قصص

قصه دار مريم

قصه دار مريم
قعد الدكتور قصادي وبدأ يعرفني بنفسه..
-انا الدكتور غريب.. بيقولوا لي غريب، مع إن إسمي محمد غريب، تقريبًا من كتر المحمدات اللي كانوا في دفعتي وبسبب غرابتي وتفكيري برة الصندوق، بقيت من وجهة نظرهم غريب.
ابتسمتله ابتسامة بهتانة..
-اهلًا يا دكتور.. تحب تشرب حاجة؟!
-لا يا فندم.. الف شكر، انا بس جاي لحضرتك بخصوص القضية اللي متهمة فيها الحالة اللي انا مُشرف عليها.
-خير؟.. في حاجة ممكن اساعدك بيها؟!
ضحك ضحكة خفيفة وهو بيقلع نضارته…
-يااه.. حاجات، ممكن حضرتك تحكيلي عن القضية من الأول خالص، يعني.. لو وقتك يسمح، ممكن تحكيلي كل التفاصيل لأن انا النهاردة ناوي الاقي حل للغز كله.
بصيتله باستغراب وسألته..
-لغز!.. لغز ايه دكتور، ما احنا قصاد جريمة كاملة، ضحايا وسلاح جريمة ومتهمة، فين اللغز؟!
-طب ولما هو مافيش لغز، الحالة بتعمل ايه عندي في المستشفى؟!
بدأت احس بضيق من كلامه، فسكتت شوية وبعد كده قولتله..
-الحالة عندك لأنها مجنونة، او زي ما بيدعوا، ملبوسة، بس انا شايف إنها مجنونة مش..
قاطعني بهدوء..
-مش مهم ملبوسة ولا مجنونة دلوقتي، المهم إن العدالة تتحقق واللي قتل يتعاقب على اللي عمله.
-تمام.. اعتقد إننا متفقين في النقطة دي.
-حلو.. وعشان كده انا جيت لحضرتك، وبعد ما اعرف منك كل التفاصيل اللي ماتذكرتش في ملف الحالة، بعدها هقدر اقول لحضرتك احنا هنقدم القاتل للعدالة ازاي.
اتعدلت في قعدتي وبدأت احكيله..
-ماشي.. دلوقتي الموضوع كله بدأ ببلاغ جالنا من دار أيتام، البلاغ كان بيقول إنهم دخلوا على عامل من العمال لقوه مقتول، كان مدبوح في أوضته لما عامل زميله دخل عليه، فبدورنا اول ما جالنا البلاغ اتحركنا على العنوان.. كنت انا وكام فرد تاني، وصلنا للأوضة اللي كانت في الدور الأرضي وشوفنا الجثة، بس قبل ما اكمل، خ

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ليني اقولك إني مع وصولي لهناك ومن وقت ما دخلت، وانا بصراحة كده ماكنتش مرتاح، المكان كان مُقبض ومليان ريحة وحشة، تحس كده إنك دخلت مقابر مش دار الأيتام، بس عشان ماطولش عليك، خلينا نرجع تاني للجثة، الجثة كان صاحبها هو هنداوي شديد.. راجل عنده ٥٥ سنة وشهور، بيشتغل عامل في الدار من فترة كبيرة اوي، مالوش مشاكل مع حد، او ده اللي اتقال في الأول لحد ما بدأت التحقيق المبدئي مع العمال ومع المشرفات اللي موجودين، والحقيقة كلام المشرفات كله كان زي بعضه، معظمهم قالوا إن الراجل طيب وفي حاله، لكنهم زي ما شكروا فيه، فهم برضه قالوا عنه إنه راجل عصبي، بيضايق بسرعة وتملي مزعل مراته، او بمعنى أصح.. طليقته، ولما سألتهم عن طليقته، قالوا إنها شغالة مشرفة معاهم في الدار، اتجوزت هنداوي اللي ماكنش بيخلف مع إنه اكبر منها بيجي عشرين سنة، ولما سألتهم هي رضيت بيه ليه، قالوا لي إنها هي كمان ماكانتش بتخلف وكانت متجوزة واحد قبله وطلقها لما اكتشف إنها عقيمة، ومن بعد جوازها من هنداوي فضلت معاه كام سنة، كانوا عايشين حياتهم كلها في الدار، الصبح بيخدموا الأيتام، وبالليل بيباتوا سوا في أوضة هنداوي، بس لما المشاكل بدأت تكتر ما بينهم، الست اتضايقت وطلبت منه الطلاق، فطلقها، ومن بعد طلاقها وهي بقت بتبات في أوضتها اللي كانت عايشة فيها في الدار قبل ما تتجوز هنداوي، ولحد هنا الكلام كان ماشي عادي جدًا لحد ما طلبت إن انا اشوفها لأنها ماكانتش موجودة، وقتها اتكلمت واحدة من المشرفات وقالت إنها هتطلع تصحيها وتصحي الأيتام عشان هيتحقق معاهم هم كمان، وبعد ما طلعت المشرفة بدقيقتين، سمعنا صوتها بتصرخ من الدور اللي فوق وهي بتقول (سعدية.. يا سعدية.. الحقوني).. طلعنا جري على صوتها، وهنا كانت الصدمة، سعدية كانت مقتولة بكذا طعنة وهي نايمة على سريرها، الملايات والأرض وكل حاجة كانت غرقانة دم، بس اللي لفت نظري انا وبقية الرجالة اللي معايا، هي أثار الدم اللي كانت ماشية من الأوضة لحد البلكونة!.. تتبعنا أثار الدم لحد ما خرجنا للبلكونة اللي اكتشفنا إنها ماتخصش أوضة سعدية طليقة هنداوي وبس، دي كمان تخص كل الأوض اللي في الدور، وفضلنا ماشيين مع اثار الدم لحد ما فجأة وقفت عند حتة معينة، والحتة المعينة دي كانت مدخل بلكون الأوضة اللي بيباتوا فيها الأيتام البنات والمشرفات، وقتها طلبت من المشرفات إن البلكونة دي تتفتح ويتحقق مع كل اللي بيباتوا في الأوضة اللي وراها، وبالفعل بدأت التحقيق المبدئي مع المشرفات في الأول، وده بعد ما بلغت القسم بالجريمة التانية وجم رجالة الأسعاف وشالوا الجثتين وودوهم على المشرحة، وابتدا التحقيق وقت ما كانوا الرجالة بيدوروا على السكينة اللي اتدبح بيها هنداوي واطعنت بيها طليقته سعدية، وكانت اول واحدة اتحقق معاها من اللي بيباتوا في الأوضة، هي مشرفة ابتدت تتكلم وهي باين على ملامحها الخوف..

(ااا.. انا ماليش دعوة يا حضرة الظابط، انا ست في حالي، بربي الأيتام وبهتم بيهم وبس.. انا لا ليا دعوة بهنداوي ولا بسعدية ولا باللي حصل ده كله).. حاولت اهديها وافهمها إنها لحد اللحظة دي مش متهمة بحاجة، وبعد ما بقت أهدى وسألتها عن إنها لو كانت شاكة في حد ولا لأ، قالتلي حاجة غريبة اوي..
(الصراحة يا بيه انا مش شاكة في حد، بس في حاجة مهمة اوي انا لازم احكيها لحضرتك.. احنا من فترة كنا بنعاني من أزمة مراتب، يعني.. كام سرير من السراير كانت المراتب بتاعتهم مُتأكلة، والحقيقة إن انا بلغت الأدارة اكتر من مرة بالموضوع ده، لكنهم في النهاية كانوا بيقولوا إنهم هيجيبوا مراتب للبنات، وده ماكنش بيحصل.. لحد ما في يوم اتبلغنا بأن في مستشفى خاصة، صاحبها اتبرع للدار بكذا مرتبة، ولما المراتب وصلت ونزلت اخدهم من سواق العربية اللي جابهم.. انا والمشرفة زميلتي، قالنا حاجة غريبة اوي.. قالنا إن المراتب دي مش جديدة، دي مراتب قديمة صاحب المستشفى غيرهم بمراتب جديدة، ولما مابقاش عارف يعمل بيهم ايه، فضل راكنهم في المشرحة لحد ما دكتور من اللي شغالين عنده، اقترح عليه إنه يتبرع بيهم، وفعلا اتبرع لنا بيهم.. والحق يتقال يا بيه، انا أول ما سمعت الكلام ده من السواق، خدت المراتب وانا ركبي بتخبط في بعض.. كنت خايفة منها وانا شايلاها وكأني شايلة جثة، وبعد ما طلعنا بيها انا وزميلتي وجت المديرة، قالتلنا إننا ناخد من المراتب دول واللي كان عددهم ٨.. ٣ مراتب بس، وده لأن كان في تلات مراتب من مراتب البنات، مش نافعين من أساسه، وفعلا خدنا التلاتة وحطيناهم على تلات سراير، والخمسة الباقيين نزلناهم المخزن.. وطبعًا كل الكلام اللي قاله السواق، فضل سر ما بيننا ومارضيناش نحكيه، لا قصاد اي مشرفة ولا قصاد اي واحدة من البنات عشان ماحدش منهم يخاف ولا يعترض، وبصراحة.. بصراحة يعني، حكاية إننا نخبي دي ماكانتش من دماغنا، المديرة هي اللي طلبت مننا إننا نخبي عشان مانعملش فوضى في الدار وماحدش يعترض، بس المصيبة إن احنا لما خبينا وافتكرنا إن الحياة هتمشي والموضوع هيعدي، الكلام ده ماحصلش، بالعكس.. واحدة من البنات ابتدت تحصلها حاجات غريبة، البنت بقت تتصرف بغرابة، اوقات كتير كانت بتصحى من النوم وهي بتصرخ بصوت اتخن من صوتها، ولما البنات بدأوا يخافوا منها.. المديرة فسرت لهم اللي بيحصلها بأن مخها تعبان بسبب إنها تملي ساكتة ومابتكلمش حد).. قاطعت المشرفة لحد هنا، وكنت لسه هسألها البنت دي مين واسمها ايه، بس فجأة لقيت عسكري نازلي بفستان عليه بقع دم ومعاه سكينة، بصيتله باستغراب وسألته.. (جيبتوا الحاجات دي منين؟!)… فقالي إنهم لقوها في دولاب البنات، بالتحديد في دولاب بنت اسمها مريم، المشرفة اللي كانت معاه وهو بيفتش قالتله إن ده دولاب مريم، ومع نُطق العسكري لأسم البنت، اتكلمت المشرفة اللي قصادي وقالتلي.. (ده دولاب نفس البنت يا فندم، دولاب مريم!).. بعدها طلبت بأن الفستان والسكينة يتنقلوا للمعمل الجنائي عشان رفع البصمات، وطبعًا طلبت إن انا اقعد مع البنت، كان اسمها مريم.. اتربت في دار هنا من وقت ما اتولدت، اتلاقت في صندوق زبالة وهي لحمة حمرا واتجابت على الدار، عندها ١٧ سنة، كانت قاعدة قدامي وهي ساكتة، سألتها اسئلة كتير عن الجرايم وعن سببها، لكنها ماكانتش بتجاوب، بالعكس.. دي كانت بتبصلي بنظرة كلها ثبات وجبروت، وفضلت كده لحد ما استفزتني وخلتني صرخت فيها، ومع صراخي.. استفزتني اكتر وابتدت تضحك، وفضلت تضحك لحد ما أمرت إنهم يودوها على القسم وكملت التحقيق المبدئي مع المشرفات وزمايل مريم… وابتديت الكلام مع المشرفة التانية اللي قالت نفس كلام المشرفة الاولى عن المراتب وعن التشجنات اللي كانت بتيجي لمريم، وعن إنها بقت بتمشي وهي نايمة من بعد ما المراتب دي جت، وبعد ما خلصت كلام معاها، اتنقلت لبنت تانية إسمها سُهيلة، عندها ١٢ سنة، ودي البنت اللي بتنام جنب مريم، وكان كلامها كالأتي..
(مريم يا عمو بقالها فترة متغيرة، بتعمل حاجات كتير بتخوفني، اوقات.. كنت اصحى من النوم الاقيها صاحية بتعيط بصوت اتخن من صوتها، واوقات كنت الاقيها قايمة بتتمشى في الاوضة بالليل والبنات كلهم نايمين، وبالنهار.. طول النهار، كانت بتفضل قاعدة لوحدها ومابتتكلمش حد، مع إنها كانت دايمًا بتحبني وبتحب تاكل معايا، بس مريم من ساعة ما غيروا لها المرتبة بتاعت السرير بتاعها، وهي بقت بتخوفني)..
خلصت كلام مع سُهيلة والقضية كلها اتنقلت للقسم اللي كملت التحقيق فيه، وطبعًا جه تقرير الطب الشرعي والمعمل الجنائي، بأن البصمات اللي على السكينة وفي مسرح الجريميتن، هم لمريم، وبعد التقارير.. اتنقلت بعد كده القضية للنيابة اللي بدورها، لما لقت البنت بالحالة دي، حولتها للمستشفى عندكوا، وانا بصراحة بقى لو هتسألني عن رأيي الشخصي في اللي حصل، فانا هقولك إن انا مش مصدق الموضوع بتاع إنها اتلبست بسبب المرتبة ده، وحتى لو اتلبست، فهي برضه تعتبر مجنونة ولازم تتعالج.
بعد ما خلصت كلامي، قرب مني الدكتور وقالي..
-طيب.. لو هنفترض إن الكلام اللي اتحكي صح، وإن اللي بيتحكم في مريم هو جن او قرين مؤذي وخلاها تقتل هنداوي في أوضته، وبعد كده تقتل سعدية في أوضتها وتخرج من البلكونة وتروح على العنبر بتاعها، اشمعنى بقى مريم بالذات هي اللي اتلبست، والبنتين التانيين اللي اتغير عندهم المراتب، مافيش ولا واحدة منهم حصلها حاجة.
-صح.. معاك حق يا دكتور، وده ينقلنا لحاجة تانية، مريم اصلًا مجنونة وماكانتش مدركة للي عملته.
ضحك ضحكة بسيطة جواها شوية سخرية..
-مجنونة!.. يا حضرة الظابط مافيش حاجة اسمها فلان مجنون، في حاجة اسمها فلان مريض نفسي ومرضه ده لازم يبقى له أسم وتشخيص وعلاج.
-طب وانت تشخيصك ايه لحالة مريم؟!
قام وقف وعدل نضارته..
-اهو ده اللي جاي لحضرتك عشانه، انا كنت شاكك في حاجة كده، وبعد ما عرفت منك التفاصيل اللي مش مذكورة في ورق القضية، اتأكدت منها وبقيت عارف كويس انا هبدأ منين او هحل القضية ازاي.. ممكن استأذن حضرتك تيجي معايا عشان لازم تحضر جلستي النهاردة مع مريم؟!
سرحت شوية وبعد كده قولتله..
-ماشي.. هاجي معاك، بس هو وجودي هيفرق في ايه، ما النيابة..
قاطعني بسرعة..
-لما حضرتك تيجي معايا هتتأكد إن وجودك مهم اوي لأنك هتسجل اللي هيحصل، وبالتأكيد هتكتبه في محضر رسمي وهيتنقل بعد كده للنيابة، وانا كمان هكتبه في تقريري.
خلص الدكتور كلامه، وبعد كده قومت معاه وروحنا على المستشفى، ومع وصولنا.. دخلنا أوضة الدكتور، بعد كده دخلنا لأوضة مريم احنا الاتنين، قعدت جنب الدكتور وانا ساكت، في حين إن مريم بصت لنا بصة، اقسم بالله رعبتني انا كظابط شرطة.. كانت بصة فاضية من اي حاجة، بصة معاها ابتسامة شفايف جافة وشاحبة بشكل مخيف، قطع ابتسامتها والرعب اللي كنت فيه، صوت الدكتور لما قالها..
-ها.. انت احسن النهاردة؟!
ردت عليه مريم بصوت تخين، ماقدرش اقول إنه صوت راجل او صوت مختلف عن صوتها، هو كان صوتها هي، لكنه اتخن شويتين وكان فيه بحة غريبة ماعرفتش ايه سببها في وقتها..
-اه.. احسن، من وقت ما موتتهم وانا احسن.
ضحك الدكتور وبص لي، فبلعت ريقي وقولتله بخوف..
-انت جايبني هنا عشان توريني إنها ملبوسة ولا ايه؟!
فضلت اثار الضحكة على وش الدكتور وماردش عليا، ده قام وقف وبص لمريم بتحدي وقالها..
-طب انت قتلتهم ليه، المفروض إنك شبح جاي من مشرحة، يعني لا تعرف حد من العمال ولا تعرف اي واحدة من المشرفين.
ردت عليه مريم بنفس الصوت..
-قتلتهم عشان انا عايز اقتلهم، وكنت ناوي اقتل الباقين بس مالحقتش.
بص لي الدكتور من تاني وبعد كده بص لها ورجع سألها..
-طب ما الأولى يا راجل إنك لو عايز تقتل اي حد يعني.. مش كانوا الاقرب هم المشرفين اللي في المكان اللي جنبك، ولا الأيتام حتى!.. اشمعنى هنداوي وطليقته بالذات؟!
ردت عليه مريم..
-كنت هقتل اي حد، اي حد كنت هقتله، ودول بس كانوا..
قاطعها الدكتور بسرعة..
-تمام تمام.. بس ممكن اعرف انت دخلت جوة المرتبة ازاي او انت كنت عايش فين قبل ما تسكنها وبعد كده تسكن جسم مريم؟!
ابتدت مريم تزوم شوية وجسمها يتهز.. ماكانتش بتتكلم والدكتور ماكنش بيتحرك لحد ما قالتله بنفس الصوت..
-هم اللي جابوا المرتبة من المشرحة وانا جواها، والبت مريم دي كانت…
قاطعها الدكتور لما اتكلم بصوت عالي وبغضب…
-والبت مريم دي عرفت بطريقة ما موضوع المراتب.. او ممكن نقول إنها سمعت المشرفات والمديرة وهم بيتكلموا، وابتدت تستعبط بعد كده وتبين للكل إنها اتلبست، وكل ده عشان تقتل هنداوي ومراته.. طب تقتلهم ليه، في الحقيقة انا ماعرفش، بس لما اكتب في تقريري إنها هي المسؤولة عن القتل، فهي ممكن تتعدم.. اه يا مريم هتتعدمي لو ماقولتيش الحقيقة.
اول ما الدكتور قال كده، الشَدة اللي كانت في جسم مريم راحت وابتدت تنهار، بكت كأنها اول مرة تبكي في حياتها.. وقتها سابها الدكتور وجه قعد جنبي وقالي بصوت واطي..
-اسمع بقى احلى اعترافات يا حضرة الظابط.
وابتدت مريم تتكلم بصوتها الطبيعي..
-انا اه قتلتهم.. قتلتهم لأنهم يستاهلوا الموت.
وقتها اتكلمت انا..
-طب احكي يا مريم وقوليلي هم كانوا يستاهلوا الموت ليه، وانا بصفتي ظابط وفاهم في القانون، بوعدك إنك لو حكيتيلي مش هتتعدمي.
بلعت ريقها وابتدت تاخد نفسها بالراحة…
-حكايتهم معايا بدأت من لما هنداوي ابتدى يقرب مني وسعدية كانت بتبقى شايفاه، كان بيلمسني من مناطق حساسة وكانت بحاول اتهرب منه.. ولما سعدية كانت بتشوفنا، كانت بتكتفي بس بإنها تتخانق معاه بصوت واطي، وفي يوم بالليل، ووقت ما كل اللي في الدار كانوا نايمين، ليلتها حسيت بالجوع، فنزلت من غير ما اقول للمشرفات عن طريق الطرقة اللي برة البلكونة، وليلتها قابلني هنداوي وكتم بوقي وضربني بقوة.. حاولت اصرخ بس هو كان.. كان اقوى مني.. كتم بوقي بإيده بكل قوة وسحبني للحمام اللي جنب أوضته، حاوات اقاومه او اصرخ، لكنه قلع الشال بتاعه وربط بوقي بيه ووقعني على الأرض واعتدى عليا.. ووقت ما كان بيعتدي عليا، دخلت مراته علينا.. اتخانقت معاه كعادتها بصوت واطي، وفي النهاية اقنعها إنها ماينفعش تفضحه وألا هيقول للمديرة عن إنها بتدخل برشام مخدر لبعض العمال اللي في الدار، وفي النهاية اتفقوا على إنها تقومني وتحميني وتغيرلي هدومي، وفي النهاية عملت كده وطلعتني أوضتي وحذرتني من إني لو اتكلمت، هتقول إني كنت بسرق الأكل من التلاجة، فسكتت… سكتت لأني ماكنش عندي دليل، ده حتى عذريتي فضلت زي ما هي، وفضلت ساكتة لحد ما هنداوي وسعدية اتطلقوا لسبب ما انا ماعرفوش.. بس رغم سكوتي، إلا إني كنت بغلي، وتقريبا كل ليلة كنت بفكر في الانتقام منهم، لحد ما سمعت المشرفتين والمديرة وهم بيتكلموا عن المراتب المسكونة، فربطت الحكاية دي بفيلم اجنبي كنت شوفته في التلفزيون وقررت اعمل ملبوسة واقتلهم، ايوة قتلتهم.. ليلتها سرقت سكينة من المطبخ، وبنفس الطريقة اللي متعودة انزل بيها، نزلت من الدور وروحت لهنداوي اللي كان بيسيب أوضته مفتوحة، دخلت عليه وانا بضحكله ومخبية السكينة ورا ضهري.. ضحك وقام وقف وقرب مني، فقربت منه ووقفت وراه وحطيت إيدي على صدره من ورا.. وبحركة سريعة دبحته وبعد كده طعنته اكتر من مرة لحد ما مات، وبعد ما عملت كده.. طلعت ودخلت من بلكونة أوضة سعدية وطعنتها وهي نايمة لحد ما ماتت، وبعد ما خلصت، دخلت أوضتي وغيرت هدومي ونمت، وبعد كده خبيت الهدوم اللي فيها الدم في الدولاب ومعاها السكنة، وكانت خطتي إني حتى لو اتقبض عليا، اني اعمل ملبوسة لحد ما اخرج من القضية او اهرب من الدار خالص.. وبس… وانا.. وانا خايفة، خايفة اتعدم.
خلصت كلامها وبعد كده قومت انا والدكتور، الدكتور اللي قالي إنه من البداية كان شاكك إنها لا ملبوسة ولا مريضة نفسية، وده بسبب إن الحركات اللي بتعملها، واللي كانت واضحة بالنسبة له جدا إنها مصطنعة، وفي النهاية كتب تقريره عن البنت والمحكمة حكمت عليها بالسجن في الأحداث لأنها تحت السن ومستحيل تتعدم او حتى تتسجن في سجن عادي إلا لما تعدي السن القانوني، اما انا بقى.. فانا قدمت مذكرة للنيابة وبعد تحريات عملتها، قدرت اوصل لأن الدار دي فعلا فيها بلاوي.. من اختلاس، لسكوت عن مخالفات، لعدم نضافة، لعدم اهتمام بالأيتام، وفي النهاية خالص.. إدارة الدار اتغيرت هي وكل العاملين، ووزارة التضامن جددت الدار وبقت العين عليها اكتر واكتر.. بس تفتكروا في كام دار بنفس النمط وماحدش يسمع عنهم حاجة، في كام دار شبه الدار اللي كانت فيها مريم محتاجة تتفور او يتعملها تفتيش بشكل مستمر، ولا احنا لازم تحصل جناية زي اللي حصلت دي عشان نهتم وناخد بالنا؟.. والسؤال الأهم بقى.. كام مريم ممكن تطلعنا كل يوم من دار زي دي؟!
تمت
قصه دار مريم
قصه دار مريم
قصه دار مريم
قصه دار مريم
محمد_شعبان
قصه دار مريم
قصه دار مريم
قصه دار مريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى