قصص

قصه في السينما

الموضوع ده حصل إمبارح، الخميس، الساعة كانت ١٢ إلا ربع بليل، واقف قدام قاعة السينما في مول شهير مستني القاعة تفتح وندخل. المكان مش زحمة، بس حاسس بحاجة غريبة ونظرات متوترة من الحارس اللي واقف برا.
القاعة اتفتحت، طلعت التذكرة اديتها للحارس وبص فيها وعينه كان فيها رعب وهو بيقولي “كرسي S37”! قولته “اه، في مشكلة ولا ايه؟ بعيد عن الشاشة”؟!
رد بصوت متوتر اكتر “لا مش فاهم القصد حضرتك بس اكيد دي غلطة، انت حجزت اون لاين”؟! رديت “اه” بص حواليه برعب وقالي “طيب لو ممكن تطلب منهم برا يغيروا المكان يكون افضل”!
الموضوع استفزني، قولته بعصبية “اشمعنى”؟! لسه هيرد لقيت حد بيقوله “في حاجة يا وائل ولا ايه”؟!
الحارس بص على موظف لابس بدلة وقاله “لا مفيش يا مستر” وكمل وهو بيقولي باستسلام غريب اتفضل”!
دخلت والراجل اللي بينظم قعدني في المكان، ولقيت نفسي جنبي فاضي وورايا فاضي. اتبسطت، بحب السينما ومش بحب الزحمة.
الفيلم بدأ، أحمد عز بيضرب البلطجي في البداية وشكله فيلم عظمة زي ما سمعت.
ربع ساعة مرت، الجو برد اوي، معليين التكييف بزيادة، الناس كلها مركزة، وفجأة حسيت بايد بتتحط على كتفي وبتتشال بسرعة! بصيت جنبي ملقتش حاجة، ورايا فاضي!
في عيل صغير بيعيط مش عارف صوته جاي منين! القاعة مش شايف فيها عيال! صوت الواد بيزيد، صوته جاي من ورايا!
رفعت الموبايل والكشاف ووجهته ورايا لقيت الصف فاضي ماعدا شخص واحد قاعد مش شايف ملامحه من الضلمة، مركز في الفيلم، لقطة جت فينا نور جامد كشفت جنب وشه! كان محروق! شهقت، بصلي! بصيت قدامي بخوف وكسوف، اكيد احرجته! رجعت براسي تاني ابص عليه ملقتش حد!
دققت حواليا ملقتش الراجل! صوت العيل سكت، في واحدة بتغنيله بصوت واطي!
الاصوات دي كلها جاية من ورايا ومش شايف حاجة، مبقتش عارف اركز في الفيلم، كريم عبدالعزيز بيعمل تمويه مع روبي أنه شغال مع الانجليز بس هو فدائي. “تاخد فيشار”؟! سمعت الجملة من جنبي!
بصيت لقيت شابة جميلة لابسة جيبة على الركبة، شعرها ناعم نازل على وشها، عينها واسعة. رديت عليها بكسوف ومش عارف قعدت جنبي امتى “شكرا جدا”.
بصتلي وسكتت، مديت أيدها واخدت فيشار واكلت منه وهي بصالي. الفيلم شغال، ببص عليه وعيني لامحة البنت مركزة معايا. لثواني وانا باصص قدامي حسيت شكلها بيتغير! بقت عجوزة وشعرها ابيض خفيف وعينها زي التلج الاسود الشفاف!
بلعت ريقي بخوف، لفيت راسي ليها أتأكد لقيتها طبيعية. قالتلي تاني “خد فيشار”! ومدت أيدها طلعت شوية ليا. مديت ايدي بكسوف ليها لقيت الفيشار سخن، حطيته في بقي بإحراج وشكرتها وبصيت قدامي تاني.
أحمد عز عرف أن أبوه مات، اتحول. في حاجة بتقرقش في بقي وطعمها غريب!
مديت ايدي لبقي وطلعت حاجة سودا! رماد وقطع خشب!
صرخت وقومت مفزوع، في ناس بصت عليا، بصيت جنبي للبنت ملقتش حد! الرماد في ايدي، انا مش بتوهم!
كده الموضوع بقى غريب، فكرت انقل الكرسي بس انا لازم افهم، قعدت والناس بتبصلي مش فاهمين صرخت ليه، في صوت بيخبط ورايا، الرجل المحروق! كان ورايا على طول وبيخبط على الكرسي بصباعه، بيبصلي، عينه وارمة، شفايفه بتترعش، جنب وشه احمر وفيه دمامل وحروق كتير، ابتسم ليا وشاور على الفيلم!
مبتصتش، مش قادر ارفع عيني من عليه، مرعوب، سامع صوت ضرب نار، الراجل قالي بصوت واطي “خاين”!
مفهمتش، بصيت لقيت سيد رجب، رجعت بعيني ليه لقيته اختفى!
مستحيل يكون لحق يطلع من القاعة! كده رسمي فيه حاجة مش مظبوطة!
طلعت من القاعة بسرعة لقيت بتاع الأمن اللي طلب مني اغير الكرسي، قولتله من غير مواربة “المكان ده في حاجة غلط، ايه اللي حصل فيه”!
بصلي ومن غير كلام سحبني الحمام وهو بيبص حواليه بخوف. دخلنا وقفل وقالي بصوت بيرتجف “من سنة بالظبط رجل اعمال جه حجز القاعة مع عيلته يتفرجوا على فيلم وحصلت حادثة، حريقة، وكلهم ماتوا في المكان وملحقناش ننقذهم”!
رديت بسرعة “كان معاه بنت حلوة”؟! هز رأسه “جاسمين، شابة زي القمر زي الأجانب”. استغربت “وليه مقفلتوش القاعة”؟! رد بسرعة “سمعة المول والسينما، احنا بنتحجج أن الكراسي محجوزة بس يمكن علشان حجزت اون لاين فالإدارة ملحقتش تحجز الكراسي دي وانت حجزتها”!
حسيت بصداع في راسي، تنميل، خوفت بجد. “الفلوس يعني راحت عليا”؟! رد بسرعة “لا متقلقش، هما مش بياذوا حد، هما بس بيتفرجوا في المكان بتاعهم، إنما لو قعدت بعيد فمفيش حاجة هتمسك”!
خلص كلامه والباب فتح دخل واحد الحمام فطلعنا. قالي بتحذير “ولا كاني قولتلك حاجة، مسمعتش حاجة”. هزيت راسي ودخلت تاني القاعة قعدت في كرسي بعيد عن الصفين اللي حصلت فيهم الحادثة. الفيلم حلو، خلص وكان لطيف وفيه اكشن جامد. طبعا مستمتعش علشان اللي حصل بس كانت تجربة حلوة، الغريب اني وانا خارج من القاعة ومعدي جنب الصفين الفاضين سمعت صوت البنت بتقول “تاخد فشار”؟! بصيت لقيتها بتبتسم ليا ووراها الراجل المحروق بيشاور ليا بعلامة النصر وبيقولي “فيلم حلو”!
#تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى