قصه عين الدم ، للتأكيد هي قصة من تجميعي الشخصي مع اضافة بعض المواقف الدرامية، ولك يا صديقي حق التصديق او التكذيب، فتلك القصة على لسان راويها.
الموت.. الموت ساعات بيبقى المُنقد لسجن اتحطيت فيه بدون سبب.. سجن معرفش مكانة، مدته، فترته.. السجن ده هو عيني.. عيني اللي كنت بشوف بيها كل حاجه دم في دم كل حاجه قصاد عيني ملطشة، مش قادر أشوف بيها حاجه غير سراب انا عايش في..
أنا منصور العزبي، ابويا توفاه الله، وامي ربنا يديها الصحة شايلاني فوق راسها من ساعة موت ابويا في تعليم ومصاريف وغيرة، امي المثال للست المصرية الصعيدية الأصيلة من اسيوط، قصتي بدأت في يوم كنت عند خطيبتي فريال قاعد معها شوية بنحكي عن مشاكل حصلت وهتحصل عشان نرسم حياة مش مثالية لكنها على الاقل تكون صحية بين الطرفين، وفي وسط حديثنا اختها نعمة جابتلنا اكل، بعدها حبست بكوباية شاي، وقعدت انا وفريال ونعمة نتكلم شوية ونهزر لغاية ما بدأ النوم يكبس عليا فقومت وطريقي للبيت اروح البيت.
أول ما وصلت البيت وفتحت البيت لقيت امي مريحة على الكنبة جنب الفرن بتاعنا القديم من الواضح انها كانت بتصلحه بردو.
مع لحظة قفل باب الشقة لقيت امي فتحت عينيها وهي مبتسمة وبتقولي:
-بتتطلع فيا كده ليه يا إبن بهية، امك زينة وقدرت تصلح الفرن.
رديت عليها وانا متفاجئ وفي نفس الوقت مبسوط:
-امي بهية زينة من زمان، عفارم عليكي يا ست الكل.
-عفارم عليك أنت يا ولدي، خش غير هدمتينك واللي أنت لابسهم والاكل هيبقى جاهز.
-هتعبك يا امي كده؟
-تعبك راحه يابن بهية.
دخلت الأوضة ومع لحظة فتحي باب الأوضة حسيت بدوخة شديدة، قعدت على السرير وانا ماسك راسي.. راسي اللي كان طالع منها صوت بشع، صوت لواحد حنجرته وجعاه، او مش قادر يتكلم.. كان بيهمس في ودني ببطيء شديد وهو بيقول:
-الدم.. الروح، عشق.. خبايا الموت واللقى صدفة.. خطفتك.
كلام كتير مش متفسر قدرت بس اطلع منه الكام جملة دول، وقتها بدأت الرؤيا في عيني تبقى ضباب، احساس يكاد يكون بالعمى الجزئي، عيني كانت بدمع بغزارة شديدة.. الشدة اللي ضربت عيني في اللحظة دي لما لقيت حد فتح باب الأوضة ببطيء، كانت ست بتعرج عرجة بسيطة على رجلها الشمال، بصيت في وشها لقيتها شيطانة.. شيطانة ملامحها مرعبة وعنيها بيضة تمامًا.. ده غير انها كانت متلطخة بالدم.. فضلت اتراجع لورا من على السرير وانا برفس برجلي الكائن الشيطاني اللي كان بيهمس بأسمي بشكل متتالي مرعب.. الصوت فضل يتكرر لغاية ما وصلت لحافة السرير اتبعة وقوعي واصطدام راسي بحاجه شديدة خلاني أفقد الوعي بعد ما سمعت صوت صرخة مرعبة من الكائن الشيطاني اللي قدامي، واللي اختتم صرختة بكلمة واحده:
-كيفك يا إبني!
الشيطان اللي ادعيت بقوته ده كان أمي.. أمي اللي كانت بتنده عليا بكل عفوية أما لقت إبنها مُشتت زيي، أمي اللي فوقت في المستشفى لقيتها قاعدة جنبي، لكني ماكنتش ابص في وشها لشكلها المُرعب، زي أي أم دعيتلي بالصالح وجابتلي أكل، في لحظة وصول الأكل مقدرتش أبص لي حتى، الرز كان عبارة عن قطرات دم، والفراغ قطعة من جثة ميتة، حتى التفاحة كان خارج منها الدود وهو بيتخانق مع بعضة على قطعة من مقطع التفاح الملعون، بكل عفوية رميت صينية الأكل في الأرض وأنا بصرخ وبقول:
-طلعوا من دماغي، هيفرتك مخي.. عيني.. عيني خدوها هالص، مش عايز أشوف.
مقدرتش اتحمل الصدمة اللي كنت فيها إلا واغمى عليا مره تانية.. لكن لحظة ما فوقت اليوم اللي بعده كنت نايم على سريري في اوضتي.. لكن المريب اني كنت فارد ايدي ورجلي بشكل مش طبيعي، حاولت اظبط جسمي بالشكل الطبيعي لكن من الواضح ان كان في عوامل خارجية هي اللي ماسكة في جسمي، بصيت حواليا بعد ما سمعت صوت همس لما حسيت اني زي الكلب المسعور بحرك راسي ناحية أي ضحية لما تصدر صوت.. لكن المرعب ان الصوت ده كان من خطيبتي هي واختها كانوا قاعدين جنبي بيحاولوا يأكلوني لكني كنت رافض أي حاجه لدرجة إني حاولت أهجم على خطيبتي لكن الخيط او الاحبال اللي انا مربوط بيها كانت الحاجز بيني وبين أسوء قرار كنت هاخده في حياتي، لكن مع هطول الليل عليا كطيارة الشبح لسرعة وصولة بعد يومين مش فاكر منهم حاجه قدرت اني افك الاحبال اللي كنت مربوط بيها وجريت زي الكلب المسعور في الشوارع لغاية ما رجلي خادتني لمقابر البلد بعد مانطيت من على أحد أسوارها عشان الحارس ميشوفنيش، في الحقيقة ماكنتش عارف سبب وجودي هنا لكني اكتشفت سبب اللي انا في صدفة، ده برغم ان كل اللي انا في مالوش أي علاقة بسبب وجودي هنا مع لحظة سمعي لأتنين بيتكلموا، والاتنين دول كان واحد شبه الشيطان مرعب زي كل اللي شوفتهم، لكن الغريب في الموضوع إن الشخص التاني كنت شايفة بشكل طبيعي، انسان واقف قدامي بيتكلم.. ونيجي هنا لنقطة مهمة جدا وهي نقطة الكلام لما سمعته بيكلم الشخص التاني وبيقول:
-بقولك ايه يابن زينهم، انا قولت مش هاخد في المصلحة دي غير نص ارنب.
رد عليه وهو متعصب:
-مالوش لازمة!.. لو مالوش لازمة ماكنتش جيتلي بعد ما سمعت انه نجح مع ابن بهية، دي البلد بتحكي وتتحاكي عليه وهما ربطينوا في السرير زي الكلب المسعور، وكلها ساعتين زمن وهتلاقي شرف بيفتح تربته بإيدة.. يعني من الأخر الشرطة مش هتشم خبر عن أي حاجه في الموضوع، يعني نص ارنب في موت حبيب القلب من غير ولا نقطة دم ولا حتى محامي ياخد على قلبة قد كده عشان يخفف حكم لقضية قتل مُتعمد ديتها اعدام كده كده.
الكيان المرعب اللي قصادي ده رد عليه وقال:
-هندفع يا غفران، بس افتكر كويس جدًا إن المُراد لو محصلش هنقتلك.. هنقتلك ونحط جثتك في أوسخ تربة فيكي يا بلد ومحدش هيسأل عنك عشان محدش يعرفك أساسًا.
في اللحظة دي هجمت على الأتنين، لكن مع لحظة لمسي لغفران لقيت ايدي اتشلت، اتجمدت في مكاني، أكن حاجه منعتني ألمسوا، بعدها غفران بدأ يتكلم ويقول:
-أنا ملاحظ إنك خلاص هتودعنا قريب.. بس متنساش، مش انا اللي عملت فيك كده، هما اللي باعوك، او هي اللي باعتك بمعنى اصح.
ابن زينهم اتكلم وقال:
-الله يخربيتك، انت بتتساير معاه كده عادي؟.. ده زمانة سمع كل حاجه وهيفضحنا.
-يفضح مين يا راجل يا مخبول، ما هي دي العينة.. هو ده منصور، ومتخافش هو جي عشان يقابل رب كريم، بس حظة بقى قابلنا.. بس متخافش مش هريح قلبك وافهمك اللي انت في ده، هخليك تموت جاهل زي مانت.
صوت بالهمس بدأ يتكلم ويقول:
-بس أنا هعرفه اللي هيحصل يا غفران، وهقتلك.. هقتلك زي ما ضحكت عليا
غفران رد عليها وهو متوتر:
-نعمة!!.. انتي ايه اللي جابك هنا؟
-جيت عشان اكشف المخطط اللي انت عايز تعمله.. بقى تقولي ان العمل ده هيخلي يبعد عن فريال ويقرب مني، يطلع عمل يخلي يقتل نفسه.. بس زي ما دفنت العمل ده زي ما هطلعه.
في اللحظة دي ماكنتش فاهم حاجه.. كنت مصدوم، بقى نعمة بتعملي عمل عشان اقرب منها وابعد عن خطيبتي اللي هي اختها، لا والدجال ضحك عليها في انه عملي عمل يخليني اقتل نفسي واشوف كل اللي قدامي شيطاني وعبارة عن دم.. لكن العمل كان اشتغل لما ابتديت احفر في الارض زي المجنون وافتح التربة لنفسي.. بس اهل البلد كانو اسرع لما اتلموا على غفران هو اللي معه وادوهم علقة موت بالمعنى الحرفي.. انما انا بقى فقدروا يطلعوا العمل وبقيت أحسن دلوقتي، انا فريال هي ونعمة علاقتهم اتدهورت لدرجة ان فريال سابتلها البيت ونزلت قعدت عند خالتها.. والظاهر كده انا ماليش حظ في الجواز فقاعد في بيتنا لغاية ما يجي النصيب بعد ما سيبت فريال، المرعب اني بدأت احس بمشاعر تجاه نعمة فعلا!!
اندرو شريف