بجري، بقع على الأرض، بقوم وبكمل جري، ورايا حاجة بتطاردني مش شايفها بس عارف أنها مؤذية، الأرض بتتشقق، بيخرج منها دود أسود ضخم، قدامي طريق ضلمة بس في أخره نور هادي، أكيد ده الخلاص. قربت منه وأنا بنهج من التعب، دخلت الطريق، قربت من النور، وقبل ما أوصل لقيت شخص متكفن ظهر قدامي والكفن الأبيض نزل من على وشه وكان شكله مشوه، عينه واسعة بالطول، رقبته محروقة، جلد وشه دايب وبيقع منه كتل، مد إيده إدامه كأنه هيحضني ووصلت ليه فعلًا وحسيت بلمس إيده على جسمي ووقتها خرجت مني صرخة طويلة.
صحيت جسمي كله بيتنفض، كابوس جديد، كالعادة! بقالنا كذا يوم ساكنين في البيت ده بمنطقة في السويس، ومن وقتها أنا وأخويا بنحلم بكوابيس كل يوم بشكل متكرر، مش فاهم في إيه بس الموضوع مرعب، مقبض، البيت نفسه كئيب زي ما تكون روحه تقيلة!
مر يومين كمان وبدأ اخويا يقولي إنه بيشوف خيالات سودا في الشقة، اخويا اسمه ممدوح وعنده 7 سنين، طفل، محدش صدقه حتى أنا رغم الكوابيس دي، أكيد بيتهأله أو خيالات الطفولة.
بعدها على طول حصل معايا موقف خلاني أراجع نفسي، كُنت راجع بليل حوالي الساعة اتنين وربع، سهران مع صحابي، فتحت باب البيت لقيت اختي واقفة في نص المدخل. شايفها عادي لكن الغريب أني مش شايف وشها رغم أن المكان منور.
قولتلها بضحك “إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي”؟ مردتش عليا!
كررت سؤالي وقربت منها لقيتها اتحركت ببطء ناحية السطوح، بدأت تطلع السلم بخطوات هادية غريبة. استغربت أكتر وحسيت برعشة في جسمي، سألتها بعصبية: “يا بنتي إيه اللي هيطلعك فوق دلوقتي الوقت ده”؟!
سألتها كده لأني عارف اختي كويس، بتخاف جدًا من الضلمة والسطوح عندنا مخيف وضلمة ومن غير نور ومش بيشجع حد يطلعه بليل!
كملت طلوع واختفت من قدامي! طلعت وراها كذا سلمة وفجأة حسيت بكهربا في جسمي، حسيت أن في هاجس جوايا بيمنعني أكمل، بيقولي “متطلعش”! إحساس قوي إني لازم أنزل، من الخوف والربكة نزلت بضهري لحد ما وصلت الشقة وخبطت على الباب وماما الله يرحمها فتحتلي، قالتلي: “مالك، وشك أصفر ليه”؟ سألتها بسرعة “إيه اللي مطلع اختى دلوقتي السطح”؟
وشها اتخض، حسيت بنفضة في جسمها، سحبتني من إيدي جوا الشقة وبصت حواليها بخوف واضح. قالتلي بصوت متوتر: “اختك نايمة جوه”! اتخضيت، دخلت بسرعة اوضة اختي لقيتها فعلًا نايمة!
سمعت صوت خطوات فوق على السطوح، بصيت لماما وبلعت ريقي برعب ومعلقتش، وقتها فضلنا سهرانين قدام قناة المجد للقرآن الكريم ومعرفناش ننام غير بعد الفجر، ماما كانت مصدقاني لأنها أكيد شافت أو حست بحاجة غريبة في البيت ده، والحمد لله من بعد الموقف اللي حصل وقررنا نسيبه ونروح مكان تاني بس لحد النهاردة مش قادر أنسى الشكل المتجسد لاختي وهي بتطلع السطوح وكانت عايزاني أطلع وراها!