قصص

قصه خلف الجدران

قصه خلف الجدران
بقالي ١١ يوم محبوس في الشقة هنا، مش بخرج، مش بشوف حد، مش بتكلم مع بشر، ويمكن ده اللي خلاني احاول اشوف حل اقدر عن طريقه احرر نفسي.
شغلانة السمسار دي صعبة، مخيفة، بس علشان دراستي كانت على قدها وشكلي مش وسيم كانت ميزتي في لساني الحلو وقدرت استغل ده وأقدر اعمل لنفسي اسم في المنطقة “حمادة السمسار”.
فاكر كويس يوم ما جالي تليفون من واحدة صوتها كبيرة في السن وقالتلي إن في شقة عايزة تبيعها، مساحتها ١٥٠ متر وعلى الرئيسي والدور التاني والسعر ٢٠٠ الف ولو اكتر هيكون من نصيبي. صفقة لو تمت مكسبي فيها هيعدي ٣٠٠ الف، مترددش، اخدت العنوان وروحت.
العمارة قديمة، الست قالتلي انادي على انور، دخلت العمارة مفيش حد، ناديت على انور لقيته طالع من جوا، جلبية قديمة، دقن كبيرة، صديري يدفيه. قالي من غير كلام كتير “حمادة”؟ قولته “اه”. لقيته دخل من جنب الاسانسير وطلع على السلم. سألته باستغراب “والاسانسير ايه لازمته”؟! قالي باقتضاب “مش تبعنا”.
وصلنا الشقة، زق الباب، فتح، وقف قدام الشقة وقالي “أدخل اتفرج ولو عجبتك هات مشتري، الحاجة بتقول انك اشطر سمسار في المنطقة”.
ابتسمت بثقة ودخلت، الشقة واسعة، جاهزة بدون عفش، ديكورات قديمة، اباليك ووشوش كهربا متينة، شقة لقطة واكيد سمعت الرقم اللي عرضته الست غلط، دي متقلش عن نص مليون تحت اي ظرف!
فتحت الاوض، واسعة، باصة على الشارع بس الشبابيك مقفولة، سمعت صوت حاجات بتتحرك ورا الحيطان زي ما تكون ماية!
“هي الشقة بتسرب مياه يا انور”؟ ناديت بصوت عالي بس شكله مسمعش، حتى لو بتسرب فدي مش مشكلة خالص قدام المبلغ ده.
لقيت في اوضة النوم براويز كتير على الأرض، صور قديمة، كتب ورقها اصفر، انتيكات شكلها لطيف، يا سلالالام لو يتباعوا تبع الشقة هتبقى لقطة. قولتها في نفسي وابتسمت بسعادة، أحسن صفقة حصلت من ساعة ما اشتغلت سمسار!
الغريب برضه أن الشقة مش بيوصلها دوشة الشارع، هادية، ساكنة، مفيهاش حس، شقة خسارة تروح لحد غيري. طلعت الموبايل اكلم الحاجة لقيت الشبكة واقعة. طلعت لانور لقيته لسه واثق قدام الباب، وشه جامد، مستني.
“الشقة محتاجة شوية حاجات هتكلف، ومفيش فيها شبكة”. قولتهاله وانا بحاول انزل سعرها اكتر.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

بصوته الجامد، العملي، رد “زي ما الحاجة قالت هيكون، ٢٠٠ الف مش هينزلوا منيم” قالها منيم مش مليم بشكل يضحك. قولتله “ماشي يا عم انور بس همتك معايا وليك الحلاوة”. رد وهو بيرجع علشان ننزل “حلاوتي انها تسكن”.

قلبي بيرقص من الفرحة، مبسوط وسعيد. “كلمت حد”؟ قالهالي لما نزلنا. رديت بسرعة “انا هاخدها”. قالي “بلاش يا بيه، الحاجة كان طلبها واضح، عايزة حد يشتريها، مش انت”.
ضحكت وانا بطلع سيجارة اديهاله “يا راجل بقولك همتك معايا” شاور بايده رفض وقالي “مبطل” وكمل بجدية فيها شوية خوف “الحاجة لو عرفت هتزعل”.
قولتله وانا خارج “متقلقش، مش هتعرف وسيب الموضوع ده عليا”.
روحت البيت كلمت اخويا، طلبت منه يجي معايا واتفقت معاه اديله الفلوس يدفعها ويكتب الورق باسمه مع الحاجة وانا هعيش فيها واخليه ينقلها باسمي بعدين.
فعلا الخطة نجحت، لقيت محامي مستنينا وخلصنا كل حاجة، اخويا دفع وسجلنا الشقة ورجعت بالعفش بتاعي بعدها بيومين وطلعته. دورت على انور ملقتهوش، لقيت واحد اسمه عم خضر، سألته قالي اغرب حاجة “اه انور الله يرحمه مات من ٢٨ سنة”! فضلت واقف مذهول، كمل “ناس كتير بتيجي كل فترة تسال عن انور، والله يا جماعة مات، حتى بالإمارة مات وهو بيحاول ينقذ الحاجة من الحريق”.
عيني وسعت، عرقي بدأ بينزل. “حاجة مين”؟!
قالي “اسمها الحاجة، ست كبيرة كانت عايشة لوحدها وحصل حريق في شقتها وماتت هي وأنور وعيالها، وبعدها الورثة جددوا الشقة بس سابوها بقالهم سنين محدش ساكنها”.
وسألني بفضول “هو مين يا بيه اللي باعلك الشقة”؟!
مردتش، جسمي مش ماسك نفسه، بردان فجأة، طلعت جري لفوق الشقة اللي اشتريتها ودخلت. العفش بتاعي اهو، الشقة تمام، كل حاجة مظبوطة، الراجل ده اكيد بيكذب!
سمعت صوت المياه ورا الحيطان تاني، قربت وخبطت على الحيطة جامد، الصوت كأنه سيول بتجري، صوت واحدة عجوزة جاي من ورايا “كذبت يا حمادة ليه؟ مش قولتلك عايزة حد يسكن هنا غيرك”؟!
مش متمالك نفسي، الحاجة قدامي! قاعدة على كرسي متحرك، جسمها مشوه، محروق، عظم وشها باين، ايدها سودا متفحمة، وراها انور وهو مشوه زيها، لابس الصديري كأن بيطلع منه دخان رمادي خفيف!
“ااااا.. ااان” مش قادر اجمع كلمة. الكرسي بيقرب مني والحاجة بتكمل “انا كنت عايزاك تجييلي مشتري يعيش معايا يونسني، واكيد هيجي يوم ويهرب واكلمك تاني وتجيب غيره، انت اشطر سمسار هنا وخسارة اخسرك”!
مش قادر ارد، عيني مفتوحة، بقي مفتوح، عقلي مش مستوعب. الحاجة وصلت لحد قدامي وكملت بأسف “دلوقتي انت كذبت عليا وأنور قالي اللي عملته، تعرف أن الشقة علشان تدخلها وتعيش فيها لازم تكون دافع تمنها وباسمك”؟! مفهمتش!
انور قرب مني وصوت الهدير ورا الحيطان بيعلى اكتر. “انما لو حد عاش فيها وهي مش من حقه بيتعاقب وبيكون معاهم”.
بلعت ريقي، انور وقف قدامي، ابتسم وقالي “سامحني يا بيه”! واتحول وشه لمسخ غريب قرب مني جامد وحسيت زي القطر خبطني في صدري وكل حاجة ضلمت!
عدى عليا ١١ يوم وانا ورا الحيطان معاهم، مع كل اللي استغلوا الفرصة وكذبوا علشان ياخدوا الشقة لحسابهم، بنجري طول اليوم ورا الحيطان علشان نحاول نتحرر، وبليل بنخدم الحاجة ونسليها لحد ما يجي حد يشتري الشقة بضمير وياخدها بدون تحايل ويعيش فيها ويعمل ونس يخليها يمكن ترضى عننا ونتحرر من لعنتها!
#تمت
قصه خلف الجدران
قصه خلف الجدران
#عبدالرحمن_دياب
قصه خلف الجدران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى