قصص

قصه عمل سفلي

قصه عمل سفلي
“بنتك بتشوف حاجات محدش بيشوفها غيرها يا أبو رقية”. قالها الشيخ مسعد فانتفض جسمي، كُنت خايف أنه يأكد أن في حاجة غلط بتحصل. بنتي عمرها 17 سنة قاعدة قدامي على الكرسي باصة على الحيطة، ساكتة، عينها فيها دموع كأنها شايفة حاجة مش شايفينها، خايفة منها، ايدها بتخبط على ركبتها بخوف، بتهز راسها كل ثانية زي ما تكون بتطرد من دماغها أفكار أو تمنع وسوسة.
“وإيه الحل يا شيخ، انجدني” صوتي متهدج وأنا بقولها، فلوسي ضاعت على الحكما والشيوخ علشان اشوف ليها حل، بقالها شهرين على نفس الحال، والكل رشح ليا الشيخ مسعد لأنه بركة وسره باتع.
بص لي الشيخ وقال وهو بيشاور بصوابعه الرفيعة ناحيتها: “الحل نوصل للعمل اللي معمولها، هو مدفون في المقبرة، شايف حواليه تراب ميتين، لازم نفكه علشان نعرف اسم الجن اللي راكبها ونطرده”. سألته وأنا شايف أمل في كلامه: “وده إزاي”؟!
سكت الشيخ ثواني وقال بصوت جمد الدم في عروقي: “تبات ليلة في مقبرة البلد، وهناك هنعرف العمل مدفون فين وهنعرف نتخلص منه إزاي”.
رقية صرخت فجأة، وشاورت على الحيطة ورا الشيخ وبدأت تغمي عينها من الخوف، بصينا ملقيناش حاجة، الشيخ مسك مياه قدامه وقام اداها لبنتي وطلب منها تشرب، فتحت عينها وبصت له وقالت بمقت وكره غريب: “المعرفة هتموتك” وبصت ليا وكملت: “وهتخسرك روحك”!
قصه عمل سفلي
وقتها القشعرة مسكت جسمي، مسحت راسي من العرق، ومسكت أيدها وخرجنا وهي بتبص للشيخ بتهديد وبتبص وراه على الحيطة الفاضية وتبتسم!
قررت اسمع كلام الشيخ، كلمته بليل ووافقت أننا نروح المقابر، بس اشترطت عليه اكون موجود وهي قدام عيني، وافق بس كان شرطه أني متدخلش مهما حصل، مهما شوفت.
الليلة كانت صعبة كالعادة، بليل رقية بتصرخ وبتكلم حد بكلام كله مش مفهوم، بتخبط بايدها على المرتبة وتحاول تفك قيدها. وده لاني كل يوم بربطها في السرير علشان متأذيش نفسها أو اخواتها الأربعة أو امها الغلبانة.
بيتنا بسيط، والبلد ابسط، الكل بينام من العشا ونصحى الفجر نبدأ يومنا، وبنتي كانت ست البنات، جمالها مالوش زي، رقتها يتحلف بيها، لحد ما في يوم اتغيرت وبقت كده، مش بتستحمل حموم ولا مياه، بتصرخ لما تسمع قرآن، جسمها بقى كله خدوش زي ما تكون بتنام تتعارك وتصحى، كل الشيوخ والحكما مالقوش حل إلا مسعد، هو بعيد

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

عن بلدنا بيجي ٨٠ كيلو بس سره باتع، رغم اني راجل مؤمن بس غُلبت.

تاني يوم بليل كُنا في المقابر، الشيخ جاب معاه مساعد اسمه محمود، قعدنا رقية على كرسي وسط المقابر وقدامها كشاف طويل يكفي ٤ ساعات نور، الجو برد فحطيت عليها شال وانا ببص لها وعيني فيها دموع، مين الكافر اللي اذاكي يا بنتي، عايزها تقول اسم وهدفنه هنا، بس هي بصت لي بصة باردة وتنحت بعينها قدامها وبدأت تبتسم للحاجة اللي مش بنشوفها.
رجعت وقفت جنب الشيخ، لفيت العمة فوق رقبتي ومحمود واقف يتابع الدنيا حواليه، معاه كلبة بيضا فيها بودرة، وازازة مياه صغيرة بس مليانة سائل أسود غريب فيه نقط حمرا، وماسك في إيده طباشيرة كبيرة.
مرت ساعة، بنتي قاعدة كل شوية تهز راسها، تبتسم، تحزن، تعيط وبعدها تضحك، مبتصتش ناحيتنا خالص. “هنفضل كده للصبح يا شيخ”؟ سألت مسعد رد عليا بهزة راس وقال: “لحد ما يحضر أو هي تروحله”.
حلقي ناشف، مسكت إزازة مياه من جنبي ولسه بشرب منها لقيت طعمها مُر، لاذع وحامض شوية، نزلتها من بقي وبصيت فيها لقيتها دم! رميتها من إيدي على الأرض والشيخ بص عليها ومحمود مسكها وبعدها بدأ يفتح العلبة ويرش منها حوالينا وهو بيقول: “حضر يا شيخ”!
مفهمتش، رقية قامت من على الكرسي، بصت عليا وابتسمت، راحت باتجاه شجرة وبدأت تحفر، بتحفر من غير ما توقف! بتنهش في التراب زي الديب، حاولت أروحلها لقيت الشيك مسك دراعي ومنعني وهمس بتوتر: “دول حوالينا، اعقل يا ابو رقية، متخرجش من دايرة التحصين”!
عقلي مش قابل كلامه، بنتي ومش قادر أشوفها كده، عماله تحفر، شايف نقط دم بتنزل من صوابعها وإيدها، مش حاسة بوجع، عملت حفرة كبيرة، وبعدها بدأت تحفر في مكان تاني جنبها وموقفتش غير لما خلصت الحفرتين ووقفت بعدها وابتسمت لحاجة قدامها وهزت راسها وبعدها بصتلي وقالت بصوت عالي: “أبويا”!
قلبي وقع في رجلي، الشيخ مسك دراعي أقوى، قال بعصبية ومحمود بيرش تاني من البودرة حوالينا: “متصدقهاش، هتوقعنا كلنا معاهم”! رقية كملت تاني وهي بتعيط: “انقذني يا أبويا”! نار بتاكل قلبي، عايز أروح احضن الغالية بس خايف يكون فخ. محمود مسك الطباشيرة وطلع من شنطة ظهر سودا كبيرة قالب طوب أحمر وبدأ يرسم عليه حاجات ويديه للشيخ اللي مسكه ونفخ فيها وحط صباعه بين تجاويف الطوبة وبعدها رماها ناحية رقية!
سمعت صوت عواء مخيف، عواء لبش جسمي، شوفت حاجة زي الخطوات بتترسم على الأرض وبتقرب مننا ووقفت على حدود دايرة البودرة وبدأت تتقل وتظهر في الطين، آثار ليها 3 صوابع طويلة!
“الشيطان بينّا” قالها الشيخ ومحمود بيوطي للأرض وبيمسك حفنة تراب وفتح الإزازة اللي فيها السائل الأحمر وحط منها قطرات على التراب ورماها على أثار الرجلين. سمعنا صوت صرخة رجت المكان، واتشكل مسخ أسود لثواني وبعدها اختفى.
الشيخ قال بخوف: “بنتك معمول لها عمل سفلي قوي، ده مارد، ولو خرج منها هيلبس حد فينا، مادام اتحرر مش هيرجع سجنه غير بغنيمة”.
قصه عمل سفلي
رقية بدأت تقرب مني وعلى وشها إبتسامة غريبة، باردة، عينها مش بترمش، إيدها جنبها زي الصنم مش بتتحرك، خطواتها زي لفة الساقية منتظمة، وصلت لحد حدود التحصين اللي عمله محمود ومدت إيدها ليا!
إياك يا أبو رقية. قالها الشيخ فرجعت بضهري لورا أبعد عن بنتي اللي بصت للشيخ بكره واضح وقالتله بنبرة تشيب الجنين في بطن أمه: “قولتلك المعرفة هتموتك”!
الشيخ مفهمش، بس محمود فهم، صرخ وقال: “ياشيخ تكونش دي البت اللي شافتنا في البلد أخر مرة”!
بصيت للشيخ مستنيه يوضح، وشه بقى أبيض من الخوف، عينه برقت وبقى فيها لمعة غريبة، “بتاعت المقبرة”؟! ممسكتش نفسي، قفشت في جلابية الشيخ جامد وكنت هموته في إيدي: “عملت فيها ايه يا ابن الكلب”. الشيخ محاولش يقاوم، اتكلم وقال بأسف وخوف: “معملتش، هي شافت، كنت بطلع آثار لرجل أعمال وفكيت الرصد بتاع المقبرة وسمعت صوت حد بيتنفس بخوف من بعيد فسلطت عليه مارد المقبرة يلبسه مقابل أنه يسمحلنا ندخل وناخد الحاجة اللي جوا”!
وكمل وهو قرب يعيط: “بنتك كانت في مكان غلط يا أبو رقية ومكنتش عايز اذيتها بس ده قدرها”!
رقية ساكتة، باصة علينا، مستنية رد فعل، وبعدها لفت وبصت على الحفرة اللي حفرتها وراحت وقفت جنبها!
فهمت، سيبت الشيخ، بصيت لمحمود وفهمت هعمل إيه، وقبل ما يستوعبوا كنت زقيت محمود برا التحصين وشنكلت الشيخ ووقع على الأرض وزقيته برجلي برا. من الصدمة فضلوا ثواني على الوضع ده، وقبل ما تعدي 5 ثواني كمان لقيت جسمهم بيتنفض، اتشنجوا جامد، وبدأت رغاوي تنزل من بقهم، الشيخ على وشه رعب الدنيا والآخرة، بيحاول يدافع عن نفسه قصاد حاجة مش شايفها بس شايف آثار خطواته، 3 صوابع طويلة، ومحمود بيصرخ جامد وسامع صوت نهش لحم ومقدرتش أبص عليه، فضلت دقيقة واقف سامع وعايز الكابوس يخلص، رقية واقفة مستنية، فاهم هي عايزة إيه. ربع ساعة والصمت ساد، الهواء البارد بقى معبق دم. لقيت رقية ابتسمت ليا بإمتنان وبعدها اغمى عليها على الأرض!
خرجت من الدايرة متوتر، ووصلت لحد عندها، جسيتها لقيت نبضها طبيعي، رجعت وشديت الشيخ للحفرة الأولى ودفنته، العرق حرق عيني، الوجع ضرب جسمي، بس لازم اعمل كده، لازم اخفي الجريمة، وبعدها دخلت على محمود جمعت اللي بقي منه ومعاه الحاجات اللي كانت معاه وشديته للحفرة التانية، وغطيتهم بالتراب.
رقية كانت عايزة حقها، والمارد كان عايز ينتقم منهم مقابل أنه يخرج من بنتي، هو دلوقتي اتحرر بس على الأقل انا وبنتي في أمان منه، الشيخ والمساعد بتاعه أخدوا حقهم وكان من جنس العمل، وأنا قدامي رحلة طويلة أني اخد بنتي وعيالي ومراتي واشوف مكان تاني أعيش فيه بعد ما سمحت بالجريمة دي تحصل وكنت شريك فيها وفعلا خسرت روحي
رفعت بنتي من الأرض وشيلتها وأنا شايف قدامي خيال لمسخ أسود ضخم مستخبي وسط المقابر اختفى بسرعة وصوت العواء بيتردد ويبعد.
قصه عمل سفلي
#تمت
#عبدالرحمن_دياب
قصه عمل سفلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى