قصه غابة دراكولا
“القصة مستوحاة من أحداث حقيقية”
-إحنا مش مسؤولين عن أي تصريحات أو قصص بتتقال من المتصلين، شهاداتهم وحكايتهم بتبقى على مسؤوليتهم الشخصية، مش إحنا يعني اللي بنجبرهم على إنهم يتكلموا، عشان كده أي حد ليه علاقة بالقصة من قريب أو من بعيد لازم يفهم إننا مش العدو، ويبطل يعمل المضايقات والتصرفات والتهديدات العنيفة ضدي وضد صناع البرنامج، حبيت أضيف التنويه ده بجانب التنويه المعتاد واللي هفكركم بيه، إحنا هنا مش عيادة نفسية ولا مكتب محامي، معندناش مسألة السرية دي، إنتوا هنا على الهوا وأي حاجة هتقولوها، أي سر هتفشوه ممكن يستخدم ضدكم في ساحات القضاء، وممكن كيانات سواء بشر أو غيره يأذوكم بسبب الفضفضة دي، فلو مش قد الحكاية بلاش تحكوا، لو مش قدها، يبقى ممنوع الاتصال أو التصوير…
= الو..
-أيوه.
=ده “ممنوع الإتصال أو التصوير”؟
-مظبوط ومعاك “قاسم رحيم” مقدم البرنامج.
=أنا عندي قصة.
-جميل، إتفضل، بس أنت عارف القواعد؟
=قواعد إيه؟
-قواعد البرنامج، إن أي حاجة…
=أيوه، أيوه أي حاجة هقولها هتبقى على مسؤوليتي، تمام عارف..
-خلاص إتفضل.
=المشكلة مش ف كده، مش في القواعد ولا الفضيحة، المشكلة إن القصة مش زي أي قصة اتحكت قبل كده، أنا نفسي برغم أني كنت طرف فيها، لسه مش مستوعب منها حاجات كتير. أنت كمان والناس اللي بتسمع عليهم مسؤولية! المسؤولية هي إنكم تبقوا منفتحين على قد ما تقدروا عشان تهضموا الأحداث اللي هحكيها
وإنكم في نفس الوقت، تحاولوا تحافظوا على أعصابكم وتبقوا نفس الأشخاص بعد ما تسمعوها..
-طيب يا سيدي حاضر، هنحاول نحافظ على عقلنا وف نفس الموقت نكون منفتحين ومستعدين لأي حاجة هتقولها.
=أنا الأخ الصغير، إسمي “رائد” عندي 32 سنة ، ليا أخ أكبر مني “ريان” عنده 35… المفروض إني أنا الصغير لكن “ريان” في الشكل والتصرفات أصغر، كل الناس كانت بتفتكر كده فعلًا، عشان أنا كنت بالنسبة ليه هادي بزيادة وهو مش راكز ، خفيف، وشكله كمان يدي الإنطباع ده… “ريان” كان دايمًا بيقول إنه عايز يسافر كتير لما يكبر، يلف ويشوف الدنيا، كنا فاكرين إنه كلام عابر، مجرد أحلام طفولية وده برده عشان هو يبان مش راكز زي ما قلتلك..
اتفاجئنا كلنا إن “ريان” مستواه إختلف في الدراسة لما دخل ثانوية عامة، فجأة بقى مواظب على دروسه ومش بيعمل حاجة غير إنه بيذاكر وبس وجاب مجموع عالي أوي من خلاله قدر يدخل كلية هندسة قسم هندسة طبية…
وفضل بنفس النمط لما دخل الجامعة، كان بيجيب إمتياز كل سنة ومش بس التفوق الدراسي ، “ريان” كان بيفكر بره الصندوق، متابع التطورات في مصر وبراها في المجال النادر بتاعه….
بصراحة “ريان” في السنين دي كان بيشكل لغز بالنسبة لي، مكنتش فاهم إيه سبب التحول الرهيب ده، لحد ما ف آخر سنة دراسية ليه قال لي.
“ريان” كان بيفكر في مجال يبقى زي تأشيرة سفر بالنسبة له، يبقى مطلوب عشان تخصصه الفريد، بحث كتير عن المسألة دي وعرف إن الهندسة الطبية هي المستقبل، وقرر يجتهد في الثانوية العامة لحد ما يجيب المجموع اللي يخليه يدخل المجال وبعديها يتفرغ بس للدراسة عشان الهدف بتاعه، هدف السفر والتجوال!
-نعم؟ يعني هو عمل كل ده بس عشان يعرف يطلع برا مصر؟؟
=اه، يبدو سبب تافه مش كده؟ كل ده عشان يعرف يتفسح! ما هو إحنا كأسرة معندناش قدرة مادية تخلينا نعرف نسافر ونروح ونيجي، كان لازم اللفة دي كلها عشان الفسحة! طب أقولك عالتقيلة بقى، مكنش فارق معاه هيروح فين! يعني مش لازم تكون دولة متقدمة وفيها رفاهية رهيبة، كان مستعد يروح أي دولة، يروح حتى شهر ويرجع يشتغل أي حاجة، كل الاجتهاد ده عشان يتفسح شوية، هو ده بقى “ريان”، هي دي دماغه، يمكن الناس تفتكر إن أولوياته تافهة سطحية وإنه معندوش خطط طويلة الأمد، بس الحقيقة أنه عشان يحقق الأولويات اللي شايفنها تافهة هيعمل أي حاجة ، زي الرامي الفاشل اللي بيفضل يتدرب كتير، ميزهقش لحد ما يصيب هدفه. وفعلًا تواصل مع جهات برا مصر، جهات وناس كتير لحد ما جاتله فرصة شغل في النمسا، المفروض عقد العمل كان مؤقت، سنة واحدة ويرجع بعدها، لكن اللي حصل إنهم هم اللي إتمسكوا بيه عشان عبقريته وعقليته الفذة، كان من المتفوقين في صناعة وصيانة الأطراف الصناعية…. والفسحة طولت، مبقتش سنة، العقد اتمد واتجدد لسنة ورا سنة ورا سنة، والسنين كرت، وأكيد بما إنه استقر هناك فقابل واحدة أجنبية وحبها واتجوزها، السيناريو المعروف، وبقية السيناريو المعروف إنه إكتشف إختلافات في الثقافات والهوية خلته ينفصل عنها بعد قصة حب دامت سنين.. الحمد لله إنه مخلفش، كان شايل همومه وأوجاعه و ذكرياته معاها، بس مش شايل هم عيل…
-أنا آسف طبعًا إني بقاطعك، بس أنا ليه حاسس إن مشكلتك ومشكلة أخوك اجتماعية وإنك ممكن تكون اتلخبطت في البرنامج والمحطة؟
=لأ، هو أنا مش عارف إيه مشكلتنا بالظبط، بس هي مش بسيطة زي ما أنت متخيل… بما إن “ريان” إنسان مش متوقع على وجه الإطلاق، فأنت لو فاكر إنه بعد ما عاش واستقر في النمسا وبقى ليه شأن هناك، إنه هيفضل مكمل على كده أو هيسعى يروح الدول التانية اللي ليها شأن في المجال العلمي والتكنولوجي يبقى أنت أكيد غلطان! لإنه قبل بعرض جايله من رومانيا، بفلوس أقل بكتير، وامتيازات أقل بكتير ومكان للمعيشة أبسط بكتير..
-رومانيا؟ بعد النمسا يروح رومانيا؟ طب ليه؟؟
=عشان ده “ريان”، دماغه مش زينا، يعني لو قدرت تدخل جواها هتلاقي دهاليز ومتاهات وعُقَد تقعد تفك فيها لحد آخر عمرك و عمرين على عمرك، هو حاول يشرحلي، قال إنه زهق من النمسا وعايز تجديد في حياته، حاجة مختلفة، جو مختلف، وشوش جديدة وأنماط مش معتادة، وعشان ليه لأ! ليه ميجربش يروح ويعيش شوية في رومانيا، هو كمان كان عنده ثقة مهولة ف نفسه ، إنه ممكن يرجع في أي وقت ولنفس الوظيفة بامتيازات أكتر كمان، عشان قليل أوي اللي يقدر يعمل اللي هو بيعمله، وبصراحة ف دي كان عنده حق.
كل محاولات إقناعي ليه فشلت وأخد بعضه وراح على رومانيا، اتنقل لمقاطعة ترانسلفانيا ، عشان مقر عمله الجديد كان هناك..
– ترانسلفانيا… سمعت إسمها قبل كده، المقاطعة دي فيها حاجة مميزة صح؟
=اه دي موطن دراكولا.
-مصاص الدماء؟
=اه، بس مصاص الدماء الحقيقي ، مش بتاع برام ستوكر وهوليوود والأساطير، فلاد دراكولا الملك السيكوباتي اللي مسك حكم ترانسلفانيا بعد ما رجع من الأسر لسنين كتير، عشان أبوه قرر يسلمه هو وأخوه لإمبراطورية علاقتها برومانيا كانت متوترة وده عشان يثبتلهم نواياه الحسنة وولائه ليهم وإنتفاء أي نية للشقاوة والغدر.
-سلم ولاده بنفسه كضمان؟!
=ايوه ويقال أن ده سبب الإلتواء النفسي البشع اللي صاب دراكولا، ولما رجع طاح في أعداءه وف شعبه وفي جنس البشر اللي ساقهم القدر ومروا في حياته، والمثير في الموضوع أن أخوه أسلم وانخرط وبقى جزء من المجتمع بتاع الإمبراطورية وحارب دراكولا على الجبهة التانية وكان إنسان سوي وطبيعي. أظن الموضوع بعد فترة تعدى التار وتخليص الحسابات، دراكولا كان فعليًا بيستمتع بالقتل لأنه كان بيتفنن في طرق القتل، يعني مثلًا في غابة كده في ترانسلفانيا زينها “دراكولا” بجثث عدد من جنود جيش أعداءه، علق الجثث على جذوع الشجر المدببة.. وعمل أكتر من كده، اتفنن في قتل كتير من المواطنين في ترانسلفانيا لأتفه الأسباب، كان بيتلكك عشان يمارس هوايته المفضلة الدموية.
-وأخوك بقى ساب كل المقاطعات والدول اللي في العالم وراح لمقاطعة دراكولا.
=هو ده اللي حصل، بس عامة التاريخ الدموي لرومانيا قديم جدًا وهي دلوقتي دولة مختلفة تمامًا، رايقة وسكانها مسالمين. بس يمكن نهاية الملك تفسر شوية الغموض اللي بيحصل في منطقة معينة هناك.
-ليه بقى؟ هي نهايته كانت عاملة إزاي؟
=المفروض أن أخيرًا اعداؤه قدروا يقبضوا عليه واغتالوه، فصلوا جسمه عن راسه عشان يبقى عبرة والجسم اتدفن في مكان ما في رومانيا ، وبعد فترة مش عارف إيه السبب، جايز كان في نباشين للقبور بغرض السرقة.. المهم إن قبر دراكولا إتفتح والمفاجأة أن جسمه مكنش هناك، الجثة إختفت تمامًا، كان في حملات بحث مكثفة ومع ذلك ملقوش اثر للجثة.. ممكن بسبب ده بدأت تنتشر الأساطير، عن كون دراكولا قام، بس مش بصورته البشرية، بقى كائن ليلي متعطش للدم، زي ما كان وهو عايش، بس المرة دي في صورة كائن اشبه بالحيوان، ويمكن ده محصلش خالص، يمكن مكنش في أساطير في وقتها لكن الكاتب برام ستوكر استغل قصة أو إشاعة فقدان جثة دراكولا وبنى إسطورة مصاص الدماء اللي بينقلب لخفاش وملوش إنعكاس في المراية وبيتغذى على دم ضحاياه عن طريق شريان في الرقبة وبيتحرق من الشمس و، و….
ويمكن بقى من وقت ما قصة ستوكر اتنشرت والأساطير بدأت تنتشر ما بين سكان ترانسلفانيا وأمريكا طبعًا وباقي العالم من وراهم…
بس مش دي قصتي ولا قصة أخويا ، القصة دي مجرد ضل من ضمن ضلال كتير في خلفية القصة الرئيسية…
القصة الرئيسية هي قصة غابة هويا باكيو، الغابة اللي أخويا سكن قريب منها. في يوم “ريان” كان بيقلب في التلفزيون وشاف برنامج وثائقي أمريكي عن غابة هويا باكيو في ترانسلفانيا. البرنامج مكنش زي الوثائقيات المعتادة، مش تقارير ومشاهد من الغابة ، لأ دي كانت تجربة حقيقية شارك فيها فريق التصوير والمراسلين.. وده بسبب الحكايات الكتير الغامضة اللي بينقلها مواطنين ترانسلفانيا والأجانب اللي جم وزاروا الغابة..
الحكايات كانت كتيرة أوي ومش متناسقة ، يعني نادرًا لما تلاقي حكايتين شبه بعض، كل واحد دخل الغابة أو كان قريب منها شاف أو سمع أو حس بحاجة مختلفة..
ده غير شكل الأشجار نفسها في باقي الغابة.. الأشجار جذوعها مش مستقيمة ، كلها طالعة من الأرض بشكل معووج والفروع ملفوفة حوالين نفسها، ده شكل مش موجود في أي مكان تاني في الكرة الأرضية!
والمشاهدات الكتير اللي السكان بلغوا عنها… في عز الليل كانت بتظهر أنوار في السما، أنوار لونها أخضر أو أبيض ساطع بتمشي بمسافة سريعة جدًا زي طرفة العين ، تبقى ف مكان وفي اللحظة اللي بعدها في مكان تاني في السما.
كل ده وأكتر جذب فريق البرنامج ده وخلاهم يقرروا يعملوا حلقة عن الغابة وكمان ينتقلوا بنفسهم هناك، قالوا مش كفاية يفضلوا يسمعوا في شهادات الناس، لازم يعيشوا بنفسهم التجربة، عشان كمان المصداقية.
وقد كان…
لموا بعضهم وأجهزتهم والخيم بتاعتهم وراحوا على هناك…
كانوا بيسجلوا لحظة بلحظة من وقت ما طلعوا عالطيارة لغاية لما وصلوا مطار رومانيا وتحركاتهم في الفندق في ترانسلفانيا ، قبل ما يمشوا منه ويخيموا في الغابة.
المود بتاعهم كان خفيف أوي، يعني واخدين الموضوع بضحك واستخفاف، كإنها مغامرة مشوقة للبحث في مجرد أسطورة، كان واضح من تصرفاتهم إنهم مش مقتنعين بكل الإشاعات اللي بتتقال عن الغابة، اللي هو يالا نروح ونتفسح وفرصة نخيم ونتبسط بمكان مختلف، وواضح برده أن نيتهم كانت إن المصورين هيمسكوا الكاميرات ويصوروا المراسلين وهما قاعدين قدام الخيم مثلًا أو بيتجولوا شوية في أحراش الغابة، والمراسلين هيفضلوا يتكلموا عن قصص كتير من اللي قالها الناس من رومانيا وبراها وبس…
والحلقة كانت هتكسر الدنيا بالجو الغامض الخفيف اللذيذ ده…
لكن اللي حصل كان غير كده تمامًا…
اللعبة اتقلبت جد، ومبقوش مسيطرين على مجرى الحلقة. بعد ما نصبوا الخيم والضحك والكلام الجذاب بتاع تاريخ ترانسلفانيا طول النهار، أول لما الضلمة زحفت وبينما مراسل منهم بيتكلم قدام الكاميرا، فجأة اختفى!
المعدين والمصورين والمراسل التاني سمعوا صوت دربكة وطبعًا برده المشاهدين سمعوه، وسمعوا بعدها صوت خبطة على الأرض على بعد كذا متر.. المراسل وقع في المكان التاني، طار من مكانه الأصلي وهبط عليه، أول ما هبط، في جسم طاير ظهر في السما، طالع منه نور أخضر، كان بيتحرك بسرعة عجيبة في بقعة معينة من السما وف لحظة بقى ف بقعة تانية، زي الوصف اللي قاله عدد من الناس عن الأجسام الطايرة بالظبط..وبعدها الجنون بدأ، سمعوا أصوات كتير حواليهم، زحمة، ناس كتير بتمشي وبتنده وبتكلم نفسها، المشكلة أن المفروض مكنش في حد غيرهم في الغابة!
-متقولش إن أخوك حب يجرب بنفسه وروح الغابة بعد ما شاف الحلقة!
=هو ده بالظبط اللي حصل، واضح يا “قاسم” إنك بدأت تحلل وتفهم شخصية أخويا وكمان تتوقع تصرفاته.
-للأسف الشديد، أنا آسف بس أخوك فعلًا…
=لاسع، مش كده، هو فعلًا لاسع، مفيش داعي تتأسف، ده الواقع. “ريان” اتهوس بالغابة بعد ما شاف الحلقة.. هو في العادي مكنش بيكلمني كتير، بس بقى يتكلم معايا مرتين تلاتة في اليوم، يحكي كتير عن الحلقة والغابة والقصص وقد إيه نفسه يروحها وياخد جولة لوحده. أنا طبعًا اتعصبت عليه، وقلتله أن الموضوع مش لعبة أو مغامرة خفيفة، مش سانت كاترين هي ، والدليل تجربة الأمريكان اللي المفروض محترفين ودي مهنتهم وكان معاهم عدد وكاميرات وأدوات وكانوا شلة كمان ومع ذلك عاشوا تجربة مرعبة، وواحد فيهم رجله اتكسرت بسبب طيران جسمه واصطدامه بالأرض بسرعة رهيبة وكان ممكن يحصل له أكتر من كده.. هو بقى بسلامته هيعمل إيه وهو وحيد شريد وأجنبي ملوش أهل ولا معارف هناك لو لا سمح الله حاجة حصلت له؟!
-وسمع كلامك؟
=أنت تفتكر إيه؟
-مظنش، “ريان” لما بيحط ىفي دماغه فكرة مش بيتخلى عنها وبيوصل لهدفه، زي ما اتحول من حد مهمل في دراسته لحد متفوق ، بس بغرض الفسحة برا مصر.
=الله ينور عليك يا “قاسم”.. هو كل ما كان يكلمني كان بيأكدلي إنه هيقوم ف يوم وهيلم حاجته ويروح على الغابة.. بس مكنش بيقول إمتى بالظبط ناوي يعمل كده… الموضوع أخد وقت، لدرجة إني بدأت اقتنع أنه ممكن مينفدش، ده كان عشمي واللي بتمناه. لكن قمت ف يوم اتفاجأت برسالة منه مبعوتة على الwhatsapp بيقول إنه اتحرك الصبح بدري وأنه هيبلغني بالمستجدات.. مفيش فرق بين توقيت مصر ورومانيا، نفس الساعة بالظبط، يعني الصبح بدري هناك هي الصبح بدري هنا… هو تقريبًا انطلق بعد الفجر علطول..
-وبقى يتابعك ويقولك المستجدات؟
=حصل… كل نص ساعة تقريبًا كان بيبعتلي رسالة صوتية على الواتساب، بيقول اللي بيعمله، هو مراحش على الغابة علطول، الأول راح على محل على قد حاله عشان يجيب اللوازم بتاعة التخييم، أكل وأدوات والذي منه وبعد حبه دخل الغابة….
في البداية كان بيقول إن الغابة جميلة، والجو حلو بس لاحظ حاجة، الأشجار كانت غريبة، كلها معووجة من الجذع للفروع المتشابكة ، كل مرة كان بيبقى في جديد في الرسايل، يعني مثلًا قال إنه المفروض لوحده في الغابة بس حاسس إنه مش لوحده، زي ما يكون في وجود حواليه، وبعدين قال إنه سامع همس، صوت ستات ورجالة بيتكلموا بهمس وناس بتسأل برضه بصوت واطي، بتقول “أنا فين؟” بس كل مرة لما اتلفت لمصدر الأصوات مكنش بيلاقي حد….لحد المرحلة دي صوته كان مرح، بيضحك ومبسوط بالجو المثير اللي بيعيشه، لكن الرسالة اللي بعدهم كانت مختلفة…
صوته كان مهزوز، مبقاش عنده الحماس بتاع قبل كده، قال كلام غريب، إنه بيشوف جثث ميتة لحيوانات، جثث في حتت مختلفة، أجسامهم متقطعة بطريقة وحشية بس مفيش نقطة دم ، زي ما تكون الأجسام اتصفت من الدم!
قال كمان إنه مش مرتاح وأنه حاول يرجع من نفس الطريق بس معرفش، مش لاقي المخرج…كل ما يوصل لقرب نهاية الطريق أو ده اللي بيتخيله يلاقي نفسه بيمشي في نفس المسارات لجوه الغابة…
“يتبع”
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
“الجزء الثاني والأخير”
قال في الرسايل اللي بعدها أنه شاف بني آدمين، لكن محاولش يكلمهم أو يحسسهم بوجوده عشان شكلهم كان غريب، لابسين زي أزياء معينة، بالطوهات سودة وأقنعة وبيرسموا نجمة كبيرة على الأرض وبيقولوا كلام غريب وبيكرروه، ومعاهم جرادل كبيرة رموها اللي فيها على النجمة، دم! التربة اللي مرسوم عليها النجمة شربت الدم في لحظات وبقت جافة، اللي فضل بس هو اللون الأحمر، وبعديها رموا دم من جرادل تانية والتربة شربتها برده وكرروا ده إلى ما لا نهاية، لحد ما هو انسحب بهدوء من غير ما يحسوا بيه.. بس قال إنه خايف وأنه حاسس إنهم هيلاقوه في النهاية ومش هيسلم منهم وأنه بقى متأكد أن دول عبدة شيطان وبيمارسوا طقوس سحر إسود… وآخر رسالة قال فيها… إستنى هشغلهالك تسمعها…
(صوت الأخ “ريان”، صوت شخص مذعور)
“يا رائد…أنا حاسس… أنا مش هرجع يا رائد، أنا كنت مغفل، مغفل، كنت لازم أفكر شوية قبل ما ااجي، خصوصًا أن محدش خرج سليم، أقل ضرر كان الذعر والكوابيس اللي بتطارد الناس اللي خرجت من الغابة ودول كده السُلام. مش حاجة واحدة، في ظواهر كتير أوي في الغابة، مبدئيًا الهمس بقى طول الوقت موجود حواليا، الأصوات مش بتبطل…زحمة، زحمة، وفي كمان أشكال ظهرتلي، ناس بأزياء غريبة موضتها مش موجودة دلوقتي… ده غير، في مكان معين شفت فيه منظر بشع، جثث متعلقة على جذوع أشجار مدببة، الجذوع بتخترق أجسامهم ببطء وسمعت ….أحلفلك يا “رائد” إني سمعت تأوهات، زي ما يكونوا لسه عايشين وبيتألموا… يا الله، شافوني، شافوني، خلاص شافوني!”
-إيه ده يا “رائد” معناه إيه الكلام ده؟!
=قول لي أنت بقى يا “قاسم” تفهم إيه؟
-مظنش إني عايز افهم، الإجابات أكيد مش هتعجبني، بس أنت كان لازم تحذرني قبل ما تشغل الرسالة، كان لازم ننبه المستمعين، لأن أكيد مش الكل يقدر يستحمل محتوى بالشكل ده!
=آسف ليك وللمستمعين، مكنتش أقصد..
-طيب حصل خير، المهم كده خلاص، القصة خلصت.
=لأ، لسه بدري يا “قاسم” القصة تقريبًا لسه مبتدش! أنا مش موافق أبدًأ على اللي “ريان” عمله، وأنا وهو بشكل عام بنختلف في حاجات كتير، بس في الآخر ده أخويا، ولو كان في قعر محيط كنت هنط وأجيبه أو أموت وأنا بحاول أنقذه..
-متقولش إنك بتفكر تروح! يعني بدل ما أبوك وأمك يخسروا إبن، يخسروا الاتنين؟؟
=أنا مش بفكر أروح، أنا روحت بالفعل…ده أصلًا مكنش موضوع قابل للنقاش، وعشان كده فعلًا متنقاشتش مع حد فيه، خبيت موضوع “ريان” عن أهلي والكل، أنا بس اللي عرف باللي حصل لريان، صحيح معرفتش بالظبط ، بس على الأقل كنت عارف إنه مفقود وأن في حاجة مش تمام حصلت له…. لكن أنا كان عندي يقين إني محتاج مساعدة، لازم أكون مستعد عشان أقدر أساعده وأرجعه معايا…
قصه غابة دراكولا
-مساعدة من إنهي نوع؟
=هو ده بقى مربط الفرس، مساعدة من أنهي نوع؟ كان عندي وقت قليل وموارد قليلة وفلوس زيرو، ومهمة مستحيلة بس لازم تتم…فجأة نورت في دماغي فكرة، صورة وpost وعناوين في جرايد مطبوعة وإلكترونية، حد معين، حد معرفوش، يمكن الحد ده يكون طوق النجاة لأخويا. في فترة المنشورات على السوشيال ميديا والبرامج والجرايد مكنش ليهم سيرة غير عن شخص وقضية معينة… من غير تفكير كتير إتحركت على عنوان الشخص….
وقفت قدام باب الشقة ، “إيه اللي أنا بعمله ده؟!” قلت كده لنفسي، بس لا تراجع، بدل جيت لحد هنا يبقى لازم أكمل… أخيرًا رفعت إيدي وحطيت صوباعي على الجرس…
واحدة ست كبيرة وشها بشوش فتحت لي.. كانت مرتبكة، مش عارفاني ولا فاهمة بعمل إيه على عتبة بيتهم… سمعت صوت من وراها، واحدة جيه من بعيد…
الست اللي وراها قالتلها تدخلني!
مكنتش فاهم ليه عملت كده وواضح إنها مكنتش مرحبة بيا، وشها مكانش مبتسم، كانت مبلمة وحواجبها معقودة…
دي كانت “هادية” الست اللي لجأت ليها الشرطة في قصية شقة الدقي المشهورة، القضية بتاعة البنت اللي عايشة قريب من زميلها، واللي المفروض استنجد بيها عشان أمه تعبانة وبعدين اتقتلت على سريره والشرطة والناس كانوا متأكدين أن الفاعل هو زميلها بس في الآخر بفضل ربنا والأحلام اللي هادية شافتها اكتشفوا أن القاتل صديق لصاحب الشقة وأن صاحب الشقة نفسه اتقتل في المنور تحت الأسانسير..
-روحت لهادية؟! هادية مرة واحدة؟!
=جرأة رهيبة مش كده؟! انا بقى كنت حاسس ان مفيش قدامي غير كده، صورتها هي وبس اللي جت ف بالي. المهم إنها كانت ساكتة، موجهتليش كلمتين على بعض، طب ليه خلت مامتها تدخلني من الأول؟؟ أخيرًا رفعت راسها وبصتلي حبه وبعدين قالت إنها متعرفش لو روحت هناك هرجع ولا لأ! سألتها تقصد إيه، صحيح أنا جيت بسبب اللي قريته وسمعته عنها، قدراتها وشفافيتها، بس مصدقتش إنها فعلًا تكون عارفه… قالت إنها كانت مستنياني وإنها حلمت بيا الليلة اللي قبلها، وإنها كانت في مكاني، دخلت جوا دماغي، تقمصتني، شافت لقطات من اللي أخويا شافها، وعرفت بفكر ف إيه وشافت لقطات تانية، لقطات ليا وأنا جوا الغابة، حاجات مرعبة، طاقة سلبية رهيبة، ومتعرفش إيه بالظبط هيبقى مصيري لو روحت… لو كنت فاكر إني جريء بسبب إني روحتلها وكنت عايز مساعدتها فأنت معندكش فكرة، تفتكر طلبت منها بعد كده؟
-طلبت طبعًا تعرف مكان أخوك بالظبط ومصيره.
=اه فعلًا وهي ردت..
قصه غابة دراكولا
-قالت إنها مش وسيطة روحية ومش بتتنبأ ولا بتتحكم في اللي بتشوفه.
=عرفتها إزاي دي؟!
-عشان يا “رائد” دا الكلام اللي كانت عماله تردده كل شوية، دي كانت أغلب تصريحاتها.
=فعلًا، قالت كده لكن أنا واجهتها بالتصريحات التانية ، أن قدراتها إتطورت وبقت تتحكم نسبيًا ومن وقت للتاني، يعني لو ركزت في موضوع معين بتعرف عنه أكتر وكله بأمر الله طبعًا، زي ما فضلت ورا قاتل “نسيم” و”لاما” لحد ما عرفته وجابته.. بس مش هو ده اللي كنت اقصده، مش هو ده الطلب الكبير اللي طلبته..
-لأ، أكيد لأ…
=أكيد اه!
-طلبت منها تيجي معاك، تروحوا مع بعض غابة ” هويا باكيو”؟!
=بالظبط، طلبت منها تيجي معايا، هو مكنش طلب، أنا اترجتها، كان ناقص أبوس إيديها.
-أيوه بس أنت كده بتعرضها للخطر.
قصه غابة دراكولا
=تخيل نفسك مكاني يا “قاسم”، تخيل أخوك أو أبوك أو حد تربطك بيه صلة زي دي فقدته، وياريت عارف مصيره ، لا تعرف عايش ولا ميت ولا إيه اللي جراله، وفي إحتمال ولو 1 في الميه تنقذه، كنت هتعمل إيه؟
-كنت عملت زيك وأكتر يا “رائد” كنت ضحيت بنفسي والدنيا كلها عشان أرجعه.
=شكرًا ليك، عشان كده إحنا بنقدرك، عشان صراحتك ومصداقيتك اللي نادرة في المجال بتاعكم، عشان كده بنحكيلك حتى لو الفضفضة دي هتأذينا… المهم إنها استجابت! صحيح عملت مجهود كبير بس من جوايا مكنتش متخيل إنها ممكن توافق، كانت محاولات بائسة، كل العياط والصريخ مكنش هيقنعها، اتفاجئت برد فعلها، وبيني وبينك متهيألي مش الحاجات دي اللي أقنعتها، “هادية” فعلًا إنسانة حساسة وبتتقمص حالات ونفسيات غيرها، وقصة أخويا كان لازم تتحسم، يبقى ليها إجابات ، حتى لو سوداوية عشان هادية تقدر ترتاح، والأحلام والرؤى بتاعتنا متفضلش تطاردها إلى ما لا نهاية… إستلفت من طوب الأرض، أقنعت أهلي بسيناريو وهمي عن فرصة شغل جتلي، على إنها حاجة مؤقتة، كام شهر وأرجع.
-كام شهر؟
=مانا مكنتش عارف هرجع إمتى وعلى الأقل لو مرجعتش علطول، ميبقوش هيموتوا من القلق، بديلهم فرصة، فترة هادية من غير توتر أو وجع قلب…
-وسافرت مع هادية…
=سافرت مع هادية. عرفت منها خلال السفر أن أي حد بيقرب من الدايرة اللي مفيهاش زرع في الغابة بيجيله فقدان ذاكرة مؤقت، بينسى اللي حصل في الكام دقيقة دول، كأنهم مكانوش موجودين، الدقايق دي سقطوا من الزمن، كانوا فراغ، فجوات زي الفجوة اللي في الدايرة… أما بقى الغابة نفسها فاتسمت على إسم راعي أغنام ” هويا باكيو”، هويا كان بيسرح بأغنامه كالعادة، قرر يدخل بيهم جوا الغابة، بس مرجعش، لا يومها ولا أي سوم بعدها، اختفى تمامًا، هو وال200 غنم اللي معاه، الغابة بلعتهم، ومش هو بس، حوادث اختفاء كتير حصلت زي، حادثة البنت الصغيرة اللي شردت من أهلها جوا الغابة وبرده اختفت… ترانسلفانيا كلها اتقسمت فرق بحث، مفيش فرقة أو حد لقى أي أثر للبنت، عدت سنين وأهلها فقدوا الأمل واعتبروها ميتة وحتى عملولها زي حجر تذكاري وقبر اعتباري، بس البنت ظهرت ، بعد 5 سنين واحد من السكان لقاها خارجة من الغابة، ملامحها ونظرتها جامدة، كانت بنفس الهدوم، معاها نفس إزازة الميه لكن جسمها أكبر، كبرت 5 سنين، لما سألوها عن اللي حصل لها ، ردت إنها مش فاهمة وإنها لسه سايباهم من شوية! مكنتش فاكرة أي حاجة من اللي حصلت الخمس سنين اللي فاتوا، فجوة تانية في الذاكرة لكن بدل ما هي دقايق المرة دي سنين، وده برضه حصل مع كذا حالة تانية، ناس بتختفي وتظهر بعدها بشهور أو سنين…
قصه غابة دراكولا
-وأنتوا؟ إيه اللي شفتوه لما وصلتوا؟
=مبدئيًا كده استقبلتنا الأشجار المعوجة، مهما وصفتلك يا “قاسم” مش هتتخيل منظرهم، لازم بنفسك تعمل بحث وتبص عليهم وبعدين بقى تبقى تقول لي على شعورك لو أنت ماشي أو قاعد وسطهم! نصبنا الخيم، مع إننا مكناش ناويين نستقر هناك يعني، مكتش رحلة هي، بس مكنش عندنا فكرة هنقعد قد إيه ولا إيه اللي مستنينا.. فجأة لقيت “هادية” ماشية في اتجاه معين، كإنها مش شايفاني ولا حاسه بوجودي، مشيت وراها، مشيت كتير وهي مش بتقف ولا بتاخد نفسها.. أخيرًا وقفت، كانت باصة على حاجة، عينيها بتدمع…سألتها بذعر إذا كان الموضوع متعلق بأخويا، مردتش عليا بس حركت راسها بتنفي ده… مسألتهاش شافت إيه وقتها، مش ناقصة رعب، أنا كان فيا اللي مكفيني…بعدها مشيت في اتجاه تاني ومشيت معاها، شفنا جثث حيوانات، منظرها كان بشع، بشع… في منهم اللي أطرافهم مقطوعة واللي مقسومين نصين ومفيش أي دم، بالظيط زي ما قال “ريان”، كإن جسهم إتصفى. إيه الآلة الحادة اللي تتسبب في ده وإزاي مفيش دم؟
-ممكن ليزر مثلًا من نوع مختلف، تكنولوجيا متقدمة جدًا..
=أيوووه، تكنولوجيا متقدمة جدًا جدًا، متقدمة عن علومنا كبشر! ومش هفسر أكتر من كده… وكل ده مكنش يهمني، هدفي ألاقي أخويا وبس… شفت بعد كده أفواج من الناس، فرحت، كنت هجري عليهم واتكلم لولا إن هادية وقفتني، حطت صوباعها على بوقها، بتحذرني إني أعمل أي صوت، لاحظت بعدها أن في ضباب كثيف حوالين الأفواج دي، وأنهم هايمين، كأنهم مش مدركين لأي حاجة حواليهم، أجسامهم كان فيها جروح رهيبة وشفت… صدقني يا “قاسم” شفت وراهم، حاجة، حد، معرفش دا إيه، كان جسم بس ناقصه راس، جسم ماشي من غير راس! هما مشيوا وكملوا ل الله أعلم فين والجسم اختقى، زي ما يكون اتبخر في الهوا…
بعد أقل من ساعة وصلنا قرب الدايرة اللي مفيهاش زرع، هادية شاورتلي أقف، وهي كملت ليها…كنت من بعيد شايفه، شايف “ريان”! كان واقف بضهره جوا الدايرة، مش بيتحرك…”هادية” مسكت إيده وشدته، كان بيمشي معاها كإنه مسلوب الإرادة، تمثال أو عروسة من غير روح ، عينه مش بتتحرك أو بترمش، كان في جروح على راسه، جروح كبيرة….
مشينا في طريق مش مستقيم، كل شوية هادية تغير المسار، لحد ما وصلنا للمخرج…
-خرجتوا؟!
=أيوه، الحمد لله، سألت بعد كده هادية عن كل الألغاز اللي حصلت في الغابة، مثلًا لما مشيت في طريق معين ووقفت وعنيها كانت بتدمع، قالت إنها شافت العروسة المشهورة، عروسة قصتها معروفة للسكان، قبل فرحها بوقت قليل هي وخطيبها كانوا بيتمشوا قرب الغابة وفجأة العروسة مشيت جوا الغابة، زي ما تكون معندهاش إرادة، حاجة شدتها جوا الغابة، ولما مشي وراها وف لحظة مبقتش قدامه، برضه زي حالات تانية الشرطة وأهل البلد عملوا بحث مكثف عنها وملاقوهاش، القصة دي كانت من سنين كتير أوي. “هادية” شافت الشبح أو الطيف بتاعها ووصفلها طريق الخروج من الغابة لما ننوي نمشي، المسارات الغريبة اللي أخدناها. يعني لو كنا مشينا في خط مستقيم كان هيحصل معانا زي ما حصل لريان المرة الأولانية، كنا هنلاقي نفسنا تاني جوا الغابة! والأفواج اللي هلت علينا بعد كده كانوا أشباح لضحايا فلاد دراكولا، من أعداءه ومن شعبه، بس هي قالت إنها مشافتش الجسم اللي من غير راس، لكن أنا متأكد إني شفته وإنه كان بسم الله الرحمن الرحيم…
-لأ أرجوك متقولش إسمه، خلاص فهمنا، مش ناقصين… طيب “ريان” ، ريان حصل له إيه؟ بقى كويس؟ وحكى قال إيه؟؟
=مقالش حاجة! ريان آخر حاجة فاكرها وهو على أطراف الغابة ويدوبك بيخطي العتبة!
-نعم؟! مش فاكر حاجة؟
=تمااامًا… أنا روحت أجيبه، وأنقذه يا عيني من المعضلة اللي فيها ومستعد أتم إستعداد لما يرجع ابقى معاه في رحلة العلاج النفسي، قوم إيه هو ينسى وأنا اللي أفتكر رحلة الرعب كلها، اللي قالهولي على اللي حصل لي!
-طيب هادية، هادية قالت إيه، إيه تفسير اللي بيحصل في الغابة، فضائيين ولا أشباح ولا الملك اللي ما يتسمى ولا إيه؟!
=قالت إنها معندهاش تفسير قاطع، بس بتميل لإن الموضوع أكبر من كده بكتير، الموضوع متعلق بالغابة نفسها، إنها فيها طاقة سلبية كبيرة بتحذب أكتر من قوة سوداوية، زي المغناطيس الضخم اللي بيلزق فيه أجسام ومواد كتير… قول لي أنت بقى باقي النظرية دي غيه مثلًا يترتب عليها؟
-أنا تقريبًا فاهم، في قوة معينة سلبية، القوة دي مصدر جذب للكائنات الفضائية ، ده لو افترضنا بوجودهم فعلًا، تربة خصبة لتجاربهم وده يفسر الحيوانات المدبوحة بالطريقة الاحترافية دي ومن غير نقطة دم، عشان التكنولوجيا بتاعتهم المتقدمة، وبسبب نفس القوة الاشباح بتنجذب وتتجمع في الغابة برضه وفيهم أشباح طيبة وأشباح مؤذية، أما بقى عبدة الشيطان والعياذ بالله فبيصطادوا في الميه العكرة، شافوا أن الغابة بتمثل مغناطيس للشر ويمكن تكون مأوى للشياطين فقرروا تكون موقع من المواقع اللي يمارسوا فيها طقوسهم الدموية، يعني زي ما هادية قالت السؤال مش إيه اللي حصل هنا، السؤال إيه اللي هنا يخلي كل ده يحصل؟؟
=تفتكر دراكولا…
-يكون ف يوم اتمشى في المنطقة الكبيسة، قُرب الغابة، اتشد ليها ومشي من غير إرادة، دخل وجواها حصل له حاجة مرعبة متتوصفش وبسببها خرج مصاص الدماء، النسخة المشوهة منه، النسخة اللي بتغمس أكلها في دم ضحاياها وبتستمع بالغموس!
=دي نظرية مثيرة يا “قاسم” وأنا بعد اللي شفته مستبعدهاش.
-ايوه بس برده معرفنش اخوك كان يقصد إيه لما قال في آخر رسالة ليه “شافوني”! مين دول اللي شافوه وحصل له إيه، وإيه سبب الجروح في راسه؟..
=معرفش، ومظنش إننا عايزين أو مستعدين نعرف، الحمد لله إنه نسي وإنه عقل ورجع مصر.. أنا بقى بكلمك عشان حاجة تانية خالص، واضح إن جو المغامرة والماورائيات اثر فيا وبقيت عايز اكتر فقررت أتجوزها…
-تتجوز مين؟!
=هادية! أنا بتصل عشان تباركلي.. أتاريها برده كانت عارفة من قبل ما أبلغها ، من قبل ما نسافر، وهو ده سبب من الأسباب الرئيسية اللي شجعتها تسافر معايا ، مكانتش هتسيب جوزها المستقبلي لوحده ف محنة زي دي! ويا أهلًا باللي جاي، يا أهلًا بالمعارك!….
“تمت”
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا
قصه غابة دراكولا