قصص

قصه شقة رقم 3

قصه شقة رقم 3 “دول لقوا جثتها جوا وعليها علامات ضرب وتعذيب”
“ابوها ولا الشخص اللي جوا ده فضل حابسها سنتين تقريبا وبيتنقلوا من شقة لشقة ومانع عنها كل حاجة”
“بيقولها انها والعياذ بالله كده كان جواها شيطان”
“بيقولوا إن ابوها كان كل يوم يرجع سكران الفجر ويقعد يضربها”
بدون مقدمات لإن قصتي متحتملش ده، أنا يوسف، إنهاردة اول يوم ليا في شغلانة جديدة في طريق طويل مُتعب إني ألاقي شغل محترم يوفرلي حياة كريمة، والشغلانة هي كول سنتر في شركة من شركات النت المعروفة جدًا واللي مسيطرة على السوق المصري بدون ذكر أسماء، الشغلانة هتكون متعبة بالنسبالي ومرهقة، بسبب إني مش شخص اجتماعي للدرجة أو بعرف أرد بطريقة رسمية عالعملاء، ده غير إني عصبي فكمثال لو واحد تطاول عليا بالكلام ممكن اشتمه وأترفد!
لكن كنت واعد نفسي إني هتحكم في ده، عالأقل علشان اعرف أكمل في الشغل..
شغلي كان شيفت ليلى من الساعة ٥ المغرب ل ١٢ بليل والصراحة أنا بحب الوقت ده، وهيبقى أسهل ليا لإني من محبين الليل.
وصلت الشغل الساعة ٤ ونص، كمثال للموظف المثالي والموظف اللي قبلي ما صدق وقام مشي ٤ ونص بدل ٥ والصراحة كنت لازم اتوقع حاجة زي دي.
من الساعة ٥ للساعة ١٠ بليل كل المكالمات تقليدية والردود مني طبعًا تقليدية تقريبًا هو رد واحد كل الكول سنتر بيقولوا وكلنا عارفينه.
الساعة ١٠ كان فيه بريك للأكل، ورجعت تاني للشغل الساعة ١٠ ونص
الساعة ١٠:٤٠ دقيقة جالي اتصال غريب لكن مركزتش معاه وقتها، الاتصال كان كالآتي:-
– الو
– أيوة يافندم أنا مع حضرتك
– *صمت تام*
– يافندم حضرتك موجودة؟
– أيوة
– اتشرف باسم حضرتك؟
– *صمت*
– يافندم؟
الخط قطع
صوتها كان زي ما يكون بيعيط، أو كإنها خايفة من إن حد يسمعها، مركزتش وقتها بسبب ضغط الشغل وكملت لحد الساعة ١٢ وروحت .
سوقت عربيتي لحد البيت ووقتها جيه ف بالي المكالمة اللي حكيتلكم عنها، معرفش ايه السبب لكن جت ف بالي
وصلت بيتي عالساعة واحده إلا ربع غيرت بسرعة وفتحت التلفزيون وأنا باكل، ونمت بعد ما خلصت..
صحيت على صوت التليفون الساعة ٣:٣٠ الفجر
كان رقم بيتصل، استغربت ورديت
– الو
– انقذني
سيبت التليفون ونطيت من عالسرير من كتر الفزع، ده نفس صوت البنت اللي كلمتني!
جابت رقمي منين؟
انقذها من ايه؟
ليه صوتها متغير المرة دي؟
مسكت التليفون مرة تانية، لكن كان مقفول عادي، بصيت على سجل المكالمات ملقيتش أي اتصال في الوقت ده !
اللي جيه ف بالي اني كنت بحلم بسبب تفكيري فيها وفي المكالمة كتير، كملت نوم تاني بصعوبة.
صحيت تاني يوم الضهر، فطرت وقعدت في ملل لغاية ما جيه ميعاد الشغل، وصلت الشغل بدري عن ميعادي برضو نص ساعة، واللي شغال قبلي بدأ يتأقلم إنه بيخلص شغل ٤ونص وكان فرحان بيا جدًا الحقيقة.
نفس الروتين بتاع كل يوم، ونفس الرد المعتاد مني بتاع كل يوم حتى معرفش الناس بتتصل ليه، ما يرستروا الرواتر وخلاص!
جت الساعة ١٠ وخدت البريك بتاع الأكل المعتاد، رجعت الشغل ١٠:٣٠ كالمعتاد، واللي حصل كان مفاجأة بالنسبالي الساعة ١٠:٤٠ دقيقة جالي نفس الاتصال لكن بطريقة مختلفة!
– الو
– انقذني
ده نفس اللي قالتهولي في الحلم! ولا مكانش حلم؟!
– حضرتك مين واساعدك ازاي
– *صوت عياط*
– لو سمحتي ردي عليا، وبعدين لو حضرتك محتاجة مساعدة أوي كده ما تكلمي الطوارئ ولا الشرطة لكن بتكلمي شركة نت ليه
انت كنت بتشوفني وانا محتاجة المساعدة، انت كنت بتشوفني وهو بيعذبني، وهو حابسني كل يوم
– حضرتك مين ولا كنت بشوف ايه، انتِ مين!
– هتعرف، هتعرف أنا مين!
الخط قطع
المرة دي اللهجة كانت مختلفة عن اللي في الحلم، وحتى عن امبارح، الحوار اتقلب تهديد بعد ما كان طلب مساعدة واستنجاد!
مكنتش مركز باقي اليوم لحد ما روحت، وكنت مستنى تاني يوم ييجي علشان اعرف اي معلومات عنها، دخلت الحمام وخدت دش سخن، بعد ما خلصت ببص على مراية الحمام تهيأت بحاجة غريبة، بخار الماء كان عامل كلمة “شقة ٣” على المراية!
بدأت اركز لحد ما راحت بس انا متأكد من اللي شوفته!
شقة ٣؟
هي اي شقة ٣ دي؟
هو انا بتجنن؟
خرجت من الحمام قاعد بفكر في كل حاجة لكن مفيش في دماغي حاجة، روحت للنوم وفي نفس الميعاد الساعة ٣:٣٠ الفجر صحيت على صوت الموبايل قمت من عالسرير بدأت اضرب نفسي علشان أتأكد إني صاحي، وبعدها رديت وبدأت أنا اللي اتكلم..
– بقولك ايه، لو عايزاني اساعدك بجد لازم تشرحيلي انتِ مين وفين مكانك واساعدك ازاي
– شقة رقم ٣
– ايه شقة رقم ٣ دي ايه فين الشارع ولا اي حاجة
انت عارف العنوان كويس، انت عارفني انا كمان!
انت الوحيد اللي ناقص منهم، انت الوحيد اللي حاولت تساعدني، انت معرفتش لكن حاولت، لكن هل ده كافي إنه ينقذك؟ معرفش
– حاولت ايه وانقذك من ايه ومين هما؟
الخط قطع
معرفتش انام، حاولت ادور عالرقم لكن الرقم كان جاي على أساس إنه مجهول، معرفتش أوصل منه لحاجة في الآخر.
وفضلت طول اليوم صاحي لحد ميعاد الشغل، كنت رايح ومستنى الساعة تيجي ١٠:٤٠ دقيقة علشان تتصل واكلمها تاني
فضلت قاعد في الشغل مش مركز لحد ما جت الساعة ١٠:٤٠ دقيقة، لكنها متصلتش!
فضلت قاعد زي المجنون بقول ازاي، لما اكون مستنيها متتصلش؟
خلص اليوم وروحت عالبيت وانا قاعد بفكر، شقة رقم ٣؟ وانا عارفها؟
جيه في دماغي حاجة لو كانت صح فهي مصيبة!
روحت البيت بسرعة فتحت اللابتوب وكتبت شارع رقم ** مدينة ** عمارة رقم ** شقة رقم ٣
ده نفس المدينة والشارع اللي كنت ساكن فيهم والعمارة دي كانت قدامي والشقة دي بالذات انا فاكرها.
– انا صح!
قولت كده بصوت عالي لما اتأكدت من اللي في دماغي ..
نرجع مع بعض بالزمن لما كان عندي ١٥ سنة، زي ما قولتلكم انا كنت ساكن في نفس الشارع اللي هي كانت فيه، تحديًدا العمارة اللي قدامها، في وقت من الاوقات جيه جيران جُداد قدامنا، كان راجل ومعاه طفلة صغيرة، كل يوم الطفلة الساعة ١٠:٤٠ دقيقة كانت بتقعد عند الشباك وتبصلي، كنا بنقعد كده لحد الفجر! الساعة ٣:٣٠ لحد ما الشخص اللي معاها اللي كان تقريبًا أبوها بيدخل ويضربها بطريقة وحشية وكل الشارع كان بياخد باله لكن محدش كان بيتكلم، ناس كانت بتقول انه أبوها وبيربيها، ناس تانيه كانت بتقول انها عملت حاجة غلط جدًا، بس ايه اللي طفلة كانت ممكن تعمله في سن زي ده؟
ناس تانيه كانت بتقول انها ملبوسة وانه بيضربها الفجر علشان مكانتش بتبقى هي اللي متحكمة في نفسها، بس ده غلط لإني كنت ببقى شايفها من الشباك، وهي بتعيط وبتطلب النجدة والرحمة!
وقتها انا قولت لوالدي ولوالدتي عاللي حصل، واللي بشوفه كل يوم وقتها كان ردهم *ملناش دعوة بحد* وكل اللي كان في ايدي اني أبصلها من الشباك.
بعد حوالي اسبوع من البص المتواصل من الشباك، والتعذيب اللي مبيخلصش
جت الساعة ١٠:٤٠ دقيقة وهي مبصتش!
فضل الحوار كده يومين، والشقة كان واضح ان مفيهاش حد، لحد ما صحيت يوم بليل عالفجر على صوت دوشة في الشارع، لقوها مقتولة في الشقة!
“دول لقوا جثتها جوا وعليها علامات ضرب وتعذيب”
“ابوها ولا الشخص اللي جوا ده فضل حابسها سنتين تقريبا وبيتنقلوا من شقة لشقة ومانع عنها كل حاجة”
“بيقولها انها والعياذ بالله كده كان جواها شيطان”
“بيقولوا إن ابوها كان كل يوم يرجع سكران الفجر ويقعد يضربها”
ده اللي جيراننا كانوا بيقولوا وسط ما هي منقولة وهي مقتولة في عربية إسعاف..
ثانية، ثانية، بعد اللي حصل ده بدأت تحصل حوادث غريبة لسكان المنطقة عندنا، ١٠ من جيراننا ماتوا بحوادث، والشخص اللي مش معروف ده كان أبوها او لا بعد ما هرب لقوا مقتول بنفس علامات الضرب، أبويا وأمي بعد اللي حصل خلونا نعزل منطقة تانية، وبعدها بإسبوع ماتوا في حادثة عربية!!
هو ممكن يكون ده..؟
ملحقتش أكمل لغاية ما لقيت نفسي بتخنق وضربات قلبي بتقل ومش شايف حاجة، وقعت عالأرض والرؤية بتسود بالتدريج وشوفتها قدامي، نفس البنت الجميلة اللي كانت بتقف في الشباك نبص لبعض بالساعات، لكن دلوقتي ملامحها بقت أحد من الأول وعلى وشها علامات غضب، وعاطفة في نفس الوقت ..
بعد دقيقة فقدت الرؤية خالص، وبعد وقت معرفش قد ايه صحيت في مستشفى، وقالولي ان فيه بنت اتصلت وبلغت ان انت مُغمى عليك في شقتك!
الدكاترة بيكلموني وأنا مش مركز معاهم، كل اللي مركز فيه البنت الجميلة اللي واقفة ورا بتبتسملي..
أنا أسف إني مقدرتش أنقذك.
*تمت*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى