قصص

قصه رعب

شغلي كمسؤولة تسويق في شركة استيراد وتصدير علمني حاجات كتير منها أن واحد زائد واحد يساوي اتنين، مفيش مماطلة، مفيش تسويف، وعلشان كده كنت عملية جدا وأنا بواجه مشكلتي مع كريم.
شاب وسيم، غني، بس مشكلته أنه بيخوفني، بيقول إنه حبني لما شافني بس أنا مش بؤمن بالحب لأني عملية ومش جميلة بالشكل اللي يخليه يتعلق بيا!
أول ما شافني لقيته تنح قدامي، اتنحنح، طلب مني يدخل للمدير علشان عايز شحنة توصله من برا، دخلته وبعد نص ساعة خرج وقعد قدامي وحط رجل على رجل وقالي أخر جملة ممكن اتوقعها في حياتي “عايز أدخل بيتكم”! جملة غريبة علشان يطلب إيدي!
بصيلته ببلاهة، مردتش، ثواني وكرر الجملة، عرفت أني مش بيتهيألي، قولتله “حضرتك مع احترامي ليك، معرفكش”، ابتسم وقام وحط كارت قدامي وقالي “بكرة تعرفيني” وخرج!
مسكت الكارت، “كريم الأدهم” اسم من كلمة واحدة مش عارفة إزاي! أكيد مش هكلمه ولا هقبل الأسلوب ده تاني!
خلصت شغلي الساعة 4 ونزلت لقيت عربية متفيمة راكنة قدام العمارة اللي فيها الشركة، الإزاز نزل، وشه ظهر، قالي بود “تعالي أوصلك”. وقفت متثبتة وبعدها استوعبت الهبل اللي بيعمله ومشيت بسرعة من غير ما أرد عليه، بس هكلم مدير الشركة أحكيله وأكيد هياخد منه موقف ويمسح بكرامته الأرض!
ركبت المترو ونزلت محمد نجيب وروحت البيت وقبل ما أطلع لقيت العربية بتاعته راكنة قدام بيتنا! كده الموضوع اتطور وبقى قلة أدب! فكرت أروح أهزقه بس خوفت تكون صدفة! بس إزاي وانا ركبت مترو وهو بالعربية وقدر يوصلي! التوتر بدأ يضربني، الخوف استحوذ عليا، طلعت جري على السلم وانا في الدور التاني سمعت صوت خطوات ورايا طالعة! بصيت! جسم شاب مش باين ملامحه في الضلمة طالع، شعره منسق، بصلي وهو تحت لقيته هو! عينه فيها لمعة غريبة، إبتسامته لزجة، مستفزة! خوفت أكتر وطلعت الشقة ومن التوتر المفتاح وقع من إيدي وأنا بحاول أفتح!
وطيت بسرعة ومسكت المفتاح وإيدي بتترعش، بصيت ورايا بخوف، الخطوات وقفت، شايفة ضل في ركن السلم تحت، واقف في الضلمة!
فتحت ودخلت وقفلت ورايا وطلعت الموبايل وكلمت مستر أمين صاحب الشركة وحكيت له على الراجل، قالي راجل مين! قولتله اللي كان عايز شحنة من برا! قالي محدش جالنا النهاردة غير اتنين واحد كبير في السن وواحدة ست!
كنت هتعصب عليه بس مسكت نفسي، ده مديري برضه! بس إزاي! قفلت معاه وانا مش مستوعبة، هل ده مقلب منه! الباب خبط! قربت بخوف وسألت بصوت بيترعش “مين”! مفيش رد! بصيت من العين السحرية لقيته هو! كنت هعيط، اتصلت ببابا وصرخت فيه أنه يجي بسرعة وأنا منهارة، ماما عند خالتي كلمتها برضه وقولتلها تيجي، فضلت ورا الباب وهو بيخبط ببرود كل ثواني كأنه بيتحداني!
بصيت تاني من العين السحرية لقيته باصص ومبتسم! اتصلت ببابا قالي إنه دقايق ويوصل، فضلت واقفة ودقات قلبي بتزيد، فكرت أطلب البوليس بس هقولهم إيه! واحد بيخبط!
دقايق والمفتاح بتاع الباب بدأ يدور، حد بيدخل! جريت ومسكت سكني..ة واستعديت، كان بابا!
قولتله بصوت مرتجف: “برا، كان برا”! قرب مني وهو بيبص برا “مين يا بنتي”؟! رديت وانا بعيط “كريم”! ردد الاسم وهو مش فاهم اللي بيحصل “كريم مين”! بصيت برا ملقتش حد، قفلت وحكيلته اللي حصل. هداني وطلب مني أدخل أريح في الأوضة.
حاولت أهدي نفسي، قعدت على السرير بحاول أفهم هو مين وعايز إيه، حسيت أن في حاجة في إيدي، بصيت لقيت الكارت بتاعه! إيه اللي جابه في إيدي! الكارت شكله شيك، مكتوب بالعربي في ناحية وإنجليزي في ناحية تانية، ومتغلف بسلوفان، طلعت موبايلي واتصلت بالرقم، رن مرتين وسمعت صوته، أجش، عميق، “كنت مستني اتصالك”.
صرخت فيه “عايز إيه”؟! رد ببرود شوية “أدخل بيتكم”! رديت بعصبية وزعيق “وأنا مش موافقة”. سكت ثواني وافتكرته قفل وبعدها رد: “وانا مش مستعجل”!
قفلت السكة في وشه وقعدت مصدومة، سمعت ماما جت برا وبتكلم بابا وبيحكيلها.
لسه هطلع ليهم سمعت صوت تخبط على الشباك، قربت بخوف لقيت في وش مرسوم على الازاز بقلم روج! وشه! وش كريم!
صرخت وبابا وماما دخلوا، شاورت على الإزاز بابا قرب منه وقالي ماله! بصيت لقيت الرسمة اختفت!
كنت هنهار. قربت من ماما وحضنتها وانا بعيط وقولتها “انا خايفة” طبطت عليا وهي بتبص لبابا وطلبت مني أقوم اتوضى وأصلي واهدى، خرجوا وأنا قعدت، هو عايز مني إيه! واشمعنى أنا!
فكرت أكلم صاحب الشركة تاني بس مش عارفة أقوله إيه، المشكلة أني بقالي شهرين في الشركة وعملت شغل حلو وفلوس كتير وخايفة أخسر كل ده بسبب اللي بيحصل!
فتحت الموبايل وقولت اشغل نفسي بأي حاجة، لقيت رسالة من رقم مجهول وصلت مكتوب فيها “عايز ادخل بيتكم”! مسحتها وانا بترعش، كريم عايز يوصلني لمرحلة الجنون، خرجت وقعدت في الصالة وماما في المطبخ بتجهز الأكل وبابا في اوضته، لسه بمسك الريموت وبتفتح التلفزيون لقيت الشاشة السودا عليها انعكاس وش كريم!
حسيت أني اتجننت خلاص! حطيت إيدي على بقي وأنا بكتم صرختي، الوش بيتحرك كأنه جوا الشاشة الضلمة، بقه بيتحرك، كلمات بتتكتب “دخليني”! ضغطت الريموت وفتحت التلفزيون ونوره محى الوش. بدأت اهدى شوية. الموبايل بيرن، مسكته بخوف لقيت اللي بيتصل هيثم اللي معايا في الشركة، صوته واطي ومتوتر، قالي بخوف شوية “كريم مات”!
الكلمة ضربت عقلي وكنت هدوخ. “كريم مين” سألته بخوف. رد: “الراجل اللي جه من فترة وقابلني وطلب مني استورد له جهاز الإنعاش الغالي أبو نص مليون”. كملت جملته: “اللي بدلناه بجهاز مضروب واخدنا الفرق”؟ رد بصوت بيرتجف: “أه”.
سيبت التليفون من إيدي مصدومة وسامعة صوته من بعيد جاي “أنتي معايا؟ ألو.. ألو”؟
كده فهمت! كريم بينتقم مني! عايز يدخل بيتي ينتقم مش علشان يتجوزني! عايزني أسمح له بالدخول علشان يخلص تاره!
التلفزيون فصل فجأة، الشاشة بقت سودا، حدود وشه باينة والكلمة واضحة “دخليني”، طب هو عايزيني أدخله ليه؟!
سمعت صوت خبطات على الباب تاني، جريت على ماما وقولتله وعيني كلها جنون: “سمعاه؟ بيخبط”!
ماما قربت من الباب وفتحت وانا وراها، مفيش حد! قفلت تاني وأنا دخلت أوضتي جري، لازم اتخلص من الذهب اللي جبته بفلوس جهاز كريم، لازم اشيل أي حاجة توديني في داهية، رفعت المرتبة وطلعت صندوق ذهب مخبياه وفتحته وطلعت منه نصيبي من العملية، حسيت بحركة ورايا، الباب بيتقفل!
اتقفل جامد، والمفتاح دار! اتحبست في الأوضة! كريم دخل!
شيفاه واقف قدامي بيبص ليا بحسرة ووجع، رفعت إيدي أدافع عن نفسي “مقصدش، مكنتش اعرف أنك هتموت”! قرب ليا بخطوات ثابتة، بدأت أنهار وأقع على الارض وأنا بصرخ فيه “مكنتش أقصد، مكنتش أعرف.
شكله بدأ يتغير، جلده بدأ يقع ويتحول لتراب! عينه بدأت تبقى معضمة، مسخ بيقرب مني، سمعت صوته عميق ومخيف: “لازم تاخدي جزائك”. بدأت أعيط أكتر وانا بزحف لورا من الخوف. كمل: “كان ممكن أعاقبك من الأول بس كان لازم أعذبك زي ما اتعذبت”. عياطي زاد، رفعت إيدي أكتر وبدأت اخبط بضهري في الحيطة ورايا كأني بتحامى فيها. وصل لحد قدامي ووشه بقى عظم ومتحلل “الدهب اللي موتني بسببه هيكون سبب موتك”.
بصيت على الصندوق لقيت الدهب بيرفع زي ما يكون بيشيله، بيقرب مني، السلسلة حوالين رقبني، الخاتم دخل صباعي، الغويشة دخلت إيدي، الحلق دخل ودني بقوة خلتني أصرخ من الوجع وسط العياط، حسيت بالدهب بيضغط على جسمي، السلسلة بتخنقني جامد، إيدي بقت نار مكان الغويشة، ودني بتجيب دم، الخاتم بيدهس عضم صباعي، صريخي بقى عالي، والرؤية بقت منغوشة من قلة الاكسوجين، وأخر حاجة شوفتها كانت وشه المتحلل وهو بيتسم وبعدها بيلف ويخرج من ازاز الشباك وكلمة بتتشكل بالروج “جزاء الطمع”!
تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى