قصه سحر التفريق كامله بحق مارق ملك الجن السفلي توكلوا يا خدام علي صاحب هذا الجسد.. ازرعوا في قلبه الكره والشر
يفارقه الاحباب وتنقطع صلة الارحام.. الان توكلوا في التو واللحظة)
فضل الدجال يكرر في نفس الكلام كذا مرة وبعدين بصلهم وقال
_ أطمنوا انا سلطت عليه كل الخدام.. هيكره عياله ومش هيحب غيرها واللي هتطلبه منه مجاب.. ولما يحصل المراد متنسونيش
…
اللي فات ده مش البداية.. اللي فات ده جزء من الحكاية
سحر التفريق
الجزء الاول
هبدأ كلامي وهقولكم أنا مين.. أنا حمزة سلام عبد الوهاب.. سني دلوقتي 25 سنة.. عايش مع أمي في القاهرة.. أنا صاحب مطعم مشويات فخم في القاهرة
والحمد لله عايش كويس.. حالتي الاجتماعية خاطب وعلي وش جواز
…
القصة بتبدأ من 30 سنة.. اه بالظبط قبل ما أنا أتولد من الاساس.. بدأت في الصعيد وتحديدا في أسيوط
مع عيلة أسمها عيلة السكري.. عيلتي أيوة أنا حفيد عيلة السكري وانا اللي فاضل من العيلة يعتبر مع كام واحد من العيلة سنهم كبر ومش فاكرين حتي هما مين!
عيلة السكري في الوقت ده كانت من أغني عائلات الصعيد.. عندهم ثروة تشتري بلد بحالها ده غير الاراضي
والعقارات
جدي السكري كان هو أكبر واحد في العيلة كان العمدة بتاع البلد أيامها.. الكل بيعمله حساب مش خوف منه لا أحترام ليه.. كان دايما بيحكم بالعدل بين الناس ومحبوب
وكان عنده 4 عيال… مصطفى وكامل وصفية وحنان
حنان دي أمي.. أطيب أنسانة في الدنيا كلها
طيب يعني معني كده.. أن جدي ده يبقي والد أمي مش أبويا.. وأكيد بتسأل فين عيلة أبويا؟
…
هجاوبك جواب هيصدمك شوية.. عيلة ابويا اتقتلت كلها.. اه زي ما سمعت كده.. ادبحوا واحد واحد
مين اللي قتلهم وليه؟ ركز في اللي جاي عشان تفهم الحكاية
..
في الوقت اللي بحكيلكم فيه ده.. أنا قاعد قدام أمي وهي علي فراش الموت.. وادتني جواب وبعد ما قريته هحكيلكم الحكاية
الموضوع بدأ لما أتصاب جدي السكري بجلطة في المخ وساعتها بدأ الجحود يظهر في العيلة.. والكل بقا سيرته الميراث.. هو لو مات هيقسمه بشرع ربنا ولا لا
خالي مصطفى كان هو أقرب واحد لجدي من ناحية الشغل والمحبة.. وكان هو اللي بيدير أموال جدي، عشان كده الكلام كتر في حتة أن جدي اكيد مميز خالي مصطفى عن الباقيين وكاتبله حاجة زيادة.. محدش كان بيفكر في جدي اللي مرمي في المستشفى بين الحياة والموت غير أمي حنان كانت دايما جمبه في المستشفى ومكنش هاممها الميراث ولا اي حاجة من الكلام ده
…
لكن الأقدار خالفت كل الظنون.. وجدي فاق من الجلطة دي واسترد عافيته والحمد لله.. لكن المشكلة انه عرف حقيقة اللي حواليه.. عرف انه العيلة كلها باستثناء أمي كانوا بيتكلموا في موضوع الورث وهو لسه حي يرزق
الموضوع ده اثر في نفسية جدي فعلاً وخلاه كاره التعامل معاهم والقعدة معاهم
ودايما كان قاعد لوحده ورافض أنه يكلم حد
وفي يوم الكل صحي علي صراخ جدي السكري محدش كان عارف في اي؟
جريوا علي أوضته وحاولوا يفتحوها مرة واتنين لحد ما اتفتحت.. جدي كان علي السرير وبياخد نفسه بالعافية
وبمجرد ما شافهم اخد نفسه بصعوبة وأتكلم وقال
_ أي اللي جابكم هنا.. أنا مش قولت أني مش عايز أشوف حد فيكم؟ أنتوا اي مش بتفهموا.. أطلعوا بره.. بره
أستني أنتي يا حنان.. والكل يطلع بره
..
الكل لاحظ معاملة جدي السكري لأمي.. وانها مميزة عن غيرها وعشان كده أمي بدأت تتكره والقرب منها يكون بخباثة عشان يعرفوا جدي قالها اي
لكن اللي قالوا جدي لأمي.. كان كابوس.. كابوس مفزع خلي جدي مرعوب وخايف.. والكابوس ده كان عبارة عن أرض متغطية بالدم.. الارض دي كانت ارض البيت وجثث العيلة كلها مرمية علي الارض وعلي بعد خطوات تعبان دهبي اللون.. واقف وبيترقب في حد لسه عايش
المنظر كان صعب.. خلي جدي يقوم مفزوع من نومه ويصرخ بالشكل ده
وطلب جدي من أمي انها متحكيش الكابوس ده لأي حد وفضل يفكر مين المقصود بالتعبان اللي شافه في الكابوس؟
..
في الوقت ده كانت أمي في اخر سنة في الثانوية العامة وجابت مجموع كويس ورغم كده هي اختارت تدخل كلية تربية قسم تاريخ عشان كانت عاوزة تكون مدرسة بالرغم من أن مجموعها فى الوقت ده كان جايب اعلي من كده.. ووافق جدي على طلب أمي بالرغم ان تنسيقها مجاش في اسيوط زي ما كان متوقع.. جيه في القاهرة ورغم اعتراض اخواتها علي سافرها القاهرة لوحدها لكنها ركبت دماغها وصممت على ده بمساعدة جدي اللي كان داعم لأمي في الخطوة دي
وفعلا سافرت أمي القاهرة وقعدت في شقة هناك ملك لجدي السكري.. عشان تبدأ دراستها في جامعة القاهرة كلية التربية قسم التاريخ
..
وفي يوم نزل جدي الشغل علي غير عادته.. اه نسيت اقولكم ان جدي كان بيمتلك محل عطارة كبير وليه فروع في كل محافظات مصر.. لما نزل الشغل وقابل المحاسب أكتشف ان خالي مصطفى ساحب فلوس كتير جداً الفترة اللي فاتت بدون علم جدي.. وده اللي خلي جدي هيتجنن وحس ان أبنه بيسرقه بالرغم انه مش مخليهم محتاجين حاجة
رجع جدي البيت وهو الغضب متحكم فيه لكن اكتشف ان خالي مصطفى مغير عربيته وجايب عربية موديل السنة.. وده اللي خلاه ينفجر في خالي مصطفى لا ومش كده وبس.. ده طرد خالي مصطفى من البيت
محدش كان متخيل ان الامور هتوصل لكده
…
وفي القاهرة كانت أمي متعرفش حاجة عن الكلام ده كانت مركزة في دراستها وعاوزة تحقق كريرها.. وفي الوقت ده ظهر أبويا في الصورة.. أبويا المهندس سلام كان بيدرس الهندسة في الجامعة.. شاف أمي وهي رايحة الكلية اعجب بيها من أول نظرة وحبها
بس لما عرف انها من الصعيد اتردد يكلمها.. وخاف من رد فعلها خصوصا ان العادات والتقاليد تختلف هنا عن هناك
لكنه اخد القرار وقرر يكلمها ويقولها انه عايز يدخل البيت من بابه.. أمي لما سمعت كلامه بان عليها الكسوف والخجل
وعشان هو مهندس ومستقبله مضمون.. وافقت أمي ومش عشان كده وبس لا
أبويا سلام كان شاب وسيم طول بعرض واي بنت تتمناه
..
أمي ادت لسلام عنوان البيت في اسيوط.. وقالتله
_ لو أنت قد كلامك فعلاً.. يبقي هستناك الجمعة الجاية في بيت ابويا تاجي تطلبني منه
وفعلا رجعت أمي حنان البلد.. ورغم اللي عرفته عن اخوها مصطفى وان جدي طرده.. لكن ده مفرقش معاها وقالت لجدي علي الشاب اللي عايز يتقدملها
وفعلا علي يوم الجمعة كان سلام واهله في بيت جدي عشان يطلبوا أمي حنان.. بصراحة امي مرتحتش أبداً لحماتها وشافت في عينيها نظرة الحسد والطمع لكن في النهاية هي هتتجوز ابنها.. مش هتتجوزها هي
وطلب جدي فرصة للتفكير في الموضوع
ومشي سلام واهله
وفي اليوم ده شافت أمي كابوس صعب.. شافت نفس ارض البيت اللي حكالها عنها جدي وغرقانة دم بس المرة دي شافت جدي قاعد علي كرسي وواحد واقف وراه وبيدبحه.. والدم مغرق الارض وفجأة… يتبع الجزء التاني
…
سحر التفريق
الجزء الثاني
الراجل اللي دبح جدي دي.. رفع راسه وبس لأمي كان عبارة عن مسخ وشي متقطع وغرقان دم عينين سودا زي عينين الافاعي.. وبيخرج منه صوت مبحوح هو مكنش مفهوم كان أشبه بالصراخ
وقرب المسخ ناحية أمي وهو بيتأملها.. صرخت أمي وفي اللحظة دي صحيت أمي علي ايد اختها صفية وهي بتقولها
_ مالك يا حنان؟.. بتصرخي ليه؟
_ كابوس.. كابوس صعب يا صفية
_ طيب استعيذي بالله من الشيطان الرجيم.. وقومي صلي ركعتين مفيش حاجه ان شاء الله
_ وفعلا أمي قامت ودخلت الحمام اتوضت وصلت ركعتين واستغفرت.. لكنها سرحت وسألت نفسها سؤال
هو ممكن اتنين يشوفوا كوابيس متشابهة ولا لا؟
فكرت أمي انها تحكي لجدي الكابوس.. بس خافت عليه من اللي ممكن يسمعه
اصلها هتقوله أي؟!
هتقوله حلمت بيك وانت بتتقتل.. هو ده اسمه كلام؟
…
قررت أمي انها هتسكت ومش هتتكلم عن الكابوس ده مع حد تاني
كان فاضل 3 ساعات والصبح يطلع.. أمي فضلت صاحية مش جيلها نوم.. ولما النهار طلع جدي طلب منها انها تروحله
وفعلا رحتله الاوضه.. وقالتله
_ صباح الخير يا بابا
_ صباح الورد يا حنان.. اخبارك النهاردة يا عروسة؟
_ الحمدلله يا بابا بخير
_ ها مقولتليش رأيك يعني في الشاب اللي اسمه سلام ده؟
_ والله يا بابا انا معرفهوش.. هو جالي وطلب انه يتقدملي
_ منا فاهم يا حنان.. يعني مرتحاله ولا لا؟
_ هو شاب كويس وليه مستقبل
_ يعني موافقة؟
_ اللي تشوفه يا بابا
_ خلاص علي بركة الله
..
خرجت أمي من أوضة جدي وهي مبسوطة جداً وتناست الكابوس تماماً.. واتصل جدي السكري بأبويا سلام علي التليفون الارضي ما اهو ايامها مكنش فيه تليفونات زي دلوقتي
المهم ان ابويا سلام رد علي جدي وقال
_ اهلا يا حج.. اي الاخبار؟
_ الحمدلله يبني بخير والله.. ياريت تشرفونا بكرة انت والوالد والوالدة عشان نقري الفاتحة
_ بجد يا عمي حضرتك موافق
_اه يبني.. وان شاء الله ربنا يتمملكوا علي خير
…
وفعلا تاني يوم كان أبويا سلام وعيلته عند جدي في البيت وقروا الفاتحة.. ولتاني مرة امي مترتحش لحماتها واللي كان اسمها فوزية بالمناسبة كانت ست مش ساهلة من نظراتها اللي بتتفحص البيت كله وكلامها اللي بدأتوا وقالت
_ شوف يا أستاذ.. أنت عارف ان أبني مهندس قد الدنيا يعني بنتكم هتعيش معاه في مستوي كويس بس عشان نكون علي مية بيضة كده بنتك هتعيش في العمارة مع العيلة كلها
ليها شقتها المنفصلة.. لكن احنا موجودين حواليها
_ أنا عن نفسي معنديش مشاكل يا ست فوزية بس ناخد رأي العروسة هي برضو اللي هتعيش عندكم
وفي اللحظة دي بص جدي لأمي وسألها
_ أي رأيك يا عروسة.. موافقة علي كلام الست فوزية؟
_ اللي تشوفه يا بابا.. أنت صاحب الكلمة في النهاية
_لا يبنتي كلمة اي… أنتي صاحبة الرأي في الموضوع ده أنتي اللي هتتجوزيه مش أنا
ردت أمي بخجل وقالت
_ خلاص يا بابا.. أنا موافقة
…
ومع موافقة أمي.. البيت أتملي فرحة وزغاريط وأمي حنان وأبويا سلام اتخطبوا بشكل رسمي
ومن هنا والحياة بدأت تاخد جانب تاني خصوصا مع حماة ماما جدتي فوزية.. الست اللي أمي مش مرتحالها والحقيقة معتقدش ان في واحدة في الدنيا بالسوء ده
الست فوزية قالت لأبنها
_ أيوة كده أخيرا فرحت قلبي.. ووقعت واقف شايف العز اللي عايشين فيه.. العز ده كله لازم يكون من نصيبك
_ يا ماما أنا بحب حنان.. مش فلوسها
_ أمممم.. يا خبيتك يا فوزية في أبنك وانا اللي قولت أنك فاهم أنا عاوزة منك اي.. أنسي حاجة اسمها حب ده كلام فارغ ركز في مستقبلك يا غبي
_ يعني اي يا ماما.. أنا مش فاهم؟
_ يعني حاول تستفيد من الجوازة دي أكبر استفادة حاول تكوش علي العز اللي عايشة فيه خطيبتك ده
_ وده هيحصل ازاي؟.. اي الراجل هيكتبلي انا كل حاجه وهيسيب عياله
_ لا مش هيكتبلك أنت يا أخرة صبري.. لكن ممكن يكتب لبنته كل حاجة وانت هنا المستفيد
_ وده هيحصل ازاي برضو؟ اظن ان عمي راجل فاهم ومش هيظلم حد من عياله علي حساب حد
_ لا ما هي متجيش كده.. سيبلي أنا الموضوع ده وانا هتصرف
…
ونرجع تاني لبيت جدي السكري.. وتحديدا مع خالي مصطفى اللي دخل البيت وجري علي ابوه باس ايديه ورجليه وقاله
_ سامحني يا حج.. سامحني غلطة والله ما هتتكرر تاني
_ أنت عارف أنت عملت أي يا مصطفى.. أنت خنت الامانة يبني.. خنت ثقتي فيك
_ أنا عارف يا أبويا اني غلطت بس انا طالب منك تسامحني.. أنا مليش غيركم في الدنيا
_ أنا هسمحلك ترجع البيت.. لكن مش هقدر أديك الامان تاني.. أكيد انت عرفت أني لغيت جميع التوكيلات اللي عملهالك.. هتعيش هنا في البيت زي أخواتك وهتنزل تشتغل في المحل زي أخوك
_ حاضر.. اللي تشوفه يا حج
…
جدي كان طيب جداً.. ووافق ان خالي مصطفي يرجع البيت بالرغم من اللي عمله.. لكن أمي مكنتش مرتاحة لرجوع خالي مصطفى وكانت حاسة أن فيه حاجة غلط
وسألت نفسها سؤال
هو ممكن مصطفى يأذي بابا؟
أمي سألت نفسها السؤال ده.. عشان خالى مصطفى عمره ما تقبل اهانة وكان رده الضعف دايما كان بياخد حقه ولكن بخبث.. وقالت ربنا يستر من اللي جاي
…
وفي دنيا تانية خالص بعيد عن بيت جدي السكري.. راحت الست فوزية لدجال اسمه ممدوح وكانت ناوية علي الشر لعيلة السكري
دخلت البيت وقعدت مع الدجال وقالتله
_ السلام عليكم يا مولانا
_ وعليكم السلام يا فوزية يا بنت حمدية… اي مرادك؟
_ ابني خطب واحدة من عيلة كبيرة معاهم فلوس بالملايين وانا عاوزة ابوها يكتبلها هي كل حاجة.. عاوزة ابني يستفاد منها
_ طلبك بسيط.. وسهل بس انا عاوز منك صورة ليها واسمها واسم أمها.. واعتبري كل حاجة مجابة
…
وفعلا غابت ساعة.. ورجعت بالي طلبوا منها الدجال وكان معاها المرة دي أبويا سلام واللي كان متفاجئ باللي أمه بتعمله
مسك الدجال الحاجة وبدأ يعمل طقوس ليها علاقة بالعمل ده وبعدها أتكلم وقال
( بحق مارق ملك الجن السفلي توكلوا يا خدام علي صاحب هذا الجسد.. ازرعوا في قلبه الكره والشر
يفارقه الاحباب وتنقطع صلة الارحام.. الان توكلوا في التو واللحظة)
فضل الدجال يكرر في نفس الكلام كذا مرة وبعدين بصلهم وقال
_ أطمنوا انا سلطت عليه كل الخدام.. هيكره عياله ومش هيحب غيرها واللي هتطلبه منه مجاب.. ولما يحصل المراد متنسونيش
بس عاوز اقولكم حاجة مهمة.. العمل ده بيبطل مفعوله بعد 6 شهور.. قبل ال6 شهور دول الراجل ده يموت فاهمين
…
خرج أبويا وأمه فوزية من عند الدجال ممدوح.. ورجعوا بيتهم من تاني.. ابويا مكنش قادر يتكلم رغم تشجيعها ليه وانه يكمل عشان العز ده يكون من نصيبه
…
في اليوم ده صحي جدي السكري من النوم علي صوت بيهمس في ودنه بكلام مش مفهوم.. قام كده واتعدل علي السرير عشان يركز في الصوت
سمع كلام اشبه بالطلاسم والتعاويذ.. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ولسه هيقوم لقي باب الاوضة بيتفتح ومكنش مصدق نفسه من الصدمة.. لانه شاف..
يتبع الجزء الثالث والاخير
…
سحر التفريق
الجزء الثالث والاخير
شاف جدتي الله يرحمها واقفة قدام الباب.. ملامحها مكنتش واضحة اوي.. لكن هو عرفها من لبسها.. كانت دايما مميزة بعباية جميلة جداً.. وكانت لبساها يوم ما توفت
جدي من الصدمة كان واقف متخشب مش عارف يتكلم ولا ينادي علي حد.. دخلت جدتي او اللي المفروض انها جدتي
وبدأت ملامحها تظهر.. هي جدتي بس ملامحها صغيرة.. كأنها رجعت شباب 20 سنة
جدي كان لسه متخشب مكانه وهو شايفها بتقرب منه مكنش عارف يعمل أي؟
…
قربت منه لحد ما بقت في وشه.. ومسكت ايده وقبل ما يقرب منها.. عينيها اتقلبت للون الأبيض.. صرخت بصوت شيطان ووشها الجميل بقي عبارة عن هيكل عظمي عليه طبقة من الجلد
وطلع منها صوت تخين جداً وقالتله
_ نهايتك علي ايدي.. نهايتك علي ايدي
صرخ جدي صرخة هزت البيت كله.. وفي لحظة الاوضة اتملت من أهل البيت.. الكل كان بيسأل جدي بيصرخ ليه؟
لكنه كان ساكت مش بيتكلم.. هيقول اي.. هو أصلا مش عارف هو كان بيحلم ولا شافها حقيقي!
جدي من الصداع مكنش عارف يتكلم ولا يرد عليهم وقالهم
_ أنا شوفت كابوس صعب شويه.. أنا هخرج عاوز أتمشي شويه في البلد
…
الكل بدأ يبص لبعضه.. خرجت أمي حنان ورا جدي عشان تعرف ماله.. لكن جدي كان لبس الجلبية وخرج من البيت.. ومحدش عارف هو رايح يتمشي فعلاً ولا اي اللي في دماغه؟!
وفعلا جدي مكنش في دماغه أبداً التمشية.. جدي خرج وراح للحج عبد المقصود.. وقبل ما تقولوا مين ده؟
ده الراجل البركة وشيخ البلد.. كان بيفسر الاحلام والرؤي
وكان تقي ومحترم جداً
طول الطريق جدي كان بيكلم نفسه خايف وقلقان ما اهو اللي بيشوفه في الفترة الاخيرة دي غريب!
…
_ السكري جاي يزورني في بيتي يا مرحب يا مرحب.. اتفضل يا باشا
_ أزيك يا مولانا اخبارك اي؟
_ مش كويس.. مش كويس خالص يا مولانا
_ اي اللي حصل بس أحكيلي
_ هحكيلك ويارب يكون عندك التفسير
وبدأ جدي يحكي كل حاجة حصلت معاه للشيخ عبد المقصود من بداية اول كابوس لحد ظهور جدتي
الشيخ عبد المقصود كان بيسمع باهتمام وكان كل شوية يبص لجدي ويبرق.. وبعدها أتكلم وقال
_ شوف يا حج لازم تعرف انك مأذي.. يعني في حد بيحاول يأذيك.. لكن ظهور مراتك وهي صغيرة ده ملهوش غير معني واحد بس
_ معني اي؟ أتكلم يا شيخ أتكلم ابوس ايدك؟
_ الاعمار بيدي الله يا حج.. محدش عارف مين هيموت قبل مين
_ قصدك اي؟ قصدك اني هموت.. هموت يا مولانا
_ منا قولتلك الاعمار بيدي الله يا حج.. ادعي ربنا ان. ده ميطلعش بجد وتكون مجرد هلاوس
..
جدي قام ومشي من عند الشيخ عبد المقصود وهو زعلان ومهموم وكأن لسان حاله.. ياريتني ما روحتله
طول الطريق عمال يكلم نفسه ويقول
يعني اي.. يعني خلاص انا هموت طيب هو انا جاهز اني اقابله.. عملت اللي عليا؟… لا انا لسه مش جاهز طيب وعيالي هيعملوا اي من بعدي؟
هياكلوا بعض ولا هيكونوا مع بعض كتف في كتف
يارب دبرلي أمري.. وأسترها معايا يارب
…
رجع جدي البيت والدموع هتنزل من عينيه.. دخل أوضته من غير ولا كلمة.. وكالعادة أمي اتحركت ودخلت وراه وسألته
_ أنت كنت فين يا بابا… وراجع مهموم ليه؟
_ مفيش حاجة يبنتي أنا كويس
_ لا يا بابا انا عرفاك كويس لما بتكون مدايق.. قولي بس مين مدايقك
قرب جدي من أمي واترمي في حضنها وعيط زي الطفل الصغير انهار وهو بيقولها
_ أنا مش عايز أسيبكم يا حنان.. مش عايز أسيبكم يا بنتي
_ أهدي بس يا بابا.. هو في أي بالظبط واي الكلام ده
_ أنا حلمت حلم صعب وروحت للشيخ عبد المقصود عشان يفسره.. قلي تفسيره أني هموت قريب
_ بعد الشر عليك.. ربنا يديك طولت العمر.. لا يعلم الغيب إلا الله.. وبعدين ده مجرد تفسير ممكن يطلع صح وممكن يكون غلط
_ بس انا مش عايز أسيبكم دلوقتي.. ادعيلي يا حنان
…
أمي مقدرتش تقاوم دموعها هي كمان وانهارت في العياط لمجرد أنها تخيلت بس ان ممكن جدي يموت قريب
لكن قطع عياطها جدي لما قال
_ حنان انا عايز اتمم جوازتك في اقرب وقت
_ مش وقته يا بابا
_ لا وقته.. أسمعي كلامي خليني افرح بيكي قبل ما..
_ متكملش أنت هتعيش وهتشوف عيالي وعيال عيالي كمان.. أنا مليش غيرك في الدنيا يا بابا
_ بس أسمعي كلامي.. لازم نتمم الجوازة في أقرب وقت
_ اللي تشوفه يا بابا.. أنا هعملك اللي انت عاوزه
…
جدي أتصل بأبويا سلام وكان مكالمة مفاجأة في توقيتها والكلام اللي أتقال وقتها من جدي
_ ألو أيوة يا سلام يبني.. أي أخبارك؟
_ الحمدلله يا عمي.. أنا بخير.. اخبار حضرتك اي؟
_ الحمدلله يبني.. أسمع مني الكلمتين دول
أنا يبني مش هعيش لحنان كتير أنا عايز افرح بيها قبل ما أواجه وجه كريم
_ ربنا يديك الصحه وطولت العمر يا عمي
_ اسمع يا سلام.. أي رايك نخلي الفرح الاسبوع الجاي علي يوم الخميس
_ أي!!.. بس انا لسه مش جاهز
_ ملكش دعوة شوف ناقصك اي وأنا هخلص اللي ناقصك ونعمل الفرح.. عايز افرح بحنان
أبويا طبعاً مكنش مصدق العرض ده بس كان لازم يعيش الدور عشان محدش يقول طمعان فيه ولا ما صدق ورد علي جدي وقال
_ أنا تحت امرك يا عمي.. الخميس الجاي ان شاء الله
_ بشكرك يبني.. ريحت قلبي
…
محدش في العيلة كان قادر يفهم قرار جدي.. لكن ده قراره في النهاية
وفعلا علي يوم الخميس كان الفرح معمول.. كان من أكبر الافراح اللي اتعملت في البلد
الكل بيرقص وفرحان.. وجدي حس أنه أرتاح.. أصل أمي كانت أغلي واحدة في عياله كان دايما لما ياجي يتكلم عليها يقول الغالية
وخلص الفرح وابويا سلام اخد امي حنان علي بيت العيلة بتاعه عشان تبدأ مرحلة جديدة في حياة أمي اسمها مرحلة المعاناة حرفيا
من أول يوم لأمي في البيت كانت حماتها هي المسيطرة علي دماغ وتفكير أبنها.. أي حاجة متعجبهاش هي اللى تغيرها
كانت متحكمة في أبنها تحكم كامل.. لحد ما أبويا طلب من أمي أغرب طلب لما قالها
_ بقولك اي يا حبيبتي.. أنا عاوزك تطلبي من أبوكي أنه يكتبلك نصيبك في الورث من دلوقتي محدش ضامن عمره ولو مات قبل ما يعمل كده.. أخواتك هياكلوكي صدقيني
_ اي اللي انت بتقوله ده يا سلام.. أنت عاوزني اطلب من بابا الطلب ده أزاي؟.. هرفع عيني في عينه أزاي وانا بقوله كده
_ اه هنبدأ بقا في كلام الشعارات.. بصي يا حنان انتي شوفتي اللي عمله اخوكي مصطفي من ورا ضهره وسمعتي بالمبلغ اللي قلبه من أبوكي وبصراحة كده انا مش هستني أبوكي يموت.. ومتاخديش حاجه
_ بعد الشر عليه.. متقولش كده تاني علي بابا، وسبني افكر في الكلام ده وهشوف هعمل اي
…
كلام ابويا خوف أمي وبدأت فعلاً تفكر أزاي تكلم ابوها في حاجة زي دي وزي ما انتوا عارفين.. الزن على الودان امر من السحر.. اتشجعت أمي وطلبت من جدي انه يكتبلها نصيبها من الورث علي ورق عشان تضمن حقها خصوصا بعد اللي عمله مصطفى وهي خايفة
للاسف وقتها كان السحر اتمكن من جدي.. واللى عمله كان صدمة.. جدي كتب الميراث كله بأسم أمي حنان هي نفسها مكنتش مصدقة.. والمحامي لما سأل جدي عن السبب
قاله أن ده ماله وهو حر وانه يوثق الورق ده
…
أمي رجعت وحكت لابويا كل حاجه حصلت.. مكنش مصدق أن السحر جاب نتيجة.. وعليه بدأ يشتغل علي الخطوة التانيه وهي موت جدي.. بس ده هيحصل ازاي؟
أبويا سلام نزل لدكتور صيدلي صديق شخصي ليه وطلب منه عقار للقلب عشان عنده حد مريض
الدكتور رد عليه وقاله
_ هو ده العقار بس خلي بالك لو الجرعة زادت عن الحد بتعمل ازمة قلبية حادة وبتسبب الوفاة
وكأن كلام الدكتور رسالة من الشيطان لابويا.. عشان المهمة متكنش صعبة
وتاني يوم أمي فاجئت الكل بخبر مكنش متوقع.. أمي حامل وطبعا انا المولود اللي جاي في السكة واللى بيحكي دلوقتي اللي حصل زمان
…
بعد الخبر ده سلام ملقاش فرصة سعيدة زي دي أنه ينفذ مخططه.. اخد امي وراحوا لجدي يفرحوه
جدي كان طاير من الفرحة بس طلب من جدي انه عاوزه في موضوع علي انفراد.. وطلب من أمي تعمل فنجانين قهوة
ودخلوا أوضة المكتب وقعدوا.. وبدء أبويا يتكلم في اي موضوع عشان القهوة تاجي.. لكن اللي دخل بالقهوة كان خالي مصطفى وقال
_ اي الاجتماع المغلق ده.. ينفع اقعد معاكم
رد عليه جدي وقاله
_ لا.. انا عايز سلام في موضوع سبني معاه شويه
خرج خالي مصطفى وهو محرج من الكسفة دي.. وابويا استغل انشغال جدي بمكالمة علي التليفون الارضي وحطله 4 حبيات من العقار اللي هيسبب لجدي الازمة القلبية
وبعدها رجع جدي وشرب القهوة.. وخرج أبويا بعد ما نفذ خطته وقدر بيها يخلص علي جدي وبكده تكون الثروة كلها ملكه عشان هو هيسيطر علي أمي
..
ومفيش ربع ساعة وصرخة جدي جابت البيت كله.. الكل جري علي اوضة جدي اللي كان فارق الحياة.. جدي مات
صرخات وعويل والدموع مغرقة الوشوش.. وامي وهي ماسكة جدي من كتافه وبتصرخ فيه يقوم وبتقوله أنت لسه عايش
لحظات الحزن اللي عشيتها عيلتي في اليوم ده بعمري كله
اتغسل جدي واتكفن واتحط في النعش إلي مثواه الاخير
للقبر.. الكل واقف عند القبر والشيخ بيدعي لجدي بالرحمة والمغفرة
واتعمل العزا 3 أيام.. كل دي تفاصيل الكل عاشها لما خسر عزيز عليه
…
بعد كل الحزن ده.. جات اللحظة اللي المحامي هيفتح فيها وصية جدي.. في حضور العيلة كلها
أمي كانت خايفة من رد فعل أخواتها وأتكلم المحامي وقال ( اوصي أنا السكري محمد جاد وأنا في كامل قوايا العقلية بأن تؤول كل ثروتي إلي أبنتي حنان السكري محمد جاد)
زعاق من اخوات أمي وخناقات
وأتكلم خالي مصطفى وقال
_ اي خلاص ضحكتي علي أبويا واخدتي ثروته كلها.. لا ده أنا ممكن اقتلك لو ماخدتش حقي
_ أنا مليش دعوة.. ابويا هو اللي كتبلي ده لوحده انا مقولتش حاجة
_ أنسي الكلام ده يا بنت أبويا ومتخليش العداوة تبدأ.. تعالي نقسم الورث بشرع الله
وهنا اتكلم أبويا وقال
_ وهي ملهاش راجل تتكلم معاه.. مفيش حاجه هتحصل والوصية هتتنفذ يا مصطفى
رد عليه خالي مصطفى برد فعل غير متوقع.. خرج مسدس وقاله
_ أنت جاي تقسي الاخوات علي بعض وتفرق ما بينهم.. لا ده انا اقتلك واقطعك حتت وادفنك أنت متعرفنيش كويس
_ اللي عندك اعمله يا مصطفى.. يلا بينا يا حنان
…
خالي مصطفى كان عقله هيشت اي اللي يخلي أبوه يعمل كده.. ابوه عمره ما هيظلم حد من عياله كده في حاجه غلط
وتاني يوم خالي راح المقابر وبالصدفة قابل التربي اللي كان شكله ما صدق ما شاف خالي وقاله
_ ازيك يا أستاذ مصطفى كويس أني لقيتك
_ خير يا حج عزام
_ أنا لقيت مصيبة سودة مدفونة في قبر مفتوح واحنا بنطهر المقابر.. لقينا ده.. ده سحر معمول لابوك الله يرحمه بالتفريق والجنون
خالي مصطفى مكنش عارف يفكر.. وبدأ يفتكر بعض تصرفات أبوه في الفترة الاخيرة
وبعدها بلغ الشرطة انه عايز جثة ابوه تتشرح.. يخرجوها من القبر وتتشرح
طلع اذن من النيابة بعد يومين بخروج الجثة والتشريح.. والنتيجة كانت وجود عقار تم وضعه في مشروب وهذا العقار هو من اوقف عضلة القلب وسبب الوفاة
وهنا افتكر خالي مصطفى ان اخر فنجان قهوة شربه ابوه كان مع سلام أبويا.. والنيابة قامت بدورها وعرفت علاقة سلام بصيدلي تحت بيته
الامور بقت واضحة خلاص.. أبويا سلام هو اللي قتل جدي
…
لكن خالي مصطفى مستناش تطبيق القانون.. اخد اخوه معاه وهما الاتنين كانوا طول بعرض واخد معاه سكينة
تعرفوا خالي مصطفى عمل اي؟!
دبح العيلة كلها.. خبط علي اول شقة كان فيها ام سلام وبنتها وابنها الصغير.. دبحهم بدم بارد
وخبط علي الشقة التانية كان فيها بنتها التانية وجوزها دبحوهم
واخر شقة كانت شقة امي وابويا.. اول ما اختي فتحت الباب ضربها بالقلم علي وشها ودخل مسك جوزها ونزلوا فيه ضرب ودبحوه بكل غل
كل ده تحت انظار امي.. اللي وقعت من طولها واتصابت بصدمة عصبية حادة
وخالي مصطفى اعترف علي نفسه انه ارتكب كل الجرايم دي لوحده واخد اعدام
…
وجيت أنا للدنيا امي ربتني وعلمتني لحد ما بقيت راجل يعتمد عليه.. والنهاردة جيه اليوم اللي عرفت فيه الحقيقة.. ودي بتكون نتيجة الطمع والحقد
…
تمت
…
محمود الأمين