اللي فاتوا خلوه يتوقع حاجة مخيفة كده.
خلصت ورجعت البيت ودخلت لمراتي لقيتها لسه قاعدة على السرير، بصت لي بحب وقالت: “شكرًا، حاسة أنك عملت حاجة كبيرة علشاني”! حضنتها وابتسمت وأخدتها برا أحكيلها اللي حصل وقبل ما أخرج من الأوضة لفت نظري حاجة مش عارف حقيقية ولا تهيؤات.. “انعكاسي وانعكاس مراتي في مراية التسريحة كانوا مكشرين”!