تم العثور على جثة لفتاة في الثلاثينات من عمرها صباح اليوم.المثير في الأمر أن الجثة كانت بلا ثياب نهائياً كما ولدتها أمها والأغرب من ذلك أنها كانت مبتسمة وكأنها تشاهد حلم جميل كيف لشخص قد قتل للتو أن تظهر علي وجهه علامات الفرحة هكذا. كان هذا لغز غريب لم يستطع أحد فك شفرته . ثم بعدها بشهر واحد فقط يتم العثور على جثة أخرى تحمل نفس الصفات تقريباً فتاة جميلة في الثلاثينات من عمرها ،بدون ملابس تماماً، مبتسمة بشكل غريب،
جثتين في أقل من شهر بنفس الشكل يبدو هذا أمر مريب ، وعندما تم سؤال بعض الأشخاص ممن قد شاهدوا الجثث قالوا بأن ما يحدث لهو بسبب الجان ، هناك جني يقوم بقتل الفتيات ثم يتلبسهم ويضحك ضحكة أخيرة تظهر علي وجه القتيلة في رسالة تحذيرية منه ولكن لا أحد يعلم سبب هذه الرسالة ، انتظرونا معنا وسنعلمكم بكل جديد اعزائي المشاهدين.
************
اظن انت كده فهمت إيه القضية اللي أنا هديهالك الموضوع دخل في جن وعفاريت والله اعلم هيكون في ايه تاني . أنا اخترتك انت علشان عارف انك ظابط ذكي ومجتهد وهتقدر تحل اللغز ده، بس لازم يكون في أسرع وقت زي ما انت شايف الموضوع عمال ينتشر والناس خايفة ومش عارفين يعملوا ايه . والإعلام ما بيصدق يلاقي حاجة زي كده علشان يكبر الموضوع..
/تمام يا أفندم إن شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك واقدر احل اللغز الغريب ده .
خرج الظابط حسن وهو يحمل عبء كبير على كتفه كيف يحل لغز مستحيل كهذا..
حسن هو ظابط قوي ذكي لا يعترف إلا بالدلائل والحقائق الملموسة. يصعب خداعه وهو حاد الطباع بعض الشيء لكنه عادل دائماً ويحب أن يحقق العدالة هو في الأربعينات من العمر حليق الرأس بملاح حادة تعطيه هيبة ووقار كبيران ..
جلس يفكر من أين يبدأ و أي طريق سيسلك حتى يعثر على إجابات يقدمها لمديره .
حسن يفكر…
دلوقتي جثتين ميتين بيضحكوا وعريانين ومفيش اي علامات تعذيب عليهم لا وكمان مفيش اي علامة أنهم يكونوا تعرضوا للاغتصاب حتى، بس زي ما بيقولوا الأهالي إن اللي بيعمل كده جن والجن مش هنقدر نمسك دليل ملموس علي أنه اغتصب الجثتين قبل ما يموتهم. إيه ياعم حسن؟ انت هتمشي ورا التخاريف دي ولا ايه هو في حاجة اسمها كده يعني ايه جن يغتصب واحدة ويقتلها وبعدين يتلبسها ويضحك علشان تظهر الجثة إنها بتضحك هي كمان. كلام مش منطقي خالص . ..
يدخل العسكري محمد.
بعد أذنك يا فندم عندي خبر مهم.
/قول يا محمد.
/يا افندم تم العثور على جثة تالتة النهاردة فى المترو.
/جثة تالتة!! الظاهر كده إحنا داخلين علي سواد جهز العربية ويلا بينا بسرعة علي هناك.
يصل الظابط حسن في عربة الشرطة التي يقودها العسري سيد تتوقف العربة امام محطة المترو ويترجل الظابط حسن منها وتبدو عليه علامات الحيرة والتفكير.
يقترب أكثر من موقع الجريمة ليجد أمامه مشهد قد اعتاده في الآونة الأخيرة.
فتاة جميلة في الثلاثين من عمرها . مقتولة بدون اي علامات تعذيب أو اغتصاب في مشهد حير كل من رآه…
يبدأ حسن في التساؤل مع من حوله من العساكر والأطباء الشرعيين والشهود عسي أن يصل لأي نتيجة او خيط صغير يدله على حل لهذا اللغز الغريب.
حسن للطبيب الشرعي.
/ لقيت اي حاجه مختلة بين الجثث التلاتة دول يا دكتور فتحي؟ اي حاجه تكون غريبة غير اللي بنلاقيهم كل مرة ؟
/لا يا فندم للأسف مش قادر احدد اي حاجه مختلفة نفس الطريقة ونفس الأسلوب. اي ان كان اللي بيعمل كده فهو محترف وعارف هو بيعمل إيه بالظبط ومش بيسيب وراءه أي أثر أو علامة تدلنا عليه.
/يعني ممكن يكون جن زي ما الناس بتقول؟؟
/والله يا فندم كل شيء جايز اللي احنا بنشوفه في القضية دي مش طبيعي ابد….
وقبل أن يكمل حديثه يقاطعهم العسكري محمد.
/يا فندم مراقب الكاميرات بيقول انه شاف حاجة مهمة جداً ولازم يقولها لحضرتك شخصياً ..
/هاته بسرعة طيب ..
/تعالي يا عماد كلم حضرة الظابط .
يدخل عماد بعيون خائفة وجبين يسيل من العرق وارجل متوترة وكلمات مبعثرة وكأنه قد شاهد ملك الموت منذ قليل.
/تعالي يا عماد متخافش قولي شوفت إيه ؟
/اااانا شوفت حاجة مرعبة يا فندم لساني مش قادر حتى ينطقها وكل ما افتكر المشهد بحس ان قلبي هيقف من الخوف والرهبة …
/متخافش استجمع نفسك بس واحكيلي ..
يبدأ في التحدث ولكن تخونه الكلمات مرة بعد الأخرى يصمت ويتأمل وكأنه يتذكر ما قد رآه من قليل وكلما كان يحاول أن يتحدث كانت تخرج من فهمه كلمات مهزوزة يغلب عليها الخوف . لذلك قرر الظابط حسن أخذه إلى مركز الشرطة حتى يستطيع أن يأخذ إفادته هناك..
عندما وصلوا إلى قسم الشرطة وبعد محاولات كثيرة من الظابط حسن لتهدئة عماد.
بدأ أخيراً عماد في سرد قصته. كانت الكلمات تخرج من فم عماد كصاعقة برقية تضرب حسن. جلس حسن مذهول مما سمعه للتو اي عقل يصدق ما يحكيه عماد هذا .. تأكد حسن بأن الأمر أكبر مما يتخيل..
يتبع…