قصه خنجر فرعون ( كامله) في ايدي كنز بالملايين، كل اللي هيعرف ايه هو هيحسدني، يمكن في جزء بسيط هو اللي ممكن يبلغ عني، بس صدقني.. لو عرفت عنواني بيتي، مطرحي.. زي ما تحب تقولها قولها، بس أنت في الأخر هتيجي تسرقني، تساومني على الشيء اللي هيبقى في ايدك وقتها، أو حتى تريح نفسك وتقتلني بي، اللي بتكلم عليه ده يبقى خنجر.. خنجر فرعون.
في يوم كنت شغال في المكتب زي أي يوم، ببساطة شديدة مديري اللي يبقى في نفس سني، كل ما يتزنق يقرر يعاقبني على شيء ماعملتوش، والعقاب المتكرر والوحيد للموضوع ده مافيش أبسط منه، هو وإني أسهر في الشغل خمس ساعات اضافية على 12 ساعة شغل، بس في نظر المقربين ليا ده مش عقاب، ده لأني باخد عائد من الموضوع ده، وهو عائد مادي، لكن اللي هما مش فاهمينه، ومش هيفهموا لأنهم مش متجوزين، إني عايز أقرب من مراتي وابني شويه، وده مش بقدر أعمله بسبب ضغط الشغل، لكن المكافئة الحقيقة اللي خدتها في يوم اتعاقبت فيه هو كنز لقيته، وده بعد ما خلصت شغل ونزلت من المكتب، جالي مشوار لمنطقة في المينا، وأنا كنت ساكن في بولاق، الجيزة، اتصلت بمراتي قولتلها إني هتأخر، بس المرة دي هتأخر أكتر لأن عندي مشوار شغل للمنيا، مش عقاب في مكتب، للأمانة الشديدة هي شجعتني وقفلت معايا بصوت حزين إني مش هرجع، لكنها ماحولتش تبين ده عشان مشاعري.
بمُجرد ما وصلت المنيا، وخلصت اللي كنت رايح عشانه، من تقفيل حسابات لشركة صغيرة هناك، لبعض الأمور الإدارية، ده لأني شغال في مكتب محاسبة كبير شويه، مرتبي كان مُغري الحقيقة، فده كان سبب إني أشتغل فيه، مش هطول أكتر، بس كل المعلومات اللي قولتها دي كانت مهمة لقصتي وتفاصيلها المرعبة.
زي ما قولت أنا خلصت الشغل، وكان بيبعد بيني وبين الموقف اللي هركب منه للجيزة تاني حاولي اتنين كيلو، قررت أخدهم مشي لأني كنت مخنوق جدا، وكنت حاسس بسخط شديد على مديري ومراتي اللي بحس إنها مش فارق معاها وجودي
من حسن حظي إني اتمشيت، أو أنا كنت فاكر كده، ده لأني لقيت حاجه غريبة بتلمع في الأرض، في البداية افتكرته جنية فضه، ده لأنه كان وسط زرع، بس لما قربت شويه لقيت حجمه أكبر من جنية فضة بكتير ا، ميلت وجبت الحاجه دي، وبمُجرد ما شوفت ايه ده اتصدمت الحقيقة، ده لأنه كان خنجر، مكتوب عليه كلام فرعوني ورسومات هيروغليفية، مش بس كده، ده كان مرسوم عليه طلاسم أعرفها من الأفلام والمسلسلات، بس ماكنتش بشكل واضح، ده لأن الخنجر كان باين عليه إنه قديم جدا، والكلام مش واضح عليه، الفرحة ماكنتش سيعاني، ده لأن كان في كنز في ايدي، ماكدبتش خبر و قررت أخد بعضي على الجيزة، لكني شوفت مكان مُظلم، ناس واقفين على شكل دايرة، مغمضين عنيهم، وعمالين يقولوا في كلام غريب، وفي وسط ده كله ايد دافية لمست ضهري، اتخضيت وصرخت بصوت عالي، لكن كل اللي موجودين ماحسوش بوجودي، مافيش غير الشخص اللي لمسني هو اللي حس بيا، لفيت ضهري بتلقائية أشوف مين ورايا، كان شخص بشري، بس جسمه كله كان مليان كلام هيروغليفي، أصلع، عينه كان بتشبه عيون الكلاب، جلده كان مدرج بشكل مرعب، إنما صوته فكان رفيع جدًا، ده غير الخنفة اللي في حنجرته:
-سنعطيك القدرة، السلطة، الإنتقام، وفي المقابل طعنه بداخل أحشائك، منها تكافئ بالحياة الأبدية، وبمعرفة ما في داخل عقول البشر.
رجعت كام خطوة لورا من الخوف، معنى اللي بيقولوا ده إني هموت، مش بس كده، ده هيبقى انتحار، يعني هموت كافر، كل الكلام ده كان في سري، ماطلعتهوش لحد، لكن من الواضح إنه سمع كل اللي قولته بطريقة ما وقال:
-كل ما سمعته منك صحيح، إلا الموت.. تلك الطعنة هي حياة اضافية على حياتك، فهي مُجرد عربون بيننا وبينك أيها البشري، تذكر جيدا، ما علمته منك، هي قدرة من قدراتك أثر الطعنة، في النهاية لا يوجد مفر، الطعن، أم القتل.
ماستنتش كتير، حطيت الخنجر في بطني، بدأ جسمي كله يسيب، ماحستش بالطعنة، بالعكس.. حسيت بطاقة جوه جسمي، لدرجة إن قوانين الجاذبية ماكنتش بتنطبق عليا، لأن جسمي بدأ يسبح في الجو بكل سهولة وأريحية، منها الكائن اللي قصادي بدأ يتراجع وهو مبتسم، أخر كلمة قالها قبل ما يختفي:
-إن أردت أن تتخلص من المعدن الساكن داخل أحشائك.. تخلص منه، ولكن تذكر أن الإنسان لا يؤتمن على خير.
بعدها اختفى، أما الخنجر اللي جوه جسمي فبدأت أشيله تدريجيا من أحشائي، وأنا بهدوء شديد أخدت بعضي ورجعت الجيزة، وصلت بيتي لقيت حبيبة مراتي نايمة، أما أنا فغيرت هدومي ونمت على السرير، كان كل تفكيري في الموقف اللي حصل بعد ما شيلت الخنجر من بطني، هو وإن ماكنش في حاجه حصلت أصلا، ماكنش في خدش واحد حتى في بطني، بالرغم إن الخنجر اتغرس لجوه، لكن ده ماحمسنيش، بالعكس.. شجعني أشوف بكره مخبي ايه، وده لما صحيت بدري للشغل، نزلت أخدت الأتوبيس، وده كان أسوأ قرار خدته في حياتي، ده لأني كنت سامع عقول الناس وهي بتتكلم، شيء يبان إنه رائع، بالعكس ممكن كتير يفكر إنه هبة، لكنه شيء بشع، مُزعج، مالوش قيمة لو ماكنتش بتسمع عدوك، وده اللي حصل لما وصلت المكتب، قابلت زمايلي اللي في الشغل، عمر، محمد، صادق، ايهاب، واخرهم بطرس، كل واحد فيهم كان جواه نوايا مرعبة، مثيرة للأهتمام، لدرجة إن صادق كان عايز يقتل زوجته لأنها مُزعجة، أما ايهاب فكان شايف إن مشاكله هتتحل بكيلو مانجا دلوقتي، أحلام البسطاء يا أخي، لكن دخلة المدير علينا في وقت زي ده ماكنتش خير، بالذات ليا، ده لأن الدخلة دي معناها سهره زيادة:
-ثابت، تعالى على مكتبي حالا.
-بس…
مابسش، على مكتبي حالا.
قومت اتحركت على المكتب، بعدها طلب مني اقفل الباب ورايا، جسمي كله كان مقشعر من الخوف، لكني افتكرت الخنجر وقدرته، ده لأن المدير بدأ يتكلم ويقول:
-طب اخلي يسهر النهاردة ازاي، لا هو اتأخر، ولا عمل حاجه، ودي الفرصة الوحيدة عشان انفرد بمي.
قولت بصوت عالي:
-مي؟!
لقيته بلع ريقة وعدل القميص بتاعة وقال:
-مي؟!.. مين جاب سيرة مي؟
مي دي تبقى السكرتيرة بتاعة المدير، ومن الواضح إنها العشيقة الجديدة اللي قرر يخون معاها مراته، في الحقيقة ماكنتش دي مشكلتي، لأن المشكلة هي إنه كان بيعمل معايا كده السنين اللي فاتت، عشان يسهرني مش أكتر، بعدني عن عيالي ومراتي لمُجرد إنه عايز يشبع رغباته:
-أنت لازم تسهر النهاردة يا ثابت، في شركة مهمة هتبعت شغل بالليل على المكتب، وانت لازم تقفل الميزانية، بس انا مش هبقى متواجد الحقيقة، فلازم انت تبقى موجود.
-بس انا ممكن اخلص كل ده في البيت.
-والمكتب؟.. ايه هيبقى لوحده، انت اللي هتشرف على الناس اللي موجوده وسهرانه، ماتنساش انك اهم موظف عندي.
كلام شربت منه سنين، لكن مش دي الحقيقة، دي كانت مُجرد كذبه بيغطي بيها أعمال كتيره.
طلعت من المكتب وأنا مخنوق، شايف إن من حقي أشوف مراتي وعيالي، زي ما هو مقيم معاهم معظم الوقت، مش بس كده.. ده مدي لعشيقته وقت زيادة عشان يقدر يكفي غرائزه، أما أنا فمطحون طول اليوم عشان شويه ملاليم زيادة، بس كان لازم أنفذ كل اللي هو قاله، وده اللي حصل، كل اللي في المكتب مشيوا، ماكنش في غيري بالمكتب تقريبا، كنت مستني الشغل يوصل، لكن من الواضح إن دماغي تقلت وحطيت راسي على المكتب، بدأت أحلم حلم غريب جدا، لقيت نفسي بفتح باب شقة غريب، ماعرفوش، مش بس بفتح باب الشقة، ده انا بطفش القفل، بهدوء شديد دخلت من الباب، كنت سامع صوت اتنين بيتكلموا، واحدة بتضحك بصوت مكتوم، وواحد بيواسها، الصوتين ماكنوش غراب عليا، ده كان صوت السكرتيرة والمدير، الخنجر وقتها كان في جيبي، لقيته بينور، الكلام الفرعوني اللي عليه تحديدا هو اللي بينور، ده غير الصوت اللي كان بيهمس في ودني، صوت بيهمس بالقتل وبس، الحقيقة كنت مندمج مع الصوت، لدرجة إني مشيت وراه، لغاية ما وصلت لأوضة بابها مقفول، الصوت كان جاي منها، فتحت الباب بهدوء، كل اللي كانوا في الأوضة قاموا مفزوعين، أما أنا فا كنت ماسك الخنجر في ايدي، بصيت شمالي على الظل بتاعي لقيت شكلي مرعب، اسناني واضح إنها مدببه، ده غير دماغي اللي كانت اكبر من المعتاد، أما الضحيتين اللي قصادي فكان باين على وشهم الذعر، وده كان واضح من وش المدير لما فضل يتوسل ليا ويقول:
-ثابت، ارمي اللي في ايدك يا ثابت، ماتوديش نفسك في داهيه، الموضوع ابسط من كده.
-وماكنش بسيط لما ظلمتني في حياتي، ماكنش بسيط لما فضلت تدوس عليا أيام وسنين، بس أنا هقتلك، هقتلك زي ما حرمتني من حياتي السنين دي كلها عشان عشيقتك.
-انت اللي كنت راجل مُجتهد يا ثابت، وأنا كنت بحاول أعوضك عن اي حاجه بالمرتب، ومافيش حد بياخد مرتب زي بتاعك.
كلامه ماكنش مقنع، وحتى لو اقنعني، فأنا اتخذت قراري، دبيت الخنجر في قلب المدير، أما السكرتيرة فكانت بتصرخ، وعشان اخلص من الصرخات دي في أسرع وقت، قطعت رقابتها، دبحتها بدم بارد، بعدها مسحت السكينة في ملاية السرير، طلعت برا لقيت الختم بتاع المدير وورق أبيض، مسكت الاتنين وبدأت أكتب لنفسي طلب بالأجازة أسبوع، ده عشان أخد راحه من الجريمة، وفعلا ده اللي عملته، كتبت الورق بالكامل على الكمبيوتر وطبعته، وختمته بالختم.
صحيت مرة تاني وأنا على المكتب، ورقة الأجازة كانت في ايدي، والشغل كان اتبعت والعميل كان لحظات وجاي، دخلت المكتب في السريع حطيت طلب الأجازة، بعدها مسحت نظام الكاميرات أخر كام ساعة، العميل بعدها وصل، خلصت معاه الشغل، ورجعت البيت تاني.
أول ما وصلت البيت سمعت صوت كراكيب، حسيت إن في حرامي جوه، ببطيء شديد فتحت باب الشقة، فضلت أبص يمين وشمال مش شايف حد، لكن لحظة ولقيت حاجه خبطت جامد على دماغي، وقعت على الأرض، كنت شايف شخص واقف وهو متوتر، بعدها قفل باب الشقة وجريت، أما أنا فكنت بلقط أنفاسي الأخيرة قبل ما يغمى عليا، فوقت وأنا في مكان ماليان ضباب، أكني موجود في مكان مهجور، واسع، بس مش باين منه حاجه غير ضباب، يدوبك أخرك تشوف اتنين متر قصادك، يمكن أقل، وبعد مشي دام لدقايق معدودة، شوفت قصادي قبر، منه عرفت إني في الترب، بس القبر ده، أو المقابر دي كانت مألوفة، ده لأن المكان اللي كنت واقف قصادة ده كان يخص مراتي، بالتحديد أهل مراتي، في البداية كنت فاكر إني ميت ودلوقتي هتحاسب، بس لو ميت ايه اللي هيجبني عند مقابر حبيبة مراتي، اجابة السؤال متأخرتش الحقيقة، ده لأن الفرعون اللي ظهر من وسط الضباب كان معاه شفرات كتيرة، بتأدي لأجابات أكتر، تساؤلات ابتدى بيها لما قال:
-هتسكت على اللي حصل؟
كان قدامي وقتها راجل قصير القامة، لابس لبس فرعوني، جسمه مرسوم عليه ندوب زي اللي شوفتها قبل كده، منها كانت مرسومة على الخنجر، كان واضح على وشه الغضب، بس من الواضح إن الغضب ده ماكنش ليا، بل عليا، ده لما سأل سؤال تاني وقال:
تتبع…
خنجر فرعون
٢
اجابة السؤال متأخرتش الحقيقة، ده لأن الفرعون اللي ظهر من وسط الضباب كان معاه شفرات كتيرة، بتأدي لأجابات أكتر، تساؤلات ابتدى بيها لما قال:
-هتسكت على اللي حصل؟
كان قدامي وقتها راجل قصير القامة، لابس لبس فرعوني، جسمه مرسوم عليه ندوب زي اللي شوفتها قبل كده، منها كانت مرسومة على الخنجر، كان واضح على وشه الغضب، بس من الواضح إن الغضب ده ماكنش ليا، بل عليا، ده لما سأل سؤال تاني وقال:
-مش سهله الخيانة يا ثابت، وهي عملت كده، تفتكر هتسكت على نار ولعت في قلبك، ده بعد ما فضلت سنين زعلان على عاهرة بتستنى جوزها يتأخر في الشغل.
-أنا مش فاهم حاجه، ايه اللي جابني هنا، وانت مين، ومين العاهرة دي، تقصد ايه بالكلام ده!؟.. ولا بلاش تقصد ايه.. تقصد مين؟
بنفس الطريقة الصارمة اللي كان بيتكلم بيها قال:
-الموضوع انتهى، الاختيار في ايدك، بس افتكر.. الخنجر ادالك حقايق في وقت قصير، والمرة دي لو استغنيت، هو كمان هيستغنى عنك، الحقيقة هتنكشف، والمستور هيبان.. فوق يا ثابت.
أخر جملة فضلت تتكرر كتير لما قال:
-فوق يا ثابت، ثابت، ثابت.. ثابت فوق، عشان خطري يا ثابت فوق.
الصوت ده كان صوت حبيبة مراتي وهي بتفوق فيا، أول حاجه شوفتها لما فوقت دموع التماسيح اللي كانت في عيونها:
-الحمدلله انك فوقت يا حبيبي، كنت خايفة عليك أوي، أنا سمعت صوت حاجه بتترزع في الأرض، فقومت مفزوعة من اللي حصل، بعدها لقيتك كده، سايح في دمك.
ده اللي أنا سمعته، ويمكن انتم لو معايا كنتوا هتسمعوا بردو، بس اللي ماكنش حد هيسمعه غيري هو الكلام اللي قالته جوه نفسها، ده لما قالت:
-الحمدلله، كنت هتودي مدحت في داهية، وكنا هنلبس س و ج، أنا مش عارفه ايه اللي جابك بدري كده يا راجل، مش كنت بتتأخر.
الخاينة كانت بتستنى عشيقها كل ليلة بتأخر فيها عن الشغل، وأنا زي الأهبل كنت بقعد في الشغل مغيب، أنما هي فكانت هنا بتعمل اللي يحلالها، قطع حبل تفكيري حبيبة وهي بتقول:
-ثابت، أنت معايا يا ثابت، مالك مبرق فيا كده ليه؟؟
كسرت نظرة وشي بابتسامة بسيطة وقولت:
-الحمدلله إنك بخير، دي أهم حاجه عندي حبيبتي، أنا هخش أغسل راسي، وهجيب الحرامي ده يعني هجيبة، وبعد ما أجيبوا هقتله، أنا شوفت ملامحه كويس، وتقريبا كده بشبه عليه.
لقيت ملامح وشها اتغيرت، بلعت ريقها وهي بتقول:
-ويطلع مين الحرامي ده!
-مش متأكد لسه، بس هتأكد.. وهقتله.
بدأت تقومني من مكاني، خدت بإيدي، بعدها دخلت الحمام عشان استحمي واطهر الجرح اللي في راسي، واللي ماكنش عميق بالمناسبة، أما حبيبة فكانت متوترة، لدرجة ان المجرمة ماستنتش كتير عشان تحذر حبيبها إني عرفته، دخلت أوضة النوم وكلمته، قالتله على كل اللي حصل، كانت بتعيط على جنازته اللي اتبدرت من العمر سنين، شديت الخنجر من جيبي، دخلت أوضة ابني اتطمن عليه، بوسته بعدها قفلت الباب ورايا، دخلت أوضة النوم بتاعتي، حبيبة كانت واقفة قصاد السرير بتعيط، أول ما شافتني مسحت دموعها، بادرت بالكلام وقولت:
-تعرفي إني هاخد أجازة أسبوع؟.. وده كله عشانكوا صدقيني، عشان ابقى قريب منكوا، ابتسمت ابتسامة مصطنعه، مزيفة.. أما أنا فكنت عارفها أكتر من نفسها، بعدها قربت منها حضنتها، وفي ودنها قولت:
-ده الحضن الأخير، ابقي افتكريني.
وقتها الخنجر كان عارف طريقة، وطعنتها بدل الطعنة عشرين، لغاية ما لقيت دمها اتصفي قصادي، أما أنا قفلت الباب ورايا، نمت على السرير بالدم اللي في ايدي، بمجرد ما حطيت راسي على المخدة نمت نوم عميييق.
صحيت مرة تاني، والمرة دي كانت على مكالمة تليفون.. الغريب في الموضوع هو المتصل، لأنه كان مراتي، حبيبة كانت بتتصل بيا، بصيت على الجثة اللي موجودة على الأرض، لقيتها اختفت، أكن مافيش جريمة حصلت من أصله.
مراتي ماكنتش وقفت رن من ساعتها، فرديت عليها:
-ألو يا ثابت، أنا عارفه إني مشيت على طول من غير ما أقولك، بس ماما تعبت، وأنت قولتلي إنك هتسافر سوهاج أسبوع لأخوك نادر، فقولت أمشي أنا وماضيعش وقت، أبقى طمني عليك يا حبيبي.
مانطقتش ولا كلمة، ده لأني كنت مصدوم، قفلت السكة في وشها، بعدها رميت نفسي على السرير، فضلت باصص للسقف لحظات، بعدها فضلت أفكر في كل اللي حصل، مالقتش غير تفسير واحد منطقي، هو وإن كل اللي حصل ده حلم، بس حلم ازاي، أو أخويا ايه اللي أروحله، لكن اجابة السؤال كانت وصلت بسرعة، ده لما لقيت نادر بيتصل بيا، رديت عليه، لكنه بادر بالكلام بلهجته الصعيدي البسيطة:
-أنا ظبط كل حاجه يا ولد أبوي، لكن المهم من أيتها حاچة إن كل حاجه تيچي عال العال، أنا توكدت بنفسي بالحاچة من رسايل اللي بعتهالي.
-رسايل؟.. رسايل ايه يا نادر؟
لقيته اتعصب عليا وقال:
-لا يا ولد أبوي، كل شيء متسجل، تفتح المحمول بتاعك، ترچعلك ذاكرتك، تجيلي بالخنچر، تمام؟
-تمام.
ماهو ماكنش ينفع أقول غير تمام، لأني فتحت مسدچات الواتساب لقيتني باعتله الخنجر، ومتفق معاه على النسبة بتاعته كمان، اللي هي هتبقى النص بالنص، بس ده ماكنش سبب كافي إني أقول تمام.. تخلصي من الخنجر كان مطلب داخلي مني، من ساعة ما لقيت الخنجر الملعون ده، وأنا حياتي اتقلبت، والحل في إن الخنجر يختفي من حياتي، منها هكسب من الخنجر فلوس، وهنجوا بحياتي.
تاني يوم أخدت أول قطر لسوهاج، بمُجرد ما وصلت لبيت أبويا وأمي، استعدت ذكريات كتير ماكنتش عايز افتكرها، ده بسبب موت أبويا وأمي، من بعدها سيبت البيت ونزلت قعدت في مصر، من ساعتها وزيارتي لأخويا قلت كتير، يمكن معظمها تليفونات، لكن من الواضح إن القدر بيجمعنا مرة تاني، والمرة دي في عمل مشبوه، عمل زي الأعمال اللي كانت سبب إني أسيبه وأنزل مصر، لكن الزمن بيدور بالوحد، وبيخلي الضحية أسد، قاتل متسلسل ماشي على أرض الواقع.
في اللحظة دي لقيت حد ريحة الحشيش بتفوح منه، الشخص ده كان أخويا نادر، زقيته بيد، واليد التانية كانت على الخنجر بتأمن عليه تحسبًا لأي حركة غدر ممكن تيجي من نادر، وده الطبيعي، واللي متعود عليه منه الحقيقة، فأخدت احتياطاتي، نادر بادر بالكلام وقتها لما لقاني باصصله ومبرق:
-ايه يا ولد أبوي، مالك كده أومال، مش باين عليك واصل المحبة.
-من امتى كان في بنا محبة يا نادر، أنت عارف، أنا لو أطول أبلغ عنك كنت بلغت، أنت قاتل متسلسل، بتاخد قرابين للشياطين عشان تفتح مقابر، شايف إن ده العادي؟
-وأنت دلوكيتي (دلوقتي) يا ولد أبوي خابر باللي أحنا هنعملوا؟
حطيت ايدي على كتفه وقولت:
-خابر، و داري، بس المصلحة دي تخلص، وأنت في طريق، وأنا عكسك على طول يا ولد أبوي.
شيلت ايدي من على كتفه، مسحتها في جلابيته، مسك هو شنبه، انما أنا فأتجهت على الأوضة بتاعتي:
-الساعة 10، عند المصرف.
ده كان صوت نادر، بيقولي على معاد مقابلتنا، مارضتش أرد عليه، بالعكس، كملت للأوضة، دخلت ريحت ضهري، فضلت أبص للصور وأستعيد ذكريات عن سنين فاتت، لغاية ما روحت في النوم، صحيت مرة تاني على المنبة، الساعة كانت جات 10، المعاد اللي اتفقت عليه مع نادر، قومت اتحركت على المصرف، مافيش عشر دقايق غير وكنت هناك، واقف قصاد المصرف، نادر كان مُلثم، بيبص يمين وشمال، خايف لا حد يشوفه، لكنه أول ما شافني قال بصوت مكتوم بسبب اللفة اللي لاففها على وشة:
-ايه يا ولد أبوي، اتأخرت واصل.
-فين الراجل اللي هيشتري الخنجر يا نادر؟
لقيته فضل يبص يمين وشمال، بعدها قال:
-على وصول، الخنجر الأول.
-مافيش حاجه هتتسلم غير لما الراجل يجي يا نادر، انا عمري ما كنت بثق فيك، هثق فيك دلوقتي؟
طلع سكينة من جيبة، عينه كانت مليانة شر، قال بنبرة كلها خوف:
-الخنچر يا ولد أبوي.
ظهر وقتها الفرعون الصغير اللي كان دايما بيظهرلي، المرة دي كان ناوي على شر، كان باصص ليا وهو مبتسم غير كل مرة، بعدها سمعت صوت حاجه بتهمس في ودني وبتقولي أقتله، لكنه أخويا، كان صعب أعمل كده في أخويا، لكنه بادر بالقتل، ده لما طعني بالسكينة في بطني، حسيت بألم شديد، جسمي اتسمر مكانة، لكن ايدي كانت لسه بتتحرك، والخنجر اللي في ايدي، بقى في رقبة نادر، كان بيطلع في الروح قصادي، وقع على الأرض نافورة من الدم كانت طالعه منه، أما أنا من الألم اللي كنت حاسس بي أغمى عليا، فوقت مرة تاني وأنا في مكان بي مسلات كتيرة، أكني في معبد معرفش موضعة، ولا حتى اسمه، سمعت وقتها صوت أقدام جايه عليا، الصوت كان جاي من ورايا، لفيت أشوف مين ورايا، لقيت نفس الفرعون اللي كان بيظهرلي، المرة دي ماكنش بيبتسم، كان بيضحك، بيضحك بشكل هيستيري، أكنه شخص مجنون هربان من الخانكة، كان ماسك وقتها الخنجر، بيقرب مني بهدوء شديد، بعدها حط الخنجر في بطني وقال:
-تلك لعدم احترامك قدرات فرعون.
بعدها طعني طعنة تانية كان مميته:
-وتلك للوفاء بكلمات فرعون.
وقعت على الأرض والدم سايح مني، أغمى عليا، صحيت وأنا في المستشفى، كان حواليا دكاترة كتير، من الواضح إني كنت في غرفة العمليات، غمضت عيني من التعب الشديد، فوقت وأنا في أوضة، حواليا ضباط كتير، كنت متهم ب 3 قضايا قتل، مديري، مراتي، وأخويا.. بس أنا ماقتلتهمش، هو اللي قالي.. فرعون.
الطبيب: ثابت بيعاني من هلاوس شديدة، أثرت على خلايا المخ عنده، تصور إنه لقى خنجر لفرعون قديم، وطعن نفسه من 48 ساعة بسكينة مطبخ عادية، لكنها ماكنتش مميته، كان بيقدر يتحرك منها، بعدها دبر كمين للمدير بتاعة وقتله هو وعشيقته، أما مراته فقتلها وهي على سريرها بعد ما تصور إنها بتخونة، بعدها طلع على البلد عشان ينتقم من أخوة والماضي اللي عيشه فيه، وفي الأخر طعن نفسه هو كمان، الطعنة دي كانت مميته، لكن لولا حظة، وإن حد كان معدي جنب المصرف، ماكناش لحقناه.
اندور شريف