سرداب الموت
(الدم الملكي)
الجزء الاول
_ أنت واخدني على فين بس يا محسن؟
_ هفرجك الارض الجديدة بتاعتي يا حسن
_ أنت اشتريت أرض.. ألف مبروك يا أخويا
_ في ريحة وحشة اوي يا حسن.. أنت شامم
_ اه فعلاً في ريحة وحشة.. بس اي مصدرها؟
_ الريحة جاية من الارض اللي جنبنا دي
_ ده في شوال مرمي فيها.. يا تري في اي الشوال ده؟ تعالي نشوف
أعوذ بالله دي جثة يا حسن.. جثة بلغ الشرطة بسرعة
…
_ يا فندم بعد أذنك أنا أبني مختفي بقاله أسبوع.. وأنت رابع واحد يجيلي واحكيله اللي حصل
_ معلش وانا اخر واحد هتشوفه يا أستاذ أشرف بس أحكيلي
_ زي اي يوم عادي يا باشا.. سيف أبني نزل يلعب مع صحابه في الشارع.. بس أتأخر عن المعتاد
طلبت من أمنية مراتي تطلع البلكونة وتنادي عليه
لكن مراتي رجعت من البلكونة وقلتلي أن ابني مش موجود مع الاطفال اللي بتلعب تحت
خرجت للبلكونة وكان فعلاً سيف مش مع الاطفال اللي بتلعب تحت البيت
نديت علي واحد من صحابه وسألته سيف فين؟
فرد عليا رد صادم وقلي
أن في واحد جيه أخد سيف ومشي.. وميعرفش هو مين؟
مراتي فضلت تبكي وتلطم وتقول الواد أتخطف وأنا نزلت جري عشان ادور عليه لكن للأسف ملقتهوش
استنيت 24 ساعة وبلغت عن اللي حصل
_ تمام.. هل ليك أي أعداء؟
_ يباشا انا راجل عايش في حالي مليش دعوه بحد
_ طيب تمام لو في اي حاجة ظهرت هنبلغك..دقيقة ارد على التليفون..(ألو أيوة يباشا لقينا جثة علي طريق السويس لطفل موصفاته تنطبق مع مواصفات الطفل المتغيب عن أهله)
…
_ أستاذ أشرف بلغوني أنهم لقيوا جثة طفل.. وللأسف فيها مواصفات أبنك
_ لا يباشا.. لا أن شاء الله مش أبني لا.. أنا أبني عايش أنا متأكد من كده
_ طيب انا هستأذنك تاجي معايا.. تتعرف عليه وأن شاء الله خير
_ حاضر يباشا هاجي معاك بس هاجي لوحدي.. مراتي متعرفش حاجة
_ تمام أنا مقدر ده
..
أتحركنا أنا والاستاذ أشرف لمشرحة المستشفى.. ووصلنا هناك الاستاذ اشرف كانت حالته صعبة وطول الطريق شغال يدعي ويقول يارب ما يكون أبني.. يارب ما يكون أبني
ووصلنا قدام جثة الطفل واترفع الغطا.. منظر صعب جداً لجثة طفل مشوه تماماً.. الاستاذ اشرف انهار وبعدين قلي مش أبني والله ما أبني
_ده في حد ذاته كويس وان شاء الله أبنك هيكون عايش
…
أنا طولت عليكم وجيه الوقت أنكم تعرفوني.. أنا زياد كرم ظابط شرطة والنهاردة أحنا بنحقق في قضية قالبة الرأي العام كله ويمكن دي أغرب قضية شوفتها في حياتي
جالنا بلاغات كتير الفترة اللي فاتت عن العثور علي جثث أطفال.. بنوصل هناك ولكن مفيش اي حاجة تدل علي وجود جريمة؟
بمعني أنا الأطفال دي مش مقتولة بطعنة ولا مدبوحة.. الطب الشرعي قال في تقرير أن سبب الوفاة هو سحب الدم بالكامل من الجسم وبيترك الجسم تماماً
السؤال هنا.. مين اللي بيعمل كده في الاطفال دي وليه بياخد منهم الدم.. طريقة قتل جديدة ولا في سبب تاني لسحب الدم من الاطفال؟
محدش فاهم حاجة..
..
من كتر الصداع وقلة النوم.. نمت في المكتب وصحيت على صوت رنة تليفوني.. فتحت الخط
_ ألو أيوة معاك
_ أحنا عرفنا فين المكان اللي بتتخطف فيه الاطفال
_ بجد.. طيب اديني العنوان بسرعة
علي الفور أتحركت ومعايا قوة كبيرة من مديرية أمن القاهرة علي المكان.. ووصلنا قدم بيت قديم من دورين
اقتحمنا البيت.. بيت من جوه شكله غريب جداً
علي الحيطان مكتوب كلام غريب حروف مقلوبة واشكال غريبة.. بدأنا نفتش البيت حتة حتة.. لكن مفيش أثر لمخلوق.. لحد ما وأحنا بنفتش دخل واحد من بره وقال
الأطفال في السرداب يا باشا
رديت عليه وانا مستغرب وقولتله
_ فين السرداب ده؟
_ في الاوضه دي.. هتلاقوه في الاوضه دي
..
دخلنا الأوضة ونزلت علي الارض اللي كان عليها سجادة.. شلتها عشان يظهر بلاط متكسر ومتشال من مكانه وفي نص البلاط ده باب خشب ومقفول.. جبت شاكوش وكسرت القفل وفتحت باب السرداب ودخلت
الدنيا ضلمة مش شايف اي حاجة.. نورت عشان الاقي سرداب طويل.. بس الريحة جوه لا تطاق ريحة عفن وحشة اوي.. تحاملت علي نفسي بالرغم من أن الريحة صعبة جداً
وظهر قدامي أوضتين.. الأوضة الاولي كان فيها أطفال
كانوا عايشين.. طلعتهم بسرعة من السرداب
كانوا خايفين جداً وبيعيطوا وخرجوا يجروا من السرداب.. لكن الباب التاني بمجرد ما فتحته اصبت بحالة من القيئ الشديد.. الريحة كانت صعبة جداً.. أطفال ميتة بنفس الشكل مفيش خدش في جسمهم.. لكن في تلاجة في الأوضة دي.. التلاجة كان فيها اعضاء بشرية كتير
..
خرجت من السرداب علي صوت زعاق وخناق.. طلعت بره البيت لقيت الناس ماسكين 3 رجالة ونزلين فيهم ضرب
ولقيت الناس بتقول.. هما دول يا باشا.. هما دول اللي بيخطفوا الاطفال وبيقتلوهم
ادخلنا بسرعة ومسكناهم.. واتحركنا من المكان للمديرية علي طول.. ومعانا الأطفال اللي اتكتبلهم عمر جديد
وفي المديرية عرفنا أن سيف ابن الاستاذ أشرف عايش الحمدلله وسط الأطفال اللي كان هيتم التضحية بيهم
أتصلت بالاستاذ اشرف وبلغته بالخبر مكنش مصدق نفسه وطاير من الفرحة وجيه بسرعة هو ومراته واستلموا ابنهم وهما في منتهي السعادة.. وباقي الأطفال للاسف طلعوا من أطفال الشوارع وتم وضعهم في دار رعاية للاطفال
لحد ما جاني خبر سعيد جداً بالنسبالي.. عرفت أنهم اسندوا ليا القضية والتحقيق فيها ومع المتهمين
..
دخلت مكتبي وأنا متحمس جداً.. وطلبت من الأمين اللي واقف علي الباب يدخل المتهمين
دخل عليا المتهمين
المتهم الاول اسمه صفوان جمال الدين
راجل في الاربعين من عمره عنده دقن سوده طويلة وكثيفة ولابس جلبية شبه الجلابيب المغربي
المتهم التاني اسمه حسين راضي محمد
شاب في التلاتين من عمره برضو عنده دقن كثيفة ولابس جلباب فضفاض واسع يعني
المتهم الثالث مصطفي عبد العزيز محمد
شاب في التلاتين من عمره ونفس العامل المشترك الدقن السودة الكثيفة والجلباب الفضفاض
..
وبدأت التحقيق.. وقولت
_ ها نوايين تتكلموا ولا هتتعبوني معاكم؟
رد عليا المتهم الاول صفوان وقال
_نتكلم ونقول اي يا باشا.. احنا معندناش حاجة نقولها!
رديت عليه وقولتله
_ وبالنسبة لجثث الأطفال دي.. والاطفال المخطوفة وتلاجة الأعضاء البشرية
رد عليا وقال
_ أنا معرفش أنت بتتكلم عن اي يا باشا.. وريح نفسك صدقني محدش من دول هيتكلم أول هيقول اي حاجة
رديت عليه وقولتله
_ بقا كده.. تمام.. يا أمين تعالي خد المتهم صفوان طلعوا بره وسبلي الاتنين دول
..
خرج الامين المتهم الاول صفوان بره وأتبقي الاتنين المتهمين.. بصتلهم وقولتلهم
_ هتتكلموا ولا هتعملوا زيه؟
رد عليا المتهم التالت مصطفى وقلي
_ احنا منعرفش حاجة يا باشا.. وبعدين حتي لو نعرف منقدرش نتكلم
_ متقدروش ليه؟ مهددكم بحاجة ولا أي؟
_ لا يباشا مش مهددنا أحنا هنتأذي لو أتكلمنا
_ مين هيأذيكم .. ما صفوان محبوس معاكم!
_ مش صفوان.. الاسياد اصحاب الدم الملكي هيأذونا
_الدم الملكي!!؟ اي ده يعني اي الدم الملكي؟
_ مش هنقدر نتكلم يا باشا.. صدقني وأنت لو حاولت تعرف هتتأذي دي دايرة كبيرة ولو دخلت فيها يا هتموت يا هتجنن
_ وأنا بقولك هتتكلموا.. وبعدين انا مش بخاف يا مصطفى وانا مش هعتبر ده تهديد عشان لو أعتبرته تهديد مش هتشوف يوم عدل من النهاردة
…
يا أمين تعالي خدي المتهمين للحجز لحد لما نشوف هنعمل معاهم اي
كنت في حيرة ومش فاهم مصطفى ده كان يقصد أي بالدم الملكي؟ ومين هما الاسياد؟ الموضوع كده بقا غريب فعلاً
يأما الناس دي بتحاول تضللني عشان يبعدوني عن الحقيقة؟
في الوقت ده دخل النقيب حاتم وقلي
_ جبتلك تحريات عن المتهمين التلاتة.. بس واضح كده ان الموضوع مش سهل
_ ليه.. فيها اي التحريات دي؟
_ شوف يا سيدي.. صفوان ده بيمارس اعمال السحر والدجل من زمان وكان معاه مصطفى
لكن حسين لسه داخل معاهم الشغل ده قريب.. وعرفت أن مكنش عاجبه اللي بيحصل وكان عاوز يتوب لكن ده كان مستحيل واتهدد أنه هيتقتل لو فكر يعمل كده
كمان شهادة بعض اهل البلد قالوا ان في واحد شكله باشا كده بياجي بعربية فخمة قدام البيت بتاعهم كل شهر
_ ده معناه أننا لو ضغطنا علي حسين ده ممكن يتكلم؟
_ اه ممكن طبعاً.. بس خلي بالك أنه اكيد اتحذر من أنه يتكلم.. يعني الطريقة التقليدية والزعاق مش هيجيب نتيجة معاه
_ متقلقش أنا هتصرف وعندي طريقة عشان يتكلم بيها
…
وكانت الطريقة دي أني جبت صفوان ومصطفي عندي المكتب وحققت معاهم شوية وانا عارف أنهم مش هيتكلموا.. وبعدها جبت حسين وقولتله
_مع الاسف يا حسين دايما الغلبان هو اللي بيشيل الليلة
صفوان ومصطفي اعترفوا عليك وقالوا أنك انت اللي عملت كل حاجة وانك أنت اللي خطفت الأطفال وقتلتهم
_ أنت بتقول أي يا باشا؟
_زي ما سمعت كده.. أنت هتشيل الليلة كلها وهما هيطلعوا براءة.. الا لو..
_ الا لو اي ياباشا.. أتكلم أنا في عرضك؟
_ الا لو أتكلمت يا حسين وحكيت كل حاجة.. وليه الأطفال بتتقتل بالطريقة دي واي حكاية الدم الملكي؟
_ هتكلم.. بس هتصدقوني ولا لا.. عشان انا لو مشوفتش بنفسي مكنتش هصدق والله
_ لا أحكي وانا هصدقك
…
وبدأ حسين يحكي حكاية اغرب من الخيال.. يتبع الجزء الثاني
…
سرداب الموت
(الدم الملكي)
الجزء الثاني
_أنا هحكيلك يا باشا كل حاجة… بس ده هيحسن موقفي في القضية
_اكيد يا حسين هيحسن موقفك بس أحكي.. أنا سامعك
_ اللي هحكيه يا باشا كلام ميصدقهوش عقل.. كلام لو كنت سمعته ومشوفتوش بعيني مكنتش هصدق زيك أنت اللي لما تسمع الحكاية هتقول عليا مجنون او بألف
الحكاية بتبدأ من زمان والكلام ده انا عرفته من مصطفى.. بدأت مع والد صفوان اللي كان ميختلفش علي ولده كتير دجال ومؤذي بمعني الكلمة.. كان بيعمل أعمال لناس لمجرد أنها بتقول عليه دجال.. أو حد يجيله عاوز يعمل عمل لحد عشان مدايق منه ولا حاقد عليه
كان بيعمل كل حاجة ممكن تتخيلها.. لحد لما خلف صفوان.. أم صفوان كانت رافضه اللى ببعمله جوزها وكانت بتقوله أنه لازم يبعد عن الطريق ده.. كانت خايفة من عيشتها معاه وزاد خوفها اضعاف لما خلفت صفوان.. جمال والد صفوان كان دايما بيقول أن ابنه هو اللى هيكمل المسيرة من بعده.. لكن ام صفوان كانت رافضه ده رفض قاطع ولما لقيت مفيش فايدة أخدت صفوان وهربت ومحدش كان عارف هي راحت فين؟
لكن جمال قدر يعرف عن طريق الجن.. أيوة الجن اللي كان شايف أن صفوان خير عوض لأبوه وأنه هو اللي هيكمل من بعده وهيكون حليف ليهم.
لما صفوان عرف مكان مراته.. خرج في اليوم ده ورجع بأبنه بس.. طبعاً مش محتاجة كلام.. واحد زى جمال أكيد قتلها واخد ابنه منها
ومرت الأيام وكبر صفوان ووصل سنه 25 سنة.. وساعتها قرر جمال أنه يعلم أبنه كل حاجة.. قعد وعمل معاهدة معاهم أنه هو اللي هيكمل المسيرة وهيكون مطيع لكل كلمة تتقال
..
في الوقت ده بدأ يظهر العجز وكبر السن علي جمال.. صفوان كان متعلق بأبوه جداً ومكنش متخيل أنه هيموت في يوم من الأيام.. لكنه مات.. مات وساب صفوان لوحده
الحزن سيطر عليه ومكنش قادر يصدق أن أبوه اللي علمه كل حاجة مات.. ويوم جنازته كانت أغرب جنازة شوفتها في حياتي.. لما الناس كانت ماشية بالنعش.. كان بيرجع بيهم وكأن الميت ده مش عايز يدفن.. وكأن لسان حاله سبوني في الدنيا انا مش عاوز أموت.. الناس اتبهدلت علي ما وصلت الجثة للقبر
..
الموقف ده خلي الخوف من الموت خوف مرضي عند صفوان وقال أنا مش هموت زي أبويا أنا هعيش مليون سنة أنا هفضل عايش.. الناس قالت الواد مخه ضرب من بعد موت ابوه
في الوقت ده انا كنت متخانق مع اهلي بسبب اني مش بصلي واني مهمل.. زهقت من الزعاق والنكد اللي أصبح روتين يومي ومبقتش قادر أستحمله
سبت البيت ولو كنت أعرف أن نصيبي الاسود هيخليني أشتغل مع صفوان مكنتش خرجت يومها.. مصطفى عرض عليا يومها أني اشتغل معاه عند صفوان مقابل فلوس كتير وقلي أن محدش هيقدر يتعرضلي طول منا مع صفوان
..
_ حسين أنت بتحكي تفاصيل أنا مش عايز أسمعها ولا مهتم أنا عايز أعرف اي حكاية الدم الملكي ده وليه الاطفال بتموت بالطريقة دي؟
_ هقولك يا باشا.. بعد ما أشتغلت مع صفوان وبدأت افهم الشغل وعرفت اني مطلوب مني أجيب شعر ميتين وعضم من الترب.. ده غير اني أروح لجزار واجيب منه عضمة الكتف ودي كان بيستخدمها في السحر والاعمال والاذية
وفي يوم دخل علينا واحد شكله باشا لابس بدلة شيك جداً ومعاه رجالة كتير.. وكان ماسك في أيده صندوق وطالب يشوف صفوان..ودخله فعلاً
واللى عرفناه كان خارج مستوي الادراك.. الراجل ده أدي كتاب لصفوان.. الكتاب ده أسمه الدم الملكي
وده كتاب سحر قديم بيسخر قبيلة كاملة من الجن السفلي والجن ده بيعيش علي دم القرابيين وخصوصا لو كانوا اطفال والقبيلة دي اتسمت بقبيلة الدم الملكي
عشان هما بيقولوا علي دم الاطفال دم ملكي..وعرف صفوان من الراجل ده أنه عاوز أطفال كتير.. ولما سأله صفوان وأنا هجيبهم منين؟
اترد عليه ان اطفال الشوارع ماليين الدنيا ودول محدش هيسأل عليهم.. كان كلامه مقنع بالنسبة لصفوان ومكنش فارق معاه اي حاجة
وعرفت بعدين انا الراجل ده عاوز بعد موت الأطفال أنه ياخد اعضائهم واظن أنت شوفت التلاجة بنفسك
..
لكن وصفوان بيقرأ في الكتاب عرف أن في طلسم بيعمل حاجة أسمها أكسير الدم.. وده تبديل الدم ما بين اتنين
الموضوع كان غريب فعلاً وميتصدقش نهائي.. لكن صفوان بدأ فعلاً خطف أطفال من الشارع.. وقدر يوفر ليهم مكان عشان يشوف هيعمل اي؟
رجع صفوان لخلوته من تاني وبدأ يحضر ملك عشيرة الجن السفلي.. وحضر رغم أن محدش مننا شافه من الواضح ان صفوان بس اللي شايفه.. وقال
بحق العهد الذي ببني وبينكم بحق الارث الذي امتلكه بأسمه الدم الملكي نفذوا ما أمرتكم بيه ونفذوا عهد الدم الان في التو واللحظة
وجاب طفل من أطفال الشوارع.. وكان معاه في نفس الاوضه وكل واحد نايم علي سرير.. منعرفش اي اللي حصل في الوقت ده هما غابوا لمدة ساعتين.. وبعدها خرج صفوان وكأنه لسه في سن الشباب واصغر مني
مكنتش مصدق ده حصل ازاي؟!
قررت ادخل الاوضة عشان اشوف الطفل اللي كان جلد علي عضم.. حرفيا هيكل عظمي عليه طبقة من الجلد.. منظر صعب وناس اختارات أنها تظلم ارواح ملهاش ذنب.. أنا مكنتش موافق علي اللي بيحصل
..
ولكن من الوقت ده بدأت حاجات غريبة تحصل وبسبب غبائي حصلت حاجة هي ندم عمري
في ليلة وكنا في الشتا كنت نايم علي سريري.. صحيت علي صوت صرخة.. صرخة مفزعة
قومت بسرعة من مكاني.. الصرخة اتكررت تاني وتالت ورابع والصوت بقي مزعج جداً.. قومت ومشيت ورا مصدر الصوت اللي كان جاي من أوضة صفوان.. مشيت ناحية الأوضة وفتحتها
وشوفت اكتر حاجة صعبة ومش مفهومة.. صفوان كان واقف قدام المرايا متخشب وعنده شعور الامبالاة لكن المشكلة مش في كده.. المشكلة في انعكاس صفوان في المرايا
اعوذ بالله من منظره.. مهما وصفت ومهما قولت مش هقدر اوصفه.. بس أنا اتأكدت كده اني عايش مع شيطان
..
في اليوم ده خرجت من البيت عشان ارجع بيتي.. رجعت بيتي وانا الصداع هيفرتك دماغي
البيت هادي جداً.. دخلت فتحت باب اوضتي اتصدمت واتجمدت في مكاني عشان.. يتبع الجزء الثالث والاخير
سرداب الموت
(الدم الملكي)
الجزء الثالث والاخير
رجعت لورا وانا بترعش واتكعبلت ووقعت وطلعت أجري من الشقة منهار.. خايف لو فضلت في الشقة يتهموني بقتلهم كان نفسي اجري عليهم واخدهم في حضني واقولهم سامحوني
…
حسين في اللحظة دي أنهار وهو بيحكي.. وفضل يعيط بحرقة وقال
_ مكنش عندي حل غير اني ارجع تاني.. ارجع تاني لصفوان اللي حرمني من أغلي الناس.. أنا كنت عارف أنه اللي ورا قتلهم بس مكنش عندي دليل عشان أسلمه للعدالة.. مكنش عندي دليل
_طيب أهدي.. أهدي يا حسين.. تحب تكمل بعدين
_ اللي تشوفه ياباشا.. بس انا لو رجعت معاهم في مكان واحد هيموتوني
_ لا متخفش انت هتفضل هنا في المكتب شوية وهرجعلك تكون هديت
..
خرجت من المكتب وكل حاجه اتقالت جوه بالنسبالي كانت خارج مستوي الادراك.. أنا مش قادر أصدق وفي نفس الوقت عشان أكمل لازم أرتاح شوية
دخلت الاستراحة الخاصة بالظباط.. مكنش في حد وده كويس لاني محتاج أرتاح وافصل شوية.. مددت علي الانترية جوه ومحستش بنفسي وروحت في النوم.. لما فتحت مكنتش في المكتب أنا كنت واقف في الشارع معرفش أنا اي اللي جابني هنا.. ولا المكان اتغير أزاي؟!
لكن انا شوفت.. شوفت مراتي وبنتي واقفين في الجنب التاني من الطريق.. عاوز انادي عليهم مش عارف اتكلم.. فضلت اشاورلهم شافوني واتحركوا عشان يعدوا الطريق.. لكن عربية سريعة جداً صدمتهم هما الاتنين وفي لحظة الدم غرق الارض.. اللي كان عليها جثتين.. جثة مراتي وبنتي وانا في حالة من الصدمة مش قادر أتحرك.. وفوقت علي ايد أمين الشرطة وهو بيقولي
_ أصحي يا باشا.. المتهم طالب يشوفك وبيقول عاوز يكمل كلامه
..
فوقت ودخلت الحمام وأنا مش فاهم اي حاجة… فتحت الحنفية عشان اغسل وشي وفي الانعكاس لقيت صفوان.. واقف وعلي وشه ابتسامة خبيثة وقلي مش هتعرف تعمل حاجه.. مش هتعرف يا زياد
خرجت من الحمام بسرعة ورجعت لمكتبي وأنا عندي اصرار اني أكمل وأعرف الحقيقة.. قعدت قدام حسين وكان باين عليا أني مهزوز ومش علي بعضي.. وسألت حسين
_ ها يا حسين.. هديت.. جاهز تكمل
_جاهز يا باشا.. جاهز
..
لما رجعت بيت صفوان تاني.. كنت متخيل أنه هيقتلني او علي الاقل هيكون زعلان.. لكن الغريبة أنه متكلمش نهائي وكأنه كان عارف أني راجع.. وبدأت مرحلة جديدة مع صفوان.. لما قرر أننا نبدأ نخطف أطفال الشوارع.. كنا بنخرج كل يوم ونخطف أطفال من اللي نايمة في الشارع وعلى الارصفة وتحت الكباري ودول ياباشا علي قفا من يشيل.. مكنتش فاهم هو بيعمل كده ليه؟
يعني قولت هو هيحتاج ده كله في أي؟
بس السؤال ده كان سؤال غبي مني خصوصا مع واحد زي صفوان!
صفوان طلب مننا نحفر سرداب تحت أوضة من أوض البيت.. سرداب طويل.. وجاب عمال عملتله أوضتين كبار في السرداب ده
اوضة للاطفال اللي هتكون عايشة لحد ما ياجي وقت التضحية وتقديم الدم الملكي للجن.. وأوضة أكبر بتحوي عدد كبير من جثث الاطفال اللي تم التضحية بيهم وبيتاخد منهم أعضاء بشرية وفي منهم اللي كان بيدفن بعيد لو كان عنده مرض واعضاء جسمه لا تصلح للباشا اللي كان بيزور صفوان.. كل شهر مرة وياخد الاعضاء ويمشي… الموضوع كان تجارة أعضاء من ناحية
ودجل وسحر وأذية من ناحية.. والدم الملكي كان هو السر اللي محدش كان يعرفه عن صفوان غيرنا
..
_ طيب يا حسين.. تعرف اي اسم الباشا اللي كان بياخد الاعضاء ده؟
_ طبعاً يا باشا عز المعرفة.. ده رجل أعمال تقيل في البلد ولازم تعرف أن ده لا يمكن حد يشك فيه
_ مين يا حسين.. مين؟
_ اسمه سليم.. سليم فضل
..
أنا اتسمرت مكاني لما سمعت الاسم.. عشان ده واحد من رجال الاعمال اللي المفروض بيدافعوا عن اطفال الشوارع وحقوقهم معقول يطلع بالبشاعة دي؟!
_ أنت متأكد يا حسين من الاسم ده؟
_ زي ممتأكد أني قاعد قدام سيادتك.. بس الصدمة اللي انا شايفها دلوقتي عليك بتوضح انك تعرفه يا باشا.. تعرفه عز المعرفة
_ اكيد اعرفه وده مين ميعرفوش.. بس اي دليلك ان الشخص هو سليم فضل
_ يعني اي دليل يا باشا؟ أنا متأكد أنه هو.. وبعدين اهل البلد كلهم شافوه وتقدر تسأل اي حد فيهم
_تمام يا حسين.. تمام
..
بعد لحظات من الصمت مكنتش عارف اتصرف ازاي.. رفعت التليفون وبلغت النائب العام بكل حاجه اتقالت
وطلع امر ضبط واحضار لرجل الاعمال سليم فضل
حضر المتهم سليم فضل ومعاه المحامي بتاعه وبدأنا التحقيق معاه.. وأتكلم وقال
_ ممكن اعرف انا هنا ليه.. أنتوا مش عارفين انا مين؟
انت متهم بانك بتقوم بالتجارة في الاعضاء البشرية وخطف أطفال الشوارع.. ما أقوالك فيما هو منسوب اليك
_ خطف اي واعضاء بشرية أي… أنتوا مجانين؟
_ اتكلم بأدب أنت في تحقيق يعني تحترم نفسك وتعرف انت فين؟
وبعدين اهدي انت عليك شهود والناس كلها شاهدة عليك أنك كنت بتتردد علي منزل المتهم صفوان جمال الدين..
_ محصلش وانا معرفش مين صفوان ده!
_تمام هندخل دلوقتي الشهود ونشوف الكلام ده
…
وفعلا دخلت الشهود من أهل البلد وكلهم اتعرفوا علي رجل الاعمال سليم فضل وأنه كان بيتردد فعلاً علي منزل المتهم صفوان جمال الدين.. صرخ سليم بعصبية وقال
_دي مؤامرة ضدي.. مؤامرة أنا مش هسكت
_ خلاص مفيش داعي للانكار القضية كده كده لبساك
..
وبعد انتهاء التحقيق.. تم ارسال ملف القضية للنيابة ومنها للمحكمة.. كنت منتظر حكم عادل على السفاحين دول اللي قتلوا الأطفال دي بكل وحشية بسبب أفكار شيطانية.. كنت حاسس أن سماع حكم العدل هيكون أنتصار ليا.. كنت منتظر يوم الجلسة بفارغ الصبر.. ومش أنا بس ده البلد كلها
القضية بقت قضية رأي عام والكل بيطالب بالقصاص
..
وجيه أخيرا اليوم الموعود يوم الجلسة.. وقام محامي المجني عليهم وقال سيادة القاضي حضرات المستشارين
أنا النهاردة مش محامي على مجني عليه واحد.. أنا جاي النهاردة محامي للدفاع الكثير من الأطفال الذين قتلوا دون وجه حق.. قتلوا لأنهم أطفال الشوارع ليس لهم مأوي فكانوا عرضة لذئاب بشرية استحلت دمائهم من أجل المال والدجل والكفر بالله تعالي
هؤلاء المتهمين قاموا بخطف ما يقارب من مأئة وخمسون طفل من أطفال الشوراع.. وقاموا بسحب الدماء من جسدهم حتي أصبحت اجسادهم جلد علي عضم وبعدها قاموا بسلب أعضائهم ليقوم ببيعها مسؤول فاسد يتاجر بأسم الفقراء.. هؤلاء المتهمين تجردوا من الانسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معني.. وقتلوا ضمائرهم من أجل اهوائهم الشخصية
وأنا لا اقول كلام مرسل يا سيادة القاضي.. اقوال المتهم الثاني حسين وشهادة الشهود.. اكبر دليل على ادانة هؤلاء المتهمين
سيادة القاضي أنا أطالب بتوقيع اكبر عقوبة على المتهمين وهي الاعدام شنقا ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة.. وشكرا
…
وجيه دور النيابة.. اللي طالبت بتوقيع نفس العقوبة.. اتكلم القاضي وقال بعد سماع الدفاع والنيابة وشهادة الشهود فإن المحكمة قد أطمئنت لصدق ما سمعت واستنادا لقول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون “
صدق الله العظيم
حكمت المحكمة استنادا للمادة 230 من قانون العقوبات وباجماع الاراء على كل من
صفوان جمال الدين و حسين راضي محمد و مصطفي عبد العزيز محمد و سليم فضل سعد.. بإحالة أوراقهم إلى فضيلة المفتي
رفعت الجلسة
…
فرحة في القاعة متتوصفش.. صوت العدل نطق بالقصاص علي المتهمين.. حسيت اني انتصرت حسيت أني كنت في حرب وانتصرت بعد جولات كتير.. بس صدقوني مهما الشر انتصر فهو انتصار زائف وسيعود الخير مرة اخري
دولة الظلم ساعة ودولة الحق ألف ساعة
…
تمت.
..
محمود الامين